بهاگاڤاد گيتا
غلاف الطبعة الهندية | |
المؤلف | كريشنا |
---|---|
العنوان الأصلي (إذا لم يكن بالعربية) | महाभारत |
المترجم | بهاگاڤاد گيتا |
البلد | الهند |
اللغة | الهندية |
الصنف الأدبي | ملحمة هندية قديمة |
الناشر | |
الإصدار |
جزء من سلسلة عن |
Aitareya • Brihadaranyaka |
سمريتي • شروتي |
بهاگاڤاد گيتا، هي فصل واحد من الملحمة الهندية القديمة "مهابهاراتا" التي تعدّ أطول ملحمة في التاريخ وتتضمن 250 ألف بيت شعري، اقتبست البهاگاڤاد گيتا عن الحوار الذي جرى بين السيد كْريشنا وأرْجونا عند بداية المعركة هو عبارة عن 700 بيت أو آية، كلمة بهاگاڤاد تعني الله أو الرب أو الإلهي، وترمز إلى السيد كْريشْنا وكلمة گيتا تعني المغناة أو القصيدة أو الأنشودة.[1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التكوين وأهمية
معلم البهاگاڤاد گيتا هو الرب كريشنا الذي يقدسه الهندوس بوصفه مظهراً من مظاهر الله أو براهما[2]، الخالق الأعظم مانح الحياة وينسبون إليه الشمس التي تجري بسببها الحياة. وهو أحد ثُلاثي الآلهة العِظام وهم فيشنو وشيفا.[2]
وتسمى أيضاً اوپانيشاد وهي الجزء الأخير في مجموعة من الكتابات الهندوسية التي تُسمى الڤيدات "جمع ڤيدا" [3]. والبهاگاڤاد گيتا هي من أشهر الإضافات إلى المهابهاراتا الموجودة في الكتاب السادس، وهي الآن أكثر النصوص الهندوسية المقدسة شهرة وتشكل جوهر الديانة الهندوسية الحديثة.
المحتوى
خلفية
تحكي بهاگاڤاد گيتا كيف أن أرجونا[4]، الأمير الثالث للباندافاس[5]، كانت له شكوك وهواجس عما إذا كان يتعين عليه محاربة بني عمومته الكاورافاس[6] أو لا. وقد قام السيد كريشنا متحدثًا باسم سلطة الإله فشنو في إقناعه أن عمله عادل مُفسراً له واجباته بوصفه ولياً للمحارب من خلال نصوص فلسفية يوگية "يوگا" وفيدية "فيدا" Veda، مع أمثلة ومقارنات. وقد أدى هذا إلى غيتا التي كثيراً ما توصف بأنها دليل مختصر في لاهوت الهندوسية وأيضا بمثابة دليل عملي، ومكتفية ذاتياً في الحياة. بعد ذلك كانت مهارة أرجوناالعسكرية عاملاً حاسمًا لانتصار الباندافاس.
قبل مائتي عام، وحين كان يطلب من الهندوسي أداء القَسَم أمام المحكمة، كان عليه أن يمس ثلاثة أشياء مقدسة ويردد القَسَم: ريجفدا [7]، ماء نهر الغانج وورقة نبات اللوتس.
وطرح آنذاك السؤال المهم: هل يمكن لأي شخص أن يمس ريجفدا النص الهندوسي المعصوم؟ أم أن ذلك حكراً على الكهنة فقط؟ وكان الجواب لا يمكن أبداً.
من هنا بدأ التفكير بكتاب مقدس آخر يحلّ محلّ ريجفداولا ينتقص من التقاليد في شيء، وبذات الوقت يبعد ريجفدا عن عامة الناس.
وكان الگيتا هو ذلك الكتاب والذي أصبح بمثابة إنجيل الهند. وأصبح الهندوسي يضع يده على الگيتا لأداء القَسَم.
ومما تجدر الإشارة إليه، أنه لم يتم في حينها تأليف الگيتا إذ أنه كان موجوداً ومتضمناً في الملحمة الكبرى [[مهابهاراتا وتم استخلاص ـ الگيتا ـ وفرزها في كتاب مستقل.
الشخصيات
- أرجونا, واحد من الپانداڤا
- Krishna, Arjuna's charioteer and guru
- Sanjaya, counsellor of the Kuru king Dhritarashtra
- Dhritarashtra, Kuru king.
كريشنا[8]، بالسنسكريتية:कृष يُعبد في الهندوسية على أنه أفاتار أي تجسد للإله فيشنو[9] الذي يُعتبر الإله الأعلى في الفيشنوية، وفي طوائف أخرى هو مصدر كل الأفاتارت بما فيها فيشنو.
وهناك قصص كثيرة مختلفة حول كريشنا في الهندوسية لكنها تتفق على التجسد الإلهي وطفولة إرشادية وحياة كمعلم وبطل محارب.
يذهب التراث الهندوسي إلى وجود عشرة تجليات رئيسية لفيشنو الإله الأعلى والرب الحافظ للكون، وكل تجل من هذه التجليات، باعتباره شكلا من أشكال فيشنو، هو تجلي براهما الواقع المطلق أو الحقيقة النهائية". ويُعد كرشنا وراما من أكثر أشكال تجسد فيشنو شعبيةً، فراما بطل ملحمة الرامايانا هو التجسيد الحي للخير.
وهو عادة ما يفعل ذلك عندما يصيب ميزان العدالة الاختلال فيعود للأرض من حين لآخر ليملأها عدلاً بعد أن تكون قد ملأت ظلماً وجوراً.
فجاء كريشنا لتدمير الشيطان كامسـا الذي يحكم ماتهورا، وليعطي البشر على الأرض الكتاب المقدس بهاگاڤاد گيتا وهو أحد الكتب الدينية المعظمة لدى الهندوسية|الهندوس، وهو حوار بين أرجونا وابن عمه كريشنا.
ولد كريشنا لديفاكي وزوجها فاسودينا في أحد السجون، وحين عرف الشيطان كامسا بالنبوءة التي تقول أنه سيقتل بيد ابن ديفاكي، شرع بذبح أطفالها فور ولادتهم، وحين ولد لها كريشنا وبالاراما، استطاع الأب أن يهربهما سرا إلى جوكولا حتى لا يقتلهما الشيطان كامسا. تركهما الأب في رعاية أمير قطيع البقر ناندا وزوجته باشودا، وهاجمت كريشنا الطفل العديد من العفاريت واستطاع التغلب عليها فعرف بالطفل الإل ويأتي بكثير من أعاجيب البطولة ومغامرات الغرام.
