عبد المنعم خليل
اللواء عبد المنعم محمد ابراهيم خليل (ولد في 1921 بمحافظة المنيا ) قائد الجيش الثاني الميداني المصري أثناء حرب أكتوبر 1973، خلفاً للواء سعد مأمون.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
سجله العسكري
شارك في حرب فلسطين 1948 , العدوان الثلاثي 1956 , حرب اليمن 1962-1967 , حرب 1967 , حرب الإستنزاف , حرب أكتوبر 1973
· تدرج في المناصب من قائد الكتيبة 53 مشاة إلى قائد جيش ميداني
· رئيس أركان اللواء الرابع مشاة
· رئيس عمليات القوات العربية باليمن
· قائد وحدات المظلات 1967
· رئيس أركان الفرقة الثانية مشاة
· قائد الفرقة الثالثة مشاة في بعد حرب 1967
· رئيس أركان الجيش الثاني
· قائد الجيش الثاني حتى عام 1972
· رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة
· قائد المنطقة المركزية العسكرية أثناء حرب أكتوبر حتى يوم 16 اكتوبر
· قائد الجيش الثاني من يوم 16 أكتوبر 1973 , فترة الثغرة
· مساعد وزير الحربية
· حاصل على وسام بطل الجيش الثاني الميداني , و نجمة الشرف العسكرية في حرب أكتوبر
دوره في حرب اليمن
اللواء عبدالمنعم خليل رئيس عمليات القوات العربية في اليمن وقائد المظلات بعد تفجر ثورة 26سبتمبر واحد من ابناء مصر العروبة الذين دافعوا عن قيم الثورة وحرية الشعب اليمني في اشد الأوقات.. وهو احد ضباط مصر الكبار الذين قادوا معارك الاستنزاف ثم العبور العظيم في 6 أكتوبر 73م.
التقته «26 سبتمبر» على هامش مشاركته قبل بضعة اسابيع في اجتماعات التضامن المصرية اليمنية. [1]
وحاورته في حديث الذكريات حول ثورة 26سبتمبر وملاحم الانتصار التي تحققت لشعبنا على مدار 40 عاماً.وهنا نص الحوار:
حـــــــــوار: احمـد الجبلي
> في بداية حوارنا سألناه.. من هو اللواء عبد المنعم خليل وكيف كان دوره في ثورة 26سبتمبر فأجاب.
>> اللواء اركان حرب متقاعد حالياً عبد المنعم خليل كان لي شرف أو اختارتني القيادة المصرية أن احضر الى اليمن بعد حوالى 21 يوماً من قيام الثورة، يعني وصلت هنا يمكن في 18 أو 19 من اكتوبر 62م بالضبط.. وعملت رئيساً لعمليات القوات العربية هنا في اليمن، وكان موجود علي عبد الخبير واللواء سعد نجيب اللذين كانا في قيادة القوات هنا، وانا الثالث ومعنا بعض من الزملاء، واخذنا مقراً في جانب السفارة المصرية، وكان منزلاً صغيراً، وبدأنا عملنا، وكان بدء التعاون.. وكان المشير عبدالله السلال يأتي الينا كثيراً في القيادة ويطلب منا طلبات خاصة بالمنطقة التي تحتاج الى ارسال قوات وخلافه.
وبدأنا عملنا الحقيقة في تعاون مع قادة الثورة في هذا الوقت واذكر منهم اعداداً كبيرة مثل حسن العمري وحسين الدفعي وكثيرون غيرهم بخلاف القبائل التي كانت موالية للثورة في هذا الوقت، وكانوا يأتون لزيارتنا، وكنا نتعرف على بعضهم ومنهم الاخ عبدالله الاحمر وسنان ابو لحوم واعداد كبيرة.
طبعاً مشوار اربعين سنة مش معقول اني اتذكر كل شيء، لكن هم سيتذكرونا طبعاً ونتذكر البعض.
> وهل تعرفتم على علي عبدالمغني؟ يجيب اللواء عبدالمنعم خليل:
>> علي عبدالمغني لم اره، لكن انا سمعت انه حدث شيء في صعده ولا اذكر التفاصيل انتقلنا من هذه القيادة الى مكان آخر.
وبعدين الحكومة اليمنية او الثورة اليمنية في ذلك الوقت ابدلت المكان -الذي اصبح وزارة الدفاع حالياً- وبقي هذا مقر القيادات ومنه نقود القوات ونوجه القوات الى اماكنها الصحيحة.
