الفتنة الرابعة

الفتنة الرابعة
التاريخ809–827 م
الموقع
النتيجة الاعتراف بالمأمون كخليفة وأحكم سيطرته على معظم أنحاء الخلافة.
المتحاربون
قوات الأمين (العراق) قوات المأمون (خراسان) الحكام المحليون وزعماء المتمردين
القادة والزعماء
الأمين 
علي بن عيسى 
عبد الرحمن بن جبلة 
محمد بن يزيد المهلبي 
المأمون
طاهر بن الحسين
هرثمة بن أعين
عبد الله بن طاهر
الحسن بن سهل
نصر العقيلي
بابك الخرمي

الفتنة الرابعة أو الحرب الأهلية العباسية الكبرى[1] كانت نزاع بين الشقيقين الأمين والمأمون على خلافة العرش العباسي. والدهما، هارون الرشيد، كان قد اختاره الأمين كأول خليفة له، لكنه أيضاً اختار المأمون كخليفة ثاني ومنحه خراسان كإقطاعية، بينما ابنه الثالث، القاسم، خليفة ثالث. بعد وفاة هارون الرشيد عام 809، خلفه الأمين في بغداد. بتشجيع من بلاط الخلافة في بغداد، بدأ الأمين يحاول أن يعلن الحكم الذاتي في خراسان؛ وسرعان ما غاب القاسم عن المشهد. رداً على ذلك، طلب المأمون الدعم من سادة المقاطعات في خراسان، وقام بتحركات للتأكيد على الحكم الذاتي لخراسان. بزيادة الفجوة بين الشقيقين، أعلن الأمين ابنه موسى ولياً للعهد، وحشد جيش كبير. تحركت قوات الأمين نحو خراسان، لكنه طاهر بن الحسين قائد قوات المأمون تمكن من هزيمتهم في معركة الري، ثم غزا العراق وحاصر بغداد نفسها. سقطت المدينة بعد عام، وأُعدم الأمين، وأصبح المأمون خليفة، لكنه ظل يحكم من خراسان وليس من بغداد.

أدى هذا بتنامي فراغ السلطة، والذي أدى إلى نشوب حرب أهلية في المقاطعات، وأصبح هنا الكثير من الحكام المحليين في الجزيرة، سوريا، ومصر. بالإضافة إلى ذلك، فقد أدت سياسات محاباة الخراسانيين والتي اتبعها كبير وزراء المأمون الفضل بن سهل، ومناصرة المأمون للخلافة العلوية، ونفور سادة بغداد التقليديون، الذين رأوا أنهم يهمشون تدريجياً. بناء على ذلك، أعلن ابراهيم خال المأمون نفسه خليفة في بغداد عام 817، مما دعا بالمأمون أن يتدخل شخصياً. اغتيل فضل بن سهل وتترك المأمون خراسان وذهب لبغداد، ودخلها عام 819. في السنوات التالية توطد نفوذ المأمون وأعاد سيطرته على المقاطعات الجنوبية، في عملية لم تكتمل إلا عام 827. ظهرت بعض التمردات المحلية، أشهرها الخرمية، والتي استمرت لفترة طويلة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

خريطة التوسع الإسلامي والعالم الإسلامي في عهد الأمويين وأوائل الحكم العباسي.

تولى الأمين الخلافة وعمره ثلاث وعشرون سنة، ولكن لم تتم له البيعة إلا في (منتصف 4 إبريل 809).

وقد أدى تولي الأمين الخلافة إلى إثارة الفتنة بينه وبين أخيه المأمون، ومما زكّى نار هذه الفتنة وقوع التنافس بين رجلين قويين كان أحدهما الوزير الفضل بين الربيع، الذي يسيطر على الأمين، والآخر هو "الفضل بن سهل"، الذي يسيطر على المأمون، بالإضافة إلى اتخاذ العنصر العربي والفارسي من ابني الرشيد رمزًا للصراع بين العرب والعجم، والتفاف كل فريق حول صاحبه.

واستطاع الفضل بن الربيع إقناع الأمين بعزل أخيه المأمون من ولاية العهد، وأن يجعلها في ابنه موسى بن الأمين، ثم ما لبث أن خلع أخاه المؤتمن من ولاية العهد.

ومن ناحية أخرى عمل الفضل بن سهل على توسيع هوة الخلاف بين الأخوين، وحرص المأمون على الاستقلال بخراسان.

وأعلن الأمين البيعة بولاية العهد لابنه موسى وسماه "الناطق بالحق"، وأمر بالدعاء له على المنابر بعده، وقطع ذكر المأمون والمؤتمن. وبذلك يكون قد نكث عما أخذه عليه أبوه الرشيد من عهود ومواثيق.


الحرب الأهلية بين الأمين والمأمون، 809–813

خريطة العراق والمناطق المحيطة بها في أوائل القرن العاشر.

أثار موقف الأمين من أخيه غضب أهل خرسان؛ فانحازوا إلى المأمون ضد أخيه، وكان على رأس المؤيدين هرثمة بن أعين قائد الجند، وطاهر بن الحسين الذي خرج على رأس جيش كبير معظمه من الفرس من خراسان. وفي المقابل جهز الأمين جيشًا مكونا من ثمانين ألف مقاتل معظمهم من عرب البادية، وجعل عليه علي بن عيسى، وكان يكره أهل خراسان؛ لأنهم دسوا عليه عند الرشيد، فعزله من ولاية خراسان وحبسه، حتى أطلقه الأمين واتخذه قائدًا لجيشه.

