سيناء

Coordinates: 29°30′N 33°50′E / 29.500°N 33.833°E / 29.500; 33.833
(تم التحويل من شبه جزيرة سيناء)
شبه جزيرة سيناء
خريطة تضاريس لشبه جزيرة سيناء
المساحة60.000 كم2
التعداد600.000[1]
البلدانمصر


شبه جزيرة سيناء أو سيناء Coptic: Ⲥⲓⲛⲁ)، هي شبه جزيرة في مصر، والجزء المصري في قارة آسيا. تقع سيناء بين البحر المتوسط شمالاً والبحر الأحمر جنوباً، وهي جسر بري بين قارتي آسيا وأفريقيا. تبلغ مساحة سيناء 60.000 كم² (6% من إجمالي مساحة مصر) وعدد سكانها حوالي 600.000 شخص.[1] إداريًا، تنقسم الغالبية العظمى من مساحة شبه جزيرة سيناء إلى محافظتي: جنوب سيناء وشمال سيناء. تمتد ثلاث محافظات أخرى على قناة السويس، عابرة إلى مصر الأفريقية: محافظة السويس على الطرف الجنوبي لقناة السويس، محافظة الإسماعيلية في الوسط، ومحافظة بورسعيد فى الشمال.

عرفت المنطقة في العصر الكلاسيكي باسم البتراء العربية. اكتسبت شبه الجزيرة اسم سيناء في العصر الحديث من جبل سيناء الذي يقع بالقرب من دير سانت كاترين.[2] يعتبر جبل سيناء من أشهر الأماكن الدينية في الديانات الإبراهيمية.

كانت شبه جزيرة سيناء جزءًا من مصر من عهد الأسرة الأولى في مصر القديمة (ح. 3100 ق.م.). يأتي هذا في تناقض صارخ مع المنطقة الواقعة شمالها، الشام (أراضي سوريا ولبنان والأردن وفلسطين حالياً). في فترات الاحتلال الأجنبي، كانت سيناء، مثل بقية مصر، محتلة أيضًا وتسيطر عليها إمبراطوريات أجنبية، وفي التاريخ الحديث كانت الدولة العثمانية (1517-1867) والمملكة المتحدة (1882–1956). اجتاحت إسرائيل سيناء واحتلتها أثناء العدوان الثلاثي عام 1956، وأثناء حرب 1967. في 6 أكتوبر 1973، شنت مصر حرب أكتوبر لاستعادة سيناء، لكنها لم تنجح في ذلك. عام 1982، نتيجة معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية عام 1979، انسحبت إسرائيل من جميع أراضي شبه جزيرة سيناء باستثناء أراضي طابا، والتي استعادتها مصر بعد حكم صادر عن هيئة تحكيم عام 1989.

اليوم، أصبحت سيناء وجهة سياحية بسبب موقعها الطبيعي، وشعابها المرجانية الغنية، وتاريخها التوراتي.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التسمية


مصر القديمة

خريطة لشبه جزيرة سيناء توضح دول الجوار.
biN41
bH
xAst
bjꜣw
The Mining Country[3][4]
بالهيروغليفية
xt
x t
tyw
D12
mf
kA
D12
niwt
ḫtjw mfkꜣt
The Ladders of Turquoise[5]
بالهيروغليفية

نظرًا لأن شبه جزيرة سيناء كانت المنطقة الرئيسية التي تم فيها استخراج الفيروز في مصر القديمة، فقد أطلق عليها المصريون القدماء بياو (بلد التعدين)[3] وKhetiu Mafkat (سلالم تركواز) [5] من قبل القدماء المصريين.

"سيناء" اسم مسيحي حديث

يكتب Roland de Vaux أن شبه الجزيرة اكتسبت اسم سيناء في العصر الحديث بسبب الافتراض المسيحي بأن جبلًا بالقرب من دير سانت كاترين هو جبل سيناء التوراتي.[2]

سيناء .. جذور دينية قديمة؟

هذا الافتراض محل خلاف (انظر الكتاب المقدس جبل سيناء لمزيد من المناقشة). The name Sinai (بالعبرية: סִינַי‎, سريانية: ܣܝܢܝ) قد تكون مشتقة من إله القمر في بلاد ما بين النهرين القديمة سن (أسطورة).[6] يرتبط إله القمر بالمنطقة، كما يرتبط إله القمر المصري القديم تحوت بسن وانتشرت عبادته في جميع أنحاء الطرف الجنوبي لشبه جزيرة سيناء.[بحاجة لمصدر][مطلوب توضيح]


The Jewish Encyclopedia(1901-0906) quotes a Rabbinic source, the 8th or 9th-century Pirke De-Rabbi Eliezer, which derives the name from the biblical Hebrew word seneh (بالعبرية: סֶ֫נֶּה‎),[7] a word only known from two occurrences in the Hebrew Bible, in both cases referring to the burning bush.[8] Rabbi Eliezer opines that Mount Horeb only received the name Sinai after God appeared to Moses in the shape of a burning bush.[7]

الاسم العربي

Its modern Arabic name is سِينَاء Sīnāʼ  (Egyptian Arabic سينا Sīna; IPA: [ˈsiːnæ]). The modern Arabic is an adoption of the biblical name, the 19th-century Arabic designation of Sinai was Jebel el-Tūr,Apparently mixing up the mountain (jebel) identified by Christian tradition, with the much larger peninsula. Or was the entire peninsula named after the mount? Very unclear right now![محل شك][9][10] which the name of the mountain is derivedEither words missing or incomprehensible wording.[محل شك] from a small town called El-Tor (formerly called "Tur Sinai"), which this name comes from the Arabic term for the mountain where the prophet Moses received the Tablets of the Law from God, thus this mountain is designated as "Jabal Aṭ-Ṭūr (Arabic: جبل الطّور)",More incomprehensible wording, plus: tor/tur just means 'mountain' in Arabic, lots of places called this way, why connect this one to Moses? Any REAL Muslim tradition, beyond adopting the Christian tradition?[محل شك] and the town is also the capital of the South Sinai Governorate of Egypt. As another Arabic word for "mass of very high land going up to a peak - mountain" is "Ṭūr".[بحاجة لمصدر]try English for a change.[محل شك]

In addition to its formal name, Egyptians also refer to it as Arḍ ul-Fayrūz (أرض الفيروز 'the land of turquoise').[مطلوب توضيح] The ancient Egyptians called it t3 mfk3.t, or 'land of turquoise' (see above).[11]


الجغرافيا

صورة من مركبة الفضاء جميني 11، توضح جزءاً من مصر وشبه جزيرة سيناء في واجهة الصورة والشام في الخلفية.
مظاهر السطح في شبه جزيرة سيناء.
الحدود المصرية الاسرائيلية. منظر من شمال جبل إيلات.
مصر: موقع سيناء (أعلى اليمين)

سيناء مثلثة الشكل، شاطئها الشمالي يقع على جنوب البحر المتوسط، وشواطئها الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية على خليج السويس وخليج العقبة في البحر الأحمر. وهي مرتبطة بالقارة الأفريقية عن طريق برزخ السويس، شريط بري عريض بطول 125 كم يحتوي على قناة السويس. يبلغ عرض البرزخ الشرقي، الذي يربطه بالبر الآسيوي، حوالي 200 كم. يفصل الشاطئ الشرقي لشبه الجزيرة بين الصفيحة العربية والصفيحة الأفريقية.[12]

الحافة الواقعة في أقصى جنوب شبه جزيرة سيناء هي محمية رأس محمد.

تنقسم معظم شبه جزيرة سيناء بين محافظتي: جنوب سيناء وشمال سيناء.[13]

تبلغ مساحتها حوالي 60.000 كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها (يناير 2013) 597.000 نسمة. هناك ثلاث محافظات أخرى تمتد عبر قناة السويس، متجهة إلى مصر الأفريقية: السويس تقع على الطرف الجنوبي لقناة السويس، الإسماعيلية في الوسط وبورسعيد في الشمال.

أكبر مدينة في سيناء هي العريش، عاصمة شمال سيناء، ويبلغ عدد سكانها حوالي 160.000 نسمة. تشمل المدن الكبيرة الأخرى شرم الشيخ والطور، على الساحل الجنوبي. سيناء الداخلية قاحلة (صحراء فعليًا) وجبلية وقليلة السكان، وأكبر مدنها هي سانت كاترين ونخل.[13]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الموقع

تقع شبه جزيرة سيناء في الطرف الغربي من القارة الآسيوية كتقسيم حديث للقارات في حين أن الصفيحة العربية التكتونية جزء من إفريقيا القديمة، ما بين البحر المتوسط شمالاً والبحر الأحمر جنوباً. حيث يمثل رأس محمد أقصى جنوبها. كما يشكل خليج العقبة حدّاً لها في جنوبها الشرقي وخليج السويس حدّا لها في جنوبها الغربي. تقدر مساحتها بنحو 60000 كم2. كان برزخ السويس وتخوم بحيراته المرة والتمساح حتى افتتاح القناة عام 1859 همزة الوصل البرية الوحيدة ما بين آسيا وأفريقيا. [14]

التضاريس

تقسم سيناء طبيعياً إلى أقسام تضريسية وبيئية رئيسة هي:

أ ـ القسم الجبلي العالي في الجنوب، الذي ترتفع ذراه إلى ما فوق 2000م: تسوده الجبال الانكسارية ذات التضاريس الحادة والصخور الاندفاعية الغرانيتية المتبلورة وأترابها إضافة إلى الغنايس والشيست، العائدة في معظمها إلى ما قبل الكامبري (الأركي). كما يظهر الحجر الرملي النوبي عند أقدام الجبال شمالاً واندفاعات الأنديزيت النيوجيني مابين خليج العقبة وجبال فيران. أهم قممها الجبلية من الجنوب إلى الشمال هي: جبل الزهراء، جبل الثابت، جبل كاترين (2641م). يتميز الأخير بجدرانه الاندساسية Dykes ذات الحدبات المرتفعة المكورة، وجبل موسى (2285م) وإلى الغرب منه جبل سربال (المتميز بسلاسله الغرانيتية البارزة عند قمته وسط الصخور الگنايسية) ثم جبل الضلال وجبل التيه (شمالي جبل سربال).

تتخلل هذه المنطقة الجبلية شبكة من الأودية العميقة التي تتجه غربا إلى خليج السويس وتتسع في مجاريها الدنيا. وهي من الجنوب إلى الشمال كما يلي: وادي لطيخ المتميز بأشكال تضاريسه من السطول المقلوبة أو النواقيس الغرانيتية ووادي هبران المتميز بواحاته ووادي فيرار، وادي سيدري. أما الأودية المتجهة شرقاً إلى خليج العقبة فأهمها وادي خور نصب المتميز بنبيته الكثيف ووادي شرم الشيخ ووادي فيران. أما شبكة الأودية التي تتجه شمالاً فهي أطولها وأهمها وتتمثل بروافد وادي العريش، التي تنطلق من سفوح جبل كاترين الشمالية وجبل موسى وغيرهما من الجبال لينتهي عند بلدة العريش على البحر المتوسط بعد أن يكون قد قطع مسافة تقدر بنحو 250كم، ضمن حوض مساحته 22,500 كم2.

تتميز سواحلها المطلة على خليج العقبة بالجروف الصخرية الشديدة الانحدار. بينما تنتهي منحدراتها الغربية على خليج السويس بسهل القاع (25× 125كم) الذي تتوسطه بلدة الطور المنتجة للفوسفات وفي شماله أبو زنيمة. كما تحفل قيعان مياه سواحل هذا السهل الإقليمية وأقسامه الشمالية (البلاعيم) بحقول النفط والغاز. يعد جبل سيناء أو جبل موسى من أهم معالمها التضريسية ذات القيمة الدينية، إذ يُعتقد بأنه الجبل الذي كلّم الله فيه موسى تكليماً، وكذلك جبل كاترينا المرتبط اسمه بدير القديسة كاترينا.

جبال سربال في سيناء.

ب ـ القسم الجبلي الهضابي في الوسط: يشمل كلاً من هضبة التيه غرباً حيث جبل التيه وهضبة العجمة شرقاً، وتغلب عليهما تسمية صحراء التيه حيث تاه النبي موسى ومن رافقه من بني قومه من اليهود، بعد خروجهم من مصر. تشكل هاتان الهضبتان ثلثي شبه الجزيرة. ويزيد وسطي ارتفاعهما على 700م.. تسودهما المظاهر المائدية وتكوينات الحقبين الأوسط والحديث، الغنية بالثروات الأحفورية في قسمها الغربي، كالمنغنيز في أبو زنيمة، والنفط مابين الصدر وبور توفيق.. تتسع فيها المجاري المائية المتجهة شمالاً والرافدة لوادي العريش. والمتجهة غرباً نحو خليج السويس والمتجهة شرقاً إلى خليج العقبة وشمالاً إلى وادي العربة كوادي التمراني.

ج ـ القسم السهلي المتموج في الشمال والشمال الغربي: تسوده الكثبان الرملية البلايستوسينية العالية (80 ـ 100م). وعليه فان سواحله على المتوسط كافة رملية، تتقدم القسم الأكبر منه بحيرة البرودويل الشاطئية المالحة lagoon ذات الألسنة الرملية الحاصرة لها شمالاً. وتسود الرمال وكثبانها أيضاً على ضفاف قناة السويس وبحيراتها وقسما من خليج السويس. يتضمن هذا القسم بعض المواضع الجبلية كجبل المغارة (750م) الكلسي الجوراسي، الذي يبعد 100كم عن العريش جنوباً بغرب وجبل رأس الأحمر(256 م) الذي يبعد 20 كم عن الساحل.

