پاتريس لومومبا
| ||||||||||||||||||||||||||||
پاتريس إمري لومومبا Patrice Émery Lumumba (و. 2 يوليو 1925 - 17 يناير 1961) زعيم وطني كونغولي. كان أول رئيس وزراء لـجمهورية الكونغو الديمقراطية الوليدة (التي كان اسمها آنذاك جمهورية الكونغو) من يونيو حتى سبتمبر 1960. وقد لعب دوراً بارزاً في تحول الكونغو من مستعمرة بلجيكية إلى جمهورية مستقلة. ومن الناحية الأيديولوجية فقد كان وطنياً أفريقياً مؤمناً بـالوحدة الأفريقية، فقاد حزب الحركة الوطنية الكونغولية (MNC) من 1958 حتى استشهاده.
بعد قليل من استقلال الكونغو في 1960، نشب تمرد في الجيش، ميّز بداية أزمة الكونغو. ناشد لومومبا الولايات المتحدة والأمم المتحدة للمساعدة في إخماد الانفصاليين الكاتنگيين المدعومين من بلجيكا. فرفض الإثنان، فاضطر لومومبا للتوجه للاتحاد السوڤيتي طلباً للعون. وقد أدى ذلك إلى زيادة الخلافات مع الرئيس جوزيف كاسا-ڤوبو ورئيس الأركان جوزيف-ديزيريه موبوتو، وكذلك مع كل من الولايات المتحدة وبلجيكا.
وقد اِعتـُقـِل لومومبا بعد ذلك على يد سلطات الدولة التي كان يسيطر عليها موبوتو وأُعدِم رمياً بالرصاص بأمر من سلطات كاتنگا. وذاعت أنباء أن غريمه الانفصالي مويزي تشومبى قام بإلتهام كبده. وإثر وفاته، اعتبره معظم الأفارقة شهيداً لحركة الوحدة الأفريقية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
النشأة
ولد "باتريس إيمري لومومبا" في عام 1925 بقرية "كاتاتا كوركومبي" بإقليم كاساي. وينتمي إلى قبيلة باتيليلا وهي جزء من قبيلة مونگو. وهو من أبناء النخبة الكونغولية التي حظيت بالتعليم في فترة الاستعمار البلجيكي المتحالف معه. وتلقى التعليم الأَوَّلي بالمدارس التبشيرية، ثم التحق بمدرسة لتدريب عمال البريد في "ليوپولدڤيل"، وفي السنة التاسعة عشرة من عمره عمل موظفًا للبريد بمدينة ستانليڤيل وفي هذه الفترة عاش "لومومبا" أقسى صور الفصل العنصري بين السكان الأوربيين البيض وسكان البلاد الأصليين الزنوج، وبدأت مشاعر الوطنية تحركه، واستثمر حركته الطبيعية من خلال عمله، فعقد علاقات وثيقة مع القبائل الإفريقية المختلفة، وعمل على ربط الخيوط بين القوى الوطنية، وفي الوقت نفسه عمل على أن يدرس القانون والاقتصاد بنظام المراسلة، واستطاع اجتياز عدة دورات دراسية، ولكن القوى الاستعمارية رصدت هذا النجم الصاعد، ومن ثَمَّ عملت على تدبير تهمة سرقة له، وذلك بعد 11سنة من بدء تعيينه، وبالفعل يتم سجنه، وفي السجن يعاني أبشع أنواع الاضطهاد ضد المواطنين، وبعد خروجه يعمل في عدة أعمال تعينه على إعالة أسرته حتى أغسطس في عام 1958.
النشاط السياسي
وفي أغسطس عام 1958 تفرغ "لومومبا" للعمل السياسي، وقد كان مؤتمر أكرا في ديسمبر عام [1958]، الممهد لإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية بمثابة أول ظهور لشخصيتيه على الساحة الإفريقية، وبعده مباشرة أسس حزب الحركة الوطنية الكونگولية، وذلك بعد سماع السلطات بالنشاط السياسي الوطني.
