خالد بن الوليد
خالد بن الوليد | |
---|---|
الكنية | سيف الله المسلول |
وُلد | 592 مكة، شبه الجزيرة العربية |
توفى | 642 حمص، سوريا |
مكان الدفن | مسجد خالد بن الوليد |
الولاء | الخلفاء الراشدون |
الخدمة/الفرع | جيش الخلفاء الراشدين |
سنوات الخدمة | 632–638 |
الرتبة | قائد عسكري |
الوحدة | متحرك طليعة |
قاد | رئيس أركان (632–634) قائد ميداني (634–638) قائد متحرك طليعة (634–638) حاكم عسكري للعراق (633–634) حاكم قنسرين (637–638) |
معارك/حروب | الفتح الاسلامي للجزيرة العربية فتح الراشدين للعراق فتح الراشدين لسوريا |
خالد بن الوليد شهرته سيف الله المسلول (و. 592 - ت. 642)، هو أحد صحابة النبي محمد. اشتهر بتكتيكاته ودهائه العسكري، كان قائداً للجيش الإسلامي في عهد الرسول وفي عهده خلفاءه الراشدين؛ أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب.[1] تحت قيادته العسكرية، أصبحت الجزيرة العربية، لأول مرة في تاريخها، في كيان سياسي منفرد، الخلافة. انتصر خالد بن الوليد في مئات المعارك، ضد قوات الامبراطورية البيزنطية-الرومانية، الامبراطورية الساسانية الفارسية، وحلفائهم، بالإضافة إلى القبائل العربية الأخرى. تضمنت انتصاراته العسكرية فتح شبه الجزيرة العربية، فارس وسوريا وبلاد الشام، من عام 632 حتى 636. واشتهر بن الوليد أيضاً لانتصاراته في معركة اليمامة، أليس، والفراض، والولجة ومعركة اليرموك.[2]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نسبه
هو أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة، ينتهي نسبه إلى مرة بن كعب بن لؤي الجد السابع للنبي (صلى الله عليه وسلم) وأبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وأمه هي لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية، وقد ذكر ابن عساكر – في تاريخه – أنه كان قريبًا من سن عمر بن الخطاب. وينتمي خالد إلى قبيلة "بني مخزوم" أحد بطون "قريش" التي كانت إليها "القبة" و"الأعنة"، وكان لها شرف عظيم ومكانة كبيرة في الجاهلية، وكانت على قدر كبير من الجاه والثراء، وكانت بينهم وبين قريش مصاهرة متبادلة.
وكان منهم الكثير من السابقين للإسلام؛ منهم: "أبو سلمة بن عبد الأسد"، وكان في طليعة المهاجرين إلى الحبشة، و"الأرقم بن أبي الأرقم" الذي كانت داره أول مسجد للإسلام، وأول مدرسة للدعوة الإسلامية.
وكانت أسرة خالد ذات منزلة متميزة في بني مخزوم؛ فعمه "أبو أمية بن المغيرة" كان معروفًا بالحكمة والفضل، وكان مشهورًا بالجود والكرم، وهو الذي أشار على قبائل قريش بتحكيم أول من يدخل عليهم حينما اختلفوا على وضع الحجر الأسود وكادوا يقتتلون، وقد مات قبل الإسلام.
وعمه "هشام بن المغيرة" كان من سادات قريش وأشرافها، وهو الذي قاد بني مخزوم في "حرب الفجار".
وكان لخالد إخوة كثيرون بلغ عددهم ستة من الذكور هم: "العاص" و"أبو قيس" و"عبد شمس" و"عمارة" و"هشام" و"الوليد"، اثنتين من الإناث هما: "فاطمة" و"فاضنة".
أما أبوه فهو "عبد شمس الوليد بن المغيرة المخزومي"، وكان ذا جاه عريض وشرف رفيع في "قريش"، وكان معروفًا بالحكمة والعقل؛ فكان أحدَ حكام "قريش" في الجاهلية، وكان ثَريًّا صاحب ضياع وبساتين لا ينقطع ثمرها طوال العام.
