نشرة الأخبار

a sample section of a news broadcast by Pentagon News

نشرة الأخبار news programme، شهد شيوع الخبر وانتقاله في المجتمعات المختلفة مراحل عديدة، أولها مرحلة النقش على الحجر التي يعود إليها الفضل في حفظ أخبار الصيد والقنص والحرب والسلم والزواج والطقوس الاجتماعية والعبادات، ثم المرحلة الصوتية التي اعتمدت على (الأبواق، المنادين، الرواة والشعراء، الرسل)، بعد ذلك ارتقى انتشار الخبر إلى المرحلة الكتابية الخطية التي ظهرت أولاً على شكل خطابات دورية ومراسلات مدونة وكتب صغيرة، ودلت المصادر على أن الخبر المكتوب وجد منذ عهد يوليوس قيصر في القرن الأول قبل الميلاد عندما أصدر صحيفة بعنوان «الوقائع اليومية» Acta Diurna تضمنت أخبار الدولة، كذلك صدرت صحف في الصين وكوريا في القرن الثامن للميلاد تقريباً، ثم انتشرت الأخبار المكتوبة في القرن الرابع عشر في أوربا كلها.

لكن المرحلة الأهم بدأت في عام 1450م، عندما اخترع يوهان گوتنبرگ J.Gutenberg الطباعة، والتي حققت قفزة حقيقية في عالم انتشار المعرفة، على الرغم من التأخر النسبي في استغلالها في مجال الصحافة، كانت البداية قوية بما يكفي كي لا تتوقف، ففي القرن السادس عشر نشرت حكومة البندقية أوراقاً إخبارية صغيرة، ثم لحقت بها ألمانيا، ثم ظهرت الصحف الأولى في إنگلترا عام 1621 بعنوان كورانتوس Corantos، واتسمت بعرض الأخبار الخارجية وعدم انتظام الصدور والخضوع لإشراف حكومي صارم.[1]

وبعد فترة التبني الطويلة للصحافة الإخبارية المطبوعة وانتشارها في معظم دول العالم، أظهرت الحرب العالمية الأولى 1914 ـ 1918 الحاجة العسكرية الملحة لتطوير نظام الراديو وتحسينه، لكنه ازدهر وسيلة اتصالية ـ إخبارية في الثلاثينيات والأربعينيات، ولم تكن النشرات الإخبارية الإذاعية الأولى سوى سرد مبسط لعنوانات الصحف، ومن ثم استطاعت الإذاعة رسم طريق مستقل بها حين تمكنت من إيجاد مصادرها الخاصة للأخبار.

وفي أثناء الحرب العالمية الثانية 1939 - 1945 واجهت الإذاعة منافسة شديدة من التلفاز، الذي ظهر منافساً قوياً قادراً على تلبية حاجات المتلقين بطريقة أكثر فاعلية مما ساعد على تبنّيه وانتشاره سريعا، وبفضل تكنولوجيا الصورة اتبع التلفزيون طريقاً خاصاً به في التعاطي مع المعلومات ونشرها، ومع أن المعلومات التي يحصل عليها الإعلاميون في الوسائل الثلاث واحدة لكنّ الناشرين والصحفيين دهشوا حين شاهدوا تتويج الملكة إليزابيث يبث في آن واحد على عدة شبكات أوربية.

وتحولت في الوقت الحالي نشرة الأخبار إلى ركن أساسي ودعامة مهمة في وجود أي وسيلة إعلامية، لها أوقات ثابتة وأنواع مختلفة ومحررون مهرة وتقنيات تتطور باستمرار.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التقنيات المستخدمة في الأخبار

بعد اختيار الأخبار التي ستصنع النشرة وفقا لمعايير الانتقاء والقيم الخبرية، يقوم رئيس التحرير بالتعاون مع فريق المحررين بتحديد المنظور المناسب لتحرير كل خبر، انطلاقاً من قواعد السياسة التحريرية للوسيلة الإعلامية، ومن ثم تدعيم كل خبر بما يحتاج إليه من تقنيات ملائمة تعطيه القوة والوضوح المطلوبين لاستيعاب الشريحة الأوسع من الجمهور.


في أخبار الصحف

يعمل مخرج الصحيفة على تحقيق التوازن والتكامل والانسجام وجمال التكوين بين المواد الإخبارية المختلفة التي تتضمنها الصحيفة مستخدماً:

ـ توازن التصميم بين الخبر والصور أو الرسوم المرافقة.

ـ أسلوب قفزات العين.

ـ الأبعاد المناسبة.

ـ وسائل الإبراز (الإطارات، الجداول، المساحات البيضاء والسوداء ودرجات الظل، حجم البنط، اللون).

