طائفة قرطبة
Taifa of Córdoba | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
1031–1091 | |||||||||
Taifa Republic of Córdoba, c. 1037. | |||||||||
العاصمة | Córdoba | ||||||||
اللغات المشتركة | Mozarabic, Arabic, Hebrew | ||||||||
الدين | Islam, Roman Catholicism, Judaism | ||||||||
الحكومة | Emirate | ||||||||
الحقبة التاريخية | Middle Ages | ||||||||
• Córdoba organized into a republic | 1031 | ||||||||
• Córdoban ruler imprisoned and exiled | 1091 | ||||||||
العملة | Dirham and Dinar | ||||||||
| |||||||||
اليوم جزء من | Spain |
تاريخ الدول العربية |
---|
The Taifa of Córdoba was an Arab[1] taifa which was ruled by the Banu Jawhar that replaced the Umayyad Caliph as the government of Córdoba and its vicinity in 1031.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الغاء الخلافة الأموية
لما غادر يحيى بن علي الحمودي قرطبة بعد أن ترك حامية بربرية فيها -وذلك في المحرم من عام 417هـ متجهًا إلى مَالَقَة- ثار أهل قُرْطُبَة على الحامية البربرية، وقتلوا ألفًا منهم، واجتمع أمرهم على ردِّ الأمر إلى بني أمية، وكان عميدهم في ذلك الوزير أبا الحزم جهور بن محمد، الذي أرسل إلى أهل الثغور والمتغلِّبين هنالك على الأمور، وعرض عليهم الأمر فقبلوه، وأجمعوا على مبايعة هشام بن محمد بن عبد الملك بن الناصر لدين الله، وكان مقيمًا في منفاه بالبُونت عند أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن قاسم الفهري المتغلِّب بها، فبايعوه في شهر ربيع الأول سنة 418هـ، وتلَّقب بالمعتدِّ بالله، وبقي على ذلك خليفة يُخطب له في قُرْطُبَة وهو في منفاه.
عزم المعتد بالله على القدوم إلى قُرْطُبَة عصبةِ المُلْكِ والخلافة، وذلك بعد سنتين من مبايعته، فقدمها في ذي الحجة 420هـ، ولبث فيها سنتين حتى أساء السيرة، وتعرَّض وزراؤه لظلم الرعية، فثار أهل قُرْطُبَة عليه، فخلعوه وخرج هو وأهله وخدمه في ذي الحجة 422هـ، واجتمع أهل قُرْطُبَة وأجمعوا أمرهم على إلغاء الخلافة الأموية، والتخلُّصِ نهائيًّا من بني أمية وإجلائهم خارج قُرْطُبَة، وكان عميدهم في ذلك الوزير أبا الحزم جهور بن محمد، وغدت قُرْطُبَة بلا خلافة ترفعها ولا خليفة يجمعها.. وانتهى عهد الخلافة الأموية في بلاد الأندلس إلى الأبد، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
وبذلك انفرط عِقد الأندلس منذ تلك اللحظة؛ فالخلافة وإن كانت ضعيفة إلا أنها رمز لجمع الكلمة وتوحيد الصفِّ، إذا وَجَدَتْ مَنْ يحمل رسالتها الخالصة وأَخَذَهَا بِحَقِّها، ولكن تلك سُنَّة الله في بناء الدول وانحدارها، وما أشبه الليلة بالبارحة! فمنذ أن أُلغيت الخلافة العثمانية وحال المسلمين كما نرى: رقاع متناثرة، ودول متناحرة، لا يجمعهم إلا القومية والعصبية الجاهلية.
بدأت أنظار القرطبيين تتجه صوب الوزير الحازم المعروف برأيه وحسن تدبيره وصلاح سيرته؛ ليتولى أمور قُرْطُبَة بعد طرد الأمويين والحموديين من قُرْطُبَة، وهكذا اختير الوزير أبي الحزم بن جهور رئيس الجماعة وكبير قُرْطُبَة، اختيارًا شرعيًّا شوريًّا؛ للاضطلاع بتلك المهمة الخطيرة، وذلك في منتصف ذي الحجة عام 422هـ، ولبيان حال خلافة هشام المعتدِّ وعزله يقول ابن عذاري: افْتُتِحَتْ بيعته بإجماع وخُتِمَتْ بفُرْقَة، وعُقدت برضًا وحُلَّتْ بكراهية.