الحياة المبكرة
ولد خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي في مكة، وأبو سليمان، أحد أشراف قريش في الجاهلية وكان إليه القبّة وأعنّة الخيل، أمّا القبة فكانوا يضربونها يجمعون فيها ما يجهزون به الجيش وأما الأعنة فإنه كان يكون المقدّم على خيول قريش في الحرب... كان إسلامه في شهر صفر سنة ثمان من الهجرة، حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلا لا يسلمك إلا إلى الخير) ولد لأب شديد الثراء ورفيع النسب والمكانة هو الوليد بن المغيرة الذي قال فيه القرآن: "ذرني ومن خلقت وحيداً"، وأمه هي لبابة بنت الحارث الهلالية.
كان خالد بن الوليد ميمونَ النقيبـة، وأمّه عصماء، وهي لبابة بنت الحارث أخـت أم الفضـل بنت الحارث، أم بني العباس بن عبد المطلب، وخالته ميمونة بنت الحارث زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم كما يمتد نسب خالد بن الوليد إلى الجد السابع للنبي محمد.
كان له ستة إخوة وأختان، نشأ معهم نشأة مترفة، وتعلم الفروسية منذ صغره مبدياً فيها براعة مميزة، جعلته يصبح أحد قادة فرسان قريش.
كان خالد بن الوليد مترددا في النظر للاسلام، وحارب المسلمين في غزوتي أحد والاحزاب ولم يحارب في بدر لانه كان في بلاد الشام وقت وقوع الغزوة الاولى بين المسلمين و مشركي قريش ، غير أنه بدأ يميل إلى الإسلام وأسلم بعد صلح الحديبية، رغم أنه كان صاحب دور رئيسي في هزيمة المسلمين في غزوة أحد في نهاية الغزوة بعد ان قتل من بقي من الرماة المسلمين على جبل احد و التف حول جيش المسلمين و طوقهم من الخلف و قام بهجوم ادى إلى ارتباك صفوف جيش المسلمين.
عهد محمد (610–632)
وكان خالد –كغيره من أبناء قريش – معاديًا للإسلام ناقمًا على النبي (صلى الله عليه وسلم) والمسلمين الذين آمنوا به وناصروه، بل كان شديد العداوة لهم شديد التحامل عليهم، ومن ثَم فقد كان حريصًا على محاربة الإسلام والمسلمين، وكان في طليعة المحاربين لهم في كل المعارك التي خاضها الكفار والمشركون ضد المسلمين.
وكان له دور بارز في إحراز النصر للمشركين على المسلمين في غزوة "أحد"، حينما وجد غِرَّة من المسلمين بعد أن خالف الرماة أوامر النبي (صلى الله عليه وسلم)، وتركوا مواقعهم في أعلى الجبل، ونزلوا ليشاركوا إخوانهم جمع غنائم وأسلاب المشركين المنهزمين، فدار "خالد" بفلول المشركين وباغَتَ المسلمين من خلفهم، فسادت الفوضى والاضطراب في صفوفهم، واستطاع أن يحقق النصر للمشركين بعد أن كانت هزيمتهم محققة.
كذلك فإن "خالدا" كان أحد صناديد قريش يوم الخندق الذين كانوا يتناوبون الطواف حول الخندق علهم يجدون ثغرة منه؛ فيأخذوا المسلمين على غرة، ولما فشلت الأحزاب في اقتحام الخندق، وولوا منهزمين، كان "خالد بن الوليد" أحد الذين يحمون ظهورهم حتى لا يباغتهم المسلمون.
وفي "الحديبية" خرج "خالد" على رأس مائتي فارس دفعت بهم قريش لملاقاة النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه، ومنعهم من دخول مكة، وقد أسفر الأمر عن عقد معاهدة بين المسلمين والمشركين عرفت باسم "صلح الحديبية".
وقد تجلت كراهية "خالد" للإسلام والمسلمين حينما أراد المسلمون دخول مكة في عمرة القضاء؛ فلم يطِق خالد أن يراهم يدخلون مكة –رغم ما بينهم من صلح ومعاهدة– وقرر الخروج من مكة حتى لا يبصر أحدًا منهم فيها.
