الإمبراطورية البارثية
الامبراطورية الپارثية/الفرثية بالأشكانية: (اشکانیان) | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
247 ق.م.–220 | |||||||||
المكانة | امبراطورية | ||||||||
العاصمة | أسـّاك Asaak، هكتامپيلوس Hecatompylos، إكباتانا Ecbatana، المدائن Ctesiphon، مثريداتكرد-نيسا Mithridatkird-Nisa | ||||||||
اللغات الشائعة | لغات إيرانية وسيطة (منها اللغة الپارثية) | ||||||||
الدين | Syncretic Helleno-زرادشتية | ||||||||
الحكومة | ملكية اقطاعية | ||||||||
التاريخ | |||||||||
• تأسست | 247 ق.م. | ||||||||
• انحلت | 220 | ||||||||
Currency | دراخمة | ||||||||
|
جزء من سلسلة عن |
---|
تاريخ إيران |
خط زمني خطأ لوا في وحدة:Portal-inline على السطر 80: attempt to call upvalue 'processPortalArgs' (a nil value). |
پارثيا Parthia[1] (فارسية وسيطة: اشکانیان) كانت حضارة إيرانية متواجدة في الجزء الشمالي الشرقي من إيران المعاصرة, ولكن في أوج عظمتها, الأسرة البارثية حكمت كل إيران, بالإضافة لمناطق من الدول المعاصرة التالية: العراق, أرمنيا, جورجيا, شرق تركيا, شرق سوريا, تركمنستان, أفغانستان, طاجيكستان, باكستان, الكويت, الخليج العربي, والساحل الشرقي للملكة العربية السعودية, البحرين, قطر, لبنان, فلسطين والإمارات العربية المتحدة[2].
البارثيون أو الفرثيون Parthians شعب من الشعوب الإيرانية القديمة (عرفوا في البداية باسم برني Parni) استقر بعد ترحال في منطقة بارثية Parthia (خراسان) التي تؤلف الجزء الشرقي من إيران، وتمكن من التخلص من السيطرة السلوقية خلال القرن الثالث قبل الميلاد، وإقامة حكم أرستقراطي إقطاعي بزعامة أرشاك أو أرشاق Arsakes زعيم إحدى قبائلهم الذي أسس سلالة ملكية حاكمة عرفت باسمه (الأرشاقيون)، دامت ما يقرب من خمسة قرون. وقد عُرف ملوكها في المصادر التاريخية العربية باسم «ملوك الطوائف».
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أصل الپارثيون
إن بدايات تاريخ الپارثيين غامضة بسبب قلة المصادر. ولكنها بدأت تزداد مع ارتفاع شأنهم بعد قيام ميتراداتس الأول (171-138ق.م) بحملة نحو الغرب احتل إبانها مقاطعة ميدية وأجزاء من بلاد الرافدين، واحتل عام 141 ق.م. مدينة سلوقية دجلة.
تعزّزت السيادة البارثية على بلاد بابل خلفاً للسلوقيين في عهد أرطبان الثاني «أرتبانوس» عند اليونان (128-124ق.م)، وشهدت مملكتهم ازدهاراً واتساعاً في عهد ميتراداتس الثاني (123-88 ق.م.)، وصار الفرات منذ عام 66ق.م حدّها الغربي مع الامبراطورية الرومانية.
شهدت المملكة مرحلة ضعف في أواخر عهد ميتراداتس الثاني، فاستغل ذلك ديكران ملك أرمينية (95-55 ق.م.) وسيطر على مناطق لهم. ولكنهم استعادوا قوتهم في عهد أفراط الثالث «فرآتس» (70 - 58 ق.م.)، وتحالفوا مع الرومان على ديكران وهزموه. ولكن تحالفهم مع الرومان لم يدم طويلاً بسبب الخلاف حول مناطق النفوذ، ودارت رحى معركة بين الطرفين قرب حرّان (الرها Edessa) انتهت بإبادة الجيش الروماني والاتفاق على جعل الفرات حدّاً بينهما.
