ثورة العباسيين
ثورة العباسيين | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
الخلافة عند بداية الثورة، قبل معركة الزاب | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
Support
|
دعم
| ||||||
القادة والزعماء | |||||||
أبو مسلم الخراساني قحطبة بن شبيب † الحسن بن قطيبة عبد الله بن علي |
عبد الرحمن الأول نصر ابن سيار † مروان الثاني † يزيد ابن عمر الفزاري † | ||||||
القوى | |||||||
طور خراسان: 10,000 عسكري على طريق الحرير |
طور خراسان: 60,000 جندي أموي | ||||||
الضحايا والخسائر | |||||||
غير معروف لكنها ضئيلة | غير معروف لكنها ثقيلة |
ثورة العباسيين تشير إلى الاطاحة بالخلافة الأموية، ثانية الخلافات الأربع الكبرى في مطلع التاريخ الإسلامي، على يد ثالثهم، الخلافة العباسية. بعد وصولهم إلى السلطة بعد ثلاث عقود من وفاة النبي محمد ووراء الخلفاء الراشدين مباشرة، كان الحكم الأموي خلافة عربية إقطاعية تحكم سكان غالبيتهم الساحقة من غير العرب ومعظمهم كذلك من غير المسلمين. كان غير العرب يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية
كان الأمويون حكم الإمبراطورية العربية الإقطاعي على السكان الذي كان بأغلبية ساحقة غير العربية وكذلك في المقام الأول غير مسلم بغض النظر عن ما إذا كانوا قد دخلوا إلى الإسلام أم لا، وفي النهاية أدى هذا الاستياء بين العقائد والعرقيات المختلفة إلى الإطاحة بالأمويين.[1]
تميزت الثورة بشكل أساسي في نهاية الامبراطورية العربية، وبداية قيام دولة متعددة الأعراق أكثر شمولية في الشرق الأوسط.[2] وتذكر على أنها واحدة من أكثر الثورات تنظيماً في التاريخ، وقتها، وأنها أعادت تركيز العالم الإسلامي على الشرق.[3]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الأسباب
بالرجوع إلى الثورة العباسية والبيئة التي قادت إلى تفجيرها؛ فقد أبرز العديد من الدارسين، الظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة للشعوب التي كانت خاضعة للسيادة الأموية، وأكدوا على طغيان وتعسف الولاة الأمويين، وعلى تمييزهم الاجتماعي والعنصري، من بين هؤلاء على سبيل المثال نذكر: فان فلوتن، وولهاوزن، والدكتور الدوري، والأستاذ بندلي جوزي، ويعقوب بفسكي.
وقد استندت حجية هؤلاء على ما مفاده أن نجاح العرب السريع أكسبهم ثقة واعتزازا بأنفسهم، ورافق ذلك اعتزاز القبائل بأنسابها، حيث ترتبط المنزلة الاجتماعية بالنسب، فنظروا إلى سكان البلاد المفتوحة نظرة احتقار، ولم تكن هذه النظرة ناتجة عن الجنسية غير العربية لهؤلاء الناس، وإنما بسبب مهنهم الزراعية واليدوية.
ومهما يكن، فإن البحث عن أسباب الثورة العباسية لا يقتصر على مظاهر الصراع العنصري والتمييز الاجتماعي والاقتصادي، ذلك التمييز الذي إن وجد فقد شمل العرب وغير العرب من العامة. فيما يذهب إليه كل من فان فلوتن، وولهاوزن، والدكتور الدوري، والأستاذ بندلي جوزي، ويعقوب نفسكي.
الأمر الذي يدعم وجاهة الرأي الآخر، والقائل بالبحث عن أسباب أخرى، لعل أهمها السياسة الإدارية والمالية للدولة الأموية بشكل عام، وبشكل خاص نظام الضرائب الذي أخذ صورًا تتفاوت في الحدة والخطورة على المواطنين المحليين، ومن ذلك نظام الإقطاع الجبائي المعروف باسم (التضمين)، وهو نظام ابتكره الأمويون، وبموجب هذا النظام يعهد إلى أشخاص ميسورين بجباية الخراج، على أن يقوموا بتسبيقه للدولة، ثم يقومون هم بدورهم بجبايته لأنفسهم أضعافا مضاعفة من صغار المزارعين بعد ذلك.
