عملية فردان

Coordinates: 33°54′N 35°32′E / 33.9°N 35.53°E / 33.9; 35.53

33°54′N 35°32′E / 33.9°N 35.53°E / 33.9; 35.53

عملية ربيع الشباب
Operation Spring of Youth
جزء من عملية غضب الله (الثورة الفلسطينية في جنوب لبنان)
التاريخ9–10 أبريل 1973
الموقع
النتيجة حققت القوات الخاصة التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي أهدافها.
المتحاربون
 إسرائيل دولة فلسطين منظمة التحرير الفلسطينية
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
الضحايا والخسائر
2 قتلى 12–100 قتيل، منهم قياديون في منظمة التحرير.
3 ضحايا من المدنيين

العملية فردان أو العملية هيبي أو عملية ينبوع الشباب كما سمتها إسرائيل، هي عملية عسكرية قامت بها القوات الخاصة التابعة لجيش الدفاع ال إسرائلي مساء 10 أبريل 1973 ضد أهداف وشخصيات فلسطينية في قلب بيروت. تمكن الإسرائليون من اغتيال ثلاثة قادة فلسطينيين، كمال عدوان، كمال ناصر وأبو يوسف النجار، كما قاموا بتفجير مقر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. قُتِل اثنان من المهاجمين الإسرائيليين. نتج عن العملية استقالة رئيس الحكومة اللبنانية صائب سلام، وتدهور علاقات منظمة التحرير الفلسطينية بالسلطة اللبنانية.

بصفة عامة تعتبر العملية فردان جزء من الانتقام لمذبحة ميونخ التي وقعت أثناء الألعاب الاولمپية الصيفية 1972.[1]

أثناء العملية، قُتل ثلاثة من قيادات منظمة التحرير، وأعضاء آخرون في المنظمة. قُتل أيضاً أفراد من الأمن اللبناني والمدنيين بالقرب من موقع العملية. وعلى الجانب الإسرائيلي قُتل جنديين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

استطاعت المقاومة الفلسطينية في أوائل السبعينيات توجيه ضربات قاسية لإسرائيلي في سياق ما سمي حرب الأشباح، من خلال قيامها بالعديد من العمليات الفدائية النوعية ضد أهداف إسرائيلية، فقررت في إثرها الحكومة الإسرائيلية الانتقام من حركة فتح وقادتها. تواصلت حرب الأشباح بين المخابرات الإسرائيلية والفلسطينيين، من خلال إرسال الطرود الملغومة إلى المسؤولين الفلسطينيين التي قوبلت بعمليات فلسطينية طالت رجالاً للموساد في عواصم مختلفة أيضاً، ومن بين ما قام به الفلسطينيون محاولتان استهدفتا مقر سفير إسرائيل في نيقوسيا، والأخرى ضد طائرة تابعة لشركة العال كانت جاثمة في مطار قبرص، وكان ذلك في 9 أبريل 1973.[2]

وفي خريف 1972 ظهرت گولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائلية في الكنيست بخطابها المشهور تتوعد بالقصاص ممن خططوا لعملية ميونيخ. وأخذ القرار باغتيال أبو يوسف ، كمال عدوان وأبو إياد ثم أضيف كمال ناصر إلى القائمة كونه أصبح يحرج إسرائيل في زيارته إلى دول أوروبا من خلال تعرية دولة إسرائيل بالحقائق بلغات يتقن منها الفرنسية والإنجليزية. [3]


التخطيط

أرسلت يائيل مان، وهي جاسوسة في الموساد، للعيش في لبنان بشخصية "كاتبة قصص وسيناريوهات أفلام جاءت لإعداد فيلم وثائقي لشركة إنتاج بريطانية، حول قصة امرأة تعيش في سوريا ولبنان". وكانت مهمتها التحضير لعملية ينبوع الشباب، التي نفذتها قوة كوماندوس من دورية رئاسة الأركان بقيادة إيهود باراك، وتم فيها اغتيال القادة الثلاثة في حركة فتح، هم كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار في بيروت.

وقد أجريت مقابلة مع العميلة يائيل، في عام 2020 في إطار فيلم وثائقي، فكشفت أنها استأجرت بيتاً في بيروت في عمارة مقابلة تماماً لعمارة تابعة لمنظمة التحرير التي عاش فيها عدد كبير من قادتها، وبينهم القادة الثلاثة، وتعرفت على أحدهم وشربت القهوة معه في بيته، قبل أيام من عملية الاغتيال.

كما كشفت عن أنها التقطت عدداً كبيراً من الصور، كانت ترسلها إلى الموساد، ومن بينها صور تركز على المنطقة التي يسكنها المستهدَفون وصور للحارس الشخصي للمستهدَف عدوان، كما جهزت سيارات لنقل عناصر العملية. ونجحت في تجنيد عملاء ساعدوها في جمع المعلومات عن الشخصيات الثلاثة، من دون أن يكتشفوا أنها يهودية أو جاسوسة في الموساد.

وفي ليلة العاشر من أبريل 1973، نجحت وحدة الكوماندوس الإسرائيلية بالتسلل إلى بيروت عبر البحر، وتنفيذ العملية، فيما كانت الجاسوسة تتفرج عبر شباكها. وبعد العملية بقيت في العمارة عدة أيام وشاركت في تقديم العزاء. ثم غادرت من دون أن يحس بها أحد.

