رندة
رندة | |
---|---|
الإحداثيات: 36°44′14″N 5°9′53″W / 36.73722°N 5.16472°W | |
البلد | إسپانيا |
المنطقة ذاتية الحكم | منطقة الأندلس |
المقاطعة | مالقة |
الكوماركا | سرانيا ده رندا |
الحكومة | |
• القاضي | أنطونيو ماريا مارين لارا (حزب العمال الاشتراكي) |
المساحة | |
• الإجمالي | 481٫31 كم² (185٫83 ميل²) |
المنسوب | 723 m (2٬372 ft) |
التعداد (2009) | |
• الإجمالي | 36٬827 |
صفة المواطن | رندي |
منطقة التوقيت | UTC+1 (CET) |
• الصيف (التوقيت الصيفي) | UTC+2 (توقيت وسط اوروپا الصيفي) |
الرقم البريدي | 29400 |
كود الهاتف | 95287, 95219 |
الموقع الإلكتروني | Official website |
رندة مدينة إسبانية تقع في مقاطعة مالقة التي تنتمي إلى منطقة الأندلس. يبلغ عدد سكانها حوالي 41.152 نسمة (2006).
عرفت رندة ازدهارا كبير إبان فترة الحكم الإسلامي للأندلس وكانت عاصمة إقليمية وإليها ينسب الشاعر الأندلسي أبو البقاء الرندي صاحب قصيدة (مرثية الأندلس) الشهيرة والتي يقول في مطلعها:
لكل شيء إذا ما تم نقصان | فلا يُغرّ بطيب العيش إنسانُ |
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ | من سره زمنٌ ساءته أزمانُ |
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
يحيط بالمدينة بقايا مستوطنات ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ وبالتحديد لفترة العصر الحجري, بما في ذلك اللوحات الصخرية في مغارة Cueva de la Pileta. ولكن تعتبر الشعوب الكلتية "السلتية" هي أول من سكن الرندة في القرن السادس قبل الميلاد وأسموها (أروندا).
ومن ثم استوطن الفينيقيون في مكان يبعد عن الرندة بعشرين كيلومتر وهو ما يعرف بالرندة القديمة. أما مدينة الرندة الحالية فترجع أصولها إلى العهد الروماني حينما استخدمها سكيبيو الإفريقي كحصن أثناء الحرب البونيقية الثانية. أما اسم (الرندة) فقط أطلقه عليها القيصر يوليوس.
في القرن الخامس قبل الميلاد أحتل السويبيون بقيادة ريكيلا مدينة الرندة, ثم تلاه احتلال الإمبراطورية الرومانية الشرقية وفي عهدها أصبحت الرندة القديمة مهجورة. ومن ثم احتلها القوط حتى عام 713 عندما فتحها العرب وأسموها (راند) أو مدينة القلعة وجعلوها عاصمة للخلافة الأموية في الأندلس. وهي مسقط رأس العالم عباس بن فرناس (810 – 887) الذي برع في عدة جوانب منها الاختراع والهندسة والطيران والفيزياء والشعر والموسيقى الأندلسية. كما تُعد أيضاً مسقط رأس أبو البقاء الرندي صالح بن شريف (1204 – 1285) والعلامة الصوفي ابن عباد الرندي (1333 – 1390).
بعد تفكك الخلافة في قرطبة أصبحت الرندة عاصمة لمملكة صغيرة من البربر يحكمها بنو يفرن (أو الإفرنيون). خلال هذه الفترة تلقت الرندة معظم تراثها الإسلامي. وفي عام 1065 غزاها ملوك طوائف أشبيليا بقيادة عباد المعتضد الثاني. في عام 1485 انتهى الحكم الإسلامي في الرندة بعد حصار قصير من ملك قادس, وبالتالي تم تجديد معظم مباني المدينة أو تكييفها لتناسب الطراز المسيحي وتم أيضاً إضافة أحياء جديدة.
