هجوم القصير 2013
|
هجوم القصير شنه في 4 أبريل 2013، الجيش السوري ومقاتلي حزب الله، أثناء الثورة السورية 2011-الآن،[12] بهدف السيطرة على جميع القرى المحيطة بمدينة القصير التي يسيطر عليها الثوار، ثم فرض حصار على المدينة وفي النهاية الهجوم على مدينة القصير نفسها.[13] ترجع أهمية المنطقة في أنها تشكل طريق هام لإمداد الثوار أثناء قتالهم القوات الحكومية في حمص.[14]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خلفية
منذ نوفمبر 2011، حاصر الجيش السوري مدينة القصير. يعتقد أن 66 من سكان مدينة القصير على الأقل قد لقو مصرعهم في الصراع قبل إشتعال القتال في فبراير 2012.[15]
تتميز المدينة بموقعها القريب للحدود اللبنانية وكطريق لتهريب الأسلحة للثوار.[16] ويسمح أيضاً بالسيطرة على الحدود السورية اللبنانية وقرية القصر اللبنانية.[16] علاوة على ذلك، تقع المدينة على الطريق السريع الواصل بين دمشق وحمص. من وجهة نظر الحكومة، فالسيطرة على هذا الطريق سوف يشكل ضغطاً على مقاتلي المعارضة في معاقلهم بحمص، بقطع إمداداتهم من الأسلحة. ويمر بالمنطقة أيضاً الطريق الرئيسي إلى طرطوس، التي يسكنها أغلبية كبيرة من العلويين.[17]
الهجوم
أبريل
في 11 أبريل، قام الجيش السوري، بالإشتراك مع مقاتلين من حزب الله، بالهجوم والاستيلاء على قرية تل النبي ماندو ذات الموقع الاستراتيجي، والتي كانت تحت سيطرة قوات المعارضة.استمر القتال حتى اليوم التالي لكن بصورة متقطعة.[18] قُتل في هذه المعركة الشرسة 40 من مسلحي حزب الله والجنود السوريين.[19][20] ترجع أهمية قرية تل النبي ماندو إلى موقعها الاستراتيجي. يمكن للقوات المسيطرة على القرية إطلاق النار على معظم القرى الحدودية في المنطقة. ولهذا، فقد فر ساكني القرى الموالين للحكومة بعدما استولت المعارضة في السابق على القرية.[21]
في 14 أبريل، بعد تحذير لبنان من الرد على مشاركة حزب الله في القتال إلى جانب القوات الحكومية السورية، أطلق الثوار هجوم صاروخي على الحدود تجاه الهرمل، والقصر اللبنانيتين، مما أسفر عن مقاتل لبنانيين، منهم طفل،[21][22] وإصابة ستة أخرين.[23]
في 17 أبريل، قصفت الحكومة البويضة الشرقية فقتل 12 شخص على الأقل، منهم إمرأتين وطفلين. في ذلك الوقت، كان القتال قد احتدم على قرية أبيل.[24] أعلن ناشطو المعارضة أن هناك 700 من مسلحي حزب الله تم نشرهم في قرية النزارية بالقرب من القصير.[25]
في 18 أبريل، أحكم الجيش السوري الحر سيطرته على قاعة الضبعة الجوية بالقرب من مدينة القصير.[26] لم يكن بالقاعدة أي طائرات وكانت تستخدم بصفة رئيسية كمركز للقوات البرية. في ذلك الوقت، تولى الجيش السوري السيطرة على قرية أبيل. وصف مدير المركز السوري لحقوق الإنسان إستيلاء الجيش على القرية بقوله أنه سوف يعرقل تحركات المقاتلين بين مدينة القصير وحمص. تبعاً لتصريحاته، سيشكل الاستيلاء على المطار ضغطاً على المعارضين في المنطقة، لكن خسارتهم أبيل جعلت الوضع أكثر تعقيداً.[27][28] قُتل 21 مقاتل من المعارضين، منهم قائد، أثناء القتال في أبيل.[29]
في 20 أبريل، أسقطت القوات الحكومية وقوات حزب الله قرية الريضوانية، وأحكمت الحصار على القصير.[30] أعلن ناشطو المعارضة أن التنسيق بين الجيش وحزب الله كان قوياً للغاية وأن مقاتلي حزب الله كانوا يوفرون تغطية جوية أثناء القتال. بدأ أيضاً هجوم حزب الله على البرهانية. أفيد كذلك عن تجدد المعارك في تل النبي ماندو، واندلعت اشتباكات أخرى في قرى السكرجة وأبو حوري. وصف ناشط من القصير الوضع بأنه سيئ للغاية حيث تحاول القوات الحكومية السيطرة على الريف المجاور، بهدف الهجوم علي المدينة.[13][31]