وهو يستطيع أن يُشفي الصم والعُمي ويُعاون المصابين بداء البرص ويذود عن الفقراء ويبعث الموتى من القبور، وفي شبابه يصبح كريشنا عاشقا وسارقا للقلوب فيعاكس راعيات البقر.
ثم إن الشيطان كامسا الذي يطلع على أمر كريشنا من أحد الكهنة، أخذ يضع الخطط ليقضي عليه، فيدعوه لحضور حفل قربان كبير يقام في ماتهولا على شرف الإله شيفا كي يقتله بواسطة فيل متوحش ينتظره على أبواب المدينة، وحين يدخل كريشنا المدينة، يهاجم الحرس ويقتل الفيل ويقلع نابه ويدور به حول المدينة فيقوم الشيطا كامسا بمحاولة يائسة إذ يخرج والد ووالدة كريشنا من السجن ويهدد بقتلهما، فيغضب كريشنا ويقتل بقية الشياطين ويصبح ملك دفاركا ويتزوج عدة نساء ولكن خلال هذه الأحداث يتمكن الشيطان ناراكا من السيطرة على ملوك الأرض ويضطهد الآلهة في الجنان فيقاتله كريشنا وينتصر عليه بمساعدة العفريت مورو ذي الرؤوس الخمسة وأولاده السبعة.
وحين ينتصر عليه يحرر الآف الحوريات اللائي كن أسيرات ناراكا وحبيسات قصره، فيتزوجهن كريشنا لأنهن شغفن حباً به.
ويبلغ صراع كريشنا ضد الشر ذروته حين تقوم الحرب بين أبناء العم في حرب كوروكشيترا فيعظ موعظته العظيمة البهاگاڤاد گيتا التي أصبحت الكتاب المقدس عند الهندوس.
وبعد انتهاء الحرب يعود كريشنا إلى مملكته دفاركا، وتذكر الأساطير انه كان يتجول يوماً في الغابة فشعر بالتعب واستلقى تحت ظل شجرة، وكان كعب قدمه ظاهراً فشاهده أحد الصيادين وظنه غزالاً فرماه بسهم أصابه وكان السبب في موته.
نظرة عامة على الفصول
تعني كلمة "المهابهاراتا"[10] الملك العظيم بهاراتا. وتتحدّث القصيدة عن المنافسات والنزاعات والمعارك التي دارت بين الكاورافاس والباندافاس، وهما فرعان من أسرة بهاراتا التي كانت تحكم في ذلك الوقت.
يبدأ الكتاب بسؤال يطرحه دريتاراشترا على سانجايا قائلاً: أوه سانجايا! أخبرني ما الذي يحدث حين يلتحم جنودي المتشوقين للقتال مع جيش الپانداڤا في ميدان كوروكشيترا ؟ فمن هم الباندافاس ؟ ومن هم الكاوروفا ؟ ولماذا يتوجب على الطرفين أن يقاتلا بعضهما ؟
أصل الحكاية مشهد في الجنة، فقد كان هناك ثمانية من الدفق المنوي نزل في يوم ما إلى الأرض لزيارة صومعة الكاهن فاسيشذا، والذي لم يكن حاضراً، وكانت هناك بقرته البيضاء والمسماة كاماظينو (وهي نوع من الأبقار التي تدر الحليب بإرادتها) ترعى في الحقول.
وأعجب الدفق بالبقرة، وغير أن أصغرهم أصر على أخذها معه، وحينما عاد الكاهن لم يجد البقرة ولكنه أدرك ببصيرته ما حدث أثناء غيابه فقام يلعن الدفق وقال بضرورة نزولهم إلى الأرض.
وحاول الدفق إقناع الكاهن بالعودة عن اللعنة غير أنه أصر. وذهب الدفق يتوسلون إلى الآلهة جانجا أن تجد لهم حلاً وأن ترضى بأن تكون أماً لهم.
وفي أحد الأيام وبينما كان الملك شانتانو يتربَّص على ضفاف نهر الغانج شاهد أمامه امرأة فائقة الجمال ورغب أن يقترن بها, ووافقت بشرط ألا يسألها عن أي تصرف تقوم به، واقترن بها الملك, وفي كل سنة وعندما تلد طفلاً تأخذه وترميه في النهر, والملك يتألم دون أن يستطيع سؤالها خشية أن يحنث بوعده. وبعد أن قتلت أبنائها السبعة, جاء موعد ولادتها في السنة الثامنة وحينما همت بقتل الطفل اعترض الملك على ذلك, عندها أجابته: حسناً خذ الطفل فهو لك ثم قصت عليه القصة كاملة وقالت بأنها لم تعد بذلك زوجة له واختفت من أمامه.
وراح الملك يربي الطفل الذي أصبح فيما بعد بيشما العظيم. وفي إحدى الأيام وبينما الملك يتمشى على ضفاف النهر ملأت أنفاسه رائحة عطر وفجأة ظهر0ت أمامه عذراء جميلة، ورغب أن يقترن بها وحين قابل والدها اشترط عليه الأب أن يكون أحفاده ملوكاً ويرثون العرش.
ووقع الملك في حيرة إذ أن عرشه كان من نصيب بيشما، وحين علم يبشما بالأمر توجه إلى والد الفتاة وخطب الفتاة لأبيه وتعهد أن يتنازل عن العرش وألا يتزوج, عندها تم زواج شانتانو من ساتيافاتي ورزق منها بولدين هما: شترانجادا وفيشيسترافربا وتوفي الاثنان تاركين أرملتين فيما بعد وأنجبتا ولدين هما: دريتاراشترا وباندو.
وقد ولد الأول كفيفاً، أما باندو فقد كان مريضاً ونظراً لأن الأول كان كفيفاً فقد تولى الثاني شؤون المملكة. وولد دريتاراشترا مائة ولد عرفوا فيما بعد باسم (الكورو) وكان أكبرهم يدعى دوريوذانا. أما باندو فقد ولد له خمسة أولاد هم على التوالي: يوذيشتيرا، بهيما، أرجونا، ناكولا، ساهدفا، وعرفوا فيما بعد باسم (باندافاس).
