وانگ يانگمنگ
وانگ يانگمنگ أو وانگ شورن (26 أكتوبر 1472 - 9 يناير 1529)، اسم التبجيل بوآن، كان خطاطاً وقائداً عسكرياً وفيلسوفاً صينياً على مذهب الكونفوشية الجديدة ومثالي من أسرة منگ. وكان كذلك مسؤولاً ومربياً. وبعد ژو شي Zhu Xi، يـُعتبر عموماً أهم مفكر كونفوشي جديد، بتفسيراته للكونفوشية التي نفت الثنوية العقلانية للفلسفة الارثوذكسية لژو شي. ويـُعرف بإسم يانگمنج شيانشنگ أو يانگمنج زي (وكلاهما يعني "الأستاذ الألمعي يانگمنج") في الدوائر الأدبية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حياته وزمانه
وُلِد بإسم وانگ شورِن (王守仁�) في يوياو، بمقاطعة ژىجيانگ، في عائلة من المتعلمين تتقلد المناصب البيروقراطية. فوالده، وانگ هوا، كان أول (ژوانگيوان، 狀元) في الاختبار الامبراطوري لعام 1481، وارتقى ليصبح نائب وزير الطقوس، ولكنه لاحقاً تم تخفيض رتبته ثم طـُرِد من الخدمة الحكومية بسبب الإساءة إلى ليو جين، الخصي.
حصل وانگ على درجة جورِن في 1492 ودرجة جينشي في 1499. ولاحقاً خدم كمساعد تنفيذي في مختلف الأقسام الحكومية حتى أُبعِد لإهانته خصي في 1506.[1] إلا أن حياته المهنية استؤنفت حين أصبح حاكم جيانگشي.[2]
حيل عسكرية
أصبح وانگ جنرالاً ناجحاً وعـُرِف بالنظام الصارم الذي يفرضه على قواته. وفي 1517 و 1518، أُرسِل رداً على إلتماسات لإخماد ثورات الفلاحين في جيانگشي وفوجيان و گوانگدونگ. وكان مشغولاً بالخراب الذي صحب الحرب، لذا فقد فقد التمس من البلاط السماح بعفو، ووبذلك نجح في تدمير القوة العسكرية للمتمردين.
إخماد أمير ننگ
في 1519، بينما كان والياً على مقاطعة جيانگشي وفي طريقه لإخماد الثورات في فوجيان، وُوجـِه وانگ فجأة بـ تمرد أمير ننگ، بقيادة ژو تشنهاو رابع أمراء ننگ. بالنظر إلى أن قاعدة الأمير في نانتشانگ كانت تمكـِّنه من الإبحار لأسفل نهر يانگتسى والاستيلاء على العاصمة الجنوبية نانجينگ، فقد استعد وانگ بهمة لقتال يمنع هذا الاحتمال، بينما كان منخرطاً في خداع لإقناع الأمير أن الجيوش كانت تتحرك لمحصارته. الأمير، المخدوع بهذا، تردد وأعطى الوقت لنانجينگ أن تتحصن. وفي النهاية، أُجبِر الأمير على الاشتباك مع القوات الحكومية، وهـُزِم وأُسِر.