مرت المملكة البارثية في المرحلة التالية بحالة اضطراب وضعف، سببها الصراع داخل السلالة الحاكمة وظهور تيارات معارضة لها. وقد انعكس ذلك في كثرة تبدّل الملوك واستقلال سلوقية دجلة سبع سنوات (36-42) وتعرض الحدود الشرقية إلى اعتداءات، واستقلال بعض المناطق.
استمر ذلك في القرن الثاني الميلادي، واستفاد الرومان منه. فقد انتزع تراجان مدينة دورا-أوروبوس (الصالحية) منهم عام 113، وسيطر على بابل وسلوقية دجلة وطيسفون (115/116)، لكن خليفته هادريان تخلّى عنها في مطلع حكمه (117).
قاد الرومان إبان حكم ماركوس أورليوس حملةً على الپارثيين في أرمينية (162/163ق.م)، وأوصلوا إلى الحكم أسرة موالية لهم، ثم ساروا مع الفرات إلى بلاد بابل واحتلوا سلوقية دجلة في أواخر عام 165 وخربوها ثم انسحبوا منها. وفي عام 198 دمّر سپتيميوس سڤروس مدينة طيسفون، وتوزعت قواته في بلاد بابل. وفي العام التالي عقدت بين الطرفين معاهدة سلام.
ظهرت بوادر نهاية المملكة البارثية في الجانب الآخر (الشرقي) منها، ففي إقليم فارس ـ الذي كان يتمتع منذ قرون بحالة شبه مستقلة عن المملكة البارثية ـ نهضت أسرة من سلالة ساسان، وتمردت منذ نحو 220، ووجهت حملات مؤثّرة إلى مناطق المملكة المركزية، وكانت خاتمتها الفاصلة في تاريخ إيران حملة خريف 224. وفي 226 توّج الساساني أردشير نفسه على العرش في طيسفون وأنهى السيادة الپارثية في بلاد بابل.
امتدت المملكة البارثية من الفرات غرباً حتى الهند شرقاً، إذ تمكنت من بسط نفوذها على الممالك الهندية ـ السكيثية. ولكنها كانت تواجه تهديداً مستمراً من قبل شعوب السهوب الشرقية في آسيا الوسطى وخاصة من قبل الساكا السكيثية والقبائل التوخارية (الطخارية)، وقد سقط بعض الملوك الفرثيين قتلى إبان المعارك معها.
عدّ البارثيون أنفسهم ورثة الأخمينيين وادعوا الانتساب إليهم، واتبعوا في مملكتهم نظاماً مزيجاً من التقاليد الإيرانية والهلنستية، لكن السلطة المركزية كانت ضعيفة ومهلهلة، وذلك أن الأسر الأرستقراطية الإقطاعية الكبيرة كانت تتحكم باختيار الملك وتتوارث أهم الوظائف والقيادات. قُسمت المملكة إلى مقاطعات كبيرة يحكمها قواد عسكريون وولايات يحكمها ولاة (ساتراپ). بينما كانت المدن الإغريقية تتمتع بحكم ذاتي يحد منه وجود ضابط وقاض ملكي. أما عن عواصم البارثيين فكانت أولاها هيكاتومبيلوس الواقعة في خراسان، ثم انتقلت إلى إقباتان (همذان) في ميدية، وصارت منذ القرن الأول ق.م. طيسفون الواقعة على نهر دجلة.
كان البارثيون يتكلمون اللغة الپهلوية (الپارثية) وهي إحدى اللهجات الإيرانية الشمالية. ولكنهم استعملوا اللغة الإغريقية في مراسلاتهم مع المدن الإغريقية. واستخدموا علوم الإغريق وأساليبهم الإدارية. كما استخدموا التقويم السلوقي إلى جانب تقويمهم الپارثي، الذي يبتدئ من تأسيس الأسرة الأرشاقية في عام 247 ق.م.
اعتنق البارثيون الديانة المزدكية الإيرانية الشعبية، لكنهم كانوا متسامحين مع الديانات الأخرى.
