حريق مجلس الشورى 2008
في عصر يوم الثلاثاء 19 أغسطس 2008 شب حريق هائل في مبنى مجلس الشورى المصري بالقاهرة، وقد رجحت مصادر في الشرطة المصرية أن يكون الحريق الذي دمّر مجلس الشورى ناتجاً عن ماس كهربائي وسط تشكيك من المعارضة والمواطنين المصرين،
وظل الدخان يتصاعد من مبنى الشورى، المكوّن من 3 طوابق، لأكثر من 16 ساعة من بدء اندلاع الحريق في الطابق العلوي ثم انتقاله إلى الاسفل، وقد أتى الحريق بالكامل تقريبا على المبنى الواقع بوسط القاهرة كما امتد أيضا إلى مبنى إداري مجاور يفصل بين مبنى مجلس الشورى ومبنى مجلس الشعب. وقتل شخص واحد وأصيب ما يقرب من 16 شخصا بينهم بعض رجال الإطفاء.
وشاركت 70 سيارة إطفاء في عمليات إطفاء الحريق، و 3 طائرات هليكوبتر عسكرية [1]
المبنى كان يوجد به غرف اجتماعات للجان البرلمانية المختلفة ما يعني انه كان يحوي ملفات لقضايا هامة إضافة إلى مضبطات للاجتماعات وجلسات مجلس الشورى
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أهمية المبنى
يعتبر مبنى مجلس الشورى من الأماكن الأثرية حيث تم بنائه في عام 1866 ،وقد شهدت قاعاته التاريخية التي شهدت محاكمة الزعيم أحمد عرابي, ومولد دستور 1923. [2]
الحريق
وصرح الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب أن الحريق انطلق من المبني الذي كانت تستخدمه وزارة الري في السابق وتشغل الدورين الأول والثاني منه لجان تابعة لمجلسي الشعب والشوري.
ويضم هذا الطابق ثلاث قاعات تسمي الأولي بالقاعة الزرقاء أما الثانية فهي القاعة البنية بالإضافة إلي قاعة رئيسية كانت تستخدم في الاجتماعات الموسعة للجان. أما الطابق الثالث فقد ضم عددا من الغرف استخدمت في عمليات الحفظ والأرشيف (لوزارة الري) وهي عبارة عن حجرات خشبية.
الحريق انطلق من الطابق الثالث قبل أن يمتد الي الطابق الثاني ثم الي الطابق الاول بفعل الرياح وقال إنه تواجد داخل مجلس الشعب لمتابعة جهود الاطفاء وأجري اتصالات هاتفية مع المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي مشيرا الي انه تم بالفعل دفع 25 سيارة اطفاء من القوات المسلحة.
توافد إلي مبني المجلس عبد العزيز مصطفي وكيل الشوري والمستشار سامي مهران أمين عام المجلس لمتابعة عمليات الاطفاء خاصة بعد احتراق القاعة المخصصة للأرشيف الورقي للمجلس بالدور الثاني حيث يوجد ارشيف الكتروني بديل في مبني المجمع الرئيسي للمجلس.
كيف بدأ الحريق
كانت نيران الحريق الذي اندلع أمس بمجلس الشوري قد امتدت إلي الدور الأول من مبني المجلس، والذي يضم بهو أعضاء المجلس وغرفة وكيل المجلس والسكرتير، فيما استمرت السنة النيران مشتعلة في الدورين الثاني والثالث الذي انهار سقفه، من المبني رغم محاولات اجهزة الاطفاء المستميتة للسيطرة علي الحريق ودمرت لجان الشباب والاسكان والنقل والمواصلات والدفاع والأمن القومي والزراعة والعلاقات الخارجية تماما.
وقد وصلت إلي مكان الحريق الذي يقول شهود العيان بعد انصراف معظم الموظفين ما كان له أكبر الاثر في عدم وقوع اصابات تعزيزات من قوات الاطفاء، حيث ارسلت محافظتا الجيزة وحلوان العديد من سيارات الدفاع المدني والاطفاء لمساعدات القوات الموجودة هناك، فيما أرسلت محافظة القاهرة والهيئة العامة للصرف الصحي خزانات مياه لمساعدات قوات الاطفاء للسيطرة علي النيران التي ارتفعت السنتها لتغطي سماء المنطقة.