اذكر للتاريخ بعض قصص كيف رواها الضباط والجنود في الجيش اليمني يتذكر اخوة لهم في العروبة والاسلام حاربوا معهم وشجعوهم على ان يستردوا كرامتهم وعزتهم اذكر انه كان هناك شخص من القبائل اسمه الغادر، وكان الشيخ الغادر هذا موجود في منطقة رأس العرقوب واتباعه اغلقوا طريق جحانه العرقوب على الامدادات المصرية، وانا كلفت مع الزبيري لما كان وزيراً للتعليم في ذلك الوقت وكان رجلاً طيباً الله يرحمه.. كان هذا بداية الثورة طبعاً جاء معي عندما توليت قيادة مجموعة صغيرة لفتح الطريق واذكر انه ركب معي العربة المدرعة وبعدما أمنّا قرية «ريمة حميد» ولا أدري انها موجودة الآن او غير موجودة وسلكنا عبر الطريق الرئيسي لان الطريق الرئيسي كانت مقطوعاً من جهة اليمين في وسط الجبال وجاءوا الينا بالسيدات والاطفال ومعهم اعلام وبقر «اعلام حمراء وبيضاء» قال الزبيري اهم جاءوا يبينوا بأن لا تفعلوا شيئاً وتؤمنوهم طبعاً أنا أمنتهم كقائد وقلت لهم اذا كان عندكم متسللين في هذه المنطقة اخبرونا عنهم من اجل الا تحدث متاعب بالنسبة لنا قالوا لا كله تمام.. وهنا عندكم كلمة باللهجة اليمنية لم افهم معناها المهم اننا ركبنا العربة انا والوزير الزبيري والسائق وكان معنا مصور من الشؤون المعنوية للقوات المسلحة اليمنية ولا أذكر اسمه طبعاً بعد ثلاثين او اربعين سنة تقريباً وبعدين حركت امامي دبابة، كانت معنا كاسحة الغام تأخذ الجنازير امامها وبذراعات طويلة تضرب الارض من اجل اذا كان هناك الغام أم لا.. تكشفها وتفجرها قبل ان نتحرك.. ووراءها دبابة ثانية عادية ودبابة ثالثة عادية وخلفها عربتي المدرعة وانا معي الشيخ الزبيري، تصور هذا عدا الثلاثة لا أنا ولا السائق ولا المصور التابع للشؤون المعنوية اصابه جرح في رأسه بسيط وبعدها لم اجد الشيخ الزبيري كان معه زوجته وشخص اخر مدني ورأنا ورجع.. ومشى انا اضطريت ان اكمل من الدبابات واذكر شخصاً يمنياً من المنطقة هذه.. حقيقة له فضل علينا انه ركب الدبابة من الخارج من اجل ان اطمئن.
ويعني.. استطعنا ان نصل جحانة وفتحنا الطريق والحمدلله.
هذه قصة من القصص التي احببت ان اقولها.. وهناك قصص ثانية قال لي: لا انساها ويرجع الفضل فيها لضابط يمني قال لي: انا اسمي «حمود اليمني» ولا اذكر اسمه التفصيلي .،لكن اعتقد انه من بلد اسمها ضروان هذه شمال صنعاء، وهناك انا بعد ان عدت من جحانه كلفت بفتح طريق ريده.. كانت طريق ريده قطعت عند منطقة جيفان، واعتقد انه شيء طيب ان اظل ذاكراً للاسماء فتوقفت قبل ضروان وانا جالس اصلي بجانب الدبابة والعربة حقي صلاة المغرب وكان شهر رمضان جاء لي واحد قال لي انا حمود اليمني ومعه سلاحه وانا طبعاً بصراحة شككت فيه فالمرء لا يثق في اي شخص بسرعة ،وقال لي: انا عارف ان المتسللين موجودون فيه ولو اعطيتني قوات مصرية سأتمكن من توصيلهم واؤمن المنطقة انا قلت ربما بعثه الله لي بمناسبة رمضان والحقيقة هذا الرجل له الفضل الكبير جداً.
في انه فعلاً اعطيته القوات وراح معهم وأمن طريق ضروان.. والمنطقة المحيطة بها وتقدمت وتقدم معنا الى منطقة جيفان.. وصلنا جيفان يوم العيد وبعد العيد الصغير اذكر اني حليت يومها مع اهالي جيفان صلاة العيد الصبح في جبل جيفان وهو جبل مرتفع جداً وكانت ذكريات بحيث احكيها للناس من اجل ان يأخذوا العبرة.. مرت الايام في اليمن عاديه وهناك قبائل تعمل الخطاب «عندكم حاجة اسمها خطاب الى القبيلة تجتاح قبيلة اخرى وخلافه.. وكانت بعض القبائل تعلن ولاءها وقبائل لم تعلن، وكنا مضطرين لتأمين الثورة تأميناً كاملاً من صعده الى مأرب الى حجه وحتى الحديدة كل المناطق المهم مرت الايام طبعاً والصداقة مع القوات اليمنية ازدادت.. وقد دربنا القوات المسلحة اليمنية في اليمن ودربنا فرقهم في مصر ووحدات اخرى يمنية.
وفتحنا هنا مدارس عسكرية كثيرة ووحدات عسكرية وكان لها ذكريات.. وقطعت صلتي باليمن منذ عام 1964م.
> وهل عدت بعد ذلك؟
يجيب اللواء عبدالمنعم:
>> سافرت وعدت الى اليمن بعد شهرين او ثلاثة قائداً لوحدات المظلات اي انني في الاول كنت رئيس عمليات القوات العربية في اليمن وكنت اعمل مع الفريق القاضي رحمه الله.
