نسيج صناعي
نسيج صناعيWeaving أو الالياف الصناعية تصنع معظم الألياف الصناعية من عجينة الخشب أو زغب القطن أو البتروكيميائيات. وتحضر عجينة الخشب من الأشجار ومخلفات صناعة الأخشاب. وينتج الزغب من الألياف القصيرة المتبقية على بذور القطن بعد حلج الألياف الطويلة في محالج القطن. أما مصدرالبتروكيميائيات فهو المواد الكيميائية الناتجة من البترول الخام والغاز الطبيعي.
تصنع الألياف من عجينة الخشب وزغب القطن والرايون والأسيتات وثلاثي الأسيتات. ويستخدم الرايون والأسيتات بكثرة في صناعة الملابس والستائر ومنسوجات التنجيد. وينتج الرايون أليافًا ماصة للماء وسهلة الصباغة. وتقاوم ألياف الأسيتات التجعد والمط. ويمتاز ثلاثي الأسيتات بميزات الأسيتات المرغوبة كما يقاوم أيضًا التجعد، مما يجعله مفضل بوجه خاص في صناعة الملابس الرياضية.
تشمل الألياف الأساسية المصنعة من البتروكيميائيات النيلون والبوليستر والأكريليك والأوليفينات. ويتميز النيلون بمتانة عالية، كما أنه جيد اللبس وسهل الغسل ويفضل في صناعة الجوارب الطويلة، وباقي الملابس، والسجاد، والمفروشات. كما يصنع من النيلون أيضًا بعض المنتجات الأخرى مثل السيور الناقلة، وخراطيم الحريق. ويقاوم البوليستر التجعد ويستخدم بكثرة في الملابس التي لا تحتاج إلى الكي. وتنتج ألياف الأكريليك منسوجات ناعمة خفيفة وتستخدم لصناعة البطاطين والسجاد والأغطية الخارجية للمعاطف. أما الأوليفينات فإنها سهلة التنظيف، سريعة الجفاف، وتقاوم العفن، وتستخدم بكثرة في صناعة السجاد المستخدم داخل المنازل أو خارجها.
هناك أنواع أخرى من الألياف تشمل تلك المصنعة من الزجاج والمعادن. وتُستَخدَم المنسوجات المصنعة من الألياف الزجاجية في صناعة المواد العازلة وهياكل القوارب ونماذج السباكة والألياف المقاومة للهب. وتتميز الألياف المعدنية وخاصة المصنعة من الألومنيوم أوالذهب أوالفضة بجمالها وتصنع منها خيوط لتزيين مفروشات الأسرَّة، وملابس السهرة، ومفروشات المائدة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
ما قبل التاريخ والعصور القديمة
لا أحد يعرف تمامًا متى قام الناس بصناعة النسيج. تشير الدلائل الأولية إلى أن تاريخ نسيج الصوف يرجع إلى 6000 سنة ق.م. ومصدر هذه الدلائل مما هو معروف الآن بجنوبي تركيا. وتدل قصاصات الكتان المصرية القديمة على أن قدماء المصريين قاموا بنسج الكتان منذ 5000 سنة ق.م. ولقد وجد المؤرخون أن المومياوات المصرية منذ2500 سنة ق.م، كانت ملفوفة بنسيج يشبه كتان هذه الأيام. وزرع القطن قبل الميلاد بحوالي 3000 سنة في وادي نهر السند المعروف الآن بباكستان وغربي الهند، وربما استخدم القطن لصناعة النسيج في أمريكا في هذا الوقت نفسه. وبدأ الصينيون في تربية دودة الحرير قبل الميلاد بحوالي 2700 سنة، كما قامو بتطوير أنوال خاصة لشعيرات الحرير.
واستخدم قدماء اليونان المنسوجات الصوفية أساسًا كما استخدموا أيضًا بعض الكتان. و قام الإسكندر الأكبر في نحو القرن الرابع قبل الميلاد. بنقل منتجات قطنية من المناطق المعروفة الآن بباكستان إلى أوروبا. كما قام الرومان القدماء بتطوير تجارة النسيج، وقاموا باستيراد المنسوجات الصوفية من إنجلترا وبلاد الغال (فرنسا حاليا) وأسبانيا، ومنسوجات الكتان من مصر، والمنسوجات القطنية من الهند، والحرير من الصين وبلاد فارس (إيران حاليا).