وبعد وفاة باندو تولى يودهشترا الحكم بمساعدة بيشما والآخرين. وكان الكاورافاس يشعرون بالغيرة من الباندافاس وحاولوا عدة مرات أن يوقعوا الضرر بهم مما دفعهم إلى ترك المملكة وأخذ أمهم ـ كونتي ـ معهم والعيش متخفين.
وفي إحدى السابقات التي تم تنظيمها لاختيار عريس لإحدى الأميرات استطاع الباندافاس أن يفوزوا بالمباراة وتصبح الأميرة زوجة الأخوة الخمسة. وعادوا إلى حكم المملكة.
فراح الكاورافاس يفكرون بطريقة جديدة لتجريد باندافاس من ملكهم واقترح دوريوذانا على يودهشترا أن يلعبا النرد وبدأت المباراة وبدأ الأخير يخسر. وخسر مملكته وإخوانه وزوجته.
تمَّ التقرير على إثر المباراة نفي الباندافاس لمدة ثلاثة عشر سنة في الغابة على أن يعيشوا السنة الأخيرة متخفين دون أن يكتشفهم أحد.
وبعد كثير من المعاناة والتفاصيل وبعد انقضاء المدة المقررة للنفي عاد الباندافاس ليطالبوا بالمملكة فرفض دوريوذانا منحهم حتى بوصة واحدة من الأرض. وتدخل الكثير من الأشخاص لإيجاد حل للإشكال وإقناع دوريوذانا, ومنهم سري كريشيناالذي عمل بمثابة وسيط سلام دون جدوى، وكريشنا لم يقاتل غير أنه قاد عربة أرجونا.
فبينما الجيشان متأهبان للقتال وسري كريشينا يقود عربةأرجونا، لاحظ حالة الإحباط التي أصابت بطل الباندافاس أرجونا فيوقف عندها العربة ويبدأ الحوار بين الاثنين وهو الذي عرف فيما بعد البهاگاڤاد گيتا ويحوي خلاصة الفلسفة الهندوسية والمواقف إزاء الوجود برمته وإزاء الأحداث وكيفية التصرف. وانقسمت القبائل بين مؤيد لحق الباندافاس ومساند للكاورافاس.
وقعت المواجهة بين الجيشين وهُزم جيش الكاورافاس في معركة كوروكشيترا الشهيرة والتي استمرت ثمانية عشر يوماً وشارك بها معظم ملوك الأرض آنذاك.
تلك هي باختصار حكاية ملحمة المهابهاراتا ومن هنا جاءت البهاگاڤاد گيتا.
المواضيع
إن البهاگاڤاد گيتا التي تحتلُّ الفصول (23- 49) من ملحمة المهابهاراتا تتضمن فلسفة كريشينا وتطبيقاتها في الحياة. وردِّه على الأفكار المثالية التي راودت أرجونا وأشاعت في نفسه حالة من الإحباط ولم يكن من الممكن أن يخوض الحرب لولا تلك الحوارية.
دامت البهاگاڤاد گيتا لقليل من الوقت قبل بدء معركة كوروكشيترا، عندما قدم كريشنا مشورته لأمير الباندافا أرجوناالممتلئ شكاً، لأنه غير متأكد إن كان عليه فعلاً أن يخوض حرباً ضد أقربائه وأحبابه.
تلخيص الفلسفة الأساسية للبهاگاڤاد گيتا تأتي بتفسير المفاهيم أو الحقائق الخمسة:
- المراقب الأعلى، أو سلطة التحكم العليا [11].
- الكائنات الحية [12].
- الطبيعة [13].
- الدارما، أو الفهم الصحيح للطبيعة والكون [14].
- الوقت [15].
دارما
فشرح له أن الروح خالدة أبدية [16]، أي أن الموت في ساحة المعركة سيشمل فقط سفك الدماء من الجسم، في حين أن الروح هي دائمة لا تموت. فإذا لم يخض الحرب فإنه سيُخل بالتوازن السليم لطبيعة النظام الكوني بحسب الدارما.ومن أجل توضيح وجهة نظره، شرح كريشنا مختلف العمليات اليوگية، أو اليوگا، ومفاهيم الطبيعة الحقيقية للكون. فشرح مسارات اليوگا في خدمة الممارسة الروحية والعمل والتأمل والمعرفة.
وفي الأساس فإن البهاگاڤاد گيتا يقترح أن التنوير الحقيقي يأتي من حالة الوعي التجاوزي مع تحديد الأنا الزمنية.
بمعنى آخر، إن تسلسل مراحل الحوار تفتح وبشكل تدريجي، الوعي الفردي من حالات الوعي النسبي الثلاثة: النوم - الحلم - اليقظة إلى حالات الوعي السامية.
ففي الفصل الثاني مثلاً من البهاگاڤاد گيتا، يكشف كريشنا لأرجونا عن حالة الوعي التجاوزي التي هي أساس العالم النسبي، فيتكلم بإسهاب عن المطلق غير الظاهر وعن كل الظواهر، ويتجلى ذلك بوضوح في الآية 45 من الفصل الثاني إذ دعا كريشنا أرجونا أن يتجاوز الگونات الثلاثة التي هي صفات الطبيعة التي تعمل بها.
شرح كريشنا عن الوسيلة التي تحقق ثبات العقل بالذات الكلية التي تتم من خلال ممارسة اليوگا التي توحّد المستوى السطحي من الوعي مع المستوى التجاوزي غير الظاهر، والتي تؤدي إلى القيام بالعمل دون التعلق بثمار العمل، وبذلك يدرك الإنسان حالة جديدة من الوعي تعرف بالوعي الكوني.
ومع نمو حالة الوعي الكوني وثبات العقل في الوعي الصافي، في الذات الكلية، يتابع كريشنا تعاليمه إلى تطوير صفات القلب وذلك من خلال المثابرة على التأمل والحب الإلهي الأسمى، وبذوبان القلب في هذا العشق الإلهي يدرك الإنسان شفافية العالم النسبي، ويدرك مقدرة الله الذي خلقه، ويرى الله ينبع في كل المخلوقات، ويتجلى ذلك بوضوح في الفصل العاشر والفصل الحادي عشر عندما تجلى كريشنا فأظهر ذاته لأرجونا بكل صفاته وكل جبروته، وبذلك يترقى الإنسان إلى حالة من الوعي الإلهي.