وبعدها الفريق اول عبدالمحسن مرتجي قائد القوات العربية.. المهم اني رجعت مصر ثم عدت قائداً للمظلات وعملت احتياطياً عاماً في صنعاء، ثم كلفت بفتح طريق الجوف العلوي فهبطنا في «المتمة» .... في الشمال وقمنا بعملية تأمين منطقة جبل أحمر وسحر.
ولا أعرف هذه الاسماء موجودة هنا أم لا.
وتم تأمين المنطقة والحمدلله.. وفتحنا الطريق ثم كلفنا بتأمين طريق الحديدة صنعاء.
ومررنا في مناخه واذكر منطقة كانت في القدم ومنطقة القدم منطقة جميلة جداً وفيها المياه المتدفقة من الجبال وشاهدت مناظر جميلة، الحقيقة اننا عشنا فترة طويلة الى نهاية عام 66 ثم عدت الى القاهرة، وهذا ملخص لحياة عشتها في اليمن.. وكان قبل انسحاب القوات في عام 67م.
أما انا عدت بقواتي نهاية 66م.
معارك في اليمن
> هل انت تذكر كل المعارك التي خضتها في اليمن؟
أجاب اللواء عبدالمنعم خليل:
>> انا اذكر كل المعارك التي اشتركت فيها منها فتح طريق جحانة، طريق ريدة، حيث قد انزلنا مظلات في صرواح وهذه القوات تبعثرت الا ان الاخوة اليمنيين ساعدونا على عودتهم سالمين.. واشتركت في عملية المتمة وجبل الاحمر وفتح طريق الجوف.. وكنت رئيس عمليات القوات العربية في اليمن وانزلت قوات المظلات في صعده امنت المنطقة حتى وصلت القوات البرية.
ولولا هذه القوات لما تم اسقاط قوات المظلات في صعده.. لأن هذه المنطقة كانت متأثرة بالملكيين والأموال التي جذبتهم ضد الثورة.
دور القبائل
> وكيف تقيمون دور القبائل وقت قيام الثورة؟
>> كانت بعض القبائل صادقة وبعض القبائل كانت مذبذبة وبعض الافراد ايضاً.. كان اليوم معنا وفي اليوم الثاني نشاهده ضدنا وكانوا متعبين جداً.
وكان هناك عميد اسمه محمد محمود قاسم كانت القبائل بيده ويتحدث اللهجة اليمنية جداً وكان يعرف من معنا ومن ضدنا كذلك كان معنا الاخوة حسين الدفعي وحسن العمري والشيخ عبدالله الاحمر وهناك اشخاص نثق بهم وهناك لم نثق بهم خصوصاً ابناء خولان.. ارجو المعذرة انا اتحدث عن واقع ابناء خولان كان فيهم الشيخ الغادر وخلافه وكان اصحاب حجة معنا جيدين في تعاملهم وخلافه.
واصحاب الحديدة كانوا مواليين للثورة.. هذا الذي استطيع ان اقوله وافكر به الجميع.
> ما الصعوبة التي كانت تواجهكم؟
>> الصعوبة اننا كنا لا نمتلك الخرائط التي تبين لنا المناطق اليمنية.. هذه من الصعوبات التي واجهتنا كثيراً.
لذلك وجب علينا ن نأخذ من الاخوة اليمنيين لكي يساعدونا في معرفة المناطق ومعرفة الناس.. وكانت اية قوة تتحرك لابد ان يكون معها عناصر يمنية.
ويعود الفضل لوجود هذه العناصر للاخ حمود اليمني الذي كان برتبة رائد انا احيي فيه كل الشعب اليمني ولو كنت موجوداً في اليمن لعملت لهذا الرجل تمثالاً من ذهب وذلك وفاءً واخلاصاً له.
> وهل تم تدريب قوات يمنية في مصر؟
>> لم يكن هناك قوات يمنية تتدرب في مصر لأن القادة اليمنيين كانوا معنا في اليمن.
ومن القادة الذين كانوا يترددون علينا في الصباح والمساء وزير الدفاع وكان معه واحد اخر لكن انا لم اعرف اسمه واذكر ان البيضاني يأتي الينا ولكن لم اعرفه من الناحية السياسية.
لكن كانت معرفتي في الشخصيات البارزة في ذلك الوقت مثل سنان ابو لحوم وعبدالله الاحمر ومجاهد ابو شوارب وضابط اسمه حمود بيدر، وهذا الضابط انا لا أنساه ابداً، وصداقة بيننا جيدة.. ايضاً هناك اسماء لم اعد افتكرها المهم انا احيي الرائد حمود، وحمود بيدر والشعب اليمني رئيساً وحكومة وانني اعتبر اليمن الذي عشت فيها اربع سنوات متواصلة او ثلاث سنوات وقطعت، ثم عدت اليها سنة ولكني لم اكرهها ابداً ابداً..
>> اني اذكر للتاريخ ان ارض اليمن في مأرب وصرواح وجحانه ريمه حميد كل هذه الاماكن فيها قوات مصرية استشهدت هناك.
وايضاً في طريق ريده وطريق ضروان والجبن وبرط وصعده وحرف سفيان وبعدين في الناحية الشمالية ثلاء وعمران والطويلة وحجه وميدي انا اذكر هذا التاريخ.
