العلاقات الأردنية السورية
الأردن |
سوريا |
---|
العلاقات الأردنية السورية، هي العلاقات الثنائية بين الأردن وسوريا. تمتد الجذور التاريخية للعلاقات بين البلدين حيث كانت الأردن تاريخياً هي الجزء الجنوبي من سوريا. تأسست الدولتان بعد الحرب العالمية الأولى بعد أن كانتا تحت الحكم العثماني بعد توقيع اتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مقترحات لتوحيد الأردن وسوريا
- مقالات مفصلة: الحزب السوري القومي الاجتماعي
- بروتوكول دمشق
التاريخ
ساد العلاقات الأردنية السورية جو من التوتر في أثناء فترة الانتداب، لدعم الأمير عبد الله بن الحسين الانتفاضات والثورات السورية المسلحة في الأعوام 1936 و1939و 1945. فقد كان من الطبيعي أن يدعم الأمير عبد الله هذه الثورات السورية انطلاقاً من مبادئه القومية الساعية لتخليص سوريا من الاحتلال الفرنسي وتوحيد البلاد السورية، وبوحي من هذه المبادئ كانت حماية الأمير عبد الله لجماعة حزب الاستقلال بعد اتهامهم بمحاولة اغتيال الجنرال غورو عام 1921م، ثم استضافته للثائر إبراهيم هنانو في العام نفسه.
وفي السنوات من 1921-1930 ظل الوضع مضطرباً على الحدود السورية الأردنية بسبب استمرار الغزوات بين القبائل الأردنية والسورية، وعدم تمكن أي من الحكومتين الأردنية والسورية من كبح جماح القبائل التابعة لها، إلى أن تم تشكيل قوة البادية عام 1931 التي استطاعت إعادة السلام إلى منطقة الحدود بين البلدين الشقيقين.
وبعد ذلك أخذت العلاقات السورية الأردنية بالتحسن، وتم تشكيل لجنة لترسيم الحدود بين البلدين، واتفق في عام 1932 على أن تبدأ من نقطة تقع إلى الجنوب من بحيرة طبريا، وتنتهي بنقطة قريبة من جبل طنف في الصحراء السورية، وهي النقطة التي تلتقي فيها الحدود الأردنية السورية العراقية.
وعند اشتعال الحرب العالمية الثانية، واستسلام فرنسا للجيوش الألمانية عام 1940م وإعلان القوات الفرنسية الموجودة في سوريا ولاءها لحكومة فيشي، بدأت العلاقات الأردنية السورية تتوطد، إلى أن بدأت تأخذ مسارها الصحيح في عهد الاستقلال.
وفي ١٠ تشرين الثاني ١٩٥٩: قامت طائرات مقاتلة سورية باعتراض طائرة الملك حسين لدى مرورها في الأجواء السورية. وكان حسين متجهاً من عمان إلى سويسرا لإمضاء إجازة لمناسبة عيد ميلاده الرابع والعشرين، عندما اعترضت طائرته مقاتلات من طراز ميگ سوفيتية الصنع وأجبرت الطائرة على العودة إلى الأردن. في عمان ألقى العاهل الأردني خطاباً اتهم فيه السوريين بمحاولة اختطافه أو قتله. وقال الحسين أن طياره البريطاني أعلم مطار دمشق بوقت عبور الطائرة الملكية للأجواء السورية، إلا أنه فوجئ بالمقاتلات السورية تأمره بالهبوط في دمشق. ووفق رواية الملك، رفض الطيار الامتثال للأمر وطار على علو منخفض عائداً إلى الأردن، بينما طاردته المقاتلات السورية مخترقة المجال الجوي الأردني. من جهتها أعلنت سلطات الجمهورية العربية المتحدة أن الطائرة دخلت الأجواء السورية دون الحصول على تصريح مسبق وفق الأصول المعمول بها دولياً، وأن طيارها لم يخطر مطار دمشق بأن العاهل الأردني كان على متنها. استقبل الملك حسين في الأردن استقبال الأبطال وأعلن ١١ تشرين الثاني يوم عطلة رسمية للاحتفال بسلامته. وخرج الناس إلى شوارع عمان هاتفين بحياته ومنددين برئيس الجمهورية العربية المتحدة جمال عبد الناصر. وعقد البرلمان الأردني جلسة طارئة خوّل فيها الحكومة اتخاذ الإجراءات اللازمة للرد على "العدوان السوري"، فرفعت الحكومة الأردنية شكوى رسمية إلى مجلس الأمن، إلا أن الملك حسين أعلن سحبها بعد أسبوع من ذلك "حفاظاً على الوحدة العربية".
وفي عام 1976 وقع الزعيمان العربيان جلالة الملك الحسين بن طلال والرئيس السوري حافظ الأسد على بروتوكول وحدة بين الأردن وسوريا اتخذت إجراءات رسمية لتسهيل عملية العبور بين القطرين ما زالت جارية حتى يومنا. كما قامت بين البلدين كثير من المشاريع الاقتصادية والإنمائية.
