معركة الولجة
معركة الولجة | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
خارطة تظهر موقع المعركة | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
الخلفاء الراشدون |
الامبراطورية الفارسية الساسانية و العرب المسيحيين | ||||||
القادة والزعماء | |||||||
خالد بن الوليد | اندرزغار | ||||||
القوى | |||||||
15000 | من25000 إلى 30000 | ||||||
الضحايا والخسائر | |||||||
حوالي 2000 | أكثر من 20000 | ||||||
استعمال تقنية المناورة الحربية |
معركة الولجة التي وقعت في بلاد الرافدين في ماي 633 بين جيش الخلفاء الراشدون بقيادة خالد بن الوليد و الامبراطورية الفارسية و حلفاءها من العرب المسيحيين. في هده المعركة كانت قوات الفرس ضعف قوات المسلمين. هزم خالد بن الوليد القوات الفارسية رغم تفوقها العددي بنسخة مطورة عن حركة الكماشة التي استخدمها حنبعل ضد الرومان في معركة كاناي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خلفية المعركة
بعد وفاة النبي محمد (ص)،خلفه أبو بكر الصديق. في خلال 27 شهرا، سحق تمرد القبائل العربية في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية اثناء حروب الردة واستعاد سلطة المدينة في الجزيرة العربية. بمجرد أن أخمدت نار الردة ،بدأ أبو بكر الفتوحات الإسلامية و هي حملات ضد الامبراطورية الفارسية و الإمبراطورية الرومانية الشرقية (الإمبراطورية البيزنطية) ، و بعد بضعة عقود ستؤدي تلك الحملات إلى قيام واحدة من أكبر الامبراطوريات في التاريخ. بعد حروب الردة قام رئيس قبيلة بمهاجمة المدن الفارسية في العراق بنجاح، فقرر أبو بكر الصديق رضي الله عنه توسيع حدود الدولة الاسلامية. بدأ مع العراق،احدى اغنى الولايات الفارسية. تكون الجيش الدي فتح بلاد فارس اساسا من المتطوعين للجهاد، تحت امرة احسن قائد عسكري انداك خالد بن الوليد.
بدات حرب المسلمين ضد الإمبراطورية الفارسية في نيسان/ابريل 633 م وهزم الجيش المسلم في معركتين متتاليتين : معركة ذات السلاسل و معركة نهر الدم. كان هدف المسلمين الاستيلاء على مدينة الحيرة. بعد معركة نهر،عاد جيش الخلفاء الراشدون تحت قيادة خالد بن الوليد مرة أخرى لحيرة؛في الوقت نفسه وصلت انباء الهزيمة في معركة نهر إلى قطسيفون. كان قادة الجيوش الفارسية المهزومة في بلاد الرافدين ليسوا فقط الأكثر خبرة لكنهم انهم كانوا ايضا الأقرب إلى الملوك الفارسيين، ولذلك قرر اردشير الثالث عدم اتخاذ أي فرص.
الجيش الفارسي
أمر الامبراطور الساساني، ادرشير الثالث بتركيز جيشين آخرين في نفس يوم معركة نهر الدم.
بعد أوامر ادرشير الثالث ، بدأت القوات الفارسية بالتجمع في العاصمة الامبراطورية. جاءوا من كل المدن والحاميات باستثناء من يحرسون الحدود الغربية مع الامبراطورية الرومانية الشرقية. في أيام قليلة كان الجيش الاول مستعدا.توقع مستشارو الامبراطورية الفارسية العسكريون ان المسلمين سيسيرون مع الفرات إلى الشمال الغربي في العراق، لأنهم يعرفون أن القوات العربية عبر التاريخ لا تتحرك بعيدا عن الصحراء، و التي تستخدمها للتراجع في حالة الهزيمة. بعد توقع تحرك جيش المسلمين صوب الغرب، اختار ادرشير الثالث الولجة كالمكان الذي سيوقف فيه خالد بن الوليد و يدمير جيشه. أول جيوش الامبراطورية الفارسية وصلت إلى قطسيفون و وضع تحت قيادة اندرزغار حاكم خراسان. اندرزغار أمر جيشه بالتقدم للولجة ، حيث سيلتحق به الجيش الثاني قريبا. انطلق الجيش الاول من قطسيفون ، وانتقل على طول الضفة الشرقية من دجلة ، عبر دجلة في كاسكار، وانتقل إلى الجنوب الغربي إلى الفرات، بالقرب من الولجة، عبر الفرات و أنشئ معسكره في الولجة.