كما أن جشع الأمويين المتزايد لجمع المال، جعلهم يتجاوزون حدود نظام الجبايات المشروعة إلى ما بات يعرف باسم (المغارم)، وهو نوع من الجبايات غير المشروعة، ذات سمة إقطاعية مضافة إلى الضرائب العادية المعهودة. وترتب على ذلك هجرة بعض الفلاحين والمزارعين الصغار عن أراضيهم، والنزوح إلى المدن لامتهان الأعمال الحرة، نظرا لعجزهم عن دفع تلك الضرائب، بل وأكثر من ذلك، فقد اضطر البعض منهم إلى اللجوء إلى كبار رجال الدولة فيما عرف باسم (نظام الإلجاء)، والتنازل لهم عن أراضيه مقابل حمايته من شطط الجباة، وضمان أبسط مقوم للحياة في ظل تلك الظروف القاسية أو المشددة بلغة القانون.
لقد ترتب على هذه الظاهرة الكثير من ضياع، وإقطاعات الأرستقراطية الأموية لم تجد من يفلحها من ناحية، وتقلص موارد الدولة المالية من ناحية أخرى. ومن ثم ظهرت مشكلة كبرى نجح الحجاج الثقفي -والي العراق- في إيجاد حلٍّ لها، عندما لجأ إلى جلب أعداد كبيرة من زنوج شرق إفريقيا، وأعداد كبيرة من المعدمين الهنود المعروفين باسم "الزط"، وتسخيرهم للعمل في الضياع عن طريق السخرة وفلاحة الأرض وإصلاحها.
وباختصار، فإن سياسة التهميش والحرمان التي كرسها الحكم الأموي السلطوي، ودافع عنها بكل ما أوتي من قوة وعتاد، سواء تجاه الموالي أو الفرس، أو تجاه المد الشيعي الرافض للحكم الأموي منذ وجوده، كان لا بد أن يكون لها تأثير عميق لدى الجماهير، وانتشار المبادئ الثورية بين الفئات الاجتماعية المتضررة، والطامحة للحرية والعيش الكريم. وبالتالي، فإن دلت هذه المقولات على شيء، فإنما تدل على أن طبيعة المشكلات في أغلبها كانت ذات بعد اقتصادي واجتماعي.
اتجاهات الثورة العباسية
لقد أخذت الثورة العباسية اتجاهين بارزتين، راهن قادتها على التمسك بهما كمنطلق للتغيير، والمضي قدما نحو أهداف الثورة ومبتغياتها، وهما باختصار: اتجاه ديني، واتجاه سياسي.
الاتجاه الديني
لعل من أهم الحركات المناهضة للخلافة الأموية، تلك الحركة التي تدعو لأهل البيت، وتعتقد بأن لهم وحدهم الحق في أن يخلفوا الرسول صلى الله عليه وسلم في حكم الجماعة الإسلامية. ورغم كون حركة بني هاشم أو آل البيت هذه، لم تكن واضحة المعالم من حيث التنظيم -وإنما كانت من حين لآخر تظهر ثم تؤول للزوال-، فقد كانت إلى جانب ذلك، غير ملتفة تحت قيادة واحدة أو فرع واحد من آل البيت.
وبعد مقتل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه سنة 40 هجرية-660م، تنازل الحسين بن علي عن الخلافة لمعاوية، واعتزل السياسة (49 هجرية -669م). قام العلويون من الفرع الحسيني بعدة محاولات للثورة ضد الأمويين، وبدوره قام عبد الله بن معاوية الجعفري بانتفاضة ضدهم كذلك في العراق وفارس، وهي الانتفاضة التي باءت بالفشل رغم نجاحها الجزئي في بادئ الأمر. وقد مثلت المعارضة العلوية اتجاهين:
- اتجاه أول؛ ويتبنى طرح الإمامة بالنص وليس بالتخيير، وأن أحق الناس بها هم أبناء علي بن أبي طالب. وقد مثل هذا الاتجاه أنصار ثورة الحسين بن علي، وحفيده زيد بن علي في العراق.
- أما الاتجاه الثاني، وهو اتجاه متطرف، أنصاره ينادون بآراء غير إسلامية، كفكرة الحلول و التناسخ، ويسعون إلى تطعيم هذه الآراء بأفكار إسلامية، بهدف تمريرها وانتشارها في المجتمع الإسلامي.
لقد كان للاتجاه الشيعي الذي حدد موقفه العلني من الخلافة الأموية، الأثر البالغ، منذ ثورة الكوفة المجهضة، التي انتهت إلى مقتل الحسين في كربلاء، فكانت هذه الحادثة المؤشر الفعلي للانتقال من العمل السري إلى المعارضة المسلحة.