ومن هذا التاريخ بدأت دولة بني جهور بقُرْطُبَة.[2]
التاريخ
ينتمي أبو الحزم بن جهور مؤسس دولة بني جهور في الأندلس إلى بيت عريق من بيوت الشرف والوزارة في بلاد الأندلس منذ أن دخلها الأمير الأموي عبد الرحمن بن معاوية -الملقب بصقر قريش-، وظَلَّت في عقبهم إلى أن آلت إليه وفي ولده من بعده، فهو أبو الحزم جهور بن محمد بن جهور بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن الغمر بن يحيى بن عبد الغافر بن يوسف بن بخت بن أبي عبدة الفارسي.[3]
كان جدُّه يوسف بن بخت بن أبي عبدة من الفرس وهو مولى عبد الملك بن مروان، وكان قد دخل الأندلس مع طالعة بلج بن بشر، وكان من كبار موالي بني أمية في قُرْطُبَة قبل دخول عبد الرحمن بن معاوية إليها، ولما دخلها كان من أنصاره، وولي وزارته وحجابته، وكان ذا دين وفضل وخير، كما تولَّى القيادة والحجابة في عهد هشام الرضي بن عبد الرحمن الداخل ، ومن بعده للحكم الربضي، وظلَّت الوزارة في عقب يوسف بن بخت بن أبي عبدة الفارسي، فوليها حفيده عبد الملك بن جهور للأمير عبد الله بن محمد وأمير المؤمنين عبد الرحمن الناصر، وتولَّى ولده جهور بن عبد الملك الوزارة في عهد الناصر أيضًا، كما وَلِيَ أبو الوليد محمد بن جهور بن عبد الملك الخزانة لعبد الرحمن الناصر، وولي الوزارة في عهد المنصور بن أبي عامر، ثم تولَّى أبو الحزم جهور بن محمد بن جهور الكتابة لعبد الرحمن المنصور المعروف بشنجول، وهو آخر مَنْ تَوَلَّى الدولة العامرية.
وللوزير الكاتب الفتح بن خاقان وصف عجيب، وبيانٌ جليل لقدر هذه العائلة ومنزلة أبي الحزم منهم في مقال فريد نذكره لحسن سجعه وجمال تعبيره، يقول فيه: "وبنو جَهْوَر أهل بيت وزارة، اشتهروا كاشتهار ابن هُبَيْرة في فَزَارة، وأبو الحَزْم أمجدهم في المكرمات، وأنجدهم في الملمَّات، ركب مُتُون الفتون فَرَاضها، ووقع في بحور المِحَن فَخَاضها، مُنْبَسِطٌ غيرُ مُنْكمش، لا طائش اللِّسانِ ولا رَعِش، وقد كان وزر في الدولة العامرية فَشَرُفَتْ بجلاله، واعترفتْ باستقلاله، فلمَّا انقرضت وعاقت الفتنُ واعترضت، تخلَّى عن التدبير مُدَّتها، وخلَّى لخلافه تدبير الخلافة وشدَّتها، وجعل يُقْبِل مع أولئك الوزراء ويُدْبِر، وينهلُ الأمر معهم ويُدَبِّر، غير مُظْهر للانفراد، ولا مقصِّر في ميدان ذلك الطِّرَاد، إلى أن بلغت الفتنة مداها، وسوَّغت ما شاءت رَدَاها، وذهب مَنْ كان يَخِدُ في الرئاسة ويخبُّ، ويسعى في الفتنة ويَدِبُّ، ولمَّا ارتفع ذلك الوبال، وأدبر ذلك الإقبال، راسَلَ أهلَ التقوى مستمدًّا بهم، ومعتمدًا على بعضهم؛ تحيُّلاً منه وتمويهًا، وتَدَاهِيًا على أهل الخلافة وذَويها، وعَرَضَ عليهم تقديم المعتدّ هشام، وأومض منه لأهل قُرْطُبَة برق خُلَّبٍ يُشَام، بعد سرعة التياثها، وتعجيل انتكاثها، فأنابوا إلى