دخوله الإسلام
أسلم خالد في صفر للسنة الثامنة الهجرية، قبل فتح مكة بستة أشهر، وقبل غزوة مؤتة بنحو شهرين، وذهب ليعلن إسلامه بين يدي الرسول صل الله عليه و سلم برفقة صاحبه عمرو بن العاص، وبدأ منذ ذلك الحين جهده و عمله الحثيث الكبير في نصرة الإسلام و المسلمين و نشر دين الله في الارض. وتعود قصة اسلام خالد الى ما بعد معاهدة الحديبية حيث أسلم أخوه الوليد بن الوليد، ودخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مكة في عمرة القضاء فسأل الوليد عن أخيه خالد، فقال: (أين خالد؟)... فقال الوليد: (يأتي به الله).
فقال النبي: -صلى الله عليه وسلم-: (ما مثله يجهل الاسلام، ولو كان يجعل نكايته مع المسلمين على المشركين كان خيرا له، ولقدمناه على غيره)... فخرج الوليد يبحث عن أخيه فلم يجده، فترك له رسالة قال فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد... فأني لم أرى أعجب من ذهاب رأيك عن الاسلام وعقلك عقلك، ومثل الاسلام يجهله أحد؟!... وقد سألني عنك رسول الله، فقال أين خالد - وذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه - ثم قال له: فاستدرك يا أخي ما فاتك فيه، فقد فاتتك مواطن صالحة) .
وقد كان خالد -رضي اللـه عنه- يفكر في الاسلام، فلما قرأ رسالة أخيـه سر بها سرورا كبيرا، وأعجبه مقالة النبـي -صلى اللـه عليه وسلم-فيه، فتشجع و أسلـم ورأى خالد في منامه كأنه في بلادٍ ضيّقة جديبة، فخرج إلى بلد أخضر واسع، فقال في نفسه: (إن هذه لرؤيا)... فلمّا قدم المدينة ذكرها لأبي بكر الصديق فقال له: (هو مخرجُكَ الذي هداك الله للإسلام، والضيقُ الذي كنتَ فيه من الشرك).
الحملات العسكرية في عهد محمد
شارك خالد في أول غزواته في غزوة مؤته ضد الغساسنة والروم وظهر نبوغه العسكري في هذه الغزوة وانقذ جيش المسلمين وقام بخداع جيش الروم وانسحب بجيش المسلمين في أروع خطة انسحاب في التاريخ و عاد بهم إلى المدينة المنورة وفي هذه الغزوة سماه الرسول صلى الله عليه وسلم سيف الله. ولقد امره الرسول صلى الله عليه وسلم على أحد الكتائب الاسلامية التي تحركت لفتح مكة واستعمله الرسول أيضا في سرية للقبض على اكيدر ملك دومة الجندل أثناء غزوة تبوك.
غزوة مؤتة
كانت غزوة مؤتة أول غزوة شارك فيها خالد، وقد قتل قادتها الثلاثة: زيد بن حارثة، ثم جعفر بن أبي طالب، ثم عبد الله بن رواحة -رضي الله عنهم-، فسارع الى الراية (ثابت بن أقرم) فحملها عاليا وتوجه مسرعا الى خالد قائلا له: (خذ اللواء يا أبا سليمان) فلم يجد خالد أن من حقه أخذها فاعتذر قائلا: (لا، لا آخذ اللواء أنت أحق به، لك سن وقد شهدت بدرا)... فأجابه ثابت: (خذه فأنت أدرى بالقتال مني، ووالله ما أخذته إلا لك). ثم نادى بالمسلمين: (أترضون إمرة خالد؟)... قالوا: (نعم)... فأخذ الراية خالد وأنقذ جيش المسلمين، يقول خالد: (قد انقطع في يدي يومَ مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة لي يمانية).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما أخبر الصحابة بتلك الغزوة: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ الراية جعفر فأصيب، ثم أخذ الراية ابن رواحة فأصيب ،... وعيناه -صلى الله عليه وسلم- تذرفان...، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم)... فسمي خالد من ذلك اليوم سيف الله.
