التاريخ الديمغرافي لمقدونيا
- هذه المقالة هي عن منطقة تمتد عبر عدة دول في جنوب شرق اوروبا؛ لديمغرافية جمهورية مقدونيا، انظر التاريخ الديمغرافي لجمهورية مقدونيا.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ المبكر
المقدونيون القدامى
اسم منطقة مقدونيا (باليونانية: Μακεδονία, مكدونيا) مشتق من الاسم القبلي للمقدونيين القدامى (باليونانية: Μακεδώνες, Makedónes). وحسب المؤرخ اليوناني هيرودوت، فإن Makednoi (باليونانية: Mακεδνοί) كانت قبيلة دورية استوطنت الأراضي الخلفية أثناء الهجرة العظيمة جنوباً لليونانيين الدوريين (Histories 1.56.1). الكلمة "Makednos" يـُتعارف عليها مع الكلمة اليونانية الدورية "Μάκος" Μakos (الصيغة الأتيكية Μήκος - "mékos"), وتعني باليونانية "طول". وقد اتخذ المقدونيون القدامى هذا الاسم إما لأنهم طوال القامة أو لأنهم استوطنوا الجبال. التعريف اللاحق يترجم "Macedonian" على أنهم "سكان الأراضي العليا".
بعد تلك الفترة كانت هناك العديد من الغزوات البربرية للبلقان من الكلت.
مقدونيا الرومانية
مقدونيا البيزنطية
العصور الوسطى
الحكم العثماني
المسلمون والمسيحيون
الفكرة الهلينية
الفكرة البلغارية
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المسألة المقدونية
تحدد مقدونيا جغرافياً بأنها الأرض التي تحدها من الشمال جبال صار Sar, ومن الشرق مرتفعات رودوبيه Rhodope, ومن الجنوب بحر إيجه وجبل الأوليمب وجبال بيندوس Pindus, ومن الغرب بحيرة أوهريد Ohrid. ويضم هذا الإقليم كل من نهري الفردار Vardar وستروما Strume ومدن تسالونيكا وكاستوريا Kastoria وفلورينا Florina وسيرس Serres وبيترايخ Petrich وسكوبيه, وأوهريد وغنياً بحال من الأحوال فقد كانت محاصيله الرئيسية عبارة عن القمح والدخان والأفيون (نبات الخشخاش), فضلاً عن الثروة الحيوانية وخاصة تربية الأغنام, وسكانه أقل من مليون نسمة يعيشون على مساحة خمس وعرين ألف ميل مربع وينقسمون بين تسع مجموعات: أتراك, وبلغار, ويونانيين, وصرب, ومقدونيون, وألبان, وفلاخيون Vlachs أو كوتزو-فلاخ Kutzo-Vlachs, واليهود, والغجر.
ونظراً لهذه الأخلاط المتعددة للسكان فقد كان من الصعوبة بمكان رسم خطوط قومية مميزة لكل منهم,فكل مدينة من مدن الإقليم تضم عناصر تريكة ويونانية ويهودية, وفي كل قرية كانت عدة قوميات تعيش جنباً إلى جنب, ولم يكن من الممكن تقدير وزن كل مجموعة قومية بالنسبة للمجوعات الأخرى من حيث العدد والقوة, كما لم يكن للإحصاءات السكانية التي تتم من أجله الإحصاء. فالإحصاءات مثلاً تتناول عدد المدارس وعدد اللغات المستعملة وعدد العقائد الدينية, لكن يمكن أن يكون كل منها مضللاً لنفس السبب, فمثلاً كان من المعروف أن السلافيين الأورثوذكس يدخلون الكنائس اليونانية عندما لم تكن الخدمة الدينية بالسلافية غير ممكنة. كما كان الصرب والبلغار يذهبون إلى كنائس بعضهم البعض طالما أن خدمة الشعائر الدينية متوفر, وبمعنى آخر كانت الظروف القائمة أو السياسات الجارية أو المجموعات القومية نفسها هي التي تحدد عضوية الكنيسة. أي أن الإنتماء لكنيسة ما لم يكن يحدد الإنتماء القومي أو العرقي وهكذا.
