الفردوس المسترد
الفردوس المسترد Paradise Regained هي قصيدة من تأليف الشاعر الإنگليزي جون ملتون، نُشرت لأول مرة في 20 سبتمبر 1671. ظهر معها في نفس الكتاب مسرحية عذاب شمشون. الفردوس المسترد ترتبط اسمياً بقصيدته الملحمية الأسبق والأكثر شهرة، الفردوس المفقود، التي تشاركها نفس الخط العقائدي؛ في الواقع، فإن عنوانها واستخدامها للأبيات الفارغة، وتقدمها عبر التاريخ يذكـّرنا بعمله الأسبق. إلا أن هذا الجهد يتعامل أساساً مع غواية المسيح كما هي مذكورة في إنجيل لوقا.
وكأنما كان ملتون يقذف بآخر سهم في جعبته تحدياً للعصر المظلم، حين نشر في يوم واحد (20 سبتمبر 1671) في غير ما شفقة ولا رحمة، اثنين من أعماله: "الفردوس المستعاد" و"شمشون المعذب". في 1665 بعد أن انتهى توماس إلوود من قراءة ملحمة ملتون الأولى تحداه قائلاً: "لقد تحدثت هنا كثيراً عن الفردوس المفقود، فماذا عساك تقول الآن عن الفردوس الذي وجد؟"، وطرقت الفكرة ذهنه بشدة، ولكنه تسائل: كيف يعرض استعادة الفردوس في أية مرحلة في التاريخ، فإن موت المسيح نفسه لم يطهر الإنسان من الجريمة والشهوة والحرب ولكنه فكر أنه رأى في مقاومة المسيح لإغراء الشيطان، وعداً بأن جانب الله في الإنسان لابد يوماً أن يقهر جانب الشيطان في الإنسان نفسه، ويهيئه للحياة تحت حكم المسيح والعدالة على الأرض.
ومن ثم فإن ملتون في الأقسام الأربعة من "الفردوس المسترد"، لم يركز في حياة المسيح على الصلب، بل على "تجربة الإغراء في البرية"، حيث يقدم الشيطان للمسيح "ولداناً...أجمل من سقاة الآلهة"، ثم "الحور والعذارى الفاتنات، وسيدات من حدائق التفاح الذهبي" ثم يعرض عليه المال والثراء-ولكن أولئك دون جدوى. ثم يريه الشيطان روما الإمبراطورية تحت حكم تيبريوس المنهوك المكروه الذي لم يعقب، فهلا يريد المسيح أن يقود ثورة بعون من الشيطان، وينصب نفسه إمبراطوراً على العالم؟ ولما لم يرق هذا في عيني يسوع ، ولم يستهو قلبه فإن الشيطان، أراه أثينا بلد أرسطو وأفلاطون، فهلا رغب في اللحاق بهما ليكون فيلسوفاً؟ ثم يدخل المسيح والشيطان في حوار غريب حول مزايا الأدب اليوناني والعبري. فينحاز المسيح إلى جانب أنبياء وشعراء بني إسرائيل على أنهم أسمى بكثير من اليونانيين:
أخذت اليونان عنا هذه الفنون، ولم تحسن تقليدها. |
وبعد قسمين من الملحمة استغرقهما الحوار، أقر الشيطان بهزيمته، وبسط جناحيه وطار، على حين تتجمع فرقة من الملائكة حول المسيح المنتصر، وتنشد:
الآن انتقمت لآدم المغدور به، وبالتغلب على الإغراء استعدت الفردوس المفقود. |
ولم يروِ ملتون لنا القصة بمثل الروعة الفياضة الرنانة التي تجلت في الملحمة الأولى الكبرى، ولكن بمثل براعته في الشعر، وميله إلى الحاجة، وهما أمران معهودان فيه، كما كشف في القصة حتى حادث صلب المسيح، وربما كان مرد ذلك إلى أنه لم يتفق مع القائلين بـأن موت المسيح هو الذي فتح أبواب الجنة من جديد. فالفضيلة وضبط النفس وحدهما اللذان يجلبان السعادة. ولم يدرك ملتون قط لما رفضت إنجلترا أن تأخذ بمأخذ الجد، إعادة كتابة الأناجيل على هذا الشكل المضحك، وذهب إلى القول بأن الملحمة الثانية ليست أقل من الملحمة الأولى، اللهم إلا من حيث مداها. وكان لا يطيق أن يسمع أن "الفردوس المفقود" تفضل "الفردوس المسترد".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المراجع
- Northrop Frye, The Return to Eden: Five Essays on Milton's Epics (Toronto: Toronto UP, 1965).
- Introduction to Paradise Regained, in The Complete Poetry and Essential Prose of John Milton, ed. William Kerrigan, John Rumrich, and Stephen M. Fallon (New York: Modern Library, 2007).
- Barbara Lewalski, Milton's Brief Epic: The Genre, Meaning, and Art of Paradise Regained (Providence: Brown UP, 1966).
- Susanne Woods, introduction to Paradise Lost & Paradise Regained, published by Signet Classics.
المصادر
- ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.
وصلات خارجية
- "Symbolism in Paradise Regained" by Gilbert McInnis
- E-text from the John Milton Reading Room
- Project Gutenberg text
- Listen on-line at Librivox.org for free