وأثرى مشاعره وعقله ولقد طفق خالد ينهل من مدرسة النبوة العظيمة حتى اصبح القائد الذي يعلم إلى اليوم قادة العالم، ولا ننسى ان خالد بن الوليد طالب نجيب في مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم. والجدير بالذكر أن خالد بن الوليد كان يتعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير من نواحي الحياة وتعلم من الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير من التكتيكات العسكرية والنصائح التي نفعته في ما بعد في معاركه ولقد هذبه الرسول صلى الله عليه وسلم وعلمه وأدبه وصقل موهبته.
ثم قام بمواجهة مسيلمة الكذاب مدعي النبوة الذي امتلك اكبر جيوش المرتدين و هزمه في معركة اليمامة و هي من اكبر المعارك التى خاضها المسلمين مع المرتدين. وشارك في فتح مكة وفي حروب الردة، فقد مضى فأوقع بأهل الردة من بني تميم وغيرهم بالبُطاح، وقتل مالك بن نويرة، ثم أوقع بأهل بُزاخَة - وهي المعركة التي كانت بين خالد و طليحة بن خويلد-، وحرقهم بالنار، وذلك أنه بلغه عنهم مقالة سيئة، شتموا النبي -صلى الله عليه وسلم-، وثبتوا على ردّتهم، ثم مضى الى اليمامة ووضع حداً لمسيلمة الكذاب وأعوانه من بني حنيفة. وفي فتح بلاد الفرس استهل خالد عمله بارسال كتب إلى جميع ولاة كسرى ونوابه على ألوية العراق ومدائنه: (بسم الله الرحمن الرحيم، من خالد بن الوليد الى مرازبة فارس، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فالحمدلله الذي فض خدمكم، وسلب ملككم، ووهّن كيدكم، من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا فذلكم المسلم، له ما لنا وعليه ما علينا، إذا جاءكم كتابي فابعثوا إلي بالرّهُن واعتقدوا مني الذمة، وإلا فوالذي لا إله غيره لأبعثن إليكم قوما يحبون الموت كما تحبون الحياة !!).
وعندما جاءته أخبار الفرس بأنهم يعدون جيوشهم لمواجهته لم ينتظر، وإنما سارع ليقابلهم في كل مكان محققا للإسلام النصر تلو الآخر0ولم ينس أن يوصي جنوده قبل الزحف: (لا تتعرضوا للفلاحين بسوء، دعوهم في شغلهم آمنين، إلا أن يخرج بعضهم لقتالكم، فآنئذ قاتلوا المقاتلين).
بعثه الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى العُزّى يهدِمُها، فخرج خالد في ثلاثين فارساً من أصحابه حتى انتهى إليها فهدمها، ثم رجع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (هُدِمَتْ؟)... قال: (نعم يا رسول الله)... فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (هل رأيت شيئاً؟)... فقال: (لا)... فقال: (فإنك لم تهدِمْها، فأرجِعْ إليها فاهدمها)... فرجع خالد وهو متغيّظ، فلما انتهى إليها جرّد سيفه، فخرجت إليه إمرأة سوداء عُريانة، ناشرة الرأس، فجعل السادِنُ يصيح بها، قال خالد: (وأخذني اقشِعْرارٌ في ظهري)... فجعل يصيح:
أعُزَّيَّ شـدِّي شدّةً لا تكذّبـي | أعُزّيَّ فالْقي للقناع وشَمِّـري |
أعُزَّي إن لم تقتلي اليومَ خالداً | فبوئي بذنبٍ عاجلٍ فتنصّري |
وأقبل خالد بالسيف إليها وهو يقول:
يا عُزَّ كُفرانَكِ لا سُبحانَكِ | إنّي وجدتُ اللهَ قد أهانَكِ |
فضربها بالسيف فجزلها باثنتين، ثم رجع الى رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبره فقال: (نعم ! تلك العُزّى قد أيِسَتْ أن تُعبدَ ببلادكم أبداً).