ولعل ما يميز هذا الاتجاه، قدرته الاستقطابية، ليس فقط من خلال المكانة الخاصة لقادته على الصعيد الشعبي، وإنما أيضا لأهمية طروحاته العلمية، لاسيما في الإطار الاجتماعي ومطالب الفئات المناهضة للحكم الأموي.
أما المعارضة المسلحة المتمثلة في الفصائل المختلفة للخوارج، فقد انفردت برؤية خاصة في نضالها الثوري فكرا وممارسة، فكانت أول من لجأ إلى حرب العصابات في التاريخ الحديث، وقد ظلت في أذهان الناس مطبوعة بالتطرف، مما قلل من فرص استقطابها لقاعدة جماهيرية واسعة، وظلت مجرد عصابات مختفية في الجبال على عكس غيرها.[9] وباختصار شديد، فإن الواجهة الدينية للثورة العباسية شكلت مظهرين أساسيين: الأول تمثل في عداء الخوارج والشيعة التقليدي للحكم الأموي من جهة، ومن جهة ثانية الانتصار لآل البيت في حقهم في الحكم. أما الأساس الثاني، فقد كان يقوم على أطروحات دينية بحتة تدين الحكم الأموي، الذي هو في الأصل حكم مغتصب للسلطة، وتجدر الإشارة هنا إلى أهمية الفكر الخوارجي والشيعي، ذي المضمون الاجتماعي الإسلامي، ودوره في تعاظم حركات المعارضة وانتشار المبادئ الثورية المليئة بقيم: الحرية والعدالة والمساواة.
الاتجاه السياسي
إذا كان كما يقال: إن "كل سلطة مفسدة، فإن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة"، وبالمقابل قد يبدو من الأهمية بمكان الاقتباس ولو بالقليل من مقولات آدم سميث، عندما يقرر أن: "القهر يحجب نشاط الإنسان وذكاءه وإبداعه". وبالتأكيد، فلقد كان الحكم الأموي حكما مطلقا بكل المقاييس، وكان القهر سمة بارزة طبعت مسار الدولة، ابتداءً من دولة معاوية التي نحت في مسارها التنظيمي شكلا انقلابيا، تطور معه من الخلافة إلى الملكية أو من (التيوقراطية) الدينية إلى (الأوتوقراطية) الفردية، انتهاء بآخر ملوك الدولة الأموية (مروان بن محمد). ومهما يكن، فإن الواجهة السياسية للثورة العباسية، رغم إمكانية الحفر عن جذورها في تاريخ الخلافة الراشدية، إلا أنها تجذرت وأخذت أبعادها السياسية العميقة مع هيمنة بني أمية المطلقة، واستئثارهم بالحكم. الأمر الذي أثار سخط العباسيين وأنصارهم، كطرف يرى أن له الحق، بل الأولوية في الحكم، وحرم منه. وإذا كان البعض يرى أهمية الخلافات (الأموية – العباسية) حول من يحكم أو من له الحق في الحكم، وهو أمر وارد، إلا أن هذا البعد السياسي البحت لم يكن محددا وحده، بل تداخلت معه أبعاد أخرى اجتماعية واقتصادية، شكلت مضامين الثورة وأفكارها الإصلاحية.
فلقد كان لتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن سياسة بني أموية العنصرية، التي طالت العرب وغيرهم من الزنج والفرس، أن أسهم في تعاظم الحركات المعارضة للسياسة الأموية، وبالتالي انتفاضات عارمة، طالت مختلف المكونات الاجتماعية، كتلك التي قادها الزنج والهنود، فيما بات يعرف في أدبيات الثورة العباسية بثورة الزنوج، أو تلك التي قادها المختار بن أبي عبيد الثقفي إبان خلافة عبد الملك بن مروان.
وببراعة، فقد استغل الدعاة العباسيون الذين انتشروا في المدن والقرى تلك الأوضاع، في بث طروحاتهم ذات المضمون الاجتماعي الإسلامي، ورغم أبعادها الأيديولوجية والسياسية، فقد لاقت قبول الجماهير بارتياح كبير. وربما هذا الذي قصده الدكتور عبد الحي شعبان بقوله: "وفي رأيي أن الثورة العباسية كان هدفها دمج كل المسلمين، العرب وغير العرب، في الإمبراطورية في مجتمع إسلامي واحد، لكل فرد من أبنائه حقوق متساوية.