المناخ

مناخها صحراوي متوسطي يتصف عامة بالجفاف والحرارة والقارية معظم العام باستثناء الساحل المتوسطي وأعالي الجبال.. وتعد جبال سيناء شبه جافة إذ يقدر علماء النبات الهطول فيها بنحو 300مم/سنة. تهطل الأمطار القليلة وأحياناً البرد والثلوج في سيناء شتاء. وتقدر بنحو 200مم، فما فوق على ساحل البحر المتوسط (العريش). تتناقص جنوباً إلى 90مم في جبل المغارة، وإلى 26مم في نخل (التيه) على ارتفاع 400م، وإلى 13مم في محطة الطور على خليج السويس. حرارتها معتدلة شتاء وخاصة على شواطئ خليجي العقبة والسويس والمتوسط، كما تعتدل صيفاً في الجبال العالية مما يساعد على تنشيط الحركة السياحية الشتوية والاستجمام.

المياه الجوفية

مياهها الجوفية مستثمرة في الشمال وخاصة ما بين القنطرة ورفح، وهي تزداد جودة بالاقتراب من مجرى وادي العريش. كما يتم تجميع مياه الأمطار هناك منذ زمن بعيد في خزانات محفورة في الصخر (سرابات).

شُيدت عدة سدود سطحية على أوديتها كسد روافه (21مليون م3) على بعد 50كم من ساحل العريش. وفي جبال سيناء عدة ينابيع كنبع دير القديسة كاترين ومنابع وادي حميرة.

التربة

تسود التربة الفجة الرملية الصحراوية الساحل المتوسطي، والجفافية العادية الكلسية والجصية والمالحة، فيما بين رمال الساحل والتيه. بينما تسود مرتفعات التيه وجبال سيناء الترب الفجة العادية الضحلة الصحراوية والمتوسطية.

يعد نبيت النخيل والخروع من أهم عناصر الجماعات النباتية المتوائمة مع البيئة الرملية الساحلية، والتي تثبت رمالها بأشجار الأكاسيا المالحة Acacia salinga، والكينا Eucalyptus. بينما تغطي الشيبيات صخور المرتفعات الساحلية بنسبة 90% بسبب النسبة العالية للندى مع أن الهطل لايتجاوز هناك الـ90مم. كما تعلو المرتفعات نباتات اللاوند والزعتروالقتاد والافيدرا والنرجسيات والزنبقيات...وشجيرات العرعر الفينيقي. وتسود منطقة التيه النباتات الصحراوية العربية (السندية النوبية) التي تندر على الصخور العارية وفي الحماد. ويزداد النبيت في قيعان الأودية حيث ينتشر الصر والثمام والصلة إضافة إلى الأنواع النباتية الآتية: الرتامة ـ الأشنان والحرمل ـ الشيح ـ اليتنة (النيتول) ـ السويد، وفي وادي العريش الطرفاء أو الأثل. ويزداد في جبال سيناء الغطاء النباتي كثافة وتنوعاً، حيث ينتشر الزعرور السينائي، واليغنس السوري والسرو الأخضر والتين والجميز والسفرجلية.

التاريخ

Sinai Peninsula بالهيروغليفية
D58M17G1G43N37
Z2
=D58M17N42N25

Biau
Bj3w [4]
بلد التعدين [4]

تاريخ سيناء القديم

منظر بالقمر الصناعي: إسرائيل، الأردن وشبه جزيرة سيناء

لا شك أن الوضع الجغرافي لسيناء كان له تأثيره علي التوزيع السكاني، بل من الملاحظ أنه كان له أيضا تأثير علي الاسم الذي أخذته سيناء. فهناك خلاف بين المؤرخين حول أصل كلمة سيناء، فقد ذكر البعض أن معناها الحجر وقد أطلقت علي سيناء لكثرة جبالها، بينما ذكر البعض الآخر أن اسمها في الهيروغليفية القديمة "توشريت" أي أرض الجدب والعراء، وعرفت في التوراه باسم "حوريب"، أي الخراب. لكن المتفق عليه أن اسم سيناء، الذي أطلق علي الجزء الجنوبي من سيناء، مشتق من اسم الإله "سين" إله القمر في بابل القديمة حيث انتشرت عبادته في غرب آسيا وكان من بينها فلسطين، ثم وافقوا بينه وبين الإله "تحوت" إله القمر المصري الذي كان له شأن عظيم في سيناء وكانت عبادته منتشرة فيها. ومن خلال نقوش سرابيط الخادم والمغارة يتضح لنا أنه لم يكن هناك اسم خاص لسيناء، ولكن يشار إليها أحياناً بكلمة "بياوو" أي المناجم أو "بيا" فقط أي "المنجم"، وفي المصادر المصرية الآخري من عصر الدولة الحديثة يشار إلي سيناء باسم "خاست مفكات" وأحياناً "دومفكات" أي "مدرجات الفيروز".

أما كلمة الطور التي كانت تطلق علي سيناء في المصادر العربية، فهي كلمة أرامية تعني "القمر"، وهذا يعني أن طور سيناء تعني "جبل القمر"، وكان قدماء المصريين يطلقون علي أرض الطور اسم "ريثو" بينما يطلقون علي البدو في تلك المنطقة بصفة عامة اسم "عامو".

وقد ظل الغموض يكتنف تاريخ سيناء القديم حتي تمكن پتري Petri عام 1905 من اكتشاف اثني عشر نقشا عرفت "بالنقوش السينائية"، عليها أبجدية لم تكن معروفة في ذلك الوقت، وفي بعض حروفها تشابه كبير مع الأبجدية الهيروغليفية ، وظلت هذه النقوش لغزا حتى عام 1917 حين تمكن عالم المصريات جاردنر Gardinar من فك بعض رموز هذه الكتابة والتي أوضح أنها لم تكن سوي كتابات كنعانية من القرن الخامس عشر قبل الميلاد من بقايا الحضارة الكنعانية القديمة في سيناء.

والواضح أنه خلال الدولة القديمة كانت هناك صلة بين سيناء ووادي النيل، ولعبت سيناء في ذلك التاريخ دورا مهما كما يتضح من نقوش وادي المغارة وسرابيط الخادم. فقد كانت سيناء بالفعل " منجما " للمواد الخام كالنحاس والفيروز الذي يستخرج المصريون القدماء ما يحتاجونه في الصناعة، كما كان سكان شمال سيناء وهم "الهروشاتيو" (أي أسياد الرمال)، وجنوبها وهم " المونيتو " الذين ينسبون إلي الجنس السامي، كانوا يشتغلون بالزراعة حول الآبار والينابيع، فيزرعون النخيل والتين والزيتون وحدائق الكروم، كما يشتغلون بحرف الرعي علي العشب التناثر في الصحراء، ويرتادون أسواق وادي النيل فيبيعون فيه ما عندهم من أصواف وعسل وصمغ وفحم ويستبدلونه بالحبوب والملابس، كما كانت الحملات الحربية تخرج من مصر في بعض الأحيان لتأديب بعض البدو في سيناء نتيجة الغارات التي كانوا يشنونها علي الدلتا.

وتدل آثار سيناء القديمة علي وجود طريق حربي قديم وهو طريق حورس الذي يقطع سيناء، وكان هذا الطريق يبدأ من القنطرة الحالية، ويتجه شمالاً فيمر علي تل الحي ثم بير رمانة بالقرب من المحمدية، ومن قطية يتجه إلي العريش، وتدل عليه بقايا القلاع القديمة كقلعة ثارو، ومكانها الآن " تل أبو سيفة " ، وحصن "بوتو" سيتي الذي أنشأه الملك سيتي الأول ، الذي يقع الآن في منطقة قطية.

ولم تقتصر أهمية سيناء من الناحية التاريخية في تلك الفترة علي ما تسجله تلك النقوش، ولكن ارتبط اسمها أيضا بحادث مهم آخر ، وهو أنها كانت مسرحا لحادث خروج بني إسرائيل The Exodus من مصر وتجولهم في صحراء سيناء.

وخلال العصرين اليوناني والروماني استمرت سيناء تلعب دورها التاريخي، فنشأت فيها العديد من المدن التي سارت علي نمط المدن اليونانية، والتي كان أشهرها هي مدينة البتراء Petra ، وهي مدينة حجرية حصينة في وادي موسى، كانت مركزا للحضارة النبطية التي نسبت إلي سكانها من الأنباط ، وهناك خلاف كبير حول أصل الأنباط ، والمرجح أنهم من أصول عربية نزحت من الحجاز ، لأن أسماء ملوكهم كانوا ذوي أسماء عربية كالحارث وعبادة ومالك.

دير سانت كاترين من أقدم الأديرة المسيحية في العالم، ومن أهم المزارات السياحية في سيناء.

وقد استخدم النبطيون طرق التجارة، وعدنوا الفيروز في وادي المغارة والنحاس في وادي النصب، وكانوا يزورون الأماكن المقدسة في جبلي موسى وسربال، كما سكن رهبان من البتراء دير سانت كاترين في صدر العصر المسيحي، وكانت أبرشية فيران قبل بناء الدير تابعة لأبرشية البتراء .

كانت هناك حضارات مزدهرة في سيناء خلال فترات التاريخ القديم، فكانت سيناء بمثابة منجم المعادن الذي مد حضارة مصر القديمة بما تحتاجه، ولم تكن تلك صحراء خالية من العمران. كما اتضح وجود صلات وثيقة بين سيناء ووادي النيل طوال تلك الفترة، ولم يكن هناك انفصال تاريخي بينهما ، ويدل علي ذلك تلك الآثار المصرية الموجودة علي أرض سيناء.

وإذا ما انتقلنا إلي العصر الإسلامي نجد أن عمرو بن العاص حينما قدم إلي مصر لاحتلالها قد سلك طريق حورس في شمال سيناء، فاستولي علي العريش ، وتقدمت قواته ففتحت بولوزيوم أو الفرما، وبعدها تقدم إلي بلبيس التي كانت نقطة مهمة علي الطريق الذي يقطع سيناء إلي الشام.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخ سيناء في العصر الإسلامي

كان الاحتلال الإسلامي مشجعا لبعض العناصر البدوية في شبه جزيرة العرب للنزوح إلي سيناء والاستقرار بها مما شجع علي انتشار الإسلام بين سكانها ، وقد اعتبرتها بعض هذه العناصر نقطة وثوب إلي شمال إفريقيا فاستقر بعضها بمصر بينما نزح البعض الآخر إلي بلاد المغرب. فكانت سيناء أحد أهم المعابر البشرية خلال القرون الأولي من الفتح الإسلامي . وهذه الهجرات التي عبرت سيناء منذ الفتح الإسلامي أخذت تزداد علي سيناء خلال العصرين الأموي والعباسي ، ثم أخذت تقل بشكل ملحوظ منذ عصر الطولونيين ، نتيجة انهيار النفوذ العربي خلال العصر العباسي الثاني، وتزايد نفوذ عناصر أخري كالفرس والأتراك .

وخلال فترة الحروب الصليبية تعرضت سيناء لمحاولة الغزو من قبل الصليبين ، حيث قام بلدوين الأول حاكم بيت المقدس الصليبي بالتوغل في وادي عربة للسيطرة علي المنطقة الواقعة جنوبي البحر الميت، ثم شيد سنة 1115م حصن الشوبك ليكون مركزاً يمكن للصليبيين من السيطرة علي وادي عربة بأكمله . وفي العام التالي ( سنة 1116) خرج بلدوين في حملة أخري، وسار حتى أيلة علي ساحل خليج العقبة، وشيد في أيلة قلعة حصينة ليستطيع التحكم في الطريق البري للقوافل بين مصر و الشام .

وتمكن بلدوين من تشييد قلعة في جزيرة فرعون الواقعة في مواجهة أيلة في خليج العقبة. وبذلك تمكن الصليبيون من الإشراف علي شبه جزيرة سيناء التي أخذت تحرك في قلوبهم ذكريات ومشاعر دينية عزيزة عليهم ، لكن علي الرغم من ذلك فإن رهبان دير سانت كاترين رفضوا استضافة بلدوين خشية انتقام الفاطميين في القاهرة، مما جعل بلدوين ينصرف عائدا إلي بيت المقدس.

واستمر بلدوين في استراتيجيته الرامية إلي السيطرة علي شبه جزيرة سيناء الطرق المؤدية إليها ، فبني قلعة وادي موسى في عام 1117م ، وفي العام التالي خرج بلدوين بحملة عبر الطريق الشمالي الذي يمر بشمال سيناء ، ووصل إلي الفرما حيث أحرقها ، وفي أثناء عودته أصيب بمرض ، نتيجة تناوله لوجبة من السمك أدي إلي وفاته ، وحمل جثمانه إلي القدس ليدفن بها.