وعندما إحتدم الصراع على مقدونيا بعد مؤتمر برلين (1878) أسرع علماء الأنثروبولوجيا واللغويون وعلماء النفس من مختلف بلاد البلقان كل في تخصصه يستند إلى حجة أو ذريعة تبرر مشروعية المطالبة بضم مقدونيا لتلك الدولة او لأخرى فالبلغار مثلاً أستخدموا حجة اللغة لإثبات أن سلاف مقدونيا إخوتهم, ورد علماء الغة الصرب بأن قواعد لغةالصرب قريبة جداً من اللغة التي يتكلمها المقدنيون, كما قال الأنثروبولوجيون الصرب بأن عيدهم "سلافا" Slava الذي يحتفل به أيضاً أهالي مقدونيا يجعل من المقدونيين صرباً. وسعى اليونانيين لإثبات أن أي مقدوني تحت سلطة البطريرطية المسكونية (العالمية) فإنه يعتبر يوناني. هكذا إستخدمت كل دولة قويمة ما أمكنها من حجج لتدعيم إدعاءتها, وكان كل إدعاء يقابل بتحد من إدعاء آخر.
ويبدو واضحاً أن الموقع الجغرافي الإستراتيجي لمقدونيا كان سبباً في تكالب دول البلقان والقوى العظمى عليها,فقد كانت بلغاريا واليونان والصرب ترغب في الإستيلاء على مقدونيا كلها أو على أكبر جزء منها لثلاثة أسباب: أولها أنه يؤدي إلى تكبير مساحة دولة أي منها إضافة شعوب إليها. والثاني أن ضم وادي نهري الفردار وستروما والسكة الحديد التي تخترق كل منهما لها فوائد إقتصادية عظيمة, وثالث الأسباب ولعله اهمها يبدو في أن الذي يسيطر على مقدونيا سوف يكون أقوى قوة في البلقان, وهو ذات السببالذي أطمع الدول العظمى في مقدونيا, فضلاً عن إدراك تلك الدول أن الإستحواذ على مقدونيا يعطي حائزها مركزاً إستاريتجياً أمامياً تجاه استانبول والمضايق التركية. وفي هذا الخصوص وجدنا أن إنجلترا كانت تعارض بشدة إنشاء بلغاريا بمقتضى معاهدة سان ستيفانو لتلك الإعتبارات العسكرية لأنها بهذا سوف تكون تحت سيطرة روسيا. وكانت النمسا توافق إنجلترا في هذا الموقف لسبب آخر يتمثل في سعيها لتنمية روابط إقتصادية مع تسالونيكا مما يساعد على مد نفوذها جنوباً بإتجاه إيجه.
وحتى إنشاء الإكسارخية Exarchate البلغارية في صوفيا في 1870 (أي الكنيسة السلافية ذات البطريرك البلغاري نائباً) كان نفوذ اليونان متفوقاً بين البلغار إذ كان لها مجموعة ميزات نسبية يبدو لأول وهلة صعوبة التشكيك فيها أو مهاجمتها, فمن المؤكد أن مشاعر الهللينية السائدة (أي حب الثقافة اليونانية) الذي كان سائداً آنذاك في مطلع القرن أشعر اليونان بإمكانية تمتعها بمساندة أوروبية مهمة. ومن ناحية أخرى فإن كثيراً من الأوروبيين كانوا يعتقدون بيونانية المنطقة قومياً أو ثقافياً, فقد إعتاد المسافرون منهم في أنحاء البلقان أن يقيموا في مدن وأحياء يوجد بها عدد كبير من اليونانيين خاصة وأنهم هم الذين كانوا يديرون الفنادق والخانات. وأكثر من هذا فإن البطريركية المسكونية كما رأينا كانت تقوم بتقوية المصالح اليونانية القومية في كل البلقان. وفي مقدونيا قاومت البطريركية أية تحديات من جانب البلغار والصرب بل إن روسيا قبل 1870 لم تكن مستعدة للدخول في عملية تستهدف تقويض سلطة البطريركية لصالح شعوب البلقان الأخرى. كما كانت الكنيسةاليونانية تسيطر على مؤسسات التعليم القائمة في المنطقة آنذاك,فكثير من غير اليونانيين الذين يلتحقون بالمدارس اليونانية كانوا يتعلمون اللغة اليونانية, ويدخلون في مجال الثقافة اليونانية بطريقة أو بأخرى, ومن ثم كانوا على إستعداد لقبول سيطرة اليونانيين سياسياً.