إن هؤلاء الذين أسهموا في الثورة كانت نظرتهم للإسلام أوسع، وتفسيرهم لمبادئه أكثر شمولا من وجهة النظر الأموية العربية الضيقة". وربما كانت تلك أبرز القوائم المطلبية للمجتمعات الثائرة على الحكم الأموي عبر قرن من الزمن.
الأحداث
مقدمة الثورة
تمثلت مقدمة الثورة بالعمل السري الذي قاده محمد بن علي العباسي، المنظم الأول للدعوة العباسية، ثم ابنه إبراهيم الإمام من بعده، الذي نقل الدعوة العباسية من السرية إلى العلنية. وبهذه الخطوة الجريئة، ستأخذ الدعوة العباسية شكلها النهائي، مع إعلان أبي العباس عبد الله نفسه خليفة للمسلمين في مسجد الكوفة سنة 132 هجرية-749م. [4]
والواقع أن بني أمية كانوا في غفلة في آخر عهدهم، لا يعلمون من أمر تطورات الدعوة العباسية شيئا، ولما وقع في يد الخليفة مروان بن محمد كتاب من قائد الدعوة العباسية والمنظم لثورتها، الإمام إبراهيم العباسي، يحمل تعليماته إلى أتباعه، ويكشف عن خطتهم وتنظيمهم، كان منشغلا بتوطيد سلطانه المتزعزع، وقمع الثائرين ضده، فاكتفى بتكليف واليه في دمشق بالقبض على الإمام إبراهيم، وإيداعه في السجن سنة 132 هجرية/750م.
ثورة ابن سريج
وهي مرحلة التنفيذ أو بمعنى آخر مرحلة تفجير الثورة العباسية ؛ فقد كان لنجاح الدعوة العباسية، وانتقالها من المرحلة السرية إلى العلنية، والظروف الصعبة التي مر بها الحكم الأموي منذ تولي الوليد الثاني للخلافة (125 هجرية/743م-126 هجرية/744م)، وتولي يزيد الثالث لها، بعد المؤامرة التي دبرها لقتل سابقه، وإعلان نفسه خليفة سنة 744م، مرورا بالفراغ الذي حصل في السلطة إثر الاضطرابات التي تلت وفاة يزيد، وخلال مجيء خلفه مروان الثاني إلى الخلافة. لقد كانت مجمل تلك الظروف في صالح الثورة العباسية، وتقويض أركان الحكم الأموي والقضاء عليه.
ولعل ما سهل مأمورية هذا الفعل، رغم تصدع البنية الفوقية للنظام الأموي، هو تآكل البنية التحتية لهذا النظام المزمن، وبالتالي الإسراع بمولد اللحظة التاريخية التي توحد ولا تفرق (بغض النظر عن اللون أو العرق..) بين الغايات والأهداف الثورية للجماهير المتعطشة للحرية والعيش الكريم.
في عام 746م، خرج الحارث بن سريج على أمير خراسان عاصم بن عبد الله، وزعم أنه يدعو إلى الكتاب والسُنّة، وأنه صاحب الرايات السود، واعداً ألا تؤخذ الجزية من الذين اعتنقوا الإسلام وألا يظلم أحد، واستولى على بعض البلاد من خراسان [5]، فقد سار من الفارياب إلى بلخ فدخلها، ثم إلى الجوزجان (كورة من كور بلخ) فغلب عليها وعلى الطالَقان (بلدة بخراسان) ومرو الروذ، فلما أراد السير إلى مرو قصبة خراسان نصحه أصحابه ألا يفعل «لأن مرو بيضة خراسان وفرسانهم كثر»، وأشاروا عليه أن يقيم حيث هو فإن أتوه قاتلهم، وإن أقاموا قطع عنهم المؤن والإمدادات. وسار إلى مرو في جيش كبير، فهزمه عاصم بن عبد الله والي خراسان، وغرق الكثير من أصحابه في أنهار مرو وفي النهر الأعظم جيحون ولم يبق مع الحارث سوى زهاء ثلاثة آلاف [6].
