حزب الأمة (مصر 1907)
حزب الأمة هو حزب سياسي ليبرالي مصري تأسس في 21 ديسمبر عام 1907، برئاسة محمود باشا سليمان (والد محمد محمود باشا). وكان مفكره الرئيسي أحمد لطفي السيد، الذي كان يشرف على اصدار صحيفته، الجريدة. رفع شعار "أصحاب المصالح الحقيقية هم أبناء البيوتات المصرية" ولدعوة إلى مبدأ "مصر للمصريين".
انتهى الحزب بثورة 1919. وبعد الاستقلال ودستور 1923، تحول إلى حزب الأحرار الدستوريين برئاسة عدلي باشا يكن ثم عبد العزيز فهمي باشا ، وانتهى برئاسة الدكتور محمد حسين هيكل.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تاريخ الحزب وأحمد لطفي السيد
بعد أن ترك أحمد لطفي السيد العمل الحكومي اشترك مع جماعة من أعيان مصر في تأسيس حزب الأمة في 21 ديسمبر عام 1907، وتضمن الحزب عدة مبادىء جاء على رأسها المطالبة بالإستقلال التام والمطالبة بالدستور أو على الأقل توسيع إختصاص مجلس شورى القوانين ومجالس المديريات تدرجا في الوصول إلى مجلس نيابى تتمثل فيه سلطات الشعب . وقد أختير محمود سليمان باشا رئيسا للحزب ، وحسن عبد الرازق باشا الكبير، وعلي شعراوي باشا وكيلين للحزب، أما أحمد لطفى السيد فقد أختير سكرتيرا عاما للحزب. ويذكر في هذا الخصوص أنه لما أعلن الحزب عن تبنيه لمبدأ الإستقلال التام خرج الشيخ علي يوسف صاحب جريدة المؤيد وإعترض على ذلك المبدأ وعلل ذلك بإتهامه لحزب الأمة بأنه يسعى للخروج علي الدولة العثمانية صاحبة السيادة الرسمية على مصر في ذلك الوقت، لكن رد عليه أحمد لطفي السيد بأن الحزب قال الإستقلال التام وليس الإستقلال الكامل محاولا تفادى الدخول في صدام مع الشيخ علي يوسف. في الوقت نفسه أخذت بعض الصحف تهاجم حزب الأمة نظرا لتبنيه مبدأ الإستقلال التام وإتهمت الحزب بأنه يسعى إلى الإنفصال عن الباب العالي أى تركيا . ومع ذلك لم يأبه الحزب لذلك الهجوم ، ونظرا لحصوله على كثرة عددية في مجلس شورى القوانين، فقد أخذ الحزب يهاجم الحكومة الإستبدادية ويطالبها بتأسيس الدستور ، وبالفعل تقدم محمود باشا سليمان وحسن عبد الرازق باشا إلى الحكومة بمشروع توسيع إختصاص مجالس المديريات ، وبالفعل وافقت الحكومة ولكن بعدد محدود. كان الحزب ينادى أيضا بتوسيع إختصاص الهيئات النيابية رغبة في الحصول على الدستور الذى تتقرر به سلطة الحكومة الشخصية.
أما النقد الذى وجه إلى حزب الأمة فقد كان البعض يرى أن أعضاء الحزب عبارة عن جماعة من أبناء البيوتات الكبيرة وكبار الملاك والإقطاعيين أى أنه حزب رأسمالى يعبر عن مصالح الأقلية الغنية ، وأنه عزز من أواصر تحالفه مع السراى والخديوى على وجه الخصوص وله علاقات مع الإنجليز لحماية مصالح أعضائه، وأن الخديوى عباس حلمى الثانى لم يكن راضيا على تلك العلاقة المزودجة للحزب سواء بالإنجليز أو الجاليات الأوربية ذات النفوذ الواسع في مصر، خاصة وأن بعض أعضاء الحزب طالبوا بتملك الجاليات الأجنبية للأراضى المصرية والبنوك والتجارة وغيرها ، لكن لطفى السيد نفى ذلك تماما .
