لجش

Coordinates: 31°24′41″N 46°24′26″E / 31.41139°N 46.40722°E / 31.41139; 46.40722
(تم التحويل من مملكة لگش)

31°24′41″N 46°24′26″E / 31.41139°N 46.40722°E / 31.41139; 46.40722

At the time of Hammurabi, Lagash was much closer to the gulf.
Ur-Nanshe: top - creating the foundation for a shrine; bottom - presiding over the dedication (اللوڤر)
Eannatum's Stele of the Vultures (اللوڤر)
Entemena's Silver Vase (اللوڤر)
Gudea of Lagash, diorite statue found at Telloh (اللوڤر)

لجش أو لگش مدينة أثرية في العراق (اسمها الآن تلول الهبا) كانت تعتبر أحد أقدم مدن السومريين. تعرف أيضا باسم تل الهبة. تقع لجش غرب منطقة الكرمة القريبة من البصرة وشرق مدينة أورك.

أطلق اسم لگش Lagash، في العصور القديمة من تاريخ بلاد الرافدين، على مدينة ازدهرت في جنوبي العراق، في النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد، ويعرف موقعها اليوم باسم تلول الهبا على بعد 45كم تقريباً إلى الشمال الشرقي من مدينة الناصرية الحالية. وأطلق الاسم نفسه أيضاً على دويلة قامت من اتحاد تألّف من ثلاث مدن هي لغش نفسها، وغرسو (تللو حالياً) على بعد 25كم تقريباً إلى الشمال الغربي منها، ونينا، أو سيرارا (سرغل حالياً) على بعد 10كم تقريباً إلى الجنوب الشرقي من لغش. ويعدّ موقع مدينة لغش واحداً من المواضع الواسعة في المشرق العربي إذ يغطي مساحة تصل إلى 600 هكتار. ويلاحظ أن مواقع تلك المدن الثلاث تمتد على خط واحد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، في منتصف المسافة ما بين المجريين القديمين لنهري دجلة والفرات. وعلى الامتداد نفسه، إلى الشمال الغربي، تقع مدينة «أومّا» القديمة على بعد 50 كم تقريباً عن لغش. وهذه المدينة كانت عاصمة لدويلة أخرى منافسة لدويلة لغش، خاضت معها حروباً عديدة بسبب التنازع على المياه.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التنقيب

قام روبرت كولدفاي Robert Koldewey بتنقيبات سريعة في موقع مدينة لگش في أواخر القرن التاسع عشر، ثم انصرف اهتمام المنقبين الأثريين عن تلول الهبا، إذ كان الاعتقاد يسود آنذاك بأن تللو هو موقع مدينة لغش. وفي خمسينيات القرن العشرين وجه ثوركيلد ياكوبسن Thorkild Jacobsen الأنظار إلى تلول الهبا ثانية، فقامت بعثة مشتركة من جامعة شيكاغو ومتحف الميتروبوليتان في نيويورك بالتنقيب فيه في عامي 1968 و1969م، لكن تنقيبات تللو أمدت الباحثين بكثير من المعلومات عن تأريخ دويلة لغش. وكان التنقيب في تللو قد ابتدأ على يد القنصل الفرنسي في البصرة إميل دي سارزِك Émile de Sarzec في عام 1877م، وتبعه هنري دي جنويّاك Henri de Genouillac . وانتظمت التنقيبات الفرنسية في هذا الموقع حين تولى أندريه بارو André Parrot رئاسة بعثة متحف اللوفر الأثرية في عامي 1929- 1930م. أما تل سرغل فقد نُقب من قبل كولدفاي مع تلول الهبا.

التنقيبات الأثرية في لگش (تلول الهبا).


اُكتشفت آثار لجش من قبل مجموعة من الباحثين الفرنسيين في علم الآثار المختصين في عام 1877 بقيادة إرنست ده سارزك Ernest de Sarzec والذي كان في نفس الوقت القنصل الفرنسي في ولاية البصرة وقد حصل ديسارزيك على الموافقة باجراء التنقيب من الوالى انذاك ناصر باشا وظل ديسارزيك مستمرا بالتنقيب إلى ان مات في عام 1901 واكمل المهمة من بعده الفرنسي گاستون كروس.

عثر في معبد المدينة الأثرية على 30,000 لوحا طينيا وكانت الالواح المكتوبة بالخط المسماري عبارة عن مستمسكات و سجلات للتعاملات التجارية و وسائل لتوضيح زراعة الأرض وتربية المواشي مما يدل على اهمية المعابد لدى السومريين كمركز ديني و اقتصادي و اجتماعي. لسوء الحظ تم سرقة الكثير من هذه المخطوات قبل أن يتم نقلها إلى المتاحف.