پارثيا كتابع
- انظر مقال رئيسي: پارثيا (تابعة)
وكان الباثيون قد ظلوا عدة قرون يحتلون الإقليم الواقع جنوب بحر الخزر بوصفهم رعايا الملوك الأخمينيين ثم الملوك السلوقيين. وكان هؤلاء البارثيون من العنصر السكوذي- التوراني أي أنهم من جنس الشعوب الضاربة في الجنوب الشرقي من روسيا وفي بلاد التركستان.
الامبراطورية الپارثية
وفي عام 248 ق.م. خرج زعيم سكوذي يدعى أرساسيس على حكم السلوقيين، وجعل بارثيا دولة مستقلّة ذات سيادة، وأنشأ فيها أسرة أرساسية مالكة. ولما ضعف الملوك السلوقيون على أثر هزيمة رومة لأنتيخوس الثالث (189 ق.م) عجزوا عن حماية بلادهم من البارثيين الهمج المتهورين، فلم يَكَد يختتم القرن الثاني قبل الميلاد حتى كانت أرض الجزيرة وفارس بأكملها قد ضمت إلى الإمبراطوريّة البارثية الجديدة. وكان للملوك البارثيين الجدد ثلاث عواصم يقيمون فيها في فصول السنة المختلفة: هكتومبيلس Hecatompylus في بارثيا، وإكبتانا (محل همذان) في ميديا، وقطشفونة Ctesiphon على المجرى الأدنى لنهر دجلة. وعلى الضفة الأخرى للنهر المقابل لطشقونة كانت تقوم العاصمة السلوقية القديمة وهي مدينة سلوقيا التي ظلّت عدة قرون مدينة يونانية في مملكة بارثية: وقد احتفظ الحكام الأرساسيون بالنظام الإداري الذي أقامه السلوقيون، ولكنهم غشوه بنظام إقطاعي أخذوه عن الملوك الأخمينيين. وكانت جمهرة الشعب تتألف من أقنان الأرض والرقيق؛ وكانت الصناعة متأخرة وإن كان صاهرو الحديد البارثيون قد استطاعوا أن يخرجوا منه نوعاً جيداً، وكانت "صناعة عصر الخمر تدر أرباحاً طائلة"(2). وكان جزء من ثروة البلاد يأتي عن التجارة التي تُنقل في الأنهار الكبرى، ويُنقل بعضها في طرق القوافل التي تجتاز بارثيا في طريقها بين أقاصي آسية وبلاد الغرب. واشتبكت روما مع بارثيا في حرب بعد حرب من سنة 53 ق.م حين هزم البارثيون كراسس Crassus في كاري Carrhae إلى سنة 217م حين ابتاع مكرينس Macrinus الصلح من أرتبانس Artabanus، بغية السيطرة على هذه الطرق وعلى البحر الأحمر.
الحكومة
الاتصال بالصين
النزاعات مع روما
شهدت المملكة مرحلة ضعف في أواخر عهد ميتراداتس الثاني، فاستغل ذلك ديكران ملك أرمينية (95-55ق.م) وسيطر على مناطق لهم. ولكنهم استعادوا قوتهم في عهد أفراط الثالث «فرآتس» (70- 58ق.م)، وتحالفوا مع الرومان على ديكران وهزموه. ولكن تحالفهم مع الرومان لم يدم طويلاً بسبب الخلاف حول مناطق النفوذ، ودارت رحى معركة بين الطرفين قرب حرّان (الرها Edessa) انتهت بإبادة الجيش الروماني والاتفاق على جعل الفرات حدّاً بينهما.
مرت المملكة البارثية في المرحلة التالية بحالة اضطراب وضعف، سببها الصراع داخل السلالة الحاكمة وظهور تيارات معارضة لها. وقد انعكس ذلك في كثرة تبدّل الملوك واستقلال سلوقية دجلة سبع سنوات (36-42) وتعرض الحدود الشرقية إلى اعتداءات، واستقلال بعض المناطق. استمر ذلك في القرن الثاني الميلادي، واستفاد الرومان منه. فقد انتزع تراجان مدينة دوراـ أوروبوس (الصالحية) منهم عام 113، وسيطر على بابل وسلوقية دجلة وطيسفون (115/116)، لكن خليفته هادريان تخلّى عنها في مطلع حكمه (117).