جيش المسلمين
كانت معركة نهر الدم نصرا هاما للمسلمين. فمع انخفاض خسائرهم، هزم المسلمون جيشا فارسيا كبيرا و حصلوا على كمية هائلة من الغنائم. آنداك بدأ المسلمون يدركون ضخامة موارد الامبراطورية الفارسية ؛ لكنهم لم يخوضوا سوى معركتين منفصلتين مع جيشين منفصلين و المسلمون هم الدين اختاروا أرض المعركة و لا يزالون سوى على هوامش الإمبراطورية. و ندكر ان الفرس يمكنهم صف عدة جيوش ميدانية في ان واحد كمثل تلك التي خاضت في معركة كازيما و معركة نهر الدم. نظم خالد شبكة عملاء فعالة تعلمه بمواقع الفرس. العملاء هم من العرب المحليين الذين كانوا معادين للفرس. أبلغ العملاء خالد عن تركيز الجيوش الفارسية الجديد في الولجة، و عن أعدادهم الكبيرة.
كان خالد مصمما على الحصول على الحيرة ، و الولجة كانت في طريقه اليها.
مع جيش من حوالي 15،000 رجل ، انطلق خالد في اتجاه مدينة الحيرة ، وتحرك على نحو سريع على طول الحافة الجنوبية من المستنقعات. قبل أيام قليلة من توقع باهمان، بدا الجيش المسلم في الظهور في الأفق الشرقي، أقام مخيمه على مسافة قريبة من الولجة.
مناورة خالد
أعداد كبيرة من الفرس الساسانيين كانوا قد فروا من المعارك السابقة عادوا إلى حمل السلاح مرة أخرى. الناجون من معركة ذات السلاسل انضموا إلى قارين و قاتلوا في معركة نهر الدم. الناجون من معركة نهر الدم انضموا إلى اندرزاغار والآن اتجهوا نحو الولجة. واجه المسلمون هاجسان، و استراتيجية واحدة و تكتيك واحد:
- الاستراتيجية : كان جيشان من الفرس على وشك أن يجمعا للاعتراض للمسلمين. [1] لحل هذه المشكلة،القائد الاعلى للقوات المسلمة خالد بن الوليد عزم على الهجوم بسرعة، والمحاربة، والقضاء على الجيش الاول (جيش اندرزاغار) ثم الجيش الثاني (جيش باهمان) قبل وصوله إلى مكان المعركة.
- التكتيك : منع مقاتلي العدو من الهرب من خضم معركة و اعادة تنظيم صفوفهم و العودة لمواصلة القتال. لذلك، قرر خالد احاطة الجيش الفارسي، والانقضاض عليه من الخلف، وتدمير جيشهم في هذا الوقت. استراتيجية خالد كانت نوعا من حركة الكماشة.
اعطى خالد توجيهاته إلى سويد بن مقارن لرؤية الادارة للمناطق التي غزاها مع فريق من المسؤولين، ونشرت مفارز لحراسة دجلة من احتمال عبور العدو و هجومه من الشمال والشرق، وإعطاء أي تحذير عن قوات جديدة للعدو في تلك الاتجاهات. [2].
موقع المعركة
ارض المعركة تكونت من سهل شاسع ممتد بين مرتفعين يمتدان إلى حوالي ميلين و بارتفاع 30 قدما. الشمال الشرقي من السهل يتداخل مع صحراء قاحلة. على مقربة من الشمال الشرقي يظهر لنا فرع من الفرات يسمى بنهر خاسف.
المعركة
كان اندرزاغار واثق من النصر، حتى إنه لم يزعج نفسه بالانسحاب إلى ضفة النهر، على بعد ميل واحد، ليتمكن من استخدام النهر لحماية عمق الجيش .
