الحرب الأهلية في فلسطين (793–796)

الحرب الأهلية في فلسطين
التاريخالمرحلة الأولى: 793
المرحلة الثانية: 796
الموقع
النتيجة انتصار العباسيين واليمانيين؛ تدمير غزة، بيت جبرين، عسقلان، وصرفيا
المتحاربون
اتحاد قبائل مضر اتحاد القبائل اليمانية
الخلافة العباسية
القادة والزعماء
الأمير أبو الهيثم الموري جعفر بن يحيى البرمكي
الضحايا والخسائر
660 قتيل 880 قتيل (باستثناء ضحايا الجيش العباسي)

الحرب الأهلية في فلسطين بين 793 و796 ويشار إليها أحيانا بالثورة المضرية، وقعت بين اتحاد قبائل مضر العربية الشمالية والاتحاد اليماني الجنوبي وحلفائهم العباسيين في فلسطين وعبر الأردن.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

إرتقى العباسيون السلطة بعد هزيمة الأسرة الأموية عام 750. لاحقاً انتقلت عاصمة الخلافة الإسلامية من دمشق إلى بغداد، وبناء على ذلك فقدت فلسطين موقعها المركزي في الدولة، لتصبح منطقة بعيدة لمن لا تدخل شؤونهم في دائرة اهتمام العباسيين.[1]

في القرن الثامن، كانت فلسطين مقسمة إلى منطقتين اداريتين: جند فلسطين وجند الأردن. كانت الأولى تمتد من رفح حتى اللجون، مؤلفة معظم السهل الساحلي من فلسطين بما يشمل السامرة وجبل الخليل، بينما كانت جند الأردن تضم الجليل، جنوب لبنان، ومعظم عبر الأردن، المنطقة الواقعة شرق نهر الأردن. كانت كلا المنطقتين جزءاً من مقاطعة بلاد الشام الأكبر.

استطونت المنطقة قبائل عربية مختلفة وشكلت اتحادات. هيمن قبيلة مضر (أو قيس) على الشمال، بينما هيمن اليمانيين على الجنوب.[2] بدأت العداوة والمناوشات بين الاتحادين القبليين في أوائل 790.[1] ابراهيم بن صالح، حاكم بلاد الشام وابن عمه الخليفة المهدي، كانوا يتعاملون بانتطام مع شؤون جند الشام. وهو مساعده، إسحاق بن ابراهيم كانوا يميلون إلى جانب القبيلة اليمانية في فض النزاعات مع المضر.[3]


اندلاع الحرب

المرحلة الأولى

بدأت الأعمال العدائية في أعقاب حادثة ذهاب أحد أفراد قبيلة بنو القيان الشمالية لطحن قمحه في مكان بعبر الأردن وسرقته للكوسا والبطيخ من أحد أفراد القبيلة الجنوبية (في الغالب من قبيلة بنو جوضام أو لخم).[3] نشبت المعارك بين القبيلتين عبر فلسطين، وخاصة في وادي الأردن وحول القدس. خلال المواجهات الكبرى بالقرب من القدس، روى ابن الأثير أنه لم يكن الفائز واضحاً وأن أحد الجانبين سقط لهم 80 قتيلاً وسقط للآخر 60 قتيلاً.[4] سرعان ما ارتفع عدد ضحايا قبائل من مرتفعات الجولان وانضم جند الأردن إلى الحرب وحلفائهم من الائتلاف اليماني. وصلت الفتنة إلى نهايتها وانتهت أعمال العنف في 29 ديسمبر 793، بعد تدخل حاسم من الخليفة الجديد هارون الرشيد وأشقائه.[3]

المرحلة الثانية

في عام 796 اندلعت المعارك بين القبائل المضرية واليمانية بدون أسباب محددة. يعتقد المؤرخون العرب والفرس المبكرون أن القبائل المضرية حرضت على الأعمال العدائية وأن هجماتهم لم تكن متركزة فقط على القبائل اليمانية، لكن على الدولة العباسية نفسها. كان هارون الرشيد ينظر لهذه الأحداث على أنها تمرد وقام بإرسال جيش ضخم بقيادة جعفر بن يحيى البرمكي لإخماد الثورة. حسب المؤرخ موشيه گيل، "أنه قمع المتمردين بيد من حديد وأريقت الكثير من الدماء".[2]

أثناء الثورة، انتشرت الفوضى في فلسطين. مدن غزة، بيت جبرين، عسقلان في جند فلسطين وبلدة صرفيا في جند الأردن تدمرت بالكامل أثناء النزاع جراء القتال بين القبائل البدوية.[2] نهبت أيضاً الكثير من البلدات والقرى في غرب فلسطين. بالإضافة إلى ذلك، فقد أصبحت الطرق الرئيسية مغلقة بسبب تواجد المقاتلين البدو.[5] مختلف القبائل العربية التي سبق وأن حاولت الإغارة على الأديرة المسيحية في منطقة وادي الأردن، ومنعتها السلطات المحلية من القيام بهذا، لكنها استغلت الفراغ الأمني وهاجمت العديد منها. دير القديس خاريتون تمت سرقته وخُنق عشرين راهب في مار سابا حتى الموت.[2] أديرة القديس سيرياكوس، القديس سابا، القديس ثيودوسيوس، والقديس أيوثيميوس أغير عليها أيضاً.[1] وصل إجمالي الضحايا من الاتحادين القبليين عام 796 إلى ما يقارب 1.200 شخص.[4]

قام جعفر بتعيين عيسى بن العقي كممثل عنه في عموم مقاطعة بلاد الشام، بينما عين صالح بن سليمان كممثل له في البلقاء في عبر الأردن. وهكذا، فجند الأردن، والتي كانت عادة تحت سلطة حاكم دمشق، حصلت على استقلال اداري. كان هذا بسبب اعتقاد جعفر أن بادية الشام كانت بؤرة التمرد.[3]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ أ ب ت Patrich, 2001, p.65.
  2. ^ أ ب ت ث Gil, 1997, p.283.
  3. ^ أ ب ت ث Gil, 1997, p.284.
  4. ^ أ ب Shagrir, Ellenblum, Riley-Smith, and Kedar, 2007, p.22.
  5. ^ Palestine Exploration Fund, 1872, p.167.

المراجع