تعرف اني قابلت رئيس الوزراء الاخ عبدالقادر باجمال هذا الرجل احببته لأنه صادق وانا احترم الصادق واترك الجانب السياسي الذي يلف لكن منظر هذا الرجل فيه صدق فعلاً وكلامه جيد جداً وتحدثت معه تقريباً ساعة ومن خلال الحديث عرفت انه تعلم في القاهرة وهو من الناس الافاضل.
المهم عندنا في اللجنة لجنة السلم والتضامن الاخوة الدكتور حسن مكي الدكتور على لطف الثور وعلى السلال وحمود بيدر والدكتور شكري.. وهناك مجموعة ممتازة مثلت التضامن.. وكلمة التضامن التي تعني جميعاً هذه الكلمة لو حللناها ولو كلنا تضامنا سواءً شعوباً او حكومات او دولاً ما الذي سيحصل ستحصل القوة والجميع محتاج الى هذه القوة التي نتحدث عنها.
> وكيف ترون العلاقات اليمنية المصرية؟
>> انا لا اريد ان اتكلم على الناس الكبار لكن انا اريد ان اقول لك حاجة انا عندما سلمت على بعض الرجال في الشوارع.
قالوا جمال عبدالناصر وانت تشاهد لجمال عبدالناصر بغض النظر عن وجه العلاقة.
حقيقة أنا حاسس بإن العلاقة الشعبية ممتازة ونحن اتكون العلاقات بيننا وبين اليمن والدول العربية كلها تكون علاقة ممتازة مثلها مثل الاسرة الواحدة.. وان نجتمع بقوة على السبع النقاط التي ذكرتها كأسباب النجاح.
> وكيف رأيت اليمن خلال زيارتك الحالية؟
>> انا اريد ان اقولك نقطة مهمة جداً الحقيقة تطورت اليمن خصوصاً في البنية التحتية وهي الأساس.. اذكر عندما جئت الى اليمن كان لا يوجد مياه مثلاً ولا مجاري ولا حاجة من هذه الموجدات واني اشاهد اليمن في تقدم وفي تطور.
غير الماضي الذي كنا قاعدين وكأننا في لوكندة وعندما اقارن بين الماضي والحاضر لا أصدق انني في صنعاء وان زرت مأرب قبل سبع سنوات وشاهدت السد والتطور الحديث بعد ما كانت خراب وشاهدت الزراعة والتقيت بالمحافظ وزرت جزيرة حنيش وشاهدت الجيش اليمني الحديث وزرت بعض الوحدات اليمنية وخلال زياراتي كان لي الشرف ان القي محاضرة في كلية القيادة والاركان، حيث وجدت بعض الضباط المصريين مع الاخوة الضباط اليمنيين وهناك ضباط يمنيين في كلية القيادة والاركان، المصرية.
الانسحاب من اليمن
> هل كان قرار انسحاب القوات المصرية من اليمن قرار الرئيس عبدالناصر .. أم من؟
>> الحقيقة لولا تدخل عبدالناصر في اليمن ما كانت انسحبت القوة الانجليزية من عدن وتحررت كل القوات العربية التي كانت في ذلك الوقت تحضر قوات كبيرة في اليمن، ولكن ما حدث ان الظروف استعدت ذلك رغم انها اثرت علينا بعد ذلك في نكسة 67م كانت لنا قوة كبيرة في اليمن موجودة، ولم يكن هناك قوة معدة اعداداً كاملاً لقتال اليهود في اسرائيل في جبهة القتال وهذه نقطة من نقاط الضعف في هذه الحالة.
> وهل ترجعون نكسة 67م، الى ضعف القوات المصرية مثلاً؟
اجاب اللواء عبدالمنعم خليل: ليس ضعف النكسة من القوات ولكن ضمن الأسباب.
وان جزءاً كبيراً من القوات الرئيسية المصرية في اليمن.. وطبعاً العدو انتهز فرصة ان قوات رئيسية تابعة للقوات المصرية في اليمن فقام بعملياته التي اجتاح فيها سيناء بالكامل وبعض الدول العربية.
> يعني انك لم تكن موجوداً وقت انسحاب القوات المصرية من اليمن؟
>> انا لم احضر.. انا كنت في القاهرة، وكنت مشغولاً في اثار النكسة وبدأت اتجه الى مجال اخر غير المظلات وأحارب اليهود عندما كانوا على الساحل الشرقي لقناة السويس، ولم يكن لدينا وقت كاف للتفكير في النواحي هذه إن انسحبوا او لم ينسحبوا كان لازم للقوات المصرية ان تعود.. لاننا كنا بحاجتها وإلا كيف يمكن ان نصد اليهود واذا لم نرسل قواتنا الى سيناء لكان اليهود وصلوا الى القاهرة.
مشاركته في حرب 67
شارك في حرب 67، وكان قائد المظلات، كما قلت لك فعدت من اليمن وأنا قائد المظلات كلفت في 67م، بإغلاق مضيق العقبة وتوليت قيادة المنطقة كلها واغلاق مضيق العقبة وفوجئنا بأمر الانسحاب طبعاً جاءنا في يوم 6 ثاني يوم للنكسة وانسحبنا الى الشط الغربي للسويس ليلة 7 اغسطس.. الحمدلله كانت القوات التابعة التي عادت سليمة كلها والحمدلله.