في 21 أبريل، أسقطت الحكومة قريتي البرهانية والسكرجة وتقدمت القوات الحكومية على الطريق الواصل للحدود السورية اللبنانية على امتداد نهر العاصي غرب القصير. في الوقت نفسه، بدأت قوات المعارضة بإطلاق صواريخ على بلدات الهرمل والقصر اللبنانيتين، رداً على مشاركة حزب الله في الهجوم.[14][20] في تلك الأثناء، شنت القوات الحكومية الهجوم على ثمان قرى. وكانت قوات حزب الله تتقدم من وادي بكة إلى القصر، بينما يتحرك الجيش السوري جنوباً من حمص صانعاً كماشة.[32]
في 22 أبريل، استمر القتال بين المعارضة وقوات حزب الله في القرى الأخرى المحيطة بالقصير.[33] تزعم المعارضة مقتل 18 من مقاتلي حزب الله في تلك الاشتباكات.[34] يدعي قائد من المعارضة أن الثوار أعادوا سيطرتهم على قرى أبو حوري والموح. ومع ذلك، فلم تصدر أي تأكيدات حيادية لذلك.[35]
في 23 أبريل، شن المعارضون المزيد من الهجمات الصاروخية على الهرمل داخل الحدود اللبنانية،[36] وعلق مصدر عسكري سوري أن إسقاط القصر كان "سيحدث في غضون أيام، على الأكثر".[37]
في 24 أبريل، انتقل خط المواجهة إلى قرية عين التنور، على بعد أميال قليلة شمال غرب القصير. انتظرت القوات الحكومية حتى يثبتوا مراكزهم في القرى الواقعة غرب نهر العاصي قبل التقدم إلى القصير.[38]
في 26 أبريل، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، إندلع قتال عنيف على الطريق من حمص إلى الساحل.[39] أيضاً استمرت الاشتباكات في قرية كمام، بين حمص والقصير، حيث كان المعارضين يحاولون السيطرة عليها.[40]
في 29 أبريل، أطلقت ستة صواريخ من سوريا لتضرب وادي بكة، في لبنان، وأسفر الهجوم عن مقتل شخص واحد.[41]
مايو
في 2 مايو، اندلعت اشتباكات في الجوزية القرب من الحدود اللبنانية، بين الثوار والجيش السوري، والمسلحين الموالين للحكومة، ومنهم أفراد من حزب الله.[42]
في 4 مايو، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، شهدت منطقة البساتين المحيطة بالقصير قتال بين الجيش وقوات المعارضة. وتعرض مناطق كثيرة من القصير للقصف. أسفرت الاشتباكات عن مقتل خمسة من المعارضين منهم قائد. شاركت أيضاً قوات مختارة من مقاتلي حزب الله في الاشتباكات والتي استطاعت السيطرة على معظم القرى المحيطة بالمدينة في الأيام السابقة.[43]
في 5 مايو، تعرض القصير للقصف من قبل الجيش السوري، في الوقت الذي بدأ فيه القتال عند أطراف المدينة.[44] طالب المجلس الوطني السوري بإرسال تعزيزات للثوار في القصير.[45] أعلن وكالة الأنباء الإيرانية پرس تي ڤي أن الجيش السوري استولى على آخر المعاقل الرئيسية للثوار شرق المدينة، تل الحنش، وأنه سيستكمل طريقه إلى القصير.[46]
في 6 مايو، وقعت اشتباكات على أطراف مدينة السليمية[47] وأطلق صاروخ من الأراضي السورية على لبنان سقط في القصر بالهرمل، وسقط ستة أخرين في الضبعية ونورا في عكار.[48] استمر القتال في ضواحي القصير لليوم التالي.[3]
في 7 مايو، أعلن الثوار أنهم قد يفقدون القصير بعد اجتياج القرى المحيطة.[49]
في 8 مايو، استمر القتال العنيف في القصير، وجرت وساطة بين القوات الحكومية وبعض العناصر المحلية لينسحب الثوار من القصير على الرغم من رفض الكثيرين منهم المغادرة.[50] هناك تقارير غير مؤكدة بأن حزب الله قام بذبح 30 شخص كانوا يحاولون مغادرة المدينة وألقيت جثثهم خارج المدينة.[51]