مرحلة خراسان
وعموماً، فإن أهمية هذه المرحلة بالتحديد تكمن في التنظيم، إضافة إلى اختيار منطقة خراسان الواقعة في أطراف الإمبراطورية الإسلامية كموقع استراتيجي بعيد عن أنظار السلطة المركزية، يسهل منه التحرك، إضافة إلى الأهمية الديموغرافية والسيكولوجية لسكان منطقة خراسان، التي وصفها محمد بن علي بن عبد الله العباسي بقوله: " ففيها العدد الكثير، والجلد الظاهر، وصدور سليمة، وقلوب فارغة". وبالتالي فاختيار الشريحة المناسبة في البقعة الجغرافية المناسبة، القادرة على حمل مشروع الحراك الحضاري، يمكن أن يعد من أهم العوامل التي تؤثر في نجاح أو فشل حركات التغيير والثورات الجماهيرية؛ وهو أمر وارد، إذا ما أخذنا في الاعتبار الإنجازات التي حققتها الثورة العباسية في خراسان.
مرحلة العراق
لقد كان لنجاح الثورة العباسية في خراسان، واستيلاء أنصار العباسيين على مرو، وهروب نصر بن سيار منها باتجاه الغرب، أهميته البالغة في توطيد دعائم الثورة العباسية، والتحرك باتجاه آفاق أخرى في مسار الثورة. وقد صدرت أوامر إبراهيم الإمام بتعيين قحطبة بن شبيب الطائي قائدا عاما للجيش الخرساني، المتقدم باتجاه العراق والشام، لتبدأ بهذه الخطوة فصول المواجهة العسكرية بين الجيش الأموي والعباسي، وانتصارات هذا الأخير المتتالية، ابتداءً من موقعة جرجان وجابلق (قرب أصفهان)، حيث أصبح عمليا للعباسيين السيطرة الفعلية على الجناح الشرقي من الدولة الأموية، ثم بعد ذلك العراق والفلوجة، التي خسر فيها الجيش العباسي قحطبة الطائي في ظروف غامضة، رغم انتصار جيشه وانسحاب الجيش الأموي من المعركة مهزوما، إلا أنها لم تكن معركة حاسمة، رغم تأثيرها على معنويات الجيش الأموي. لينتهي مسلسل الحكم الأموي في معركة الزاب، وذلك بمقتل مروان الثاني، آخر ملوك بني أمية، وهو يكابد من أجل استرجاع ملكه من يد العباسيين، سنة 750م.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
النتائج
- نجاح الثورة في الجمع بين أعداء الأمس لإسقاط دولة الأمويين.[7]
- هزيمة مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية في معركة الزاب الحاسمة عام 749 م.
- لم يكتفِ العباسيون بهزيمة الأمويين وانتزاع السلطة، إنما لاحقوا الخليفة المهزوم مروان الثاني في كنيسة في أبوصير بمصر وكان عمره 62 عاماً، عام 132 هـ.
- تولى الخلافة أبو العباس المعروف بالسفاح فكان مؤسس الدولة العباسية بعد أن بويع في الكوفة بعد خطبته التي ختمها "أنا السفاح المبيح والثائر الكبير".
- لاحق العباسيون الأمويين وتصيدوهم وقتلوهم ولم ينجُ من بطشهم سوى عبد الرحمن الداخل (صقر قريش)، أحد أحفاد الخليفة هشام الذي فر إلى الأندلس ويؤسس إمبراطورية عريقة جديدة.
- نبشت قبور الخلفاء الأمويين وحتى قبر معاوية بن أبي سفيان] وعبد الملك بن مروان.
- استعمل العباسيون الشيعة وسيلة للوصول للهدف المنشود وبعدها تخلوا عنهم.
- تصفية مهندس الثورة العباسية أبو مسلم الخراساني الذي يختلف المؤرخون حول أصله عربياً أو فارسياً، وكان أبو جعفر المنصور يحقد عليه ويخاف تعاظم أمره وشعبيته في خراسان وكان المنصور قد اخبر صاحب حرسه وأمرهم إذا حضر أبو مسلم وصفق بيد على يد فليظهروا وليضربوا عنقه, وبعد قتله وزع المال على أنصاره لينشغلوا. ومن أسباب قتله أن أبو مسلم كان يطمع بالسلطة.
- بعد مقتل أبي مسلم اضطر بن الخرمية وهي طائفة تدعى بالمسلمية يؤمنون بإمامة أبي مسلم ونظموا جيشا جرارا بقيادة بسنقاد من نيسابور يطلب بدمه فأرسل المنصور لهم جيشا بقيادة جبور من بني مراد العجلي وأسفرت المعارك عن مقتل بسنقاد وقتل من أصحابه (60,000 سنة 136 هـ أي بعد مقتل أبي مسلم بأشهر.
- قام المنصور بالتنكيل وسجن وقتل الطالبيين من نسل علي بن أبي طالب وأذاقهم أبشع صنوف العذاب بادعاء أنهم خرجوا عليه كما يروي لنا المسعودي.