وفي أبريل 1907 إعتزل اللورد كرومر منصبه وعين بدلا منه سير الدون جورست معتمدا بريطانيا في مصر وقد عرفت سياسته بالوفاق، لكن في نفس الوقت أعطى جورست تسهيلات واسعة لأنشطة الحركة الصهيونية في مصر والتى كانت تطالب بإنشاء دولة إسرائيل، وقد سمح بتأسيس جمعية بن صهيون والتى بدأت نشاطها على نطاق واسع في الإسكندرية في عام 1908، وإعتبرت من أخطر الجمعيات الصهيونية في منطقة الشرق الأوسط خاصة بعد تبينيها لبرنامج المؤتمر الصهيوني الأول الذى عقد في بازل بسويسرا عام 1897 والذى تقرر فيه تأسيس دولة إسرائيل.
وفى عام 1908 رشح أحمد لطفى السيد نفسه لمجلس مديرية الدقهلية ليكون عضوا في مجلس شورى القوانين (لأن عضو مجلس شورى القوانين كان ينتخبه أعضاء مجلس المديرية من بينهم )، لكن لطفى السيد لم ينجح في هذه الإنتخابات، نظرا لمعارضته الشديدة للسير الدون جورست . ثم حاول مرة ثانية في عام 1911 ونجح هذه المرة ، ولكن طعن في نجاحه لأنه غير مقيم في قرية برقين ، ويالفعل ألغت محكمة الزقازيق الإنتخاب ، ثم أعيد الإنتخاب مرة ثانية ونجح بأعلى الأصوات بعد أن تنازل الطاعن عن طعنه.
خلافه مع بطرس غالى باشا حول مد إمتياز قناة السويس
في عام 1909 أرادت شركة قناة السويس أن تمد إمتيازها لأربعين عاما جديدة مقابل أربعة ملايين جنيها إسترلينى تدفعها إلى الحكومة المصرية . لكن حزب الأمة بقيادة أحمد لطفى السيد رفض ذلك وبحث الأمر مع حسين رشدي وسعد زغلول باشا ، فأحاله الرجلان إلى رئيس الوزراء بطرس باشا غالى والمستشار المالى الإنجليزى . لكن لطفى السيد ذهب أولا إلى المستشار المالى الإنجليزى الذى إعترض بشدة على طلب لطفى السيد ، فقرر الأخير الذهاب إلى رئيس الوزراء بطرس باشا غالى في منزله بالفجالة بوسط القاهرة فإستقبله رئيس الوزراء بلطف وأدب ، وعرض عليه ما حدث مع المستشار المالى الإنجليزى، وقال له نحن في حزب الأمة نسعى إلى عرض الأمر على الجمعية العمومية ، فأجابه رئيس الوزراء: يا لطفى إنزل شوية من السحاب وخليك معانا على الأرض.. الإنجليز مش ها يتنازلوا أبدا. ومع ذلك إستمر لطفى السيد في حملته ضد مد الإمتياز ، ومع إستمرار الضغط الشعبي وافق رئيس الوزراء على عقد الجمعية العمومية. لكن الجمعية العمومية في النهاية وافقت على مد الإمتياز. وفى عام 1910 قتل رئيس الوزراء بطرس باشا غالى وكان لهذا الحادث رنة أسف شديد خاصة على صعيد الطبقة المثقفة.
مصر للمصريين وليست مشاعا للجميع
كان أحمد لطفى السيد يشدد على أن مصر للمصريين، وكان يرفض رفضاً باتاً الجنسية المزدوجة، وقال في هذا الخصوص: إن المصرى هو الذى لا يعرف له وطنا آخر غير مصر، أما الذى له وطنان حيث يقيم في مصر ويتخذ له وطنا آخر على سبيل الإحتياط فهو ليس مصريا بمعنى الكلمة. وقد دعا أحمد لطفى السيد في بدايات القرن العشرين كل السوريين واللبنانيين والعرب المقيمين في مصر إلى أن يسجلوا أسمائهم في المحافظات المصرية التى يقيمون بها إقامة دائمة ليحصلوا على الجنسية المصرية. وقد بعث إلى شكور باشا مدير بلدية الإسكندرية وعبد الله صفير باشا مدير المطبوعات بوزارة الداخلية في ذلك الوقت إلى تعزيز مطلبه بتجنيس العرب المقيمين في مصر. وكان هدفه من ذلك هو أن يتحمل كل قاطن في مصر من الواجبات ما يتحمله المصريون لتحقيق القومية المصرية.