الإجابة، وأجابوا إلى استرعائه الوزارة والحِجَابة، وتوجَّهوا مع ذلك الإمام، وألمُّوا بقُرْطُبَة أحسنَ إلمام، فدخلوها بعد فتن كثيرة، واضطرابات مستثيرة، والبلد مُقْفِر، والجلد مُسْفِر، فلم يبقَ غيرُ يسير حتى جبذ واضطرب أمره فخُلِعَ، واخْتُطِفَ من المُلْكِ وانْتُزِعَ، وانقضت الدولة الأموية، وارتفعت الدولة العَلوية، واستولى على قُرْطُبَة عند ذلك أبو الحزم، ودبَّرها بالجِدِّ والعزم، وضبطها ضبطًا أَمَّنَ خائفها، ورفع طارق تلك الفتنة وطائفها، وخلا له الجوُّ فطار، واقتضى اللُّبَانَات والأوطار، فعادت له قُرْطُبَة إلى أكمل حالاتها، وانجلى به نوء استجلالاتها، ولم تزل به مشرقة، وغصون الأمل فيها مورقة إلى أن تُوُفِّيَ سنة 435هـ".[4]
حكومة أبي الحزم بن جهور
تقف حكومة قُرْطُبَة في ذلك الوقت موقف الفريد والنادر بين ممالك الأندلس، التي تشعَّبت بها الطرق بعد إلغاء الخلافة الأموية؛ فالسياسة التي اتَّبعها أبو الحزم بن جهور بعد اختياره حاكمًا لقُرْطُبَة تنمُّ على بُعْدِ سياسته ودهائه؛ فهي حكومة من نوع خاصٍّ، فأبو الحزم بن جهور يحكم دولة على أنقاض الخلافة الأموية، تبسط سلطانها على رقعة متوسطة من الأندلس، تمتدُّ شمالاً حتى جبل الشارات (سييرا مورينا)، وشرقًا حتى منابع نهر الوادي الكبير، وغربًا حتى قرب إِسْتِجَة، وجنوبًا حتى حدود ولاية غَرْنَاطَة، وتشمل من المدن عدا قُرْطُبَة جَيَّان وأُبَّذَة وبَيَّاسَة والمدور وأَرْجُونَة وأندوجر.
وهو رجل خبر السياسة والدهاء بحُكم اشتغاله بالوزارة والكتابة وملازمة الخلفاء والمتسلِّطين على الخلافة، فعَرَّفته التجارِب أن التسلُّط والاستبداد طريق الزوال القريب، فابتكر نظامًا سياسيًّا شوريًّا، أقرب إلى النظام الديمقراطي في وقتنا الحاضر، فلم ينفرد بالسياسة ولا بتدبير الأمور، بل شكَّل مجلسًا شوريًّا وزاريًّا من الوزراء وأهل الرأي والمشورة والقيادة بقُرْطُبَة، وجعلهم أهل رأيه، لا يصدر عن رأي إلا بهم، ولا بسياسة إلا بتدبيرهم، وسمَّى نفسه (أمين الجماعة)، وكان إذا سُئِلَ قال: «ليس لي عطاء ولا منع، هو للجماعة وأنا أمينهم». وإذا رابه أمر أو عزم على تدبير، أحضرهم وشاورهم فيُسرعون إليه، فإذا علموا مراده فَوَّضُوا إليه بأمرهم؛ وإذا خُوطب بكتاب لا ينظر فيه إلا أن يكون باسم الوزراء، كما أنه اتبع سياسة أخرى كانت أشدَّ ذكاء ودهاء؛ فهو لم يُفارق رسم الوزارة، ولم ينتقل من دور الوزارة إلى قصور الخلفاء والأمراء، بل دَبَّرَها تدبيرًا لم يُسبق إليه، وجعل نفسه ممسكًا للموضع إلى أن يجيء مستحقٌّ يُتَّفق عليه، فيُسَلِّم إليه، ورتَّب البوابين والحشم على أبواب تلك القصور على ما كانت عليه أيام الخلافة، ولم يتحوَّل عن داره إليها، وجعل ما يرتفع من الأموال السلطانية بأيدي رجال رَتَّبهم لذلك، وهو المشرف عليهم.