وكان الاستعمار البلجيكي يأمل أن يأتي من خلالها بأشخاص يحكمون البلاد من أبناء البلاد، ويكون ولاؤهم لبلجيكا، ولكن "لومومبا" حدد هدف حركة حزبه في الاستقلال والوحدة الوطنية، ورأس تحرير جريدة أطلق عليها اسم "الاستقلال"، وقام بالاتصال بعدة أطراف إقليمية ودولية؛ لتأييد حق بلاده في الاستثقال. وكعادة الاستعمار تجاه القيادات الوطنية تم اعتقاله في عام 1959، وفي أثناء وجوده في السجن تعقد السلطات الانتخابات العامة، فيأتي السجين وحزبه بأعلى نسبة أصوات.
زعيماً للحركة الوطنية
بعد اطلاق سراحه، ساهم في تأسيس حزب الحركة الوطنية الكونغولية (MNC) في 5 أكتوبر 1958، وسرعان ما أصبح زعيم المنظمة.[1]
الاستقلال وانتخابه رئيساً للوزراء
اختتم المؤتمر في 27 يناير بإعلان استقلال الكونغو، وحدد 30 يونيو 1960 يوماً للاستقلال وإجراء انتخابات عامة في الفترة 11–25 مايو 1960. فازت الحركة الوطنية الكونغولية بالأغلبية في الانتخابات.
أجريت انتخابات نيابية في مايو 1960 تنافس فيها أكثر من مائة حزب، وحققت الحركة الوطنية بقيادة لومومبا انتصارا نسبيا. وحاولت بلجيكا التي كانت تدير البلاد إخفاء النتائج وإسناد الحكم إلى حليفها جوزيف إليو، ولكن الضغط الشعبي أجبرها على تكليف لومومبا بتشكيل الحكومة. وشكلت أول حكومة كونغولية منتخبة في 23 يونيو 1960 وقام ملك بلجيكا بودوان بتسليم الحكم رسميا. وحدثت أزمة سياسية أثناء حفل التسليم، فقد ألقى لومومبا خطابا أغضب البلجيكيين وسمي بخطاب "الدموع والدم والنار" تحدث فيه عن معاناة الكونغوليين وما تعرضوا له من ظلم واضطهاد. وكان الملك بودوان قد سبق لومومبا بحديث أغضب الكونغوليين واعتبروه مهينا ويفتقر إلى اللياقة.
السياسة
يخرج من السجن إلى بلجيكا؛ ليشترك في مؤتمر المائدة المستديرة في "بروكسل"؛ لبحث مستقبل الكونغو، وفي 21 يونيو عام 1960 يتم تعيينه أول رئيس وزراء وطني للكونغو، ويتم انتخاب "كازافوبو" رئيسًا للجمهورية، وفي يونيو عام 1960 يأتي ملك بلجيكا إلى الكونغو، وذلك لإعلان استقلال الكونغو، ويطالب الملك الوطنيين بعدم اتخاذ إجراءات متسرعة أو غير مدروسة، فيدمروا المدينة التي خلفها البلجكيين لهم، فيقوم لومومبا من مقعده. وبالرغم من أنه ليس له كلمة رسمية في الحفل، إلا أنه يتجه إلى المنصة متوجهًا لأبناء وطنه بالكلمة قائلاً:
وبعد هذا الاجتماع مباشرة أصدر لمومومبا عدة قرارات؛ لإبعاد البلجيكيين عن إدارة شئون البلاد، وكان لا بد من وقف هذا الرجل، وقد أراد لمومومبا أن يمنع استغلال الاستعمار لأي جبهة وطنية، فجمع جميع القوى الوطنية في حكومته التي استمرت ثمانية أشهر، ولكن النفوس الضعيفة تظهر في مثل هذه المواقف، فيظهر "مويس تشومبي" (1919-1969م) الذي تربى في أحضان الاستعمار وعلى فتات موائدهم، فيعلن استقلال أغنى إقليم بالبلاد عن الحكومة المركزية، وهو إقليم كاتانجا، إقليم الماس والنحاس.