والتقى الجيشان على مشارف الري، ودارت بينهما معركة عنيفة، كان النصر فيها حليفًا لجيش المأمون بقيادة طاهر بن الحسين، وقُتل علي بن عيسى قائد جيش الأمين.

وأعلن طاهر بن الحسين خلع الأمين، ونادى بالبيعة للمأمون بالخلافة؛ فأرسل الأمين جيشًا آخر قوامه عشرون ألف مقاتل، وجعل على رأسه عبد الرحمن بن جبلة الأبنادي، لكنه لقي هزيمة منكرة وقُتل الكثير من جنوده، وما لبث أن قُتل.

وأرسل الأمين جيشًا ثالثًا بقيادة أحمد بن مزيد على رأس أربعين ألف مقاتل من عرب العراق، ولكن طاهر بن الحسين استطاع أن يبث جواسيسه داخل ذلك الجيش فأشاعوا الفرقة بين قواده وجنوده حتى اقتتلوا وانسحبوا عائدين قبل أن يلقوا خصومهم.

ولم يستطع الأمين أن يجهز جيشًا آخر لملاقاة أهل خراسان، بعد أن رفض الشاميون السير معه، وانضم عدد كبير من جنوده وأعوانه إلى خصومه، وفر كثير منهم إلى المدائن.


حصار بغداد، 813–819

ضريح الإمام رضا، تم بناؤه على قبر علي ابن موسى الرضا.

سادت الفوضى والاضطراب بغداد عاصمة الخلافة؛ حتى قام الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان بانقلاب ضد الأمين، وأعلن خلعه من الخلافة، وحبسه هو وأمه زبيدة في قصر المنصور في مارس 812، وأعطى بيعته للمأمون، لكن فريقًا من أنصار الأمين استطاعوا تخليصه من الأسر، وأعادوه إلى قصر الخلافة.

وتقدم جيش المأمون نحو بغداد فحاصرها خمسة عشر شهرًا، وضربها بالمجانيق حتى أصيبت بأضرار بالغة، وتهدمت أسوارها، وأصابها الخراب والدمار، وسادت فيها الفوضى، وعمت المجاعات حتى اضطر الأمين إلى بيع ما في خزائنه للإنفاق على جنوده وأتباعه.

وبدأت المدينة تتهاوى حتى سقطت أمام جنود المأمون، وتم القبض على الأمين ووضعه في السجن. وفي ليلة 25 سبتمبر 813 دخل عليه جماعة من الفرس في محبسه، فقتلوه ومثّلوا بجثته.

توحيد الخلافة ووأد الفتنة 820–827

النتائج والتأثيرات

الخليفة المأمون (يسار) تصوّره مخطوطة مدريد سكايليتزس من القرن 13، ويظهر فيها مستقبلاً سفارة يوحنا النحوي في 829، الذي أرسله الامبراطور البيزنطي ثيوفيلوس (المصوّر إلى اليمين)



الهوامش

^ a: العلاقة بين العباسيين والعلويين كانت محتقنة وشهدت العديد من التغيرات. العلويون، من نسل الرسول محمد Mohamed peace be upon him.svg، كانوا مركز لعدة ثورات فاشلة موجهة ضد الأمويين–whose regime was widely regarded as oppressive and more concerned with the worldly aspects of the caliphate than the teachings of Islam–inspired by the belief that only a "chosen one from the Family of Muhammad" (al-rida min Al Muhammad) would have the divine guidance necessary to rule according to the القرآن والسنة and create a truly Islamic government that would bring justice to the Muslim community. However, it was the Abbasid family, who like the Alids formed part of the بنو هاشم clan and hence were members of the wider "Family of the Prophet", who successfully seized the Caliphate.[2][3] بعد الثورة العباسية، سعى العباسيون للحصول على دعم العلويين أو على الأقل موافقتهم الضمنية بالسكوت بإجراء الرواتب والألقاب في البلاط، إلا أن بعضهم، خصوصاً فرعي الزيديين والحسنيين من العلويين، ظلوا رافضين لهم كغاصبين للسلطة. Thereafter, periods of conciliatory efforts alternated with periods of suppression by the caliphs, provoking Alid uprisings which were followed in turn by large-scale persecutions of the Alids and their supporters.[4][5]

المصادر

  1. ^ Kennedy (2004), p. 147
  2. ^ Kennedy (2004), pp. 123–127
  3. ^ El-Hibri (2011), pp. 269–271
  4. ^ Kennedy (2004), pp. 130–131, 136, 139, 141
  5. ^ El-Hibri (2011), p. 272

المراجع

  • Daniel, Elton L. (1979), The Political and Social History of Khurasan under Abbasid Rule, 747–820, Minneapolis & Chicago: Bibliotheca Islamica, Inc., ISBN 0-88297-025-9 
  • El-Hibri, Tayeb (2011), "The empire in Iraq, 763–861", in Robinson, Chase F., The New Cambridge History of Islam, Vol. 1: The Formation of the Islamic World, Sixth to Eleventh Centuries, Cambridge and New York: Cambridge University Press, pp. 269–304, ISBN 978-0-521-83823-8 
  • Kennedy, Hugh (2004), The Prophet and the Age of the Caliphates: The Islamic Near East from the 6th to the 11th Century (Second Edition), Harlow: Pearson Education Ltd., ISBN 0-582-40525-4 
  • Rekaya, M. (1991), "al-Ma'mūn b. Hārūn al-Rashīd", The Encyclopedia of Islam, New Edition, Volume VI: Mahk–Mid, Leiden and New York: BRILL, pp. 331–339, ISBN 90-04-08112-7