قاد الرومان إبان حكم ماركوس أوريليوس Marcus Aurelius حملةً على البارثيين في أرمينية (162/163ق.م)، وأوصلوا إلى الحكم أسرة موالية لهم، ثم ساروا مع الفرات إلى بلاد بابل واحتلوا سلوقية دجلة في أواخر عام 165 وخربوها ثم انسحبوا منها. وفي عام 198 دمّر سبتيموس سيفيروس Septimius Severus مدينة طيسفون، وتوزعت قواته في بلاد بابل. وفي العام التالي عقدت بين الطرفين معاهدة سلام.
ظهرت بوادر نهاية المملكة البارثية في الجانب الآخر (الشرقي) منها، ففي إقليم فارس ـ الذي كان يتمتع منذ قرون بحالة شبه مستقلة عن المملكة البارثية ـ نهضت أسرة من سلالة ساسان، وتمردت منذ نحو 220، ووجهت حملات مؤثّرة إلى مناطق المملكة المركزية، وكانت خاتمتها الفاصلة في تاريخ إيران[ر] حملة خريف 224. وفي 226 توّج الساساني أردشير نفسه على العرش في طيسفون وأنهى السيادة البارثية في بلاد بابل. امتدت المملكة البارثية من الفرات غرباً حتى الهند شرقاً، إذ تمكنت من بسط نفوذها على الممالك الهندية ـ السكيثية. ولكنها كانت تواجه تهديداً مستمراً من قبل شعوب السهوب الشرقية في آسيا الوسطى وخاصة من قبل الساكا السكيثية والقبائل التوخارية (الطخارية)، وقد سقط بعض الملوك الفرثيين قتلى إبان المعارك معها.
عدّ البارثيون أنفسهم ورثة الأخمينيين وادعوا الانتساب إليهم، واتبعوا في مملكتهم نظاماً مزيجاً من التقاليد الإيرانية والهلنستية، لكن السلطة المركزية كانت ضعيفة ومهلهلة، وذلك أن الأسر الأرستقراطية الإقطاعية الكبيرة كانت تتحكم باختيار الملك وتتوارث أهم الوظائف والقيادات. قُسمت المملكة إلى مقاطعات كبيرة يحكمها قواد عسكريون وولايات يحكمها ولاة (ستاربة). بينما كانت المدن الإغريقية تتمتع بحكم ذاتي يحد منه وجود ضابط وقاض ملكي. أما عن عواصم البارثيين فكانت أولاها هيكاتومبيلوس الواقعة في خراسان، ثم انتقلت إلى اقباتان (همذان) في ميدية، وصارت منذ القرن الأول ق.م طيسفون الواقعة على نهر دجلة.
التوسع في الهند
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الحضارة
كان البارثيون يتكلمون اللغة البهلوية (البارثية) وهي إحدى اللهجات الإيرانية الشمالية. ولكنهم استعملوا اللغة الإغريقية في مراسلاتهم مع المدن الإغريقية. واستخدموا علوم الإغريق وأساليبهم الإدارية. كما استخدموا التقويم السلوقي إلى جانب تقويمهم البارثي، الذي يبتدئ من تأسيس السلالة الأرشاقية في عام 247ق.م.
اعتنق البارثيون الديانة المزدكية الإيرانية الشعبية، لكنهم كانوا متسامحين مع الديانات الأخرى.