في أخبار الإذاعة

تعتمد أخبار الإذاعة على الكلمة المسموعة، ولذلك فإن تحرير الخبر المذاع هو الأساس، ويمكن بعد ذلك الاستعانة بالتقنيات الآتية:

ـ مؤثرات صوتية: تساعد على الإيحاء بالمكان أو الزمان وتخلق جواً نفسياً معيناً، وتكون إما مسجلة على (أسطوانات/ شرائط) أو حيّة تنقل مباشرة من مكان الحدث.

ـ الموسيقى: تستخدم لإضفاء الحيوية والجاذبية والتشويق على نشرة الأخبار إذ تكون مقدمة تميز النشرة، أو فواصل داخل النشرة الواحدة للتفرقة بين أنواع الأخبار (المحلية، العربية، الدولية) أو بين الأخبار (السياسية، الاقتصادية، الرياضية، الجوية).

ـ الاتصال الهاتفي عبر الأقمار الصناعية بشخصيات لها علاقة ما بالخبر أو بمحللين وخبراء للتعليق على خبر من الأخبار.

في أخبار التلفزيون

تتيح تكنولوجيا الصورة للتلفاز استخدام كم كبير من التقنيات أغنت النشرات المتلفزة وأضفت عليها كثيراً من الجاذبية والوضوح، ويمكن تقسيم هذه التقنيات إلى:

ـ تقنيات تحرير الشريط المصور وهي العمليات التي تُجرى على المادة الفيلمية المرافقة للخبر المكتوب مثل (ضبط الإيقاع، التجاور والتقارب، «المونتاج»، التحول الدرامي، اختيار المقاطع الصوتية)، وفي حال عدم توافر مادة فيلمية جديدة يمكن استخدام أرشيف الأشرطة (المحفوظات)، الذي يعد بمنزلة غرفة وثائق إخبارية تعطي الخبر الجديد مزيداً من العمق والترابط.

ـ تقنيات الجرافيك وهي جميع المواد البصرية التي تُضاف على الشريط المصور وأهمها:

ـ الرسوم drawings.

ـ الخرائط maps.

ـ الكولاج Collage (صور أو ملصقات أو قصاصات مأخوذة من صحف أو مجلات تضاف إلى صور ثابتة لإضافة معنى أو إيجاد إحساس معين يخدم الخبر).

ـ الكتابة الإلكترونية للعنوانات المهمة.

ـ الصور الثابتة للشخصيات والأماكن photos.

ـ السلايدات أو الشرائح slides.

ـ الجداول والمخططات البيانية.

ـ الكروماكي chromakey (وسيلة إلكترونية تستخدم غالباً في النشرات الجوية حيث تنعكس الخرائط على جدار أبيض يقف أمامه المذيع).

ـ كما يمكن إضافة الاتصالات المختلفة عبر الأقمار الصناعية، وتقسيم الشاشة إلى عدة أقسام بما يخدم نقل الخبر الواحد وتغطيته من عدة جوانب من مراسلين أو ضيوف في أماكن متعددة، والشريط المصور الإخباري الذي يمر أسفل الشاشة.

الأخبار ووسائل الإعلام

تسهم نشرات الأخبار في الوسائل الإعلامية في إشباع الحاجات المعرفية بالدرجة الأولى، وذلك بتحويل الوقائع والأحداث الجارية إلى لغة واضحة دقيقة يفهمها المتلقي، الذي يمكن وصفه بأنه متعجل وانتقائي ومحاط بكم هائل من المعلومات المتدفقة عبر أجهزة الإعلام المختلفة، الأمر الذي جعل المحررين الإعلاميين يتبعون أساليب خاصة في التحرير تختلف عن أساليب الكتابة الأدبية، ومع أن المبادئ الأساسية المستخدمة في تحرير أخبار الصحف وتقديمها هي المبادئ ذاتها المستخدمة في تحرير النشرات الإذاعية والتلفازية، لكن تكنولوجيا كل وسيلة وظروف العرض المتباينة لها تفرض جملة من الاختلافات أهمها:

ـ اختلاف في أسلوب تحرير المعلومات التي يتضمنها الخبر، وليس في المعلومات ذاتها.

ـ في المذياع والتلفاز من الصعب تحقيق المتلقي درجة التركيز الشديد، من ثمّ يعمد المحررون إلى استخدام أساليب تحرير ترسخ في الذاكرتين السمعية والبصرية للمتلقي.

ـ إن تحرير الأخبار للصحف غالباً ما يكتب وفق أسلوب الهرم المعكوس، أي تثبت الأسئلة الستة الشهيرة من؟، ماذا؟، متى؟، أين؟، كيف؟، لماذا؟ في بداية الخبر.

ـ يقتصر تحرير الأخبار للإذاعة والتلفاز على التركيز على عدد محدد من الوقائع والحقائق الأساسية المعبرة عن الجوانب الرئيسة للحدث.