وأمام تلك الميزات التي كانت اليونان تتمتع بها في المنطقة كانت تواجه مشكلات إستغرقتها كثييراً من ذلك أنها كانت مشغولة معظمالقرن التاسع عشر بمشكلات جزيرة كريت وبكيفية ضم تساليا وإيبروس اللتان تفصلها عن مقدونيا. ومن ناحية أخرى كانت أي محاولة مناليونانيين للتوسع هنا أو هناك تقابل دائماً برفض إنجلترا طالما تمسكت بمبدأ المحافظة على وحدة الإمبراطورية العثمانية. كما أن سيطرة البحرية الإنجليزية في البحر المتوسط حال دون تحرك اليونان بإتجاه الشمال دون أن تتوقع الخطر. ويضاف إلى هذا أن وضع اليونانيين كان آخذ في الضعف مع نهاية القرن التاسع عشر, ومن هنا فإن تأسيس الإكسارخية البلغارية كان بمثابة ضربة قاصمة لليونان. ونظراً لهذا التآكل في قوة اليونان مع نهاية القرن التاسع تمسكت أكثر بالمحافظة على الوضع القائم إنتظاراً لموقف يطرأ يساعدها على تحقيق ما تصبو إليه في الوقت الذي كانت الدولة العثمانية تفضل أن تكون مقدونيا في حيازة البلغار أو الصرب.
أما بلغاريا فقد تحسن وضعها بمرور الوقت عكس بلاد البونان ذلك أن معاهدة سان ستيفانو أقرت حدوداً لبلغاريا إعتبرت حدود مثالية. لكن سرعان ما فقدتها وأصبح إستعادتها من جديد أملاً يراود زعاماتها. وعلى هذا وخلال تلك الفترة سعت بلغاريا للتعجيل بإيجاد حل فوري لتلك المشكلة, وكانت روسيا كما رأينا, تساند بلغاريا في مطلبها وعندما تخلت روسيا عنها تعاطفت إنجلترا والنمسا مع الآمال البلغارية. وقد ترافق مع تلك المساعدة الخارجية دور الإكسارخية البلغارية التي لعبت دوراً مهماً وبالغ التأثير في مد النفوذ البلغاري على كل البلاد التي يعيش في بلغاريون, حتى إذا ما طلب ثلثا أهالي أي ناحية من نواحي تلك البلاد الإنضمام للإكسارخية إستجابت لطبلهم. ولقد كان من اليسير نسبياً إقناع سلاف المنطقة بوجوب الإنضمام لإكسارخية سلافية أكثر من إقناعهم بطريركية يونانية وهو أمر أسهمت في بلورته الدولة العثمانية.
وبالرغم من تلك العلامات المشجعة لبلغاريا نحو تحقيق أهدافها داخل حدودها المعترف بها والتي تسعى لإستعادتها, إلا أنه كان عليها أن تواجه عدة مشكلات في سبيل ذلك لعل أكثرها خطراً المنافسة بينها وبين اليونان والصرب ومن ورائهما روسيا. ولما شعرت هاتان الدولتان بتهديد مصالحهما الحيوية من التأثير البلغاري عملتا على توظيف التعليم والدين والسياسة لمواجهة مطامع بلغاريا ومما زاد من صعوبة الأمر إنضمام رومانيا لمنافسي بلغاريا عند نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. ورغم أن القوى العظمى كانت تساند بلغاريا إلا أنها مساندة لم تكن مضمونة على الدوام, ذلك أن سياسات تلك القوى تجاه البلقان كانت تحددها المصالح الدولية لكل منها وبالتالي فقد كانت سياسات متأرجحة بين آم وآخر حسب مقتضى المصالح.
