سعيد حسين محمد
سعيد حسين محمد (و. 1924 - ت. 1977)، هو ثوري ومناضل إرتري، ومن مؤسسي جبهة التحرير الإرترية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
سيرته
وُلد في إرتريا في ثلاثينيات القرن العشرين. بدأ دراسته بالكتاتيب ومن ثم المدارس الإرترية. انتقل إلى القاهرة لمواصلة دراسته في وقت مبكر، فاعصر هناك نهايات العهد الملكي وبدايات العهد الجمهوري الثوري. [1] كان تواقاً للمعرفة بشكل عام والأكثر رغبة لدراسة علوم اللغة والدين من فقه ونحو وتجويد وتفسير القرآن الكريم والإلمام بالأحاديث النبوية، كما كان مهتماً بمعرفة تجارب الآخرين في التصدي للمستعمر مما قربه من العلماء والشباب المناهضين، وكانت النتيجة التحاقه المبكر بجماعة الإخوان المسلمين. شارك في قتال قوات الاحتلال البريطاني في المعسكرات البريطانية في السويس والإسماعيلية وبورفؤاد.
العدوان الثلاثي 1956
في أكتوبر عام 1956 حين تعرضت مصر للعدوان الثلاثي (إسرائيل، وبريطانيا، وفرنسا)، كان سعيد حسين ضمن فوج المتطوعين في الجيش المصري، وأبلى في المعركة بلاءاً حسناً، وخرج من حصار العدو بأعجوبة، ولذلك منحته الحكومة المصرية شهادة البطولة الحربية.
تأسيس جبهة التحرير الإرترية 1960
- مقالة مفصلة: جبهة التحرير الإرترية
أثناء الاحتلال الاثيوپي لإرتريا في أواخر عام 1958، اضطر عدد كبير من العمال الإرتريين إلى الهجرة إلى الأقطار المجاورة، وبادر عدد منهم إلى تأليف تنظيم ثوري حمل اسم حركة التحرير الإرترية واتخذ قاعدة له في بورتسودان، وسرعان ما امتدت الخلايا السرية لهذا التنظيم إلى الكثير من المدن الإريترية.
في يوليو 1960، بمدينة القاهرة عقدت مجموعة من الطلاب والمثقفين الإرتريين من الشباب وشكلوا جبهة التحرير الإرترية وهم[2]:
- إدريس محمد أدم، رئيس البرلمان الارتري
- إدريس قلا يدوس، خريج كلية الحقوق جامعة القاهرة
- محمد صالح همد، خريج كلية الحقوق جامعة القاهرة
- أدم محمد أكتي، خريج جامعة القاهرة
- طه محمد نور، خريج من إيطاليا
- سعيد حسين، طالب بجامعة الأزهر
وكان هذا أول تأليف للجبهة بين العمال والطلبة الإرتريين في المشرق العربي، وانتقل نشاطه في العام التالي إلى المرتفعات الإرترية إثر الانتفاضة التي قادها حامد إدريس عواتي في 1 سبتمبر 1961 مع بضعة مقاتلين يحملون بنادق إيطالية عتيقة، وقد تبنت الجبهة تلك الانتفاضة لتحولها في مدى سنوات قليلة إلى ثورة مسلحة منظمة انسجاماً مع أهداف التحرير التي حددها دستور الجبهة. في مقدمتها الاستقلال الوطني الكامل عن طريق الكفاح المسلح المدعم بجهود سياسية ودبلوماسية في الخارج. واختار المؤسسون أن يكون إدريس محمد آدم أول رئيس للجنة التنفيذية للجبهة. وقد تطور الكفاح المسلح بإمكانات ذاتية بسيطة وبدعم من بعض الأقطار العربية، وفي مقدمتها سوريا، إلى مقاومة حملات قمع وإبادة إثيوبية شرسة شملت مئات الألوف من الضحايا الإريتريين، واتسمت بعض تلك الحملات باتباع سياسة الأرض المحروقة للقضاء على المحصولات الزراعية وقتل المواشي، وإبادة المواطنين بالجملة من دون تمييز، كما حدث في حملات 1967 و1970 و1974 و1975 على التوالي فشردت أعداداً كبيرة من الإرتريين في الصحارى والغابات، وعبرت أعداد أخرى الحدود إلى السودان، الأمر الذي أدى إلى نشوء مشكلة اللاجئين الإرتريين هناك، في حين سيطرت حركة المقاومة الإريترية على معظم الريف الإرتري، وتمكنت من تحرير بعض المدن، وكانت سيطرة جبهة التحرير تتسع أو تتقلص بحسب ظروف المواجهة وتطوراتها. وفي هذا السياق، عقدت حركة المقاومة الوطنية الإرترية أكثر من مؤتمر لها في الأراضي المحررة، ولم تنج من التعدد والانقسامات التي فرضها تباين منعكس المعاناة الداخلية، ورواسب المجتمع والتداخلات الخارجية أحياناً.