مدينة لگش

تشير التحريات الأثرية إلى أن مدينة لغش قامت أصلاً على بقايا قرية من دور العبيد. وبلغت هذه المدينة، التي كانت تسمى أيضاً أوروكوغا (وتعني باللغة السومرية المدينة المقدسة)، أوج ازدهارها في عصر فجر السلالات بأدواره الثلاثة (نحو 2800- 2350 ق.م). وفي ذلك العصر كانت المجمعات الدينية في المدينة قد توسعت بشكل كبير وضمت معابد للإلهين نن-گرسو Nin-Girsu وإنانّا Enana. ووجد في المدينة أيضاً بناء إداري كبير، ضم نصوصاً مسمارية تذكر اسمي اثنين من حكام لغش، وهما إي - أنّاتُم (E- annatum) وإن - أناتُم الأول (En-anatum I). ويقدر عدد سكان المدينة في ذلك الوقت بين 19000 و36000 شخص، في حين أن مجموع سكان الدويلة يقدر بنحو 100 ألف شخص. وفي منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، بدأت المدينة تفقد أهميتها، ولكنها اجتذبت بعض السكان في أوائل الألف الثاني قبل الميلاد، ثم هجرت نهائياً واختفى ذكرها من النصوص المسمارية بعد ذلك.

أما گرسو فقد صارت عاصمة للدويلة بعد لغش، وذلك في الدور الثالث من عصر فجر السلالات. وعلى الرغم من أن التنقيبات لم تسفر عن استكشاف أكثر من بضعة أبنية محدودة في موقع هذه المدينة، فإنها كشفت عن أعداد كبيرة من النصوص المسمارية التي وفرت معلومات مهمة عن تأريخ لغش. فضلاً عن ذلك اكتشفت في هذا الموقع بعض القطع الفنية المشهورة، مثل مسلة النسور وتماثيل الأمير گوديا Gudea الذي كان عصره آخر عصور مدينة غرسو. ولم تجر تنقيبات واسعة في تل سرغل الذي ضم بقايا مدينة نينا، أو سيرارا.

أسرات لگش

إن الأهمية الكبيرة التي تمتعت بها لغش في عصر فجر السلالات، جعلت بعض الباحثين يطلقون عليه تسمية «عصر لغش». وقد وردت أسماء بعض حكام لغش حتى قبل أن تؤسس أور - نانشه سلالتها الحاكمة في عصر فجر السلالات الثالث. حكم من هذه السلالة عشرة حكام حمل بعضهم لقب «إنزي» الذي يعني باللغة السومرية «أمير». وكان آخر هؤلاء أورو - إينمغينا Uru-Inemgina (نحو 2378- 2370 ق.م) الذي اشتهر بلائحة إصلاحاته الاجتماعية المدونة باللغة السومرية. وفي السنة الأخيرة من عهد هذا الحاكم استطاع لوغال - زاغيزي Lugal- Zageze، ملك دويلة أومّا المنافسة للغش، الاستيلاء عليها وضمها إلى أومّا، قبل أن يهزم بدوره على يد صرگون الأكادي عام 2370ق.م تقريباً.

في أواخر عهد الملك الأكدي نَرام - سين (2290-2224 ق.م) Naram- Sin قامت في لغش سلالة حاكمة استطاعت أن تحافظ على استقلالها بوجه الاحتلال الغوتي، الذي أسقط الدولة الأكدية. وقد استمر هذا الاستقلال في عهد غوديا، أمير لغش الذي عاصر أور - نمو، مؤسس سلالة أور الثالثة، أو سبقه بزمن قصير. وتكشف النصوص السومرية التي تركها گوديا عن نشاطه الواسع في مجال البناء والتجارة الخارجية وبإرساله حملة عسكرية إلى إقليم أنشان في بلاد عيلام. وتعدّ النصوص الأدبية التي دونت في عهد غوديا أطول النصوص الأدبية المدونة باللغة السومرية.

أسرة لگش الأولى

أسرة لگش الثانية (short chronology)

انظر أيضاً

الهامش

  • نائل حنون. "لغش (تلول الهبا)". الموسوعة العربية.


المصادر

  • Robert D. Biggs, Inscriptions from al-Hiba-Lagash : the first and second seasons, Bibliotheca Mesopotamica. 3, Undena Publications, 1976, ISBN 0890030189
  • E. Carter, A surface survey of Lagash, al-Hiba, 1984, Sumer, vol. 46/1-2, , pp. 60-63, 1990
  • Donald P. Hansen, Royal building activity at Sumerian Lagash in the Early Dynastic Period, Biblical Archaeologist, vol. 55 , pp. 206-11, 1992
  • Vaughn E. Crawford, Lagash, Iraq, vol. 36, no. 1/2, pp.29-35, 1974
  • تحوي هذه المقالة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة لدائرة المعارف البريطانية لسنة 1911 وهي الآن من ضمن الملكية العامة.


وصلات خارجية