رفضه للفكر السلفي والعروبة
وعندما ظهرت في عام 1911 فكرة الجامعة العربية أو الـ" بان أرابيزم " وجاء إلى مصر رجلان من أعيان الشام هما شكري العسلى من دمشق والسيد ثابت من بيروت وطلبا من السياسيين المصريين العمل على ضم سوريا إلى مصر كان رأى احمد لطفى السيد أنه لابد من الحصول على الإستقلال أولا قبل الدخول في إتحاد عربى ، ومن ثم كان مترددا في فكرة قبول ضم سوريا إلى مصر.
كما رفض أحمد لطفى السيد الفكرة السلفية التى نادت بأن أرض الإسلام هى أرض كل المسلمين وذاك حينما حضر من الجزيرة العربية وفد من جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر التى بدأت تكوينها في الدولة السعودية الحديثة عام 1902 وكان معهم مناصريهم من الأزهر وطالبوا أحمد لطفى السيد بتبنى مشروع أرض الإسلام هى أرض كل المسلمين . كان لطفى السيد يرى أن ذلك الفكر الحجازى هو فكر مبنى على قاعدة إستعمارية تنتفع بها كل أمة مستعمرة تطمع في توسيع أملاكها ونشر نفوذها كل يوم فيما حواليها من البلاد ، وهى قاعدة تتمشى مع العنصر الذى يعتمد على العنف الذى يفتح البلاد بإسم الدين ، ومن ثم تستطيع القضاء على الحركات الوطنية التى تسعى إلى إستقلال بلدها والحفاظ على سيادتها على أراضيها . لذلك أكد أحمد لطفى السيد على الآتى: إن مصريتنا تقضى علينا أن يكون وطننا هو قبلتنا ، وأن نكرم أنفسنا ونكرم وطننا ، فلا ننتسب إلى وطن غيره، وأن نخص وطننا بخيرنا ، وأن نشدد على أن الإنتساب إلى مصر هو شرف عظيم ، فمصر تاريخيا وستظل بلد التمدن ولها من الثروة الطبيعية والتاريخية ما يكفل لها الرقى متى كرم أهلوها، وعزت نفوسهم وكبرت أطماعهم فاستردوا شرفها وسموا بها إلى مجد آبائهم الأولين.
الحياد الإيجابي
- مقالة مفصلة: الحياد الإيجابي
كان أحمد لطفى السيد يدعو حياد مصر الإيجابى في القضايا الدولية، فقد طالب بحياد مصر من هجوم إيطاليا على ليبيا، وذلك عندما رأى تعاطف المصريين مع الدولة العثمانية، وقيامهم بجمع التبرعات، وحشد المؤن والأسلحة لإرسالها إلى الجيش العثماني في طرابلس بليبيا، وقال في هذا الشأن: " وقد أخذت أنبه على استحياء إلى واجب مصر من هذه الحرب، وهي أن تكون على الحياد، وأن سيادة تركيا لا تجلب لمصر منفعة ولا تدفع عنها ضرًا " . لكن دعوته لم تلقَ استجابة، وضاعت وسط عواطف المصريين، وتعلق قلوبهم بدولة الخلافة العثمانية.