ويكمل السيد كريشنا في الغوص بعمق في صفات العالم النسبي ويبرز بوضوح الصفات الثلاثة: الساتفا - الرجس - الطمس وتفاعلها في الطبيعة وبتجاوز هذه الصفات في العالم النسبي، يدرك الإنسان أن الذات تعمل بالذات من أجل الذات، هذه هي حالة التوحد الأسمى، حالة التحرر الأبدي في وعي البراهما.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
موكشا: التحرير
هناك ستة شرور [17] يجب تجنبها بحسب الگيتا وهي:
هذه هي الصفات السلبية التي تمنع الإنسان من تحقيق الموكشا "التحرر من دورة الولادة والموت". وهذه هي حقيقة البهاگاڤاد گيتا. فهي تصبُّ في إطار موقف الإنسان من العالم والكون. وتعدُّ جزءاً من سيرته وتطور ذهنيَّته ورؤيته للعالم والكون.
إن هدف الگيتا كما يبدو لي يكمن في إظهار أفضل الطريق لبلوغ تحقيق الذات، إن ذلك يتحقق ذلك من خلال العمل المتفاني، بالتخلي عن الأنانية، نبذ ثمار العمل وتخصيص كل الأعمال لله، عن طريق تسليمه الجسد والروح.
هذا ما قاله غاندي عن بهاگاڤاد گيتا وما دعاه " إنجيل العمل الذي لا يعرف الأنانية "[23]
الرمز في الحرب
ذهب العديد إلى اعتبار گيتا رمزاً. فعلى سبيل المثال سوامي نيخيلاناندا [24]، اعتبر أن أرجونا هو رمز لـ [25]، وكريشنا هو رمز لـ براهما، وعربة أرجونا بوصفه الهيئة رمز لعربة كاثا [26].
المهاتما غاندي في تعليقه على گيتا، ذهب إلى أن المعركة بأنها رمز لما يعتمر داخل روح أرجونا التي تتخبط بين نزعات الخير والشر.
أما سري أوروبيندو [27] رأى أن كريشنا هو شخصية تاريخية، ولكن أهميته في غيتا أنه يشكل رمزا للتعامل الإلهي مع البشر، في حين أنأرجونا يشكل رمزاً لكفاح النفس البشرية. ومع ذلك، يرفض أورويندو الاعتقاد بأن گيتا ومهابهاراتا هما رمزان للحياة الداخلية وليس لهما علاقة مع الحياة الخارجية البشرية والأفعال.
إن المسألة في نهاية الأمر تبقة اختلافاً في وجهات النظر أو الاعتقادات، وليس بالإمكان تجاهل أن البهاگاڤاد گيتا هي من أكثر الكتب ترجمةً إلى العديد من لغات العالم، وذلك لأهمية مضمونها من تعاليم وإرشادات تذكّر الإنسان في إتباعها من أجل تطوير وعيه وتحسين مستوى حياته ومعيشته. فتشرح عن كل النواحي والأساليب المختلفة لتطور الوعي وعن طريقةٍ تجمَع كل هذه الأساليب كي توصلنا إلى ثبات العقل في حالة الوعي الصافي، وتكمن الأهمية أيضاً، أن هذه الطريقة كانت ضائعة لعصور طويلة خلت، لذلك لم يكن من الممكن الاستفادة الكاملة من تعاليم وإرشادات كريشنا لعدم معرفة تطبيق ممارسة الطريقة التي توصلنا إلى ثبات العقل، كما ورد في البهاگاڤاد گيتا.
اليوجا
يتناول البهاگاڤاد گيتا الخلاف بين الحدس والحواس من النظام الكوني.
اليوگا مصطلح يشمل مجموعة واسعة من المعاني، ولكن في سياق البهاگاڤاد گيتا، يصف البصيرة، صفاء الذهن، المهارة في العمل، القدرة على جعل الذات الفردية تتثبت في الذات الكونية أو الكليّة.
يرى كريشنا، أن أصل كل المعاناة العقلية هي بسبب الرغبات أنانية. وأن السبيل الوحيد لاخماد الرغبات هو تسكين للعقل من خلال الانضباط الذاتي وإشراكه في أعلى شكل من أشكال النشاط في آنٍ معاً. ويمكن تحقيق هذا الهدف من خلال اليوگا عن طريق التأمل والعمل، التفاني والمعرفة.
وهناك ثلاث مراحل لتحقيق الذات المنصوص عليها من البهاگاڤاد گيتا:
- البراهما أي الطاقة الكونية.
- الباراماتما الروح العليا الكامنة في كائن حي.
- البهاگافان أي الذات الإلهية.
كريشنا يلخص اليوغا من خلال الثمانية عشر فصلاً. وقد ركز الباحثون على ثلاثة مسارات أو طرق هي:
وبالرغم من اختلاف الطرق، إلا أن هدفها واحد وهو الوصول إلى الذات الكونية "البراهما" باعتبارها الحقيقة المطلقة التي يقوم عليها العالم المادي. وتهدف اليوگا موكشا إلى الهروب من دورة التناسخ عن طريق تحقيق واقع في نهاية المطاف.
كارما يوگا
كارما يوگا أي ناكر الذات [28]
بهاكتي يوگا - التفاني
هل لديك مشكلة في تشغيل هذه الملفات؟ انظر مساعدة الوسائط.
بهاكتي يوگا أي الولاء، وهي مماثلة للموكشا [29] [30].
وفقا لكاثرين كونيللي، أستاذة في علم اللاهوت في كلية بوسطن، "إن نص غيتا يقدم خلاصة لمختلف الاحتمالاات الممكنة لتحقيق التحرر من خلال المعرفة في جونانا، العمل في كارما والتفاني في حب الله في بهاكتى، فهذه الثلاث هي أعلى وأسهل مع التركيز عليهاإلى الخلاص.
نجد ذلك في مقدمة الفصل السابع من غيتا، بهاكتى تتلخص كوسيلة لعبادة وتأمل ومحبة الله.