وفي ٦ شباط ١٩٨١: اختطاف الملحق العسكري الأردني في بيروت هشام المحيسن على أيدي ميليشيا "جبهة المواجهة الوطنية" الموالية لسوريا. اتهم الأردن سوريا بالمسؤولية عن العملية. تم تسليم المحيسن إلى القوات السورية وتمت مبادلته لاحقاً مع ٣ عناصر من سرايا الدفاع كانوا قد اعتقلوا في الأردن الشهر السابق واعترفوا بتكليفهم بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء الأردني مضر بدران.
وفي ٢٦ شباط ١٩٨١: عرض التلفزيون الأردني ما قال أنه اعترافات عسكريين سوريين حول خطة فاشلة لاغتيال لرئيس الوزراء الأردني مضر بدران، وكذلك مشاركتهما في مجزرة سجن تدمر التي جرت قبل ثمانية أشهر. وتحدث الرقيب عيسى فياض والرقيب أكرم بيشاني عن تفاصيل المجزرة في السجن الصحراوي يوم ٢٦ حزيران ١٩٨٠ والتي نفذتها قوات سرايا الدفاع بإمرة رفعت الأسد شقيق الرئيس السوري. ومما ذكره المتهمان أن قوات عدادها حوالي ١٠٠ عنصر من اللواء ٤٠ واللواء ١٣٨ بقيادة المقدم علي ديب نقلت جواً من مطار المزة إلى تدمر بعد محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها حافظ الأسد، وتم تقسيمها إلى مجموعات توزعت على مهاجع السجناء وقامت بفتح نيران الرشاشات وإلقاء القنابل اليدوية عليهم. وقدّر المتهمان عدد القتلى من السجناء بـ ٥٠٠-٦٠٠ وادعى أحدهما أن جائزة قدرها ٢٠٠ ليرة سورية وزعت على المشاركين في تلك "المهمة".
وفي ٢٢ كانون الثاني ١٩٨٢: سوريا تعلن مقتل ضابط وجرح جندي في اشتباك مع الجيش الأردني أثناء ملاحقة "عصابة مسلحة" على الحدود.
وفي ٣٠ كانون الأول ١٩٨٥: الملك حسين عاهل الأردن يزور دمشق منهياً ست سنوات من القطيعة بين سوريا والأردن. كانت العلاقات السورية-الأردنية قد شهدت توتراً متزايداً منذ بداية الثمانينات، إذ اتهم الرئيس السوري حافظ الأسد الأردن بدعم الإخوان المسلمين في نشاطاتهم المسلحة ضد الحكم في سوريا بالتحالف مع الرئيس العراقي صدام حسين. بينما اتهم الأردن سوريا بمحاولة تنفيذ عمليات إرهابية في الأردن من بينها محاولة اغتيال رئيس الوزراء مضر بدران عام ١٩٨١. في ذلك العام أيضاً وصل الخلاف بين البلدين إلى حافة المواجهة العسكرية عندما حشدا قواتهما على طرفي الحدود إلى أن نجحت وساطات عربية في نزع فتيل الأزمة.
وقد أعلنت الحكومة الأردنية بتاريخ 31-12-2009 أنه سيتم إلغاء ضريبة المغادرة والرسوم المفروضة على الأردنيين والمركبات والشاحنات والحافلات عند مغادرتها الحدود بين البلدين سوريا والأردن.
ويأتي هذا القرار تنفيذا لمذكرة التفاهم الأردنية السورية الموقعة بين البلدين خلال اجتماع اللجنة الوزارية السورية الأردنية المنبثقة عن اللجنة العليا برئاسة رئيسي وزراء البلدين التي عقدت في دمشق مؤخرا, وكان الجانب السوري استبق الموعد الرسمي لتنفيذ هذه المذكرة وبدأ بالتطبيق منذ شهر.
ووصف الناطق باسم الحكومة الأردنية نبيل الشريف هذه المذكرة بأنها تشكل خطوة مهمة في تعزيز العلاقات القوية بين البلدين.
واضاف في تصريحات اوردتها وكالة الأنباء السعودية "واس" أن المذكرة تنطوي على منافع وفوائد كثيرة مشتركة لمواطني البلدين وتسهل عليهم التواصل.
وكان الأردن وسوريا اتفقا بموجب مذكرة التفاهم على تقديم التسهيلات الممكنة في مجال التجارة والنقل وحركة المسافرين من البلدين والموانئ لديهما عقب الاجتماع الموسع للجنة الوزارية المشتركة.
إعادة فتح الحدود بين البلدين عام 2021
- اعتباراً من اليوم.. فتح الحدود الأردنية السورية عبر مركز حدود جابر.
عمان ودمشق أعلنتا أيضاً إعادة حركة الطيران بين البلدين بعد اجتماعات تناولت ملفات اقتصادية وأمنية.