تضرر المسلمون في إسبانيا من محاكم التفتيش الإسبانية, فبعد عام 1492 بوقت قصير لم يبقى للمسلمين وجود في شبه الجزيرة الأيبيرية إلا في منطقة غرناطة. حينها أصدر الأسبان مرسوماً يقضي بتنصير جميع المسلمين واليهود أو أن يغادروا الأراضي الأسبانية دون أخذ أملاكهم. مما أجبر كثير من الناس اعتناق المسيحية في العلن, لكنهم مارسوا دينهم سراً حفاظاً على ممتلكاتهم. تم أطلاق اسم المورسكيون على المسلمين الذين اختاروا التحول للمسيحية, كما أُجبروا على وضع هلال أزرق فوق قبعاتهم وعمائمهم مما جلب لهم السخرية والأذى من السكان المتعصبين. كما أن سفر المورسكيون بدون أذن يعني الحكم عليهم بالإعدام. هذا القمع المنهجي الذي تعرض له المسلمون جعلهم يلجئون إلى المناطق الجبلية الجنوبية في المدن الأندلسية مثل الرندة.
في الخامس والعشرين من شهر مايو عام 1566 أصدر فيليب الثاني مرسوماً بحظر استخدام اللغة العربية تحدثاً أو كتابة, وأن تُبقى جميع أبواب المنازل مفتوحة يوم الجمعة حتى لا يؤدي المسلمون صلاة الجمعة, كما فرض ضرائب مرتفعه على تجارة المورسكيين. هذه القوانين أدت إلى ثورات عديدة منها واحده في مدينة الرندة بقيادة الفهري. وبعد معارك شرسة أستطاع جيش الفهري المتمرد من هزيمة الجيش الأسباني الذي كان بقيادة الفونسو دي أغيلار. لكن فيليب الثاني قام بمجزرة جماعية قتل فيها معظم المورسكيين المسلمين, أما القلة التي نجت منهم فقد تم بيعهم للعبودية.
في بداية القرن التاسع عشر تضررت الرندة كثيراً جراء غزو نابليون وحروب شبة الجزيرة الأيبيرية, مما أدى إلى انخفاض عدد سكانها من 15600 إلى 5000 في غضون ثلاث سنوات. كما أصبحت الرندة قاعدة لحرب العصابات, ثم العديد من قطاع الطرق الذين ألهمت أفعالهم بعض الفنانين مثل ايرفينغ واشنطن وبروسبير مريميه وغوستاف دوريه. وفي القرن التاسع عشر كان اقتصاد الرندة ريفي. وفي عام 1918 كانت المدينة مقراً لجمعية الرندة التي تم فيها تصميم العلم والنشيد الأندلسي وملابس الجيش.
تعتبر عائلة روميرو من العائلات التي لعبت دوراً أساسياً في تاريخ الرندة, ابتداءً من الجد فرانسسيكو الذي ولد عام 1698, مروراً بالابن خوان وانتهاءً بالحفيد بيدرو الشهير الذي توفي عام 1839 والذي لعب دوراً فريد في رياضة مصارعة الثيران الأسبانية. كانت العائلة مسئولة عن الابتكارات في هذه الرياضة مثل ابتكار السيف الخاص بقتل الثور. ويعتبر بيدور هو من حول مصارعة الثيران إلى فن ومهارة بحد ذاتها وليس مجرد قتل للثيران.
تأثرت الرندة كثيراً بـ الحرب الأهلية الإسبانية التي تسببت بهجرة العديد من السكان. ويصف الفصل العاشر من رواية ( لمن تقرع الأجراس ) للكاتب إرنست همينغوي مشهداً يُحاكي الأحداث الفعلية التي جرت في الرندة, حيث تدور الأحداث في العام 1936 حينما يتم إعدام متعاطفين مع الفاشية برميهم من أعلى الهاوية.
الجغرافيا
تقع الرندة في منطقة جبلية ترتفع حوالي 750 متر فوق سطح الأرض, ويمر بها نهر يقسمها إلى نصفين وتعتبر الجبال المحيطة بالرندة موطن خشب شجر التنوب الأسباني.