في 9 مايو أحكم الجيش السوري سيطرته على الشومرية، بالقرب من القصر، واستمر في التقدم نحو قرية الغسانية. أطلقت ثلاث صواريخ من سوريا على الهرمل، في لبنان، وإثنان سقطا على Macharia al-Qaa.[52]
في 10 مايو، حسب مصدر عسكري، ألقى الجيش منشورات على مدينة القصير لإنذار المواطنين بالخروج منها قبل بدء الهجوم، أنكر ناشط معارض، قام بجولة في قريتين على أطراف القصير، وجود أي منشورات تحذيرية.[53] ومع ذلك، فقد أكد أحد السكان الذي كان يعيش بالقرب من القصير عن إلقاء الجيش للمنشورات.[54] ضرب حزب الله محطة المياه الرئيسية في المدينة.[55] عند هذا التاريخ، كان عدد المدنيين الموجودين في المدينة 25.000 مدني.[56] أُعلن أيضاً عن مقتل ثلاثة مقاتلين لبنانيين في القتال المشتعل في المنطقة وعن 36 فقيد.[57]
في 11 مايو، أستعاد الثوار أبريل، التي قد تسهل تحركات القوات المعارضة بين القصير وحمص.[58] غير أن الجيش السوري استعادها في اليوم التالي.[59] بعدها، قام الجيش السوري بكسر حصار قرية الغسانية المسيحية. كانت القرية قد حاصرتها قوات الثوار منذ ثمانية أشهر.[60]
في 13 مايو، أسقطت القوات الحكومية قرى دمينة الغربية الحيدرية وعش الوروار، شما القصير، مما سمح لهم بقطع الامدادات عن الثوار في المدينة. تبقى بذلك ثلاثة أهداف عسكرية قبل الوصول للضواحي الشمالية للقصير، منها قاعدة الضبعة الجوية والتي سيطر عليها الثوار الشهر السابق، قبل قبل إحكام الحصار على المدينة قام الجيش بالفعل بتأمين المناطق الجنوبية والشرقية من القصير وقامت قوات أخرى بالتقدم إلى المدينة من ناحية الغرب.[61][62]
في 18 مايو، أوقع المعارضين مقاتلي حزب الله في كمين على ضفتي نهر العاصي على الجانب السوري من الحدود البنانية أثناء محاولتهم دخول سوريا. وقتل 10 من مقاتلي حزب الله. في الصباح التالي، توجهت قوات جديدة من حزب الله نحو القصير.[63] مساء 18-19 مايو، اندلع قتال عنيف بين الجيش والمعارضين حول قاعدة الضبعة الجوية. وقصف الجيش أيضاً قرية البويضة الشرقية التي يسيطر عليها الثوار.[64]
معركة القصير
في 19 مايو، بعد يومين من الهدوء، قصفت الطائرات والمدفعية ومدافع الهاون مدينة القصير في الساعات الأولى من الصباح. في اليوم نفسه، قامت القوات الحكومية معززة بمئات من مقاتلي حزب الله، باقتحام المدينة من عدة اتجاهات.[65][66][67] وأعلن عن وقوع تسعة اشتباكات في المدينة.[68]
دخلت القوات السورية وسط المدينة في اليوم التالي، وحاصرت الميدان الرئيسي بها ومبنى البلدية، حسب مصدر عسكري.[8] أنكر ناشط معارض أن تقدم القوات الحكومية،[69] لكن ناشط آخر أكد أن الجيش سيطر على مبنى البلدية و60% من المدينة.[70]
في اليوم التالي من المعركة، أعلنت وسائل الإعلام الحكومية عند عودة "الاستقرار" في شرق المدينة، وعن استمرار مطاردة "بقايا الإرهابيين" في بعض المناطق الشمالية والجنوبية.[71] وأعلن مصدر معارض أيضاً عن بدء القتال في المنطقة الشمالية من المدينة.[72]
صرح المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تضارب التقارير حول إذا ما كان الجيش السوري يقاتل داخل مدينة القصير أم لا، لكن صدرت تقارير تؤكد عن اشتباكات بالقرب من الضاحية الغربية للقصير "بهدف ضرب الحصار على المدينة".[73] وتصاعد كذلك دخان أسود في اتجاه القاعدة الجوية، شمال المدينة، كما كانت القوات الحكومية تقاتل للسيطرة على المطار.[74]