وكان البارثيون أعنى أو أفقر من أن يهتموا بالأدب؛ فقد كان الأشراف، يفضلون فن الحياة على حياة الفن كشأنهم في كل العصور؛ وكان أقنان الأرض أميين لا يعرفون للآداب معنى، وكان الصنّاع منهمكين في عملهم لا يجدون متّسعاً من الوقت للاهتمام بالأدب، وكان التجّار مشغولين بتجارتهم عن إنتاج فن عظيم أو كتب قيمة. وكان الأهلون يتكلمون اللغة الفهلوية، ويكتبون بالآرامية على الجلود، وكانت الآرامية قد حلّت وقتئذ محل الكتابة المسمارية. ولم تبقي لنا الأيام سطراً واحداً من الآداب البارثية، لكننا نعلم أن المسرحيات اليونانية كانت تُمثل في طشقونة كما كانت تُمثل في سلوقيا، وذلك لأن رأس كراسس قد ظهر في أحد أدوار الباحيين ليوربديز. أما الصور والتماثيل التي كُشفت في تدمر، ودور- أوربس، وأشور فكانت في أكبر الظن من صنع الفنانين الإيرانيين؛ وكان امتزاج الطرازين اليوناني والشرقي ذلك الامتزاج الساذج ذا أثر في فن العصور التي تلت ذلك العصر في جميع بلاد آسية من الصين إلى القسطنطينية. وقد بقي لنا نقش واضح يُمثل رامياً بالسهام على ظهر جواد، ويوحى بأنه لو بقي لنا من فن البارثيين أكثر مما عثرنا عليه منه لكان تقديرنا لهذا الفن أعلى من تقديرنا الحالي(3). وقد شاد أمير إقطاعي عربي من أتباع ملك بارثيا قصراً من حجر الجير في حترا Hatra القريبة من الموصل (88 ق.م) يحتوي على سبعة أبهاء ذات عقود وقباب، وشاده على طراز قوي ولكنه همجي. غير أن أعمالاً فنية بارثية من طراز حسن قد بقيت لنا في الأدوات الفضية وفي الحلي.
ولكن البارثيين نبغوا في الفن المحبب إلى فن الإنسان- ونعني به زينة الأجسام. لقد كان رجالهم ونساؤهم على السواء يعقصون شعورهم، وكان الرجال يطيلون لحاهم المجعّدة وشواربهم المتهدّلة، ويرتدي الواحد منهم قميصاً وسروالاً منتفخاً يعلوهما في العادة ثوب متعدد الألوان. وأما النساء فكنّ يرتدين أثواباً مطرّزة تطريزاً دقيقاً جميلاً، ويزين شعرهنّ بالأزهار. وكان أحرار البارثيين يسلون أنفسهم بالصيد، ويكثرون من الطعام والشراب، ولا يمشون على أقدامهم إذا استطاعوا الركون. وكانوا محاربين شجعاناً، وأعداء شرفاء، يحسنون معاملة الأسرى، ويقبلون الأجانب في المناصب الكبرى، ويحمون اللاجئين، غير أنهم كانوا في بعض الأحيان يبترون أعضاء المدني من الأعداء، ويُعذبون الشهود، ويُعاقبوا على الذنوب الصغيرة بضرب السياط. وكان من عادتهم تعدد الزوجات إذا أمكنتهم مواردهم من ذلك التعدد، وكانت نساؤهم محجبات معزولات عن الرجال، وكانوا يعاقبون نساءهم على الخيانة الزوجية بأقصى العقوبات، ولكنهم يبيحون الطلاق للرجال والنساء على السواء لا يكادون يقيمون في سبيله عقبة ما(3) ولما أن زحف سرينا Surena القائد البارثي بجيشه على كراسس اصطحب معه مائتي حظية وألف بعير محملة بلوازمه(4). والصورة التي تنطبع في أذهاننا عن البارثيين في جملتهم هي أنهم كانوا أقل حضارة من الفرس الأكيمينيين، وأشرف وأكرم أخلاقاً من الرومان. فقد كانوا متسامحين مع مَن يخالفونهم في الدين، يُجيزون لليونان واليهود، والمسيحيين المُقيمين بين ظهرانيهم أن يقيموا شعائر دينهم دون أن يتدخّلوا في شئونهم. أما هُم أنفسهم فقد انحرفوا بعض الانحراف عن الزرادشتية الصحيحة، فكانوا يعبدون الشمس والقمر، ويُفضلون مثراس عن أهورا- مزدا فكانوا من هذه الناحية كثيري الشبه بالمسيحيين إذ يُفضلون المسيح على يهوه. وقد كان لكهنة المجوس يَد في القضاء على الأسرة الأرساسية لأنهم لم يلقوا من ملوكها المتأخرين ما كانوا يتطلّعون إليه من الرعاية.