أسباب النكسة
> كيف ترجعون اسباب نكسة 67م؟
>> انا ارجعها الى سبعة اسباب اعتبر ان سبب غيابها حصلت النكسة.. ولما اتبعناهم بشكل صحيح حصل اننا استطعنا في حرب الاستنزاف انتقل جدار الخوف الى اسرائيل وحققنا نجاحنا في 73م.
وكان لي الشرف في قيادة الجيش الثاني الميداني في مصر وهذا قبل اكتوبر في عملية استنزاف في نهاية 68م أو اول 69م وحتى وفاة جمال عبدالناصر.. وجاء الرئيس السادات وتركت الجيش سنة 71م وعدت مرة ثانية قائداً في 73م، وهناك سبع نصائح اعطيهم للجيش اليمني هدية ولكل القادة الذين يريدون بنا قواتهم على أساس سليم.
الأول: اختيار القادة الاقوياء الامناء والجميع يعرف ما معني الاقوياء الامناء اعني عنده ايمان ورحمة ويقين وطهارة وقريب من الله.
الثاني: لا بد ان يبني عقيدة ايمانية صادقة، العقيدة هذه لا تتصور حلاوتها كيف.
وانا اتمنى ان نربي قواتنا على العقيدة الايمانية في نفوس الضباط والجنود.. وهذه العقيدة الايمانية حققت معجزات، وربما سمعت من التاريخ ان كلمة الله اكبر وحدها كانت لها وقع على نفوس اليهود بطريقة عجيبة مثل القنبلة الذرية.
الثالث: حب الوطن والولاء للقادة وللقائد مهم جداً لانك تشعر الناس بحب وطنهم لابد كل شخص مثلاً في اليمن يحب اليمن واليمن اولاً ولا احد ينافسك في هذا أو يجب ان يتحقق بأسلوب سليم من اجل الا يبقى حب بدون عقيدة واحترام لهذا البلد.
وتقوم بتضحية بحياتك في سبيله.
الرابع: اعرف عدوك، لم نكن نعرف اليهود.. انا اقول لك بصراحة انا حاربت اليهود عام 48م ولم نكن نعرف صفاتهم ولا خداعهم، وكنا بعيدين عن الدين ولم نكن نقرأ القرآن الذي يحدثنا عن اليهود ولا نعرف حديث الرسول عليه الصلاة والسلام هذه الحاجات مهمة جداً أنك تفهم، وتعرف عدوك معرفة تامة والا كيف نحاربه.. وفي 56 بدأنا نعرفه وفي 67م استطعنا ان نأسر منهم اسرى وتمكنا من معرفتهم وخططهم وكيف يقاتلون واصبحنا نعرف العدو معرفة تامة.
الخامس: الانضباط العسكري والانضباط من وجهة نظري هو ادب السلم والحرب لابد ان نعلم الجنود الادب في السلم وفي الحرب ومعروف الكلام عن هذا الجانب ومعروف الانضباط، وهو مكارم الاخلاق من ناحية ومعاملة الجرحى ومعاملة الاسرى ومعاملة الجنود وكل هذه الحاجات والانضباط مهم واذا لم يكن هنا انضباط الذي نسميه في الجيش الضبط والربط تصبح من غير قيمة.
السادس: وهذه مهمة جداً العلم كسلاح والمعرفة كرأسمال، إذا بالعلم والمعرفة بدأت تفهم او تعمل من ناحية الاسلحة او المعدات او الادوات والتكنولوجيا وخلافه واستخدام هذه الحاجات استخداماً سليماً ستنجح.
الشيء الأخير: الاعداد الجيد «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم».
مع التدريب الجيد والاعداد الجيد الحقيقي.. والحرب الاستنزافية في مصر علمتنا التدريب الحقيقي اي كنا ندرب جنودنا على العبور وقتل اليهود وأسرهم فتعلمنا فلما جئنا في 73 م كانت سهلة هذه السبع الحاجات.
«المشير عامر»
احنا افتقدناهم في 67م، وانا أحيي النكسة التي جعلتنا نؤمن بالعقيدة بصدق ونؤمن بوطننا اكثر ونعرف العدو والانضباط كنا لم نعرفه في الماضي.
> من كان المسؤول عن هذا!؟
انا كنت المسؤول.
>> كان في نوع من ابتعاد الرئيس جمال عبدالناصر عن القوات المسلحة هذه نقطة ضعف سبب من أسباب حصول النكسة.. وكان يعطي القيادة الهيمنة للقوات المسلحة، وللمشير عبدالكريم عامر رغم اني احب عبد الكريم واحترمه لكن حبه شيء والمواضيع الاخرى شيء آخر.
حيث كان بعده عن القوات المسلحة اضعف الصلة به للقوات المسلحة.
>> انا قائد عسكري بكلمك بأمانة عن الشيء الذي حصل وانا اريد الناس يفكرون تفكيراً صحيحاً عن الماضي، وإلاّ ما قيمته في المستقبل والغلط الذي كنا نعمله في الماضي لماذا لانتجنبه الآن من اجل ان ننجح.. وهذا تدركه انت جيداً وانت اذا حللت هذه الاية «لا يقاتلونكم جميعاً» للاستراتيجية.