في ايار/مايو 633، تم نشر الجيشين لخوض المعركة، ولكل منهما مركز وأجنحة. أجنحة المسلمين كانت بقيادة عاصم بن عمرو و عاصي بن حاتم.انتشر الجيش الفارسي في وسط السهل، و كان مواجها للشرق وللجنوب الشرقي، و في الجنوب الغربي كانت وراءه التلال. شكل خالد جيشه أمام تلال الشمال الشرقي، في مقابل الجيش الفارسي. وسط ساحة المعركة، أي نقطة الوسط بين الجيشين، كانت تبعد حوالي ميلين إلى الجنوب الشرقي من عين الموهاري ، و على بعد 35 ميلا إلى الجنوب الشرقي تقع النجف و 6 اميال إلى الجنوب الشرقي تقع خش الصنافية. معظم قوات المسلمين تالفت من المشاة، مع عدد قليل من الفرسان. توقع الفرس ان يكون جسش خالد أكبر بكثير. في الليلة التي سبقت معركة الولجة ارسل خالد اثنين من ضباطه بشر بن أبي رحم و سعيد بن مارا و جعل كل منهما قائدا على قوة متحركة تتكون من نحو 2،000 فارس و امرهم على النحو التالي :
- سوف يأخذ كل منهما فرسانه خلال الليل و يتحرك بسرعة في الجنوب من مخيم الفرس.
- عند الوصول إلى الجانب الآخر من سلسلة التلال التي تمتد وراء مخيم الفرس، سيخفيان الرجال و لكن يحتفظان بهم على أهبة الاستعداد للتحرك خلال فترة قصيرة.
- عند الصباح ستبدأ المعركة، و سيبقون رجالهم وراء التلال، وسيضعون عددا من المراقبين لانتظار إشارة خالد.
- عندما يعطي خالد إشارته، سيهاجمان القوات الفارسية من المؤخرة، و كل مجموعة ستهاجم جناحا. [3]
صدرت الأوامر اللازمة من خالد لمن كان يجب ان يعرف هذه الخطة، حتى يتسنى تنظيم و تحضير قوات الضربة دون حدوث أي توقف و بسرية تامة، لدا لم يتم اعلام المقاتلين المسلمين العاديين شيئا من مناورة حركة الكماشة. شكل خالد جيشه بال 10،000 المتبقية قبالة الجيش الفارسيالساساني. استراتيجية القائد الاعلى للقوات الفارسية، اندرزاغار، كان تعتمد على الدفاع وترك المسلمين يهاجمون أولا. اعتزم وقف هجماتهم حتى تصبح دون فائدة، و بعد ذلك الشروع في هجوم مضاد لهزيمة جيش المسلمين. المرحلة الأولى من المعركة كانت وفق خطة اندرزاغار. خالد أمر الجيش بشن هجوم عام. كان للجيش الفارسي احتياطات ستحل محل الرجال في خط المواجهة، الأمر الذي يتيح لهم التحكم في جيش المسلمين ومساعدتهم على تنفيذ مخططهم لاستهلاك جيش خالد. خلال هذا الوقت، بارز خالد بن الوليد يقال مع بطل الفرس العملاق الدي يطلق عليه «هزار مارد وقتله، فكان هدا نصرا نفسيا للمسلمين. [4].
كانت المرحلة الأولى قد انتهت. المرحلة الثانية من المعركة بدأت مع هجوم مضاد لجيش الفرس. وربما شاهد اندرزاغار علامات التعب على الجنود المسلمين،لدا احتكم على أن هذه هي اللحظة المناسبة للهجوم المضاد.للجيش الفارسي فرع من سلاح الفرسان الثقيل قفز إلى الأمام وضرب المسلمين.