الانحطاط والسقوط
لما توفي ملكهم فلوجاسس الرابع (209م) تنازع ولداه فلوجاسس الخامس وأرتبانس الرابع على عرش المملكة. وانتصر أرتبانس في هذا النزاع ثم هزم الرومان في نزيب Nisibis. ودامت الحرب بين الإمبراطوريتين ثلاثة قرون ثم انتهت بانتصار البارثيين نصراً غير حاسم لأن سهول أرض الجزيرة كانت توائم خيّالة البارثيين أكثر مما توائم فيالق الرومان. ثم تورّط أرتبانس بعدئذ في حرب داخلية لقي فيها حتفه وأعلن أرتحشتر الشريف الإقطاعي في بلاد الفرس والذي غلبه على أمره ملك الملوك (127م) وأسس الأسرة الساسانية. وعاد الدين الزرادشتي إلى سابق عهده، وبدأ في بلاد الفرس عهد من أعظم العهود التي مرّت بها في تاريخها الطويل.
الآثار
إن الآثار البارثية التي عثر عليها في إيران قليلة، أبرزها هياكل النار الحجرية في پرسپوليس ونورآباد ومشاهد منقوشة على صخور (صخرة تانجي سرواك).
أما في بلاد الرافدين فقد كشف عنها في مواقع عدة أبرزها:
1ـ أوروك (الوركاء): كشف فيها عن مبانٍ سكنية وثلاثة معابد بارثية هي:
- معبد صغير في الساحة الجنوبية للمبنى «بيت ريش».
- معبد الإله ميثرا (المخلّص) Mithreum، وهو عبارة عن مبنى نصف دائري Apsis.
- معبد جاريوس Gareus في جنوبي المدينة.
2ـ نيبّور (نُفَّر): ضمت ثلاث سويّات من العصر البارثي، من آثارها:
- معبد صغير في القسم الشرقي من المدينة.
- «القصر الصغير» في وسط القسم الغربي. تتوسطه ساحة ذات أعمدة من الآجر المشوي. ويختلف الباحثون في تأريخه بالعصر السلوقي المتأخر أو البارثي المبكر.
3ـ بابل: ظهرت فيها سويّات بارثية ضمن الشواهد المعمارية القديمة، كما كُشف عن:
- قلعة بارثية في أقصى الشمال.
- مبنى شمال معبد عشتار يشبه معبد جاريوس في أوروك.
- آثار ميناء بارثي متأخر كان يستخدم عند جزر مياه الفرات.
- قبور متفرقة ومقبرة كبيرة في شرقي المدينة (تل حُميره) وبيوت سكنية كثيرة.
4- سلوقية دجلة (تل عمر): كُشف فيها عن معبدين بارثيين يتصل بهما مسرح، وعن أبنية ودمى طينية وقطع فخارية. اتسعت هذه المدينة خلال العصر البارثي في الضفة اليسرى لدجلة، حيث نشأت مدينة طيسفون (المدائن).
5- حطرا (الحضر): ابتكر البارثيون أسلوباً جديداً في تصميم مخططها على شكل دائرة يحيط بها سوران في كل منهما أربع بوابات. كُشف فيها عن عدة معابد أهمها معبد الشمس وعن قصر ذي سقف مقبّب زُيّنت جدرانه الخارجية بوجوه بشرية منحوتة نافرة.
6- دورا ـ أوروبوس (الصالحية): أُعيد فيها بناء معبد أرتميس، وبني معبد للإلهة أترجاتيس (31م) وآخر للإلهة أزّانا ثكونا وسبعة معابد أخرى. وكُشف فيها عن عدد من المنحوتات الطقسية التي يظهر فيها تأثير الفن التدمري بوضوح.
