نجيب عازوري
نجيب عازوري (1870 - ١٣٣٤ هـ / ١٩١٦ م) هو كاتب و سياسي لبناني.
تخرج بمعهد الدراسات العليا في باريس. عمل نجيب عازوري معاوناً لحاكم (متصرف) متصرفية القدس منذ عام 1898 وحتى عام 1904، وبالتالي كان عالماً بأسرار كثيرة تتعلق بالمسألة الفلسطينية في تلك المرحلة.
دعا إلى استقلال سوريا عن الدولة العثمانية. اسس سنة ١٩٠٤ م جمعية «عصبة الوطن العربي» غير أن احدا لم ينتسب لها. من آثاره: «يقظة الأمة العربية».[1]
المؤرخ الموصلي ياسين العمري كتب عن الغزو وكيف ان "بونابرتة " قائد الفرنسيس دخل مصر واحدث ما احدث ...اقول كان من رواد حركة النهضة "نجيب عازوري " صاحب كتاب "يقظة الامة العربية في اسيا التركية " وقد ألفه بالفرنسية سنة 1905 وهو مترجم الى اللغة العربية سنة 1978 وهو المفكر الوحيد الذي دعا بصراحة الى اقامة دولة عربية قومية يكون نظام الحكم فيها دستوريا يتساوى فيها الناس امام القانون وقد اسس في باريس جامعة أو جمعية "الوطن العربي " ودعا الى امة عربية تضم المسلمين والمسيحيين وحارب الفكر الطائفي والعنصري وهو اول من حذر في كتاباته من الخطر الاستيطاني الصهيوني في فلسطين وقال ان مستقبل المنطقة يعتمد على نتائج الصراع العربي -الصهيوني ويقول المؤرخ الروسي لوتسكي ان مشروع عازوري في اقامة الدولة القومية العربية هو صدى لمطامح البرجوازيين العرب للوصول الى السلطة.[2]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أحد أجداد العرب
“هناك ظاهرتان ــ يقول نجيب عازوري ــ لهما نفس الطبيعة غير أنهما متعارضتان لم تجذبا انتباه أ؛د حتى الآن، تتوضحان في هذه الآونة في تركيا الآسيوية، وأعني بهما: يقظة الامة العربية وجهد اليهود الخفي لإعادة تكوين مملكة اسرائيل القديمة على نطاق واسع. إن مصير هاتين الحركتين هو أن تتعاركا باستمرار حتى تنتصر إحداهما على الأخرى. وبالنتيجة النهائية لهذا الصراع بين هذين الشعبين اللذين يمثلان مبدأين حضاريين، يتعلق مصير العالم بأجمعه”.
هذا الكلام قاله نجيب عازوري في كتابه المعروف “يقظة الأمة العربية” الصادر في باريس عام 1905 باللغة الفرنسية وهو الكتاب الوحيد الذي وصلنا منه. أما الكتب الاخرى التي اشار اليها شخصياً، وذكرها صديقه آجن جنك الدبلوماسي الفرنسي في كتابه “الثورة العربية” فلا وجود لها، ولم يعثر عليها بعد حتى في المكتبة الوطنية في باريس ويرجح الباحثون أن الصهيونية العالمية هي وراء ضياع هذه الكتب وإتلافها. وهذا ثبت في كتبه:
1 ــ يقظة الأمة العربية.
2 ــ الوطن العربي (وهو عبارة عن دراسة معمقة للوضع الراهن ودراسة مستقبل الاقطار العربية الآسيوية).
3 ــ الخطر اليهودي العالمي (تصريحات دراسات سياسية).
4 ــ الدول الأجنبية ومسألة المقدسات المسيحية في الأرض المقدسة (خلاصة تاريخية وعرض للوضع الراهن).
بالإضافة الى مقالات وأبحاث في مجلة “الاستقلال العربي” التي أصدرها باللغة الفرنسية واستمرت من آذار 1907 حتى حزيران 1908.
