علي الشرايري
علي خلقي الشرايري | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
وزير التعليم | |||||||
في المنصب 5 سبتمبر 1923 – 7 مايو 1924 | |||||||
وزير الأمن والنظام | |||||||
في المنصب 11 أبريل 1921 – 23 يونيو 1921 | |||||||
تفاصيل شخصية | |||||||
وُلِد | 1878 إربد، الأردن | ||||||
توفي | 25 يونيو 1960 | ||||||
الجامعة الأم | الأكاديمية العسكرية التركية | ||||||
الدين | مسلم سني | ||||||
الموقع الإلكتروني | www.pm.gov.jo | ||||||
|
علي خـُلقي الشرايري Ali Khulqi Alsharairi وهو علي بن الحاج حسين الشرايري، ولد في إربد عام (1295هـ/1878م) تلقى علومه الابتدائية في إربد، ودفعه طموحه إلى تحصيل مزيد من العلم، فذهب إلى دمشق سيراً على الأقدام، والتحق بالمدرسة الإعدادية العسكرية وتخرج منها سنة 1892، ولتفوقه التحق بالكلية الحربية في استانبول عام 1895، وكان في الثامنة عشر من عمره، وتخرج برتبة ملازم ثاني في الجيش العثماني عام 1902. فلم يكتف بذلك، فرغبته بالمعرفة والتقدم دفعته، إلى الالتحاق بكلية المدفعية ليرقـّى بعد التخرج منها إلى رتبة ملازم أول، وكان ذلك في العام 1905.
عرف علي الشرايري بالكفاءة العلمية والعسكرية، وقد لفت انتباه قادته في الجيش، وحصل على تقارير أشادت بقدراته وكفاءته، مما سارع بترقيته حتى احتل مكانة متقدمة في الجيش وتم منحه لقب خلقي، فعين قائداً للسرية السابعة المدفعية في الفرقة (51) المتواجدة في منطقة الدردنيل، ثم انتقل إلى القوقاز وتركستان من أجل الاشتراك في الحرب ضد الجيش الروسي، واستطاع خلال الحرب الروسية من تحقيق انتصارات عديدة، دلت على شجاعته وقدراته العسكرية.
منحته قيادة الأركان وسام الشجاعة من المرتبة الأولى، ورفّعته إلى رتبة رئيس أول، وفي عام 1906 أصبح في قيادة المدفعية في الفرقة نفسها، وشهدت تلك الفترة الكثير من التحولات السياسية والعسكرية، في مختلف المناطق التابعة للدولة العثمانية، وعلى حدودها المختلفة نتيجة لضعف بنية الدولة.
في نهايات العام 1907 م نقل الشرايري إلى قيادة الفرقة (14) المتمركزة في لبنان وسوريا والأردن، وفي الفترة نفسها رفع إلى رتبة قائم مقام عسكري، ولم تدم إقامته في سوريا، حيث نقل سنة 1908 م إلى اليمن للمشاركة في مواجهة الثورة العارمة هناك، التي أشرت على ضعف الدولة، ودخولها مرحلة التراجع السريع. آخر الرتب العسكرية التي حصل عليها كانت ميرلوا "أمير لواء".
ساهم بالمفاوضات التي منحت الإمام يحيى سلطات حقيقية واسعة، ودعماً مالياً كبيراً.
وكانت القوات الإيطالية قد بدأت بغزو ليبيا فأرسل علي خلقي الشرايري للمشاركة في الحرب ضد الجيوش الإيطالية عام 1911 م، لكن ضعف الدولة وتخلف نظمها العسكرية أدى إلى سقوط ليبيا في يد الايطاليين، فعاد بعدها الشرايري إلى اسطنبول في العام 1913.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التحاقه بالثورة العربية الكبرى
أصبح علي الشرايري حاكماً عسكرياً لمنطقة مكة المكرمة، وهناك التحق بالثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي، واستطاع إقناع الجنود والضباط العرب في الحامية التركية بالوقوف إلى جانب جيش الثورة العربية، وبذلك أعلن الولاء للشريف الحسين في قيادة الثورة، وقد كان لعلي خلقي الشرايري دور بارزً في مجريات الأحداث والمعارك التي قادها العرب، لتحقيق انتصارات متتالية على القوات التركية حتى تم تحرير المنطقة العربية وصولاً إلى شمال مدينة حلب.