يزعم ناشطو القصير أن الممعارضين قد صدوا القوات الحكومية والتابعة لحزب الله عند خطوط المواجهة أثناء محاولتهم الهجوم على المدينة، بينما يزعم متحدث باسم الجيش السوري الحر عن فشل جهود القوات الحكومية في دخول المدينة بعد أن تصدت لها قوات الجيش الحر،[75] ومُنعوا من دخول المدينة.[76] أكد ناشط آخر من المعارضة أن القوات الحكومية سيطرت على مبنى البلدية ووسط المدينة وعن تراجع وحدات المعارضة خارج معظم مناطق القصير.[72] كذلك قال مراسل قناة الجزيرة في بيروت أنه يبدو أن الجيش قد أحكم سيطرته على معظم المدينة.[77]
في اليوم الثالث من القتال، أرسلت تعزيزات من حزب الله عبر الحدود اللبنانية إلى القصير.[78] أيضاً، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن إندلاع القتال لأول مرة داخل المدينة.[79] انتشرت الاشتباكات ووصلت إلى القرية الحدودية، حيث قُتل إثنان من المعارضين وأصيب آخرين.[80]
نقل مصدر مسؤول بالخارجية الأمريكية، عن مصادر مختلفة من الثوار، أن الجنود الإيرانيين يشاركون في معركة القصير، ولم يوضح إن كانوا لا يزالوا يقاتلون أم لا.[81][82]
في 22 مايو، دعا جورج صبرة، رئيس المجلس الوطني السوري، لإرسال إمدادات إلى القصير قائلاً "كل من يملك أسلحة أو ذخيرة يجب أن يرسلها إلى القصير وحمص لتعزيز مقاومتنا هناك". أرسلت على الفور كتيبة التوحيد قافلة من 30 سيارة من حلب إلى القصير. فيما بعد، زعم أبو فراس من كتيبة التوحيد أن وصول 300 وحدة الدعم إلى القصير، وأضاف أنهم سيرسلون أيضاً عربة إسعاف وأسلحة مضادة للطائرات وذخيرة.[83] صرح مصدر معارض أن القوات الحكومية وقوات حزب الله قطعت معظم خطوط الإمدادات إلى القصير وأكد آخرون اعتقادهم بسيطرة الحكومة على 60% من المدينة،[84] بينما تدعي المصادر الرسمية الحكومية عن سيطرتها على أكثر من 80% من المدينة.[85]
تقدمت القوات الحكومية بحذر وسط قتال عنيف أحدث تدميراً كبيراً بالمدينة. ويقال عن ارتفاع الحالة المعنوية للعسكريين بعد اعلان مقتل أبو عمار، قائد جبهة النصرة. يقول القادة العسكريون في الميدان أن معركة القصير لن تنتهي بسرعة ويمكنها أن تستغرق أسبوع آخر لإعادة السيطرة على المنطقة الشمالية من القصير والتي يتمركز فيها الثوار. بينما لازالت قوات المعارضة تسيطر على قاعدة الضبعة الجوية.[86]
أعلن الجيش عن مقتل 100 من الثوار في اليوم الأول من المعركة.[87] أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 76 من الثوار، 31 من حزب الله، 12 جندي وعسكري حكومي و8 مدنيين في الأيام الثلاثة الأولى من القتال.[88] حسب ناشط معارض آخر: فقد قتل 90 من المعارضين،[89] 30 من مقتالي حزب الله و20 من الجنود والمسلحين الحكوميين في اليومين الأول من المعركة. أعلنت مصادر لبنانية عن مقتل 12-20 من مقاتلي حزب الله في المعركة.[90][91]
بحلول اليوم الرابع من القتال، قُتل 89 من الثوار، منهم 6 لبنانيين.[92] في اليوم الخامس، ارتفع عدد القتلى من حزب الله إلى 46 شخص.[93]
في 24 مايو، قام الثوار بهجوم يعتقد أنه يهدف لإستعادة ثلاث مراكز سيطر عليهم الجيش السوري ومقاتلي حزب الله. أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 2 من الثوار.[94][95] أُعلن أيضاً عن تقدم القوات الحكومية بالقرب من قرية الحامدية، في محاولة لقطع آخر خط للإمدادات عن القوات المعارضة في مدينة القصير.[96]