من هو نجيب عازوري
نجيب عازوري هذا اللبناني الماروني الذي أحدث كتابه اليتيم، ما يشبه الزلزال في ضمير الإنسان العربي من هو وما هي المقولات التي طرحها؟
ولد في عازور قرية صغيرة تابعة لقضاء جزين في جنوب لبنان. تلقى دروسه الابتدائية والثانوية في مدرسة الفرير في بيروت، ثم سافر الى فرنسا بمسعى من الأخوين ملحمة المندوبين الى “مجلس المبعوثان”، لمتابعة دراساته العليا في العلوم السياسية، وقد حصل على الدبلوم وهو لمي تجاوز العشرين من عمره. تأثر نجيب بهذه المرحلة من دراسته الجامعية وانعكست على حياته سلوكاً قومياً مشبعاً بروح التحرر والعدالة والتشبث بالحرية، وخلفت لديه حالة من المعاناة. بعدما لمس بيده وعايش الاستبداد والقهر والظلم العثماني للعرب.
أول حزب قومي عربي
عاد الى فلسطين وتسلّم منصب مساعد حاكم القدس ما بين 1898 و1904، ثم استقال ليتفرغ للعمل السياسي الهادف الى تحرير الاقطار العربية من التسلط التركي. فانصرف الى تأسيس حزب قومي عربي هو الأول من نوعه في البلاد العربية. اطلق عليه: حزب “جامعة الوطن العربي”، وكانت مبادئ هذا الحزب سبباً في حمل الدولة العثمانية على الحكم عليه بالإعدام فهرب الى القاهرة أسوة بغيره من الشرفاء الأحرار الذين لم يستطيعوا احتمال الاستبداد العثماني، ومنها الى باريس حيث أصدر مجلة “استقلال العربي” المرجع الذي لا غنى عنه لكل باحث ومنقب في الفكر القومي العربي. هذا الفكر الذي انطلق من نجيب عازوري للتأكيد على مسألة العروبة فيه المسألة التي تشكل الإطار الجامع بين المسلمين والمسيحيين.
هذا التأكيد على العروبة هو الذي دفع بنجيب عازوري الى تأسيس حزب قومي عربي اسماه حزب “جامعة الوطن العربي” وإن مبادئ هذا الحزب لخصها النداء القومي المشهور الذي صدر عن المؤتمر العربي الأول المنعقد في باريس سنة 1905، والذي حرره نجيب عاوري بالذات. وقد جاء في البيان:
“إن امبراطورية عربية أو اتحاداً كونفدرالياً للأقطار العربية سيتضمن ازدهار الملايين وسعادتهم ويضع حداً للاضطهاد الذي يمارسه الموظفون الاتراك، وتسمح ببعث الحضارة القديمة التي ألقت العربية في القرون الوسطى. نريد بوحدتنا أن نحكم أنفسنا بأنفسنا، بلغتنا وحسب عاداتنا”.
امبراطورية عربية
وفي مكان آخر يقول: “إن تحولاً كبيراً هادئاً على وشك الحدوث في تركيا. فالعرب الذين لم يضطهدهم الاتراك إلا لاستمرار تجزئتهم بمسائل تافهة مذهبية ودينية، وقد وعوا تجانسيتهم القومية التاريخية والعنصرية. وهم يريدون الانفصال عن الشجرة العثمانية المسوسة ليكونوا دولة مستقلة بذاتهم. وسوف تمتد هذه الامبراطورية العربية الجديدة حدودها الطبيعية من وادي دجلة والفرات حتى برزخ السويس، ومن البحر الأبيض المتوسط حتى بحر عمان. وسوف يحكمها سلطان عربي، حكماً ملكياً دستورياً متحرراً”.