وقد تعرضت العريش لهجوم الصليبيين في عام 577هـ/ 1181م وقطعت أشجار نخيل سيناء وحمل الصليبيون جذوعها إلي بلادهم لاستخدامها في صناعة السفن المعروفة بـ" الجلاب " التي تصنع من جذوع النخيل ، وذلك ضمن خطة رينالد من شاتيون حاكم حصن الكرك الصليبي للسيطرة علي البحر الأحمر. إلا أن خطة رينالد في السيطرة علي سيناء والبحر الأحمر قد فشلت نتيجة الجهود التي قام بها الأيوبيون ، وخاصة صلاح الدين الأيوبي في وقف حملات رينالد في البحر الأحمر و التي وصلت حتى عدن، و إسطول حسام الدين لؤلؤ، الذي دمر الإسطول الصليبي.

ومن الملاحظ أنه خلال تلك الفترة ازدياد عمليات تهرب القوافل من دفع الرسوم والعوايد مستغلة الاضطراب الناتج عن الوجود الصليبي في الشام ، فكانت تلك القوافل تستخدم طرق التجارة بين مصر والشام غير المطروقة كالطريق "المدرية " ومعناه الطين اليابس ، وسمي بهذا الاسم لقربه من النيل ، كما استخدموا الطرق "البدرية أو الفوقانية " بعيدا عن الطريق الشمالي المعتاد هروباً من تهديد الصليبين ، وكانت القوافل تقطع هذا الطريق في ثمانية أيام ، كما كان هناك الطريق " البرية " الذي قطعه صلاح الدين الأيوبي أثناء هزيمة تل الصافية عام 573هـ/1177م.

وقد امتاز العصر الأيوبي بالاهتمام الملحوظ بتعمير سيناء نظرا لظروف الحروب الصليبية التي كانت تملي عليهم ضرورة تجديد القلاع والموانئ خوفا من هذا الخطر القريب، فقد قام صلاح الدين الأيوبي بتعمير وإصلاح ميناء الطور عام 580هـ/1184م ، فعمر المراكب والميناء، وبدأت تصله المراكب المحملة بالبضائع من اليمن ، وهجر أصحاب المراكب مينائي عيذاب و القصير ، وقد تبع ذلك أن صارت الغلال ترسل إلي الحجاز بصورة دورية ومنتظمة ، وشجع ذلك حركة التجارة في البحر الأحمر. وكان صلاح الدين الأيوبي قد تمكن من انتزاع ميناء إيلات من أيدي الصليبين في عام 566هـ/1170م ، ومن ثم صار البحر الأحمر تحت سيطرته . كما قام الصالح نجم الدين أيوب في نهاية العصر الأيوبي ببناء بلدة الصالحية في " أرض السباخ " ( امتداد سبخة البردويل ) عام 644هـ/ 1246م لتكون محطة علي الطريق الموصل إلي الشام.

وتغير مركز سيناء ابتداء من القرن الرابع عشر الميلادي ، فقد رأيناها منذ الاحتلال الإسلامي مجرد قنطرة تعبرها القبائل المختلفة من بلاد الحجاز والشام في طريقها إلي وادي النيل ، لكنها منذ ذلك التاريخ صارت منطقة تلجأ إليها القبائل( ) ، بعد أن توقف تقريباً سيل الهجرات العربية إلي مصر في عصر المماليك ، حيث تم عزل العناصر العربية سياسياً ولم يعد هناك ما يدعو الحكام الجدد أن يستعينوا بالقبائل العربية في الحكم حتي يشجعوا هجرتها إلي مصر .

ويعد العصر المملوكي بداية لمرحلة من الاستقرار في شبه جزيرة سيناء نتيجة لتوقف موجات الهجرة العربية ، والاهتمام الملحوظ بطريق الحج إلي مكة والمدينة ، فقام بيبرس البندقداري ( 658 – 676 هـ / 12601277م ) بتمهيد طريق العقبة بعد فتح أيلة ، فصار طريق السويس العقبة هو طريق الحج المصري. كما أمنوا الطريق إلي الشام من غارات العربان لتأمين طريق البريد بين مصر والشام.

وقد نمت العريش في العصر المملوكي ، فقال عنها القلقشندي أنها " مدينة ذات جامعين مفترق (أي أنهما بعيدين عن بعضهما البعض) وثمار وفواكه "، لكن أصابها التدهور في نهاية العصر المملوكي ، حيث يذكر النابلسي خلال رحلته إلي مصر في تلك الفترة بأن العريش فيها " قلعة وزاوية ، وبعض دور فناها خاوية". إلا أن السلطان المملوكي قانصوه الغوري ( 906 ـ 922هـ / 1501 ـ 1516م) قد اهتم بإنشاء القلاع في سيناء نظراً للأخطار التي كانت تحدق بدولته من ناحية الشرق وخاصة الخطر العثماني، ومن ثم انشأ قلعة نخل علي طريق الحج المصري وقلعة البغلة، ونقب العقبة.

وكان اهتمام الدولة المملوكية بسيناء يهدف إلي تأمين حدود مصر الشرقية من الأخطار المحدقة بها ناحية الشرق ، والتي كانت تتمثل حينذاك في بقايا الوجود الصليبي، بالإضافة إلي الخطر المغولي ، كما حاولت من وراء إنشاء القلاع وترميمها علي طريق الحج أن تظهر بمظهر الدولة التي تؤمن لرعاياها المسلمين آداء فريضتهم الدينية ، حيث أن مثل هذا العمل يظهر السلاطين في عيون رعاياهم بمظهر ديني يليق بالألقاب التي اتخذها بعضهم كلقب " خادم الحرمين الشريفين " .

تاريخ سيناء في العصر العثماني

وتنهار دولة المماليك علي يد السلطان العثماني سليم الأول ( 1512 ـ1520) في عام 1517م ، التي دخلت قواته مصر عبر سيناء ، فأولي المنشآت العسكرية في سيناء أهمية خاصة لأهميتها الاستراتيجية ، فبني قلعة العريش ، ورمم قلعة نخل . ومرت سيناء خلال العصر العثماني بفترة من الهدوء ، وإن كانت تقطعها بعض فترات الجفاف الذي كان يلجأ بسببه العربان إلي نهب القوافل وتهريب البضائع . لكن علي أية حال فقد راجت حركة التجارة بين مصر والشام ، ولاشك أن هذا الرواج كان له أثره علي سكان سيناء الذين يقومون بنقل التجارة بين البلدين ، حيث كان الطريق البري هو الطريق المفضل لنقل البضائع لرخص تكلفته من ناحية وسهولته من ناحية أخرى. فكان لاستخدام الطريق البري بين مصر والشام عدة نتائج علي سيناء ، أهمها زيادة الاعتماد علي جمال عربان سيناء مما كان يحقق دخلاً للعربان القائمين بحركة النقل في سيناء ، اهتمام الدولة بهذا الطريق وتأمينه مما كان يحقق أمن المسافرين والتجار. وكان طريق القوافل بين مصر والشام في العصر العثماني يبدأ من بركة الحاج فالخانقاه ، فبلبيس ، فغابة القرين ، فالصالحية ، فقطية، فالعريش، فخان يونس، فغزة.

تاريخ سيناء في عهد الحملة الفرنسية

كانت الحملة الفرنسية علي مصر عام 1798 بقيادة نابليون بونابرت حدا فاصلاً في تاريخ مصر الحديث ، لكن من المؤكد أن تلك الحملة تركت أثرها الواضح علي وضع مصر في بؤرالاهتمام الأوربية ، كما كان لها آثارها علي المجتمع المصري .

وما يهمنا هو وضع سيناء خلال السنوات القلائل التي قضتها تلك الحملة في مصر، تلك المعارك التي وقعت علي أرض سيناء بين القوات العثمانية والفرنسية ، ومدي التأثير الذي تركته عليها . كانت بداية الاتصال بين الحملة وسيناء في إطار الأطماع التوسعية لنابليون عقب دخوله مصر ، فقد كان يطمح في فتح الشام ، ومن ثم كان لابد من استطلاع مناطق الحدود مع الشام ، فأرسل الجنرال لوجرانج Lagrange في 23 ديسمبر 1798 لاستطلاع ساحل سيناء الواقع علي البحر المتوسط ، كما أمره بإنشاء نقطة حصينة في قطية بالقرب من الحدود الشامية ، لكن علي ما يبدو أن لوجرانج تعرض لغارات من قبل العربان في سيناء ، لكن رغم هذه الغارات والمطر الشديد الذي واجهه هذا الجنرال فقد أتم ما أمره به قائده علي أكمل وجه ، وأبلغ بونابرت في 17 يناير 1799 أنه تم بناء النقطة الحصينة في قطية، فجعلها نابليون محطة عسكرية ونقطة تجمع واستراحة لقواته .

وخلال الاستعدادات الفرنسية للحملة علي سوريا بحثوا عن الجمال اللازمة لحمل المؤن والذخائر ، واستطاعوا الحصول علي عدد كبير من جمال قبيلة الترابين التي تعيش في سيناء، كما قاموا بجمع عدد كبير من الحمير والبغال من القاهرة والمناطق المحيطة بها.

وعلي الجانب الآخر كانت التقارير تصل إلي بونابرت ، حول تحركات جيوش المماليك الذين فروا إلي الشام والعثمانيين ، وتجمعهم بشكل متزايد في العريش ، داخل الحدود المصرية، حيث كان أحمد باشا الجزار يستعد للهجوم علي القوات الفرنسية في مصر.

ووصل عدد كبير من فرقة الجنرال رينيه Reynier إلي قطية في الأيام الأولي من شهر فبراير 1799 ، ثم غادرها في 11 فبراير متوجها إلي العريش بهدف الاستيلاء عليها بناء علي أوامر من بونابرت ، كما وصل كليبر بفرقته في اليوم نفسه حيث تولي قيادة القوات الفرنسية المتجهة إلي العريش ، وبعد يومين ونصف وصلت تلك القوات إلي المساعيد التي تبعد عن العريش بمسافة خمسة أميال ونصف الميل.

واستولت الدهشة علي رينيه عند وصوله أمام العريش بعد زحف شاق في 8 فبراير 1799، لأنه لم يجد معسكرا كبيرا للعدو فحسب ، بل وجد حصنا منيعا (قلعة العريش) ، وكان هذا المعسكر يتألف من 600 فارس من العرب والترك والمماليك، ونحو 1200 من المشاة الألبانيين الذين أرسلهم الجزار ، أما الحصن (القلعة) فيقع شمال غرب العريش ، فهو بناء حجري مربع يقوم علي أبراج مثمنة أسواره ترتفع 30 قدما ، كما كانت الممرات داخل المدينة محاطة بالبيوت الصغيرة، التي زادت من صعوبات رينيه.

وكانت بيوت العريش مبنية بالطوب النيئ ذات أسوار عالية ، وشوارعها عريضة ومستقيمة ، لكن في الحي القديم للمدينة كانت المسافات بين البيوت صغيرة والشوارع ضيقة، وهذا الوضع شكل عقبة كؤود أمام القوات الفرنسية ، وأي قوة تحاول الاستيلاء علي العريش عن طريق المغامرة في الدخول إلي داخل المدينة بشوارعها الضيقة ، فإنها ستتكبد خسائر فادحة ، وحينما وصل بونابرت إلي العريش في 17 يناير 1799 وجد المدينة لم تسقط بعد في أيدي قواته ، فلم يحسب نابليون حسابا للمسافة الصحراوية الطويلة التي سيقطعها في صحراء سيناء ، حتى أن عددا من جنود كليبر " أقدموا علي الانتحار" بسبب ما لاقوه من طول المسافة ووعورتها حتى العريش .

وكان أول عمل قام به رينيه هو الاستيلاء علي العريش التي دافع عنها أهلها، لكن مصيرهم كان حد السيف أو السنكي ، ثم وصلت قوات كليبر إلي العريش في 14 يناير 1799 فانضمتقواته إلي قوات رينيه ، وعانت قوات رينيه من الجوع لأن العريش لم يكن لديها من الأقوات ما يمكن أن تقدمه للفرنسيين ، فهي لم تتعد في ذلك الوقت كونها بلدة صغيرة تقع بين البحر والصحراء ، لكن رغم هذا حاصر رينيه وكليبر الحصن وكان الأمل ضعيفا في تسليمه قبل أن يصل المدد من الجنود والمدفعية ، وفي ليلة 14 ـ 15 فبراير 1799 ، قاد رينيه أربع كتائب في هجوم مباغت علي المعسكر العثماني الذي كان تعداد قواته حوالي 1800 جندي ( )، وتمكن من مباغتة الجنود العثمانيين النيام فقتلوهم بالسلاح الأبيض، وكانوا يقتلون كل من يجدونه حتى وصل عدد القتلى ما بين 400 ـ 500 من المماليك وعدد من الكشاف ، وأسر حوالي 900 رجل ، بينما لم يفقد الفرنسيون سوي ثلاثة رجال.

وفي 18 فبراير 1799 وافق قائد الحصن إبراهيم نظام بك علي تسليمه شريطة أن يسمح له وللحامية بمغادرة الحصن بسلاحهم ، لكن رفض بونابرت هذا الشرط واقترح عليه تسليم الحصن أولاً بعدها سيعطيهم سلاحهم ومتاعهم معززين مكرمين ، بل وينقلهم إلي مصر حيث يمكنهم ركوب البحر لأي بلد شاءوا ، لكن القائد العثماني رفض هذا العرض لأنه يعلم تمام العلم أن مصر محاصرة ، ولما يأس نابليون من طول المفاوضات ، والحصار الذي طال أمده ، قرر ضرب المدافع بشكل متواصل وبكثافة علي الحصن ، فأحدثت ثغرة صغيرة في الأسوار ، ثم تسلل بعض الجنود الفرنسيين إلي أحد أبراج الحصن لكن بلغت خسائر الفرنسيين في ذلك اليوم حوالي 21 من رجال المدفعية و17 من رجال البنادق ، و350 من المشاة لكن في اليوم التالي اضطرت القوات المحاصرة إلي التسليم ، بعد خروجهم حملوا الكثير منهم علي الانضمام إلي الجيش الفرنسي ، ووجد الفرنسيون في الحصن من المؤن ما يسد جوعهم.