خــلال العـصور الوسـطـى
تطـورت في الفترة من القرن الخامس الميلادي إلى أوائل القرن السادس عشر الميلادي صناعة النسيج تدريجيا في أوروبا. وتركزت صناعة الصوف في إنجلترا وشمالي إيطالـيا وبلاد الفلاندر (منطقة تغـطي حاليًا أجزاء من بلجـيكا وفرنـسا وهـولـنـدا). ومع انتـشار صناعـة النسـيج تـطـورت تقـنـيات الإنتاج ممـا أدى إلى تطـور أشمل، ولقـد استـعمل دولاب الغزل بحلول القرن الثالث عشر الميلادي. وفي الوقت نفسه أصبحت إيـطاليا مركز صناعة الحرير في أوروبا، ولقد أدى اخـتراع آلة تفكيك الحرير من شـرانـق دود الحريـر إلى توسـع صناعـة الحرير فـي إيـطاليا.
نشأت في المدن الأوروبية الكبيرة جمعيات للنساجين والحرفيين لتنظيم إنتاج النسيج. وقامت هذه الجميعات المسماة بالنـقابات بوضع أسعار لنوعية المنتجات التي يصنعها الأعضاء. ولكن في العصور الوسطى، كانت الصناعات الريفية المسماة النظام المنزلي تقوم بإنتاج معظم المنسوجات. ويقوم التجار تحت هذا النظام بتوزيع المواد الخام إلى النساجين بمنازلهم في المناطق النائية، ثم يقومون بعد ذلك بتجميع المنتجات من النساجين ومحاسبتهم بالقطعة.
الثورة الصناعية
استمرت التطورات المهمة في صناعة النسيج بعد العصور الوسطى. وعلى سبيل المثال اخترع أحد رجال الدين عام 1589م واسمه وليم لي آلة لخياطة الجوارب الطويلة. ومع بداية القرن السابع عشر، قام النساجون الهولنديون بتطوير وسائل محسنة لصباغة الأقمشة وتشطيبها. ولكن ظهر التقدم الكبير في صناعة النسيج مع الثورة الصناعية، التي بدأت في إنجلترا في أوائل القرن الثامن عشر، وفي الواقع فإن الثورة الصناعية هي في الحقيقة ثورة نسيجية، حيث صاحب الثورة الصناعية فيض من الاختراعات الإنجليزية التي أدت إلى زيادة مستفيضة في إنتاج الخيوط والنسيج.
في عام 1733م قام المهندس جون كاي باختراع المكوك الطائر ولقد ساعد ذلك النساجين في إمرار الحشو خلال خيوط السَّداة آليًا بدلاً من الأسلوب اليدوي. وفي عام 1764م قام نساج يسمى جيمس هارجريفز باختراع دولاب الغزل، الذي يمكنه أن يغزل أكثر من خيط في الوقت نفسه. وفي عام 1769م تمكن ريتشارد أركرايت الذي كان عمله الأصلي حلاقًا باكتشاف الإطار المائي وآلة الغزل التي تعمل بالطاقة المائية. وقام نَسَّاج يدعى صمويل كرمبتون عام 1779م بتصنيع الميول. وجمعت هذه الآلة بين مزايا الإطار المائي والمغزل وحلت هذه الآلة تدريجيًا محلهما. وفي عام 1785م سجل رجل دين أنجليكاني أول نول آلي.
وفي عام 1793م توصل المخترع الأمريكي إلي ويتني إلى اكتشاف محلاج القطن، وكان العمال قبل اكتشاف ويتني يقومون بتنظيف ألياف القطن من البذور يدويا. ولم تكن الطريقة اليدوية البطيئة تفي بمتطلبات مصانع النسيج للقطن، بينما تمكن محلاج ويتني من فصل ألياف القطن أسرع كثيرًا مما يقوم به العمال يدويا. وبذلك تلقت مصانع النسيج كميات متزايدة من الأقطان.