ويقوم تشومبي في 11 يوليو عام 1960، بإعلان الحرب على حكومة لومومبا، ولكن من أين له بجنود من وطنه؟ فتأتي له بلجيكا بالمرتزقة من أوروبا، ويطالب لمومومبا تدخل الأمم المتحدة لحماية استقلال البلاد ووحدة أراضيها، وليت لمومومبا ما فعل، إذ تبدأ الضغوط البلجيكية والأمريكية للحفاظ على مصالح الاستعمار في إفريقيا، ولكن لمومومبا لم يخضع للترغيب أو الترهيب. فجأةً يختفي لومومبا في 17 يناير عام 1961، وفجأة تظهر جثته مع جثث بعض أخلص رفاقه قتلى في كاتنگا في 5 فبراير، وتنتهي حياة الرجل، ويذهب الجميع إلى أن الخائن تشومبي هو الذي قام باختطافه وقتله، ولكن الوثائق الجديدة السابق التنويه عنها في بداية هذه السطور تضع شكلاً آخر للحادث، إذ تكشف الوثائق البلجيكية أن قتل لمومومبا تم بناء على خطة بلجيكية عرفت باسم الخطة باراكودا وبدعم من المخابرات الأمريكية التي تكشف وثائقها رسائل "دلس" إلى مندوب وكالة المخابرات الأمريكية بالمنطقة بضرورة التخلص من لومومبا، وأنه " يأتي على قمة الأولويات القصوى في عملنا".
ويظهر دور الشريك الثالث في المؤامرة؛ الأمم المتحدة، إذ تكشف سجلاتُها كل تعليماتِها برفع جميع أشكال الحماية عن لومومبا، وتكشف الوثائق المختلفة أن عملية الخطف تمت في 17 يناير 1961 وتم نقله، هو ورفاقه إلى مدينة "إليزابيثڤيل" (لومومباشي حاليًا) وهناك تم تنفيذ عملية القتل في رئيس الوزراء ورفاقه في حضور مسئولين بلجيكيين، ومسئول المخابرات المركزية الأمريكية، ومسئولين من الأمم المتحدة منهم مساعد السكرتير العام للشئون السياسية "هايزنش ويشهوف".
رئيساً للوزراء
شكل لومومبا أول حكومة كونغولية منتخبة في 23 يونيو 1960 وحرص على أن تضم حكومته كل القوي الوطنية وأصدر عدة قرارات عشية استقلال البلاد لإبعاد البلجيكيين عن إدارة شئون البلاد.
حادثة حفل الاستقلال
حدثت أزمة سياسية بين الكونغو وبلجيكا يوم الاستقلال، ففي 30 يونيو 1960 حضر ملك بلجيكا بودوان ورئيس وزرائه وكذلك من الدول الأفريقية وبعض الشخصيات الاوربية إلى الكونغو لحفل إعلان الاستقلال.
تقدم رئيس وزراء البلجيك لإلقاء كلمتة فمنعه لومومبا بحجة أن اسمه غير وارد في قائمة المتكلمين فامتعض رئيس الجمهورية كازا فوبو من هذا التصرف، فقام ملك بلجيكا وألقى كلمة قال فيها:
فأغضب ذلك الكونغوليين واعتبروا حديثه مهينا ويفتقر إلى اللياقة، فقام لومومبا واتجه إلى المنصة فقاطع الملك البلجيكي بخطاب أطلق عليه خطاب "الدموع والدم والنار" قائلا:
"أيها المناضلون من أجل الاستقلال وأنتم اليوم منتصرون، أتذكرون السخرية والعبودية التي فرضها علينا المستعمر؟ أتذكرون إهانتنا وصفعنا طويلا لمجرد أننا زنوج في نظره؟
لقد استغلوا أرضنا، ونهبوا ثرواتنا، وكان ذلك بحجج قانونية . قانون وضعه الرجل الأبيض منحازا انحيازا كاملا ضد الرجل الأسود. لقد تعرضنا للرصاص والسجون وذلك لمجرد أننا نسعى للحفاظ على كرامتنا كبشر". |
||
—خطاب الدموع والدم والنار |
وهنا ساد صمت مطبق ما عدا همس بين ملك البلجيك ورئيس وزرائه الذين عزموا على قتل لومومبا، فبعد ثلاثة أيام فقط بعد هذه الحادثة دخل جيش بلجيكي إلى الكونغو عن طريق مصب نهر زائير ووصل إلى العاصمة كينشاسا وفي نيته تنفيذ خطة مبيتة ضد لومومبا.