رسالة من جمعية تركيا الفتاة
وقد أثار تأسيس هذا القومي العربي الداعي الى وحدة الأقطار العربية وفصلها عن السلطة العثمانية، ردود فعل واسعة في أوساط المثقفين العرب والأتراك على حد سواء. وقد تلقى نجيب عازوري بهذا الصدد رسالة من جمعية تركيا الفتاة في الفسطنطينية رسالة بتاريخ 10/10/1904 يأسفون فيها “الأسف الشديد” لكونه دعا الى تشكيل حزب قومي عربي وتأسيس دولة مستقلة. وجاء في الرسالة:
“نحن نفهم تماماً أن الرجل الشريف لا يستطيع العيش مع سفالة كتلك (إشارة الى الشراكسي كاظم بك حاكم القدس) ونوافق على ما فعلته، تهانينا الحارة لعواطفكم النبيلة، وإننا فخورون برؤية أمثالكم في بلادنا ولكن أمراً سبب لنا الأسف الشديد وهو طموحكم لتشكيل حزب قومي عربي وفصل مواطنيكم عن تركيا لتؤسسوا مملكة مستقلة. والرحلة التي نفذتموها ركوباً على الحصان عبر فلسطين وسوريا قبل ترككم القطاع العثماني تثبت أنكم مصممون على تكريس جهودكم لتحقيق هذه الفكرة وأنكم تمتلكون الطاقة الضرورية لتقودوا مشروعكم الى النجاح. أنتم أرفع من كاظم بك الذي أعطاكم إجازة دون إذن سلطاني لتقوموا برحلة طويلة جداً ضد مصالح سيده.
وتضيف الرسالة: “يستنتج أيضاً من تقريركم أن حزبكم قد تفاهم مع الأكراد والارمن والالبان والبلغار للقيام بعمل مشترك، وما تشرعون بهإنما هو التفكيك التام للإمبراطورية.
وتطلب الرسالة من نجيب عازوري أن يقلع عن مشروعه لأن السلطان عبد الحميد ليس خالداً، وان الناس تنتظر موته بين لحظة وأخرى. وأن كل شيء سيتغير في تركيا بعد موته. وأنه سيستدعى في المستقبل القريب لإعطائه المركز الذي يليق به.
وتقول الرسالة: “نحن نعلم علم اليقين أن عبد الحميد قد اتخذ من التدابير ما يمنع التغيير بعد موته لينادي بابنه من بعده. هذا امر مستحيل، والناس المحتقرون الذين لا يبقون على الطاغي حياً إلا أنهم لا يثقون ببعضهم البعض ولا التزاور، وبالتالي لا يستطيعون التفاهم. هؤلاء مستقبلهم كئيب جداً.
يا عزيزي عازوري بك، احرص أن تتجلد بالصبر. بعد وقت قصير نحيطكم علماً بأخبار سارة وتستطيع العودة راضياً الى بلادك التي طالما أحببتها.
عازوري يرد
ورد نجيب عازوري برسالة الى جمعية “تركيا الفتاة” استهلها بقول لنابليون: “حب الوطن هو الفضيلة الأولى لدى الإنسان المتحضر” وقال: “ليست السياسة التي يتبعها عبد الحميد خاصة به، فكل السلاطين قبله انتهجوها، فليس علينا إلا قراءة تاريخ أسلافه الثلاثة عبد العزيز، وعبد المجيد، ومحمود لنقتنع بذلك. تتألف الامبراطورية التركية من قوميات مختلفة لا يستطيع الاتراك الاحتفاظ بها تحت نيرهم إلا بإرهاقها: فلقد ألغى برلمان 1876 لانه بعد بضعة أشهر انقسم أعضاء هذا المجلس المتنافر الى مجموعات قومية تدعو الى القيام دول مستقلة توازي العناصر المتمايزة لما حصل بالنسبة للنمسا. لا يستطيع الاتراك الخروج من هذا الوضع الحرج. اما ان تستحق الشعوب لاخضاعها، وإما أن تترك لتؤسس إمارات مستقلة. إذن لم يضف عبد الحميد شيئاً الى سياسة أسلافه، إلا نظام الجاسوسية الذي أحاط به نفسه ليضمن سلامته الشخصية. بيد أن التاريخ قد أثبت أنه من المستحيل وخلافاً لقوانين الطبيعة أن تستعبد أمة واحدة اخرى أدنى منها. لقد أثبت الاتراك أكثر من جميع الآخرين بالتجربة المرعية هذه الحقيقة. إذن من المنطقي أكثر أن نذهب لملاقاة الاحداث بل التصدي لها، لأن هذا اكثر سلاماً وإنسانية وبالتالي أوفر ربحاً”.