في 27 مايو، عد تمترس مسلحي المعارضة ضمن الحيّ الشمالي لمدينة القصير وتحصنهم بداخله، كان لا بد من فتح طريق باتجاهه شمالاً، إذ يستفيد المتحصنون في هذا الحي من امتداد سيطرة المعارضة المسلحة على قرية عرجون الملاصقة له والمفتوحة بدورها على قرية الحميدية «أحد حصون جبهة النصرة»، ما يتيح التنقل السريع لمقاتلي المعارضة. ردد العسكريون فجأة خبر انسحاب الجيش من على مشارف قرية الحميدية شمالي مدينة القصير، لمصلحة هجومه على مطار الضبعة. الخبر انتشر بسرعة خلال اليومين الماضيين، لكن أول أمس تغير كل شيء. بشكل مباغت، بدأت العملية العسكرية على الحميدية عبر محورين؛ أولهما من الجهة الجنوبية عبر قرية الغسانية مروراً بالحيدرية، والثاني من الجهة الشرقية.[97]
سيطر الجيش على منطقة طيبة ذات الموقع الاستراتيجي المهم، حيث كانت تحتوي على غرفة عمليات متقدمة لمسلحي المعارضة على الطريق الواصل بين قريتي الغسانية والحميدية، ما أدّى إلى تحوّلها سريعاً إلى خط أمامي للمواجهات، بعدها تم سريعاً إحضار الآليات اللازمة لإنشاء سواتر ترابية بين الغسانية وطيبة، منعاً لأي إصابات في صفوف القوات البرية المتقدمة إلى الحميدية. القنص الكثيف بين الغسانية وطيبة، ولا سيما باستعمال «الدوشكا»، اشتدّ مع تقدم جنود الجيش السوري، وسرعان ما تبين أن مصدره الحميدية ومطار الضبعة. يمكن هُنا استعمال المنظار ورؤية بعض مسلحي المعارضة وحركة سيارات الدوشكا داخل المطار، بكل وضوح. رجالٌ يرتدون ملابس سوداء، مجهولو الهويات. بعضهم من المنطقة وآخرون غرباء. يصعب تحديد جنسياتهم، فاللحية توحّدهم، والأسود لباس الجميع. أحدٌ ما يقول: «جميع المقاتلين هنا ينتمون إلى جبهة النصرة». تنتابك رهبة. رجال يرتدون ملابس سوداء إذاً، غيّروا حياة البلاد، وأودوا بها في أتون حرب تأتي على الأخضر واليابس فيها. حربُ حرق الأخضر واليابس تجسّدها بحرفيتها معركة الحميدية اليوم. فالمؤازرة التي وصلت إلى قوات الجيش، جعلت القرار بالتقدم البري أمراً حتمياً، باتجاه تل سفينة نوح الاستراتيجي شمالي الحميدية. ولتل نوح البعيد عن طيبة مسافة 800 م مكانة مهمة تتيح لمن يسيطر عليه السيطرة على الحميدية بالقوة النارية بسبب ارتفاعه وانبساط المنطقة أمامه بانكشاف واضح. يشتد القنص مع وصول المؤازرة أكثر فأكثر. تقدم القوات البرية مسافة 100 متر جعل الطرف الآخر يطلق الدوشكا ومضادات الطائرات نحو عناصر الجيش المرابطين داخل أراضي القمح، لتشتعل النيران من حولنا وعبر جميع الجهات، وامتدت النار سريعاً لتفصل وحدات الجيش بعضها عن بعض. لا يمكن رؤية القسم الآخر من الجنود، فالدخان يعيق رؤية كل شيء، فيما العيون تدمع من شدّته. كل ما يمكن أن تدركه هو سماع صيحات مجنونة تدعوك للاحتماء من النار والتراجع إلى الخلف. وكما تتردد في ذهنك عبارة «الأسد أو نحرق البلد» في طريقك إلى المنطقة المشتعلة ناراً وباروداً، عندما ترى حرق العشب على جانبي الطريق، ستردد الآن أمام مشهد الموت حرقاً عبارة «لا نريد الأسد أو نحرق البلد». لعل مبدأ «ما حدا أحسن من حدا» هو المبدأ الذي يعيش عليه السوريون اليوم، فيما الأرض وحدها هي التي تصرخ مذبوحة. أمطارٌ من الرصاص الحارق في ظل الحَرّ الخانق ضمن أراضٍ «ذهبية» بتدرجات بديعة، فاشتعل القمح بمن يتمترس فيه، ولفح الهواء الساخن وبعض ألسنة اللهب وجه الموجودين في المكان. آخر ما كنتَ تطمح إليه هو الموت حرقاً. عليك إذاً أن تنبطح وسط ساحة قتال بين طرفين يطلقان أحدهما على الآخر، من فوق رأسك، كافة