دار كسوة الكعبة بالقاهرة
دار كسوة الكعبة، هو دار تولت صناعة كسوة الكعبة 1816 حتى عام 1964. تقع الدار في حي الجمالية، القاهرة، مصر. في 2 سبتمبر 2013 أعلتها اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية التابعة لوزارة الآثار المصرية، أثراً، وذلك للقيمة التاريخية والروحانية للدار التي ارتبطت بالكعبة المشرفة. كانت الكعبة منذ عهد الرسول محمد تكتسي بالقباطي المصرية، إلى جانب أقمشة من بلاد مختلفة، واستمر ذلك في عهد الخلفاء الراشدين. أما تقرير إظهار الكسوة المصرية ككسوة رسمية متغلبة فكان في عهد الدولة الفاطمية وكانت بلدة تنيس بجزيرة تنيس في بحيرة المنزلة من تقوم بغالب الأعمال للكسوة المصرية، حتي إجلاء كافة أهلها وتخريب الجزيرة خوفاً من هجوم الصليبين البحري علي الجزيرة (وهو لم يحدث). بعدها إنتقلت خدمة كسوة الكعبة لعدة قري مصرية ودار الكسوة بمدينة القاهرة، التي تميزت لاحقاً بخروج موكب قافلة الكسوة مع الحجيج.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
- مقالة مفصلة: كسوة الكعبة
كان القباطي قماشاً من الكتان والقطن المصري إشتهرت به منذ عهود الفراعنة، واندثر حالياً في الغالب، في حين كانت الكسوة السعودية غالباً من الحرير.
مع بداية الدولة الفاطمية اهتم الحكام الفاطميين بإرسال كسوة الكعبة كل عام من مصر، وكانت الكسوة بيضاء اللون (قباطي) من الكتان والقطن المصري. وفي الدولة المملوكية وفي عهد السلطان الظاهر بيبرس أصبحت الكسوة ترسل من مصر، حيث كان المماليك يرون أن هذا شرف لا يجب أن ينازعهم فيه أحد حتى ولو وصل الأمر إلى القتال، فقد أراد ملك اليمن "المجاهد" في عام 751هـ أن ينزع كسوة الكعبة المصرية ليكسوها كسوة من اليمن، فلما علم بذلك أمير مكة أخبر المصريين فقبضوا عليه، وأرسل مصفدا في الأغلال إلى القاهرة.
كما كانت هناك أيضا محاولات لنيل شرف كسوة الكعبة من قبل الفرس والعراق ولكن سلاطين المماليك لم يسمحوا لأى أحد أن ينازعهم في هذا ، وللمحافظة على هذا الشرف أوقف الملك الصالح إسماعيل بن عبد الملك الناصر محمد بن قلاوون ملك مصر في عام 751هـ وقفا خاصا لكسوة الكعبة الخارجية السوداء مرة كل سنة، وهذا الوقف كان عبارة عن قريتين من قرى القليوبية هما بيسوس وأبو الغيث، وكان يتحصل من هذا الوقف على 8900 درهم سنويا، وظل هذا هو النظام القائم إلى عهد السلطان العثماني سليمان القانوني.
واستمرت مصر في نيل شرف كسوة الكعبة بعد سقوط دولة المماليك وخضوعها للدولة العثمانية، فقد أهتم السلطان سليم الأول بتصنيع كسوة الكعبة وزركشتها وكذلك كسوة الحجرة النبوية، وكسوة مقام إبراهيم الخليل.
وفي عهد السلطان سليمان القانونى أضاف إلى الوقف المخصص لكسوة الكعبة سبع قري أخرى اتصبح عدد القرى الموقوفة لكسوة الكعبة تسعة قرى وذلك للوفاء بالتزامات الكسوة، وظلت كسوة الكعبة ترسل بانتظام من مصر بصورة سنوية يحملها أمير الحج معه في قافلة الحج المصري.