في 29 سبتمبر 2021، قرر وزير الداخلية الأردني مازن الفرايه، إعادة فتح الحدود الأردنية السورية (مركز حدود جابر)، اعتباراً من صباح، اليوم الأربعاء، ووفق مصفوفة الإجراءات الفنية واللوجستية الخاصة بإعادة فتح هذا المركز أمام حركة الشحن والمسافرين.[1]
وقالت وزارة الداخلية في بيان صحافي إن هذا القرار يأتي لغايات تنشيط الحركة التجارية والسياحية بين البلدين، مع مراعاة الإجراءات الأمنية والصحية المطلوبة. عمان ودمشق أعلنتا أيضا إعادة حركة الطيران بين البلدين مطلع أكتوبر، بعد اجتماعات تناولت ملفات اقتصادية وأمنية. وأعلن الأردن عودة شركة الخطوط الملكية الأردنية لتسيير رحلاتها لنقل الركاب بين الأردن وسوريا اعتباراً من الثالث من أكتوبر المقبل، بعد تعليق الرحلات إلى دمشق وحلب في 2012.
وأشارت قناة المملكة الأردنية إلى أن الإعلان عن عودة الرحلات الجوية جاء خلال الاجتماعات الوزارية الأردنية السورية الموسعة التي عقدت في العاصمة الأردنية عمان.
يُذكر أن فتح الحدود بين الأردن وسوريا وإعادة حركة الطيران بين البلدين قراران هما نتاج لقاءات رسمية في مقدّمتِها زيارةٌ عسكرية لوزير الدفاعِ السوري للأردن ولقاؤُه رئيس هيئة الأركان المشتركة. تقاربٌ يرى فيه مراقبون تطوراً في طريق عودة العلاقات الأردنية السورية لسابق عهدها، فيما الحراك الاقتصادي الدبلوماسي الأردني السوري سيبقى في إطار اقتصادي وأمني في مجال تأمين الحدود، بما أن التواصل على مستوى القيادات لم يحدُث بعد لا عبر اتصال هاتفي ولا لقاء سري.
المعارك مع عصابات التهريب
في 18 ديسمبر 2023 حصلت مواجهات عسكرية بين الجيش الأردني و شبكات تهريب المخدرات في الجنوب السوري، داخل الأراضي السورية، وأدت -وفق الجيش الأردني- إلى إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة الأتوماتيكية والصاروخية.
وتُعتبر هذه المرة الأولى التي تُذكر فيها "الأسلحة الصاروخية" في بيانات صادرة عن القوات المسلحة الأردنية، وأشار بيان الجيش إلى تسجيل عدد من الإصابات الخفيفة والمتوسطة بين أفراد من قوات حرس الحدود نتيجة الاشتباكات، وأن الأيام الماضية شهدت ارتفاعا في هذه العمليات، وتحولها من محاولات تسلل وتهريب إلى اشتباكات مسلحة. وكانت قوات حرس الحدود الأردني قد تعرضت، لإطلاق قذائف "آر بي جي" من داخل الحدود السورية، وإطلاق رصاص من قناصين. وبحسب بيان الجيش الأردني، فإن عمليته العسكرية مستمرة حتى إنجاز المهمة لردع الجماعات المسلحة في الجنوب السوري، وملاحقتها أينما كانت. كما قام سلاح الجو الأردني بتنفيذ غارة جوية على مبنى في مدينة صلخد.
وأوضح مصدر عسكري أردني أن الاشتباكات تأتي استمرارا لما تقوم به المجموعات المسلحة منذ أيام، والتي أسفرت عن مقتل عدد من المهربين والقبض على أحدهم واستشهاد أحد أفراد القوات المسلحة وإصابة آخر قبل أيام.
من جانبه، أكد وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة، مهند المبيضين أن الجيش الأردني "غيّر من قواعد الاشتباك، وتنوعت بالتالي أساليبه القتالية".[2]
فيما أكدت مصادر محلية في ميدانة صلخد بمحافظة السويداء، جنوب سوريا، أن الغارات الجوية الأردنية التي ضربت ريف السويداء الجنوبي، أدى لمصرع خمسة مدنيين، بينهم امرأة وطفلين، مع تسجيل أضرار فادحة في الممتلكات.[3]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
انظر أيضاً
- بلاد الشام
- معركة ميسلون
- خطة الهلال الخصيب
- سايكس بيكو
- العلاقات الخارجية للأردن
- العلاقات الخارجية لسوريا
- مركز حدود جابر
المصادر
- ^ دبي - قناة العربية (2021-09-29). "اعتباراً من اليوم.. فتح الحدود الأردنية السورية عبر مركز حدود جابر". www.alarabiya.net.
- ^ "الأردن: إصابات بالجيش وإحباط تهريب أسلحة على الحدود مع سوريا". الجزيرة نت.
- ^ "الأبرياء يدفعون الثمن ومطالب بطرد تجّار المخد.رات". السويداء24.