تأثر البارثيون بادئ الأمر بالحضارة الهلنستية تأثراً كبيراً، ثم برز بينهم تيار مشبع بالروح الإيرانية الشرقية دعا إلى نبذها. وبقيت حضارتهم ممتزجة بملامح هلنستية وبابلية آشورية قديمة. يتمثل الطابع الفني البارثي الخالص في خصوصية أشكال الأشخاص المصورين، وتميّز أزيائهم وزيادة الاهتمام بجماليتها. كما تظهر في شواهدهم المعمارية عناصر وأساليب فنية متميزة.
تركت أعمالهم الفنية تأثيراً واضحاً في الفن الساساني، وهي تعدّ مرحلة أساسية من تاريخ الحضارة الإيرانية.
معرض صور
خوذة من القرن الثاني ق.م. بتأثيرات هلينية تحمي رأس مقاتل پارثي من نيسا, capital of the Parthian homeland.
A bust from The متحف إيران الوطني of Queen Musa, wife of Phraates IV of Parthia.
Coin of فراطس الرابع (38 ق.م.). المكتوب: Benefactor Arsaces, Civilized friend of Greeks.
Parthian era Bronze plate with Pegasus depiction ("Pegaz" in Persian). اكتشفت في مسجد سليمان، خوزستان.
الحكام الپارثيون
- أرشك الأول ح. 247-211 ق.م.
- (وورد في بعض القصص أن تیرداد الأول شقيق أرشك، حكم ح. 246-211 ق.م.)
- أرشك الثاني ح. 211-185 ق.م. (وأطلق عليه العلماء في وقت مبكر أرتابانوس)
- فریاپتيوس ح. 185-170 ق.م.
- ملك غير معروف (ويمكن أن يكون هو نفسه فرهاد الأول) ح. 170-168 ق.م.[4]
- فرهاد الأول ح. 170-167 ق.م.
- مثرداد الأول ح. 167-132 BC[5]
- فرهاد الثاني ح. 132-127 ق.م.
- أردوان الأول ح. 127-126 ق.م.
- ملك غير معلوم (محتمل أن يكون بلاش الأول) ح. 126-122 ق.م.[6]
- ملك غير معروف (محتمل أن يكون أردوان الثاني) ح. 122-121 ق.م.[7]
- مثرداد الثاني ح. 121-91 ق.م.
- گودرز الأول ح. 91-87 ق.م.
- ملك غير معروف (محتمل أن يكون أردوان الثالث) ح. 91-77 ق.م.[8]
- مثرداد الثالث ح. 88-67 ق.م.
- اوردس الأول ح. 80-75 ق.م.
- سيناتروك ح. 77-70 ق.م.
- ملك غير معروف (محتمل أن يكونڤاردان) ج. 77-66 ق.م.[9]
- فرهاد الثالث ح. 70-57 ق.م.
- ملك غير معروف ح. 66-63 ق.م.[10]
- مثرداد الثالث أو (مثرداد الرابع) ح. 65-54 ق.م.
- أورودس الثاني ح. 57-38 ق.م.
- پاکور الأول ح. 39-38 ق.م.(co-ruler with his father Orodes II)
- فرهاد الرابع ح. 38-2 ق.م.
- تیرداد الثاني ح. 30-26 ق.م.
