دور مصر في الثورة الجزائرية
تبنى مصر خلال الخمسينات والستينات قضية الجزائر وعملت على تدعيمها؛ حيث أكد كريستيان بينو (وزير خارجية فرنسا وقتئذ) أن التمرد في الجزائر لا تحركه سوى المساعدات المصرية، فإذا توقفت هذه المساعدات فإن الأمور كلها سوف تهدأ[1]؛ لوجود مليون مستوطن فرنسي في الجزائر، ولأن فرنسا اعتبرت الجزائر جزءًا لا يتجزأ من فرنسا[2]. مما ترتب عليه اشتراك فرنسا في العدوان الثلاثي على مصر. ولهذا أصدرت جبهة التحرير الوطني الجزائرية بيانًا قالت فيه:
لا ينسى أي جزائري أن مصر الشقيقة تعرّضت لعدوان شنيع كانت فيه ضحية تأييدها للشعب الجزائري المناضل. ولا ينسى أي جزائري أن انتصار الشعب المصري في معركة بورسعيد التاريخية ليس إلا انتصار لواجهة من واجهات القتال العديدة التي تجري في الجزائر منذ ثمانية وثلاثين شهرًا، وأن الشعب الجزائري المنهمك في معركته التحريرية الكبرى ليبعث إلى الشعب المصري الشقيق وبطله الخالد جمال عبد الناصر بأصدق عواطف الأخوة والتضامن، وعاشت العروبة حرة خالدة، وعاش العرب تحت راية الاستقلال والعزة والمجد[3]. |
وقال العقيد سي الحواس قائد الولاية السادسة أثناء حرب التحرير الجزائرية:
لو عندنا طائرات لطرنا.. لو عندنا عصافير لطرنا.. لو عندنا بواخر لذهبنا.. إذا انتصرت مصر انتصرت الثورة الجزائرية.. وإذا انهزمت مصر انهزمت الثورة الجزائرية[4]. |
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الدعم العسكري
دعمت مصر ثورة الجزائر بالسلاح والخبراء[5]، فكانت مصر الداعم الأول والأهم لها[6]. الأمر الذي دفع بن جوريون (أول رئيس وزراء لإسرائيل) إلى قول:
على أصدقائنا المخلصين في باريس أن يقدّروا أن «عبد الناصر» الذي يهددنا في النقب، وفي عمق إسرائيل، هو نفسه العدو الذي يواجههم في الجزائر[7]. |
ويؤكد محمد حسنين هيكل أنه تلقت الثورة الجزائرية أكبر شحنة من السلاح المصري أثناء اندلاع القتال على الجبهة المصرية - إبّان العدوان الثلاثي عليها - ضدّ فرنسا وإنجلترا وإسرائيل[8].
كانت أول شحنة سلاح وصلت الجزائر مقدمة من مصر وقدرت بحوالي 8000 جنيه[9][10]. أهم التدريبات العسكرية الفعالة لجيش التحرير الوطني خارج الجزائر كانت تتم بمصر[11].
قامت مصر بتلبية مطالب الثوار الجزائريين للسلاح، وتيقن جمال عبد الناصر الذي قاتل ببسالة في فلسطين وذاق مرارة حصار الفلوجة فيها سبب رداءة الأسلحة، وندرة الذخيرة تيقن بحسه الثوري أن هؤلاء الجزائريين هم الصادقون في مطلبهم من غيرهم لأن المشكلة الأساسية هي السلاح، وليس المال، وعندما استقبل عبد الناصر بن بلة، وعلم منه أن هناك 5.000 من المظليين المدربين عسكرياً ينتظرو السلاح قام جمال عبد الناصر باتخاذ قرار اذا امر بتجنيد 5000 شرطي مصري من بورسعيد الى الاسماعيلية، و توجيهها بذخيرتها فوراً للمجاهدين، وحسب رواية بن بلة الذي يشير إلى أن 350 أو400 قطعة من البنادق الإيطالية وصلت أيدي الثوار من مصر عن طريق ليبيا، ويقول بن بلة في هذا الصدد:
"لقد حملنا شحنة من السلاح في مركب "فخر البحار الذي كان يستخدم كمركب للسياحة آنذاك كانت المهمة تقوم على نقل السلاح من مصر إلى ليبيا ثم يتم نقله بعد ذلك عبر الصحراء إلى الجزائر عن طريق الجمال، أوالسيارات. فكانت العملية كلها عملية تهريب طويلة، وكانت ليبيا آنذاك رغم أنها حصلت على استقلالها إلا أن البريطانيين هم الذين يسيرون الأمور بها كما كانت هناك قاعدة عسكرية أمريكية في العالم خارج الولايات المتحدة الأمريكية ومعنى ذلك أن استقلال ليبيا كان استقلالاً محدوداً للغاية كان لابد للسفينة فخرالبحار أن تنقل السلاح على الشاطئ، وتخرج من المياه اليبية بسرعة، وقد فعلت ذلك تماماً. وكان علينا بعد ذلك أن نرتب عملية نقل السلاح وتهريبه إلى الجزائر، وكانت هذه أول عملية نقل السلاح نقوم بها من مصر إلى الجزائر وكانت هذه العملية في شهر فبراير 1954. ويذكر فتحي الذيب في مذكراته:"التزاما منا بتنفيذ بامكانيات الاخوة الجزائرية المحدودة من الأسلحة، والذخيرة وضرورة توفير احتياجات المكافحين لها لمواصلة مسيرة الثورة بلا توقف باشرنا منذ أول أكتوبر 1954، وبعد أن قررت قادة الثورة الجزائرية تحديداً أواخر شهر أكتوبر لاندلاع الثورة التحضير لتزويدهم، وبأسرع وسيلة ممكنة باحتياجاتهم الضرورية من الأسلحة الخفيفة، والذخيرة لدعم قدرات الولايات الشرقية مع التركيز على منطقة جبال الأوراس الحاكمة، والتي تستند إليها الثورة كقاعدة لدعم قدرات باقي الولايات النظالية، وحلقة الاتصال بينها، وبين المشرق العربي، وخلصنا دراستنا بالاشتراك مع بن بلة لكافة الامكانيات المتاحة، لامداد بالأسلحة ووسائل تهريبه في الظروف الشاقة إلى امكان اختصار نصف طريق المواصلات وسرعة نقلها إلى الحدود التونسية، في طريقها للحدود الجزائر، وفي اطار السرية المطلوبة، وذلك بتكليف بعض الإخوة الليبين المتخصصين في تهريب السلاح من قاعة العظم البريطانية، ومعسكرات الجيش البريطاني المنتشرة في مختلف أنحاء ولاية برقة، وذلك في ضوء المعلومات التي أمكنا جمعها عن هذه المعلومات، وتوافر السلاح الخفيف بأنواعه وذخيرة نظير شفارتنا دفعة ثمينة".