أنواع الأسلحة، في معركة وجود لكلّ منهما. أحدهم يصرخ بك: «أغلق الكاميرا»، فلا سبيل لإعاقة تحركاتك. أحد الجنود صرخ بجنون: «لقد أصبت... لقد أصبت». عبارة أيقظت البقية على حقيقة أنهم ما زالوا أحياء، ولا بدّ من سحب الجرحى والخروج من الجحيم المحيط. ثلاثة عناصر يعانون من الإصابة، هم حصيلة أولية لأول مئة متر من التقدم. قسم من عناصر الجيش اشتعلت النار وراءهم، حيث بقي طريق تل النبي نوح أمامهم مفتوحاً، فتقدم باتجاهه. في حين تعرقل تقدم القسم الآخر بمُصابيه، ما أدى إلى انتباه القوات المرابطة في طيبة إلى حصارنا تحت وابل من الرصاص شلّ حركة الجميع، فتحركت الدبابات والرشاشات لتغطية عملية سحب الجرحى بواسطة العربات المدرّعة والتراجع فوراً نحو طيبة، ولتخرج من أتون المعركة مكلّلاً بالسواد الناتج من احتراق أطراف ملابسك، وتلوثك بالكامل بالقمح المحترق. آخر ما سيبقى في ذاكرتهم من المعركة المجنونة رائحة القمح المشوي، تتخللها رائحة لحم «آدمي». من المستحيل إكمال اللحاق بالمقاتلين المتقدمين بسبب النار الممتدة التي استمرت لساعات طويلة، إلا أن قسماً ثالثاً من وحدات الجيش انسحب باتجاه الجنوب مسافة 200 م واحتمى خلف أشجار السرو، ليحرّك عربات ودبابات بدأت تضرب باتجاه مسلحي المعارضة، محاولين التغطية على رفاقهم الذين اختاروا اللجوء إلى تل سفينة نوح المسيطر عليه من قبل المعارضة، تمكنوا من اقتحامه والتمترس داخله. ورغم ذلك، لم يتوقف الرصاص من الضبعة والحميدية لحظة واحدة. فعاد قسم من العناصر يحملون المصابين إلى طيبة. أما أخبار محور الهجوم من الجهة الشرقية، فقد بدأت تتوارد تباعاً، حيث تقدمت القوات السورية وسيطرت على الطرف الشمالي للمطار، بهدف ضمان تقدم القوات البرية التي بدأت بالوصول إلى وسط الحميدية. هدف الجيش من الهجوم على مطار الضبعة، بحسب أحد العسكريين، هو السيطرة على «الهنغار الشمالي» لتأمين طريق آمن لتقدم القوات البرية، وهو ما نجح بفعله. وبوصول الجيش إلى المطار استطاع عناصره أن يضمنوا فصل الحي الشمالي داخل القصير، آخر معاقل مسلحي المعارضة في المدينة، عن مطار الضبعة، وعن مقاتلي جبهة النصرة في الحميدية، ما يعني أن المعركة الحاسمة وسط مدينة القصير وشمالها أصبحت قاب أيام قليلة، وفيما يبدو لن تكون معركة عادية على جميع الأصعدة، وخاصة العسكري. ولا شكّ في أن مقتل أحد قياديي القاعدة الملقّب بـ«بن لادن الثاني» سيرخي بظلاله على نتائج المعارك الجارية شمال القصير، في ظل سيطرة الجيش السوري على ثلثي قرية الحميدية تقريباً، إضافة إلى تأمين محيط مطار الضبعة العسكري.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تحليل استراتيجي
الهدف الرئيسي للهجوم هو السيطرة على منطقة القصير، ومنها معظم مناطق محافظة حمص، يراه البعض أنه تحضيرات محتملة لثلاثة أشياء. الأولى، تأسيس ممر من دمشق إلى ساحل البحر المتوسط، حيث الأغلبية العلوية، ومن ثم وضع أساس لدولة جديدة محتملة، يمكن أن تضم ثلث سوريا. الثانية، تأمين طريق للانسحاب في حالة فقدان الحكومة لدمشق وتقريرها الإنسحاب للساحل. الثالثة، تأمين طريق للإمدادات تمهيداً للهجوم النهائي على حمص. [98][99] وتعتبر مدينة القصير "مصيرية لتوريد الإمدادات لكلا الجانبية".[56]
المصادر
- ^ Syria: National Defense Forces at Forefront of Qusayr Fighting
- ^ "The Counter-Insurgency Role of Syria's "Popular Committees"". Fair Observer. Retrieved 16 May 2013.