دوره في الثورة السورية ضد الاستعمار الفرنسي ومعركة ميسلون
أوفده الشريف الحسين بن علي في أواخر شهر تشرين الأول من عام 1918 م بعد أن أقسم علي خلقي الشرايري بين يديه قسم الولاء للثورة العربية الكبرى إلى الهند لإقناع الضباط والجنود العرب الذين أسرتهم القوات البريطانية في حربها ضد الدولة العثمانية بالانضمام إلى الثورة. نجح الشرايري في تشكيل قوة من حوالي 800 من الضباط والجنود العرب والقدوم بهم على متن باخرة من الإسكندرية إلى العقبة للانضمام إلى جيش الثورة الذي كان يقوده الأمير فيصل بن الحسين.
عيَّـنه الأمير فيصل حاكما عسكريا لمنطقة الكرك في شهر آب من عام 1919م، ثمَّ نقل حاكما عسكريا لمنطقة الجولان، وتزامن ذلك مع حشد المحتلين الفرنسيين قوة عسكرية بقيادة الجنرال غورو للهجوم على دمشق للقضاء على الحكومة العربية التي تشكلت فيها بزعامة الأمير فيصل بن الحسين.
استبق المجاهدون العرب الهجوم الفرنسي بإعلان الثورة على الفرنسيين في معظم المناطق السورية، وقام القائم مقام علي خلقي الشرايري في 5 / 12 / 1919 م بالانتقال سرا إلى القنيطرة ليبدأ فعاليات الثورة ضدَّ المحتلين الفرنسيين وكان يرافقه عدد من الضباط الأردنيين منهم سليمان التميمي ونصوح منور ومحمود أبوغنيمة وسيف الدين القائد وتيسير ظبيان ومحمد حافظ معاذ وفريد رحمون وشوكت العائدي وطارق الجندي وخلف محمد التل، وبعد وصوله إلى القنيطرة بعث الشرايري موفدين إلى شرقي الأردن لاستنفار المزيد من المجاهدين. يشير القائمقام علي خلقي الشرايري في مذكراته أنه يُسجِّـل بمداد الفخر والاعتزاز انضمام بعض المجاهدين من سنجق عجلون»لواء عجلون»إلى قوات الثورة في القنيطرة كان منهم القائدان محمد علي العجلوني ومحمود أبوراس (الروسان) والضباط أحمد التل (أبو صعب) وأحمد أبوراس وعبد الله التل (أبو عز الدين)، وكان يرافقهم ثلاثون مجاهدا من ناحية بني عبيد وثلاثون مجاهدا من الكورة وثلاثون مجاهدا من الوسطية وعشرون مجاهدا من الكفارات وعشرون مجاهدا من السروإلى جانب 120 مجاهدا من مناطق أخرى من شرقي الأردن ويذكر الشرايري أن قدوم هذه القوة أثار حمِّاس الثوار وقوَّى من عزيمتهم، وتمكـَّـن الثوار الأردنيون من القيام بعمليات ناجحة ضد المحتلين الفرنسيين، فقد شنَّت مجموعة بقيادة أحمـد التـل»أبوصعب»على مستعمرة المطلة اليهودية التي كانت تحت حماية الجيش الفرنسي.
حصلت المجموعة على غنائم وفيرة، وفي 4 / 1 / 1920م، اجتازت القوات الأردنية الموحدة بقيادة محمد علي العجلوني نهر الغجر وشنـَّـت هجوما مباغتا على المحتلين الفرنسيين الذين اضطرُّوا للفرارفلاحقهم أحمد التل (أبوصعب) وتمَّ أسر (35) ضابطا وجنديا فرنسيا، ثمَّ إحتلَّ الثوَّار الأردنيون (مرجعيون) بعد معركة استمرت بضع ساعات تمكـَّـن الثوار خلالها من قتل عدد كبير من جنود الحامية الفرنسية وتمَّ رفع العلم العربي فوق قلعـتها مرجعيون.
خاض الثوار الأردنيون مع الثوار السوريون واللبنانيون معارك ضد المحتلين الفرنسيين منها معركة النبطية ومعركة الحولة ومعركة (الحمارى) ومعركة (القليعة) ومعركة تل النحاس ومعركة إبل السقي ومعركة الخصاص، ولكن عندما وصلت أنباء وصول الجيوش الفرنسية بقيادة الجنرال غوروإلى مشارف دمشق إلى القائم مقام علي خلقي الشرايري سارع للانضمام مع الثوار الأردنيين إلى الجيش العربي الذي كان يقوده القائد يوسف العظمة وشاركوا إلى جانبه في معركة ميسلون التي إرتقى فيها المئات من الشهداء في مقدمتهم القائد البطل يوسف العظمة، وبعد أن حسمت المعركة لصالح المحتلين الفرنسيين أصدروا مئات أحكام الإعدام على المجاهدين العرب وكان منهم العديد من المجاهدين الأردنيين وفي مقدمتهم القائم مقام علي خلقي الشرايري وخلف محمد التل» أبوهاجم / أبو معن» وتيسير ظبيان.
