خيط
خيط Yarn، هو مجموعة ألياف نسيجية تتحد وتتماسك فيما بينها، بوساطة قوى تعشيق، وتمتد متسلسلة لتشكل جسماً طويلاً بسماكات مختلفة، وبرمات معينة تعطيه متانة محددة، وهو المنتج النهائي لآلات الغزل.[1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
كان الإنسان القديم يعيش حياة بدائية مستخدماً أغصان الأشجار وأوراقها ليستر بها جسده، وللوقاية من عوامل الطبيعة، واستمر بحثه عن طرائق شتى لتقيه من تقلبات الطبيعة، فاستخدم جلود الحيوانات، وريش الطيور وألياف النباتات من أجل ربط هذه الجلود بعضها مع بعض. ثم ابتكر من صوف الحيوانات وشعرها طريقة لصنع الحبال والخيوط بعد أن تعلم طرائق غزلها، ومن ثم فكر بربط هذه الخيوط بوساطة إبر من العظام ليصنع ثوباً يقيه شر الطبيعة. ولقد عُثر في المشرق العربي على إبر من العظام يرجع تاريخها إلى أكثر من 6500-6000 عام قبل الميلاد.
ومن ثم تطورت هذه الصناعة، واستطاع الإنسان إنتاج أقمشة متنوعة يعود تاريخها إلى 4000 سنة قبل الميلاد. ومع مرور الزمن تطورت صناعة الخيوط، وفي نهاية القرن العشرين صُنعت آلات تعمل آلياً، مبرمجة على الحاسوب في جميع مراحل تصنيع الخيط.
خصائص الخيوط وأنواع أليافها
هناك عوامل كثيرة تُحدد مواصفات الخيوط وطريقة تصنيعها واستخدامها، ومن أهمها نوع الألياف (الأشعار) وخواصها الفيزيائية والميكانيكية. وتصنف الألياف بحسب نوعها إلى صنفين رئيسين هما: الألياف الطبيعية، والألياف الصناعية.
الألياف الطبيعية
مصادرها متنوعة، وأهمها الألياف العضوية، والألياف اللاعضوية:
1 - الألياف العضوية: وتصنف إلى: ألياف ذات مصدر نباتي: مثل القطن والكتان والقنب والجوت، وألياف ذات مصدر حيواني: مثل الصوف والوبر والحرير الطبيعي.
2 - الألياف اللاعضوية ومنها:
ـ الخيوط الزجاجية (البلورية) التي تنضم إلى مجموعة الخيوط الصناعية وخيوط الذهب وخيوط الفضة وخيوط الأسبستوس المعدنية.
الألياف الصناعية
وتصنف إلى:
1ـ ألياف تحويلية: وتشمل:
آ ـ ألياف مصنعة من خامات طبيعية مثل: الفيسكوز viscose (VI) الذي يصنع من السليلوز، وألياف النحاس، وألياف الأسيتات.
ب ـ مواد زلالية، وتصنع منها ألياف كازانوف (KA).
ج ـ مواد هلامية، وتصنع منها ألياف المطاط (GU).
2ـ ألياف تركيبية: ألياف مصنعة من مركبات كيمياوية: مثل: بوليستر polyester (PE)، بولي كربميد polycarbamide (PC) بولي أميد polyamide (PAM)، بولي أكريليك polyacrylate (PA) وغيرها.
الخواص الفيزيائية والميكانيكية للألياف
إن خواص الألياف مهمة جداً من أجل تحديد نوعية الخيط وجودته، وتحدد في المخبر بأجهزة خاصة، ومن هذه الخواص:
طول الشُعَيرة، ونعومة الألياف ودقتها، وانتظام الشعيرات والمتانة والمرونة ورطوبة الألياف واللون والناقلية الكهربائية ومقاومة الشعيرة للانضغاط والبرم والثّني.
تصنيف الخيوط واستخداماتها
تصنف الخيوط إلى أنواع كثيرة بحسب نوع الألياف الداخلة في تركيبها، ومنها:
1 - خيوط منتجة من الألياف الطبيعية.