فيقول كريشنا:
47.ومن بين كل اليوغيين، إن أكثرهم توحداً بي من يُبجّلني بإيمان، ومن تكون ذاته الكلّية مستغرقة فيّ. (47-06)[31]
15.وعندما ترقد ذاتهم السامية فيّ، في مقرّ الفرح السامي، لن يعودوا أبداً إلى عالم الأحزان البشرية هذا. (15-08)[32]
6.ولكـن من أكـون لهم المبتغى الأسمى، ومـن أسـلموا أعمالهم.(06-12)[33]
7.لي، ويتأمّلون بي بعقل ثابتّ ويكرمني بإخلاص، هؤلاء أخلصهم سريعاً من بحر الموت ومن دوامة الحياة والممات. (07-12)[34]
8.ثبّت عقلك علي وحدي، وأصغي إلي بانتباه وتمعّن، ستعيش حقاً فيّ إلى الأبد.(08-12)[35]
9.أما إذا لم تستطع أن تريح عقلك فيّ، عندئذٍ حاول أن تصلني بممارسة أبهياسا يوغا. (09-12)[36]
26.ومن يكرمني بإخلاص وثبات ويعمل من أجلي، يتجاوز الغونات الثلاث ويستطيع أن يكون واحد مع البْرَهْمان الأحد. (24-14)[37]
65.هبني عقلك، وهبني قلبك، وتضحيتك، وإخلاصك. وكلمة وعدٍ أقولها لك، ستأتي إليّ حقاً لأنك عزيز عليّ. (65-18)[38]
66.اترك كل شيء ورائك، وتعالى إليّ أنا وحدي، من أجل خلاصك. سأجعلك متحرّراً من رباط كل الخطايا، لا تخف، ولا تحزن.(66-18)[39]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
جونانا يوگا
جونانا يوگا أي طريق المعرفة [40]
هي طريقة المعرفة والتمييز في ما يخص الفرق بين الروح الخالدة Atman والجسم. فهي تعلم تمييز بين ماهو حقيقي وماهو غير حقيقي، ماهو أبدي وماهو زمني.
في الفصل الثاني يبدأ كريشنا عرضا موجزاً جونانا يوغا. فيقول أن ليس هناك ما يدعو إلى رثاء أولئك الذين على وشك أن يُقتلوا في المعركة، لأنه لم أبداً يكن هناك وقت لم تكن، ولن يكون هناك وقت كانت فيه، أنها سوف تتوقف عن أن تكون، إنه يقصد بذلك Atman الروح الخالدة للمحاربين. لأن مصير [41] المحاربين لا يمكن تدميرها. فالنار لا يمكن أن تحرقها، والماء لا يمكن أن يبللها، والرياح لا يمكن تجففها.
يقول كريشنا:
31.من يرى أن لامحدودية الكائنات المتنوعة هي ثابتة في الأحد، وهي تحوّل من الأحد، يصبح واحد مع البْرَهْمان. (31-13)[42]
32.إن الذات الكلية هي بلا بداية ومتحرّرة من الظروف المتغيّرة وغير فانية. وبالرغم من وجودها في الجسم، إلا إنها لا تعمل ولا تتأثر بنتائج أي عمل. (32-13)[43]
33.كما أن الأثير الوجود في كل شيء يبقى نقي ولا يمتزج بأي شيء، بسبب طبيعته المرهفة، كذلك الذات المقيمة في المادة تبقى نقية من تلامس المادة. (33-13)[44]
34.وكما أن الشمس الواحدة التي تشع نورها على جميع الأشياء في هذا العلم، هكذا يعطي رب الحقل النور لكل حقله. (34-13)[45]
35.أولئك الذين يدركون بعين التجلي الذاتي، التمييز بين الحقل وعارف الحقل، ويدركون أيضاً تحرّر الذات عن الطبيعة المادية، يذهبون إلى الأسمى. (35-13)[46]
بعض من آيات البهاگاڤاد گيتا
- من الفصل الثالث - العمل
قال أرْجونا:
36.ما هي دوافع الإنسان كي يرتكب الخطيئة، وكأنه منجذب بالقوة دون إرادته، يا سيد كْريشْنا؟
قال الرب المبارك:
37.إنهما الرغبة والغضب، المولودتان من غونة الرجس (الفعل والتفاعل) انهما مدمّرتان، إنهما شرّان كبيران. إنهما العدوّان اللدودان هنا على الأرض.
38.كما هي النار مغطاة بالدخان والمرآة بالغبار والجنين بغلاف الرحم، هكذا هو (الإنسان) مغلّف بذلك (بالرغبات).
39.تُحجب الحكمة بلهيب لا يشبع من الرغبة التي هي العدو الدائم للحكماء يا ابن كونتي.
40.الحواس والعقل والمنطق هي مقرٍ لها (للرغبات) فتُحجب الحكمة بسببها، ويضلّل المقيم في الجسم.
41.لذلك أصقل عمل الحواس أولاً، وأقتلع منك هذا الشر المدمّر للمعرفة وتحقيق الذات.
42.يقال إن الحواس مرهفة؛ والذهن أرهف من الحواس وأرهف من الذهن منطق العقل، أما الذي وراء العقل إنه هو.
43.لذلك، بمعرفة من هو الذي وراء العقل، بسكون ذاتك بالذات الكلية، يا أيها المسلّح الجبّار، دمّر هذا العدو الشرس المتمثل بالرغبات.
- من الفصل السابع - التمييز[47]
قال الرب المبارك:
1.بتثبيت عقلك علي، يا ابن بارتا، وباتخاذك لي كملجئك الأسمى، وبممارستك لليوغا، هكذا ستعرفني بالكامل ودون أدنى شك، هذا ما عليك أن تسمعه.
2.سأكلمك عن المعرفة والاختبار، وبمعرفتهما لن يبقى شيء آخر تحتاج أن تعرفه.
3.من بين آلاف الناس ربما هناك واحد يجاهد من أجل الاكتمال، ومن بين آلاف المجاهدين ربما هناك واحد يعرفني حقاً.
4.إن طبيعتي الظاهرة لها ثمانية أشكال: الأرض والماء والنار والهواء والأثير والعقل والمنطق والأنا.
5.هذه طبيعتي الدنيوية، ولكن خلفها، يا أيها المسلح الجبار، تكمن طبيعتي العلوية، الذات الكلّية، إنها نبع الحياة التي بها وجد هذا الكون.
6.اعلم أن هاتين الطبيعتين هما رحم كل الكائنات؛ وأنا البداية والنهاية للكون كله.
7.لا يوجد ما هو أعلى مني في هذا الكون المترامي الأطراف، كل العوالم تستقر فيّ، كما تنعقد حبات اللؤلؤ حول الخيط.
8.أنا الذوق في مياه الحياة، يا ابن كونتي، أنا النور في الشمس والقمر، أنا المقطع آوم في الفيدا كلها، أنا الصوت في الأثير، والمقدرة في الإنسان.
