الكامل في أحاديث زواج النبي من 25 امرأة وطلق عشرة وارتدت واحدة


سلسلة الكامل / كتاب رقم 17 / الكامل في أحاديث زواج النبي من ( 25 ) امرأة وطلَّق عشرة وارتدت واحدة ، وما تبع ذلك من أقاويل / ( 200 ) حديث


يقول المؤلف : روي الحاكم في المستدرك ( 3 / 640 ) عن القاسم بن سلام قال : ثبت وصح عندنا أن رسول الله تزوج ثماني عشرة ( 18 ) امرأة ، سبعٌ منهن من قبائل قريش ، وواحدةٌ من حلفاء قريش ، وتسعةٌ من سائر قبائل العرب ، وواحدةٌ من بني إسرائيل من بني هارون بن عمران أخي موسي بن عمران .


وأنا أري ما رآه هؤلاء الأئمة ، إلا أن هذا العدد في من دخل بهن ، أما عدد من تزوجهن ممن دخل بهن وممن لم يدخل بهن فيبلغ خمسا وعشرين ( 25 ) امرأة ، فآثرت أن أجمع الأحاديث الخاصة بهذا الأمر ، أي عدد النساء اللاتي تزوجهن النبي ،


والكتاب ليس فيما كان لدي النبي من خدم وملك يمين فلذلك كتب آخري ، ولا في الأحاديث التي فيها تفصيل الزواج ببعض هؤلاء النساء ، وإنما في عدد زوجات النبي .


_ يأتي في بعض الروايات أعداد مختلفة للنساء اللاتي تزوجهن النبي ، وإنما يروي كلٌّ منهم ما وصل إليه من عدد ، وبعضهم يتكلم عن زوجاته بالمدينة ، وبعضهم يتكلم عن زوجاته بمكة ، وبعضهم يتكلم عن من كنَّ علي ذمته في وقت واحد ، وبعضهم يتكلم عن من تزوجهن ولم يطلقهن ، وبعضهم يتكلم عن من تزوجهن ودخل بهن ، إلي آخره ، أما مجمل زوجاته فكنّ 25 امرأة .


_ أما من تزوجهن فهن :


1_ خديجة بنت خويلد

2_ عائشة بنت أبي بكر

3_ حفصة بنت عمر

4_ سودة بنت زمعة

5_ أم حبيبة بنت أبي سفيان


6_ زينب بنت جحش

7_ ميمونة بنت الحارث

8_ أم سلمة بنت أبي أمية

9_ زينب بنت خزيمة

10_ صفية بنت حيي


11_ عمرة بنت معاوية

12_ جويرية بنت الحارث

13_ قيلة بنت قيس

14_ أم شريك الدوسية

15_ ليلي بنت الحطيم


16_ سنا بنت سفيان

17_ ريحانة بنت زيد

18_ فاطمة بنت الضحاك

19_ أسماء بنت النعمان

20_ مليكة بنت كعب


21_ بنت جندب بن ضمرة

22_ خولة بنت الهذيل

23_ العالية بنت ظبيان

24_ عمرة بنت الجون

25_ سناء بنت الصلت


علي خلاف بسيط في بعضهن للاختلاف في ثبوت الأحاديث فيهن ، وهو خلاف سائغ لا بأس به .


_ أما من ارتدت فهي قتيلة بنت قيس .

_


_ أما من طلقهنَّ فهن :


1_ أسماء بنت النعمان ، لما تزوجها قالت لها عائشة وبعض زوجات النبي إن النبي يحب إذا دخل علي المرأة أن تقول له أعوذ بالله منك ، فصدقتهنَّ وفعلت ذلك ، فطلَّقها ، وهذا ما ورد في الأحاديث ورضي الله عن الصحابة أجمعين .


وفي الحديث المتفق علي صحته في قصة امرأة وهبت نفسها للنبي أن عائشة قالت للنبي  ( ما أري إلا ربك يسارع في هواك ) ، فهل سيردون هذا الحديث أيضا لنفس العلة ؟! وإنما هذا ما جاءت به الأحاديث .


2_ مليكة بنت كعب ، قالت لها عائشة أما تستحين أن تنكحي قاتل أبيك ، فلما دخل عليها النبي قالت أعوذ بالله منك ، فطلَّقها .


3_ العالية بنت ظبيان ، مكثت عنده فترةً ثم طلقها .


4_ سودة بنت زمعة ، كبرت وطلَّقها ، فقالت له راجعني ولا تقسم لي أياما ، فراجعها وأعطت يومها لعائشة .