إنشاء نظام الجمعية التشريعية بدلا من مجلس شورى القوانين
فى عام 1913 أعلنت البلاد عن إلغاء مجلس شورى القوانين ليحل محله نظام الجمعية التشريعية، وعندما قرر أحمد لطفى السيد وسعد زغلول دخول الإنتخابات للإشتراك في عضويتها وقف المعتمد البريطانى في مصر السير الدون جورست ضدهم وحاول العمل على إسقاطهم ، وبالفعل سقط أحمد لطفى السيد في الدائرة التى ترشح لها بمركز السنبلاوين، لكن سعد زغلول نجح في دائرتين له بالقاهرة . ويبدو ان سبب إخفاق لطفى السيد في الإنتخابات ما أشيع ضده بأنه ليبرالى يدعو للديمقراطية التى تعد خروجا عن الدين الإسلامى ، وأن الديمقراطية محدثة وأن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. في تلك الفترة نشطت التيارات السلفية المصرية التى كانت على إتصال بتيارات سلفية حديثة العهد ظهرت مؤخرا في الأراضى الحجازية مع بدايات الدولة السعودية في 1902 ميلادية الموافقة 1319 هجرية أطلقت على نفسها جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وكانت تستمد أفكارها السلفية المتشددة من رجل الدين الحنبلى محمد بن عبد الوهاب(1206 هجرية الموافق 1792 ميلادية) وكذلك الفكر الأرطاوي المتشدد في شبه الجزيرة العربية.
قسوة قانون المطبوعات والعمل على إنشاء أول نقابة للصحفيين في مصر
في عام 1909 قامت الحكومة المصرية في خطوة لتكميم الحريات ببعث قانون المطبوعات الذى صدر إبان الثورة العرابية والذى أطلق عليه قانون تكميم الأفواه وإغتيال حرية الرأى، وقد أيد المعتمد البريطانى القانون ووافق عليه مجلس الشورى بالأغلبية . في المقابل تحرك أحمد لطفى السيد ومعه نفر كبير من الصحفيين في محاولة لإجراء بعض التعديلات على القانون. وفى صيف عام 1909 سافر لطفى السيد إلى بريطانيا لمقابلة وزير الخارجية سير إدوارد جراى ليشكو له تصرف الإنجليز في حرية الصحافة لكن وزير الخارجية إعتذر عن المقابلة بسبب مناورة بحرية وأحاله إلى وكيل وزارة الخارجية مستر ماليت فقدم له مذكرة يشير فيها إلى تدخل الإنجليز في العمل الصحفى وهو ما يتعارض قانون مع حرية الصحافة، ووعده ماليت خيرا. لكن هذا الخير لم يأت!!! فى عام 1912 دعا أحمد لطفى السيد إلى تأليف أول نقابة للصحافة المصرية ، وقد إستجاب الصحفيون على إختلاف ألوانهم إلى هذه الدعوة. وإجتمعت الجمعية العمومية وإنتخب مسيو كانيفيه الذى كان مالكا لجريدة"ريفورم" بالإسكندرية نقيبا للصحفيين المصريين، وإنتخب كل من فارس نمر وأحمد لطفى السيد وكيلين للنقابة، وإنتخب كل من جبرائيل تقلا مالك جريدة الأهرام والأستاذ فيزييه مالك جريدة لوكير سكرتيرا للنقابة . وفى حفل الإفتتاح للنقابة الذى أقيم بـ معصرة كوم أمبو قام كل من أحمد لطفى السيد والأستاذ فيزييه بتمثيل النقابة ، وقد خطب في تلك الحفلة كل من يوسف قطاوى باشا وأحمد شفيق باشا . ولكن هذه النقابة توقفت عن نشاطها عندما قامت الحرب العالمية الأولى في عام 1914 ، إلا أنها تظل طبقا للتاريخ أول نقابة للصحفيين المصريين في مصر.