“أما بالنسبة الى السلطان عبد الحميد، يضيف عازوري، فنحن أبعد ما نكون عن الحقد على حياته. نحن نتمنى عكس ذلك أن يحيا طويلاً ليشهد بنفسه تفسخ امبراطوريته، وسيكون هذا عقابه. بانتظار ذلك، يخدم هذا الأمير الوحش أفكارنا بشكل عجيب، ويعمل بفعالية تفوق فعاليتنا للحركة التي نحضر لها. إن وحشيته ونزواته والخوف الذي ينزله بالمحظيين لديه يجعله مكروهاً من أكثر جواسيسه اخلاصاً له، وبدافع نظامه الفوضوي الاثير لديه جميع الشعوب للثورة لصالحنا”.
نحو كنيسة عربية
ومن مبدأ العروبة التي آمن بها عازوري لإنشاء امبراطورية عربية مستقلة تجمع شمل العرب وكل العرب على اختلاف ميولهم ونزعاتهم وأديانهم، انطلق كذلك في الدعوة لإنشاء كنيسة عربية، وتأسيس بطريركية خاصة لهذه الكنيسة.
“وأي ضير يتأتى من أن تصبح اللغة العربية ــ لغة القرآن والإسلام العالمي، لغة المذهب الكاثوليكي؟ وأن تؤسس بطريركية خاصة لهذه الكنيسة الجديدة تحتوي كل المذاهب الأخرى في سنوات معدودة، وتنضم الكنائس الارثوذكسية تلقائياً أيضاً لها لأنها ستكون مدفوعة بحركة الأمة الشاملة، ويتعاطف المسلمون مع المسيحيين أيضاً لأنهم يرونهم يقتربون منهم من أجل السلام والخير العميم للوطن المشترك، الوطن العربي”.
العربية لغة السماء
وآمن نجيب عازوري باللغة العربية وإمكاناتها فهي لغة السماء على حد تعبيره. وأبدى اعتزازه بها كما أبدى اعتزازه بالحضارة العربية وأصالتها. وفي اعتقاده أنه لولا التسلط العثماني، “لاستمرت الأمة العربية في تقدمها من دون شك وكان بإمكانها أن تكون على قمة الحضارة العالمية. ففي أقل من قرن اكتشف العرب علم الجبر وطوروا الطب والكيمياء والهندسة وعلم الفلك والجغرافيا، وترجموا كتب أرسطوا والفلاسفة القدماء”.
وحول مآثر العرب ونجاحاتهم التي حقوقها في البلدان التي حلوا فيها يقول عازوري مقارناً بينهم وبين الاتراك.
منجزات العرب
“لا تكفي حدة الإيمان الديني، وقوة التضحية وإنكار الذات لتفسير النجاح العربي الهائل، فقد كان من جملة النجاح أيضاً حسن استقبال الشعوب لهم، فقد جذبوا ملايين الرجال، وأظهروا في مناطق متعددة، انهم يريدون التحرير لا القهر، فقد بدوا أكثر انصافاً من الأسياد القدماء وأكثر حلماً رغم ضراوة اندفاعهم. لقد نقل العرب العلوم والفنون وشجعوها، فأينع المثراث الثمين الذي تركه البيزنطيون ضائعاً. لقد أنار العرب شعلة جديدة في هذه الجمرات التي كانت تنطفئ بهدوء تحت رماد الأديرة الشرقية اليونانية. لقد ساهم العرب رغم انعزال وطنهم مساهمة فعالة في نتاج الإنسانية المشترك واختصروا لأوروبا ليل العصور الوسطى الطويل.. هذا ما حققه العرب في أقل من قرن. فماذا أعطى الأتراك الذين يستبدون بنا منذ خمسة قرون؟ لا شيء البتة. وإذا طرحت هذه العشائر البربرية من معجمها الكلمات العربية ستعجز عن الكلام. فلغتهم الأصيلة تتكون من كلمات تشبه نعيق الغراب. لقد عمناهم اللغة الجميلة فلم يعلمونا إلا كلمة “بخشيش” الحقيرة، تميز العرب بحملهم، وما زالت الامتيازات التي منحها الخليفة عمر بن الخطاب للمسيحيين قائمة في كافة البلدان الاسلامية. والاتراك الذين يحاولون انتزاعها لا يظهرون احترامهم لها إلا لعجزهم عن إلغائها”.