- مثرداد الرابع ح. 12-9 ق.م.[11]
- فرهاد الخامس (فراتاقس) ح. 2 ق.م.-4 م
- موزا ح. 2 ق.م.-4 م(حاكمة مشاركة مع ابنها فراتس الخامس)
- أوردس الثالث م. 6 م
- ڤونُن الأول ح. 8-12
- أردوان الثاني أو أرتابانوس (الرابع) ح. 10-38
- تيرداد الثالث ح. 35-36
- Cinnamus ح. 37
- Gotarzes II ح. 40-51
- Vardanes I ح. 40-47
- Vonones II ح. 45-51
- Mithridates (VI) ح. 49-50 [12]
- Sanabares ح. 50-65
- بلاش الأول ح. 51-78
- Vardanes II ح. 55-58
- بلاش الثاني ح. 77-80
- Pacorus II ح. 78-115
- أردوان الثالث أو أردوان الخامس ح. 80-90
- بلاش الثالث ح. 105-147
- Osroes I ح. 109-129
- Mithridates (VII) ح. 115-116 killed in battle with Trajanus's troops
- Sanatruces II ح. 116 killed in battle with Parthamaspates's troops
- Parthamaspates ح. 116
- Mithridates IV أو Mithridates (VIII) ح. 129-140
- ملك غير معروف ح. 140
- بلاش الرابع ح. 147-191
- Osroes II ح. 190 (منازع على العرش)
- بلاش الخامس ح. 191-208
- تيرداد الرابع ح. 200
- بلاش السادس ح. 208-228
- أردوان الرابع أو أردوان الخامس ح. 216-224
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المصادر
- ^ Parthia مشتقة من اللاتينية Parthia, من الفارسية القديمة پارثافا Parthava-, a dialectical variant of the stem Parsa-, from which Persia derives its name. Ashkanian appears to have come from the Sassanian chronicles, from which they entered in Ferdowsi's epic poem Shahnama.
- ^ Parthia (2): the empire
- ^ Notice of Metropolitan Museum of Art exhibit
- ^ Assar, G.R.F., "Genealogy & Coinage of the Early Parthian Rulers. I", Parthica, 6, 2004, pp. 69-93.
- ^ Assar, G.R.F., "A Revised Parthian Chronology of the Period 165-91 B.C.", Electrum, vol. 11, 2006, pp. 87-158. Ghashghai, H.R., "The successors of Mithridates II", Bulletin of Ancient Iranian History (UCLA), vol. 5, March 2009.
- ^ Assar, G.R.F., "A Revised Parthian Chronology of the Period 165-91 B.C.", Electrum, vol. 11, 2006, pp. 87-158. Ghashghai, H.R., "The successors of Mithridates II", Bulletin of Ancient Iranian History (UCLA), vol. 5, March 2009.
- ^ Assar, G.R.F., "A Revised Parthian Chronology of the Period 165-91 B.C.", Electrum, vol. 11, 2006, pp. 87-158. Ghashghai, H.R., "The successors of Mithridates II", Bulletin of Ancient Iranian History (UCLA), vol. 5, March 2009.
- ^ Ghashghai, H.R., "The successors of Mithridates II", Bulletin of Ancient Iranian History (UCLA), vol. 5, March 2009.
- ^ Ghashghai, H.R., "The successors of Mithridates II", Bulletin of Ancient Iranian History (UCLA), vol. 5, March 2009.
- ^ Ghashghai, H.R., "The successors of Mithridates II", Bulletin of Ancient Iranian History (UCLA), vol. 5, March 2009.
- ^ Josephus Flavius, Antiquities of the Jews, Book XVI, Ch.8.4
- ^ Tacitus, The Annals, 11.10
المراجع
- Encyclopedia Iranica, "Arsacids", A. Sh. Shahbazi, K. Schippmann, M. Alram, M. Boyce, C. Toumanoff
- Hill, John E. 2004. The Western Regions according to the Hou Hanshu. Draft annotated English translation.[1]
- Hill, John E. 2004. The Peoples of the West from the Weilue 魏略 by Yu Huan 魚豢: A Third Century Chinese Account Composed between 239 and 265 AD. Draft annotated English translation.[2]
قراءات اضافية
- Debevoise, N.C. 1938. A Political History of Parthia
انظر أيضاً
| Parthian Empire
]].- اللغة الپارثية
- Parthian shot
- المملكة الهندو-پارثية
- An Shihkao
- قائمة ملوك فارس (إيران)
- Elymais
- Patigrabana
- العملات الپارثية
وصلات خارجية
- Parthia.com - with an extensive bibliography
- History of Parthia
- The Establishment and Development of Christianity in the Parthian Empire in Transoxiana 6.
- Parthia (Old Persian Parthava)