الحرب المقدونية الرابعة
| ||||||||||||||||||||||||
الحرب المقدونية الرابعة (150–148 ق.م) كانت آخر حرب بين روما ومقدونيا. لأعوام، ظلت اليونان هادئة حتى قامت انفاضة شعبية في مقدونيا القديمة بقيادة اسمه أندريسكوس، الذي ادعى أنه ابن پرسيوس. فأرسلت روما فيالقها مرة أخرى، وأخمدت بالكامل الانتفاضة. هذه المرة لم تنسحب الفيالق الرومانية، إذ أعلنت مقدونيا مقاطعة رومانية، وبعد سنتين يضم الرومان إقليم اليونان كذلك.
وسارت العلاقة بين اليونان والرومان خلال العشرة الأعوام التالية سيراً حثيثاً نحو العداوة السافرة. ذلك أن المدن والأحزاب والطبقات المتنافسة في بلاد اليونان لجأت إلى مجلس الشيوخ في روما تطلب إليه العون، وهيأت لروما بطلبها هذا سبيلاً للتدخل انتهى بأن أضحت بلاد اليونان خاضعةً خضوعاً فعلياً إلى روما وإن ظلت بالاسم حرة مستقلة.[1]
ولم يستطع أشياع سكبيو في مجلس الشيوخ أن يصمدوا أمام الواقعيين الذين كانوا يشعرون أن النظام والسلام لا يستتبان في بلاد اليونان إلا إذا خضعت خضوعاً كاملاً لحكم الرومان. وبينا كان النزاع قائماً بين روما من جهة وقرطاجنة من جهة أخرى خرجت مدائن الحلف الآخر على روما وثارت مطالبة بحريتها. وتزعم الحركة زعماء الطبقات الفقيرة، فحرروا العبيد وسلحوهم، وأجلوا الوفاء بالديون، وأشعلوا مع الحرب نار الثورة في البلاد. ولمام دخل الرومان يقودهم موميوس بلاد اليونان وجدوا أهلها منقسمين على أنفسهم، وكان من السهل عليهم أن يهزموا الجيوش غير المدربة. وحرق موميوس كورنثة، وذبح رجالها وباع نساءها وأطفالها بيع الرقيق، ولم يكد يترك فيها شيئاً من الثروة المنقولة أو الآثار الفنية بل نقلها كلها تقريباً إلى رومه. وأصبحت مقدونية وبلاد اليونان من ذلك الحين ولاية تابعة لرومه بحكمها حاكم روماني، وكانت أثينا وإسبرطة هما المدينتين الوحيدتين اللتين سمحت لهما رومه بأن تحتفظا بشرائعهما. واختفت اليونان من تاريخ العالم السياسي مدى ألفي عام.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
انظر أيضاً
المصادر
- ^ ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.