- علا شأن بغداد المدينة التي بناها المنصور التي كانت في البداية للخليفة ونسائه وخدمه، زال مجد دمشق التي خلعت ثوب المجد.
- مع صعود العباسيين للحكم انتشرت مدارس الفقه الإسلامي مثل الإمام مالك بن أنس (715 – 796)، والإمام أبو حنيفة (694 – 767)، الإمام الشافعي (767 – 820).
- تحسن وضع الموالي مثل الفرس والترك وشغلوا مناصب رفيعة كالوزراء.
- تحامل المؤرخون المقربون من بني العباس أو آل البيت على الخلفاء الأمويين مثل اليعقوبي والمسعودي، البلاذري، ومما أثر على نهج المؤرخين الحديث.
الذكرى
كانت ثورة العباسيين موضع اهتمام كبير من المؤرخين الغربيين والمسلمين.[8] حسب سيد أمير أرجوماند أستاذ علم الاجتماع في جامعة ولاية نيويورك، فإن التأويلات التحليلية للثورة نادرة، حيث أن معظم المناقشات تصطف ببساطة خلف التأويلات الإيرانية أو العربية للأحداث.[2] في كثير من الأحيان، ينظر المؤرخون الأورپيون االمبكرون للصراع على أنه انتفاضة قام بها غير العرب ضد العرب. رنارد لويس، أستاذ فخري بقسم دراسات الشرق الأدنى في جامعة پرنستون، يشير إلى أنه في الوقت الذي كثيراً ما اتسمت الثورة بأنها انتصار للفرس وهزيمة للعرب، فإن الخلافة ظلت عربية، وكذلك لغة الادارة ظلت عربية ولم يجبر النبلاء العرب على التخلي عن أراضيهم؛ بدلاً من ذلك فقد أُجبروا على تقاسم ثروات الخلافة بالتساوي مع العرقيات الأخرى.[8]
انظر أيضاً
المصادر
- ^ Paul Rivlin, Arab Economies in the Twenty-First Century, pg. 86. Cambridge: Cambridge University Press, 2009. ISBN 9780521895002
- ^ أ ب Saïd Amir Arjomand, Abd Allah Ibn al-Muqaffa and the Abbasid Revolution. Iranian Studies, vol. 27, #1-4. لندن: Routledge, 1994.
- ^ Hala Mundhir Fattah, A Brief History of Iraq, pg. 77. New York: Infobase Publishing, 2009. ISBN 9780816057672
- ^ الثورة العباسية: الدروس المستخلصة من الثورات التاريخية، مؤمنون بلا حدود
- ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةReferenceA
- ^ الموسوعة العربيّة، المجلد السابع، الحضارة العربية، التاريخ، الحارث بن سُريج
- ^ الفصل الثامن: الثورةالعباسية، الخيمة
- ^ أ ب خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةlewabb1
قراءات إضافية
- فاروق عمر: الثورة العباسية، دار الشؤون العامة، بغداد، 1989
- محمود إسماعيل: المهمشون في التاريخ الإسلامي، رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة، 2004
- إبراهيم بيضون: ملامح التيارات السياسية في القرن الأول الهجري، دارالنهضة العربية، بيروت، 1979
- ياسر الغرباوي: حركات التغيير والحراك الجماهيري، لؤلؤة، 2007
- Blankinship, Khalid Yahya (1994). The End of the Jihâd State: The Reign of Hishām ibn ʻAbd al-Malik and the Collapse of the Umayyads. Albany, NY: State University of New York Press. ISBN 978-0-7914-1827-7.
- Daniel, Elton L. (1979). The Political and Social History of Khurasan under Abbasid Rule, 747–820. Minneapolis and Chicago: Bibliotheca Islamica, Inc. ISBN 0-88297-025-9.
- Hourani, Albert, History of the Arab Peoples
- Kennedy, Hugh N. (2004). The Prophet and the Age of the Caliphates: The Islamic Near East from the 6th to the 11th Century (Second ed.). Harlow, UK: Pearson Education Ltd. ISBN 0-582-40525-4.
- Shaban, M. A. (1979). The ʿAbbāsid Revolution. Cambridge: Cambridge University Press. ISBN 0-521-29534-3.
- Sharon, Moshe (1990). Revolt: the social and military aspects of the ʿAbbāsid revolution. Jerusalem: Graph Press Ltd. ISBN 965-223-388-9.