2 - خيوط منتجة من الألياف الصناعية، وتنقسم إلى: خيوط مغزولة من شعيرات مقصوصة، وخيوط شعيرات مستمرة من دون برم، وخيوط شعيرات مستمرة مبرومة.
3 - خيوط منتجة من الألياف الصناعية والطبيعية، تخلط بنسب معينة، وتبعاً لاستخدامها يصنع منها:
ـ خيوط غزل فردية، لحمة، وإذا استعملت كخيوط سداة يجب تنشيتها لزيادة متانتها.
ـ خيوط غزل فردية تتكون من خيطين فرديين أو أكثر لاستخدامات مختلفة.
ـ خيوط غزل مجدولة: ويكون عددها كبيراً لإنتاج الحبال.
ـ خيوط من نوعية عالية لإنتاج قماش جيد النوعية ( مزخرفة - متضمنة وغيرها ) (الشكل -1).
تعتمد خواص الخيوط عموماً بالدرجة الأولى على خواص الشعيرات التي يصنع منها الخيط، وخاصة البرم لأهميتها الكبيرة، إذ إن البرم بنوعيه اليساري بشكل S واليميني بشكل Z يؤدي إلى تماسك شعيرات الخيط بإعطائه عدداً محدداً من البرمات للمتر الواحد، وهي تحدد «نمرة» الخيط واستخدامه، وتأثير عدد البرمات على بعض صفات الخيط.
وهناك وحدة قياس هامة دولية تشير إلى ثخانة الخيط ووزنه بالنسبة إلى طوله وتدل على نمرة الخيط أطلق عليها اسم تكس وتساوي واحدتها 1غ/1000م.
التركيب
اللون
القياس
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التصنيع
من الألياف الطبيعية النباتية
تحاك أكثر المنسوجات من خيوط قطنية (الذهب الأبيض)، وذلك بسبب زراعته المنتشرة، وتكاليفه المنخفضة نسبياً، وحاجة المجتمع الكبيرة له. وتمشط الخيوط القطنية الرفيعة عند التصنيع، أما الخيوط السميكة فتصنّع من دون تمشيط، إلا إذا كانت تستخدم لإنتاج قماش ذي مواصفات عالية الجودة، أو لتشغيلها على آلات التريكو، ومراحل التصنيع هي:
تفتيح رزم (بالات) القطن المضغوط بآلات خاصة، ثم خلطها وتفريق كتلها وتنظيفها، فيتحول القطن إلى طبقات ملفوفة على جذع دوار (1) تنتقل بعدها إلى آلات التسريح (2) فتتحول إلى شريط مسرَّح ومنظَّف، شعيراته مستقيمة ومتوازية، ولزيادة انتظامه يُمشط على آلة التمشيط (3) ويسحب على آلة السحب (4) ثم يُبرم عدة برمات خفيفة على آلة البرم، من أجل أن يتحمل إجهادات الغزل النهائي الحلقي (5)، ثم يبرم بعدد معين من البرمات، وتحدد نمرته بتغيير مسننات النمرة على آلة الغزل الحلقي، أما إذا غُزل الخيط على آلة الغزل التوربيني فيُستغنى عن آلة البرم.
من الألياف الطبيعية الحيوانية
إن صناعة الأقمشة السميكة «الأجواخ» التي تحفظ الحرارة، وخاصة في المناطق الباردة، تحتاج إلى خيط صوفي ممشط، وطريقة الحصول عليه شبيهة بطريقة الحصول على خيط القطن، مع اختلاف في تصميم آلات التصنيع، إذ تمر المادة الخام على آلة التسريح (2) بعد تنظيفها وتفتيحها على آلة التفتيح (1) وبعد ذلك تنتقل إلى آلة التقسيم والبرم (3) حيث يتم تقسيم الشعيرات وموازاتها، ومن ثم تقسم طبقة الصوف إلى أشرطة، تبرم وتلف على بكرات، ويكون ذلك على مغزل آلي ذاتي (4) أو على إطار غزل حلقي، حيث تعطى البرمات اللازمة من أجل الحصول على النمرة المطلوبة على آلة الغزل النهائي (5).