ويذكر فتحي الذيب أنه وضع اختيارات على أحد أعضاء سفارتنا في ليبيا من الموثوق بهم، وهوالمدعو أمين صالح لخبرته الطويلة مع الشعب اليبي من خلال عمله لفترة طويلة فيها. وتكوينه للعديد من الاتصالات وعلى كافةالمستويات، واكتسابه لثقة، وصداقة أفراد الأسرة المالكة لكثير من الاسم الليبية في المدن أو البادية وقدرته على التحرك بعيداً عن الشبهات من جانب العناص البريطانية القائمة على شؤون البوليس الليبي، وعملائه، وامعان في السرية طلبنا من امين، ووجدنا منه الاستعداد التام.[12]
والقدرة على توفير أية كمية مطلوبة من خلال استعانته باصدقائه الليبين المتمدرسين في هذا المجال، وهكذا بدات الخطوات الأولى للمساعدات تنفذ فعلاً، وبدأت الأسلحة تشتري، وتجمع سراً في برقة أولا بالتنسيق مع السيد أحمد بن بلة بعد ذلك انتقل النشاط إلى طرابلس مع ايقاف عمليات التهريب في برفة، وتم الاتفاق مع أحمد بن بلة للسفر فوراً إلى ليبيا والاتصال مع الشبكة المنظمة هناك لشراء الأسلحة، وامدادها للتهريب مباشرة إلى الجزائر. وكانت الأسلحة تحضر في صناديق تحول دون اكتشافها سرعة أو في شكل بضائع تجارية. ونظراً لصعوبة وصول الأسلحة إلى الجبهة الغربية بسبب تركيز فرنسا العسكري في حصارها على الجبهة الشرقية باعتبارها المتنفس الوحيد للثورة ومنفذ الأساسي لوصول الأسلحة من الناحية الشرقية وكذلك بعدالمسافة بين الشرق والغرب الجزائري، وصعوبة المسلك إلى جانب قلة المواصلات بين الناخبين، رأت القيادة الثورية آنذاك ضرورة الاعتماد على مصر بحراً، لذا خصصت مصر ميناء الإسكندرية لنقل السلاح في اليخت حيث سلم المصريون حمولة من الاسلحة موجهة الى ميناء الزوارة حملها اليخت انتصار في ليلة 15 سبتمبر 1954، حيث أفرغت حمولتها ليتم نقلها بالشاحنات إلى مخازن سرية، ومنها تدخل إلى الجزائر لتوزع على المجاهدين بعد أن ياخذ التونسيون كمية منها. وكانت هذه الحمولة تشمل على مايلي:
- 303 بندقية إنگليزية.
- 45 مسدسات رشاشة طراز تومي.
- 100 قنبلة يدوية.
كما أبحر اليخت انتصار في 2 سبتمبر 1955 من قاعدة بحرية مصرية متجهة نحو ميناء الناظور بالمغرب، وكانت المصالح المصرية هي التي تولت شحن الحمولة على متن اليخت وضع فرقة موسيقية بصحبة فنانين وفنانات على ظهره وكأنه في نزهة بحرية تقوم بها السلطة الجديدة في مصر وكان هذا اليخت انتصار تشمل على الأسلحة التالية:
الاسلحة ...الكمية الذخيرة الكمية
بنادق792 302 خراطيش 792 46.260
مسدسات رشاشة 792 30 خراطيش مسدسات 45 1000
مسدسات اوتماتيكية 455 20 خراطيش مسدسات 9ملم 1000
مسدسات اوتماتيكية 9ملم 34 منظارات 8
قنابل يدوية 72 صناديق ذخيرة 15
كانت تلك هذه الحمولة موجهة للمجاهدين المغاربة وخلال المسيرة كشفه الطيران الفرنسي هذا اليخت غير بعيد عن الشواطئ الجزائرية، وبعد طلقات إنذار، تدفق القنابل تحت عليه أن يعود بسرعة إلى عرض البحر، ويبتعد عن الشاطئ الجزائري كلمة السر المتفق عليها مع قائد الباخرة ليصل في النهاية إلى المياه الاسبانية، وبعد هذه المغتمرة استطاع اليخت أن يفرغ حمولته في الساعة واليوم والمكان المتفق عليه، والتي تسلمها محمد بوضياف وهناك الاشارة إلى حادثين كلمة السر المتفق عليها مع قائد الباخرة، أكثر خطورة حدثت خلال عملية الإنزال حيث أن أحد القاربين المستعملين انقلب غرقاً في الميناء بحمولته، والثاني بعطل لقدمه وهكذا تحتم على اليخت أن يغادر المكان خفية، ويتجه الى برشلونة متذرعاً بوجود عطب استطاع اصلاحه من جهة أخرى، كما أنه تزود بالوقود واستانف السير في عرض البحر.