9.أنا العبير الصافي العابق من الأرض ولمعان النار هو أنا. أنا الحياة في كل الكائنات، والتقشّف في المتقشفين.
10.اعرفني يا ابن بارتا، أنني منذ الأزل بذرة الحياة الأبدية لكل الكائنات. أنا ذكاء الأذكياء. أنا بطولة الأبطال.
11.أنا قوة الأقوياء، عندما تكون هذه القوة خالية من الغضب والرغبات الأنانية. أنا الرغبة عندما تكون صافية ومنسجمة مع الدْهرْما.
12.واعلم أن الغونات الثلاث، الساتفا والرجس والطمس، تأتي مني؛ النور السامي والحياة النابضة والظلمة بلا حياة. أنا لست فيها؛ لكن هي فيّ.
13.مضلّل بهذه الحالات، حالات الغونات الثلاث، هذا العالم كله لا يعرف أني خلفها، ولا يعرف أني كائن أبداً !
14.من الصعوبة حقاً، تجاوز مايا التي تخصني، والمكوّن من الغونات. ولكن من يكرّس ذاته لي وحدي، يتجاوز هذا الوهم.
15.إنما فاعلوا الشر لا يبحثون عني، لقد أظلمت روحهم بالضلال. وحُجب نظرهم بالوهم، واتخذت قلوبهم طريق الشر.
- من الفصل الحادي عشر - الشكل الكوني[48]
قال الرب المبارك:
32.أنا الزمان الكلّي القوة الذي يدمر كل شيء، لقد أتيت إلى هنا كي أقتل هؤلاء الرجال. حتى ولو لم تحارب أنت، إن جميع هؤلاء المحاربون المجابهون لك سيموتون.
33.لذلك انهض! يا أرْجونا، واربح مجدك، وتغلب على أعدائك وتمتع بمملكتك. نتيجة لقدر الكارما حكمت عليهم بالموت، لذلك كن أداة مجردة لعملي.
34.درونا وبهيشما وجايدراتا وكارنا وباقي الأبطال الأسطوريين في هذه الحرب العظيمة هم من عداد الأموات؛ لا تتردد، حارب وأقتلهم. عليك أن تتغلب على أعدائك في المعركة.
قال سنجايا:
35.عندما سمع أرْجونا هذه الكلمات من كْريشْنا، ضم يديه متردداً، وبصوت مضطرب، ومنحنياً بإجلال، تكلم.
قال أرْجونا:
36.إنه حقاً، يا هْريشيكيشا يا كْريشْنا، أن البشر يسبحونك، وإنهم فرحين ومسرورين بك. كل الأرواح الشرّيرة تهرب خوفاً، وكل جمع القديسين تنحني أمامك بخشوع.
37.كيف هم لا ينحنون أمامك حباً وإجلالاً، وأنت إله الآلهة، الذات الأسمى؟ أنت خالق بْرَهْما إله الخليقة، أنت لامحدود، أبدي وملجأ العالم! أنت كل ما هو موجود وكل ما هو غير موجود وكل ما هو وراء الوجود.
38.أنت الله منذ البدء، أنت الله في الإنسان منذ أن وجد الإنسان. أنت الكنز الأسمى لهذا العالم الفسيح. أنت الأحد المعروف وأنت العارف، أنت مرقد الراحة النهائي، أنت الحضور اللامتناهي الذي فيه يكون كل شيء.
39.أنت إله الرياح والمياه، إله النار والموت! سيد القمر المنفرد، أنت الخالق، أنت سلف الكل! المجد لك، ألف مجدٍ، وأيضاً وأيضاً المجد لك.
40.المجد لك يا من أنت أمامي وخلفي، المجد لك يا من أنت في كل النواحي، إله الكل. أنت الإله الكلّي القوة والكلّي المقدرة. أنت اكتمال الكل وأنت الكل.
41.إذا كنت قد قلت لك عن غير قصد، أو حتى بمودة الصداقة، "كْريشْنا! أو ابن بادو أو يا صديقي" أكون قد فعلت ذلك دون أن أعي على عظَمتك.
42.وإذا كنت قد أسأت التصرف معك، أكنت منفرداً أو مع الآخرين، أو كنت قد مازحتك خلال التسلية أو خلال الراحة أو خلال وليمة طعام، أغفر لي برحمتك، يا من لا حد له.
43.أبٌ للكل، سيدٌ أسمى. قوة سامية في كل العوالم؛ من هو أعظم منك في الوجود أنت با من لا تقارن عظمته أو توصف؟
44.أنحني أمامك، أسجد تكريماً لك، وأتوسّل نعمتك، يا أيها الرب الرحمان! مثل الأب لولده ومثل الصديق لصديقه، ومثل العاشق لمعبودته، كن رحيماً لي يا الله.
45.في رؤية واحدة شاهدت ما لم يراه إنسان من قبل. هاءنذا أبتهج، ولكن قلبي لا يزال يرتجف من الخوف. ارحمني يا إله الآلهة، يا ملجأ العالم أجمعين، دعني أرى مرة أخرى شكلك البشري.
46.أتشوق أن أراك مرة أخرى بتاجك وصولجانك وهالتك، دعني أراك مرة أخرى بشكل سواعدك الأربعة، أنت ذو السواعد اللامحدودة وذو الشكل اللامحدود.
قال الرب المبارك:
47.بنعمتي وبعجب قوتي أظهرت لك يا أرْجونا، هذا الشكل الأسمى المصنوع من النور، الذي هو اللامحدود، الذي هو الكل؛ إنه شكلي الخاص الأزلي الذي لم يشاهده أي إنسان من قبل.
48.لا الفيدا ولا التضحيات ولا الدراسات ولا الإحسان، ولا الطقوس، ولا التقشّف المخيف، تستطيع أن تعطي رؤية شكلي الأسمى. أنت وحدك قد رأيت هذا الشكل، يا أعظم الكوريين.
59.لقد شاهدت الشكل المروِّع لعظمتي، ولكن لا تخف، ولا ترتبك. متحرراً من الخوف وبقلب فرح أنظر شكلي الودود مرة أخرى.
قال سنجايا:
50.وهكذا تكلم فاسوديفا (السيد كْريشْنا) لأرجونا، وأظهر ذاته بشكله البشري. أعطى إله الكل سلاماً لمخاوف أرْجونا واظهر ذاته بجماله المسالم.