تصنيع الحرير الطبيعي
خيط الحرير الطبيعي من أغلى أنواع الخيوط، ومن الصّعب وجوده بسهولة، ويتصف بنظافته ولمعانه ونعومته وقوة شعيراته، وقماشه لا يؤثر على جسم الإنسان، ولا يسبب له حساسية، أما قوة شدّه فتعتمد على سماكته، ويتم الحصول عليه بعدة طرق منها.
وضع شرانق القز (80-100 شرنقة) في وعاء، درجة حرارة الماء فيه نحو 85 درجة مئوية. تبقى الشرانق بضع دقائق في الماء الساخن من أجل الحصول على أول الخيط الشعيرة، حين تصبح الشرنقة طرية رطبة، ومن ثم تهبط فرشاة (2) وتتحرك من 15 إلى 20 مرة في اتجاهين مختلفين، وبعد ذلك تعود لترتفع، ومن ثم تُنقل الشرانق بعدد معين، وذلك حسب نمرة الخيط المراد الحصول عليه إلى وعاء آخر (3) مملوء بالماء الدافئ (درجة حرارته بين 45-50 ْم)، وتجمع نهايات الشعيرات في أنبوب، عليه قرص دوار (4) لتشكل خيطاً متصلاً يمر إلى الأسـطوانتيـن (5) و(6) ومن ثم إلى المنظفة (7) من أجل مراقبة الخيط وعصره وكيّه، لجعل الشعيرات أكثر تماسكاً، وكأنّها مصمغة. وبعد ذلك يتوجه الخيط إلى الطارة (10) مروراً بالأسطوانة (8) وموجه الخيط (9) الذي ينجز حركات جانبية للف الخيط بشكل متصالب. ويجب أن تكون الطارة ساخنة أو أن يكون مكان العمل حاراً نسبياً من أجل امتصاص الرطوبة.
تعتمد نمرة الشعيرة في الشرنقة على طريقة تربية القز، ودرجة النضوج، وغير ذلك من الصفات، ومهما زادت أو نقصت فإنها تبقى تقريباً في حدود 3.0 تكس، فعندما تجمع من خمس إلى ست شعيرات نحصل على خيط نمرته 1.8 تكس، أو إذا جمعت من 10-12 شعيرة نحصل على خيط نمرته 3.6 تكس تقريباً.
الخيوط الكيمياوية التحويلية
ومنها طريقة تصنيع الفيسكوز الذي ينتج من محلول السلولوز الخشبي، بنسبة 90-92% معالج بالصود الكاوي، فتذوب المكونات ذات الوزن الجزيئي المنخفض، في حين تعطي المكونات ذات الوزن الجزيئي العالي ملحاً، يمكن أن يتفاعل مع كبريتيد الهدروجين، لينتج زانتات السلولوز التي تذوب في الصود الكاوي بتركيز 7%، وبعد ذلك تتحول إلى فيسكوز، يتم تخليصه من الغازات لكي لا تنقطع الخيوط، وبعد ذلك بيومين ينفث المحلول اللزج خلال فوهات الغزل المختارة المصنوعة من معدن خاص لا يتأثر بالحمض، فتتشكل الخيوط بحسب النمرة المطلوبة. والعيب الأساسي لهذه الخيوط فقدانها لقسم كبير من متانتها إذا بلغت الرطوبة 50%. (الشكل -6).