ثم قال خالد:
أواخر الحملات العسكرية
قيادته للحملات العسكرية
في عهد أبو بكر (632–634)
فتح الجزيرة العربية
كان خالد على مقدمة جيش رسول الله r يوم حنين، وجرح وعاده الرسول وبعد ذلك أرسله الرسول في أثناء غزوة تبوك[ر] إلى الأكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل في مهمة إتمام مد نفوذ المسلمين إلى الأطراف الشمالية للجزيرة فأسره وأحضره عند الرسول الذي صالحه على الجزية ورده إلى بلده.
وفي سنة عشر للهجرة بعث الرسول r خالداً إلى بني الحارث بن كعب بنجران ليدعوهم إلى الإسلام، فأسلموا وعاد خالد مع وفدهم القادم إلى المدينة للمبايعة فأطلت فتنة الردة برأسها منذ شاع خبر مرض الرسول r واستشرت بعد تولي الخليفة أبي بكر الصديق الخلافة، وكانت الردة تمرداً قامت به بعض القبائل العربية التي لم يتجذر الإسلام فيها على سلطة المدينة للتخلص من الزكاة والتحلّل من الفروض الإسلامية أو تأثراً بالتحريض الخارجي. تصدى أبو بكر للردة بعزم وتصميم، وعبأ القوات لقتال المرتدين، واستعمل خالد بن الوليد على قتالهم، فأبلى خالد فيه بلاءاً عظيماً، وأخضع قبائل عدة عاصية، بيد أن خالداً أنجز إنجازه الكبير عندما قضى على ردّة بني حنيفة في اليمامة وعلى زعيمهم القوي مسيلمة الكذاب. وكان وأد هذه الفتنة إيذاناً بالقضاء على حركات الردة نهائياً واستتباب سلطة المدينة على الجزيرة العربية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فتح الامبراطورية الفارسية
قام خالد بن الوليد بدور جليل في تدمير امبراطورية فارس الكبرى وتدمير جيوشها وخاض بجيشه من خيرة الصحابة وعددهم ما يقرب من 18 ألف مقاتل مسلم حق معارك طاحنه مع جيوش الفرس نذكر منها معركة كاظمة والابله والمزار واليس والولجه والأنبار وعين التمر وقد ظهر من عبقرية خالد العسكرية الكثير في هذه المعارك الكبيرة واستخدم من اساليب القتال وتكتيكات فن الحرب الكثير ونفذ استراتيجيات وخطط عسكرية عظيمة جدا تدرس حتى الان في الكليات والمعاهد العسكرية.
فتح الامبراطورية الرومانية الشرقية
أرسله الخليفة أبو بكر الصديق لنجدة جيوش المسلمين في الشام بعد أن ثبت خالد بن الوليد اقدامه في العراق ودمر معظم جيوش الفرس.
في عهد عمر (634–642)
فصل بن الوليد من القيادة
فتح وسط بلاد الشام
تحرك خالد بن الوليد وقطع صحراء السماوة ومعه دليله رافع وجيشه جيش الزحف ووصل في وقت قليل لنجدة المسلمين في بلاد الشام وشارك في معارك طاحنه حاسمة في بلاد الشام منها معركة فتح دمشق واجنادين وفحل ومعركة السوق واليرموك الكبرى واظهر نبوغ في التخطيط عسكري وشجاعه واقدام منقطع النظير.