في هذه الحملة، قدم وانگ أيضاً واحدة من أقدم الإشارات إلى استخدام فو-لانگ-جي في قتال، مدفع بربخ بتعمير خلفي مستورد من المغامرين البرتغاليين حديثي الوصول إلى الصين.[2] وكوالي على جيانگشي، قام أيضاً ببناء المدارس ودمج المتمردين في الوظائف الحكومية وأعاد بناء ما دمره المتمردون. وبالرغم من حصوله على لقب نبيل، فقد أُبعِد لمعارضته ژو شي.[1]
وبعد ثمانية وثلاثين عاماً من وفاته، حصل على ألقاب ماركيز واكتمال الثقافة. وفي 1584 قُدمت له القرابين في معبد كونفوشي، وهو أسمى تكريم لدارس.[1]
بعث الفلسفة
نشأت مدارس فكرية منافسة لمدرسة كونفوشيوس خلال الخمسة عشر قرناً الخالية، وحدثت في الحياة العقلية لهذا الشعب الخصيب حركات قوية أثارت لديه أعنف الجدل حول هذه الآراء والآراء المناهضة لها. ولم تقف المبادئ البوذية التي تسربت إلى نفوس الصينيين عند عامة الشعب وطبقاته الوسطى، بل وصلت إلى الفلاسفة أنفسهم، فآثر معظمهم الآن طريقة العزلة والتأمل، وبلغ من بعضهم أن احتقروا كنفوشيوس لاحتقاره الفلسفة ما وراء الطبيعة، ونبذوا الطريقة التي كان يتبعها في معالجة مشاكل الحياة والعقل، وعابوا عليها أنها طريقة خارجية فجة إلى حد كبير، وأضحت طريقة التأمل الذاتي هي الطريقة المستحبة في دراسة الكون والكشف عن خفاياه، وظهرت لأول مرة نظرية فلسفة المعرفة بين الصينيين، وصار الأباطرة يتخذون الفلسفة البوذية أو الدوَّية وسيلة يتحببون بها إلى الشعب أو يسيطرون بها عليه، ولاح في وقت من الأوقات أن سلطان كنفوشيوس على العقلية الصينية قد انقضى عهده إلى غير رجعة.
لكن جوشي أنجاه من هذا المصير. وكما أن شنكارا قد طعم الفلسفة العقلية التي سادت الهند خلال القرن الثامن عشر الميلادي بما كان للأبانيشاد أحياناً من فراسة وبُعد نظر؛ وكما أن أكويناس Aquinas في أوربا قد مزج في القرن الثالث عشر مبادئ أرسطو والقديس بولس فأخرج منها الفلسفة الكلامية التي كانت لها الغلبة والسيادة خلال العصور الوسطى، كذلك فعل جوشي في الصين في القرن الثاني عشر، إذ أخذ حكِم كنفوشيوس المتفرقة غير متماسكة، وأقام منها طريقة فلسفية بلغت من النظام حدا أرضى ذوق هذا العصر الذي ساد فيه العلماء وبلغت من القوة درجة جعلت أتباع كنفوشيوس يتزعمون الحياة السياسية والعقلية في الصين طوال سبعة قرون.
وكان أهم ما ثار حوله الجدل الفلسفي في ذلك الوقت معنى فقرة في كتاب العلم العظيم يعزوها كل من جو شي ومعارضيه إلى كنفوشيوس، فكان المتجادلون يتساءلون: ما معنى هذا المطلب العجيب القائل بأن نظام الدول يجب أن يقوم على تنظيم أحوال الأسرة، وأن يقوم تنظيم الأسرة على تهذيب الإنسان لنفسه، وأن تهذيب النفس يقف على الإخلاص في التفكير، وأن الإخلاص في التفكير ينشأ من "انتشار المعرفة إلى أبعد حد" وذلك عن طريق "البحث عن حقائق الأشياء؟".
وكان جواب جو شي عن ذلك أن هذه الفقرة تعني بالضبط ما يفهم من ألفاظها؛ تعني أن الفلسفة والأخلاق وسياسة الحكم يجب أن تبدأ كلها بدراسة الحقائق دراسة متواضعة. وكان يقبل بلا معارضة أو مناقشة النزعة الإيجابية التي اتصف بها المعلم الأكبر؛ ومع أنه كان يجهد نفسه في دراسة علم أصول الكائنات الحية دراسة أطول مما كان يرتضيه كنفوشيوس لو أنه كان حيا، فقد أوصله هذا الدرس إلى أن يمتزج الإلحاد بالتقوى مزجاً غريباً لعله كان يعجب حكيم شانتونج. وكان جوشي يعترف بوجود شيء من الاثنينية المتناقضة في الحقائق الواقعية كما كان يعترف بها كتاب التغيرات الذي كانت له على الدوام السيطرة على علم ما وراء الطبيعة عند الصينيين؛ فهو يرى أن اليانج والين- أي الفاعلية والانفعالية، أو الحركة والسكون - يمتزجان في كل مكان امتزاج الذكورة والأنوثة، ويؤثران في العناصر الخمسة الأساسية: الماء والنار والتراب والمعادن والخشب ليوجدا منها ظواهر الخلق؛ وأن اللي والجي- أي القانون والمادة - وكلاهما عنصر خارجي، ويتعاونان معاً للتحكم في جميع الأشياء واكتسابها صورها. ولكن من فوق هذه الصور شئ يجمعها ويؤلف بينهما، وهو التاجي- أي الحقيقة المطلقة أو قانون القوانين غير البشرى، أو بناء العالم. جوشي يقول: إن هذه الحقيقة المطلقة هي التين أو السماء الذي تقول به الكنفوشية الصادقة. وكان يرى أن الله هو عملية عقلية في الكون منزه عن الشخصية أو الصور المحسوسة، وأن "الطبيعة إن هي إلا القانون" (18).