ـ إن قيود الوقت صارمة في الإذاعة والتلفاز، فوقت النشرة محدد بدقة ولا يمكن تجاوزه، مما يضع المحرر أمام تحد حقيقي (العرض المكثف)، الأمر الذي لا يعانيه المحرر الصحفي.

ـ في تحرير الخبر التلفازي تأتي المقدمة لتبرز أهم عنصر في الخبر، ويأخذ الشريط المصور بلقطاته المختلفة المشاهد إلى قلب الحدث، وتتناسب كل لقطة مع ما يقرأه المذيع بحيث لا تكرر الكلمات ما تقوله الصور.

ـ يُعد تحرير الخبر التلفازي الأصعب لأنه يتطلب إمكانات فكرية (فهم الحدث وتحديد الموقف منه)، ومهارات فنية (معرفة جيدة بالصورة والصوت والإعداد «المونتاج»)، وتذوقاً جمالياً (بالشكل واللون والموسيقى)، وإدراكاً لطبيعة الوسيلة التلفازية.

ـ يتشابه تحرير الأخبار الإذاعية مع الأخبار الصحفية في اعتماد كليهما على الكتابة الوصفية للحدث، ففي حين تظهر شاشة التلفزيون الحادثة كما هي، يعتمد المحرر الإذاعي والصحفي على الوصف وخلق صورة كلامية مجسدة للأحداث بحيث يتخيل المستمع والقارئ هذه الأحداث ويتفاعل معها، مع مراعاة المحرر الإذاعي تحاشي أكوام الصفات التي لا يتسع لها وقت النشرة.

وعلى الرغم من هذه الاختلافات إن تحرير نشرة الأخبار في الوسائل الإعلامية جميعها لابد أن تراعي مبادئ روبرت گننگ Robert Gunning للكتابة الواضحة وأهمها: الجمل القصيرة، وتفضيل الكلمات الشائعة، واستعمال أفعال الحركة، وربط المادة بخبرات المتلقي، والكتابة للتعبير لا لإعطاء الانطباع، وتفضيل البسيط على المعقد، والكتابة مثل الحديث، والتنوع.

محتويات نشرة الأخبار

تتكون النشرة من مجموعة متباينة من الأخبار، وعلى رئيس التحرير أن يقوم بترتيبها وتنسيقها وفق أهميتها أو نوعها أو موقعها، ومن ثم يقوم فريق التحرير بصياغتها صياغة أولية ثم نهائية، ويمكن التمييز بين نوعين من النشرات الإخبارية:

ـ النشرات الموجزة أو القصيرة: تراوح مدتها بين 1 ـ 3 دقائق وتتناول أهم الأخبار على شكل عنوانات وافتتاحيات الصحف، وعادة ما تبث على رأس كل ساعة.

  • النشرات الرئيسية: تراوح مدتها بين 15 ـ30 دقيقة، وتبث من 3 ـ4 مرات في اليوم في القنوات غير المتخصصة بالأخبار، وعموماً تتكون نشرة الأخبار في أي محطة من ثلاثة أجزاء:

مقدمة النشرة (الموجز أو أهم العنوانات)

تتضمن أهم الوقائع والأحداث التي سيتم شرحها بالتفصيل داخل النشرة (3 ـ 4 عنوانات)، وتتنوع بين سياسية، اقتصادية، رياضية، فنية، إنسانية.

متن النشرة

يتم فيه عرض الأخبار بالتفصيل (10 ـ15 خبراً) مرفقة بالتقنيات والمؤثرات ووسائل الإيضاح ورسائل المراسلين من مواقع الأحداث، وأيضاً استضافة خبراء ومحللين مختصين للتعليق على بعض الأحداث أو استضافة شخصيات ذات صلة، وذلك عبر الهاتف أو في «الاستديو»، وتقوم بعض القنوات بترتيب الأخبار وعرضها وفق الأهمية بمعنى القوة الفعلية للحدث وشدة تأثيره على المتلقي، أو وفق المتغير الجغرافي (الأخبار المحلية، العربية، الإقليمية، الدولية)، أو وفق نوع الخبر (الأخبار السياسية، الاقتصادية، الرياضية، الخفيفة).

خاتمة النشرة

تأتي شبيهة بالمقدمة ووظيفتها الأساسية التذكير مع إعادة التحرير بما يتناسب مع ما استجد من أحداث في أثناء النشرة.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ نهلة أبو رشيد. "نشرة الأخبار". الموسوعة العربية. Retrieved 2013-03-8. {{cite web}}: Check date values in: |accessdate= (help)

للاستزادة

  • أديب خضور، الصحافة التلفزيونية (جامعة دمشق، مركز التعليم المفتوح، 2005).
  • كارول ريتش، كتابة الأخبار والتقارير التلفزيوينة، ترجمة عبد الستار جواد (دار الكتاب الجامعي، الإمارات العربية المتحدة 2002).

قالب:Television-stub