وفي 19 سبتمبر 1955 التحق مرة أخرى بميناء الناظور حيث استطاع هذه المرة إنزال ما بقى من حمولته بصورة طبيعية. لم يشغل عبد الناصر التصدي لكافة المؤامرات الخارجية والداخلية ضد الثورة الجزائرية عن مواصلة الجهود لامداد الثوار الجزائريين بالسلاح، وخاصة الجبهة الغربية لتطوير كفاحها البطولي إلا أنه استبعد فكرة استخدام إحدى قطع الأسطول المصري لما في ذلك من أخطار مبررة فاتجه تفكيره نحو تفضيل اللجوء إلى إحدى السفن التجارية. وفي 4 يناير 1955 اجتمع بن بلة باللواء سليمان عزة بقيادة السلاح البحري عن طريق فتحي الذيب حيث تم عرض الخطوط العريضة لعملية الامداد المقبلة بالسلاح، والذخيرة خلال اقصر فترة ممكنة وفقاً لتوجيهات عبد الناصر. فتم اختيار اليخت دينا، وهو ملك الأميرة مصرية زوجته الملك حسين بن طلال الأول، حيث شحنت مصر من مصر وأرسلت إلى المجاهدين الجزائريين الأسلحة، والذخيرة في شهر مارس 1955. وتسلموها كاملة من إحدى الموانئ الساحلية الجزائرية غير الرسمية في غفلة من السلطات الاستعمارية الفرنسية في الجزائر، التي كان الحلف الأطلسي يساندها بكل ثقله العسكرية ولا سيما في مجال مراقبة السفن العابرة في البحر الأبيض المتوسط، إلا أن ربان وبحارة اليخت دينا نجحوا في إفراغ حمولته ورجع سالماً إلى مصر دون أن يتعرض لأي مراقبة أو احتجاز أو عقوبة.
ولقد كان ذلك نصرا مبينا للمجاهدين الجزائريين الذين استخدموا جزءا من تلك الأسلحة في هجوماتهم المضفرة، ولا سيما هجوماتهم على قوات الاحتلال الفرنسي في الشمال القسنطيني يوم 20 أغسطس 1955. وفي معارك الجرف الجبل الأبيض قرب تبسة 22 سبتمبر 1955 التي دامت 8 أيام كاملة بلياليها كبد المجاهدين خلالها قوات الاحتلال خسائر كيرة في الأرواح والعتاد، ولم تعلن جبهة التحرير الوطني عن هذه الشحنة من الأسلحة لأسباب أمنية إلا في أكتوبر 1955 بينما تمت وقائعها في شهر مارس من نفس السنة.
ومن السفن الأجنبية التي إشتهرت بحمل السلاح للجزائر، إلى جانب اليخت دينا هناك اليخت يودهوب هذا الاخير هو الذي تمت بواسطته ايصال الأسلحة إلى الجبهة الغربية الجزائرية، وتم شحن اليخت جودهوب أبحر اليخت في 20 أغسطس 1955 نحو الوجهة المتفق عليها، وانتقل أحمد بن بلة إلى مدريد لاعلام مسؤولي الغرب بوصول اليخت جون هود واقنتاء تكملة الطلبية في اسبانيا على ان يقوم باصالها إلى الحدود الجزائرية بوسائل أخرى، ويبدو أن السلطات الاسبانية آنذاك، نظام فرانكو، قد أظهر في البداية تعاطفها مع حركة التحرير الجزائرية فرحبت بهم، احتفلت بقدومهم لكنها غيرت فيما بعد موقفها تماماً، وربما بسبب الضغوطات التي كان يمارسها الفرنسيون عليها. وهكذا تحتم على اليخت جودهوب أن يغير وجهته في آخر لحظة ليرسوا بالميناء الليبي الصغير الزوارة البحرية وأملت اختيار هذا الميناء الصغير ضرورة عدم لفت انتباه المصالح الخاصة الانجليز التي لاتزال موجود بالقوة في ليبيا، والتي كانت تراقب سواحل ليبيا، هذا وقد أنزلت حمولة جودهوب ليلا في سرية تامة ثم تحويلها بمساعدة الشرطة الليبية إلى طبيعة منعزلة استاجرها الجزائريون وتم تيصالها في المرحلة الثانية نحو الجزائر، وأبحر اليخت جود هوب 20 يناير 1956 متجهاً إلى ليبيا وعلى متنه حمولة موجهة إلى المجاهدين الجزائريين والتونسيين وكانت الشحنة تشمل على ما يلي:
الاسلحة الكمية الذخيرة الكمية بنادق 303 بنادق رشاشة لانكاش بنادق رشاشة فيكارز300 بنادق يدوية 150 40 11 200 خراطيش 303 مخازن لبنادق رشاشة اشرطة تثبيت خراطيش 9ملم 20.000 200 40 40.000
ونظراً لتسرب الأخبار، وترويج الاشاعات في ميناء الاسكندرية لقت أعواننا الأنظار. أوقفت مهمة جدهوب في أبريل 1956، وعينت قيادتها باخرة يونانية تدعى ديفاكس اقتنتها السلطات المصرية لصالح الثورة الجزائرية، وبما [ان حمولتها عالية أكثر من 500 طن، وهي مجهزة بوسائل ملاحة متطورة بالنسبة إلى تلك الفترة، وبإمكانها أن تقتطع مسافات طويلة وقامت بتسيرها الشركة المصرية البحرية التجارية في الشرق، وجاءت قيادتها من يخت جود هوب التي اكتسبت على متنها خبرة وبعض الشهرة بخصوص تحكمها في عمليات النقل الخطير لصالح الثورة الجزائرية.
ونظرا لاتساع قدرة هذه الباخرة، وضعت على متنها حمولة ضخمة من الأسلحة تجاه ليبيا ومنها الى الشرق الجزائري اما الجزء الثاني فكان موجه الى الغرب الجزائري، وكان من المفروض بخصوص الجزء الثاني الحصول مسبقا على الموافقة، والكفالة من السلطات الاسبانية ولاجل ذلك انتقل أحمد بن بلة الى المغرب قصد التاكد من دعم الملك محمد الخامس.