وفي هذا الخصوص كانت الصرب أضعف القوى الثلاثة في المنطقة نظراً لطوحاتها الكبرى فقد كان هدفها الأساسي إقناع القوى العظمى باحقيتها في السيطرة على البلقان ورغم أن القوى العظمى كانت تعترف بمصالح اليونان والبلغار, إلا أنها لم تكن تعترف بإدعاءات الصرب. ففي ثمانينات القرن التاسع عشر كانت المآخذ على الصرب كثيرة جداً, فأولاً ومنذ عام 1804 كانت تسعى للتوسع في المناطق الواقعة إلى الغرب منها في كل من البوسنة والهرسك والإدرياتي, فضلاً عن إهتمامها بصرب المناطق الشمالية في كل من سريم Srem وباشكا Bascja, وبانات Banat في فويفودينا Vojvodina, كما لم يكن سهلاً عليها تحويل طموحها إلى الجنوب الذي أصبح المنال بعد إحتلال النمسا للبوسنة والهرسك. وثانياً لم يكن لدى الصرب مؤسسات دينية بالمقارنة بالإكسارخية البلغارية والبطريركية اليونانية و كما لم تكن تتمع بطبيعة الحال بمساندة روسيا حتى إعتلاء بيتر كاراديوريفيتش عرش الصرب والذي عوضها بعض الشيء عن الميزات لممنافسيها. وثالثاً فإن تحالف أسرة أوبرونوفيتش (الصرب) والهابسبورج (النمسا) في عام 1881 لم يكن يسمح أساساً بسياسة قومية وعدائية, أي أنه لم يكن بإمكان أمير الصرب (ميلان) وإمبراطور النمسا (ألكسندر) حشد شعوبها وراء طموحاتها, فرغم أن النمسا وقفت إلى جانب الصرب في مؤتمر برلين 1878 إلى حد ما, إلا أنها لم تكن على إستعداد لدعم وجهة نظر الصرب في التوسع تجاه سلاف الجنوب الذين يعيشون تحت سيادة النمسا.
ومن ناحية أخرى كانت لكل من اليونان وبلغاريا والصرب ورومانيا إدعاءات معينة تجاه مقدونيا. ففي مقدونيا ذلك الإقليم المتنوع العناصر السكانية كان هناك عدد كبير من الفلاخين Vlachsh الفتجار ورعاة الأغنام بصفة أساسية, لكن عدد ذوي الأصول الرومانية منهم غير معروفة. ورغم هذه الصلة الضعيفة بين رومانيا ومقدونيا إلا أن رومانيا في عام 1900 قدمت إعانات مالية للمدارس الفلاخية بلغت مليون فرنكاً في عام 1912. وفي عام 1905 تم إغراء السلطان العثماني لكي يعترف بملة فلاخية منفصلة عن البطريركية العامة. والحقيقة أن نيات رومانيا كانت واضحة فلم يكن بإستطاعتها صناعة إدعاءات حقيقية بشأن مقدونيا أو أن تأمل في ضم أية أراضي هناك. لكنها كانت تتسخدم إدعاءاتها في مقدوينا للمساومة على ضم أراض إضافية في دوبروديا من ناحية, ولقطع الطريق على بلغاريا والحيلولة دون إعادة الحدود التي أقرتها معاهدة سان ستيفانو لبلغاريا من ناحية أخرى.
الدعاية الصربية
وفي تلك الأثناء بدأت حركة اليقظةالقومية السلافية المقدونية وكانت طليعتها من سلاف مقدوينا الذين لم يكونوا بلغاراً أو صرباً لكنهم كانوا فرعاً آخر متميز ومنفصل من العنصر السلافي له لغة قومية متفردة. وقد إستحوذت هذه الفكرة على إهتمام كبير فيما بعد ممن القوى البلغارية والصربية ولكنها مسألة بعيدة عن موضوع هذا الكتاب.
ورغم أن الصراع حول مقدوينا كان أمراً يخص المسيحيين أساساً، إلا أنه لا ينبغي أن ننسى أن الأقليم كان يضم عدداً كبيراً من المسلمين معظمهم من الأتراك أو الألبان وبعضهم من السلاڤ الذين تحولوا إلى الإسلام مبكراً. وكان هؤلاء يفضلون بطبيعة الحال الإبقاء على الحكم العثماني ويتطلعون إلى السلطان عبد الحميد الثاني لحمايتهم، وكان السلطان من ناحيته يبذل كل ما يمكن من جهود للدفاع عن وضع مقدونيا.