عصر المنسوجات الحديثة
بدأ عصر المنسوجات الحديثة عام 1884م عندما اكتشف الكيميائي الفرنسي هيلير شاردونيه أول نوع من الألياف الاصطناعية. وهو الليف المعروف حاليًا بالحرير الصناعي، وقد بدأ إنتاجه الفعلي عام 1910م بالولايات المتحدة الأمريكية تحت اسم الحرير الصناعي. وفي منتصف ثلاثينيات القرن العشرين قام الكيميائي الأمريكي والاس هـ.كاروثرز بتطوير النيلون، وتم إنتاج البوليستر، والأكريليك وباقي الألياف الصناعية فيما بين الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين.
بدأت شركات النسيج في ستينيات القرن العشرين في صناعة الألياف مزدوجة الحباكة من خيوط البوليستر المنسوجة. وهذه الألياف أخف وزنًا وأكثر راحة من المنتجات مزدوجة الحباكة المصنعة من باقي المواد. وهكذا ازدادت كثيرا شعبية منتجات الحباكة.
واليوم، ومع تطور العمليات الصناعية، والوسائل الحديثة أصبحت صناعة النسيج واحدة من أحدث مختلف الصناعات. وعلى سبيل المثال، تقوم آلات الحباكة التي تعمل بالحاسوب الآن بإنتاج منسوجات بأشكال في غاية التعقيد بسرعة فائقة. كما تستخدم كثيرًا من مصانع النسيج أيضًا أنواعًا عالية السرعة ذات مكوكات صغيرة ومتعددة تسمى الجماح وذلك بدلاً من المكوك الواحد. وهناك أنوال أخرى تنسج بدون أيِّ مكوك على الإطلاق حيث يقوم نفث من الماء أو الهواء بدفع الحشو خلال ألياف السداة حتى 1000 مرة في الدقيقة الواحدة، وذلك أسرع حوالي أربع مرات من المكوك الذي يعمل على النول العادي.
أنواع الأنسجة
تصنع غالبية المنسوجات في معظم دول العالم بعمليات الغزل أوالخياطة، وتصنع البقية بوسائل أخرى مختلفة. وتستخدم آلات النسيج في إنتاج المنسوجات إما خيوطًا أرفع من خيوط آلة الخياطة أو من خيوط متينة كخيوط البسط.
الألياف المنسوجة
تصنع المنسوجات من مجموعتين من الخيوط؛ مجموعة الطولية وتسمى السداة والمجموعة المستعرضة وتعرف باسم الحشو أو لحمة، وتشبك خيوط السداة في النول خلال مجموعة من الأطر تسمى ضفائر. وأثناء عملية صناعة الملابس ترفع الضفائر بعض خيوط السداة ويخفض بعضها الآخر. وتؤدي هذه الحركة إلى وجود حيز أو سقيفة بين الخيوط. ويقوم المكوك بحمل خيوط الحشو بين السقيفة، وبالتالي يُكوِّن الخيوط المستعرضة للقماش. ويعتمد شكل النسيج الناتج من هذه العملية على طبيعة منظومة ارتفاع الضفائر وانخفاضها. وتوجد ثلاثة أنماط أو نماذج أساسية هي: 1- النسج العادي و 2- النسج المائل و 3- نسج الساتان.
النسج العادي
يعدُّ النسج العادي أبسط الأنماط وأكثرها استخدامًا، وفي هذا النسج يمر الحشو المستعرض فوق أحد خيوط السَّداة ثم أسفل آخر، ويستمر ذلك بالتتابع عبر عرض القماش. ويكون النسج الناتج قماشًا مسطحٍا يعمر طويلاً ويستخدم في إنتاج الشراشف والملابس والمفروشات. وتشمل المنسوجات العادية الأقمشة الملونة والتركال (قماش قطني) وأقمشة التافتا.