اقول لك شيئاً لو كل الدول العربية والاسلامية اجتمعت ماذا يحدث لليهود الخوف الشديد وامريكا كذلك ستخاف.
واليهود لا يقاتلونكم إلاّ من وراء الجدار لهذا نقول ان امريكا جدار والنيران جدار والسور جدار لاسرائيل لذلك لا يمكن ان يقاتلونكم اليهود وجهاً لوجه اي انهم يقاتلونكم من خلف ساتر أو بالدبابات او الطيران.
عندما كنا في اجتماع مع السادات قلت له هناك آية في القرآن تدلنا على أسلوب قتال اليهود «وظنوا انهم ما نعتهم حصونهم من الله» فكروا ان هذه الحصون سوف تمنعهم من الله «فآتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فأعتبروا ياأولي الابصار».
هل تعرف ماذا رد السادات.. اذا استخدمنا السلاح في الحرب سوف يحقق لنا النجاح.
وفعلاً اصبح اليهود يخربون بيوتهم بأيديهم وعندمهم ذعر وخوف ولنا على فعلهم في غزوة بدر... وزاد المؤمنين يخربون معهم.. ماذا يريد اليهود بعد قول الله.
وفي حديث الرسول حيث يقول «سوف يجيء يوم وينطق الحجر ويقول لك تعال يا مسلم خلفي يهودي فاقتله» وهذا دليل على ان اليهودي يختفي حتى خلف الحجر.. ماذا يريدون اكثر من ذلك.
وعندما حصل تسعة وعشرة عاد الى الجيش وعين القائد محمد فوزي رحمه الله امين وقوي وبدأنا نتجه نحو الايمان الصادق وجعل الضباط والصف والجنود يمرون بالمعنويات الذي اعطاهم القدرة والعقيدة القتالية الناجحة.
وكان يزورنا في القوات المسلحة رغم انه في الماضي لم يكن هناك زيارات ويحل مشاكلنا وفي حرب الاستنزاف كان معنا قوات جزائرية وقوات فلسطينية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
دوره في حرب أكتوبر
حواره مع الأهرام العربي
اللواء عبد المنعم خليل قائد الجيش الثاني أثناء حرب أكتوبر: حطمنا حلم شارون بدخول الإسماعيلية
السبت 6 / 10 / 2007
أجري الحوار: هاني بدر الدين ـ تصوير: موسي محمود
ستظل حرب أكتوبر مجيدة بما قدم الرجال من تضحيات جسام وبالصراحة والشفافية التي اتسم بها قادة الحرب وقدرتهم علي تحمل المسئولية حتي في أحلك اللحظات.. اللواء عبد المنعم خليل تولي قيادة الجيش الثاني الميداني خلال الحرب بعد مرض قائده اللواء سعد مأمون, فهرع خليل للقيادة والتي تركها قبل نحو عام ليقود معركة وقف القوات الإسرائيلية عند الثغرة وتثبيت وضع القوات في الضفة الشرقية.. وفي الحوار مع الأهرام العربي يكشف اللواء خليل عن دور مدفعية الجيش الثاني بقيادة قائدها عندئذ العميد عبد الحليم أبو غزالة بالإضافة, إلي دور الصاعقة والكمائن التي نفذتها في إجهاض حلم آرييل شارون قائد القوات الإسرائيلية التي كانت تسعي للاستيلاء علي الإسماعيلية.
- بداية نود التعرف علي مناصبك التي توليتها حتي الحرب؟
في عام1964 عينني المشير عبد الحكيم عامر وزير الحربية آنذاك قائدا لوحدات المظلات وهو المنصب الذي كنت أشغله وقت اندلاع حرب 5 يونيو 1967 وبعد الحرب تمت عدة تغييرات في القيادة العسكرية وأسندت إلي قيادة فرقة في منطقة الإسماعيلية, وأذكر أن معركة رأس العش التي كانت في أول يوليو عام1967 كان لها تأثير كبير لرفع الروح المعنوية لقواتنا المسلحة بعد هزيمة5 يونيو, فعدد قليل من الجنود والضباط المصريين منع تقدم القوات الإسرائيلية باتجاه فايد وكبدهم خسائر كبيرة جعلتهم يتراجعون, وبالنسبة لي فقد توليت لاحقا قيادة الفرقة الثالثة بالإسماعيلية, وفي عملية استشهاد الفريق عبد المنعم رياض بنيران الإسرائيليين استشهد معه أيضا اللواء عدلي سعيد قائد الجيش الثاني فخلفه اللواء عبد السلام توفيق, وعند مغادرته المنصب لتولي منصب آخر خلفته في قيادة الجيش الثاني في شهر سبتمبر1969, وظللت في هذا الموقع حتي يناير1972 حيث نقلت لهيئة التدريب, وبعد تولي أحمد إسماعيل وزارة الحربية أسندت إلي قيادة المنطقة المركزية, وقد شهدت خلال عملي كقائد للجيش الثاني حرب الاستنزاف البطولية والتي شهدت أعمالا مجيدة زرعت الرعب في قلوب الإسرائيليين حتي توقف القتال وفقا لقرار وقف إطلاق النار ومبادرة روجرز في عام1970.