على كل حال، دخلت القوى الثلاثة المتنافسة على مقدونيا وهي بلغاريا واليونان والصرب فيما بينها في معارك بشكل منتظم خلال العقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر بشأن السيادة على مقدونيا، وكانت الأسلحة في تلك المعارك الكنائس والمؤسسات التعليمية والجمعيات الوطنية. وقد إستمرت الحرب الإكليروسية (الكنسية) على أساس الأوضاع الدينية السابقة. فبينما كان البلغار يسعون للحصول على موافقة السلطان العثماني على إنشاء عدة إسقفيات مستقلة كان اليونانيون يعملون من خلال البطريركية العامة في اسطنبول لقطع الطريق على مطالب البلغار. أما الصربيون فكانوا يسعون لتأسيس منظمة دينية مستقلة لهم وهو أمر لم يتحقق إلا في عام 1902 عندما سمح لهم بتأسيس أسقفية في سكوبيه. وفي نهاية القرن التاسع شعر تمكنت كل قومية من تأسيس عدد كبير من المدارس أصبحت أدوات لسياسة الدولة حيث انتشرت كتب مبادئ القراءة وقواعد النحو والتاريخ ونشرات الدعاية كل منها تتناول قضية أو أخرى من القضايا القومية.
الدعاية البلغارية
على أن تنظيم الجميعات القومية/الوطنية المتنافسة كان من شأنه أن يؤدي إلى صعوبات عظمى. ورغم أن مقاصد بعضها كان ثقافياً بحتاً كان البعض الآخر يعتمد العنف وسيلة لتحقيق الأهداف. وقد تكونت أول جمعيتين في هذا الخصوص في عام 1884 وهما جمعية سيريل Cyril وجمعية ميثوديوس Methodius بهدف تنشئة سلاف مقدونيا على الإيمان بالقضية البلغارية وترسيخها في أذهانهم. وبعد ذلك بعامين ردت الصرب بتكوين جمعية القديس سافا St. Sava التي سميت بهذا الأسم نظراً لأن هذا القديس راعيهم كان يؤيد نفس الأهداف. وفي عام 1894 بادر اليونانيون بتكوين جمعية إثنيكي إتايريا Ethniki Etaireia التي كان لها تاثير في جزيرة كريت.
ورغم أن معظم تلك الجمعيات كانت لأغراض الثقافة والدعاية ولم تشارك في أية نشاطات تنتهك الحرمات العامة, إلا أن بعضها تجاوز الآداب المرعية وكان أبرزها تطرفاً جمعيات بلغارية. وفي 1893 ظهرت على المسرح السياسي "المنظمة الثورية المقدونية الداخلية" Internal Macedonian Revolutionary Organization المعروفة إختصاراً بإسم الإيمرو IMRO وكان هدفها الإطاحة بالحكم العثماني من مقدونيا وإقامة حكومة ذاتية مقدوينة وشعارها "مقدونيا للمقدونيين"، وكانت عواطفها بلغارية بدون شك وكانت تنافسها "لجنة السيادة المقدونية" Macedonian Supreme Committee أو المنظمة الخارجية External Orgainzation وكان مقرها في صوفيا عاصمة بلغاريا، وأعضاؤها من لاجئي مقدونيا بشكل أساسي وعرف أنصارها "بأصحاب السيادة" أو "السياديون" وكانت تتمتع بدعم بلغاريا بشكل غير علني وهدفها ضم مقدونيا لبلغاريا وبينما كانت الإيمرو تكرس نشاطها للإعداد للقيام بإنتفاضة مخططة بعناية في المستقبل كان السياديون يقومون بإرسال جماعات داخل مقدونيا لترويع أهل القرى أو إغتيال الأتراك بأمل أن يقوم المقدونيون بالثأر مما قد يدفع السكان إلى الثورة.