وجاءت الأنباء إلي القاهرة تفيد باستيلاء الفرنسيين علي قلعة العريش ، و"طاف رجل من أتباع الشرطة ، ينادي في الأسواق أن الفرنساوية ملكوا قلعة العريش وأسروا عدة من المماليك ، وفي غدا يعملون شنكا ويضربون مدافع ، فإذا سمعتم ذلك فلا تفزعوا " .

وغادر جيش نابليون العريش في 12 فبراير ووصل الشيخ زويد بعد مسيرة يومين ، حيث قادهم دليلهم من العربان إلي طريق أبعد إلي الجنوب من الطريق الشمالي المعتاد ، وربما كان ذلك عن عمد بهدف توريطهم في الرمال ، حيث كانوا غير مستريحين للسير علي الكثبان الرملية، ولم يلاقوا بأية مقاومة من الجيش العثماني طوال هذه المسافة ، حتى وصلوا إلي عكا وهناك توقفت جيوش نابليون لتضرب حصارا علي المدينة ، وتفشل في اقتحامها نتيجة لمناعة الأسوار من ناحية، والإمدادات التي يتلقاها الجزار من الأسطول البريطاني في البحر المتوسط .

وعاد نابليون وجنوده ثانية بعد فشل حصار عكا إلي العريش في 2 يونيو ، وفشل مشروعه التوسعي ، الذي كان يهدف من وراءه علي حد تعبير جارفس Jarvis إسقاط القسطنطينية . ولم تكن خسارته في يافا وعكا كبيرة ، لكن تحطمت معنويات جنده بسبب موت الكثير منهم بسبب الطاعون، وفي 3 يونيو 1799 غادر نابليون العريش إلي القاهرة تاركا حامية لقلعة العريش قوامها 500 جندي.

واستعدت القوات العثمانية للزحف برا علي مصر بعد فشل حملتها علي أبي قير ، ولما كان موقف الحملة في مصر قد بدأ يتأزم نتيجة عدم وجود حماية بحرية بعد تحطيم أسطولهم في معركة أبي قير البحرية ، ونتيجة للثورات الشعبية المصرية التي باتت تواجهها الحملة بين الفينة والأخري ، مما اضطر كليبر إلي عقد مفاوضات مع سيدني سميث Sidny Smith للتوصل إلي طريقة ما تضمن له ولقواته الرجوع إلي فرنسا بسلام ، فتم توقيع معاهدة العريش الأولي في 3 ديسمبر 1799. ولم تدم هذه المعاهدة طويلاً ، حيث خرق العثمانيون هذه المعاهدة باجتياحهم للعريش في30 ديسمبر من العام نفسه .

وبعد مفاوضات بين الجانبين الفرنسي والعثماني تم التوقيع علي معاهدة العريش الثانية في 24 يناير 1800 وقعها عن الجانب العثماني مصطفي رشيد أفندي الدفتردار، ومصطفي راسخ أفندي رئيس الكتاب نيابة عن الصدر الأعظم، وعن القائد العام للجيش الفرنسي كل من الجنرال ديزيه والمسيو بوسليج Poussielgue ، ولم يوقع عليها أحد من الحكومة الإنجليزية.

وبذلك انتهت أحداث الحملة الفرنسية علي مصر وكانت سيناء خلالها مسرحا لأحداث ذلك الصراع الفرنسي العثماني في مصر . حيث تعرضت العريش للتدمير بمدافع القوات الفرنسية ، كما قتل الكثير من أهلها نتيجة استبسالهم في الدفاع عن أرضهم ، فكانوا بهذا الاستبسال مثار إعجاب القوات الفرنسية نفسها .

تاريخ سيناء خلال القرن التاسع عشر

بدأت مصر مع بداية القرن التاسع عشر أحداثا جديدة مع تولي محمد علي حكم مصر عام 1805 ، وكان أهمها إنشائه لمحافظة العريش عام 1810 ضمن التشكيلات الإدارية التي وضعها في هذا العام، والتي كانت تمثل أول شكل إداري منظم في سيناء في العصر الحديث ، ولها اختصاصات وحدود إدارية ، ووضع تحت تصرف محافظ العريش قوة عسكرية لحماية حدود مصر الشرقية ، وقوة نظامية لحماية الأمن داخل المدينة. كما أنشأت نقطة جمركية ونقطة للحجر الصحي ( كورنتينة ) بالعريش . أما الطور فقد كانت تابعة إدارياً لمحافظة السويس، بينما أدخلت نخل ضمن إدارة القلاع الحجازية التي كانت تتبع قلم الروزنامة بالمالية المصرية.

وفي عام 1831 سير محمد علي جيشا بريا وآخر بحريا بقيادة ابنه الأكبر إبراهيم باشا إلي الشام ، وقد تألف هذا الجيش من 24 ألفا من المشاة و 80 مدفعا ، واتخذ الجيش البري طريق العريش ، وقام إبراهيم باشا بالعديد من الإصلاحات في سيناء بهدف خدمة قواته ، فرمم بئر قطية وبئر العبد وبئر الشيخ زويد ، كما حركة البريد إلي غزة ، وجعل له محطات في بلبيس وقطية وبير العبد وبير المزار والعريش والشيخ زويد وخان يونس وغزة ، كما وضع حراسة علي آبار المياه علي طول طريق العريش.

وعند رجوع إبراهيم باشا من حملته علي الشام عام 1831 ثار عليه عربان السواركة والترابين فخربوا محطات البريد في الشيخ زويد وبير المزار ، فاضطر إبراهيم إلي قتالهم ، ووقعت معركة بين قواته وقوات الترابين والسواركة في عند وادي غزة ، فانهزمت قوات العربان وفروا إلي بئر السبع. وربما تكون الأسباب الحقيقية لتمرد هؤلاء العربان في سياسة محمد علي ذاتها ، حيث كان يريد إخضاع هؤلاء القبائل لسلطته ، حتى يوطد الأمن علي الطريق المؤدي إلي الشام، خاصة وأنهم كانوا دائمي السلب والنهب للقوافل والتجار الذين يرتادون هذا الطريق.

دهب من أشهر الشواطئ السياحية في جنوب سيناء.

وفي عام 1834 جهز محمد علي قوة من عربان أولاد علي بقيادة أحمد المقرحي شيخ القبيلة ، والشيخ هنداوي شيخ قبيلة الجميعات لوضع حد لعصيان عربان غزة ، فألحقت هذه القوات هزيمة ساحقة بعربان غزة ، ونهبت بيوتهم وماشيتهم ، وقد منح محمد علي كل فرد من القبائل التي شاركت في الحملة 500 قرش مكافأة له علي هذا النصر الحاسم علي عربان غزة.

وعلي أية حال، فقد كانت طموحات محمد علي خاصة بعد الانتصارات التي حققها إبراهيم باشا علي الجيوش العثمانية في شمال الشام وآسيا الصغري ، سببا في إثارة ما سمي بالمسألة الشرقية، وعقدت الدول الأربع وهي بريطانيا وروسيا وبروسيا والنمسا بمشاركة الدولة العثمانية مؤتمرا في لندن في 15 يوليو 1840 تعهدت بمقتضاه الدول الأربع بمساعدة السلطان علي إخضاع محمد علي ، وبموجب هذه المعاهدة يمنح محمد علي ولاية مصر وعكا طيلة حياته ، وأن يكون لمصر حق الاستقلال الداخلي بقيود تربطها بالدولة العثمانية كالجزية وعدم تمثيل مصر في الخارج ، وتحديد عدد الجيش إلي غير ذلك ، ومنح محمد علي مهلة للموافقة علي المعاهدة ، ولم يكن أمامه بد من التسليم بها ، خاصة بعد أن تخلت عنه فرنسا ، ثم أرسل السلطان إلي محمد علي فرماناً في 13 فبراير 1841 تقرر فيه إعطاؤه وأسرته حكومة مصر وراثية علي أن يختار الباب العالي نفسه من يتقلد منصب الولاية من أبناء محمد علي الذكور ، ومن ثم صار إعطاء مصر وتقرير الحكم الوراثي بهذا الشكل منحة من السلطان العثماني .

وبموجب معاهدة لندن 1840 وفرمان 1841 باتت دولة محمد علي محصورة داخل حدود مصر التي حددها الفرمان من رفح حتى الوجه علي الساحل الشرقي للبحر الأحمر وفقا للخريطة مرفقة به والتي لم يعثر عليها حتى الآن ، كما أعطي الفرمان لمحمد علي بعض النقاط الإستراتيجية علي الساحل الشرقي لخليج العقبة وهي ، العقبة وضبا والمويلح الوجه.

وخلال فترة حكم عباس الأول (1848 – 1854) لاقت سيناء منه اهتماما من نوع جديد ، حيث كان ينوي أن يجعلها مصيفا ومزارا سياحيا ، فبني بالقرب من الطور حماما كبريتياً ، كما مهد الطريق من دير سانت كاترين إلي قمة جبل موسى لجذب السياحة إلي المنطقة المقدسة ، وشرع في بناء قصر علي جبل " طلعة " غربي جبل موسى ، ومد طريق العربات من مدينة الطور إلي القصر ، لكن لم يقدر لهذه الأعمال أن تنفذ ، حيث عاجلته المنية قبل أن يتمها . وفي فترة حكم خلفه محمد سعيد (1854 - 1863) أقام في سيناء نقطة للحجر الصحي في الطور، بهدف التأكد من سلامة الحجاج .

وخلال فترة حكم إسماعيل ( 1863 – 1879) حدثت عدة أحداث متصلة بسيناء، منها زيارات العديد من الرحالة إلي سيناء وكان أهمهم البرفيسور بالمر Palmer حيث أرسلته بريطانيا عام 1868 علي رأس لجنة علمية للتنقيب في منطقة الطور ورسم خريطة لسيناء. لكن كان أهم تلك الأحداث التي أثرت علي سيناء خلال تلك الفترة هو افتتاح قناة السويس للملاحة عام 1869، التي كان لإنشائها آثارا هامة علي مجتمع سيناء كما سنري في الفصول القادمة. وكان من نتائج إقامة هذا الممر الملاحي المهم أن أنشأت عددا من المدن علي ضفتي القناة ، فقد أنشئت الإسماعيلية في منتصف القناة تقريبا ، كما أنشأت مدينة جديدة علي طريق العريش، وهي مدينة القنطرة.

لقد كانت سيناء تمثل منطقة استراتيجية مهمة بالنسبة لمصر ، فقد دخل من خلالها الغزاة إلي مصر ، كما كانت مسرحاً لمعارك كبري كتلك التي حدثت بين الصليبيين والأيوبيين ، وبين الفرنسيين والعثمانيين ، لكن علي أي الأحوال لم يكن سكان سيناء طرفاً في تلك الصراعات. كما لاحظنا أن موقف سكان سيناء من محمد علي كان موقفا معاديا ، نظرا لاستخدامه أسلوب الشدة والقوة العسكرية ضد أي تمرد أو عصيان لأوامره. كما أن عمليات الإصلاح أو التجديد في منشآت ومباني شبه جزيرة سيناء طوال تلك الفترة لم تكن إلا لأغراض استراتيجية وعسكرية بحتة.

الاحتلال الإسرائيلي

قوات حفظ السلام الأممية في شبه جزيرة سيناء، 1974.

عام 1956، قامت مصر بتأميم قناة السويس،[15] مجرى مائي يرسم الحدود بين الأراضي المصرية في إفريقيا وشبه جزيرة سيناء. بعد ذلك، مُنعت السفن الإسرائيلية من استخدام القناة،[16] بسبب حالة الحرب بين الدولتين. كما منعت مصر السفن من استخدام المياه الإقليمية المصرية على الجانب الشرقي من شبه الجزيرة للسفر من وإلى إسرائيل، وفرضت حصاراً فعلياً على ميناء إيلات الإسرائيلي. في أكتوبر 1956، فيما يعرف في مصر باسم العدوان الثلاثي، قام الجيش الإسرائيلي ، بمساعدة المملكة المتحدة وفرنسا (التي سعت إلى عكس التأميم واستعادة السيطرة على قناة السويس)، بغزو سيناء واحتلال جزءًا كبيرًا من شبه الجزيرة في غضون بضعة أيام. في مارس 1957، سحبت إسرائيل قواتها من سيناء، بعد ضغوط قوية من الولايات المتحدة والاتحاد السوڤيتي. بعد ذلك، تمركزت قوة الطوارئ التابعة للأمم المتحدة (UNEF) في سيناء لمنع أي صراع آخر في سيناء.

في 16 مايو 1967، أصدرت مصر أوامرها لقوات الطواريء بمغادرة سيناء[17] وأعاد احتلالها عسكرياً. في النهاية، امتثل الأمين العام يو ثانت وأمر بالانسحاب دون إذن من مجلس الأمن. في سياق حرب 1967 التي اندلعت بعد ذلك بوقت قصير، احتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء، وقطاع غزة من مصر، الضفة الغربية (بما في ذلك القدس الشرقية) من الأردن (والتي أصبحت تحت إدارة الأردن منذ عام 1949ومرتفعات الجولان من سوريا. تم إغلاق قناة السويس، التي احتلت إسرائيل الضفة الشرقية لها الآن. بدأت إسرائيل جهوداً واسعة النطاق لاستيطان شبه جزيرة سيناء.