معركة اليرموك
أعد الروم جيشاً ضخماً لملاقاة المسلمين يفوق قوى المسلمين مرات وبدا أن الصراع على الشام سوف يكون حاسماً، فأوعز الخليفة إلى خالد أن يترك جبهة العراق للمثنى بن حارثة ويتوجه إلى الشام دعماً للجيوش الأربعة. سار خالد بقواته من الحيرة إلى الشام فوصلها في مدة قياسية دلت على مهارته وانضم إلى قوات أبي عبيدة ورفاقه، ولكنه وجد أنَّ قتال الجند في الشام كان على تساند، أي على رايات شتى كل جند وأميرهم لا يجمعهم أحد وهم متضايقون بمدد الروم، فأوضح لهم أنه لا يجوز لهم مقاتلة الروم، وهم قوم على نظام وتعبئة (والتعبئة تقسيم الجيش إلى قلب وميمنة وميسرة تحت قيادة قائد أعلى) بينما العرب على تساند وانتشار، وطلب من الأمراء أن يولوه قيادة الجيش، ونتيجة لذلك خرج خالد كما يقول الرواة في تعبئة لم تعبئها العرب قبل ذلك، فجعل القلب كراديس وعليها أبو عبيدة بن الجراح، والميسرة كراديس وعليها يزيد بن أبي سفيان، والميمنة كراديس وعليها عمرو بن العاص، وكان القلب يضم 16 كردوساً، بينما ضمت كل من الميمنة والميسرة عشرة كراديس وكل كردوس كان يضم ألف مقاتل وعلى كل كردوس قائد، وهؤلاء يأتمرون بأمر قواد الميمنة والميسرة والقلب، وهؤلاء بدورهم يأتمرون بأمر القائد الأعلى خالد بن الوليد، وبهذه التعبئة واجه خالد بن الوليد الروم في معركة اليرموك سنة 13هـ/634م، وهزمهم هزيمة منكرة وسحق معظم جيشهم وفر الباقون متراجعين عن أرض الشام، وهي معركة كرست خالداً بوصفه أحد مشاهير القادة العسكريين في التاريخ.[3] وفي غمرة المعركة ورد أمر الخليفة عمر بخبر موت الخليفة أبي بكر، وبعزل خالد عن القيادة وتولية أبي عبيدة بن الجراح، فكتم أبو عبيدة الأمر حتى انجلت المعركة عن النصر، عندئذ تسلّم أبو عبيدة القيادة وعمل خالد بن الوليد بإمرته. واستمر خالد تحت قيادة أبي عبيدة واشترك في فتح دمشق، وأقام بعدئذ في حمص معتذراً للخليفة عمر عن تولي المناصب. وقد اختلف في مكان وفاته فمنهم من قال إنه توفي في قرية من ضواحي حمص، وآخرون قالوا بل توفي في المدينة، وهذا أرجح بناء على مشاركة نساء بني المغيرة في مأتمه وتزكية عمر له يومذاك، وبوفاته طويت صفحة بطل من أبطال الإسلام ورجاله المشاهير، وأحد قادة الحرب العظام.
سقوط القدس
فتح شمال سوريا
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الحملات على أرمنيا والأناضول
خروجه من الجيش
وفاته
وتوفي خالد في حمص في (18 من رمضان 21هـ = 20 من أغسطس 642م). وحينما حضرته الوفاة، انسابت الدموع من عينيه حارة حزينة ضارعة، ولم تكن دموعه رهبة من الموت، فلطالما واجه الموت بحد سيفه في المعارك، يحمل روحه على سن رمحه، وإنما كان حزنه وبكاؤه لشوقه إلى الشهادة، فقد عزّ عليه –وهو الذي طالما ارتاد ساحات الوغى فترتجف منه قلوب أعدائه وتتزلزل الأرض من تحت أقدامهم- أن يموت على فراشه، وقد جاءت كلماته الأخيرة تعبر عن ذلك الحزن والأسى في تأثر شديد: "لقد حضرت كذا وكذا زحفا وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء".
وحينا يسمع عمر بوفاته يقول: "دع نساء بني مخزوم يبكين على أبي سليمان، فإنهن لا يكذبن، فعلى مثل أبي سليمان تبكي البواكي". [4].
فضله
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (نِعْمَ عبد الله خالد بن الوليد، سيْفٌ من سيوف الله).
قال خالد -رضي الله عنه-:(ما ليلة يهدي إليّ فيها عروسٌ أنا لها محب، أو أبشّرُ فيها بغلامٍ أحبَّ إلي من ليلة شديدة الجليد في سريّةٍ من المهاجرين أصبِّحُ بها العدو).