الناطق الصحفي لرئيس الوزراء سرج ميشل[2]
ولم تنعم الكونغو بالاستقلال سوى أسبوعين، فقد دخلت في سلسلة من الأزمات لم تتوقف حتى اليوم. ووجدت حكومة لومومبا نفسها تواجه أزمات كبرى: تمرد عسكري في الجيش، وانفصال إقليم كاتنگا أهم إقليم في الكونغو بدعم من بلجيكا، واضطرابات عمالية.
وقرر لومومبا دعوة قوات الأمم المتحدة للتدخل لمساعدته على توحيد الكونغو وتحقيق الاستقرار، ولكنها تدخلت ضده. وانفض عن لومومبا عدد من حلفائه الأساسيين بدعم أميركي وبلجيكي، وساءت علاقته مع رئيس الجمهورية كاسا-ڤوبو. ورغم أن منصب رئيس الجمهورية شرفي والسلطة الفعلية بيد رئيس الوزراء، فإن كاسا-ڤوبو أعلن إقالة الحكومة، ولكن مجلس الشيوخ صوت بأغلبية كبيرة ضد القرار.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
انفصال كاساي وكاتنگا
ثم أعلنت محافظة كاساي انفصالها عن الكونغو ودخولها في اتحاد مع كاتنگا.
إقالة لومومبا
استغل موبوتو رئيس هيئة الأركان هذه الفوضى فاستولى على السلطة عام 1961 في انقلاب عسكري هو الأول من نوعه في أفريقيا في ذلك الوقت. وألقي القبض على لومومبا واثنين من أهم رفاقه هما: نائب رئيس مجلس الشيوخ جوزيف أوكيتو، ووزير الإعلام موريس موبولو، وأعدموا على يد فصيل من الجيش البلجيكي.
هروبه واغتياله
الهروب
أدرك لومومبا أنه عرضة للإغتيال في أيّة لحظة حتى أنه نقل عنه قوله "إذا مت غداً فسيكون السبب أن أبيض قد سلح أسود. مات لومومبا شاباً في سبيل الدفاع عن أمة عصرية"، فطلب الحماية والحراسة من قوات هيئة الأمم ولكنها تجاهلت طلبه، وبقي وحيداً في المعركة. فاضطر لومومبا إلى اللجوء إلى معقل أنصاره في شمال البلاد قرب الغابة الممطرة ولكن العقيد موبوتو رئيس هيئة الأركان الذي كان حليفاً للومومبا سابقاً -وتحت التأثير القوي لسفير بلجيكا في الكونغو آنذاك- قد انقلب ضده، واتهمه أمام كاميرات التلفزيون بأنه متعاطف بل مؤيد للشيوعية، كان موبوتو يريد بذلك التأييد والدعم من الولايات المتحدة.
إلقاء القبض عليه
حاول لومومبا الهرب من معتقله لكن قبض عليه في الطريق مع اثنين من أهم رفاقه هما: نائب رئيس مجلس الشيوخ جوزيف أوكيتو، ووزير الإعلام موريس موبولو، بعد ذلك أمر موبوتو بسجن لومومبا ثم سلمه إلى عدوه تشومبي - الذي أعلن استقلال إقليم كاتانغا- بدل تسليمه إلى الحكومة الجديدة وتشومبي سلمه فوراً إلى الجيش البلجيكي ونقلوا إلى سجن بلجيكي في سيارة جيب يقودها ضابط بلجيكي.