المبني المنهار
وقد انهار جزء كبير من المبني الداخلي بمجلس الشوري بسبب تجاوز ألسنة اللهب الشديدة حيث تجمعت كميات كبيرة من الأخشاب وأسقف الأدوار المشتعلة التي سقطت في الدور الارضي الذي يحتوي علي البهو الرئيسي للمجلس، فيما أتت النيران المستعرة علي مبني الري بالمجلس بالكامل.
ويتكون مبني ملحق الري الذي بدأ منه الحريق ضخم من ثلاثة طوابق رئيسية مقسمة بين مجلسي الشعب والشوري، يضم الاول منها مكتب رئيس مجلس الشوري ومكاتب الوكيلين والامين العام والامين العام المساعد ومكتب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية والقاعة الرئيسية وبهو الاعضاء ، بالاضافة إلي مقار لجان الثقافة والصحة والتنمية البشرية وقاعة الدستور ومكتب الصحافة ومكتب الحزب الوطني، وكذلك مكاتب ممثلي احزاب المعارضة فضلا عن بعض المكاتب الإدارية بمجلس الشعب.
أما الطابق الثاني فيضم مقار لجان الشئون الدستورية والاقتصادية والصناعة والزراعة والشئون العربية بمجلس الشوري، اضافة إلي قاعة اجتماعات اللجنة العامة ومركز المعلومات، كما يضم مكتبا فرعيا لرئيس مجلس الشعب وقاعة مبارك للاجتماعات وبعض المكاتب الإدارية.
أما الدور الثالث والأخير فهو مخصص لعدد من لجان مجلس الشعب وهي لجان الشباب والنقل والاسكان والدفاع والثقافة والشئون الخارجية والزراعة وحقوق الانسان ومكاتب اخري للموظفين فضلا عن مكتب للأمين العام المساعد.
وقد أجري صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري اتصالا بالمهندس سامح فهمي وزير البترول وطلب منه الدفع بعربات اطفاء تعمل بالرغاوي من مسطرد للمساعدة علي اطفاء الحريق.
كما توجه إلي مكان الحريق اللواء عبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية وعدد من القيادات الامنية بوزارة الداخلية.
الخسائر
الأشخاص
استشهد مساعد الشرطة فؤاد نصار الذي يعمل ضمن وحدة الإطفاء التابعة لمجلس الشوري في أثناء مقاومته الحريق[3]. و تعرض للإصابة بالاختناق 15 شخصا, من بينهم سبعة من العاملين في الدفاع المدني والشرطة, وثمانية مدنيين و نقلوا جمبعا إلى المستشفى لإسعافهم.[4]
الوثائق
احترقت بالكامل وثائق إدارة الإحصاء بالمجلس و وثائق إدارة المحفوظات التي كانت تضم أرشيفا كاملا للوثائق و الخطابات الرسمية المتبادلة بين السلطتين التشريعية و التنفيذية على مدى الحياة البرلمانية في مصر بالإضافة إلى المضبطة الخاصة بالبرلمان منذ إنشائه عام 1866 و منها ما هو مكتوب بخط اليد قبل دخول الطباعة الحديثة..[5]
القاعات
احترقت القاعة الرئيسية للمجلس و التي تسمي قاعة الدستور, وسبق أن شهدت مولد دستور 1923, ويزيد عمرها علي150 عاما, إلى جانب احتراق القاعة التاريخية الأخري التي تسمي قاعة الشوري, التي شهدت محاكمة أحمد عرابي بعد هزيمة الثورة العرابية عام 1882, وهي القاعة التي كانت تعقد فيها الجلسات.
بينما نجا من الحريق المتحف الخاص بالمجلس و جميع محتوياته من تحف وصور فوتوغرافية لرؤسائه السابقين والوثائق والمخطوطات وكرسي الملك فاروق. [6]
المصادر
مواقع خارجية
ـ [1] مقالة البي بي سي
ـ [2] مقالة موقع مصراوي