غادرت ديفاكس ميناء الإسكندرية في 6 مايو 1956 وعلى متنها الحمولة المبينة في الجدول تفصبل الحمولة المفترضة انها لشرق الجزائرالولاية الاولى والثانية:
الاسلحة الكمية الذخيرة الكمية بنادق 303 500 خراطيش 303 312.000 بنادق رشاشة ليويس303 10 مخازن بنادق رشاشة 40 بنادق رشاشة بريطا 9ملم 30 خراطيش بريطا 16.000 مدافع هاون1 48 خراطيش مسدسات 50 مدافع هاون 2 5 قذيفات رمي هاون 252 تفصيل الحمولة الموجهة الى الجزء الشرقي من الجزائرالولايتان الثالثة و الرابعة : الاسلحة الكمية الذخيرة الكمية بنادق303 4 خراطيش303 62.400 بنادق رشاشة فيكارس303 1.000 خراطيش 792 60.000 بنادق رشاشة ليويس 9ملم 50 ت .ن.ت 500 بنادق رشاشة 9ملم 50 خراطيش 38 36.000 قاذفات انرقا 1.496 خراطيش 9ملم 34.000 مدافع هاون 150 خراطيش 9 ملم مسدسات 15.00 محملات بطاريات 90 قنابل يدوية انرقا 20.000
تم انزال الشحنة الأولى في منطقة زوارة قبل فجر 14 يوليو 1956، كما وصلت الشحنة الثانية فجر 21 يوليو إلى منطقة الانزال الغربية، حيث أنزلت بسلام، واقنع نجاح هذه العمليات الهامة العقيد عبد الحفيظ بصوف بفاعلية النقل البحري، وكان قد يتولى آنذاك الولاية الخامسة إثر استشهاد العربي بالمهيدي، وبناء على قرار جمال عبد الناصر واتفاق مع أحمد بن بلة قرار إرسال كميات ضخمة من الأسلحة إلى الجنوب لا سيما المدافع المضادة للطائرات.
جدول الاسلحة المكونة لحمولة "ديفاكس" الثانية والموجة إلى الشرق والغرب:
الاسلحة الكمية الذخيرة الكمية بنادق 303 500 خراطيش 303 270.00 بنادق رشاشة ليويس 40 خراطيش303 30.148 مضاد للطائرات 656 خراطيش 9 ملم 150.000 بنادق رشاشة ايطالية 100 البنادق الرشاشة 25.000 مسدسات رشاشة 500 خراطيش 9ملم 25 بريطا 1متفجرات 2 بريطا 500 جيلاتية 1كلغ 2000 خراطيش 792 50
بنادق رشاشة ليويس9ملم 50 خراطيش 303 940.00 رشاشة هوتشكيس9ملم 21 خراطيش 9ملم 200.00 بنادق رشاشة بريطا 9ملم 100 خراطيش هوتشكيس 9ملم 155.00 بنادق رشاشة ايطالية 25 خراطيش 7.5فرنسية 50.000 بنادق فرنسية7.5 100 محملات بطارية 4 مدافع فيكارس 303 200 بطاريات بدون خيط 16
أبحرت ديفاكس في ميناء الإسكندرية في يوليو 1956، لترسو بالزاورة البحرية لتفرغ حمولتها الموجهة إلى الشرق، والتي استلمها علي محساس، وبما أنها أفرغت حمولتها الثانية الموجهة إلى الغرب في أحسن الظروف بمنطقة ستة استمرت في القيام برحلات مكومية بين الإسكندرية وليبيا حتى نهاية سنة 1956، وقد تحطمت السفينة حطمتها البحرية الإسرائيلية شرق البحر المتوسط، وعلى متنها قائدها وطاقمها، هذا إلى جانب السفينة الشهيرة أتوس الذي كان القبطان بازيل موزس ويحمل الجنسية اليونانية، وتميزت هذه الشحنة عن سابقتها بعدم اقتصارها على المعدات العسكرية، والأسلحة فقط بل تعدتها لنظم عددا من المناضلين الفتيين الذين تم تدريبهم على استخدام اللاسلكي، والمتفجرات بالإضافة إلى مجموعة من الضفادع البشرية الذين تم تأهليهم في القوات البحرية المصرية للقيام بتكبيد الأسطول الفرنسي، في قاعدة المرسى الكبير بأفدح الخسائر بعد أن تم تزويدهم بكافة الأجهزة، والمعدات الفنية الأزمة لهذه المهمة، وما يحتاجونه من معدات التفجير تحت الماء التي تم استيراد خصيصا من إيطاليا، وكانت هذه السفينة تحتوي على:
الاسلحة الكمية الذخيرة الكمية
بنادق 46 خراطيش 303 399.000
بنادق رشاشة بريطا 78 خراطيش 792 100.000
بنادق رشاشة يران 50 خراطيش 9ملم 125.000
مدافع 32 خراطيش طومي 45 199.000
مدافع هاون 2 94 قاذفات ا.ت.ر 210.000
الاسلحة الكمية الذخيرة الكمية قواعد مدافع مسدسات اوتماتيكية مدافع س.ر بنادق 792 مدافع لافايات 40 52 94 30 4 قاذفات هاون 2 قاذفات هاون 3 خراطيش خراطيش اجهزة لاسلكية 504 4000 1000 4500 10
أبحرت الباخرة أتوس في 14 اكتوبر 1956، وكان عليها أن ترسو في كابوديبو يوم 12 أكتوبر، وفي هذا التاريخ لم ترسل أية إشارة إلى مجهز الباخرة وفقاً للقواعد المطلوبة والمتعارف عليها، أعلنت السلطات الفرنسية في 17 أكتوبر 1956 استيلاء فرنسا عليها وقدمت تفاصيل عن طاقمها وحمولتها وحسب التصريحات الفرنسية تم الاستلاء عليها في عرض كابوديو من طرف مدمرة تابعة للبحرية الحربية الفرنسية وسبقت هذه الباخرة إلى المرسى الكبير بدون أي مقاومة من قائدها، غير أنه من خلال السلطات المصرية كان ذلك القائد على ما يبدو هو المتسبب في الخيانة التي أسفرت عن حجز أتوس، أي أن هذا الأخير يكون قد اتصل بالمصالح الفرنسية وزودها مقابل مكافاة هامة بكل المعلومات المتعلقة بالحمولة ويوجهه هذه الباخرة 