أما اليونانيون والصربيون فقد تمثل رد فعلهم في القيام بأعمال العنف والترويع طبقاً لما ورد في تقاير القناصل الأوروبين وكذا المراسلين عن الأعمال الوحشية التي إرتكبتها كل الأطراف المعنية. ولم يقتصر أمر المعاناة والقسوة والوحشية التي قامت بها العناصر المتعصبة دينياً على أهالي البلاد فقط بل إن الدولة العثمانية أصبحت في ورطة شديدة جراء تلك الأحداث، فإذا ماأقدمت على إعتقال تلك العناصر الوحشية وعاقبت المذنبين منهم من واقع مسئوليتهم عن حفظ الأمن، قامت الصحافة الأوروبية بحملة تشهير ضدها تصفها بالبربرة والعدوان حتى ولو كان الأمر لا يستحق الإهتمام.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
دعاية مقدونيا السلاڤية
للمزيد من المعلومات: القومية المقدونية
الدعاية الرومانية
على أن حكومات دول البلقان وأيضاً القوى العظمى كانت تعترف بخطورة تلك الإضطرابات والفوضى التي قد تؤدي إلىأزمة كبرى جديدة في الشؤون الدولية كتلك التي وقعت في سنوات 1875-1878, ولهذا كانت المفاوضات بين الأطراف المعنية تصب في هذا السؤال. ففي خلال عامي 1892-1893 حاولت كل من الصرب واليونان تجاوز الخلافات القائمة بينهما على حساب البلغار لكنهما لم يتفقا على تحديد مجال نفوذ كل منهما. وفي 1897 أصبحت المشكلة المقدونية جزء مهماً من أزمة كريت والحرب العثمانية اليونانية. ولعل اهم المناقشات التي درات حول هذا الموضوع من حيث مغزاها تلك التي دارت بين فرانز جوزيف (إمبراطور النمسا) ونيقولا الثاني (إمبراطور النمسا) في أبريل 1897. ولما كان الطرفان لا يرغبان في قيام إنقلاب بلقاني فجائي آنذاك فقد توصلا إلى تفاقهم بعيد المغزى حيث إتفقا على تقسيم البلاد العثمانية, وأدركا أن ضم البوسنة والهرسك وسنجق نوفي بازار للنمسا يعد خطوة نهائية لخلق ألبانيا مستقلة, وتقسيم ما يتبقى من ولايات عثمانية في البلقان بالتساوي بين دول البلقان, وقد وضع هذا القرار في الإعتبار إدعاءات الصرب ومطالبها. لكن لم يكن من الممكن تنفيذ تلك الخطط في القريب العاجل وإنما تركت المستقبل البعيد حيث ا، الدولتين (النمسا وروسيا) عزمتا على الحيلولة دون قيام حكومات البلقان بإحداث أزمة أوروبية بدرجة أو بأخرى أو تغيير الحالة الراهنة.
الدعاية اليونانية
ولا شك أن القوى العظمى وكذا كل من بلغاريا واليونان واليونان والصرب قد كثفت كل أنشطتها بدلاً من إيقافها أو التراجع عنها، تلك الأنشطة التي بلغت ذروتها في أغسطس 1903 عندما عجلت الإيمرو بانتفاضة إليندن Ilinden للإستيلاء على ولاية موناستير كمقدمة لتحريراً كاملاً من السيطرة العثمانية. غير أنها كانت ثورة غير ناضجة وفقيرة الإعداد شأن غيرها من الثورات التي "تفشت" بين البلقانيين في القرن التاسع عشر، وواجهتها القوات العثمانية بوحشية غير عادية حيث تم تدمير ما يقرب من تسعة آلاف منزل في البلاد.
وجهة نظر مستقلة
- انظر أيضاً: المسألة المقدونية
ورغم أن تلك الثورة لم تنجح في تحقيق أهدافها العامة ألا وهي تحرير مقدونيا، إلا أنها دفعت روسيا والنمسا للتدخل, ففي 1903 إلتقى إمبراطورا الدولتين في مورشتگ Murzsteg حيث وافقا على برنامج جديد لإصلاح الحال في مقدونيا يقضي بوضع الحامية العثمانية في البلاد تحت سيطرة ضباط أجانب، وتعويض ضحايا إنتفاضة أيلندين في مقدونيا. لكنها مهمة ظلت مستحيلة. وفي 1905 وافق الباب العالي على أن تتم عملية جمع الضرائب في مقدونيا تحت إشراف دولي، وفي السنوات التالية قدمت القوى العظمى مشروعات إصلاحية كثيرة, ثم ما لبثت مقدونيا أن تأثرت بقيام ثورة الاتحاد والترقي في اسطنبول في يولية 1908 وهو الحدث الذي أثار من جديد وضعية جميع ممتلكات الدولة العثمانية.