مواقفه من الدول الكبرى
ولنجيب عازوري موقف من سياسات الدول الكبرى الفاعلة على الأرض. بالنسبة الى الدولة العثمانية والعلاقة القائمة مع العرب يرى عازوري أن هذه اعلاقة مع العرب يرى عازوري أن هذه العلاقة القائمة مع العرب يرى عازوري أن هذه العلاقة قد تخلخلت، وأنه لا بد من أعادة تنظيم لها سواء بإقامة نظام لا مركزي أم بانتزاع استقلال تام. وقد رأينا أنه دعا الى امبراطورية عربية، ولتحقيق ذلك دعا الى فصل السلطة المدنية عن السلطة الدينية.
وبالنسبة الى أميركا يقول عازوري إن سياستها بدأت من شعور العطف والاحسان وتحولت الى سياسة استعمارية من أجل مصاحلها الاقتصادية.
أما بالنسبة الى روسيا ومساعدتها للأرثوذكس العرب فإنها تسعى للهيمنة على الشرق العربي.
وكذلك بريطانيا لا تهمها إلا مصالحها الاقتصادية وحماية طريق الهند.
تبقى فرنسا وسياستها وقد تحمس عازوري لها، وراهن عليها، بالرغم من اعترافه أن لها هي الاخرى استثمارات ومصالح كسائر الدول. ولكن فرنسا تندفع في نشر أفكار التحرر والقومية وهي لذلك الطرف المثالي الذي يمكن لتدخله أن يؤدي الى تحييد القوى الطامحة، فيمكن ذلك العرب من الاحتفاظ بحركتهم بعد تفكك الدولة العلية.
ولا ينسى نجيب عازوري سياسة الكرسي الرسولي، ويحملها مسؤولية نشوء الكنائس العربية المنشقة. ويقول إن الإدارة البابوية ارتكبت غلطة ضخمة، عندما علقت أهمية كبرى على بعض المسائل المذهبية التي لا معنى لها والتي لا يتأثر بها العالم أكثر من تأثره بالشعور القومي، وجزأت سبمعماية وخمسين ألف نسمة ــ لا تعادل مطرانية فرنسية صغيرة ــ الى خمس بطريركيات وثلاث بعثات رسولية وسبع وثلاثين أبرشية. لقد اعتمدت سياسة التفرقة في القطر الذي هو بأمس الحاجة في الاتحاد.
والحل في نظر عازوري هو تعريب المذهب الكاثوليكي، وتأسيس كنيسة عربية جديدة تحتوي كل المذاهب الأخرى.
هذه المواقف أعلنها نجيب عازوري وفق مقتضيات الحقبة الزمنية التي كان يحياها ولا يجوز أن نخضعها لمقاييسنا اليوم، بعد أن انتشر الوعي وأعطى الزمن فرصة وضعها على الحك. بل يجب أن ننظر اليها من منطلق معرفتنا الكاملة والدقيقة للظروف والأوضاع التي أحاطت بشخصية نجيب عازوري في الزمان والمكان. ولكن يكفيه فخراً أنه أول مفكر لبناني ماروني دعا الى فصل الدين عن الدولة.
وأول من أسس حزباً قومياً، عربياً، وأول من اكتشف الخطر الصهيوني وحذر منه.
هذه المقولات الثلاث التي طرحها نجيب عازوري في زمنه هي كافية لأن نصنفه في عداد الرواد الأوائل الذين عملوا بإخلاص للقضية العربية فدعى بحق أحد أنبيائها..
مؤلفاته
- يقظة الأمة العربية
مراجع
- ^
{{cite web}}
: Empty citation (help) - ^ ابراهيم العلاف (1982). تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني 1516-1916. الموصل: دار ابن الاثير للطباعة والنشر. p. 404.