الحدود الإسرائيلية المصرية، صورة من شمال جبال إيلات.

في أعقاب الغزو الإسرائيلي لسيناء، بدأت مصر حرب الاستنزاف (1967–70) بهدف إجبار إسرائيل على الانسحاب من سيناء. شهدت الحرب صراعًا مطولًا في منطقة قناة السويس، تراوح من القتال المحدود إلى القتال واسع النطاق. أدى القصف الإسرائيلي لمدن بورسعيد والإسماعيلية والسويس على الضفة الغربية للقناة، إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين (بما في ذلك التدمير الفعلي للسويس)، وساهم في تهجير 700.000[18] مصري. وفي النهاية، انتهت حرب الاستنزاف عام 1970 دون تغيير في الخطوط الأمامية.[19]

في 6 أكتوبر 1973، بدأت مصر عملية بدر لاستعادة سيناء، بينما أطلقت سوريا عملية متزامنة لاستعادة مرتفعات الجولان،[بحاجة لمصدر] وبذلك بدأت حرب يوم الغفران (المعروفة في مصر ومعظم أوروبا باسم "حرب أكتوبر"). قامت القوات الهندسية المصرية ببناء جسور عائمة لعبور قناة السويس، واقتحمت خط بار ليف، وهو الخط الدفاعي الإسرائيلي على طول الضفة الشرقية لقناة السويس. على الرغم من احتفاظ المصريين بالسيطرة على معظم الضفة الشرقية لقناة السويس، إلا أنه في المراحل اللاحقة من الحرب، عبر الجيش الإسرائيلي القسم الجنوبي من قناة السويس، وقطع الجيش الثالث المصري، واحتلت جزءًا من الضفة الغربية لقناة السويس. انتهت الحرب في أعقاب وقف إطلاق النار المتفق عليه بشكل متبادل. بعد الحرب، وكجزء من اتفاقية سيناء الانتقالية، انسحبت إسرائيل من الجوار المباشر من قناة السويس، حيث وافقت مصر على السماح بمرور السفن الإسرائيلية. أعيد فتح القناة في عام 1975، حيث قاد الرئيس أنور السادات أول قافلة عبر القناة على متن مدمرة تابعة للبحرية المصرية.

1982-1979 انسحاب إسرائيل

في عام 1979، وقعت مصر وإسرائيل معاهدة سلام وافقت فيها إسرائيل على الانسحاب من شبه جزيرة سيناء بأكملها. انسحبت إسرائيل بعد ذلك على عدة مراحل، انتهت في عام 1982. وشمل الانسحاب الإسرائيلي تفكيك جميع المستوطنات الإسرائيلية تقريبًا، بما في ذلك مستوطنة ياميت في شمال شرق سيناء. كان الاستثناء هو أن مدينة شرم الشيخ الساحلية (التي أسسها الإسرائيليون باسم أوفيرا أثناء احتلالهم لشبه جزيرة سيناء) لم يتم تفكيكها. تسمح المعاهدة بمراقبة سيناء من قبل القوة والمراقبون متعددو الجنسيات، وتحد من عدد القوات العسكرية المصرية في شبه الجزيرة.


مناطق حفظ السلام في سيناء

المناطق الأمنية في شبه جزيرة سيناء التي تحدد منطقة عمليات مصر وإسرائيل والقوة والمراقبون متعددو الجنسيات

دعت المادة الثانية من الملحق الأول لمعاهدة السلام إلى تقسيم شبه جزيرة سيناء إلى مناطق. داخل هذه المناطق ، سُمح لمصر وإسرائيل بدرجات متفاوتة من التعزيزات العسكرية:

  • المنطقة أ: بين قناة السويس والخط أ. يُسمح لمصر بفرقة مشاة ميكانيكية بإجمالي 22000 جندي في المنطقة أ.
  • المنطقة ب: بين الخط أ والخط ب. يسمح لمصر بأربع كتائب أمن حدودية لدعم الشرطة المدنية في المنطقة ب.
  • المنطقة ج: بين الخط ب والحدود المصرية الإسرائيلية. يسمح فقط للقوة المتعددة الجنسيات والشرطة المدنية المصرية بالدخول إلى المنطقة ج.
  • المنطقة د: بين الحدود المصرية الإسرائيلية والخط د. يُسمح لإسرائيل بأربع كتائب مشاة في المنطقة د.

قضايا أوائل القرن 21

منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت سيناء موقعًا للعديد من الهجمات الإرهابية ضد السياح، ومعظمهم من المصريين. وقد أظهرت التحقيقات أن الدافع الرئيسي وراء ذلك هو الاستياء من الفقر الذي يعاني منه العديد من البدو في المنطقة. كان يُنظر إلى مهاجمة صناعة السياحة وسيلة لإلحاق الضرر بالصناعة حتى تولي الحكومة مزيدًا من الاهتمام لوضعهم.[20] (انظر تفجيرات سيناء 2004، وتفجيرات شرم الشيخ 2005 وتفجيرات دهب 2006). منذ الثورة المصرية 2011، أصبحت الاضطرابات أكثر انتشارًا في المنطقة بما في ذلك الهجوم على الحدود المصرية الإسرائيلية عام 2012 الذي قتل فيه 16 جنديًا مصريًا على أيدي مسلحين. (انظر تمرد سيناء.)

كما تتزايد عمليات خطف اللاجئين في سيناء. وطبقاً لميرون استيفانوس، غالبًا ما يتم اختطاف اللاجئين الإريتريين من قبل البدو في شمال سيناء، ويتم تعذيبهم واغتصابهم، ولا يتم إطلاق سراحهم إلا بعد الحصول على فدية كبيرة.[21][22]

في عهد الرئيس السيسي، نفذت مصر سياسة صارمة للسيطرة على الحدود مع قطاع غزة، بما في ذلك تفكيك الأنفاق بين غزة وسيناء.[23]

مشروعات تنمية سيناء

المنطقة المقترحة لمدينة رفح على الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي لمحافظة شمال سيناء.

بعد فشل صفقه القرن بدأ النظام فى مصر العمل على الارض لتنفيذ هذه الصفقه و لتكون امرا واقعا في مناطق رفح والبدء في بنية تحتية في المناطق المخصصة لها.

ووفقًال لخريطة (المنطقة المقترحة لمدينة رفح على الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي لمحافظة شمال سيناء) يتضح أن توافقًا بين المناطق المستحدثة كمخصصات للفلسطينيين والمناطق المهجر سكانها في رفح: رفح البلد بكافة احيائها، والطايرة والمهديه، ونجع شبانه، وجوز ابو رعد والكيلو21 والبرث بالاضافة ان المناطق الحدودية في مركز القصيمة فاضي من السكان الا من بعض التجمعات البدوية، و هذا يؤكد أنن كل الأراضى الممنوحة للفلسطينيين فى الشريط الموازن للحدود المصريه يقابلها من الجهة المصرية فى سيناء مساحات تم تهجير أهلها منها.

في 29 أكتوبر 2021، أصدر المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، ، قرارًا بعزل المنطقة المقترحة لمدينة رفح على الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي لمحافظة شمال سيناء، وإخلائها من السكان وتوفير أماكن بديلة لكل من يتم إخلاؤه.

وجاء هذا القرار آتى في 4 مواد برقم 1957 لسنة 2014.

وتضمن القرار خريطة بحدود المنطقة العازلة بمدينة رفح على الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي لمحافظة شمال سيناء.

يتم تنفيذ هذه الصفقة من خلال مشروع الاستقرار الاقتصادي وتم اقتراح صندوق مصر للمشاريعالصغيرة و المتوسطه تحت مظله برنامج المؤسسة الامريكيه للاستثمار الخاص فى الخارج OPIC و هدفه هو تسهيل الحصول على قروض للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر وتكلفته 125 مليون دولار وخطته التشغيلية خلال سنتين.

المشروع الثاني عبارة يتمثل في خدمات نقل الكهرباء عبر الحدود من خلال اعادة تأهيل شبكة ربط كهربائية بين مصر و غزة بحيث يتم شراء الكهرباء بسعر متفق عليه والمشروع كله منحة أمريكية بتكلفة 12 مليون دولار في سنة واحدة وطبعا كل ما كانت المحطة قريبة من الحدود قلت قيمة التكلفة.

ومن الممكن أن يستخدم الغاز الذى يمر في المنطقة كما ان المحطات نفسها ستقوم بتغذية مشروعات المنطقة الاقتصادية اللي ليها بند خاص في الخطة و من أجل ذلك تم اخلاء المنطقة الحدودية حتى يستطيعوا ان يأمنوا الخدمات ويسهل تنفيذ باقي المشاريع في حيز جغرافي واحد.

المشروع الثالث عبارة عن استكمال وترقية خط الكهرباء ودعم الصادرات ب 50 ميجا واط و هذا أيضا منحة بقيمة 10 مليون دولار وتنفيذه في سنة واحدة وهذه هي مرحلة بناء محطة جديدة ستكون على الأغلب قابلة للتوسع.

المشروع الرابع هدفه زيادة القدرة الكهربائية بمقدار 100 ميجا واط بتكلفة ٢٠ مليون دولار منحة وينتهى العمل به خلال عام.

وبناء على ذلك سيكون هناك اعتماد كبير علي مصر في مد الأراضي الفلسطينية بالكهرباء برقم تقريبًا هو 200 ميجا واط.

المشروع هي منحة أمريكية بقيمة 42 مليون دولار بحيث تشتري فلسطين الكهرباء من مصر.

المشروع الخامس عبارة عن تنمية تطوير المنطقة التجار الصناعية المشتركة وهو تطوير للمناطق الصناعية المؤهلة الواقعة في السويس بزيادة التجارة بين مصر وإسرائيل وغزة وفي الغالب ستكون منطقة جديدة في رفح أو فى الجهة المقابلة للمنطقه الصناعية فى غزةو ستقوم مصر بعمل البنية التحتية، على أن تقوم إسرائيل بعمل الهيكلة الصناعية على أن تكون العمالة من مصر وغزة وتصبح الحصص الاستثمارية والمشاركة في المنتجات كما هو مشار إليه في الخطة بنسبة 35 % تقريبًا وهذا يعني أن العمال من فلسطين سوف ينتقلوا للعمل في هذه المنطقة في ورديات عمل يوميًا وهذا معناه انه وبالتالي من الممكن يتم إنشاء أماكن لهم للسكن و و الاستقرار.

المشروع السادس مرتبط بالتجارة الإقليمية والتجارية في منطقة قناة السويس الاقتصادية من خلال دعم توسعات الميناء والحوافز التجارية للمركز التجاري المصري بالقرب من قناة السويس. وسيكون مكانه المنطقةالصناعية في شرق التفريعة وموانئ العريش و رفح والتكلفة 500 مليون دولار، ويأتيان من مصدرين؛ 250 مليون دولار منحه ( للموانئ فى العريش و رفح ) و250 مليون دولار قرض على 5 سنوات لمنطقه لشرق التفريعه

المشروع السابع هو تنمية الطاقة في سيناء عن طريق الدعم من مشاريع توليد الطاقة في سيناء لزيادة الإمداد و هذا ستكون مدته من خمس الى ثماني سنوات والتكلفة 500 مليون دولار؛ 125 مليون دولار منحة و250 مليون دولار قرض و125 مليون دولار استثمارات خاصة على 5 سنوات.

المشروع الثامن سيستهدف تنمية مياه سيناء من خلال دعم مشاريع البنية التحتية للمياه في سيناء لدعم التنمية الاقتصادية على نطاق أوسع و هذا تم بالفعل العمل فيه بمحطة تحلية عملاقة وستكلف المشروع 500 مليون دولار 125 مليون دولار منحة و250 مليون دولار قرض 125مليون دولار استثمار خاص على 5 سنوات. وسيبعد عن رفح الجديدة بمسافة 15 كيلو متر و هذا يعنى ان المحطةلن يتم بناؤها لخدمه رفح الجديد.

المشروع التاسع مرتبط بمحور التجارة الإقليمية والتجارية عن طريق تنمية النقل في سيناء بدعم طرق سيناء والبنية التحتية للنقل لربط التطورات الجديدة. والتكلفة 500 مليون دولار 250 مليون دولار منحة و250 مليون دولار قرض على 5 سنوات.

المشروع العاشر هو تنمية سيناء السياحية من خلال دعم المشروعات السياحية في سيناء بما في ذلك مشروعات ساحل البحر الأحمر. التكلفة 500 مليون دولار 125مليون دولار منحة و250 مليون دولار قرض 125مليون دولار استثمار خاص على 8 سنوات.

المشروع الحادى عشر مرتبط بمحور التجارة الإقليمية والتجارة وهو جزء من برنامج تحديث النقل والإمداد في مصر اللي وذلك من خلال دعم البنية التحتية الجديدة للنقل في مصر لتحسين الاتصال المحلي والإقليمي بتكلفة 5 مليار دولار (2.5 مليار دولار قرض و 2.5 مليار دولار استثمار خاص على 10 سنوات).