قام أنصار لومومبا بحرب ضد موبوتو فاحتلوا بسرعة ثلثي الكونغو لكن سيسيسيكو هزمهم بفضل الدعم الغربي واستولى على السلطة عام 1965 في انقلاب عسكري هو الأول من نوعه في أفريقيا في ذلك الوقت.
الإغتيال
وفقا لكتاب نشر في هولندا في يونيو 2018 ألفه لودو ديفيت بعنوان "اغتيال لومومبا"، واعتمادا على وثائق بلجيكية سرية حصل عليها المؤلف، فإن لومومبا اعتقل عام 1961 في مطار إلزابث ڤيل لدى هبوطه من الطائرة على يد درك كاتنگا بقيادة خصمه تشومبي المتحالف مع موبوتو، وكان ستة جنود سويديين تابعين لقوات الأمم المتحدة حاضرين لحظة الاعتقال.
[3] في تاريخ 17 يناير 1961 حوالي الساعة العاشرة ليلاً، دُفع بالسجناء-لومومبا ورفاقه- في سيارة من الموكب المؤلف من أربع سيارات أمريكية وسيارتي جيب.
في السيارات الثلاث الأولى كان الرئيس تشومبي وعدة وزراء من حكومة كاتانغا، وفي السيارة الرابعة اللفتننت البلجيكي غات ويقودها المفوض فرشير. والسجناء في الخلف مقيدون بالسلاسل، وفي السيارة الخامسة عناصر من الشرطة العسكرية. انعطف الموكب نحو اليمين تجاه مفرق الطريق القريب، وبعد عدة مئات من الأمتار، أخذ مساراً ضيقاً إلى اليسار، يؤدي إلى الطريق الذي يصل لوانو باليزابتفيل. انطلقت السيارات الأمريكية بسرعة، ووصلوا إلى مفترق طرق، وتابعوا في درب إلى اليمين تؤدي إلى موادينگوشا المشهورة بشلالاتها، وهي منطقة مستنقعية وموطن لأسراب الطيور. وعلى بعد ثلاثمائة متر منها، وصل الموكب إلى فسحة في الأراضي المشجرة. كانت الساعة العاشرة وخمسة وأربعين دقيقة ليلاً؛ استغرقت مسافة الخمسين كيلومتراً أقل من 45 دقيقة.
كانت البقعة منارة بالأضواء الأمامية لسيارة الشرطة التي كان يسوقها المفوض فرشير، والتي وصلت أولاً. كانوا ينتظرون بقية الموكب. جرى اختيار تسعة من رجال الشرطة إضافة إلى الجنود التسعة للتنفيذ. كانت هناك شجرة مهيبة ترتفع إلى 10 أمتار ويبلغ قطرها 80 سنتيمتراً. لم يجد الجنود كثيراً من المشقة في حفر القبر لأن التربة كانت رملية ومفككة. خرج الجميع من سياراتهم وانضموا إلى الشرطة، ما عدا السجناء. تبادل اللفتننت غات بضع كلمات مع وزراء كاتانغا الذين كانوا واقفين أمام القبر، كانوا في مزاج جيد وأطلقوا عدة نكات. كان أحدهم عصبياً يدخن السيجارة تلو الأخرى.
أُخرج السجناء من السيارة. كانوا حفاة لا يرتدون سوى بناطيلهم وستراتهم. أزال فرشير قيودهم، وسار وراء لومومبا الذي سأله: ستقتلوننا، أليس كذلك؟ رد فرشير ببساطة: نعم. تقبل لومومبا بجرأة إعلان موته الوشيك. وقف السجناء الثلاثة على الممر يحيط بهم الجنود ورجال الشرطة، كانوا قد تحملوا الضرب في الساعات السابقة. أخبرهم فرشير بأنهم سيطلقون عليهم الرصاص، وأعطاهم الوقت ليتلوا صلواتهم. لومومبا رفض العرض. في تلك الأثناء، استعدت فرقة إطلاق النار الأولى المكونة من جندين يحملان بندقيتين وشرطيين برشاشين، ويبدو أن أحداً ترنم بلحن محلي.