- ^ أ ب Hezbollah Steps Up in Syria as Israel Tries to Ease Tension
- ^ Iran Counters Saudi Diplomacy In Lebanon
- ^ Hezbollah Fighters Killed in Clashes With Syrian Rebels
- ^ https://www.facebook.com/photo.php?fbid=371989652903147
- ^ FSA: Mustafa Badreddine Leading Hizbullah Operations in Qusayr
- ^ أ ب Senior Hizbullah Official Killed in Syria Fighting
- ^ Rowell, Alex (20 May 2013). "Qusayr resisting all-out attack". NOW Lebanon. Retrieved 21 May 2013.
- ^ '75 Hezbollah fighters killed in Syria so far'
- ^ أ ب "Syrian Observatory for Human Rights". Syrian Observatory for Human Rights. Retrieved 21 April 2013.
- ^ Syrian opposition calls on Hezbollah to stay out of Syria’s civil war
- ^ أ ب Activists: Syrian regime provides Hezbollah aerial shield in Qusayr
- ^ أ ب Syria fighting flares both sides of Lebanese border
- ^ On the Syrian frontline in al-Qusayr -in pictures
- ^ أ ب http://rt.com/op-edge/syria-israel-iran-ali-527/ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صالح؛ الاسم "rt" معرف أكثر من مرة بمحتويات مختلفة. - ^ http://www.bbc.co.uk/news/world-middle-east-22595767
- ^ Syrian troops battle rebels in hills near Lebanon
- ^ Activists say 40 Hezbollah, Syrian regime fighters killed in Qusayr clashes
- ^ أ ب Syria army closes in on Qusayr near Lebanon
- ^ أ ب Northern Bekaa Villages Threatened by Syria War
- ^ Fire from Syria kills two in Lebanon
- ^ Syrian regime rockets kill at least 2 in Lebanon
- ^ Syrian regime bombardment kills 12 in Homs village
- ^ Hezbollah deploys 700 fighters in Syria’s Homs, report
- ^ Syria rebels claim strategic airbase
- ^ Syria troops seize strategic Homs village
- ^ Homs province 1
- ^ About 160 people were killed yesterday
- ^ Dozens killed in battle near Damascus: Watchdog
- ^ Homs province 2
- ^ Lebanon border area mired in Syrian conflict
- ^ Hezbollah’s elite leading the battle in Qusayr region of Syria
- ^ FSA reportedly kills 18 Hezbollah fighters in Syrian city of Qusayr
- ^ Rebels say foiled Hezbollah attacks in Homs
- ^ Qusayr battle pits Syria rebels against army, Hezbollah
- ^ Syria chemical weapons fears, fierce clashes near Homs
- ^ Syria: National Defense Forces at Forefront of Qusayr Fighting
- ^ Bataille acharnée à Damas, nombre record de raids de l'aviation
- ^ Syria Today: The Debate Over Chemical Weapons
- ^ Liban : six obus syriens s'abattent sur Macharih el-Qaa dans la Békaa
- ^ http://www.facebook.com/syriaohr/posts/365218646919813
- ^ Homs province 3
- ^ Le commandant de l'aéroport militaire syrien de Mennegh tué
- ^ FSA brigade pledges to fight Hezbollah's Qusayr advances
- ^ Syrian Army gains control of strategic Qusayr Suburban areas
- ^ Homs province 4
- ^ Plusieurs obus tirés de Syrie s’abattent au Liban
- ^ Hezbollah Takes Risks by Fighting Rebels in Syria
- ^ Syrian troops push into strategic town on highway to Jordan as Internet outage engulfs country
- ^ As Syria Diplomacy Gains, Kerry to Announce More Aid
- ^ Syria troops, Hezbollah advancing on Qusayr, NGO says
- ^ Syria army warns civilians to leave Qusayr: Military
- ^ Army shelling kills 25 in Syria
- ^ UN Rights Chief Alarmed over Syrian Troop Buildup
- ^ أ ب ANNE BARNARD and HWAIDA SAAD; Anne Barnard and Hwaida Saad reported from Beirut. Hala Droubi contributed reporting from Riyadh, Saudi Arabia (20 May 2013). "Hezbollah Aids Syrian Military In a Key Battle". The New York Times.