غياب الإجماع الوطني
البيانات الاحصائية
التعداد العثماني حلمي پاشا (1904)
المنطقة | اليونان | البلغار | |
---|---|---|---|
1. ولاية سالونيكا | 373,227 | 207,317 | |
2. ولاية موناستير | 261,283 | 178,412 | |
3. سنجق سكوپيه (جزء من ولاية قوصوة) |
13,452 | 172,735 |
التعداد حلمي پاشا العثماني لمنطقة مقدونيا (1906)
المسلمون (أتراك وألبان) | 423,000 (41.71%) | |
اليونانيون | 259,000 (27.30%) | |
البلغار | 178,000 (18.81%) | |
الصرب | 13,150 (1.39%) | |
آخرون | 73,000 (7.72%) |
بيانات إحصائية منافسة
الاسم | الجنسية | اليونانيون | البلغار | الصرب | ملاحظات | |
---|---|---|---|---|---|---|
1. Spiridon Goptchevitch | صربيا | 201,140 | 57,600 | 2,048,320 | تشير إلى مقدونيا وصربيا القديمة (كوسوڤو وسنجق) | |
2. Cleanthes Nicolaides | اليونان | 454,700 | 656,300 | 576,600 | --- | |
3. Vasil Kantchoff | بلغاريا | 225,152 | 1,184,036 | 700 | --- | |
4. M. Brancoff | بلغاريا | 190,047 | 1,172,136 | --- | --- |
عينة بيانات إحصائية من مصادر محايدة
تعكس البيانات التالية تعداد المنطقة الأوسع، مقدونيا، كما عرّفها الصرب والبلغار (إيجة وڤاردار وپيرين)، والتي كانت أكبر كثيراً من المنطقة التقليدية المعروفة لليونانيين.
الاسم | الجنسية | إجمالي التعداد | البلغار | اليونان | الأتراك | الألبان | ملاحظات |
---|---|---|---|---|---|---|---|
1. Prince Tcherkasky 1877 | روسيا | 1,771,220 | 872,700 | 124,250 | 516,220 | --- | كل المسلمين بما فيهم الألبان تحت أتراك |
2. Official Turkish Statistic Ethnicity of Macedonia Philippopoli 1881 | تركيا | 754,353 | 500,554 | 22,892 | 185,535 | --- | All Muslims incl. Albanians under Turks |
3. Stepan Verkovitch 1889 | صربيا | 1,949,043 | 1,317,131 | 222,740 | 240,264 | 78,790 | --- |
4. Prof. G. Wiegland - Die Nationalen Bestrebungen der Balkansvölker. Leipzig 1898 | Germany | 2,275,000 | 1,200,000 | 220,000 | 695,000 | --- | All Muslims incl. Albanians under Turks |
5. Von der Golts - "Balkanwirren und ihre grunde" 1904 | ألمانيا | --- | 266,000 | 580,000 | 730,000 | --- | All Muslims incl. Albanians under Turks |
6. Journal "Le Temps" Paris 1905 | فرنسا | 2,782,000 | 1,200,000 | 270,000 | 410,000 | 600,000 | Refers to Macedonia and Old Serbia (Kosovo and Sanjak) |
7. Richard von Mach - Der Machtbereich des bulgarischen Exarchats in der Türkei. Leipzig - Neuchatel, 1906 | ألمانيا | 1,334,827 | 1,166,070 | 95,005 | --- | 6,036 | Only Christian population |
8. Amadore Virgilli "La questiona roma rumeliota" 1907 | إيطاليا | --- | 341,000 | 642,000 | 646,000 | --- | All Muslims incl. Albanians under Turks; Refers only to the vilyets of Thessaloniki and Monastir |
9. Robert Pelletier - La verite sur la Bulgarie. Paris 1913 | فرنسا | 1,437,000 | 1,172,000 | 190,000 | --- | 3,036 | only Christian population |
10. Leon Dominian - The frontiers of Language and Nationality in Europe. New York 1917 | الولايا المتحدة | 1,438,084 | 1,172,136 | 190,047 | --- | --- | Only Christian population |
القرن العشرين
The Balkan Wars (1912-1913) and World War I (1914-1918) left Macedonia divided between Greece, Serbia, Bulgaria, and Albania and resulted in significant changes in its ethnic composition.