قال أرْجونا:
51.عندما أرى وجهك البشري اللطيف، يا كْريشْنا، أعود إلى طبيعتي، وينعم قلبي بالسلام.
قال الرب المبارك:
52.أنت رأيت الآن وجهاً لوجه شكلي الإلهي الذي يصعب رؤيته، حتى إن آلهة السماء يحتاجون لزمن طويل كي يروا ما أنت رأيت.
53.ليس بالفيدا وليس بحياة التقشف وليس بمساعدة الفقراء وليس بالمقدمات المقدّسة يمكن أن يراني أحد مثلما رأيتني أنت.
54.لكن بثبات العقل والإخلاص قد يستطيع الناس أن يروني وأن يعرفوني وأن يأتوا إليّ.
55.إن من يعمل من أجلي بإخلاص، من أكون له مبتغاه الأخير ومن يكون متحرّراً من التعلّق بكل شيء، وبحبه لكل الخليقة دون أي عدائية، يأتي حقاً إليّ.
التأثير
التفاسير
التفاسير الكلاسيكية
حركة الاستقلال
تفاسير حديثة أخرى
إحياء الهندوسية والحركات الهندوسية الجديدة
الترجمات العلمية
اقتباسات
انظر أيضا
المصادر
الاستشهادات
المراجع
- Aurobindo, Sri (2000), Essays On The Gita, SriAurobindoAshram Publication Dept, ISBN 978-81-7058-612-8, http://books.google.com/books?id=2IMUuYi-pW0C
- Bloom, Harold (1995), The Western canon : the books and school of the ages (1st Riverhead ed. ed.), New York: Riverhead Books, ISBN 978-1-57322-514-4, http://www.interleaves.org/~rteeter/grtbloom.html
- Bose, Buddhadeva (1986), The Book of Yudhisthir: A Study of the Mahabharat of Vyas, Orient Blackswan, ISBN 978-0-86131-460-7, http://books.google.com/books?id=vL4DhBWJbGIC&pg=PA71
- Chidbhavananda, Swami (1997), The Bhagavad Gita, Tirupparaitturai: Sri Ramakrishna Tapovanam, ISBN 978-8-180-85147-6
- Chinmayananda, Swami (1998), Shreemad Bhagawad Geeta chapter I & II: original Sanskrit text with Roman transliteration, word-for-word meaning, translation and commentary (revised ed.), Mumbai, India: Central Chinmaya Mission Trust, ISBN 81-7597-084-7, http://books.google.com/books?id=4CvB0fwrKrEC&q=%22it+is+usual%22#v=snippet&q=%22it%20is%20usual%22&f=false
- Chinmayananda, Swami (2007), Art Of Manmaking, Chinmaya Publications, ISBN 978-81-7597-060-1, http://books.google.com/books?id=ssyfCDBzOrYC
- Clarke, John James (1997), Oriental enlightenment, Routledge, ISBN 978-0-415-13375-3, http://books.google.com/?id=qdoyw_6Y3cYC&pg=PA58
- Coburn, Thomas B. (1991), Encountering the Goddess: A Translation of the Devī-Māhātmya and a Study of Its Interpretation, SUNY Press, ISBN 978-0-7914-0446-1, http://books.google.com/books?id=c7vIzNrC-coC&pg=PA27
- Cornille, Catherine (2006), Song Divine: Christian Commentaries on the Bhagavad Gītā, Peeters Publishers, ISBN 978-90-429-1769-9, http://books.google.com/books?id=F8DxPDYHgbEC
- Deutsch, Eliot; Dalvi, Rohit (2004), The Essential Vedānta: A New Source Book of Advaita Vedānta, World Wisdom, Inc, ISBN 978-0-941532-52-5, http://books.google.com/books?id=VIc6AdO07-IC
- Easwaran, Eknath (2007), The Bhagavad Gita, Nilgiri Press, ISBN 978-1-58638-019-9
- Easwaran, Eknath (1975), The Bhagavad Gita for Daily Living Volume 1, Berkeley, California: The Blue Mountain Center of Meditation, ISBN 978-0-915132-17-1
- Easwaran, Eknath (1979), The Bhagavad Gita for Daily Living Volume 2, Berkeley, California: The Blue Mountain Center of Meditation, ISBN 978-0-915132-18-8
- Easwaran, Eknath (1984), The Bhagavad Gita for Daily Living Volume 3, Berkeley, California: The Blue Mountain Center of Meditation, ISBN 978-0-915132-19-5
- Easwaran, Eknath (1993), The End of Sorrow: The Bhagavad Gita for Daily Living (vol 1), Berkeley, California: Nilgiri Press, ISBN 978-0-915132-17-1
- Egenes, Thomas (2003), Introduction To Sanskrit, Motilal Banarsidass Publ., ISBN 978-81-208-1693-0, http://books.google.com/books?id=ZAu6xhfb4bUC&pg=PA4
- Fischer, Louis (2010), Gandhi: His Life and Message for the World, Penguin Group (USA) Incorporated, ISBN 978-0-451-53170-4, http://books.google.com/books?id=osSGRAAACAAJ
- Flood, Gavin (1996), An Introduction to Hinduism, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-43878-0
- Fowler, Jeaneane D (2012), The Bhagavad Gita: A Text and Commentary for Students, Eastbourne: Sussex Academy Press, ISBN 978-1-84519-520-5
- Gambhirananda, Swami (1997), Bhagavadgītā: With the commentary of Śaṅkarācārya, Calcutta: Advaita Ashrama, ISBN 81-7505-041-1
- Gambhirananda, Swami (1998), Madhusudana Sarasvati Bhagavad Gita: With the annotation Gūḍhārtha Dīpikā, Calcutta: Advaita Ashrama, ISBN 81-7505-194-9
- Gandhi, Mahatma (2009), The Bhagavad Gita According to Gandhi, North Atlantic Books, ISBN 978-1-55643-800-4, http://books.google.com/books?id=HUbUcXcXES8C
- Hacker, Paul; Halbfass, Wilhelm (1995), Philology and Confrontation: Paul Hacker on Traditional and Modern Vedānta, SUNY Press, ISBN 978-0-7914-2581-7, http://books.google.com/books?id=k91ZnWPTwXoC&pg=PA259
- Hume, Robert E. (1959), The World's Living Religions, ISBN 978-1563901607, http://books.google.com/books?id=7v3gP3_2TaYC
- Isherwood, Christopher (1965), Ramakrishna and His Disciples, Vedanta Press, ISBN 978-0-87481-037-0, http://books.google.com/books?id=6qVMrumO-g0C