1و يقول المدني عن هذه الشحنة "لقد كانت شحنة عظيمة حقا وكان بعضها من مصرعلى شدة حاجتها يومئذ للسلاح وكان بعضها الآخر مما اشتريناه من الخارج وجمعناه في مخازنا بمصر. ويقول أيضاً لقد أصيبت الجزائر بنكبة فادحة من اجراء استلاء الفرنسيين على السفينة وحمولتها وسبب ذلك متاعب كبيرة للاخ المبروك عبد الحفيظ بوصوف المجاهد العظيم الابي الذي كان ينتظر السفينة لالهاب النارالعاتية بالغرب الجزائري،واعطاء الضربة القاضية للجيش الفرنسي كانت تلك الضربة التي كالها لنا الاستعمار الفرنسي مؤلمة حقا، إن لم تكن حاسمة، لقد اخرت الامر اسابيع ليس الا و قابلنا النكبة بصبر و ثبات وايمان". ولم يتوقف الدعم العسكري المصري للجزائر عند هذه الحادثة، بل واصل الاشقاء العرب المصريون في عملية امداد السلاح ،خاصة بعد العدوان الثلاثي على مصر في أكتوبر 1956. حيث امر جمال عبد الناصر بشحن كل الاسلحة التي غنمتها القوات المصرية من العساكر الفرنسيين والانجليز، وامر بشحنها فورا للمجاهدين الجزائريين، وكانت كمية هائلة، ومتنوعة من المدافع الرشاشة، والمسدسات، والقنابل ومدافع الهاون، واجهزة الاتصال اللاسلكي وكميات معتبرة من الذخيرة و خلال النصف الاول من عام 1957 تم شحن كميات من السلاح نحو الجزائر على الجهة البرية عن طؤيق الحدود الليبية المصرؤية بالاعتماد على بعض التجار الليبيين المختصين في عمليات التهريب و كللت هذه العمليات بوصول دفعة الاسلحة استلمها المناظل على محساس* في شهر فيفري 1957الذي امن وصولها الى الولايات الشرقية.
وقد تضمنت الشحنة الكميات الأتية:
الاسلحة الكمية الذخيرة الكمية هاون2 هاون3 رشاش هوتشكيس مع قاعدة رشاشة 9ملم ايطالي بندقية 7.5 فرنسية مدفع atfضد الدروع قنبلة يدوية 25 12
20 204
490
460 1392 قنبلة هاون 2 قنبلة هاون 3 طلقة 303 طلقة 7.92 طلقة45للرشاش تومي طلقة 9ملم للبرتا طلقة 7.5 طلقة 8ملم 2724 531
187.000 100.000
63.000 125.000 72.000 145.000
أما في شهر أبريل سلم المناظل الأمين دباغين كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة ليتم نقلها عن طريق الشاحنات إلى ليبيا ومنها الاوراس و الشمال القسنطيني وتضمنت الكميات التالية:
الاسلحة الكمية الذخيرة الكمية بندقية 303 مع حربية بندقية86 فرنسية رشاش يرن مع قاعدة مدفع هوتسيكي مع قاعدة مدفع هاون 2 3000 1502 250 450 40 30 25 طلقة 303 و حارقة طلقة 303 طلقة7.5فرنسي طلقة 8ملم فرنسي طلقة 8ملم فرنسي للهوتسيكي طلقة 9ملم للرشاش بريتا 500.448 500.000 213.120 163.000 35.000 387.000 140.400 720
إن امداد المنطقة الغربية بالسلاح قد استمر بالرغم من توقف الامدادات البحرية خصوصا بعد اكتشاف الباخرة "اتوس" من طرف المصالح الفرنسية1 حيث قامت فرنسا بفرض رقابة مشددة على السواحل المغاربية ,كما كان البحر الابيض المتوسط محاطا بالقواعد البحرية والجوية للملف الاطلسي الى جانب هذا و ذاك كانت المخابرات الفرنسية متواجدة بكثافة و قتلتها المحترفون بالمرصاد في اهم النقاط التي يمكن ان ينطلق منها السلاح او يعبرها2 باضافة الى هذا توتر العلاقات بين الجزائر والمغرب نتيجة ضغوطات هذه الاخيرة على قادة الثورة من اجل الموافقة على تعديل الحدود بين بين المغرب والجزائر في هذه الظروف الصعبة لصالح المغرب و قد استمرت الامدادات المصرية عبر الحدود التونسية الجزائرية ومن هذه الامدادات شحنات استلمها العقيد اعمران في 10 أبريل 1957 وتضمنت مايلي:
الاسلحة الكمية الذخيرة الكمية بندقية 792 بندقية موزر9ملم رشاش متوسط792 رشاش يرن 303 مدفع الفا متوسط مدفع ضد الطائرات 4000 2060 200
14
17 طلقة 792 طلقة 303 طلقة 9ملم طلقة 75ملم قنابل ضد الدبابات 4.989.000 3.000.000 978.5000 12.41.088 27000
أما الانعكاسات الذي كان له الاثر على وثيرة دعم الولايات الداخلية بالسلاح انطلاقا من المناطق الحدودية خاصة الشرقية منها: يتمثل في انشاء الادارة الاستعمارية للسدود المكهربة كخط موريس الذي انشئ في سنة 1957 على الحدود التونسية الذي ادى الى الحد من مرور قوافل السلاح نحو الولايات الداخلية لقد زادت عمليات انشاء السلطات الفرنسية لخطي شال وموريس من صعوبات اداء مهمة التموين بالسلاح نظرا لكون هاذين الخطين زودا بخطوط مكهربة واشارات ضوئية وحقول الغام ومراطز مراقبة ودوريات حراسة1 لهذا قررت مصر شحن الكميات التالية من المتفجرات والالغام لتوصيلها الى تونس و بصورة مكشوفة في اواسط المناظلين في الخارج و الداخل لارغام المسؤولين الجزائريين بالحكومة لتفيذ تدمير خط موريس و قطع خط الرجعية عليهم في ادعائهم ووجود نقص في الموارد والاحتياجات اللازمة لخط تدمير المانع و تم تسليم مندوب الحكومة الجزائرية عرعار خميسي* كل الكمية2 في نوفمبر 1958 واتخذت طريقها الى تونس3 و تواصل الدعم العسكري المصري للجزائر حيث تم تسليم في سنة 1959 شحنة والتي كانت تحتوي على كميات كبيرة من الاسلحة والذخيرة وتم الحاقها بشحنة اخرى في نفس السنة تسلها عرعار خميسي وكانت الشحنة تحتوي على مايلي:
