زهر الآداب
المؤلف | أبو اسحاق الحصري القيرواني | باركود | 5374 |
---|---|---|---|
عدد الصفحات | 308 | ||
تاريخ التأليف | 1922 | تاريخ المخطوط | 1922 |
مقر_المخطوط | حيدر أباد, الهند | ||
الموضوع | سياسة | ||
الناشر | القاهرة | ||
حمـِّل نسخة | |||
ساعدنا في تحويل المخطوطات المصورة إلى نصوص. سجـّل في مشروع تدوين المخطوطات، هنا، ودوّن ولو صفحة من أي مخطوط تشاء. |
زهر الآداب وثمر الألباب كتاب أدبي جمعه أبو إسحاق، إبراهيم بن علي، الحصري، القيرواني (ت453هـ، 1601م) أديب من أدباء المغرب مؤلف وناثر بليغ. وهو معاصر الشاعر المشهور أبي الحسن الحصري القيرواني وبينهما قرابة. والحصري، أبو الحسن هو صاحب القصيدة المشهورة ياليل الصّبّ.
وزهر الآداب كتاب أدبي محض لم يتناول فيه المؤلّف شيئًا من النحو والتّصريف واللّغة، بل قصره على فنون القول من شعر ونثر وما يتَّصل بذلك من ضروب البلاغة وجمال الصِّياغة وإصابة التشبيه وحُسن الإنشاء وجودة الخطابة.
والكتاب قائم على الجمع والرّواية، لم يُعنَ صاحبه بتمحيص الأخبار والأشعار ومناقشتها والتعليق عليها. كما أن الكتاب لم يمش على نهج معيّن أو أسلوب مدروس، وإنما هو مجموعة نصوص وأخبار جمعها الحصري في أزمان متباعدة ثم ألف بينها دون ترتيب معين. فهو يتحدث، مثلاً، عن الزبرقان بن بدر ثم عُلَيَّة بنت المهدي ثم عن الرسول ³ وبعض أقواله في الشعر والبيان وغير ذلك، ثم يعود للحديث عن زهير بن أبي سلمى وشعره، هكذا دون ترتيب أو تبويب، وهذا ماجعل بعض القدماء يصف هذا الكتاب بأنه مؤلَّف جمع كل غريبة.
والغالب على موضوعات الكتاب الجدُّ، فهو محصور في دائرة الخُلق والدين بعيدًا عن العبث والمجون؛ لأن فيه أخبار الرسول ³ والصحابة والتابعين وأقوالهم. فكأن المؤلِّف أراد تنزيه الكتاب عمّا يشين لما كان مشتملاً على أخبار السَّلف الصَّالح. والذي يؤكد ذلك أن الحصريّ نفسه صنّف كتابًا آخر سمّاه جمع الجواهر في المُلَح والنوادر. ويُعرف باسم ذيل زهر الأداب، فلعلّه ألحق فيه من الأخبار ما تحاشى ذكره في الكتاب الأول، وهو منهج مقبول.
وقد أبان المصنّف عن منهجه في مقدمة الكتاب فقال: "هذا كتاب اخترت فيه قطعة كافية من البلاغات في الشعر والخبر والفصول والفقر مما حسن لفظه ومعناه… وليس لي في تأليفه من الافتخار أكثر من حسن الاختيار. واختيار المرء قطعة من عقله".
وقد عُني أبو إسحاق الحصري بموضوع الوصف عناية خاصة، فأكثر من إيراد النصوص في وصف الليل والبلاغة والماء والرعد والبرق وغيرها. وغلب السجع على أسلوب الكتاب وهو أسلوب ذلك العصر. طبع الكتاب طبعات عديدة مشروحة ومضبوطة ومفهرسة. إقتباسات
قال ابن المقفع، وقد جرى ذكر الشعر وفضيلته: أى حكمة تكون أبلغ، أو أحسن، أو أغرب، أو أعجب، من غلام بدوى لم ير ريفا، ولم يشبع من طعام؛ يستوحش من الكلام، ويفزع من البشر، ويأوى إلى القفر واليرابيع والظباء، وقد خالط الغيلان، وأنس بالجان؛ فإذا قال الشعر وصف ما لم يره،
ويمدح ويهجو ، ويذمّ ويعاتب ،
ويشبب ويقول ما يُكتب عنه ، ويروى له ، ويبقى عليه .
- * *
ذريني فإن البخل يا أم مالك ... لصالح أخلاق الرجال سروق
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ... ولكن أخلاق الرجال تضيق.. عمرو بن الأهتم
- * *
وقيل لبعض العلماء : ما بَلَغ من سرورك بأدبك وكتُبك ؟ فقال : هي إن خََلوْت لذتي ، وإن اهتممتُ سَْلوَتي ، وإن قلتَ : إن زهْرَ البستان ، ونوْر الجِنان..
وقد قال الحسن بن سهل : الآداب عشرة ؛ فثلاثة شهرجانية ، وثلاثة أنُوشروانية ، وثلاثة عربية ، وواحدة
أرْبَتْ عليهن ؛ فأما الشهرجانية فضربُ العْود ، ولعب الش ْ طرنج ، ولعب الصَّوَالج . وأما الأنوشروانية
فالطّب ، والهندسة ، والفروسية . وأما العربية فالشعْر ، والنَّسب ، وأيام الناس . وأما الواحدة التي أرْبَتْ
عليهنّ ، فمقطعات الحديث ، والسمر ، وما يتلقَّاه الناسُ بينهم في المجالس
- * * *
ذكرتك ذكرى هائم بك تنتهى ... إليك أمانيه وإن لم يكن وصل
وليست بذكرى ساعة بعد ساعة ... ولكنها موصولة مالها فصل .. لم يذكر صاحب بيت الشعر في كتاب زهرة الآداب وثمر الالباب
- * *
وأوصى بعضُ الحكماء صديقًا له ، وقد أرادَ سفرًا ، فقال : إنك تدخُل بلدًا لا يَعرُِْفك أهلُه ، فتمسّك
بوصيتيَ تنفق بها فيه ؛ عليك بحُسن الشمائل فإنها تدكُ على الحرية ، ونََقاء - الأطراف فإنها تشهد بالمُلوكية
؛ ونظافة الِبزة فإنها تنبئ عن النَشء في النعمة ؛ وطيب الرائحة فإنها تظهرُ المروءة ، والأدب الجميل فإنه
يكسب المحبة ، وليَكُن عقُلك دون دينك ، وقوُلك دون فِعْلك ، ولباسُك دو َ ن َقدْ ِ رك ، والز ِم الحياءَ والأنَفة
؛ فإنك إن استحييت من الغضاضة اجتنبتْ الخساسة ، وإن أِنفْتَ عن الغلبة ، لم يتقدمْكَ نظيرٌ في مرتبة
- * * *
وأنشد المفضل الضبى لامرأة من العرب ترثى ابنا لها القصيدة طويلة واختصر منها
يا عمرو مالى عنك من صبر ... يا عمرو يا أسفى على عمرو
لله يا عمرو، وأى فتى ... كفنت يوم وضعت في القبر؟
أحثو التراب على مفارقه ... وعلى غضارة وجهه النضر
نيت عليك بنى، أحوج ما ... كنا إليك، صفاثح الصخر
لا يبعدنك الله يا عمرى ... إما مضيت فنحن بالإثر
هذى سبيل الناس كلهم ... لا بد سالكها على سفر
أولا تراهم في ديارهم ... يتوقعون وهم على ذعر
والموت يوردهم مواردهم ... قسرا؛ فقد ذلوا على القسر
* * * *
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المصادر