أخذ فرشير جوزف أُكيت إلى الشجرة، وأوقف عندها. قال أُكيت: أريد أن تعتنوا بزوجتي وأولادي في ليُبُلدفيل. أجابه: نحن في كتنگا ولسنا في ليو. اتكأ أُكيت على الشجرة ووجهه نحو فرقة القتل المستعدة على بعد 4 أمتار. وانهمر وابل قصير من الرصاص، سقط على أثره نائب رئيس مجلس الشيوخ السابق ميتاً. وجاء دور موريس مُبُل، أُسند إلى الشجرة، وكانت جولة جديدة من الرصاص من فرقة أخرى أسقطته أرضاَ. وأخيراً أقتيد لومومبا إلى طريق القبر، كان صامتاً مذهولاً تماماً وعيناه زائغتان، ولم يبد أية مقاومة، كان يرتجف، واجه زمرة القتل الثالثة ووابل هائل من الرصاص، وأصبح جسد رئيس الوزراء السابق كالغربال لكثرة ثقوب الرصاص.
بعد التنفيذ، كانت الأرض قد امتلأت بنحو نصف كيلوگرام من الرصاصات الفارغة. بعد سبع وعشرين سنة، كانت الشجرة لا تزال مثقبة بالرصاص. أنجزت العملية كلها بحوالي خمس عشرة دقيقة.
وتم التخلص نهائياً من الجثث بعد أربعة أيام بتقطيعها إلى قطع صغيرة وإذابتها في حمض الكبريتيك. ونفذ هذه المهمة ضابط شرطة بلجيكي اسمه جيرارد سويت، وكان الحمض في شاحنة مملوكة لشركة تعدين بلجيكية. وقد اعترف سويت بذلك في لقاء تلفزيوني أجري معه عام 1999، وقال إنه احتفظ باثنين من أسنان لومومبا كـ"تذكار" لسنوات عدة، ثم تخلص منهما بإلقائهما في بحر الشمال.
قتله البلجيكيون في يناير 1961 بعد سنة واحدة من توليه الحكم لتأثيره على مصالحهم في الكونغو[4]
نهاية تشومبى
ولكن ربك بالمرصاد، فقد زادت شهوة الخائن تشومبي؛ حيث طمع في حكم الكونغو، وذهب إليه جمع من السادة الدوليين، منهم "داگ همرشولد"، أمين عام الأمم المتحدة، وكثير ممن شاركوا في قتل لومومبا. فإذا بصديق الأمس يصير عدوهم، ويدبر حادثًا في نفس الإقليم "دولة كاتنگا" لطائرتهم، ويلحق هذا الجمع جميعًا بلومومبا، وذلك في 18 سبتمبر 1961، ويفوز الخائن على الجميع، ولكن متاع قليل؛ حيث كان يستقل تشومبى طائرة متجها إلى أوروبا، فتعرف الجزائر أن الطائرة تقل تشومبى، فتجبرها على الهبوط بالجزائر، ويتم القبض عليه في الجزائر في عام 1968، وتنتهي حياته في 30 يونيو 1969، وترفض بلاده دفنه في ترابها، فيدفن عند أسياده في بلجيكا.
مرئيات
اعتقال باتريس لومومبا، ديسمبر 1960. |
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أفلام
- Lumumba: Death of a Prophet (1992). Documentary distributed by California Newsreel.
- Lumumba : Un crime d'Etat (in الإنگليزية Lumumba: A state crime)
- Congo 1961, El في قاعدة بيانات الأفلام الإنترنتية. As himself in a documentary.