إضافة إلى هذا الدهاء السياسي الذي اتبعه أبو الحزم بن جهور فقد كان من أشدِّ الناس تواضعًا وعفَّة وصلاحًا، وأنقاهم ثوبًا، وأشبههم ظاهرًا بباطن، وأولاً بآخرَ، لم يختلف به حال من الفتاء إلى الكهولة، ولم يُعْثَر له قطُّ على حال يدلُّ على ريبة؛ جليسُ كتابٍ منذ درج، ونَجِيُّ نظرٍ منذ فهم، مشاهدًا للجماعة في مسجده، خليفة الأئمة متى تخلَّفُوا عنه، حافظًا لكتاب الله قائمًا به في سرِّه وجهره، متقنًا للتلاوة، متواضعًا في رفعته، مشاركًا لأهل بلده، يزور مرضاهم ويُشاهد جنائزهم.
إن نظام الحُكم الذي اتَّبعه الوزير ابن جهور يدلُّ على بُعد نظره وحُسن سياسته وتدبيره، وقد عُرِفَتْ هذه الحكومة التي كوَّنها ابن جهور بحكومة الجماعة والشورى، والباعث الحقيقي لدى الوزير ابن جهور لتكوين ذلك النظام من الحُكم ربما يكون خفيًّا، فيمكن أن يكون الأمر ضربًا من الذكاء والدهاء السياسي، يجمع به كلمة الشعب حوله وأصحابَ الرأي فيه، يَتَّقي بهم منافسيه، ويكونون له عونًا يستند إليهم عند الحاجة، ويمكن أن نُرجعه إلى حُبِّه للشورى وإقامة العدل وجمع كلمة المسلمين، وخاصَّة بعد أن انفرط عقد الخلافة وبالتالي انفرط عقد الأندلس كلها.
وعلى كلٍّ فإنها كانت بلا ريب نموذجًا بديعًا من حُكم الشورى، أو حكم الأقلية الأرستقراطية في عصر سادت فيه نزعة الرئاسة الفردية والحُكم المطلق، وكان من أبرز مزاياها أن يستطيع الرئيس أن يتنصَّل من المسئولية، وأن يستظلَّ بلواء الجماعة إذا ما ساءت الأحوال، وأن يُحْرِزَ الثناءَ وجميل الذِّكْر إذا حسنت العواقب.[5]
حكام بني جهور
أبو الحزم بن جهور (422 هـ - 435 هـ)
أبو الوليد بن جهور (435 هـ - 457 هـ).
عبد الملك بن جهور (457 هـ - 462 هـ).[6]
نهاية دولة بني جهور
مع كثرة نصائح المقربين من أبي الوليد بن جهور بتقديم عبد الرحمن، إلا أنه أصرَّ على تقديم عبد الملك، وقدَّمه للناس، وطلب منهم البيعة له، فظَلَمَ وأساء السيرة، واستبدَّ بالسلطة من دون الجماعة، واستباح أموال المسلمين، وسلَّط عليهم أهل الفساد، وأهمل الأمور الشرعية، وشرع في المعاصي والفسوق، وعمَّ الخوف محلَّ الأمان، وتعاظمت قوَّته بتجبُّره، وتسمَّى بذي السيادتين (المنصور بالله الظافر بفضل الله)، وخُطب له على المنابر، فخالف سيرة أبيه وجدِّه، وفي سنة 440هـ عَهِد عبد الملك بأمور الحُكم إلى وزير أبيه أبي الحسن إبراهيم بن يحيى المعروف بابن السقَّاء، فضبط الأمن وأعاد النظام، وساد العدل بين الناس، وكان المعتضد بن عباد يُراقب الأمور عن كثب؛ ينتظر الفرصة السانحة للانقضاض على قُرْطُبَة، فلما وجد ما حَلَّتْ به تحت يَدَيْ ذلك الوزير القوي ابن السقاء، ورأى أن ذلك يحُول بينه وبين حلمه في امتلاك قُرْطُبَة؛ عَمِلَ على الوقيعة بين عبد الملك بن جهور وبين وزير أبيه ابن السقاء، فدسَّ إلى عبد الملك مَنْ جَسَّره[5] على الفتك بابن السقاء، وحذره من طمعه واستئثاره بالسلطة دونه، وإلى ابن السقاء مَنْ ألقى في روعه حُبَّ المُلْكِ، وكان عبد الملك ضعيفَ العقل سيِّئ الرأي، فقتل وزيره في كمين دبَّره له سنة (455هـ= 1063م).
