أوجوست مارييت
اوگست ماريت (اوگست فردينان فرانسوا ماريت - Auguste Ferdinand François Mariette)، (و. 11 فبراير 1821 — ت. 19 يناير 1881). هو مؤسس المتحف المصري في القاهرة وعالم من علماء المصريات كان له الفضل الكبير في الاحتفاظ بآثار مصر، وعرف فيما بعد بماريت باشا.
جاء المسيو مارييت مصر سنة 1850، موفداً من قبل الحكومة الفرنسية للبحث عن بعض الآثار والمخطوطات، فعكف على التنقيب عن آثار سقارة، وأجرى حفائر عظيمة حتى كشف مدفن العجول (السرابيوم)، وكان يعمل في التنقيب منفرداً، دون أن تكون له بالحكومة صلة رسميه، وقد نقل إلى فرنسا كثيراً مما عثر علية من العاديات واللوحات الأثرية، وظل يعمل على هذا النحو حتى جعله سعيد باشا سنة 1858 مأموراً لأعمال العاديات بمصر، وكان ذلك بسعي المسيو فردينان دليسبس صديق سعيد الحميم، وقد بذل مارييت جهوداً في التنقيب عن العاديات والآثار ونقلت إلى مخازن أعدت لها ببولاق. ولما مات سعيد لقي مارييت من إسماعيل تعضيداً كبيراً، فأمره الخديوي بإصلاح مخازن بولاق وتوسيعها، وأفتتحها في حفلة رسميه حافلة يوم 18 أكتوبر 1863، وظلت دار العاديات في تقدم مستمر بفضل مثابرة مارييت ومؤازرة إسماعيل اياه طوال مدة حكمة.[1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حياته
حياته المبكرة
مارييت الفتي الطويل النحيل الأشقر المرح عاشق الرسم الذي يغطي حوائط البيت برسومات الجنود التي كانت نواة لتصميمه ديكورات وملابس (اوبرا عايدة) التي افتتحت بالقاهرة، ويعود إليه فضل كتابة مادتها العلمية، وفي سن مبكرة يغادر فرنسا لإنگلترا لتدريس اللغة الفرنسية والرسم في أكاديمية شكسبير، ويموت ابن عمه، نستور هوت، الرسام الشهير في الحملة الفرنسية علي مصر ويقع علي مارييت مهمة تصنيف الأوراق التي تركها.
الرحلة الأولى إلى مصر
وقد تحولت المهمة الثقيلة إلي عشق في الآثار المصرية التي رسمها الفنان في مواقع تاريخية مثل سمنود وأبيدوس، وهي المواقع التي أجري فيها مارييت عمليات التنقيب خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وفي عشقه لحضارة مصر يقول ماريت عن الطائر في الكتابة الهيروغليفية: إنه رسم خطير ما أن ينكب عليك حتي يفرز سمه في دمك فتصير عالم مصريات مدي حياتك !!..ويأتي عام1850 ليتحقق الحلم الكبير.. مهمة إلي مصر حيث يقترح عليه (شارل لينورمان) أستاذه في متحف اللوڤر السفر إلي مصر للحصول علي عدة مخطوطات لإنشاء مكتبة قبطية، لكنه عند بلوغه أديرة (وادي النطرون) للحصول عليها فوجئ بالرهبان وقد بنوا حائطا سدوا به المكتبة حتي لا يدخلها أحد، وأمام الموقف المحبط للمهمة الممولة من الأكاديمية الفرنسية آثر أوجست مارييت القيام بمهمة التنقيب عن الآثار حيث بدأ عمله عند سفح هرم خفرع، وفي 1 نوفمبر 1850 قام بجلب 30 عاملا في يوم يصف شروق الشمس فيه بأنه أجمل شروق في حياته، حيث بدأ الحفر في الرمال الغائرة حتي وصل في 11 فبراير 1851 أمام مدخل السيرابيوم.. ويقوم ماريت بعمليات التنقيب في الجيزة وسقارة مصطبة فرعون وأبيدوس وطيبة القرنة ـ الكرنك وجزيرة الفانتين، ووصل عددالعمال معه إلي 2870 عاملا، ويقال إنه كان في إحدي السنوات يحفر في خمسين منطقة مختلفة.[2]
مدير عام الآثار
حصل ماريت في أول يناير 1858 علي لقب مأمور الآثار، وقام بتأسيس) مصلحة الآثار)، وفي العام نفسه تم الكشف عن آثار من الذهب خاصة بأسرة (أحمس طارد الهكسوس) ومنها قلادة شهيرة من الذهب للملكة (إيماح حوتب)، ويتوصل مارييت إلي إزالةالرمال التي كشفت عن مبان أثرية غاية في الأهمية الدير البحري ــ الكرنك ـ دندرةـ إدفو، ويلحظ عاشق الآثار في عمليات التنقيب التي أجراها في سرابيوم أن المطرعند سقوطه يبلل الرمال, وعند جفافها تستعيد لونها الأول الذهبي الطبيعي وذلك في الأجزاء التي لم تكن الرمال فيها كثيفة، علي عكس الأجزاء الأكثر عمقا حيث التبخرأقل فتحتفظ الرمال باللون الداكن, وهذا الجزء الداكن من الرمال المبللة يرسم علي جوانب التل مربعات منتظمة تشبه ما تخطه النوافذ أو الأبواب علي واجهة المبني. والنتيجة أن الأشكال الهندسية التي ظهرت فوق جانب التل تحدد مكان دخول الدهاليزالتي لم تعرف من قبل, وحتي اليوم فإن جميع علماء الآثار يتبعون نفس الأسلوب في عمليات التنقيب من خلال ملاحظة التربة ثم استنتاج ما توحي به.