وأمَّ خالد الناس بالحيرة، فقرأ من سُوَرٍ شتى، ثم التفت إلى الناس حين انصرف فقال: (شغلني عن تعلّم القرآن الجهادُ).
نزل خالد بن الوليد الحيرة على أمير بني المرازبة فقالوا له: (احذَرِ السُّمَّ لا يسقيكهُ الأعاجم)... فقال: (إئتوني به)... فأتِيَ به فأخذه بيده ثم اقتحمه وقال: (بسم الله)... فلم يُضرَّه شيئاً.
وأخبِرَ خالد -رضي اللـه عنه- أنّ في عسكره من يشرب الخمر، فركب فرسـه، فإذا رجل على مَنْسَـجِ فرسِـهِ زِقّ فيه خمر، فقال له خالد: (ما هذا؟)... قال: (خل)... قال: (اللهم اجعله خلاّ)... فلمّا رجع الى أصحابه قال: (قد جئتكم بخمر لم يشرب العربُ مثلها)... ففتحوها فإذا هي خلّ قال: (هذه والله دعوة خالد بن الوليد).
ذكراه
عسكرياً
سياسياً
المنظور الإسلامي
كان خالد بن الوليد أحد صحابة رسول الله، مما يجعله يحظى بالكثير من الاحترام والتقدير لدى المسلمين السنة. لا يكن له الشيعة نفس التقدير لاعتقادهم أنه قام بمساعدة أبو بكر الصديق في قمع أنصار الإمام علي، الذي، حسب اعتقادهم، كان أحق بخلافة الرسول.[5]
في الثقافة العامة
في 2006/2007، عرض مسلسل مسلسل عن حياته، وكان من جزئين، عرضا في شهر رمضان، قام بدور خالد بن الوليد الممثل السوري باسم ياخور.
عائلته
كان والده الوليد بن المغيرة، وكانت والدته لبنى الصغيرة. وكان له الكثير من الزوجات والأبناء. ومنهم:
- هشام بن الوليد
- وليد بن الوليد
- عمارة بن الوليد
- عبد شمس بن الوليد.[6]
ومن بناته:
- فاقطة بنت الوليد
- فاطمة بنت الوليد[6]
- نجية بنت الوليد(مختلف على نسبها).[بحاجة لمصدر]
ولخالد ابن الوليد أطفال آخرون غير معروفون، منهم ثلاثة أبناء وابنة واحدة:
- سليمان بن الوليد
- عبد الرحمن بن الوليد
- مهاجر بن الوليد.[7]
انظر أيضاً
الهوامش
- ^ Khalid ibn al-Walid, Encyclopædia Britannica Online. Retrieved. 17 October 2006.
- ^ Akram 2004, p. 496
- ^ يوسف الأمير. "خالد بن الوليد". الموسوعة العربية. Retrieved 2013-01-09.
- ^ "اسلام أونلاين". خالد بن الوليد.. المنتصر دومًا.
- ^ Al-Tabari 915, pp. 186–87
- ^ أ ب خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةAkram3
- ^ Akram 2004, p. 497
المراجع
مراجع أساسية
- ابن هشام، السيرة النبوية، دار الجيل، بيروت 1975.
- ابن سعد، الطبقات الكبرى، (دار صادر، بيروت.
- الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار سويدان، بيروت.
- عباس محمود العقاد، عبقريات إسلامية، دار الكتاب اللبناني، بيروت 1986.