- كيف تم إسناد مسئولية قيادة الجيش الثاني لك؟
كنت أشعر بأنني سأعود لقيادة الجيش الثاني وخلال الأيام الأولي للحرب تلقيت اتصالا من اللواء الجمسي يخبرني بأن اللواء سعد مأمون أصابه المرض صباح يوم14 أكتوبر, وأن الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان يريدني لتعييني بقيادة الجيش الثاني, فعدت لموقعي السابق كقائد للجيش الثاني مستلما القيادة من تيسير العقاد الذي كان رئيس أركان الجيش الثاني وتولي قيادته مؤقتا بعد مرض سعد مأمون والذي زرته واطمأنت علي صحته.
- عند توليك القيادة كيف كانت الأوضاع علي الجبهة؟
بالنسبة للقوات المتقدمة والموجودة شرق القناة فقد كانت بحالة ممتازة وتحافظ علي مواقعها وتصد بعض الهجمات المضادة التي ينفذها الجانب الإسرائيلي, وكان العدو يركز كل مجهوده الحربي علي منطقة الثغرة بهدف الوصول إلي الإسماعيلية شمالا والسويس جنوبا لتطويق وحصار الجيشين الثاني والثالث, وعند وصولي لتولي قيادة الجيش الثاني كان تطوير الهجوم قد انتهي تقريبا بدون نتائج كبيرة.
- وما تقييمك لتطوير الهجوم؟
لابد أن نعلم أننا خضنا حرب أكتوبر في ظل إمكاناتنا الممكنة فلم تكن لدينا أسلحة متطورة للغاية من الطائرات وغيرها, ولذا كانت خطة الحرب تعتمد علي العبور والوصول إلي عمق يتراوح ما بين10-15 كيلو مترا شرق القناة, وهي المسافة التي تستطيع صواريخ الدفاع الجوي تأمينها لمنع اقتراب الطيران المعادي, ولذا كان تطوير الهجوم للوصول إلي عمق يتراوح ما بين20-30 كيلومترا يحتاج إلي حماية لم تكن متوافرة في ظل هذه الإمكانات والتي استغللناها وحققنا إنجاز العبور وتدمير خط بارليف والوصول لعمق أكثر من10 كيلومترات داخل سيناء ولا ننسي التدخل الأمريكي لصالح إسرائيل والذي دفع السادات للقول إنني لا أستطيع أن أحارب أمريكا.
- وكيف تصف ما جري في الثغرة؟
كان الضغط الإسرائيلي علي الجيش الثاني في منطقة الدفرسوار حيث الفرقة 16, وفي يوم18 أكتوبر جاءني في مقر قيادة الجيش الثاني الفريق الشاذلي وقاد المعارك حتي يوم 20 حيث أخبرني بأنه سيعود للقاهرة ليعرض علي الرئيس السادات وقف إطلاق النار, وأود الإشارة إلي أن المخابرات الحربية المصرية كانت قد حذرت قبل حرب أكتوبر بمدة كبيرة وبالتحديد في عام1968 من أن الجانب الإسرائيلي سيحاول عند اندلاع الحرب خلق ثغرة بين الجيشين الثاني والثالث للعبور من خلالها وذلك في منطقة الدفرسوار, وهو ما حدث بالفعل وكانت هناك خطة معدة سلفا وتمت تدريبات عليها قبل حرب أكتوبر للتعامل مع هذا الاحتمال.
- فلماذا إذن حدثت الثغرة؟
القوات المصرية التي كانت قد تدربت علي التعامل مع الثغرة وفق الخطة المعدة سلفا لذلك تم سحبها من مواقعها يوم14 أكتوبر للدفع بها والمشاركة في عمليات العبور علي الضفة الشرقية, وبالتالي لم تكن هناك قوات كافية غرب القناة لتأمين تلك المنطقة, كما تم إلحاق خسائر في صفوفنا في الدفاع الجوي حيث نجحت إسرائيل من خلال المساعدات الأمريكية والجسر الجوي الأمريكي- والذي نقل لها أسلحة حديثة منها صواريخ تتعقب أشعة الدفاع الجوي للوصول لمحطات الدفاع الجوي وتدميرها وتنطلق من علي بعد40 كيلومترا- في تدمير معظم كتائب الدفاع الجوي في تلك المنطقة وبالتالي كانت هناك حرية حركة للطيران الإسرائيلي في الوصول لمنطقة الاختراق في الدفرسوار وتأمين قواتهم وضرب القوات المصرية.. وبرغم صمود وبسالة الفرقة 16 ولواء من الفرقة 21 إلا أن الإسرائيليين استطاعوا الاختراق.