المشروع الثانى عشر وهو لرفع صادرات الغاز الإسرائيلي إلى الأسواق الدولية من محطات الغاز الطبيعي المسال مع تطوير تنسيق تسويق وبيع غاز شرق المتوسط ودا تكلفته مليار ونصف دولًار موزعه كالآتى 450 مليون دولار على 5 سنة قرض ومليار وخمسين مليون دولار استثمارات قطاع خاص من أي مكان فى العالم إسرائيل على سبيل المثال.

وهكذا تكون جملة المخصصات لمصر من صفقة القرن 9 مليار و 167 مليون دولار منهم 917 مليون دولار في صورة منحة لا ترد و4 مليار و325 مليون دولار في صورة قروض و3 مليار 925 مليون دولار استثمارات قطاع خاص.[24]

خلال ثماني سنوات في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، تم التخطيط لإطلاق سلسلة من المشاريع الكبرى في شبه جزيرة سيناء. وفي عام 2022، الذي يصادف الذكرى الأربعين لانسحاب إسرائيل من سينا ، وجنبًا إلى جنب مع التقدم الكبير في تنمية المنطقة، لا يزال هناك العديد من التحديات، بما في ذلك التمرد المستمر في شمال سيناء، والاستياء بين بعض السكان البدو، ونقص الموارد المالية اللازمة. إن التنمية الناجحة لشبه جزيرة سيناء هي أيضًا مصلحة إسرائيلية، حيث يمكن أن تساعد في استقرار الوضع في قطاع غزة وحدوده الجنوبية.

في 25 أبريل 2022، احتفلت مصر بالذكرى الأربعين لتحرير سيناء. برزت أهمية سيناء كأولوية قصوى في الأمن القومي المصري منذ تولى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منصبه. لقد أكد السيسي مرارًا وتكرارًا التزام نظامه تجاه أهل سيناء، معتذرًا عن سنوات عديدة من الإهمال من قبل الأنظمة المصرية السابقة.

في أكتوبر 2021، في مؤتمر صحفي بعنوان "العبور إلى المستقبل" لإحياء ذكرى حرب 1973، أكد الرئيس المصري أنه حتى لو مرت سنوات ولم تتطور سيناء كما ينبغي، فإن التطور الهائل لشبه الجزيرة الحالي سيجلب الازدهار والأمان من خلال تحسين حياة مواطنيها والوصول إلى حقبة جديدة في المنطقة خالية من الإرهاب. كما أكد السيسي على أهمية الحرب على الإرهاب والتضحيات التي قدمها أهل سيناء في هذه المعركة المستمرة. وقد ظهر هذا الموضوع بشكل أكثر وضوحًا في خطاب ألقاه الرئيس في الذكرى الأربعين لعيد تحرير سيناء، حيث شكر سكان سيناء على تضحياتهم المستمرة في الحرب على الإرهاب نيابة عن الشعب المصري.[25]

من الواضح أن التطور الحالي في سيناء ليس مجرد بادرة حسن نية من قبل الحكومة تجاه سكانها المحليين، ولكنه أيضًا جزء من جهود مصر للقضاء على الإرهاب. على مدى العقد الماضي، أدى الإرهاب في محافظة شمال سيناء إلى مقتل الآلاف من المدنيين المصريين والقوات العسكرية والأمنية ، وأدى إلى استمرار حالة عدم الاستقرار. وبحسب الإحصائيات الرسمية، فقد أودت الحرب على الإرهاب في سيناء في الفترة من 2013 إلى أبريل 2022 بحياة 3277 عنصرًا أمنيًا، فيما أصيب 12280 شخصًا بجروح خطيرة.

يغذي التمرد في سيناء المظالم المحلية وكذلك التطورات الإقليمية الأوسع. وتعززت صعودها جزئياً من خلال ثورتي 2011 و2013، والتي خلقت بيئة مواتية للتمرد ضد الحكومة المصرية، وجزئياً من خلال تدفق العناصر الأجنبية لداعش، حيث انضمت بعض القبائل البدوية المحلية إلى الجماعات السلفية الجهادية المتشددة في "تحالف متناغم".

كما اعترف الرئيس السيسي ضمنيًا، فإن أحد الأسباب الأساسية للصراع هو غضب البدو من السياسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية طويلة الأمد للدولة المصرية التي تميز ضد البدو وتهمشهم. وتشمل هذه العوامل التمثيل السياسي غير الكافي للبدو، والحرمان من حقوق الأرض، والاستبعاد من صناعة السياحة في سيناء - وهي مصدر رئيسي للإيرادات لمصر وتوظيف المصريين المهاجرين في وادي النيل. بسبب حرمانهم من الفرص الاقتصادية المشروعة، تحولت بعض العناصر البدوية بشكل متزايد إلى الأنشطة غير المشروعة، لا سيما تهريب الأسلحة والمخدرات والبضائع إلى غزة وإسرائيل.

بينما نفذ الجيش المصري عدة عمليات ضد ولاية سيناء التابعة لداعش، ولا سيما العملية الشاملة سيناء 2018، إلا أنه لم يتمكن بعد من القضاء عليها أو هزيمتها بالكامل. علاوة على ذلك، أثبتت استراتيجية مصر لمكافحة الإرهاب أحيانًا أنها تأتي بنتائج عكسية. بدلاً من القضاء على الإرهاب واستئصاله، أوجد أرضية خصبة للجماعات المتطرفة لتزدهر وتجنيد أعضاء جدد وتكثف هجماتها.

لتجنب المزيد من العزلة والتمييز ضد السكان البدو الذين يعيشون في شبه الجزيرة، توصلت القاهرة إلى استنتاج مفاده أن الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي ضروري لمحاربة الإرهاب وأدركت الحاجة إلى استراتيجية أكبر. ويستند هذا النهج الشامل لمكافحة الإرهاب إلى ثلاثة مبادئ رئيسية: الأول يتعلق بضمان وتحقيق أمن المواطن. والثاني مخصص لاستعادة هيبة الدولة وسيطرتها على جميع أنحاء البلاد؛ والثالث يتعلق بإعادة الثقة في الأجهزة المعنية بضبط الأمن وتحقيق الاستقرار، من خلال الاعتماد على مجموعة متكاملة من المحاور: أمنية وعسكرية وتشريعية وفكرية واقتصادية واجتماعية وتنموية.

بالفعل، أصبحت تنمية شبه جزيرة سيناء وتحسين بنيتها التحتية في السنوات الأخيرة إحدى الأولويات الوطنية التي يتولاها نظام السيسي. لكن في الواقع، كان هذا الهدف مستهدفًا أيضًا من قبل الحكومات المصرية السابقة منذ استعادة شبه الجزيرة للسيادة المصرية في أبريل 1982، ولم يتمكن أي منها من بناء استراتيجية تنمية شاملة وترجمة هذه الخطط بالكامل إلى نتائج على الأرض. ربما يكون الجهد الحالي هو الأكثر طموحًا، لكن لا تزال هناك عقبات كثيرة أمامنا.

منذ عام 2013، عمل نظام السيسي على خطط لتطوير شبه جزيرة سيناء على عدة مستويات. ومع ذلك، لم تقدم الحكومة حتى عام 2016 خططًا طويلة الأجل لتنمية شبه الجزيرة تهدف إلى زيادة الاستثمارات والتركيز على المشاريع التي تركز على السكان. وبحسب تقرير المرصد المصري، فإن هذه الخطط حتى الآن تتكون من ميزانية ضخمة بقيمة 600 مليار جنيه (11.09 مليار دولار) لتنفيذ مشاريع تنموية في شبه جزيرة سيناء. كما زادت مخصصات محافظتي شمال وجنوب سيناء للتنمية بنسبة 300% على الأقل من 2009/2010 إلى 2019/2020.

خصصت وكالة الإعمار المركزية وقوات الدفاع المصرية وديوان رئيس الجمهورية مليارات الدولارات لتنمية سيناء. وتشمل المشروعات خططًا لشبكة طرق شاملة تربط شبه الجزيرة بأجزاء أخرى من الدولة مثل أنفاق قناة السويس الخمسة (12 مليار جنيه مصري). المشروعات السكنية مثل مدينة رفح الجديدة (1.38 مليار جنيه). التنمية الزراعية بما في ذلك إنشاء 11 مجمع سكني زراعي متكامل للتنمية (450 مليون جنيه مصري). التطورات الصناعية ومن بينها مجمع صناعى بمنطقة الجفافة (4 مليار جنيه). شبكات المياه والصرف الصحي مثل إنشاء محطة تحلية في العريش (10 ملايين دولار). وشبكة إمداد بالطاقة مثل تطوير حقول غاز شمال سيناء (187 مليون دولار).

أُعلنت أهداف خطة التنمية كجزء من رؤية مصر 2030 التي تهدف إلى تقديم الرعاية الاجتماعية والنمو الاقتصادي للمواطنين المصريين. بالإضافة إلى التركيز على السياحة في سيناء، تقوم الحكومة بتطوير مشاريع في 24 منطقة، من القضايا اليومية مثل الترفيه والحدائق للشباب، ومعاهد التعليم العالي، والمستشفيات، إلى مشاريع البنية التحتية الأكبر التي تهدف إلى ربط سيناء بباقي مصر والعالم الخارجي.

روج النظام المصري بقوة لتصور التنمية واسعة النطاق في كل من شمال وجنوب سيناء. وتم التركيز بشكل خاص على تنفيذ مشاريع التنمية في شمال سيناء لتحسين الفرص الاقتصادية، في أطر زمنية متفاوتة. وشمل ذلك تقنين ملكية الأراضي للمواطنين والتعويض عن الأضرار الناجمة عن العمليات العسكرية. تضمنت الخطط أيضًا بناء مدينة جديدة في رفح لأن جزءًا كبيرًا من المدينة قد دُمر في أعقاب الضربات الجوية العسكرية وإنشاء منطقة عازلة على حدود غزة. من خلال إرسال بعثات إعادة الإعمار إلى مدن رفح والعريش والشيخ زويد وبئر العبد التي مزقتها الصراعات، كان الجيش يهدف إلى حشد الدعم وزيادة شرعيته.

وفقًا للبيانات المستندة إلى بوابة خرائط المشاريع الحكومية المصرية، هناك 112 مشروعًا قيد التنفيذ ومنفذًا في جنوب سيناء و90 مشروعًا قيد التنفيذ وتنفيذها في شمال سيناء. في الشمال هناك 6 مشاريع قيد الإنجاز بينما تم الانتهاء من 84 مشروع في أشكال مختلفة. من ناحية أخرى، في الجنوب، هناك 10 مشاريع قيد الإنجاز، بينما تم الانتهاء من 102 مشاريع بأشكال مختلفة. يتم تنفيذ مشاريع أكبر للبنية التحتية والخدمات العامة في الجنوب، بينما يتم تنفيذ المزيد من المشاريع ذات التوجه الاجتماعي التي تعزز الحياة اليومية لمواطنيها مثل مشاريع التعليم والصحة والثقافة في الشمال.

ربما كان المرء يتوقع تخصيص المزيد من المشاريع للشمال أكثر من الجنوب بناءً على هدف الحكومة المتمثل في تحقيق المساواة المحافظة الشمالية الأكثر فقراً والأكثر تضرراً والتي تعرضت للإرهاب أكثر. ومع ذلك، عند تحليل المبالغ المخصصة للشمال مقارنة بالجنوب، تشير البيانات المتاحة إلى أن الحكومة لا تزال تختار تمويل الجنوب أكثر. قامت الحكومة حتى تاريخه بتمويل 17.339.435.817 جنيه مصري في شمال سيناء مقابل 24.575،737.859 جنيه في الجنوب.

في الوقت نفسه، تحاول الحكومة التباهي داخل الرأي العام المصري بجهودها لمحاربة الإرهاب من جهة وتطوير شبه جزيرة سيناء لسكانها من جهة أخرى. استهدف مقطع فيديو عُرض في منتدى شباب العالم في يناير 2022 بشرم الشيخ ملحمة البناء في سيناء والتنمية غير المسبوقة، فضلاً عن الفرص الأمنية والاقتصادية الممنوحة لسكان سيناء. وبالمثل، فإن متحف شرم الشيخ، الذي تم افتتاحه عام 2019، يسلط الضوء بشكل إيجابي على قبائل سيناء باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع المصري.

تحديات تنمية سيناء

بينما تسجل تنمية سيناء أرقامًا قياسية جديدة، لا تزال هناك العديد من التحديات. الأول هو الإرهاب المستمر في شمال سيناء الذي ازداد في الأشهر الأخيرة وما زال يحصد خسائر فادحة في صفوف الجيش والسكان المحليين. وهذا بدوره قد يخفف من بعض الإنجازات الأخيرة لمصر، وخاصة في الشمال. يرى السيسي الحرب على الإرهاب في سيناء حجر الزاوية لاستقرار مصر، حيث أنفق الجيش حتى الآن 84 مليار جنيه لمكافحة التهديد. وفقًا لتقرير صادر عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، انخفض عدد الهجمات الإرهابية في سيناء من 330 عام 2016 إلى 43 عام 2018. وبعد زيادة طفيفة في 2019-2020 ، تراجعت مرة أخرى خلال عام 2021. ويُعزى بعض هذا التحسن إلى تجنيد بعض أفراد القبائل البدوية، بما في ذلك الترابين والسواركة والرميلات، للقتال إلى جانب الجيش المصري لمحاربة الإرهاب، على الرغم من أن هذه القبائل غالبًا ما تفتقر إلى التدريب العسكري الرسمي وبالتالي تواجه صعوبة في التعامل مع الجماعات الإرهابية المدربة.