كتبه
- بعض كتب اوگست ماريت:
- سرابيوم منف SERAPEUM DE MEMPHIS، بالفرنسية.
- أبيدوس Abydos، بالفرنسية.
- صدر له عن المشروع القومي للترجمة سلسلة ميراث الترجمة كتاب بعنوان "تاريخ القدماء المصريين" رقم الكتاب 1093.
وفاته
حين اشتد المرض على مارييت، كان في رحلة تنقله عن طريق البحر لوطنه فرنسا، وفي إيطاليا حين أيقن موته الحتمي صمم للرجوع لمصر كي يدفن فيها. وكان منزله بالقرب من متحف بولاق الذي أسسه، كما يوضح فرنسيس أمين لافتا أنه صمم على أن يلفظ أنفاسه الأخيرة أمام أفضل تمثال قام باكتشافه، وهو للملك خفرع، وأمر بأن يوجه سريره ناحيته.
الملك خفرع تم وضعه كـ"لوجو" ورمز لمتحف القاهرة، أول بناء أسمنتي في القاهرة الحديثة، ولفظ مارييت أنفاسه الأخيرة عام 1881م قبل افتتاح متحف القاهرة بعدة سنوات، ونقل جثمانه في احتفال مهيب لحديقة المتحف في عام 1890.
في تمثال خفرع تجد الكثير، فإذا نظرت إلى أكتافه وجدت قوة الملكية وسطوتها، وحين تتحدث عن وحدة مصر وقوتها تراها متمثلة على جانبي التمثال بزهرتي اللوتس والبردي المتحدتين، فيما تكون نظرة خفرع في التمثال نظرة للسماء فهو يمثل إعجاز الفن المصري القديم. وكان اختيار خفرع لوجو للمتحف اختيارا موفقا، فهو مصنوع من الأحجار الصلبة التي تستخدم في قطع الجرانيت، وقد وضع مارييت خفرع أمام عيونه قبل أن يغمضها للأبد. كان يقف حول سريره صديقه المصري المصري خورشيد المجهول والذي لا يعرف حتى الآن هل هو مصري أم تركي، بالإضافة لتلميذه ماسبيرو، الذي كان يريد أن يخفف عن آلامه، فكان يحدثه عن نصوص أهرامات أوناس بسقارة، وكيف أنها نطقت بالنقوش خلاف الأهرامات الأخرى. إن مارييت باشا الفرنسي صار متطرفا في حب آثار مصر، وخاض الكثير من المعارك لكي لا تخرج الآثار المصرية خارج البلاد، مرددا تساؤلاته: "متى يأتي الوقت الذي يحب المصريون آثارهم؟"
طلبت الملكة أوجيني أثناء حفل افتتاح قناة السويس من الخديو إسماعيل أن يهديها قطعة صغيرة من مجموعة "اياح حتب"، عبارة عن جعران، فأجابها الخديو بأن هناك من هو أقوى مني في بولاق، وهو مارييت. وحين طلبت الملكة أوجيني القطعة الأثرية من مارييت رفض إعطاءها لها، مفضلا التخلي عن كل الألقاب التي كانت ستمنحها له.
خاض مارييت الكثير من المعارك في عصره، كما يقول الباحث فرنسيس أمين، وقام بتأسيس متحف بولاق الذي دمره فيضان جارف مما أجبره على نقل المجموعة إلى قصر يمتلكه الخديو إسماعيل في الجيزة، وصار يطلق عليه متحف الجيزة، وبدأ التفكير جديا في عصر الخديو عباس حلمي لبناء متحف ضخم للآثار المصرية. وكانت أول نواة لمجموعة الآثار المصرية في القلعة، والتي تكونت في عهد محمد علي باشا الذي أصدر قانون الآثار عام 1823 بعد ازدياد نهبها.
وصار المتحف المصري من أشهر متاحف العالم لما يضم من آلاف القطع المصرية المتنوعة في كافة الحقب التاريخية في العصور الفرعونية، وتم افتتاحه في احتفال ضخم عام 1902. ويطالب فرنسيس أمين برد الاعتبار لمارييت بتصحيح اسم الشارع الذي يحمل اسمه، مؤكدا أن مارييت رحل وبقيت كلماته الخالدة.[3]
ذكراه
بعد نفي (الخديوي إسماعيل) ـ مانح الباشوية لمارييت ـ أصيب الأخير بالمرض وفقد حماسه، ليظل معتكفا في متحف بولاق بصحبة أصدقائه الثلاثة.. (الكلبة والقرد والغزالة) فينيت التي اشتهرت في كتب الرحالة إذ كانت تستقبل الزوار عند مدخل المتحف مات مارييت ودفن حيث عاش في متحفه تاركا قوله المأثور الذي نطق به يوما حقا: (مر علي المصريين زمن كانوا يهشمون فيه آثارهم، وهم اليوم لا يفعلون ذلك، وأتمني أن يأتي اليوم الذي يحبونها فيه).
الهوامش
المصادر
- Budden, Julian (1981). The Operas of Verdi, Vol. 3. London: Cassell. pp. 163–187. ISBN 0-304-30740-8.
وصلات خارجية
- The Monuments of Upper Egypt, 1877: (excerpt: discovery of the Serapeum, in English)
- Mariette and the Serapeum at Saqqara
خطأ لوا في package.lua على السطر 80: module 'Module:Authority control/auxiliary' not found.