النوع | العدد |
---|---|
طوربيت بنجالور حاج | 4000 |
مفجر طرفي 8 | 4000 |
متر فتيل اماه | 4000 |
مجموعة مفجر قنبلة يدوية | 923 |
تحرير طاقم آتوس
في سجن فرنسي بقلب الجزائر عام 1957، جلس اليوزباشي خالد رضوان قبطان السفينة «آتوس 2»، ينفض الغبار عن أرضية زنزانته، يرسم أشكالًا ويمسحها، يمضي الوقت بطيئًا بل يشعر أنه لا يمضي أبدًا، كما لو أن الزمن قد توقف منذ دخل إلى هذا العالم المظلم، تتزاحم الأفكار والذكريات في رأس النقيب الشاب، كيف يشعر أهله الآن؟ هل سيقدر له أن يراهم مجددًا؟ وماذا عن خطيبته، تلك الفتاة التي حلم بالزواج منها والعيش معها حتى لحظات حياته الأخيرة.. لحظات حياته الأخيرة.. هل هي أقرب مما كان يتصور؟
خمسة أشهر مضت على وصوله إلى هذا المكان المقيت، عبارات الحراس الفرنسيين تخترق أذنه كالرصاص، تذكره بفشل مهمته في إيصال الأسلحة إلى المقاومة الجزائرية لمقاومة المحتل، كانت المهمة معدة جيدًا، يستعيد تلك اللحظات الأولى حين جاءه الاستدعاء يوم الجمعة، حين حضر إليه أحد ضباط القيادة على غير العادة، ليطلب منه التوجه إلى القيادة البحرية في رأس التين على وجه السرعة.
وعلى عكس العادة توجه بملابس مدنية، كما طلب منه، إلى القاعدة البحرية بصحبة قائدة المباشر، المقدم أحمد فتحي، وأمام مبنى قائد السلاح البحري، اللواء سليمان عزت. يتذكر لحظة دخوله إلى المكتب، وسط نظرات وجوه لم يراها من قبل: «هذا هو الضابط الذي أرشحه للمهمة»، وجه المقدم «فتحي» كلماته للواء سليمان عزت، ليبدأ الأخير حديثه مع «خالد»: «يا خالد ملفك يرشحك لمهمة ليست بالسهلة وهي مليئة بالأخطار والمجازفة، وأنا أعتقد أنك كفء لها بعد حديث قائدك المباشر أحمد فتحي عنك، فأنت مرشح لقيادة اليخت أتوس إلى الشاطئ الغربي للجزائر في مهمة سرية لا يجب أن يعلم عنها أحد شيئًا، مهما كانت درجة قرابتك به، وكل ما نستطيع قوله أنك ذاهب في بعثة دراسية إلى روسيا، أما تفاصيل الرحلة فستعرفها من مندوب المخابرات العامة».
خرج خالد من المكتب بعد بضع ساعات ورأسه تردد كلمات هذا الرجل الممتلئ، الذي اكتشف أنه لم يكن سوى حمدي الديب، أحد أهم ضباط ثورة يوليو والمسؤول عن مكتب دعم ثوار الجزائر: «نحن هنا كثورة من مبادئها العربية والإسلامية مساعدة إخوة العروبة والدين واللغة (الشعب الجزائري) حتى ينال استقلاله وحريته كاملة وهنا فإننا نقدم الدعم المادي والسلاح إلى الثوار.. المسؤولية الملقاة عليك أن تحمل شحنة من السلاح وبعض المتطوعين الجزائريين المدربين في مصر إلى الساحل الجزائري»، هكذا قال له «الديب».
وطبقًا لصحيفة الشروق الجزائرية، كانت المهمة تبدأ بتحرك السفينة من حيث ترسو برصيف السلاح التشيكي إلى الرصيف الشرقي، حيث ستقف على أنها سفينة شحن بضائع عادية، حتى تصل شحنة الأسلحة في عربات القطار ويرافقها حمدي الديب وعدد من ضباط المخابرات العامة، وكذلك فريق المتطوعين الجزائريين والذي كان يتكون من 8 أفراد، ليتم تحميل الشحنة على السفينة بعد إخلاء الميناء من المدنيين.
وكان على متن السفينة، التي كانت لا تزال تحمل الجنسية البريطانية منذ شرائها، ورفع عليها علم بريطانيا للتمويه خلال المهمة، بحار روماني، فوجئ بطبيعة المهمة إلا أنه رضخ في النهاية بعد وعده بكثير من المال عند تنفيذها، بالإضافة إلى اليوزباشي خالد ومساعديه السبعة والثمان جزائريين، ليكن مجموع رجال المهمة 17 رجلًا.
ورغم مواجهة السفينة لبعض المتاعب في الطريق، أبرزها حدوث عطل في غرفة الماكينات، ما اضطرها للجوء إلى جزيرة صقلية الإيطالية لإصلاحه، ومكوثها هناك ليومين، لم يخرج أحد من السفينة إلا البحار الروماني، الذي اعتاد العودة مخمورًا، إلا أنها أكملت الطريق إلى الساحل الجزائري على أن تصل إلى مرادها في 14 من أكتوبر، على أن يستقبلهم هناك رجال من المقاومة الجزائرية، ومع اقترابهم من الشاطئ بدأت إشارات رجال المقاومة في الظهور، لتعم السعادة رجال السفينة وينزل الفريق الجزائري للاستكشاف، إلا أن تلك السعادة سرعان ما تغيرت إلى ذهول بعد اقترابهم أكثر، حيث وجدت السفينة نفسها محاصرة من قبل لنشات البحرية الفرنسية.