{{cite news}}
:|access-date=
requires|url=
(help)CS1 maint: multiple names: authors list (link) - ^ 3 Lebanese fighters killed in Syria, 36 others missing
- ^ Strategic village will help ease rebels' movement.
- ^ Homs province 5
- ^ Syria Christian village breathes easier as army advances
- ^ Abandoned arms as Syria rebels pull back near Qusayr
- ^ Syrian army takes strategic villages near Qusayr: Officer
- ^ Hezbollah fighters head to strategic Aleppo town as fighting rages
- ^ Syrie : raids aériens sur la ville de Qousseir
- ^ Syria army launches assault on rebel-held Qusayr: NGO
- ^ Syria army 'storms' rebel town Qusair
- ^ Syrian Observatory: Military Pounds Rebel Town of Qusayr, Killing 13
- ^ Syrian army, Hezbollah kill over 30 in border town
- ^ Syrian troops attack rebel town, 30 dead
- ^ Hezbollah Aids Syrian Military in a Key Battle
- ^ Syria crisis: battle for Qusair – live updates
- ^ أ ب 28 Hezbollah fighters reportedly killed in Syria in clashes by Lebanon border
- ^ Homs province 6
- ^ Syrian Army, Hezbollah bear down on rebels in strategic Qusayr
- ^ Qusayr battle claims 30 Hezbollah fighters
- ^ FSA denies Assad forces entering Qusayr city
- ^ Syrian offensive on Qusayr deepens
- ^ Hezbollah sends new fighters to bloody Syria battle
- ^ Homs province 7
- ^ Syrian army, Hezbollah fighters battle rebels in town near Lebanon border 3rd straight day
- ^ http://www.guardian.co.uk/world/middle-east-live/2013/may/22/syria-crisis-iran-joins-battle-for-qusair Syria crisis: Iranian troops join battle for Qusair 22 May 2013
- ^ www.state.gov/r/pa/prs/ps/2013/05/209765.htm Background Briefing on the Secretary's Trip to Amman 21 May 2013
- ^ Tawhid Brigade in Aleppo sends support units to al-Qusayr
- ^ Syria rebels call for reinforcements as war spreads abroad
- ^ Syrian opposition urges rebels to join key battle
- ^ Syria: Qusayr Battle Far From Over
- ^ Syrian forces storm rebel bastion of Qusayr
- ^ "L'Armée syrienne libre appelle à défendre Qoussair". Le Monde. 22 May 2013. Retrieved 23 May 2013.
- ^ Syria: Turning Point in the Battle of Qusayr
- ^ Thirty Hezbollah fighters killed in Syrian town: activists
- ^ Hezbollah fighters killed in battle for Syria's Qusayr
- ^ Syrian Opposition Urges Rebels To Join Key Battle
- ^ Hezbollah suffers heavy losses in Syrian conflict: 104 killed according to watchdog
- ^ Syrian rebels launch attack on al-Qusayr
- ^ Syrian rebels launch attack on al-Qusayr
- ^ Russia: Syrian Regime May Take Part In Peace Talks
- ^ "طريق النصر إلى القصير تمرّ من حرائق الحميدية والضبعة". جريدة الأخبار اللبنانية. 2013-05-27. Retrieved 2013-05-27.
- ^ Al Assad is looking to his future
- ^ Syrian regime shoring up hold on capital, coast