يذكر أنه خلال العملية، قامت الوحدة بتفجير مقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. كما أن اثنين من الجنود الإسرائيليين قتلا أثناء العملية.

ويذكر الكاتب رونن برگمن في كتابه انهض واقتل أولاً: التاريخ السري لإغتيالات إسرائيل، عن عملية اغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة في شارع فردان في بيروت:

Cquote2.png في بيروت، لم ينتبه أحد إلى تلك السيدة النحيفة، (يائيل)، التي أتت إلى مركز البريد في شارع مدام كوري في شارع الحمراء، لترسل إلى الضابط المسؤول عنها رسالة أظهرت الصدمة التي كانت تحت وقعها جراء ما شاهدته من نافذة شقتها. تقول الرسالة: (عزيزي إميل، ما زلت من الليلة الفائتة أرتجف، فجأة في منتصف الليل استيقظت على أصوات انفجارات قوية. فأصبت بنوبة ذعر. الإسرائيليون يهاجمون المنطقة. كان أمراً مرعباً. في الصباح، بدا كأن الأمر كان حلماً سيئاً، ولكن في الحقيقة لم يكن كذلك، لقد كان هؤلاء الإسرائيليون المرعبون بالفعل هنا. للمرة الأولى، صرت أرى لماذا يوجد هذا الكم من الكراهية لليهود في هذا البلد. فعلاً إن هذه المنطقة السكنية رائعة ومسالمة وسكانها طيبون). Cquote1.png

وحتى لا تلفت يائيل الأنظار إلى دورها في العملية، بقيت في بيروت لأسبوع برغم المخاطر الناجمة عن بقائها ربطاً بالتدابير الأمنية الصارمة التي أعقبت العملية، وينقل برگمن عن يائيل، قولها: ما أن ارتفعت عجلات الطائرة عن أرض مدرج مطار بيروت، حتى استرخيت في مقعدي، وعندما حطت الطائرة في مطار هيثرو في لندن، ارتخت ذراعيّ ولم أستطع النهوض من مقعدي، فقد احتجت لثوانٍ إضافية قبل أن أستطيع مغادرة الطائرة.

العملية

قام بالإشراف على العملية إهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، وأمنون شاحاك وزير السياحة السابق. وصلت القوات الإسرائيلية السواحل الإسرائلية على متن زوارق سريعة وأطلقت زوارق صواريخ تجاه الشاطئ. كان عملاء الموساد في انتظار القوات على السواحل اللبنانية ومعهم سيارات استأجروها في اليوم السابق، ثم اصطحبوهم إلى أهدافهم وعادوا بهم مرة أخرى إلى الشاطئ.[4]

انطلقت الفرقة إلى أحد المباني في فردان وتم تصفية أبو يوسف النجار أحد قادة فتح البارزين وقتذاك وزوجته التي حاولت حمايته، وكمال عدوان المسؤول العسكري لفتح في الأراضي المحتلة وكمال ناصر المتحدث باسم منظمة التحرير الفلسطينية ، وقتل في العملية شرطيان لبنانيان وحارس وعجوز إيطالية تبلغ من العمر 70 عاماً.

تركت القوات الخاصة الإسرائيلية السيارات التي استخدموها في عدوانهم في أماكن متفرقة على الشاطئ اللبناني وغادروا بالطريقة التي دخلوها، وأكد الفلسطينيون أن حواجز لقوى الأمن الداخلي اللبناني منعت مجموعات فلسطينية مسلحة من الوصول إلى شارع فردان للتصدي للإسرائيليين.

بعد العملية استقال رئيس الوزراء اللبنني صائب سلام احتجاجاً على عجز الجيش اللبناني عن تحقيق الأمن وإيقاف فرقة القوات الخاصة الإسرائيلية التي قادها باراك متنكراً بثياب امرأة شقراء، التي نزل أفرادها على أحد شواطئ بيروت واستقلوا سيارات أعدها عملاء الموساد.

الثقافة العامة

  • قدمت عملية ربيع الشباب في فيلم أخرجه ستڤن سپيلبرگ عام 2005 باسم ميونخ.
  • كتاب الأطفال الإسرائيلي قناة الزمن - عملية ربيع الشباب (2005) لگاليا رون-فدر أميت، رقم 32 في السلسلة، كانت مقتبسة من هذه العملية.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ Maslin, Janet (December 15, 2005). "A Massacre in Munich, and What Came After". The New York Times. Retrieved April 20, 2010.
  2. ^ "عملية فردان: خطوة نحو التسوية". مجلة فلسطين. 2013-04-15. Retrieved 2013-09-09.
  3. ^ "تفاصيل مثيرة حول عملية الفردان يرويها ياسر النجار ابن الشهيد ابو يوسف النجار في الذكرى ال 39 للعملية". دنيا الوطن. 2012-04-15. Retrieved 2013-09-09.
  4. ^ "عملية "فردان" الذكرى ال 39 لاغتيالهم.. تفاصيل عملية "فردان" التي قادها باراك ضد القادة الثلاثة كمال عدوان وكمال ناصر والنجار". كل الحقيقة. 2012-04-15. Retrieved 2013-09-09.

وصلات خارجية