وما أن وجد القبطان نفسه وزملاءه في هذا الموقف، حتى سارع بإنزال الطاقم المصري كله إلى القارب المطاطي، بينما أشعل هو النيران في شحنة السلاح كي لا تقع في يد الفرنسيين، قبل أن يحصل زملاءه، وفي الوقت نفسه استطاعت المجموعة الجزائرية الإفلات من الكمين الفرنسي إلى الجبال بمساعدة رجال المقاومة.
وقع المصريون والبحار الروماني في يد الفرنسيين، وها هو اليوزباشي خالد يقبع في هذا السجن يحاول حل اللغز.. كيف انكشفت الخطة؟.
ما لم يعرفه القبطان وهو يقبع في زنزانته هو أن في ليلة من الليالي التي قضوها بصقلية، وبينما كان البحار الروماني مخمورًا، كشف سر الخطة لرجل من رجال المخابرات الفرنسية التي سرعان ما أعدت هذا الكمين للمصريين. أما في القاهرة، فقد وقع الخبر على الجميع وقع الصدمة، لكن الرد كان بعملية تهريب أخرى سريعة، وفي ذات التوقيت ولمدة 5 أشهر، راقبت المخابرات المصرية بمساعدة المقاومة الجزائرية السجن الذي وضع فيه المصريون، وتم وضع خطة لتحرير الأسرى ينفذها رجال الكوماندوز المصريين.
تعالى صوت الرصاص أمام السجن، ليوقظ خالد من أفكاره، معلنًا وصول الكوماندوز المصريين، الذين كانوا قد تسللوا إلى الجزائر في ملابس مدنية من ليبيا، ومعهم رجال المقاومة الجزائرية، واشتبك المصريون والجزائريون مع حراس السجن الفرنسيين ونجحوا في اقتحام السجن وتحرير المعتقلين، وبينما انسحب اليوزباشي خالد ورجاله مع رجال الكوماندوز المصرية والمقاومة الجزائرية، سقط شهيدًا من الجزائريين، بينما استطاعت القوات المصرية أن تعود كلها إلى ليبيا آمنة، لتساعدهم القوى الشعبية الليبية والسفارة المصرية ببنغازي في العودة إلى مصر، ويكون انتصارًا مصريًا على الفرنسيين.
المصدر المصرى لايت نقلا عن صحيفة الشروق الجزائرية كتاب " عبد الناصر وثورة الجزائر فتحى الديب https://lite.almasryalyoum.com/lists/25779/
قائمه بعدد السفن المحمله بالسلاح ونوعياته التى ارسلها عبد الناصر لدعم الثورة الجزائرية من مواقع جزائرية https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1030461
عاوز تعرف مكانه مصر بالجزائر بالستينات كانت ازاى شوف كيف استقبل الجزائريين الزعيم جمال عبد الناصر اول زيارة بعد الاستقلال 4 مايو 1963 استقبال الفاتحين كيف بكى ناصر من حفاوة الاستقبال "يؤكد الديب الذى كان مكلفا من عبدالناصر بملف الثورة الجزائرية: «أبلغنى المسؤولون مواجهتهم لموقف عصيب لتوفير الغذاء والإعاشة لما يزيد على مليون وافد جزائرى على العاصمة، بالإضافة إلى سكانها الأساسيين، وأن الجماهير زحفت منذ الصباح الباكر ليوم 4 مايو لتحتل الشوارع، التى سيمر بها موكب عبدالناصر من الميناء إلى قصر الشعب المعد للضيافة». https://www.youtube.com/watch?v=CZvbljad8Hw
الدعم السياسي
- كانت القاهرة مقر الحكومة الجزائرية المؤقتة التي تأسست في 19 سبتمبر 1958، فكانت أهم مجالات التنسيق الدبلوماسي الجزائري تتم عن طريق مصر، وانطلقت من القاهرة معظم النشاطات السياسية والدبلوماسية لجبهة التحرير الوطني والحكومة الجزائرية المؤقتة[13].
- كانت القاهرة مقرًا للجنة تحرير المغرب العربي المكونة من ليبيا، وتونس، والمغرب، والجزائر[14].
- قامت مصر بتمثيل الجزائر في مؤتمر باندونج الذي عقد في مايو 1955. كما كان لها دورًا فعال في تمكين الجزائريين من لعب دورًا مؤثرًا في منظمة تضامن الشعوب الأفرو - آسيوية منذ نشأتها بالقاهرة في ديسمبر 1957[15].
- يقول الكاتب الجزائري إسماعيل دبش في كتابه «السياسة العربية والمواقف الدولية تجاه الثورة الجزائرية»:
تأييد مصر للقضية الجزائرية ولكل مطالب جبهة التحرير الوطني كان مطلقًا، ومتشددًا، وبدون تحفظ، حتى لو تعلق الأمر بعلاقة مع دولة كبرى لها مصالح حيوية وإستراتيجية معها مثل الاتحاد السوفيتي. ذلك ما عبر عنه الرئيس عبد الناصر في تحذيره إلى خروتشوف الرئيس السوفياتي من الانسياق وراء محاولات دي غول بزيارة حاسي مسعود (منطقة آبار بترولية جزائرية كبرى بالصحراء)[16]. |
الدعم المالي
- كانت أول صفقة سلاح من أوروبا الشرقية بتمويل مصري بلغ حوالي مليون دولار، كما قدمت مصر 75% من الأموال التي كانت تقدمها جامعة الدول العربية للثورة الجزائرية والمقدرة بـ 12 مليون جنيه سنويًا[17].
- خصصت مصر - بقرار من جمال عبد الناصر - الدخول الأولى من تأميم قناة السويس (بلغت 3 مليارات فرنك فرنسي قديم) للكفاح الجزائري[18].
الدعم الفني
وبجانب تقديم الدعم العسكري والسياسي، كان هناك دعم ثقافي وفني؛ فالنشيد الوطني الجزائري من تلحين الموسيقار المصري محمد فوزي، كما قام عبد الحليم حافظ بأداء أغنية بعنوان «الجزائر» تتحدث عن الثورة الجزائرية، وقام المخرج المصري يوسف شاهين بإخراج فيلم جميلة الذي يتحدث عن جميلة بوحيرد وعن الثورة الجزائرية.