أهم المعالم السياحية
يوجد في الرندة ثلاثة جسور تعتبر من أشهر المعالم في المدينة وهي: الجسر الروماني, والجسر القديم والمعروف أيضاً بالجسر العربي, والجسر الجديد الذي يمتد للوادي. وتعتبر تسمية الجسر الجديد بهذا الاسم غير دقيقة, لأن الجسر بدأ بناءه عام 1751 وتم الانتهاء منه عام 1793. ويُعد الجسر الجديد أطول الجسور حيث يمتد على ارتفاع 120 متر (390 قدم) فوق قاع الوادي.
ويوجد في الرندة حلبة لمصارعة الثيران هي الأقدم في تاريخ إسبانيا وتم بنائها من قبل المعماري خوسيه مارتن دي عام 1784, وهو أيضاً من قام بتصميم الجسر الجديد. ويوجد تحت المدينة (حمامات عربية) يرجع تاريخها إلى القرنين 13 و14. كما توجد قاعة البلدية بالقرب من الجسر الجديد ومطلة على الوادي.
التأثير الثقافي
أمضى الكاتبان الأميركيان إرنست همينگوي واورسن ولز فترة طويلة في الجزء القديم من الرندة, وكتبا عن جمالها وتقاليد مصارعة الثيران فيها. وقد ساهمت أعمالهم في انتشار شهرة الرندة. وفي العقد الأول من القرن العشرين أمضى الشاعر الألماني الشهير راينر ماريا ريلكه فترات طويلة في الرندة, وكان يحتفظ بإقامة دائمة في إحدى غرف فندق رينا فكتوريا (الذي بُني عام 1906) وما تزال غرفته موجودة إلى الآن دون تغير وتعتبر متحف مصغر لأعماله. ووفقاً للفندق فقد كتب ريلكه: "بحثت في كل مكان عن مدينة أحلامي, ووجدتها أخيراً في الرندة. لا يوجد في اسبانيا مكان أكثر روعه من هذه المدينة الجبلية والجامحة."
كما تصف رواية ( لمن تقرع الأجراس ) للكاتب إرنست همنگوي عملية قتل مجموعة من المتعاطفين مع القومية في وقت مبكر من الحرب الأهلية الإسبانية. حيث قام الجمهوريون بإلقاء القوميين من أعلى منحدرات قرية أندلسية, ويزعم همنگوي أن الحادثة وقعت في الرندة. كما قام همنغوي بكتابة روايته ( ثم تشرق الشمس ) أثناء تواجده في الرندة.
كما ألهمت الرندة أعمال اورسن ويلز الذي قام بزيارات متكررة إلى إسبانيا والرندة. (له فلم لم يتم الانتهاء منه عن دون كيخوت أو دون كيشوت ). وبعد وفاته عام 1985 تم دفن رماده في بئر تابع لصديقة مصارع الثيران انطونيو أوردونيز. وتحكي رواية (دانيال من الرندة) للكاتب جورج إليوت قصة يهودي أسباني ينشأ نشأة إنجليزية. ويُعتقد أن أسلاف إليوت قد عاشوا في الرندة قبل طرد اليهود منها عام 1492.
وفي عالم الأزياء, أعرب المصمم الإيطالي جورجو أرماني عن سروره بإطلاق تشكيلة من أزياء مصارعي الثيران في مناسبة تمت يوم 6 أيلول عام 2006 في الرندة.
النقل
يتم الوصول إلى الرندة عبر الطرق السريعة والسكك الحديدية من الجزيرة الخضراء وقرطبة. تم بناء سكة الحديد التي تتألف من خط واحد بين الرندة والجزيرة الخضراء بين عام 1890 و 1892 من قبل شركة جبل طارق للسكك الحديدية, مما وفر للجنود البريطانيين الموجودون في جبل طارق متنفس صيفي. وشارك في بناء السكة الحديدية المهندس جيمس موريسون والممول السير ألكسندر هندرسون.
توأمة
المصادر
وصلات خارجية