أدى الوجود الموسع للدوريات المحلية بشكل عام إلى منع شن هجمات على نطاق واسع؛ تتكون معظم الحوادث الآن من عمليات اختطاف أو إطلاق نار ولا تتجاوز الحدود الجغرافية لشمال شرق سيناء ومناطق الشرق الأوسط. ومع ذلك، على الرغم من النجاح النسبي الذي حققته مصر في الحد من الهجمات واحتواء التهديدات، إلا أن تذكيرًا أخيرًا بأن الإرهاب لا يزال عبئًا كبيرًا حدث في 7 مايو 2022، حيث هاجم الإرهابيون محطة رفع المياه شرق المنطقة الاستراتيجية الاقتصادية لقناة السويس، والتي وبحسب ما ورد أسفر عن مقتل ضابطين و15 جنديًا.

التحدي الثاني هو التأثير السلبي للحرب على الإرهاب على التجمعات البدوية في شمال سيناء. في حين أن هناك نقص في التغطية الإعلامية المحايدة للتطورات على الأرض، تشير التقارير الدولية إلى انتهاكات حقوق الإنسان، والإجلاء القسري، وتهجير المجتمعات المحلية. اتهمت هيومن رايتس ووتش ومؤسسة سيناء لحقوق الإنسان الجيش بارتكاب "عمليات قتل خارج نطاق القضاء ضد أشخاص غير مسلحين"، وكذلك "إطلاق نار وتفجيرات عشوائية" و "إخلاء قرى وبلدات بأكملها واحتلالها لمحاربة الإرهابيين". وبحسب العديد من التقارير، فإن سكان شمال سيناء الأبرياء الذين عادوا إلى القرى التي أجبروا على إخلائها وجدواهم في حالة من الفوضى الكاملة.

التحدي الثالث ذو الصلة هو تجنيد المجتمعات البدوية لدعم خطط التنمية الوطنية. وبينما تسلط الصورة التي يقدمها النظام الضوء على إعادة إعمار شمال سيناء، فإنها لا تعكس دائمًا حقيقة الدمار والخراب، كما يعيشها جزء من السكان الأصليين؛ ولا تزال الجهود المبذولة في المناطق المنكوبة متخلفة، ولا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به.

علاوة على ذلك، في تحليل المشاريع والأموال المخصصة، ينصب التركيز على هدف تحقيق الرخاء لجميع أنحاء مصر بدلاً من المجتمع البدوي. تخطط الحكومة لإنشاء مدن جديدة ونقل ما لا يقل عن 3 ملايين شخص إلى سيناء في المستقبل القريب، وتأمل في نهاية المطاف زيادة عدد سكان سيناء إلى 8 ملايين. قد تؤثر هذه الخطط بشكل كبير على الحياة التقليدية للمجتمعات البدوية في شبه الجزيرة (حوالي 600.000 مواطن). نتيجة لذلك، لا تدعم جميع المجتمعات البدوية خطط النظام وترى نفسها ملتزمة بنجاحها.

أخيرًا، تدعم الإجراءات الاجتماعية والاقتصادية الأخيرة في مصر هدف الترويج لسيناء أكثر حيوية. ومع ذلك، لا توجد تقارير واضحة تتعلق بالأموال اللازمة لإكمال هذه المشاريع الطموحة، وغالبًا ما لا توجد صورة واضحة للتسلسل الهرمي أو ترتيب انتقائي للمشاريع التي بدأتها مختلف الوكالات المتنافسة.

تتطلب تنمية سيناء إرادة سياسية وآلية تمويل واضحة تضمن تدفق الأموال على المدى الطويل من الحكومة وكذلك من المصادر الأجنبية، حتى في أوقات الأزمات. تسببت التداعيات الاقتصادية لجائحة كوڤيد-19 في تدهور الوضع المالي في مصر، وأدت إلى توقف وتأجيل استكمال العديد من المشروعات. قد يؤثر الغزو الروسي لأوكرانيا بشكل أكبر على تدفق الأموال إلى المشاريع المدعومة من روسيا في سيناء ، لا سيما في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.


التداعيات على قطاع غزة وإسرائيل

في حين أن مصر ليست مهتمة بتحمل أعباء قطاع غزة على عاتقها، إلا أنها أصبحت مؤخرًا أكثر استعدادًا من ذي قبل للعب دور فعال في إعادة إعمار غزة وتنميتها - من أجل تعزيز مصالحها السياسية والعسكرية والاقتصادية. علاوة على ذلك، فإن بعض مشاريع تنمية شمال سيناء لديها القدرة على تخفيف المشكلات الأساسية في قطاع غزة أيضًا.

على سبيل المثال، في مجال النقل، قد يتيح التوسع الحالي لموانئ العريش البحرية والجوية إمكانية تصدير واستيراد البضائع من وإلى غزة. وبالمثل، فإن إنشاء مرافق تحلية المياه بالقرب من العريش، والتي من المتوقع أن تجلب المياه إلى رفح، قد تعبر الحدود وتساعد سكان غزة على معالجة نقص موارد المياه لديهم. بالنسبة لقطاع الطاقة، فإن الخطط المصرية لبناء منشأة لتوليد الكهرباء في العريش قد تلبي بعض الاحتياجات الفلسطينية، وفي نفس الوقت تعزز استراتيجية مصر في أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة لجيرانها. أخيرًا، قد يؤدي إنشاء مناطق صناعية بالقرب من حدود رفح إلى خلق فرص عمل وزيادة التجارة المتبادلة بين الجانبين وكذلك تقليل التجارة غير المشروعة.

من جانبها، تهتم إسرائيل بمشاريع التنمية المصرية التي تعزز الحكم الرشيد والاستقرار والرفاهية عبر حدودها الجنوبية، مع شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة. وبالتالي، من الأفضل تشجيع المانحين الدوليين والإقليميين على تقديم حوافز اقتصادية لمصر لتكييف بعض عناصر استراتيجيتها التنموية في شمال سيناء مع احتياجات قطاع غزة.

على المستوى الثنائي، يجب على إسرائيل ومصر العمل معًا على توسيع علاقاتهما الاقتصادية في سيناء في مجالات مثل السياحة والزراعة والطاقة. في الوقت نفسه ، يجب على كلا البلدين أيضًا تعزيز تعاونهما العسكري ضد داعش وحماس والتهديدات المحتملة الأخرى التي يمكن أن تقوض الأمن في شبه الجزيرة، وتردع استثمارات رأس المال الأجنبي، وتحجب جهود التنمية الحالية.


الديموغرافيا

Two young Bedouins making bread in the desert

تدل الآثار التي خلفها الفراعنة في العصور القديمة أن سكان سيناء كانوا من اصل سيامي وعرف سكان جنوب سيناء باسم موثيو كما ذكرتهم التوراة عن تاريخ مرور بني إسرائيل بالعمالقه.

وفي أوئل القرن السادس الميلادي عرفوا باسم الأعراببنى إسماعيل وفى أوائل القرن السابع ظهر الإسلام في الجزيرة العربية وفتح المسلمون شبه جزيرة سيناء فتغلبوا على سكانها الأصليين و سكنوها..

وأقدم القبائل التي بقى لها أثر بعد الفتح الاسلامى هم الحماضه والتمنه والمواطره في جنوب سيناء وقد دخلوا في حمى الفاتحين واتخذوا لغتهم وديانتهم وعادتهم وان ظلوا بعيدين عنهم لا يتزوجون منهم ولا يقيمون حربا عليهم .

يبلغ عدد سكان محافظتي شمال وجنوب سيناء 597000 نسمة (يناير 2013). يرتفع هذا الرقم إلى 1400000 بتضمين غرب سيناء وأجزاء من بورسعيد و الإسماعيلية و السويس الواقعة شرق قناة السويس. يبلغ عدد سكان بورسعيد وحدها ما يقرب من 500000 شخص (يناير 2013). تعيش أجزاء من سكان الإسماعيلية والسويس في غرب سيناء، بينما يعيش الباقون على الجانب الغربي من قناة السويس.

تألف سكان سيناء إلى حد كبير من البدو الساكنين في الصحراء بأزيائهم التقليدية الملونة وثقافتهم الهامة.[26] انتقلت أعداد كبيرة من المصريين من وادي النيل و الدلتا إلى المنطقة للعمل في السياحة، لكن التنمية أثرت سلبًا على السكان البدو الأصليين.[بحاجة لمصدر] من أجل المساعدة للتخفيف من مشاكلهم، بدأت العديد من المنظمات غير الحكومية العمل في المنطقة، بما في ذلك صندوق مخد، وهي مؤسسة خيرية بريطانية تساعد البدو في تطوير دخل مستدام مع حماية البيئة الطبيعية والتراث والثقافة في سيناء.[بحاجة لمصدر]

الاقتصاد

Dahab in Southern Sinai is a popular beach and diving resort
Gabal or Jebel Musa, identified by Christians with Mount Sinai

التعدين

وتنشط في سيناء الصناعات الاستخراجية، إذ يستخرج التيتانيوم من فلز الألمينيت بجوار مدينة العريش. كما يستخرج الفحم البيتوميني من موقع المغارة ما بين القنطرة والعريش. أما استخراج النحاس فقد نشط أيام مصر القديمة في شرقي جبال سيناء وشمالها. وكذا الأمر فيما يتعلق باستخراج الأحجار الكريمة من الفيروز من وادي فيرار وجبل سربال، كما تشتهر في وسط سيناء الغربية مناجم أم بجمة لاستخراج الحديد والمنجنيز. وتشتهر المناجم الشرقية بمعادن النحاس، الفوسفات، الحديد، الفحم، المنجنيز، الفلسبار. والجنوب رمل الزجاج، أحجار الزينة.

الزراعة

الزراعة هى النشاط الأكبر لسكان شبة جزيرة سيناء تقليدياً ( إلى جانب الرعي والصيد ) وتقدر جملة المساحات المنزرعة في سيناء بنحو 175 ألف فدان. منها حوالى 173.5 ألف فدان في شمال سيناء ونحو 1500 فدان فقط في جنوب سيناء. وتنتج هذه المساحة نحو 160 ألف طن سنوياً من الخضر والفاكهة و 410 آلاف أردب من الحبوب. كما تقدر الثروة الحيوانية في سيناء بنحو 265 ألف رأس من الأغنام والماعز والجمال ثم بعض الأبقار والجاموس تعتمد في معظمها على المراعى الطبيعية. تمثل المياه العنصر الأساسي الحاكم للتنمية في المناطق الصحراوية عموما ومنها شبة جزيرة سيناء. رغم ذلك فإن مصادر المياه الحالية أو المستقبلية في سيناء تبشر بخير وفير.[27]

تستثمر أراضي الساحل المتوسطي زراعياً كبساتين (بيارات) في إنتاج الحمضيات والتفاح والإجاص والجوافة والتين والزيتون. كما تستثمر بعض أسِرّة وادي العريش في زراعة الحبوب. أما أشجار النخيل التي تقترب من خط الشاطئ فتأخذ جذورها مياهها العذبة من المياه الأرضية المتجهة نحو البحر، والتي تعلو المياه المالحة الواقعة على مستوى البحر. كما تزرع المرتفعات السينائية العالية حسب الارتفاع بالأشجار المثمرة من التين والزيتون والرمان واللوز والتفاح والخوخ.

الموارد المائية في سيناء

- مياه الأمطار والسيول: وهى في حدود من 90 - 235 مليون متر مكعب في السنة.

- المياه الجوفية : حيث تتمتع سيناء برصيد معقول من مصادر المياه الجوفية. ويمكن استخدام نحو 80 مليون متر مكعب من المياه الجوفية سنويا، منها 10 ملايين متر مكعب من الخزان الجوفى الضحل ( المياه السطحية) و70 مليون متر مكعب في السنة من الخزانات المتوسطة والعميقة .. خاصة في مناطق وسط سيناء مثل رأس النقب وعريف الناقة ونخل والبروك والقسيمة والحسنة والكونتلا والمغارة وصدر الحيطان والقاع وغيرها .

- العيون الطبيعية : حيث تضم سيناء العديد من عيون الماء الطبيعية ذات نوعيات متباينة من المياه .. وتتباين تصرفاتها ما بين 3 إلى 80 متراً مكعباً في الساعة. وأكبر هذه العيون عين فرطاجة بوادى وتير ثم عين الجديرات بوادى القسيمة ثم عين طابا بوادى طابا ثم عين القديس بوادى الجايفة وعيون موسى جنوب شرقى قناة السويس .

وإزاء هذه الموارد المائية المحدودة نسبياً فإن التغيير الجذري في مصادر المياه في سيناء يأتي عبر المياه المنقولة من نهر النيل من خلال ثلاثة مشروعات أساسية هى :

- مشروع ترعة السلام: يتضمن استصلاح وزراعة 400 ألف فدان على مياه النيل عبر ترعة السلام التى تعبر قناة السويس بسحارة عند الكيلو 28 جنوب بورسعيد ، وبطاقة نحو 4.5 مليار متر مكعب من المياه سنويا تأتى مناصفة من مياه النيل ومياه الصرف الزراعي.