ويقول جو أن قانون الكون السالف الذكر هو أيضاً قانون الأخلاق والسياسة. فالأخلاق الفاضلة هي الانسجام مع قوانين الطبيعة، وخير أنواع السياسة هو تطبيق قوانين الأخلاق على أعمال الدولة، والطبيعة في كل معانيها تنتهي إلى الخير، وطبيعة الناس خيرة، واتباع سنن الطبيعة هو سر الحكمة والسلام. "وقد أبى جواما وشو أن يقتلع الأعشاب التي كانت أمام نافذة بيته وقال إن ما يدفعها إلى النماء هو بعينه الذي يدفعني" (19). ولربما ظن القارئ من هذه الأقوال أن جوشي كان يرى أن الغرائز هي الأخرى طيبة صالحة وأن على الإنسان أن يطلق لها العنان. ولكنه لم ير هذا بل كان يندد بها ويقول إنها هي المظهر الخارجي للمادة "جي" ويطلب بإخضاعها لحكم العقل والقانون "لي" (20). وقد يكون في هذا شئ من التناقض ولكن الإنسان لا يستطيع أن يكون عالماً أخلاقيا ومنطقيا معاً.
لقد كان في هذه الفلسفة كثير من الناقض، ولكن هذا التناقض رغم كثرته لم يثر ثائرة كبير معارضيها وهو وانج يانج - منج صاحب الشخصية الظريفة الفذة. ذلك أن وانج لم يكن فيلسوفاً فحسب بل كان إلى جانب ذلك قديساً تملكته نزعة التأمل التي اتصفت بها البوذية المهايانية، وسرت عاداتها إلى أعماق نفسه. وقد بدا له أن غلطة جوشي الأساسية ليست فيما يقوله عن الأخلاق بل في طريقته، ولقد كان يرى أن البحث عن حقائق الأشياء يجب ألا يبدأ بدراسة العلم الخارجي بل بما هو أعمق من هذا العالم وأكثر منه إظهاراً للحقائق وهو دراسة النفس الداخلية كما يقول الهنود. ذلك أن العلوم الطبيعية في بلاد العلم كلها إذا اجتمعت لا تستطيع أن تفسر حقيقة غصن خيزران أو حبة أرز، وفي هذا يقول:
"قلت لصديقي تشين في السنين الخالية، إذا كان لابد للإنسان أن يبحث كل ما تحت قبة السماء لكي يكون حكيما أو إنساناً فاضلا، فكيف يستطيع إنسان في الوقت الحضر أن يستحوذ على هذه القدرة العظيمة؟" ثم أشرت إلى أعواد الخيزران التي أمام خيمتي وطلبت إليه أن يفحص عنها ويرى نتيجة فحصه. فواصل تشين نهاره بليله يبحث في عناصر الخيزران، وأضنى عقله وتفكيره بهذا البحث ثلاث أيام كاملة، حتى نضب معين جهوده العقلية وسئم العمل. وظننت في بادئ الأمر أن منشأ عجزه أن جهوده وقواه لم تكن كافية لهذا العمل، فأخذت أنا على عاتقي أن أقوم بهذا البحث، وقضيت فيه ليلي ونهاري ولكني عجزت عن فهم كنه الخيزران. وبعد أن واصلت العمل سبعة أيام انتابني المرض أنا أيضاً من فرط ما أجهدت نفسي وفكري؛ فلما التقينا بعدئذ قال كلانا لصاحبه في حسرة: "إنا لا نستطيع أن نكون حكيمين أو فاضلين." | ||
—(21) |
ومن أجل هذا تخلى وانج يانج - منج عن بحث طبيعة الأشياء، بل تخلى أيضاً عن دراسة أمهات الكتاب القديمة، فقد بدا له أن قراءة الإنسان قلبه وعقله وتأملها في عزلته يهيئان له من أسباب الحكمة أكثر مما تهيئه له دراسة جميع الكتب والأشياء المادية" (22). ولما نفي إلى برية جبلية يسكنها أقوام همج وتنتشر فيها الأفاعي السامة اتخذ له من المجرمين الذين فروا إلى هذه الأصقاع أصدقاء وأتباعاً، وعلمهم الفلسفة وطهي لهم طعامهم وأنشد لهم الأناشيد. وفي ذات مرة، بينما هو قائم بالحراسة في منتصف الليل، قفز من كوخه على حين غفلة وصاح قائلا: "لاشك في أن طبيعتي وحدها كافية. ولقد أخطأت حين أخذت أبحث عن مبادئ في الأشياء المادية وفي شئون الخلق". ولم يكن رفاقه واثقين من أنهم يدركون ما يرمي إليه؛ ولكنه لم يلبث أن أرشدهم إلى الغاية المثالية التي كان يرمي إليها فقال: "إن العقل نفسه لينطوي على القانون الطبيعي، وهل في الكون شئ يوجد مستقلا عن العقل؟ وهل ثمة قانون لا صلة له بالعقل؟" (23) ولم يستدل من هذا على أن الله مكن تصوير الخيال، بل كان يعتقد أنه قوة أخلاقية غامضة ولكنها قادرة على كل شئ، وأنها أعظم من أن تكون إنساناً فحسب، ولكنها قادرة على أن تحسن بالعطف والغضب على الخلق(24).
النصب التذكارية
Chiang Kai-shek named a national attraction in Taiwan, Yangmingshan, after Wang; and a road in Nanchang is also named Yangming Road after Wang by Chiang-influenced local officials. Additionally, National Yang-Ming University in Taiwan is also named after the philosopher. People in Guiyang, provincial capital of Guizhou Province, dedicated a statue to Wang Yangming as well as a museum and theme park; a robot version of Wang Yangming is in the city.[3] The city government in Wang's hometown, Yuyao, Zhejiang Province, named a middle school after his honorific name.
انظر أيضاً
المصادر
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الهامش
- ^ أ ب ت Chan 1963: 654.
- ^ أ ب Needham, Volume 5, Part 7, 372.
- ^ Johnson, Ian (2017-10-18). "Forget Marx and Mao. Chinese City Honors Once-Banned Confucian". The New York Times. Retrieved 2017-10-19.
المراجع
- Chan, Wing-tsit (translated and compiled). A Source Book in Chinese Philosophy. Princeton, NJ: Princeton University Press, 1963.
- Needham, Joseph (1986). Science and Civilization in China: Volume 5, Part 7. Taipei: Caves Books, Ltd.
- Antonio S. Cua (1982). The Unity of Knowledge and Action: A Study in Wang Yang-ming's Moral Psychology. University of Hawaii Press. ISBN 0-8248-0786-3.
- Wang Yang Ming in the Internet Encyclopedia of Philosophy
وصلات خارجية
- Short description is different from Wikidata
- Articles containing صينية-language text
- Pages using infobox officeholder with unknown parameters
- مقالات تحتوي نصوصاً باللغة الصينية
- Articles with hatnote templates targeting a nonexistent page
- مواليد 1472
- وفيات 1529
- فلاسفة صينيون في القرن 15
- خطاطون صينيون في القرن 15
- خطاطون صينيون في القرن 16
- كونفوشيون صينيون
- فلاسفة صينيون
- فلسفة صينية
- جترالات أسرة مينگ
- فلاسفة أسرة مينگ
- أشخاص من ننگبو
- فنانون صينيون
- جنرالات من ژىجيانگ
- مثاليون
- كتاب مقالات أسرة منگ
- 16th-century Chinese philosophers
- علم النفس الأخلاقي
- Neo-Confucian scholars
- أشخاص من يوياو
- فلاسفة من ژىجيانگ
- سياسيون من ننگبو
- Viceroys of Liangguang
- كتاب من ننگبو