النسج المائل (التويل)
يتميز النسج المائل بنمط الخطوط المائلة البارزة، وهو يصنع عندما يمرر خيط الحشو فوق أحد خيوط السَّداة، ثم يمرر بعد ذلك أسفل خيطين أو ثلاثة أو أربعة من خيوط السَّداة في الوقت نفسه، بحيث يتبع كل صف النمط نفسه. ومع ذلك فلابد أن يبدأ نمط كل صف إما قليلاً إلى يمين الصف الذي يسبقه أو إلى يساره. ويؤدي ذلك إلى نشأة خيوط مستعرضة. وينتج من النسيج المائل ملابس متينة ومتماسكة النسج، ويستخدم النسيج المائل في صناعة المعاطف وملابس الرياضة وملابس العمل. وتشمل الأنسجة المائلة الشهيرة الجبردين والكاكي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نسج الساتان
يعدّ نسج الساتان أقل الأنماط الثلاثة شيوعًا. ويصل الحشو فيه حتى 12 خيط سداة. وينتج من نسج الساتان ملابس ناعمة وفاخرة، ولكنه سهل الثني. ويستخدم نسج الساتان في تصنيع الستائر وملابس المناسبات ومن منسوجات الساتان الشهيرة المشجّر وغير المشجّر.
المنسوجات المحبوكة
تصنع المنسوجات المحبوكة من خيط واحد أو من مجموعة خيوط. تقوم آلة الحباكة في صناعة الملابس بتكوين العراوي في الخيط ثم تقوم بتوصيلها معًا بوساطة إبر. ويتكون النسيج النهائي من صفوف مستعرضة من العراوي، تسمى غضونًا، وصفوف طولية من العراوي يطلق عليها رابطات. وتساعد التركيبة البنائية للعراوي في جعل نسيج الحباكة أكثر مرونة من القماش المنسوج. ويستخدم صُناع الملابس منسوجات الحباكة لإنتاج الملابس المريحة الخفيفة الوزن التي تقاوم الكرمشة. وتقوم آلات النسيج بصناعة منسوجات الحباكة المخيطة بواحدة من طريقتين أساسيتين: 1- حباكة اللحمة و2- حباكة السَّداة.
حباكة اللحمة
تصنع بأطوال مفردة من الخيط الذي تكونه آلة الحباكة في الحركة المستعرضة صفًا صفًا، ويتم شد عراوي كل سياق من خلال عراوي السياق السابق لها. وتكون تلك العملية روابط في الوقت نفسه أثناء الحركة. ويمكن عمل حباكة اللحمة على شكل أسطواني أو على شكل أقمشة مسطحة.
تستخدم معظم منسوجات حباكة اللحمة في صناعة الجوارب الطويلة والجرزات والملابس الداخلية. وتصنع أقمشة الحباكة بثلاث غرز أساسية. الغرزة العادية أو الجرسيه وفيها تكون قمة العراوي في مقدمة الملابس وأسفل العراوي في الخلف. وتنتج الغرزة المعكوسة سنمات على جانبي القماش. وتنتج الغرزة المضلعة بالقماش مضلعات طولية في الأمام والخلف. وهناك غرزة أخرى هي الحباكة المزدوجة، تنتج عنها ملابس ثقيلة وأكثر تماسكا، مقارنة بباقي الغرز. وتصنع من أقمشة الحباكة المزدوجة البدل الرجالية وملابس الرياضة، وهي مفضلة كثيرا بسبب مقاومتها للكرمشة.
حباكة السَّداة
تحتاج أقمشة حباكة السداة إلى تغذية آلة الخياطة بمئات الخيوط بشكل مسطح. وتكون كل إبرة لكل خيط ضلوع النسيج. وفي الوقت نفسه تقوم الإبر بتداخل العراوي عرضيًا، وبذلك تكون منسوجات حباكة السَّداة متماسكة، ولكنها تكون أقل مرونة من حباكة اللحمة. وفي حباكة السَّداة تكون العراوي في مقدمة القماش وتكون خيوط الوصل في الخلف.
تشمل منسوجات حباكة السَّداة الاعتيادية الترايكوت والراشيل. وتكون الترايكوت المصنعة بأسلوب حباكة اللحمة منسوجات خفيفة، وتستخدم بكثرة في صناعة شراشف الأسرّة والبلوزات والفـساتين والملابس الداخلية النـسـائية. أمـا منـسـوجات الراشيل المنتـجة بأسلوب حباكة اللحمة فهي ثـقيلـة، وتستـخدم في منتـجات مختـلفة مثل البـطانيات والسـجاد والبـدل الرجاليـة وملابس البحر.
