فخر البحار (سفينة)

(تم التحويل من فخر الدين (سفينة))
الملك فاروق الأول على اليخت الملكي فخر البحار.

فخر البحار، هي إحدى سفن البحرية المصرية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

كان السفينة فخر البحار ضمن اليخات المملوكة للملك فاروق الأول، ملك مصر، وكان يحتفظ بها للتجول في نهر النيل، وأحياناً كان يذهب بها في رحلاته إلى القناطر الخيرية، وما إن قامت ثورة 23 يوليو 1952 وأعلن النظام الجمهوري، حتى تم تسليم هذه السفينة إلى البحرية المصرية.[1]

كان الملك فاروق قد قام بشراء اليخت فخر البحار عام 1943 بمبلغ 76.000 جنيه، بعدها تقدمه بطلب لسلاح البحرية المصرية بطلب شراء قطعة بحرية تصلح مدرسة للتدريب، بعدها تقدم السلاح البحري بطلب لشراء اليخت الملكي لأنه هو الذى تنطبق عليه المواصفات. وقدر الثمن بمبلغ 176.000 جنيه، أي بزيادة حوالى 15% من الثمن الذى اشتراه به فاروق بعد استعمال ست سنوات.[2]

وشكلت لجنة لفحص اليخت فقرر أنه صالح تمامًا للغرض وأن الثمن مناسب تمامًا، ولكن حدث أثناء ذلك خروج على النص، لأن رئيس اللجنة – القائمقام بحرى عز الدين عاطف كان على قدر من النزاهة والشجاعة بحيث أعلن أن اليخت لا يصلح للغرض المطلوب ولا توجد قوات بحرية في العالم تشترى اليخوت، كما أن الثمن المقترح تم فرضه على اللجنة وهو لا يقبل إملاء عليه وضميره لا يسمح بذلك. لكن ذلك لم يغير من الأمر شيئًا، وهكذا كان الحال أن تذهب كلمة الحق أدراج الرياح وتنفذ إرادة الملك ولو كانت ضد المصلحة العامة.

رفضت استقالة القائمقام بحري عز الدين عاطف لكيلا يخرج بطلاً وتنتشر الفضيحة، وصدر قرار بندبه بعيدًا عن السلاح البحرى كله وعين بدلاً منه من لا يعرف إلا السمع والطاعة، فتمت الصفقة ولم تتم القصة المخزية، لأن فاروق لم يسلم اليخت إلى السلاح البحرى بعد أن قبض الثمن كاملاً، فقد ظل محتفظًا به، وبذلك قام جلالته بعملية نصب حصل بها على 176.000 جنيه من الحكومة مقابل لا شىء.


مشاركتها في الثورة الجزائرية

قامت مصر بتلبية مطالب الثوار الجزائريين للسلاح، وتيقن جمال عبد الناصر الذي قاتل ببسالة في فلسطين وذاق مرارة حصار الفلوجة فيها سبب رداءة الأسلحة، وندرة الذخيرة تيقن بحسه الثوري أن هؤلاء الجزائريين هم الصادقون في مطلبهم من غيرهم لأن المشكلة الأساسية هي السلاح، وليس المال، وعندما استقبل عبد الناصر بن بلة، وعلم منه أن هناك 5.000 من المظليين المدربين عسكرياً ينتظرو السلاح قام جمال عبد الناصر باتخاذ قرار اذا امر بتجنيد 5000 شرطي مصري من بورسعيد الى الاسماعيلية، و توجيهها بذخيرتها فوراً للمجاهدين، وحسب رواية بن بلة الذي يشير إلى أن 350 أو400 قطعة من البنادق الإيطالية وصلت أيدي الثوار من مصر عن طريق ليبيا، ويقول بن بلة في هذا الصدد:

