كارل ياسپرز

(تم التحويل من ياسبرز)
كارل تيودور ياسپرز
Karl Jaspers
KarlJaspers.jpg
كارل ياسپرز
وُلِدَ23 فبراير 1883 (اولدنبورگ، ألمانيا)
توفي26 فبراير 1969 (بازل، سويسرا)
العصرفلسفة القرن العشرين
المنطقةفلسفة غربية
المدرسةوجودية، الكانتية الجديدة
الاهتمامات الرئيسية
طب نفساني، لاهوت، فلسفة التاريخ
الأفكار البارزة
العصر المحوري Axial Age، صاغ تعبير فلسفة الوجود Existenzphilosophie, Dasein and Existenz

كارل تيودور ياسپرز Karl Theodor Jaspers ‏(23 فبراير 1883 ـ 26 فبراير 1969) هو فيلسوف وجودي ألماني من القرن العشرين، اعتقد أن الفلسفة ليست مجموعة من المبادئ، ولكنها عمل يستطيع أن يدرك الأفراد من خلاله طبائعهم. وكتب ياسبرز كتبًا عديدة عن كبار الفلاسفة في الماضي. إلا أنه لا يهتم ـ أساسًا ـ باستنتاجات الفلاسفة، لأنه يعتقد أن جميع المضامين والاستنتاجات الفلسفية غير مهمة. ويري بدلاً من ذلك أن دراسة الفلاسفة الآخرين وسيلة للحفز على التفكير العميق، حتى نضطر إلى الاستغراق في عملية التفلسف.

ذكر ياسبرز أن الناس يحاولون ـ بصفة دائمة ـ تجاوز حدودهم من خلال العلوم والدين والفلسفة، ولكنهم يعيشون تجربة الفشل أو خيبة الأمل. واعتقد ياسبرز أن الناس يتعلمون أكثر عن أنفسهم في المواقف المحدودة مثل: الموت، والشعور بالذنب، والفشل. وتكشف هذه المواقف للناس حدودهم. ويبدو أن أعظم صيغة لآراء ياسبرز قد جاءت في عمل له بعنوان الفلسفة (1932م). وقدم ترجمات أقل تعقيدًا في النطاق الدائم للفلسفة (1948م)؛ الطريق إلى الحكمة (1949م).

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

ولد ياسبرز في اولدن‌بورگ في سكسونيا السفلى بألمانيا. وبدأ عام 1913م تدريس الطب النفسي في جامعة هايدلبرگ التي صار فيها أستاذًا جامعيًا في الفلسفة عام 1921م، وكذلك أستاذًا بجامعة بازل في سويسرا.


العصر المحوري

بعد الحرب العالمية الثانية، وفي 1948، ظهر العمل الرائد لياسپرز والذي كان له تأثير عظيم وهو أصل وهدف التاريخ Vom Ursprung und Ziel der Geschichte. وعالج ياسپرز في كتابه هذا نظرريته الشهيرة عن العصر المحوري Achsenzeit. ويصف هذا العصر بأنه المنحنى التاريخي الحاسم الذي يمكن أن نعثر فيه على آثارنا، أي تاريخنا وشخصيتنا، وأصل الوسط الثقافي الذي نعيش فيه والإنسان الذي نعيش معه. أما الفترة الزمنية التي تحددها هذه النظرية فقصيرة جداً. فإن مكان المنحنى لا يقع بين العصور الجليدية وثورة العصر الحجري الحديث، ولكن يبدأ فقط حوالي سنة 500 ق.م. ولمدة نحو ثلاثمائة عام. وكان يعيش في هذه الفترة هومر وسقراط وحزقيال وعاموس وأشعياء وزرادشت وبوذا وكونفوشيوس ولاو تزو، الذين أسهموا بتعاليمهم وكتبهم، في إعداد العالم الثقافي الذي ما زلنا نعيش فيه إلى الآن.

وبالرغم من أن الصين والهند مدرجتان في هذا العصر، إلا أنه برنامج متمحور حول الثقافة الغربية، وهذا البرنامج هو نتاج عصره: العالم الثقافي الغربي كان مهدداً بكارثة. وإزاء النهاية المحتملة للتاريخ كان يجب العودة إلى الأصول. [1][2][3][4]

ويصف ياسپرز هذا المنعطف ب"اقتحام" واقع سماوي جديد "Durchbruch". وبحلول العصر المحوري يحدث توتر بين الحقيقة السماوية وحقيقة الدنيا، النظام السماوي والوضع القائم. ولم يكن هناك قبل العصر المحوري سوي النظام الباطن، النظام الكوني Weltordnung، الماعت. ومن هذا المنظور لا تبدو مصر وكأنها الأصل، إنما كعالم مغاير لعالمنا gegenwelt، نموذج أولي لحضارة "ما قبل المحورية".