المنسوجات الأخــرى
تشمل منسوجات التافتا والشبك والأشرطـة والجدائل واللباد. وعلى الرغم من أن هذه المنتجات لا تصنع بعمليات النسيج، إلا أن صناع النسيج يقومون بإنتاجها ويطلق عليها عادة القماش غير المنسوج.
نسـج التافـتا
يستخدم نسيج التافتا فـي نسبة كـبيرة من السـجاد المصنـوع في كثير من البلاد الصـناعية. وتتكون هذه الأقمشة من عـراوٍ مقطـوعة أو غير مقطـوعة من الخيوط التي تم تثـقيبها من خـلال مادة مـعاونـة.
الشبك والدانتيل
تسمى أيضًا المنسوجات مفتوحة العيون، وتتميز بوجود مسافات كبيرة بين الخيوط. ويمكن إنتاج هذه الأقمشة على أنواع خاصة من آلات العقد. ويستخدم نسيج الشبك لعمل الستائر وشباك صيد السمك، وشباك الإنقاذ، وشباك كرة التنس. وللدانتيل تصميمات رقيقة، وهي مفضلة الاستخدام في أطراف الملابس.
الجدائل. تتكون الجدائل من ثلاثة خيوط أو أكثر متداخلة معًا. وتستخدم منسوجات الجدائل في صناعة الأشياء الرفيعة مثل الشرائط وأربطة الأحذية.
اللباد
ينتج اللباد أساسًا من ألياف الصوف أو الفراء أو شعر الحيوانات. وتلبد الألياف بوساطة الرطوبة والحرارة والضغط. ويستخدم اللباد في صناعة أغطية مناضد البلياردو والقبعات وفي الحشو.
الأقشمة غير المنسوجة
تشمل المنسوجات المثقوبة بالإبر والأقمشة المنتجة بعملية الربط. وتتكون المنسوجات المثقوبة بالإبر أو لباد الإبر من ألياف متشابكة معًا بوساطة إبر خطافية، وتشابه هذه المنسوجات اللباد، وتستخدم في صناعة البطانيات والسجاد المستخدم داخل المباني وخارجها، والمواد العازلة. وتصنع المنسوجات المنتجة بالربط عن طريق تثبيت الألياف بوساطة مواد لاصقة. وتستخدم معظم هذه المنسوجات في صناعة الأشياء التي تستعمل مرة واحدة مثل الحفاظات وملابس الجراحة.
كيفية إنتاج المنسوجات
تصميم القماش
يعمل معظم مصممي المنسوجات لحساب شركات تصنيع الألياف أو الأقمشة أو الملابس. ويبتكر المصممون أشكالاً جديدة ومجموعات ألوان ثم يقررون أنسب الألياف، وأنسب طرق الإنتاج المستعملة لمختلف المنسوجات. ويجب أن يكون المصممون على إلمام جيد بإنتاج النسيج للتأكد من إمكانية تحويل أفكارهم إلى منتجات حقيقية، كما يجب عليهم مراعاة أن تكون التصميمات اقتصادية على آلات نسيج قياسية مثل: الأنوال وآلات الحبك وآلات التشعير. كما يجب أيضًا أن تلاقي التصميمات المقترحة للأقمشة قبولا واسعًا من المستهلكين.
تصنيع الخيط
يصنع الخيط بطرق متعددة، فإما أن تقوم شركات الأقمشة بأخذ شعيرات ـ وهي ألياف مستمرة وطويلة ـ وتقوم بسحب مايتراوح بين 15 و100 منها معًا لتكوين خيط متعدد الشعيرات أو تقوم باستعمال شعيرة واحدة لصناعة خيط وحيد الشعيرة. وتصنع بعض الخيوط وحيدة الشعيرة، بما في ذلك المصنوعة من النيلون والبوليستر بطريقة التثبيت بالتسخين لتكوِّن خيوطًا ممطوطة، وفي إحدى طرق التثبيت بالتسخين يقوم الصناع بليِّ الخيط بشدة مع تسخينه. وبعد تفكيك الخيط المفتول فإنه يحاول أن يسترد وضعه ثانية، مثله في ذلك مثل النابض. ويستعمل هذا الخيط في الحباكة المزدوجة والأقمشة مرنة النسيج، ويمكن إجراء بعض المعالجات الأخرى على شعيرات الخيوط لإعطائها مظهرًا منفوشًا.