أرشيف الفيديو والصوتيات
- BBC On This Day - 14 September, 1960: Violence Follows Army Coup in Congo
- BBC On This Day - 13 February, 1961: EX-Congo PM Declared Dead
- BBC On This Day - 19 February, 1961: Lumumba Rally Clashes with UK Police
پاتريس لومومبا في الذاكرة والثقافة
- جامعة پاتريس لومومبا في موسكو.
كتب
- Bogumil Jewsiewicki, ed., A Congo Chronicle: Patrice Lumumba in Urban Art, 1999, New York: Museum for African Art, ISBN 0-945802-25-0. The catalogue of a travelling exhibition of contemporary Congolese artists who were inspired by the legacy of Lumumba.
- Barbara Kingsolver's The Poisonwood Bible is a fictional account of an American missionary family in the Congo during the election and assassination of Lumumba. The book is critical of western governments and their interference in Africa.
أفلام
- JFK في قاعدة بيانات الأفلام الإنترنتية (uncredited) Himself (archive footage)
- Lumumba (film) (2000). Dramatized biography of Lumumba directed by Raoul Peck.
- Tule tagasi, Lumumba في قاعدة بيانات الأفلام الإنترنتية aka Come Back, Lumumba. Estonian film from 1992.
- In the film The Day of the Jackal, it is portrayed that the Jackal is the same assassin who killed Patrice Lumumba and Rafael Leónidas Trujillo and before attempting to murder Charles de Gaulle.
- In the film Black Jesus (titled Seduto alla sua Destra in Italian), Valeria Zurlini compared the life of Lumumba to Jesus.
المصادر
- ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةrus
- ^ Michel 1961, p. 63.
- ^ أسرار اغتيال باتريس لومومبا ، مقالة في "عرب ريم" - الجمل ـ سعيد زكريا Archived 2018-07-25 at the Wayback Machine
- ^ باتريس لومومبا.. حلم الجماهير Archived 2009-04-12 at the Wayback Machine
وصلات خارجية
- Africa Within A rich source of information on Lumumba, including a reprint of Stephen R. Weissman's July 21, 2002 article from the Washington Post, "Opening the Secret Files on Lumumba's Murder," detailing declassified documents on the CIA's role in Lumumba's murder and the overthrow by Mobutu.
- BBC Lumumba apology: Congo's mixed feelings
- Mysteries of History Lumumba assassination
- Lumumba and the Congo Lumumba's life and Work in the Congo
- BBC An "On this day" text. It features an audio clip of a BBC correspondent on Lumumba's death.
- Belgian Parliament The findings of the Belgian Commission of 2001 investigating Belgian involvement in the death of Lumumba. Documents at the bottom of the page are in English.
- Belgian Commission's Conclusion A particular document from the previous link
- D'Lynn Waldron Dr. D'Lynn Waldron's extensive archive of articles, photographs, and documents from her days as a foreign press correspondent in Lumumba's 1960 Congo
- Mysteries of History Lumumba assassination
سبقه المنصب انشئ فور الاستقلال من بلجيكا |
رئيس وزراء جمهورية الكونغو الديمقراطية 24 يونيو 1960 - 20 سبتمبر 1960 علم 1960-1963 |
تبعه جوزيف إليو |
- مواليد 1925
- وفيات 1961
- أشخاص من كاساي الشرقية
- رؤساء وزراء جمهورية الكونغو الديمقراطية
- قوميون أفارقة وسود
- سياسيون كونغوليون مغتالون
- قادة الحرب الباردة
- وفيات بإطلاق النار في جمهورية الكونغو الديمقراطية
- ضحايا تعذيب كونغوليون
- رؤساء وزراء أعدموا
- زعماء أطاحت بهم انقلابات
- قوميون أفارقة كونغوليون
- سياسيو الحركة الوطنية الكونغولية
- قتل في 1961
- أشخاص قتلوا في جمهورية الكونغو الديمقراطية
- أشخاص من أزمة الكونغو
- شهداء ثوريون
- قوميون أفارقة
- كونغوليون