دوره في الحكومات المحلية في الأردن وتأسيس إمارة شرق الأردن
بعد خروج الملك فيصل من سوريا، عمد الشرايري بالتعاون مع أبناء الأردن إلى تشكيل حكومات الحكم المحلي، مثل حكومة اربد التي ترأسها علي خلقي الشرايري، نظراً لخبرته ومكانته في الثورة وصحبته للملك فيصل الأول، وعمل على تنظيم قوة عسكرية في شمال الأردن وأجزاء من جنوب سوريا، وتم إقامة مؤتمر عام في أم قيس من أجل إنشاء هذه الحكومة المحلية التي ضمت وجهاء عشائر اربد ومحيطها وضمت أيضاً احمد مريود عن منطقتي الجولان وحوران، في دلاله على التوجه القومي حتى لدى حكومات الحكم المحلي الأردنية، لان علي خلقي كان يتطلع إلى تحرير البلاد العربية، من كل قوى الاستعمار والاستبداد.
وتعتبر هذه الحكومة ممهدة لقيام إمارة شرق الأردن، بقيادة الأمير عبد الله الأول ابن الحسين، حيث نص أحد بنودها على تأسيس حكومة عربية وطنية مستقلة برئاسة أمير عربي هاشمي، وقد تميزت علاقة الشرايري بالأمير عبد الله المؤسس بالحميمية القائمة على الود والتقدير.
زاره الأمير (الملك فيما بعد) في منزله في اربد عدة مرات، وفي سنة 1923 م، دخل علي خلقي الشرايري حكومة حسن أبو الهدى، حيث أصبح ناظر المعارف واشترك في عدد من اللجان والمهام ذات التأثير في بناء الدولة.
كان علي خلقي الشرايري رجل دولة، جمع بين العلم والخبرة العسكرية الاحترافية، وكان عروبي الانتماء أردني الولاء، وقدم حياته كلها خدمة لبلده وأمته، وكان من ابرز رجالات جيل الرواد، الذين تركوا بصماتهم الذهبية على مسيرة التحرر العربي، وبناء الدولة في ظروف بالغة القسوة وغنية بالتحولات الكبيرة.
تسلم علي خلقي الشرايري مناصب عديدة في إمارة شرق الأردن، والمملكة الأردنية الهاشمية فيما بعد، حتى وافاه الأجل في 25 حزيران (يونيو) العام 1960. ويقول في مذكراته: " اتخذت في منزلي هذا وأعضاء حكومتي العربية قراراً بتوجيه كتاب لمأمور الأراضي هنا والحاجة لوضع إشارة على جزء من حوض الحميرة ليصار عليها بناء جامعة لأبناء الأردن خاصة والعرب عامة تسمى " جامعة اليرموك الأردنية " في 10 أيلول 1950، لأنها تقع بين سوريا وفلسطين ولبنان".
عائلة الشرايري
عائلة الشرايري هي واحدة من العائلات العريقة في مدينة إربد والتي تعرف بخرزات اربد نسبة لتلك العائلات القليلة في اربد التي كان لها آبار المياه الخاصة بها والتي شاركت بها حاجة الاهالي في اوقات شح الأمطار. تعود اصولها التاريخية إلى قبيلة بلي من منطقة الحجاز. وقدمت العديد من رجالاتها الذين كان لهم دور بارز في المجتمع منذ ايام الامبراطورية العثمانية وبدايات الدولة الأردنية الحديثة مثل:
- السيد سعيد حسن الشرايري، أول رئيس بلدية منتخب لمدينة اربد عام 1891.
- الطبيب احمد الشرايري، من أوائل الاطباء في الأردن.
- إبراهيم الشرايري، من أوائل المحامين والقضاة في الأردن.
المصادر
- محطات في ذاكرة إربدية، زياد أبو غنيمة
- ما يخطر على البال عن اهل الشمال. الكاتب: تحسين التل
- مجلة رسالة الأردن، عدد15، ايلول. 1960م. الكاتب : تيسير ظبيان
- مجلة رسالة الأردن، عدد4، شباط، 1959م. الكاتب : سليمان الموسى
- وجوه وملامح : صور شخصية لبعض رجال السياسة والقلم، وزارة الثقافة ,عمان ,1980م -الجزء الأول -ص: 12 - 44 الكاتب : سليمان الموسى