- Jones, Constance; Ryan, James D. (2007), Encyclopedia of Hinduism, Infobase Publishing, ISBN 978-0-8160-7564-5, http://books.google.com/books?id=OgMmceadQ3gC&pg=PA199
- Jñānadeva; Pradhan, Vitthal Ganesh (1987), Lambert, Hester Marjorie, ed., Jnāneshvari: Bhāvārthadipikā, UNESCO Collection of Representative Works: Indian Series, Albany, NY, USA: SUNY Press, p. ix, ISBN 978-0-88706-487-6, http://books.google.com/books?id=Xxg0RI7dSWIC&lpg=PR3&dq=dnyaneshwari&pg=PR4#v=onepage&q=dnyaneshwari&f=false
- Keay, John (2000), India: A History, Grove Press, ISBN 0-8021-3797-0
- Krishnananda, (Swami.) (1980), The Philosophy of the Bhagavadgita, The Divine Life Society, ISBN 978-81-7052-077-1, http://books.google.com/books?id=U_qIbwAACAAJ
- Londhe, Sushama (2008), A tribute to Hinduism: thoughts and wisdom spanning continents and time about India and her culture, Pragun Publication, ISBN 978-81-89920-66-1, http://books.google.com/books?id=G3AMAQAAMAAJ
- Miller, Barbara Stoler (1986), The Bhagavad-Gita: Krishna's Counsel in Time of War, Columbia University Press, ISBN 0-231-06468-3
- Minor, Robert N. (1986), Modern Indian Interpreters of the Bhagavadgita, Albany, New York: State University of New York, ISBN 0-88706-297-0
- Nikhilananda, Swami; Hocking, William E. (2006), The Bhagavad Gita, Kessinger Publishing, ISBN 978-1-4254-8607-5, http://books.google.com/books?id=IAp2FYvHeWIC
- Pandit, Bansi (2005), Explore Hinduism, Heart of Albion, ISBN 978-1-872883-81-6, http://books.google.com/books?id=PT5h4IjBMk0C
- Patchen, Nancy Freeman (1994), Journey Of A Master, Chinmaya Mission, ISBN 978-81-7597-305-3, http://books.google.com/books?id=LVFgGKeAzFUC&pg=PA185
- Radhakrishnan, S. (1993), The Bhagavadgītā, Harper Collins, ISBN 81-7223-087-7
- Ranganathananda, (Swami) (2000), Universal message of the Bhagavad Gita: An exposition of the Gita in the light of modern thought and modern needs (Vol. 1), 1, Calcutta: Advaita Ashrama, ISBN 81-7505-213-9, http://www.amazon.com/Universal-Message-Bhagavad-Gita-Exposition/dp/8175052139#reader_8175052139
- Rao, Vasudeva (2002), Living Traditions in Contemporary Contexts: The Madhva Matha of Udupi, Orient Blackswan, ISBN 978-81-250-2297-8, http://books.google.com/books?id=-utNEpTZWUkC&pg=PA86
- Robinson, Catherine A. (2006), Interpretations of the Bhagavad-Gītā and Images of the Hindu Tradition: The Song of the Lord, Routledge, ISBN 978-0-415-34671-9
- Sahadeo, Ramnarine (2011), Mohandas K. Gandhi: Thoughts, Words, Deeds, Xlibris Corporation, ISBN 978-1-4653-4282-9, http://books.google.com/books?id=xt5CtnSbMCQC&pg=PA129
- Sampatkumaran, M. R. (1985), The Gītābhāṣya of Rāmānuja, Bombay: Ananthacharya Indological Research Institute
- Sargeant, Winthrop (2009), The Bhagavad Gītā: Twenty-fifth Anniversary Edition, Albany: State University of New York Press, ISBN 978-1-4384-2841-3
- Sharma, Namrata (2008), Makiguchi and Gandhi: Their Education Relevance for the 21st Century, University Press of America, ISBN 978-0-7618-4068-8, http://books.google.com/books?id=U_C4PaejRi4C&pg=PA42
- Singh, R. Raj (2006), Bhakti and Philosophy, Lexington Books, ISBN 0-7391-1424-7 see article
- Sivananda, Swami (1995), The Bhagavad Gita, The Divine Life Society, ISBN 81-7052-000-2
- Southgate, Christopher (2005), God, Humanity and the Cosmos - 2nd edition: A Companion to the Science-Religion Debate, Continuum International Publishing Group, ISBN 978-0-567-03016-0, http://books.google.com/books?id=2euuM3YOh6YC&pg=PA246
- Tambyah, Tambi-Piḷḷai Isaac (1925), A Comparative Study of Hinduism, Buddhism, and Christianity, Indian Book Gallery, ISBN 978-81-7755-915-6, http://books.google.com/books?id=i3D7QW5YiF0C&pg=PA215
- Tapasyananda, Swami (1990), Śrīmad Bhagavad Gītā, Sri Ramakrishna Math, ISBN 81-7120-449-X
- Theodor, Ithamar (2010), Exploring the Bhagavad Gitā: Philosophy, Structure, and Meaning, Ashgate Publishing, Ltd., ISBN 978-0-7546-6658-5, http://books.google.com/books?id=rH615KbcEdcC
- Upadhyaya, Kashi Nath (1998), Early Buddhism and the Bhagavadgītā, Motilal Banarsidass Publ, ISBN 978-81-208-0880-5, http://books.google.com/books?id=JBbznHuPrTYC&pg=PA16
- Vivekananda, Swami (1998), Thoughts on the Gita, Delhi: Advaita Ashrama, ISBN 81-7505-033-0
- Winternitz, Maurice (1972), History of Indian Literature, New Delhi: Oriental Books
- Wood, Ernest (1954), The Bhagavad Gīta Explained. With a New and Literal Translation, Los Angeles: New Century Foundation Press
- Yogananda, Paramahansa (1993), God Talks with Arjuna: The Bhagavad Gita, Self Realization Fellowship Publ., ISBN 978-0-87612-031-6, http://books.google.com/books?id=KMtVSgAACAAJ
- Zaehner, R. C. (1969), The Bhagavad Gītā, Oxford University Press, ISBN 0-19-501666-1