تمكن المسلمون من احتجازهم لبعض الوقت، لكن الفرس زادوا الضغط . كان هناك تراجع مبهم للجيش الاسلامي و وقف للهجوم حتى اصدار تعليمات أخرى من خالد بن الوليد. اعطى خالد في النهاية الإشارة على المضي قدما. اللحظة القادمة، من خلال افق التلال التي تمتد وراء ظهر الجيش الفارسي ظهرت فرقتان من المحاربين واحدة من وراء الجناح الفارسي الايمن، و أخرى من وراء الجناح الفارسي الايسر. سلاح الفرسان المسلمين الخفيف، المعروف بسرعته التي لا تصدق، و امكانيته على تنفيد المناورات والتراجع و الهجوم مرة أخرى، لم يكن سلاح الفرسان الفارسي الثقيل ندا له. مع هزيمة الفرسان الفارسيين، تصاعدت الهجمات التي بدأت تحاصر الفرس. استأنف القسم الرئيسي من الجيش المسلم تحت قيادة خالد بن الوليد الهجوم على الجبهة الفارسية، وفي الوقت نفسه مد مجموعتي الفرسان لاحاطة الفرس تماما. جيش اندرزاغار كان واقعا في شرك، لا يمكن له الفرار منه.
مع ارتدادات الهجمات التي تأتي من كل الاتجاهات، الجيش الفارسي اجتمع في كتلة مترهلة، عاجزة عن استخدام السلاح بحرية أو تجنب ضربات المهاجمين. وسط الزخم الذين كانوا يريدون القتال لم يعرفوا من يقاتلون . الذين كانوا يريدون الفرار من لم يعرفوا إلى أين يذهبون. انتهت المعركة ، وألحقت خسائر فادحة إلى الجيش الفارسي. فقط بضعة آلاف من المحاربين الامبراطوريين تمكنوا من الفرار. اندرزاغار نفسه تمكن من الهرب، لكنه فر في اتجاه الصحراء العربية بدلا من الفرات وتوفي في تلك المنطقة من العطش.
ما بعد المعركة
بعد المعركة جمع خالد رجاله المستنفدين معا. و ادرك ان المعركة فرضت ضغطا رهيبا على قواته، على الرغم من انتصارهم الساحق على الفرس[5]. كانت معركة الولجة أطول[6] و أشرس المعارك التي خاضها المسلمون حتى الآن في العراق، و لذلك سعى خالد بن الوليد إلى ضمان أن تبقى معنويات المسلمين مرتفعة.
يقال ان خالد بعد المعركة بدأ بالثناء الله و الدعاء بالبركة لمحمد بن عبد الله (ص).
بعد القضاء على جيش فارسي آخر و حلفاءه العربي المسيحيين في معركة أليس ، و معركة الحيرة ، عاصمة بلاد الرافدين في أواخر أيار/مايو 633 م وتلا ذلك معركة الأنبار والنجاح في حصار عين التمر. مع سقوط المدن الرئيسية كلها في جنوب و وسط العراق، باستثناء قطسيفون ،اصبح العراق تحت سيطرة المسلمين. في 634 م امر أبو بكر خالد بن الوليد للشروع في الخجوم على سوريا مع نصف جيشه لقيادة الفتح الإسلامي لسوريا.كما ترك سينا بن حاريص خليفة لخالد. الفرس، في ظل الامبراطور الجديد يزدجرد الثالث ،شكلوا جيشا جديدا و هزموا المسلمين في معركة الجسر ، و اعادة ضم العراق. كان الفتح الاسلامي الثاني للعراق تحت قيادة سعد بن أبي وقاص الذي، بعد هزيمة الجيش الفارسي في معركة القادسية في 636 ميلادية، و فتح قطسيفون. وتبع ذلك كله فتح[7] من الإمبراطورية الفارسية.
مراجع
- ^ سنوات الخلافة المبكرة بقلم : وليم موير ، الصفحة 75
- ^ سنوات الخلافة المبكرة بقلم : وليم موير ، الصفحة 75
- ^ الطبري : المجلد : 2 ، ص : 559
- ^ الطبري: المجلد : 2 ، الصفحة رقم : 560
- ^ سنوات الخلافة المبكرة بقلم: وليام موير ، الصفحة 75
- ^ سنوات الخلافة المبكرة بقلم وليام موير، الصفحة 75
- ^ انظر: الفتح الإسلامي لفارس.
مصادر
- خارطة معركة الولجة من جوناثن ويب