- Al-Baladhuri, Ahmad ibn Yahya (9th century), Kitab Futuh al-Buldan
- Al-Tabari, Muhammad ibn Jarir al-Tabari (915), History of the Prophets and Kings
- Al-Waqidi, Abu Abdullah Muhammad Ibn Umar (8th century), Fatuh al Sham (Conquest of Syria)
- Dionysius Telmaharensis (774), Chronicle of Pseudo-Dionysius of Tell-Mahre
- Ibn Hisham, Abd al-Malik bin Hisham (9th century), As-Sirah an-Nabawiyyah (Biography of Prophet Muhammad)
- Ibn Ishaq (750), Sirah Rasul Allah
- Ibn Qutaybah, Abdullaah bin Muslim (9th century), ‘Uyūn al-Akhbār (In history)
- The Maronite Chronicles, 664
- "Chronicles of 637 and 819", West-Syrian Chronicles, 637 & 819, http://books.google.co.uk/books?id=VdXMK4CYRToC&pg=PR9&cad=3#v=onepage&q&f=false
- Khalid Bin Waleed, Sword of Allah, http://www.meccabooks.com/companions/648-khalid-bin-al-waleed-sword-of-allah-by-ai-akram-maktabah-publishers-birmingham-uk-9780195977141.html
مراجع ثانوية
- Akram, Agha Ibrahim (2004), The Sword of Allah: Khalid bin al-Waleed – His Life and Campaigns, Oxford University Press, ISBN 0-19-597714-9
- Allenby, Viscount (2003), Conquerors of Palestine Through Forty Centuries, Kessinger Publishing, ISBN 0-7661-3984-0
- Eggenberger, David (1985), An encyclopedia of battles: accounts of over 1,560 battles from 1479 B.C. to the present, Courier Dover Publications, ISBN 0-486-24913-1
- Haykal, Muḥammad Ḥusayn (1990), Al-Faruq, 'Umar, Dār al-Maʻārif Publishers, ISBN 977-02-3092-8
- Gil, Moshe (1997), A history of Palestine, 634–1099, Cambridge University Press, ISBN 0-521-59984-9
- Harkavy, Robert E (2001), Warfare and the Third World, Palgrave Macmillan, ISBN 0-312-24012-0
- Hoyland, Robert G. (1997), Seeing Islam as Others Saw It, Darwin Press, ISBN 0-87850-125-8, OCLC 36884186
- Jaques, Tony (2007), Dictionary of Battles and Sieges: A-E, Greenwood Publishing Group, ISBN 0-313-33537-0
- Jaques, Tony (2007), Dictionary of Battles and Sieges:F-O, Greenwood Publishing Group, ISBN 0-313-33538-9
- Jandora, John W. (1986), "Developments in Islamic Warfare: The Early Conquests", Studia Islamica (Maisonneuve & Larose) (64): 101–113
- Kaegi, Walter Emil (1995), Byzantium and the Early Islamic Conquests, Cambridge University Press, ISBN 0-521-48455-3
- Malik, S. K. (1968), Khalid bin Walid: the general of Islam: a study in Khalid's generalship, Ferozsons publishers, India.
- Morony, Michael G. (2005), Iraq After the Muslim Conquest, Gorgias Press LLC, ISBN 1-59333-315-3
- Nicolle, David (1994), Yarmuk 636 A.D.: The Muslim Conquest of Syria #31, Osprey Publishing, ISBN 1-85532-414-8
- Nicolle, David (2009), The Great Islamic Conquests AD 632–750, Osprey Publishing, ISBN 1-84603-273-3
- Palmer, Andrew (1993), The Seventh Century in the West-Syrian Chronicles, Liverpool University Press, ISBN 0-85323-238-5, http://books.google.co.uk/books?id=VdXMK4CYRToC&printsec=frontcover&cad=0#v=onepage&q&f=false
- Pratt, Fletcher (2000), The Battles That Changed History, Courier Dover Publications, ISBN 0-486-41129-X
- Ring, Trudy; Salkin, Robert M. (1994). International Dictionary of Historic Places. Taylor & Francis. ISBN 1-884964-03-6.
- Walton, Mark W. (2003), Islam at war: a history, Greenwood Publishing Group, ISBN 0-275-98101-0
- Weston, Mark (2008), Prophets and Princes: Saudi Arabia from Muhammad to the Present, John Wiley and Sons, ISBN 0-470-18257-1
وصلات خارجية
- Sword of Allah Biography of Khalid bin Al-Waleed Book by A.I. Akram
- Map of Khalid bin Al-Waleed's Conquests
- Darul Ishaat UK
- Khalid bin Al-Waleed Biography