وبعد أن قُتل الوزير ابن السقاء انفرد عبد الملك بالسلطة لنفسه، فتجبَّر وأساء، فلما وجد أخوه الأكبر عبد الرحمن ذلك طمع في السلطة، وزعم أنه أحقُّ بالولاية من أخيه، فطفقا يستميلُ كلٌّ منهما طائفةً من الجند، ويتقرَّب للرعية، وبدأت بوادر الفوضى تعمُّ قُرْطُبَة، فلما وجد أبو الوليد بن جهور ذلك خاف سوء العاقبة عليه وعلى ولديه، فعمد إلى تقسيم السلطة عليهما وذلك سنة (456هـ=1064م)؛ فجعل إلى أكبرهما عبد الرحمن النظر في أمر الجباية، والإشراف على أهل الخدمة ومشاهدتهم في مكان مجتمعهم، والتوقيع في الصكوك السلطانية المتضمِّنة للحلِّ والعقد، وجميع أبواب النفقات، وجعل إلى عبد الملك النظر في الجند، والإشراف على أعطياتهم، وتجريدهم في البعوث، والتقوية لأولادهم وجميع ما يخصهم، ورضيا الأخوان بذلك، إلا أن عبد الملك تغلب على أخيه فسجنه وحكم عليه بالإقامة الجبرية في بيته، واستبدَّ بالأمر دونه، وأطلق العِنان وتسلَّط هو والسوقة من رعيته بين الناس بالأذى، فما كان من أهل قُرْطُبَة إلا أن انصرفوا عن بني جهور.
كانت هذه السياسة -التي اتبعها عبد الملك بن جهور في قُرْطُبَة- كفيلة بإسقاط حكمه، خاصَّة وأن حاشيته عاثت في الأرض فسادًا ونهبًا وسرقة؛ مما أثار أهل قُرْطُبَة، وبدأت مظاهر الانحلال السابقة للسقوط الأزلي لدولة بني جهور في قُرْطُبَة، خاصة وأن قُرْطُبَة محلُّ أنظار الممالك المجاورة لها؛ سواء بني عباد في إِشْبِيلِيَة، أو بني ذي النون في طُلَيْطِلَة، وعقب الاضطرابات التي شهدتها قُرْطُبَة عام 462هـ أغار صاحب طُلَيْطِلَة المأمون يحيى بن ذي النون على قُرْطُبَة، فاستغاث عبد الملك بن جهور بالمعتمد بن عباد، وكانت تلك الاستغاثةَ الأخيرة من بني جهور، والتي أعقبها سقوط حُكمهم إلى الأبد في قُرْطُبَة على نحو ما سنذكره في موضعه، إن شاء الله.[7]
انظر أيضاً
الهوامش
- ^ The Caliphate of Córdoba would continue to exist de jure until the year 1031, when the Cordoban "republic" was proclaimed by the "senate" of that Andalusian city (The Formation of Al-Andalus: History and Society). See also Mahmoud Makki, in The Legacy of Muslim Spain, p. 52.
- ^ "« بنو جهور في قرطبة "". ‘قصة الإسلام. 2019-10-28. Retrieved 2019-10-28.
- ^ "« بنو جهور في قرطبة "". ‘تاريخ الحكام والسلالات الحاكمة. 2019-10-28. Retrieved 2019-10-28.
- ^ "« دولة بني جهور في قرطبة "". ‘الكشاف. 2019-10-28. Retrieved 2019-10-28.
- ^ "« بنو جهور "". ‘ويكيبيديا. 2019-10-28. Retrieved 2019-10-28.
- ^ "« طائفة قرطبة "". ‘ويكيبيديا. 2019-10-28. Retrieved 2019-10-28.
- ^ "« دولة بني جهور في قرطبة "". ‘الموسوعة الشاملة. 2019-10-28. Retrieved 2019-10-28.
المصادر
- Jayyusi, Salma Khadra and Marín, Manuela. The Legacy of Muslim Spain; published by BRILL 1994. (Online Copy: The Legacy of Muslim Spain; by Salma Khadra Jayyusi and Manuela Marín; BRILL 1994