المطالبة بالإستقلال
مع بدايات عام 1918 بدأت مطالب أحمد لطفى السيد وأصدقائه الأربعة(سعد زغلول، عبد العزيز فهمى، على شعراوى، محمد محمود) بالإستقلال التام لمصر ، وقد إرتكزت مطالبهم على ما أعلنه الرئيس الأمريكى ويلسون في حق تقرير مصير الشعوب . وفى نوفمبر عام 1918 تم تشكيل الوفد المصرى من أولئك الخمسة وعدد آخر ممن آمنوا بضرورة الإستقلال والذين أخذوا على عاتقهم تحرير مصر وفرض سيادتها على جميع أراضيها . لكن بعد نفى كل من سعد زغلول ومحمد محمود وإسماعيل صدقى وحمد الباسل إلى مالطة إجتاحت البلاد ثورة عنيفة في كل أرجائها وذلك في أوائل عام 1919. ويذكر أنه أثناء ثورة 1919 قامت مديرية المنيا بإعلانها جمهورية مستقلة برئاسة الدكتور محمود عبد الرازق بك الطبيب، وقد قام رجال المنيا بقطع مواصلات السكك الحديدية مع القاهرة ، كما أقيمت جمهوريات أخرى في بعض مديريات الوجه البحرى. وخلال أحداث الثورة إستدعت سلطات الإحتلال بقية أعضاء الوفد وكان على رأسهم أحمد لطفى السيد ، وبالفعل مثل لطفى السيد ورفاقه أمام القائد العام لسلطة الإحتلال وتم الإستدعاء في فندق سافوى ، ووجهة إليهم تهم إشعال الثورة وطالبهم القائد العام الإنجليزى بوقفها فورا . لكن أحمد لطفى السيد أكد لهم أنها لن تهدأ إلا إذا تم إستدعاء حسين رشدى باشا أو عدلى يكن باشا ، أو ثروت باشا ليقوم بتشكيل وزارة تعمل على ترضية المصريين كافة، وأن ذلك هو السبيل الوحيد لوقف العنف. وفى هذا الصدد يقول لطفى السيد: بعد أيام قلائل من إعلان مطالبنا لقائد سلطات الإحتلال ، كنت مع صدقى عبد العزيز فهمى في منزل على شعراوى ، فوفد إلينا صديقنا الدكتور يوسف نحاس وقال لنا أن السلطات العسكرية ستقوم بتفتيش منازل أعضاء الوفد الباقيين.. وعلى الفور ذهب عبد العزيز باشا إلى منزله بمصر الجديدة وذهبت أنا إلى منزلى بحى المطرية بالقاهرة وقمنا بحرق جميع الأوراق السياسية التى كانت تضم أسماء رشدى باشا وعدلى باشا وثروت باشا حتى لا يتم نفيهم إلى خارج البلاد.
فى الوقت نفسه أعلنت بريطانيا عن تعيين المارشال اللنبى معتمدا بريطانيا في مصر من أجل وقف ثورة 1919 وعودة السكينة والسلام إلى البلاد . وفور تعيين اللنبى قام لطفى السيد ورفاقه بإرسال تقرير من بقية أعضاء الوفد يشرح فيه أسباب الثورة والعنف الذى قامت به سلطات الإحتلال، ونصح بأنه لعودة الإستقرار لابد من تنصيب إما حسين رشدى باشا أو عدلي باشا يكن أو عبد الخالق ثروت باشا رئيسا للحكومة الجديدة ، وضرورة الإفراج عن المنفيين الأربعة (سعد زغلول ومحمد محمود وإسماعيل صدقي وحمد الباسل) وعودتهم من مالطة إلى القاهرة . ووافق اللنبى على مقترحات الوفد ، وسمح لأحمد لطفى السيد ورفاقه بالسفر إلى إنجلترا على باخرة عسكرية إنجليزية لبحث قضية الإستقلال . وفى طريق الباخرة إلى لندن ذهبت إلى مالطة فاصطحبت كل من سعد زغلول ومحمد محمود وإسماعيل صدقى وحمد الباسل. لكن الرحلة لم تنجح لأن الرئيس الأمريكى ويلسون أعلن موافقته على الحماية الإنجليزية على مصر وهو ما أصاب الوفد المصرى بصدمة شديدة.
ولما وقع الخلاف بين سعد باشا زغلول وعدلي باشا يكن حول رئاسة مفاوضات إستقلال مصر قرر لطفي السيد إعتزال السياسة ، والعودة إلى العمل في دار الكتب المصرية.
الهامش
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المصادر
- حسين حسنين. "الموسوعة : احمد لطفي السيد ، استاذ الجيل وابو الليبرالية المصرية ..." صوت العروبة.