- سحارة الدفرسوار: وتستهدف زراعة نحو 77 ألف فدان شرق قناة السويس عبر سحارة الدفرسوار التى تنقل نحو 420 مليون متر مكعب من مياه النيل إلى سيناء سنوياً .

- زراعة 250 ألف فدان أخرى في سيناء على المدى الطويل بعد تنفيذ مشروعات أعالى النيل . وإلى جانب هذه المياه المنقولة من نهر النيل إلى سيناء ، فإن المشروع القومي لتنمية سيناء تضمن أيضا استصلاح وزراعة نحو 65 ألف فدان إضافية على مصادر المياه المحلية . . منها استصلاح وزراعة نحو 7 آلاف فدان على المياه الجوفية في وسط سيناء ( المغارة - الخرمم - صدر الحيطان. - الكونتلا - عريف الناقة - التمد - نخل - البروك، واستصلاح نحو 8 آلاف فدان على المياه الجوفية في جنوب سيناء (وادى فيران - المالحة - سهل القاع - غرندل )، واستصلاح نحو 50 ألف فدان على مياه السيول من خلال إقامة سدود التخزين بمناطق وديان البروك والجيرافي والعريش والعقبة ووتير.

أما بالنسبة للمراعى ، فقد تضمن المشروع إعادة الغطاء النباتى الطبيعى وإدارة المراعى في نحو 300 ألف فدان في سيناء ، وتشجيع وتنظيم نشاط المرعى وتربية الماشية وتوفير المقومات اللازمة لذلك ،إضافة إلى التوسع في مشروعات الثروة الداجنة.

الصناعة

يوجد بجنوب سيناء حاليا مصانع وشركات لاستغلال تلك الثروات والموارد، ومنها:

أ- في مجال التعدين: مصنع جبس سيناء بوادي غرندل، مصنع كلسنة الجبس برأس ملعب، مصنع الفيرومنجنيز بأبو زنيمة ومصنع بترو جاس.

ب- في مجال الصناعات الاستخراجية: شركة بترول بلاعيم، شركة السويس للزيت والشركة العامة للبترول.

ج- في مجال المحاجر: بلغ عدد المحاجر بالمحافظة 20 محجراً.

د- في مجال الصناعات الغذائية:المخابز 22 مخبز - مزارع الدواجن والتسمين 2

السياحة

تنشط فيها السياحة البحرية والاستجمام على شواطئ خليجي العقبة والسويس، وخاصة في طابة وشرم الشيخ ذاتي السمعة العالمية. وتمتد شواطئ سيناء حوالي 600 كم على كل من خليجي العقبة والسويس حيث الشعاب المرجانية والأسماك النادرة - وهناك سلاسل الجبال التي تشتهر بأنها أكثر جبال مصر ارتفاعا علاوة على المحميات الطبيعية مثل رأس محمد ونبق.

لذلك فتعد سيناء مركزاً عالمياً للسياحة إذ تتوفر بها كل أنواع السياحة من سياحة دينية .. ثقافية .. تاريخية .. رياضية .. ترفيهية .. علاجية وعلى سبيل المثال وليس الحصر.

المناطق الأثرية

الأهمية الاستراتيجية

كتاب سيناء المدخل الشرقي لمصر. انقر على الصورة لمطالعة الكتاب كاملاً.

كانت بريطانيا تسعى إلى توطيد مركزها في مصر، وبخاصة بعد افتتاح قناة السويس عام 1869، تلك القناة التي تلعب دورا رئيسيا في حركة التجارة والاقتصاد العالمي، وبالتالي لعبت دورا مهما في السياسة والاستراتيجية البحرية الدولية.[28]

إن قناة السويس أضافت مزيداً من الأهمية السياسية والاستراتيجية والتجارية لحوض البحر المتوسط والبحر الأحمر والخليج العربي والمحيط الهندي.

سهلت قناة السويس الطرق البحرية أمام الأساطيل التجارية والحربية، مما أدى إلى:

- تصاعد الصراع البحري بين القوى البحرية الاوروبية.

- تزايد التنافس بين الدول الاستعمارية على نقاط ارتكاز بحرية.

- نمو حركة الاستعمار في آسيا وأفريقيا.

- تراجع نسبي لبعض القوى البحريى الأوروبية مقابل ارتفاع نسبي للبعض الآخر.

اشتد التنافس الدولي بين القوى البحرية الدولية التي تهمها قناة السويس، وتبعا لأهميتها وكثافة العبور فيها تأتي بالترتيب؛ إنجلترا، فرنسا، إيطاليا، روسيا، وتركيا.

سوف تركز الدراسة على إنجلترا بسبب احتلالها لمصر عام 1882، وباعتبارها السلطة الفعلية في مصر، وعلى تركيا باعتبارها السلطة الاسمية والتبعية القانونية على مصر.

التعليم

التعليم الجامعي و العالي

  • كليات قائمة: (كلية التربية ، كلية العلوم ، كلية الآداب ، كلية التربية النوعية ، كلية الدراسات الإسلامية بنين ، كلية الطب البيطري ، كلية الهندسة جامعة الأزهر ، كلية الزراعة ) .
  • معاهد عليا: معهد الخدمة الاجتماعية خاص ( أربع سنوات ).

أبجدية سيناء

أبجدية سيناء Sinaitic alphabet انتشرت في سيناء بين القرنين الثامن عشر والثاني عشر قبل الميلاد بوصفها كتابة كنعانية. أخذت تسميتها من أماكن انتشارها، لها أهمية خاصة في نشوء الأبجديات في العالم. تظهر أحرفها أشكالاً لمراحل انتقالية فيما بين الهيروغليفية المصرية من جهة والكنعانية الشمالية المنتشرة في كل من جبيل وأغاريت من جهة أخرى.


معرض الصور


مرئيات

الفيلم الترويجي الإسرائيلي لمشروع القرن ونقل فلسطين لسيناء، صفقة
القرن
.

انظر أيضاً

وصلات خارجية

سيناء travel guide from Wikitravel

المصادر

  1. ^ أ ب January 2018 population data gives the North and South governorates' population at approximately 560,000 (per "اPop. Estimates by Governorate 1/1/2018". www.capmas.gov.eg. Archived from the original on 2 November 2018.). In 1997 these two governorates accounted for 97% of the peninsula's population.Greenwood, Ned (1997). The Sinai: A Physical Geography. University of Texas Press. pp. 5. ISBN 978-0-292-72799-1. Over 94 percent of the area and probably 97 percent of the population are found in the large governorates, leaving less than 6 percent of the area and 3 percent of the population attached to As Suways (Suez), Al Ismailiyah (Ismailia),and Bur Said (Port Said) governorates.
  2. ^ أ ب Vaux, Roland de (1978). The Early History of Israel. Darton, Longman & Todd. p. 429. ISBN 978-0-232-51242-7. The name 'Sinai peninsula' is modern. It is derived from the Christian tradition, according to which Sinai was located in the south of the peninsula. This Christian tradition goes back to the fourth century, to the time when the Spanish pilgrim Egeria (or Etheria) visited Sinai in A.D. 383. From this time onwards, Christians grouped all the Old Testament memories round the Jebel Musa.
  3. ^ أ ب Gauthier, Henri (1925). Dictionnaire des Noms Géographiques Contenus dans les Textes Hiéroglyphiques. Vol. 2. Cairo: Egyptian Royal Geographic Society. p. 12.
  4. ^ أ ب ت The translation 'mining country' is not certain, see also Rainer Hannig: Großes Handwörterbuch Ägyptisch-Deutsch : (2800 – 950 v. Chr.). p. 1135. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "H1135" معرف أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  5. ^ أ ب Gauthier, Henri (1927). Dictionnaire des Noms Géographiques Contenus dans les Textes Hiéroglyphiques. Vol. 4. Cairo: Egyptian Royal Geographic Society. p. 189.
  6. ^ "Sinai Peninsula (peninsula, Egypt)". Britannica Online Encyclopedia. Retrieved 14 January 2012.
  7. ^ أ ب "Sinai, Mount". Jewish Encyclopedia (1901-1906). Retrieved 14 January 2012 – via JewishEncyclopedia.com. {{cite encyclopedia}}: Cite uses deprecated parameter |authors= (help)
  8. ^ Jastrow, M.; Ginzberg, L.; Jastrow, M.; McCurdy, J. F. (1906). "Burning Bush". Jewish Encyclopedia – via JewishEncyclopedia.com.
  9. ^ Parker, J. W. (1843). The Bible Cyclopaedia vol. 2, p. 1143.
  10. ^ Stanley, A. P. (1877). Sinai and Palestine: In Connection with Their History. p. 29.
  11. ^ "Étude de la turquoise : de ses traitements et imitations" Archived 15 ديسمبر 2013 at the Wayback Machine, thesis by Claire Salanne, Université de Nantes, 2009.
  12. ^ Homberg, Catherine and Martina Bachmann, Evolution of the Levant Margin and Western Arabia Platform Since the Mesozoic, The Geological Society of London, 2010, p 65 ISBN 978-1862393066
  13. ^ أ ب Ned Greenwood (1 January 2010). The Sinai: A Physical Geography. University of Texas Press. pp. 4–. ISBN 978-0-292-77909-9.
  14. ^ عماد الدين الموصلي. "سيناء (جغرافيا-)". الموسوعة العربية.
  15. ^ "Egypt nationalizes the Suez Canal". HISTORY (in الإنجليزية). Retrieved 18 April 2019.
  16. ^ "1956: Egypt Seizes Suez Canal". BBC. 26 July 1956.
  17. ^ Samir A. Mutawi (18 July 2002). Jordan in the 1967 War. Cambridge University Press. p. 93. ISBN 978-0-521-52858-0. Although Eshkol denounced the Egyptians, his response to this development was a model of moderation. His speech on 21 May demanded that Nasser withdraw his forces from Sinai but made no mention of the removal of UNEF from the Straits nor of what Israel would do if they were closed to Israeli shipping. The next day Nasser announced to an astonished world that henceforth the Straits were, indeed, closed to all Israeli ships
  18. ^ Spencer, Tucker. Encyclopedia or the Arab-Israeli Conflict. p. 175.
  19. ^ "War of Attrition".
  20. ^ Serene Assir (23 July 2005). "Shock in Sharm". Al-Ahram Weekly. Retrieved 29 March 2014.
  21. ^ "Close the Torture Houses in North Sinai and Egypt". [AI] Asmarino Independent (in الإنجليزية البريطانية). Retrieved 18 April 2019.
  22. ^ Sound of Torture documentary
  23. ^ Fouad, Ahmed (17 April 2015). "Egypt discovers record-length smuggling tunnel". Al-Monitor (in الإنجليزية). Retrieved 18 April 2019.
  24. ^ "ماذا يحدث فى سيناء ؟ بعد فشل صفقه القرن بدء النظام فى مصر العمل على الارض لتنفيذ هذه الصفقه و لتكون امرا واقعا لذا سأحاول ان اوضح من خلال تحليل مخصصات مصر المالية والمشروعات المستهدفة في سيناء واربط ما بين ما تم من تهجير للمناطق الموازية للاراضي الفلسطينية". Mohamed_Hasona. 2021-10-30. Retrieved 2021-10-31. {{cite web}}: line feed character in |title= at position 21 (help)
  25. ^ "On the 40th Anniversary of Israel's Withdrawal from Sinai: Is the Peninsula Becoming Integrated into Egypt?". معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي. 2022-05-19. Retrieved 2022-05-21. {{cite web}}: Text "%20On%20the%2040th%20Anniversary%20of%20Israel%27s%20Withdrawal%20from%20Sinai:%20Is%20the%20Peninsula%20Becoming%20Integrated%20into%20Egypt" ignored (help)
  26. ^ Leonard, William R. and Michael H. Crawford, The Human Biology of Pastoral Populations, Cambridge University Press, 2002, p. 67 ISBN 978-0521780162
  27. ^ "الزراعة في سيناء". الهيئة العامة للاستعلامات (مصر).
  28. ^ ألفت أحمد الخشاب (2008). تاريخ تطور حدود مصر الشرقية. دار الشروق.
قراءات إضافية

المراجع

  • سيناء في التاريخ الحديث، د. صبرى أحمد العدل، دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة 2004.
  • تاريخ سيناء القديم والحديث، نعوم شقير، تحقيق د. صبري احمد العدل، القاهرة 2005.
  • القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلي سنة 1945 ، القسم الثاني، الجزء الرابع، محمد رمزي، مركز وثائق وتاريخ مصر المعاصر ، القاهرة 1993
  • مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس، الجبرتي، تحقيق عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم ، مطبعة دار الكتب ، القاهرة ، 1998
  • تاريخ الحركة القومية وتطور نظم الحكم في مصر جـ2 ، عبد الرحمن الرافعي، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة 2000
  • نابليون بونابرت في مصر ، هيرالد - كريستوفر ، ترجمة / فؤاد أندراوس ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ، 1986
  • جغرافية شبه جزيرة سيناء ، ضمن موسوعة شبه جزيرة سيناء ، حسان محمد عوض، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ، 1982
  • Yesterday and To-day in Sinai, Jarvis, Major .C.S, London 1936

[1] [2]

  • Gardner, Ann "At Home in South Sinai" Nomadic Peoples 2000. Vol. 4,Iss. 2; pp. 48-67. Detailed account of Bedouin women


29°30′N 33°50′E / 29.500°N 33.833°E / 29.500; 33.833