يمكن تقطيع الشعيرات إلى تيلة أو أطوال قصيرة يتراوح طولها بين 2,5 و7,5سم. وتنتج ألياف التيلة المقطوعة من الشعيرات خيطًا أنعم من خيط الشعيرة، ولكنه أقل لمعانًا. ويمكن لمنتجي الخيوط خلط الألياف الطبيعية والألياف الصناعية في صورة تيلة لتكوين خيوط مخلوطة. وتتمتع الخيوط المخلوطة بخواص الألياف الأصلية المستعملة في إنتاجها، وعلى سبيل المثال، فإن الخيوط المخلوطة المصنعة من القطن والبوليستر تمتص الماء لاحتوائها على ألياف القطن، كما أنها تقاوم الكرمشة لاحتوائها على البوليستر. يطلق على الخيوط المخلوطة المصنعة من الألياف الطبيعية، والألياف الصناعية ذات أطوال التيلة اسم تيلة الخيط أو خيوط مغزولة. وتصنع جميع خيوط التيلة بالطريقة نفسها سواء كانت مخلوطة أو مكونة من نوع واحد فقط من الألياف. وتصل الألياف إلى المصنع على شكل بالات حيث يقوم العمال بتغذية مجموعة من آلات التقطيع. وتقوم هذه الآلات بتقطيع الأحجام الكبيرة من الألياف وإزالة بعض الشوائب، كما تخلط الألياف معا. وتقوم بعد ذلك آلات التمشيط بإزالة الشوائب الصغيرة وبعض الألياف القصيرة الشاذة. ثم ترتب باقي الألياف على شكل حبل مفكك يسمى الشلة. يلي ذلك سحب عدد من الشلات يصل إلى ثماني شلات في الوقت نفسه لتكون شلة أخرى. ثم تشكل هذه الشلة على شكل ضفيرة رقيقة تسمي سلكًا (سحب فتلي) ويلوى السلك على أطر غزل لعمل الخيط. وتنتج بعض أطر الغزل الخيط مباشرة من الشلة. ويمكن خلط مختلف أنواع الألـياف عند فتح البالات، وعند سحب الشلات معًا، أو عند غزل السلك.
بعد إنتاج الخيط يلفّ على بكرات كبيرة، وأحيانًا يتم لي جديلتين أو أكثر من الخيط معًا لتقويتها. ويطلق على الخيط الثقيل الناتج اسم طية وعلى سبيل المثال، فإن الخيط ثلاثي الطيات يتكون من ثلاث جدائل من الخيوط. وبعد الانتهاء من لف الخيط على البكرة، فإنه يكون جاهزا للنسيج أو الحباكة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
صناعة المنسوجات
تبدأ صناعة المنسوجات عندما يضع العمال بكرات الخيط على قضيب يسمى الزحاف (السلال). يقوم الزحاف بتغذية الخيوط إلى ذراع أسطوانة موضوعة على النول، أو على آلة الحباكة، ولمعرفة كيف تقوم الأنوال أو آلات الحباكة بصناعة القماش. انظر: الجزء السابق (أنواع الألياف).
ينتج الصناع الألياف المغزولة، ومنسوجات الحباكة بأطوال مختلفة، تعتمد على طلبات المستهلكين. وعادة تصنع من الألياف المغزولة في صورة أقمشة بقياس عرض يتراوح بين 90 و152سم، وتنتج معظم المنتجات قليلة العرض والمستخدمة لإنتاج أربطة الشاش والعلامات، بقياس عرض يتراوح بين 1و7,5 سم.