اعتقاله
تيجة لخبرته العسكرية السابقة فقد كان له دوراً بارزاً في العمليات العسكرية داخل أسمرا حيث دبر وشارك مع زملائه في عدة عمليات فدائية. كان في أسمرا يقطن مع زملائه في أماكن خفية. وكانت الحكومة تبحث عنه مدة من الزمن، وشخصيته كانت مجهولة لديهم، والشائعات المختلفة تنتشر حوله، منها أنه عسكري بمرتبة كولونيل وغيرها، وبعد عمليات بحث متواصلة، قبض الشرطة الإرترية عليه في مساء يوم الجمعة الموافق 24 مايو 1963 في مدينة أسمرة.
بعد فترة من القبض عليه تم تقديمه للمحاكمة مع زميله محمود هارون، فتولى الدفاع عنهما المحامي المعروف محمد عمر قاضي، وبعد مداولات استمرت وقتاً من الزمن حكمت المحكمة عليه بالسجن لمدة عشر سنوات وعلى رفيقه مدة خمس سنوات وذلك في يوم الاثنين 23 نوفمبر 1964. استأنف محاميه محمد عمر قاضي الحكم، فأصدرت المحكمة العليا حكمها عليه في يوم الثلاثاء 28 ديسمبر 1965 بالسجن لعشرين سنة وعلى زميله بعشر سنوات. وأثناء محاكمته الثانية كانت الحكومة قد ألقت القبض على محاميه محمد عمر قاضي وأودعته في السجن.
إطلاق سراحه ووفاته
خرج من السجن في فبراير 1975 بعد العملية التي نفذها جيش التحرير الارتري لسجن سنبل بأسمرة. وفي هذه العملية تم إخراج أكثر من 900 معتقل، منهم عدد من السياسيين البارزين.[3] شارك في المؤتمر الوطني الثاني مايو 1975 وتم انتخابه عضو في المجلس الثوري لجبهة التحرير الارترية.
استشهد عام 1978 مع بعض زملائه من المحاربين القدامى إثر هبوطه على الشاطئ بمنطقة دنكاليا، قادماً من اليمن فيما يعتقد بأنه عملية غدر قام بها شخص كانوا يعتبرونه موالياً لهم. وكانت جبهة التحرير تمر بصراعات داخلية بين أصحاب التوجهات السياسية والأيديولوجية المختلفة، ويبدوا أنه وزملاؤه كانوا ضحايا هذا الصراع.
تكريمات
حصل سعيد حسين على شهادة البطولة الحربية من الحكومة المصرية لمشاركته المتطوعين في الجيش المصري ضد العدوان الثلاثي عام 1956.
المصادر
- ^ "المناضل الثائر الفدائي الشهيد سعيد حسين". سماديت كوم. 2003-10-10. Retrieved 2019-11-01.
- ^ "صانع تاريخ:سيرة ذاتية عن تاريخ الشهيد البطل /حامد إدريس عواتي مفجر الكفاح المسلح وقائد الثورة الارترية". موقع عنسيا. 2011-08-08. Retrieved 2013-06-11.
- ^ "سعيد حسين محمد حسين". الوفاء. 2013-07-18. Retrieved 2019-11-01.