وفى عهد محمد علي باشا توقفت مصر عن إرسال الكسوة بعد الصدام الذي حدث بين أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الأراضي الحجازية وقافلة الحج المصرية في عام 1222هـ الموافق عام 1807م، ولكن أعادت مصر إرسال الكسوة في العام 1228هـ.
الدار
وقد تأسست دار لصناعة كسوة الكعبة بحي الخرنفش بالجمالية في القاهرة عام 1816، وهو حي عريق يقع عند التقاء شارع بين السورين وميدان باب الشعرية، وما زالت هذه الدار قائمة حتى الآن وتحتفظ بآخر كسوة صنعت للكعبة داخلها، واستمر العمل في دار الخرنفش حتى عام 1962،[1] ولازالت الدار قائمة وتحتفظ بأخر كسوة. واستمر العمل بالدار حتى عام 1962 ميلادي حين رفض السعوديون استلام الكسوة نتيجة للخلافات السياسية بين جمال عبد الناصر وآل سعود.[2]
يتألف مبنى دار الكسوة من طابقين، بطول الشارع الذي لا يتعدى طوله أربعة أمتار فقط، تحول لون المبني للون الرمادي بسبب الأتربة وعوامل الزمن والتعرية، وتآكلت نوافذه الأثرية بسبب الصدأ الذي حولها للون الأسود، وانتشرت علي جدرانه الضخمة لافتات إعلانية، في حين غابت عن المبني أي لافتة تدل عليه.
تتوسط الدار بوابة حديدية باللون الأخضر، تفتح بين الحين والآخر علي يد موظفي وزارة الأوقاف، والتي تستخدم الدار كمخزن، بحسب شهادات أهالي الحي العتيق، الذين يتوارثون الحكايات عن الآباء والأجداد، عن الدار والاحتفالات التي كانت تقيمها الدولة المصرية، احتفالًا بكسوة الكعبة التي كانت تحملها الجمال علي المحمل سنوياً للأراضي المقدسة.
تأسست دار كسوة الكعبة في عام 1233هـ، وظلت تعمل حتى عام 1962، وكان يقام حفل رسمي كبير في حي الخرنفش أمام مسجد القاضي عبد الباسط، والذي كان يشغل منصب قاضي قضاة مصر، ووزير الخزانة العامة والمشرف على صناعة الكسوة الشريفة، وكانت تخرج الكسوة في احتفال بهيج وتخرج وراءها الجموع إلى ميدان الرملية قرب القلعة.
واليوم وبعد أن توقفت مصر عن إرسال الكسوة، تحول هذا المبني الأثري لمكان مهجور، تنتشر أمامه بعض المحال التجارية، بعد أن تحول المحيط الذي تقع فيه دار الكسوة لمنطقة تجارية، وبالرغم من ذلك إلا أن سكان الحي، يعرفون جيدا تاريخ الدار والاحتفالات التي كانت سنوياً، احتفالات بإرسال الكسوة للأراضي المقدسة. [3]
انظر أيضاً
معرض الصور
مرئيات
<embed width="320" height="240" quality="high" bgcolor="#000000" name="main" id="main" >http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayer.swf?f=http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayercfg.php?fid=9973d3173a74a03860c" allowscriptaccess="always" allowfullscreen="false" type="application/x-shockwave-flash"/</embed>
|
آخر قطعة من كسوة الكعبة، صُنعت في دار كسوة الجمالية، 1962. |
المصادر
- ^ "مصر تصنع كسوة الكعبة حتى عام 1962م". كايرو دار. 2014-09-24. Retrieved 2015-05-03.
- ^ مصر وكسوة الكعبة، الذاكرة
- ^ "بالصور.. "دار كسوة الكعبة".. المبنى المهجور بعد توقف "المحمل المصري"عن الذهاب لـ "بيت الله الحرام"". جريدة الأهرام. 2016-09-10. Retrieved 2018-06-28.