انظر أيضاً
المصادر
- ^ ملفات السويس: حرب الثلاثين عامًا/محمد حسنين هيكل ص421: «ورد «كريستيان بينو» فأوضح أن الحكومة الفرنسية بصدد التوصل إلى تسويات مع تونس ومراكش، وأن المشكلة الحقيقية الباقية هي الجزائر، وأن التمرد في الجزائر لا تحركه غير المساعدات المصرية فإذا توقفت هذه المساعدات فإن الأمور كلها سوف تهدأ لأن وضع الجزائر يختلف عن وضع تونس ومراكش؛ ففي الجزائر مليون مستوطن فرنسي، ثم إن فرنسا اعتبرت دائمًا الجزائر حتى في مشروعات البنية الأساسية جزءًا لا يتجزأ من فرنسا.»
- ^ نفس المرجع السابق
- ^ المقولة منقولة من كتاب السياسة العربية والمواقف الدولية تجاه الثورة الجزائرية ص68
- ^ المقولة منقولة من كتاب السياسة العربية والمواقف الدولية تجاه الثورة الجزائرية ص74
- ^ عبد الناصر وثورة الجزائر/فتحي الديب ص653 إلى آخر الكتاب مجموعة من الوثائق الخاصة بشحنات الأسلحة المصرية المرسلة إلى الجزائر.
- ^ السياسة العربية والمواقف الدولية تجاه الثورة الجزائرية ص68: «بل - مصر شعبًا وحكومة - لعبت الدور الفعال والأكبر في تدعيم حرب التحرير الجزائرية. فمن بين الأسباب الأساسية لمشاركة فرنسا في العدوان الثلاثي على مصر كان تأييد هذه الأخيرة لحرب الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي.»
- ^ المقولة منقولة من كتاب ملفات السويس: حرب الثلاثين عامًا/محمد حسنين هيكل ص376
- ^ ملفات السويس: حرب الثلاثين عامًا/محمد حسنين هيكل ص565: «تلقت الثورة الجزائرية أكبر شحنة من السلاح من مصر أثناء احتدام المعارك على جبهة قناة السويس»
- ^ عبد الناصر وثورة الجزائر/فتحي الديب ص59: من أول السطر التاسع «..وسلمته فورًا مبلغ 3000 جنيه مصري ثلاثة آلاف جنيه تحت حساب هذه العملية مؤكدًا له على نوعية السلاح المطلوب وحصر سرية العملية في شخصه واقتصار دوره على تجميع هذه الأسلحة وتسليمها لرسول سيتصل به في برقة من خلال كلمة سر معينة..» إلى السطر العشرين «..وتم الاتفاق من الأخ أحمد بن بيللا للسفر فورًا إلى ليبيا واستلام المبلغ المتبقي لدى أمين صالح وزودناه بـ 5000 خمسة آلاف جنيه إضافية لتوفير أكبر كمية من السلاح وإعدادها للتهريب مباشرة إلى الجزائر».
- ^ السياسة العربية والمواقف الدولية تجاه الثورة الجزائرية ص71: «أول شحنة سلاح جاءت من مصر وقدرت بحوالي 8000 جنيه وتم تمريرها عن طريق برقة (ليبيا).»
- ^ السياسة العربية والمواقف الدولية تجاه الثورة الجزائرية ص71: «أهم التدريبات العسكرية الفعالة لجيش التحرير الوطني خارج الجزائر كانت تتم بمصر.»
- ^ "دور مصر في الثورة الجزائرية 1954-1962". منتدى الجلفة. 2012-07-15. Retrieved 2013-09-12.
- ^ السياسة العربية والمواقف الدولية تجاه الثورة الجزائرية ص69 وص70: «وبالقاهرة كذلك كان القرار التاريخي لجبهة التحرير الوطني وهو تأسيس (19 سبتمبر 1958) الحكومة الجزائرية المؤقتة وحتى تحول (1960) النشاط الأساسي للحكومة الجزائرية المؤقتة من القاهرة إلى تونس (لأسباب إستراتيجية خاصة عامل القرب الجغرافي) أهم مجالات التنسيق الدبلوماسي الجزائري كانت تتم عن طريق مصر. ومعظم النشاطات السياسية والدبلوماسية لجبهة التحرير الوطني والحكومة الجزائرية المؤقتة انطلقت من القاهرة.»
- ^ السياسة العربية والمواقف الدولية تجاه الثورة الجزائرية ص69: «كما كانت القاهرة مقرًا للجنة تحرير المغرب العربي المكونة من ليبيا، تونس، المغرب والجزائر (أفريل 1945). كان النشاط السياسي لهذه اللجنة، الذي توسع نشاطها إلى دمشق، له دور فعال في تدعيم ربط المغرب العربي بالمشرق العربي.»
- ^ السياسة العربية والمواقف الدولية تجاه الثورة الجزائرية ص71: «سياسيًا ودبلوماسيًا لعبت مصر دورًا هامًا في تدعيم مشاركة الجزائر وتمثيلها في مؤتمر باندونغ (ماي 1955). كما كان لمصر دورًا فعال في تمكين الجزائريين من لعب دورًا مؤثرًا في منظمة تضامن الشعوب الأفرو - آسيوية منذ نشأتها بالقاهرة (ديسمبر 1957).»
- ^ السياسة العربية والمواقف الدولية تجاه الثورة الجزائرية ص72
- ^ السياسة العربية والمواقف الدولية تجاه الثورة الجزائرية ص71: «كما كانت أول صفقة سلاح من أوروبا الشرقية بتمويل مصري (حوالي مليون دولار)، ومعظم الأموال (75%) التي كانت تقدمها جامعة الدول العربية للثورة الجزائرية والمقدرة بـ 12 مليون جنيه سنويًا كانت تأتي من مصر.»
- ^ السياسة العربية والمواقف الدولية تجاه الثورة الجزائرية ص71: «وبقرار من الرئيس عبد الناصر نفسه خصصت مصر المداخيل الأولى من تأميم قناة السويس للكفاح الجزائري. هذه المبالغ التي وصلت إلى 3 مليارات فرنك فرنسي قديم.»