وغالبًا ما تختص آلة الحباكة بواحد من أربعة أنواع من المنتجات – المنسوجات أوالجوارب الطويلة أو الملابس الداخلية أو الملابس الخارجية مثل الفساتين والفانلات والسترات والسراويل. يباع معظم القماش المصنع بقياس عرض يتراوح بين 200 و425سم لصناع الملابس وتستخدم الأقمشة المصنعة على شكل أسطوانات لصناعة الأجزاء الرئيسية لفانلات الرياضة. ويمكن تقطيع مثل هذه الأقمشة وخياطتها مع بعضها على شكل منسوجات الحباكة لصناعة الملابس المسطحة.
تشطيب المنسوجات
يطلق على المنسوجات بعد خروجها من النول أو آلات الحباكة اسم المنتجات الرمادية ولا يرتبط ذلك المصطلح بلون القماش، ولكنه يعني أن القماش لم يتلق أية عمليات تشطيب، وبالتالي فإنه لا يناسب معظم الاستخدامات. كما تسمى المنتجات الرمادية أيضًا اختصارًا بالرمادية.
يتم غسل جميع المنتجات الرمادية لإزالة الأوساخ والشحوم وباقي المواد غير المرغوب فيها. كما يتم أيضًا تبييض المنسوجات، استعدادًا لصبغها أو طباعتها. ويمكن معالجة الأقمشة القطنية بالصودا الكاوية قبل صبغها، وتسمى تلك العملية بمعالجة التلميع وهي تؤدي إلى انتفاخ الألياف وإعطاء القماش قوة ولمعانًا.
تصنع بعض المنتجات الرمادية من خيط مصبوغ، ويمكن أن تكون المنسوجات الناتجة ذات ألوان ناصعة وتصميمات متميزة، ولكن يتم صبغ معظم الأنسجة بلون واحد بعد تحويل الخيوط إلى منسوجات وتقوم آلات الصباغة بسحب الأقمشة خلال حمامات اللون أو تدفع اللون تحت تأثير الضغط إلى القماش.
تطبع التصميمات على المنسوجات بثلاث طرق أساسية هي: أولا: طباعة الأسطوانة وفيها تستخدم أسطوانات محفورعلى سطحها تصميمات عميقة. وتغذى الصبغة إلى المناطق المرتفعة ثم تنقل إلى القماش بوساطة الأسطوانات. ثانيًا: طباعة الشاشة وهي مشابهة لاستخدام الاستنسل لعمل التصميم. وفيها تضغط الصبغة إلى القماش خلال نموذج على الشاشة. وتستخدم طباعة الشاشة الدوارة أسطوانات مسامية مثبتة داخل شاشة أسطوانية وتحتوي الأسطوانات على الصبغة، و تقوم بدفعها إلى القماش خلال نموذج معين موجود على الشاشة. وفي طريقة أخرى تسمى طباعة انتقال الحرارة يطبع التصميم على ورق بحبر خاص، ثم يتم كَيُّه على المنسوجات وعند نزع الورق فإنه يترك التصميم على القماش. وتصبغ بعض الأقمشة ثم تطبع بعد ذلك.
بعد صبغ القماش أو طباعته، يمكن تجفيفه وشده على آلة تسمى المِشدَّة، ويمكن أيضًا معالجة الأقمشة المصنوعة بوساطة التثبيت الحراري بهذه الطريقة، لمساعدة القماش في مقاومة الكرمشة والانكماش. وهناك طريقة مسجلة تحت مسمى طريقة سبق الانكماش وهي تمنع القماش من التجعُّد، أو مطه بنسبة تزيد على 1%،وذلك بالنسبة للملابس المنزلية. وتساعد بقية معالجات التشطيب الأقمشة في مقاومة البكتيريا وبهت الألوان واللهب والعفن والعتة والبقع والاستاتيكا والماء.
والمرحلة الأخيرة في صناعة القماش هي الكيّ بين أسطوانات ثقيلة، وتسمى طريقة الصقل أو التمليس. ثم بعد ذلك تعد الأقمشة للشحن إلى صناع الملابس وباقي المستهلكين.
انظر أيضا
ملاحظات
المصادر
- This article incorporates text from Textiles by William H. Dooley, Boston, D.C. Heath and Co., 1914, a volume in the public domain and available online from Project Gutenberg