ولكن ياسپرز لم يهتم بالحضارات قبل المحورية. وكتابه في هذا الموضوع لا يمثل أي فائدة لعلم المصريات. وعلى العكس منه، كان إريك فوگلن الذي كان يؤيد نظرية مماثلة عالج فكرة الاقتحام السماوي من وجهة نظر المؤرخ. فهو بخلاف ياسبرز يعتمد على وثائق وفيرة. وإريك فوگلن Eric Voegelin نمساوي المولد هاجر إلى الولايات المتحدة في 1938، وهو من جماعة اُثمار سپان. وتتلخص نظريته على هذه الصورة: في البداية كان هناك النظام؛ وتاريخ الإنسانية هو عبارة عن تاريخ رؤى تحولية للنظام؛ وقبل الرؤى السماوية للنظام كانت هناك رؤى كونية.

وظهر عمله المسمى النظام والتاريخ "Order and History"، في أربعة أجزاء بين عامي 1956 و 1974. ويحتوي، بفضل اسهام المراجع التاريخية، على وصف متميز لتصور نظام الكون المتكامل Weltordnung، وكيفية إلغائه عند كلٍ من بني إسرائيل وبلاد اليونان.

وفي الجزء الأول، المنشور في 1956، ضاهى فوجلن "النظام الكوني للشرق الأدنى" مع "النظام التاريخي لبني إسرائيل".

ويصنف حضارتي الشرق الأدنى والصين في الحضارات المبنية على "أسطورة الكون"، وفيها يظهر الكون كمثال لكل ما هو دائم، وله معنى ومرتب، وكل ما يُرْنا إليه، في عالم البشر، على الدوام. فالمعنى والنظام يجب أن يتأقلما ويندمجا في النظام الكوني.


علاقته بهايدگر: الفلسفة والدين

لمع اسم زميلهِ هايدگر على اسم ياسبرز إلى حد ما، إلا أن المتخصصين بتاريخ الفلسفة يعرفون قدرهُ وأهميته. ويمكن القول بشكل عام بأنه ينتمي إلى التيار المؤمن في الفلسفة الوجودية، في حين ان هايدگر ، مثل سارتر، كان ينتمي إلى التيار الملحد بعد ان كان مؤمناً، بل ولاهوتياً في بداية حياته. ومهما يكن من أمر فإن المناقشة الخصبة التي اخترقت الفكر الأوروبي منذ بداية العصور الحديثة كانت هي مناقشة العلاقة بين العلم والإيمان، أو الفلسفة والدين. والبعض يحاول ان يحصر هذه المناقشة الكبرى في خيارين متطرفين لا ثالث لهما: فإما ان تكون مؤمناً تقليدياً رافضاً للعلم والفلسفة، وإما أن تكون ملحداً رافضاً لكل إيمان أو تعالٍ رباني! أما كارل ياسبرز فقد فضل أتباع الخط الثالث: أي خط الوسط الذي يجمع بين العقل والإيمان، والعلم والدين.

كتبه

  • فلسفة الوجود Philosophy of Existence - ISBN 0-8122-1010-7
  • السبب والوجود Reason and Existenz - ISBN 0-87462-611-0
  • الطريق إلى الحكمة Way to Wisdom - ISBN 0-300-00134-7
  • الفلسفة هي للجميع Philosophy Is for Everman
  • الإنسان في العصر الحديث Man in the Modern Age

كتب مترجمة

  • Jaspers, Karl (1953). The Origin and Goal of History. translated by Michael Bullock. New Haven, CT: Yale University Press.
  • Jaspers, Karl (1955). Reason and Existenz. translated by William Earle. New York: Noonday Press.

الهامش

  1. ^ Jaspers, K. Vom Ursprung und Ziel der Geschichte.
  2. ^ Assmann, Jan. "Unity and Diversity in History: Jaspers' concept of the Axial Age Reconsidered". In Eisenstadt, S.N. (ed.). Cultures of the Axial Age III.
  3. ^ Assmann, Jan (1989). "Jaspers Achsenzeit oder: Vom Glück und Elend der Zentralperspecktive in der Geschichte"". In Harth, D. (ed.). Karl Jaspers: Denken Zwischen Wissenschaft, Politik und Philosophie. Stuttgart. pp. 187–205.{{cite book}}: CS1 maint: location missing publisher (link)
  4. ^ يان أسمان (1996). ماعت - مصر الفرعونية وفكرة العدالة الاجتماعية. المترجمون: زكية طبوزادة وعلية شريف. القاهرة: دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع.

وصلات خارجية