"لقد حملنا شحنة من السلاح في مركب "فخر البحار الذي كان يستخدم كمركب للسياحة آنذاك كانت المهمة تقوم على نقل السلاح من مصر إلى ليبيا ثم يتم نقله بعد ذلك عبر الصحراء إلى الجزائر عن طريق الجمال، أوالسيارات. فكانت العملية كلها عملية تهريب طويلة، وكانت ليبيا آنذاك رغم أنها حصلت على استقلالها إلا أن البريطانيين هم الذين يسيرون الأمور بها كما كانت هناك قاعدة عسكرية أمريكية في العالم خارج الولايات المتحدة الأمريكية ومعنى ذلك أن استقلال ليبيا كان استقلالاً محدوداً للغاية كان لابد للسفينة فخرالبحار أن تنقل السلاح على الشاطئ، وتخرج من المياه اليبية بسرعة، وقد فعلت ذلك تماماً. وكان علينا بعد ذلك أن نرتب عملية نقل السلاح وتهريبه إلى الجزائر، وكانت هذه أول عملية نقل السلاح نقوم بها من مصر إلى الجزائر وكانت هذه العملية في شهر فبراير 1954. ويذكر فتحي الذيب في مذكراته:"التزاما منا بتنفيذ بامكانيات الاخوة الجزائرية المحدودة من الأسلحة، والذخيرة وضرورة توفير احتياجات المكافحين لها لمواصلة مسيرة الثورة بلا توقف باشرنا منذ أول أكتوبر 1954، وبعد أن قررت قادة الثورة الجزائرية تحديداً أواخر شهر أكتوبر لاندلاع الثورة التحضير لتزويدهم، وبأسرع وسيلة ممكنة باحتياجاتهم الضرورية من الأسلحة الخفيفة، والذخيرة لدعم قدرات الولايات الشرقية مع التركيز على منطقة جبال الأوراس الحاكمة، والتي تستند إليها الثورة كقاعدة لدعم قدرات باقي الولايات النظالية، وحلقة الاتصال بينها، وبين المشرق العربي، وخلصنا دراستنا بالاشتراك مع بن بلة لكافة الامكانيات المتاحة، لامداد بالأسلحة ووسائل تهريبه في الظروف الشاقة إلى امكان اختصار نصف طريق المواصلات وسرعة نقلها إلى الحدود التونسية، في طريقها للحدود الجزائر، وفي اطار السرية المطلوبة، وذلك بتكليف بعض الإخوة الليبين المتخصصين في تهريب السلاح من قاعة العظم البريطانية، ومعسكرات الجيش البريطاني المنتشرة في مختلف أنحاء ولاية برقة، وذلك في ضوء المعلومات التي أمكنا جمعها عن هذه المعلومات، وتوافر السلاح الخفيف بأنواعه وذخيرة نظير شفارتنا دفعة ثمينة".

ويذكر فتحي الذيب أنه وضع اختيارات على أحد أعضاء سفارتنا في ليبيا من الموثوق بهم، وهوالمدعو أمين صالح لخبرته الطويلة مع الشعب اليبي من خلال عمله لفترة طويلة فيها. وتكوينه للعديد من الاتصالات وعلى كافةالمستويات، واكتسابه لثقة، وصداقة أفراد الأسرة المالكة لكثير من الاسم الليبية في المدن أو البادية وقدرته على التحرك بعيداً عن الشبهات من جانب العناص البريطانية القائمة على شؤون البوليس الليبي، وعملائه، وامعان في السرية طلبنا من امين، ووجدنا منه الاستعداد التام.[3] والقدرة على توفير أية كمية مطلوبة من خلال استعانته باصدقائه الليبين المتمدرسين في هذا المجال، وهكذا بدات الخطوات الأولى للمساعدات تنفذ فعلاً، وبدأت الأسلحة تشتري، وتجمع سراً في برقة أولا بالتنسيق مع السيد أحمد بن بلة بعد ذلك انتقل النشاط إلى طرابلس مع ايقاف عمليات التهريب في برفة، وتم الاتفاق مع أحمد بن بلة للسفر فوراً إلى ليبيا والاتصال مع الشبكة المنظمة هناك لشراء الأسلحة، وامدادها للتهريب مباشرة إلى الجزائر. وكانت الأسلحة تحضر في صناديق تحول دون اكتشافها سرعة أو في شكل بضائع تجارية. ونظراً لصعوبة وصول الأسلحة إلى الجبهة الغربية بسبب تركيز فرنسا العسكري في حصارها على الجبهة الشرقية باعتبارها المتنفس الوحيد للثورة ومنفذ الأساسي لوصول الأسلحة من الناحية الشرقية وكذلك بعدالمسافة بين الشرق والغرب الجزائري، وصعوبة المسلك إلى جانب قلة المواصلات بين الناخبين، رأت القيادة الثورية آنذاك ضرورة الاعتماد على مصر بحراً، لذا خصصت مصر ميناء الإسكندرية لنقل السلاح في اليخت حيث سلم المصريون حمولة من الاسلحة موجهة الى ميناء الزوارة حملها اليخت انتصار في ليلة 15 سبتمبر 1954، حيث أفرغت حمولتها ليتم نقلها بالشاحنات إلى مخازن سرية، ومنها تدخل إلى الجزائر لتوزع على المجاهدين بعد أن ياخذ التونسيون كمية منها. وكانت هذه الحمولة تشمل على مايلي:

  • 303 بندقية إنگليزية.
  • 45 مسدسات رشاشة طراز تومي.
  • 100 قنبلة يدوية.


انظر أيضاً


المصادر

  1. ^ "«الفلندرة» سفينة سياحية.. بطعم نيل القاهرة". جريدة الشرق الأوسط. 2011-06-5. Retrieved 2013-09-12. {{cite web}}: Check date values in: |date= (help)
  2. ^ "فاروق كان ملكا وليس ملاكاً ( 27 )". موقع الكاتب الصحفي رجب البنا. Retrieved 2013-09-12.
  3. ^ "دور مصر في الثورة الجزائرية 1954-1962". منتدى الجلفة. 2012-07-15. Retrieved 2013-09-12.