الخيوط الكيمياوية التركيبية
الخيوط البلورية الزجاجية
يتم تصنيعها من عناصر كيمياوية مثل الكربون والهدروجين والنتروجين والأكسجين، وبعض مشتقات البترول الأخرى، وتشكيلها على هيئة مركبات ذوات جزيئات ضخمة (بوليميرات)، ومثالها: طريقة تصنيع الأكريليك، حيث يتم إمرار محلول البوليمير في حمام ترسيب مسخن يحتوي على غليسرول، أو أي مادة أخرى تعمل على تجمد الشعيرات، ومن ثم تتعرض الشعيرات الناتجة المستمرة إلى درجة من السحب، لتنظيم ترتيب الجزئيات، فتخرج على شكل خيوط مستمرة، وتقص على شكل ألياف ذات أطوال معينة، وذلك حسب الحاجة، كما هي الحال في تصنيع الخيوط التحويلية.
الخيوط البلورية لها استخدامات كثيرة، وخاصة في السنوات الأخيرة، بسبب خواصها القيمة، مثل قابليتها للعزل، ومقاومتها للحرارة والنار، والمواد الكيمياوية، كالحموض والأسس وغيرها. وتنتج الخيوط البلورية بعدة طرائق منها: الطريقة الموضحة في:
توضع الكتل البلورية في الوعاء المغلف بمواد عازلة وتتعرض لحرارة ثابتة 1200-1600 ْم حتى تتحول إلى سائل بلوري، وفي أسفل الوعاء يوجد ثقوب عددها 102 ثقباً، يخرج منها السائل البلوري على شكل خيوط تحت تأثير البخار تسحب وتقسّى، وتتحـول إلى خيوط مستمرة، ثم تلف على بكرة تدور بسرعة خطية 1500-3000 متر/دقيقة. أما الصفيحة فلها مهمة حمل الخيوط المعالجة بالمادة الغروية الخارجة من الفوهة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الخيوط المعدنية
يتم تصنيعها وسحبها خيوطاً، كالفضة والذهب، أو تؤخذ من الطبيعة على شكل شعيرات مرنة، مثل الأسبتسوس المعروف باسم الأميانت amiante، ومعدن الكريزوليت، وهو أحد أنواع ألياف الأسبتسوس ويتركب من سيليكات المغنزيوم، ويوجد على هيئة عروق في كتل صخرية شبيهة بالألياف، يراوح قطرها بين 1-38مم، وقد يصل طولها إلى 300مم، ومن خواصه أنه متين وقوي ومقاوم للاهتراء والاحتراق، تصنع منه ثياب رجال الإطفاء، والأقمشة التي تتطلب مقاومة الاحتراق وذات المتانة العالية. وجدير بالذكر أن الأسبستوس (الأميانت) يسبب سرطانات تنفسية إن دخل عن طريق جهاز التنفس، وسرطانات هضمية إن دخل عن طريق الماء والغذاء.
الخيط المخلوط من شعرات بنسب مختلفة
من أجل تحسين نوعية الخيط ومواصفاته وثمنه، يتم خلط الألياف الصناعية بالألياف الطبيعية ذات الخواص المتشابهة، مثل الفيسكوز والقطن فتصنع على آلات تصنيع الخيط القطني، والصوف والأكريليك وتصنع على آلات تصنيع الخيط الصوفي.
تصنيع الحبال
تُصنّع الحبال على آلات خاصة من شعيرات طبيعية خشنة ومتينة من القطن، أو الكتان، أو القنب أو الجوت، أو من خيوط النايلون الصناعية، التي انتشرت بكثرة في السنوات الأخيرة، ويراوح قطر الحبل بين 6 و125مم، ذلك حسب استعمالاته المختلفة.
انظر أيضاً
- Crochet thread
- Dye lot
- Electrically conducting yarn
- Embroidery thread
- أيزو 2
- List of novelty yarns
- List of yarns for crochet and knitting
- صناعة النسيج
- Yarn bombing
المصادر
- ^ زهير منصور. "الخيوط". الموسوعة العربية. Retrieved 2012-03-02.
المراجع
- أگوب كيفوركيان، علم مواد النسيج واختباراتها (صوفيا 1977).
- الآلات في حياتنا: كيف تعمل، المجلد الثاني (دولة الكويت 1985).