اليونان
حسب عصبة الأمم, the population data for Southern Macedonia in 1926 was the following:
يونانيون | 1,341,000 (88.8%) |
بلغار | 77,000 (5.1%) |
مسلمون | 2,000 (0.1%) |
غيرهم (mainly Aromanians and Jews) | 91,000 (6.0%) |
يوغوسلاڤيا
بلغاريا
جمهورية مقدونيا
الهامش
- ^ Castellan, Georges, 1999, Histoire des Balkans, XIVe–XXe siècle. transl. Lilyana Tsaneva (Bulgarian translation ed.). Paris: Fayard. p. 358. ISBN 2-213-60526-2
- ^ The Turks, the Greeks and the Slavons. Travels in the Slavonic Provinces of Turkey-in-Europe. By G. Muir Mackenzie and A. P. Irby, London, 1867. With Maps etc. Taken from THE BULGARIANS in their historical, ethnographical and political frontiers (Atlas with 40 maps). Preface by D. RIZOFF, Minister of Bulgaria in Berlin. BERLIN, Königliche Hoflithographie, Hof-Buch- und -Steindruckerei WILHELM GREVE, 1917.ASIN: B000UUZN4S
- ^ Wilkinson Henry Robert. Maps and politics: a review of the ethnographic cartography of Macedonia.. University Press, 1951, p. 132 "still subscribed to the view that Macedonia was Bulgarian territory. For example... the Vidal Lablache atlas, all contained pro-Bulgarian ethnographic maps of the Balkans"
هذه المقالة تتضمن قائمة مصادر أو وصلات خارجية، ولكن تبقى مصادرها غير واضحة لأنها تفتقد إلى استشهادات داخلية. فضلاً حسـِّن هذه المقالة بجلب المزيد من الهوامش الدقيقة حيثما أمكن. (April 2009) |
- The Balkans: Nationalism, War & the Great Powers - Misha Glenny
- Encyclopædia Britannica Eleventh Edition
- Banac, Ivo. (1984). The National Question in Yugoslavia. Origins, History, Politics. Cornell University Press: Ithaca/London University Press: Ithaca/London (for online version of relevant pages, click here)
- Boué, Ami. (1840). Le Turquie d’Europe. Paris: Arthus Bertrand.
- Brailsford, Henry Noel. (1906). Macedonia: Its Races and Their Future. London: Methuen & Co
- Carnegie Endowment for International Peace. (1914). Report of the International Commission To Inquire into the Causes and Conduct of the Balkan Wars. Washington: The Carnegie Endowment (from http://vmro[dot]150m.com/en/carnegie/
- Gopčević, Spiridon. (1889). Makedonien und Alt-Serbien. Wien: L. W. Seidel & Sohn. - Стара Србија и Македонија, превод: Милан Касумовић. Београд, 1890.
- Jezernik, Bozhidar. Macedonians: Conspicuous By Their Absence
- Misirkov, Krste P. (1903). Za makedonckite raboti. Sofia: Liberalni klub. (In Macedonian and English)
- The Emergence of Macedonian National Thought and the Formation of a National Programme (up to 1878) by Blaže Ristovski
- Kunčov, Vasil. (1900). Makedonija. Etnografija i statistika. Sofia: Državna pečatnica (Кънчов, В. 1900, Македония. Етнография и статистика. София: Държавна печатница).
- Lange-Akhund, Nadine. (1998). The Macedonian Question, 1893-1908 from Western Sources. Boulder, Colo. : New York.
- MacKenzie, Georgena Muir and Irby, I.P. (1971). Travels in the Slavonic Provinces of Turkey in Europe. New York, Arno Press.
- Poulton, Hugh. (1995). Who are the Macedonians? C. Hurst & Co. (Publishers) Ltd., London
- Roudometoff, Victor. (2000). The Macedonian Question: Culture, Historiography, Politics. Boulder, CO: East European Monographs.
- Todor Simovski (1972). "The Balkan Wars and their Repercussions on the Ethnical Situation in Aegean Macedonia". Glasnik. XVI (3): 191. quoted in Poulton, Hugh (2000). "Greece". In Second (ed.). Who Are the Macedonians?. Indiana University Press. p. 85. ISBN 0-253-21359-2..
- Weigand, Gustav. (1924). ETHNOGRAPHIE VON MAKEDONIEN, Geschichtlich-nationaler, spraechlich-statistischer Teil von Prof. Dr. Gustav Weigand, Leipzig, Friedrich Brandstetter.
- Wilkinson, H.R. (1951). Maps and Politics; a review of the ethnographic cartography of Macedonia, Liverpool University Press.
- Kuhn's Zeitschrift für vergleichende Sprachforschung XXII (1874), Gottingen: Vandenhoeck & Ruprecht