- وماذا فعلت لوقف الاختراق ومنع شارون وقواته من الوصول إلي الإسماعيلية؟
عندما كنت قائدا للجيش الثاني قبل حرب أكتوبر تكونت لدي خبرة كبيرة بطبيعة الأرض في تلك المنطقة ونقاط القوة والضعف وعند عودتي لقيادة الجيش الثاني كانت القوات الإسرائيلية موجودة بالفعل في الثغرة فكرت سريعا في تأمين المواقع الحيوية ومنطقة الإسماعيلية ضد أي اختراق إسرائيلي, ولذا وضعت بعض القوات من الصاعقة والمظلات علي طول أي طرق باتجاه الإسماعيلية سواء أكانت مدقا أم وديانا أم سكة حديد أم غير ذلك من الطرق التي يمكن أن يستخدمها الإسرائيليون للوصول للإسماعيلية, وبالفعل نجحت تلك القوات في نصب العديد من الأكمنة علي طول طرق الاقتراب من الإسماعيلية وتلغيمها لاصطياد العدو, ونجحت تلك الأكمنة في إلحاق خسائر كبيرة بصفوف الجانب الإسرائيلي والذي كان يقوده آرييل شارون والذي كان يسعي باستماتة للوصول للإسماعيلية ولكن نجحت قوات الصاعقة والمظلات في وقف قواته وتكبيدها خسائر كبيرة, فحول العدو اتجاهه من التوجه شمالا نحو الإسماعيلية إلي الجنوب باتجاه السويس بعدما شعر بأنه من المستحيل الوصول للإسماعيلية لضراوة القوات المصرية, كذلك فإن المدفعية كان لها دور كبير ومهم للغاية وكان قائد مدفعية الجيش الثاني المشير عبد الحليم أبو غزالة واتفقنا علي تركيز المدفعية علي المنطقة التي توجد بها القوات الإسرائيلية المهاجمة والمتجهة صوب الإسماعيلية وبالفعل أمطرت المدفعية تلك القوات بوابل مستمر من نيران المدفعية وبشكل مكثف للغاية كبدها خسائر فادحة, وأقول لولا تدمير المدفعية وكمائن قوات الصاعقة والمظلات للقوات المعادية يوم20 أكتوبر لنجح الإسرائيليون في الوصول إلي الإسماعيلية.
- ما حجم التنسيق بينكم في الجيش الثاني مع الجيش الثالث لوقف الثغرة؟
كنت علي اتصال مستمر مع اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث وتعاونت مدفعية الجيشين لدك القوات الإسرائيلية وسببت لهم خسائر كبيرة.
- لماذا لم تتم الاستعانة بأي من القوات الموجودة شرق القناة للمساعدة في التطويق والإجهاز علي القوات الإسرائيلية في الثغرة؟
كان هناك اتجاه عام داخل القيادة سواء السياسية أم العسكرية بعدم سحب أي قوات من شرق القناة خوفا من أن يعطي ذلك انطباعا سلبيا لدي بقية القوات فيظنون أن هناك انسحابا لكل القوات, وكان الشاذلي يري سحب بعض ألوية مدرعة من شرق القناة لتطويق القوات الإسرائلية في الثغرة والإجهاز عليها, ولكن كانت هناك معارضة من السادات وأحمد إسماعيل لذلك, حتي عندما اقترحت علي الوزير أحمد إسماعيل بسحب أحد الألوية الموجود آنذاك في منطقة القنطرة شرق, حيث لم تكن هناك أية اشتباكات في تلك المنطقة والدفع به باتجاه الثغرة رفض إسماعيل وأخبرني بأن السادات' زعل' من هذا الاقتراح, من جهة أخري لم يكن من الممكن أن تتقدم القوات في شرق القناة أكثر من10-15 كيلومترا, كذلك فإن قواتنا شرق القناة لم يكن بإمكانها تطويق القوات الإسرائيلية عند محور الاختراق أو قطع خطوط مرورها بسبب الطيران الإسرائيلي.
- انتهكت القوات الإسرائيلية قرار وقف إطلاق النار عدة مرات فكيف تعاملتم مع ذلك؟
كانت الأوامر الصادرة لنا هي الالتزام بوقف إطلاق النار الصادر يوم22 أكتوبر, ولكن القوات المعادية انتهكت ذلك وسعت مجددا للتقدم إلي الإسماعيلية, وكنا جاهزين لوقفهم ومنعهم واشتبكنا معهم وتكرر ذلك حتي وقف القتال فعليا يوم28 أكتوبر.
- ماذا تتذكر من أول اجتماع للقيادة العسكرية بعد الحرب؟
رأيت يومها سعد مأمون وكان في صحة جيدة للغاية فسألته يا سعد أنت طالما خفيت مجيتش ليه ترجع تستلم قيادة الجيش بدلا مني.
- يقول اللواء جمال حماد المؤرخ العسكري المعروف إن قرار إسناد قيادة الجيش الثاني لسيادتكم بعد مرض مأمون كان خطأ فما رأيك؟
نعم هذا أمر صحيح, فرغم سعادتي الشديدة بالعودة لقيادة الجيش إلا أنه لم يكن لدي علم شديد بوضع القوات وحالتها عند إسناد المسئولية لي يوم16 أكتوبر, والغريب أنه طلب مني فور وصولي لمقر قيادة الجيش إعداد خطة عاجلة!!*
انظر أيضاً
تسجيلات مرئية