5_ امرأة من بني عامر ، قيل له إنها تطَّلع إلي أهل المسجد ، فرآها فطلَّقها .


6_ عمرة بنت يزيد ، لما دخل عليها رأي بكشحها بياضا ، أي بجنْبها بين الضلوع والوسط بياض ، فطلَّقها .


7_ امرأة يقال لها عمرة ، قالت له أمُّها إنها لم تمرض قط ، فطلَّقها .


8_ حفصة بنت عمر ، أخبرها أمرا وقال لا تخبري أحدا ، فأخبرت بعض أزواجه ، فطلَّقها ثم راجعها ، وفي بعض الأحاديث أن هذا الأمر كان أن أبا بكر هو الخليفة بعده .


9_ أم شريك الأزدية ، وكانت وهبت نفسها له بغير مهر .


10_ أميمة بنت النعمان ، لما دخل عليها قال هبي نفسك لي ، فقالت وهل تهب الملِكَة نفسها للسُّوقة أعوذ بالله منكَ ، فطلَّقها .


_ أما من رفضت فامرأة من سبي بلعنبر ، ورد في نص الحديث أنها جميلة ، عرض عليها النبي أن يتزوجها فأبت وبقيت مع زوجها ، وهذا ما في نص الحديث من أجل من يظل يعترض برأيه .


_ أما أم حبيبة بنت عباس فكانت طفلة ، وفي الحديث أن النبي قال عنها ( لئن بلغت بُنَيَّةُ العباس وأنا حيٌّ لأتزوجنَّها ) ، إلا أني لابد أن أذكر أن إسناد هذا الحديث مختلف فيه بسبب راوٍ مختلف فيه وهو الحسين بن عبد الله الهاشمي ، وبينت بعد ذكر روايات الحديث تفصيل هذا الخلاف وأن الراوي علي الراجح صدوق حسن الحديث ، إلا أني كان لابد أن أذكر الخلاف فيه .


وليس في الكتاب شيء من الرأي وإنما ما ورد في المسألة من أحاديث ، وفي الكتاب ( 200 ) حديث تقريبا .



_


وهذا ما دعي البعض لذكر بعض الأمور عن هذا العدد ، وعن العلة حول الزواج بهذا العدد لرجل من الرجال عموما ونبي من الأنبياء خصوصا ، إلا أنه لا علاقة للرأي بثبوت الأحاديث .


_ قال البعض أيضا أن السبب هو إعالة بعض النساء ، لكن قيل أن إعالة المرأة يمكن أن تكون بغير زواج ، ويمكن أن تكون الإعالة وهي متزوجة من رجل آخر ، فليس بالضرورة أن كلما أراد الرجل مساعدة امرأة تزوجها .


_ قال البعض أن السبب هو عتق أهل المرأة ، لكن قيل أن ذلك لم يكن إلا مع صفية لأنها كانت ممن أخذهن من السبي ، وكذلك ليس شرطا أن تتزوج المرأة حتي تعتق عبيدا من قومها ، فيمكن العتق بغير زواج .


_ قال البعض أن السبب هو بيان ما بين النبي وأهله ، لكن قيل أن ذلك يتحقق بامرأة وامرأتين وثلاثة ، وكذلك أكثر أحكام الزوجين إن لم يكن كلها أخبر بها النبي نفسه دون الحاجة لأن تكون الزوجة هي المخبرة عنه .



_ قال البعض أن كثرة الأزواج وأخذ السبايا كان معروفا عندهم ، لكن قيل أن النبي لم يأت باتباع عادات الناس أياً كانت ، وكم من عادة كانت موجودة وحُرِّمت .


_ قال البعض أن النبي لم يتزوج إلا ثيبا ، لكن قيل أن ذلك لا علاقة له بالزواج ، فالزواج زواج ، بالإضافة أن ذلك غير صحيح فمثلا تزوج النبي عائشة وعمرها 9 سنوات وجويرية وعمرها 20 سنة .


_ قال البعض أن الزواج بهذا العدد إنما هو أمر إلهي ، لكن ذلك يصلح حكما شرعيا لنا نحن المسلمين ، لا علة أو سببا تخبر به من يسأل عن السبب ، خاصة إن كان من غير المسلمين .


ولعل في المسألة مزيد تفصيل ونظر وتأويل ، وليس الكتاب في الرأي وإنما في جمع الأحاديث الواردة في المسألة .


الكامل / 17 / رابط الكتاب علي مكتبة نور