الجامعة العبرية في القدس

الجامعة العبرية في القدس
Hebrew University of Jerusalem
האוניברסיטה העברית בירושלים
Hebrew University of Jerusalem Logo.svg
النوععامة
تأسست1918
الرئيسمناحم بن ساسون
القيّمسارة سترومسا (أكتوبر 2008)
نواب الرئيسالحنان هكوهن (المدير العام), هيلل بركوڤييه (R&D), كرمي گيلون (العلاقات الدولية)
الطاقم الأكاديمي1,200
طلبة قبل البكالوريوس12,000
طلاب الدراسات العليا10,000
الموقع،
الكنيةHebrew U, HUJI
الموقع الإلكترونيwww.huji.ac.il
الجامعة العبرية

الجامعة العبرية في القدس (بالعبرية: האוניברסיטה העברית בירושלים بالإنجليزية: The Hebrew University of Jerusalem) هي جامعة إسرائيلية عامة في مدينة القدس. كانت الجامعة العبرية أول جامعة، وثاني مؤسسة أكاديمية في فلسطين، تأسست عام 1925 أيام الانتداب البريطاني بمبادرة الحركة الصهيونية. تتصدر الجامعة المؤسسات الأكاديمية في إسرائيل اليوم، تخرج منها عدة شخصيات بارزة في مجال الأبحاث ومجالات أخرى، ومنهم من حاز أيضا على جائزة نوبل، كما أن هذه الجامعة تصنف 64 على مستوى العالم حسب "الترتيب الأكاديمي للجامعات حسب جامعة شانغهاي" [1]، أو 93 حسب "تصنيف THE" [2]

الجامعة العبرية هي اليوم جامعة جماهيرية ممولة من قبل دولة إسرائيل بالإضافة إلى تبرعات وأرباح بيع الكتب ومنح حقوق نشر على أبحاث. من أهم المصادر المالية المتوفرة للجامعة هو بيع تصاريح لاستخدام اسم ألبرت أينشتاين وصورته بموجب وصية أينشتاين الذي نقل الحقوق على استخدام اسمه وصورته بعد وفاته للجامعة [3] [4].

بلغ عدد طلاب الجامعة 24 ألف طالب في 2006 غالبيتهم إسرائيليون (من اليهود والعرب) وبعضهم أجانب، من بينهم عدد كبير من اليهود غير الإسرائيليين. وبلغ عدد الأساتذة المعلمين في الجامعة في ذلك العام 1200 أستاذ. اللغتان الرئيسيتان المستخدمتان للتعليم هما العبرية والإنجليزية. تنتشر دوائر الجامعة في خمسة حرمات جامعية، منهم ثلاثة حرمات في القدس: حرم جبل المشارف - أقدم الحرمات، يشمل كلية الأدبيات، كليات الحقوق وكلية العلوم الاجتماعية، حرم إدموند سافرا في گفعات رام (تلة الشيخ بدر) - يشمل كلية العلوم الطبيعية، الرياضيات، المعلوماتية وغيرها من الدوائر، حرم عين كرم يشمل كلية الطب (ضمن مستشفى هداسا عين كرم). أما الحرمين الجامعيين التابعة للجامعة العبرية خارج القدس فهما: حرم رحوبوت وحرم بيت دجان الذان يشملان كلية تعليم للزراعة العلوم الغذائية والطب البيطري. كذلك هناك مختبر لأبحاث في علم الأحياء البحري تابعة للجامعة العبرية في مدينة إيلات.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخ

يعود فكرة إنشاء جامعة عبرية في فلسطين إلى المؤتمر الصهيوني الأول في 1897 حيث اقترح الناشط الصهيوني تسفي هرمان شابيرا هذه الفكرة على المندوبين الآخرين وتم نقاشها في إطار المؤتمر. وبعد 16 عاما منذ بداية مناقشة الفكرة، اتخذ المؤتمر الصهيوني الحادي عشر عام 1913 قرار إقامة جامعة عبرية، فاشترى الاتحاد الصهيوني العالمي لهذه الغاية قطعة أرض على جبل المشارف من الزوجين البريطانيين جون وكارولين إميلي گراي هيل (محام ومصورة من إنجلترا زارا فلسطين تكرارا وصورا الحياة فيها).

وفي 24 يوليو 1918، عام واحد تقريبا بعد احتلال منطقة فلسطين على يد البريطانيين من الدولة العثمانية، أقيم حفل وضع حجر الأساس للجامعة، ثم تم افتتاح الجامعة 7 أعوام لاحقا، في 1 أبريل 1925 في حفل حضره اللورد آرثر جيمس بلفور، المندوب البريطاني السامي هربرت صمويل والزعماء الصهيونيون حاييم فايتسمان، الحاخام إبراهيم إسحاق كوك وحاييم نحمان بياليك. ترأس حاييم فايتسمان مجلس أمناء الجامعة الأول وكان بين أعضائه ألبرت أينشتاين، حاييم نحمان بياليك، آحاد هعام، ناحوم سوكولوف، يهودا ليب ماجنس وغيرهم من العلماء والأدباء اليهود.

وفي 1 أبريل 1925 - شارك حاييم نحمان بياليك في افتتاح الجامعة العبرية في القدس في حفل حضره اللورد آرثر جيمس بلفور، المندوب البريطاني السامي هربرت صمويل والزعماء الصهيونيون حاييم فايتسمان، الحاخام إبراهيم إسحاق كوك وأحمد لطفي السيد رئيس الجامعة المصرية. وبدأ الإنتداب البريطاني على فلسطين في تنفيذ برنامج الحركة الصهيونية للإستيلاء على فلسطين وتأسيس دولة قومية لليهود فيها.


مشاركة مثقفين وشخصيات دينية عربية وفلسطينية في افتتاح الجامعة العبرية

عند افتتاح الجامعة العبرية في القدس تم دعوة العديد من المثقفين العرب للاحتفال، فأرسل طه حسين برقية تهنئة، وحضر احتفال وضع حجر الأساس للجامعة أحمد لطفي السيد الذي كان يعرف بـ "أستاذ الجيل" في مصر، بل إن السلطات البريطانية فرضت على مفتي القدس ومطران القدس المشاركة بوضع حجارة الأساس في الجامعة.[1] فقال شاعر فلسطيني يصف ما يحدث:

الله أكبر كل هذا في سبيل الجامعة إن السياسة أوجدتها والسياسة خادعة
يا لورد [2] ما لومي عليك فأنت أصل الفاجعة لومي على مصر تمد لنا أكفاً ساطعة
نشكو لكم منكم بني مصر ظروف الواقعة أوهمتم الأعداء أنا أمة متقاطعة

وقال شاعر فلسطيني آخر:

أفتني بالله بالكعبة بالحجر الأسود بالركن الأغر إن علت في عزها جامعة فوق رأس الطور تلهو بالعبر
وغدت جامعة عبرية ونهى الحاخام فيها وأمر أيقول الشيخ والقس اتئد إن للمطران والمفتي حجر

شملت الجامعة عند افتتاحها ثلاث دوائر: معهد علوم اليهودية، معهد الميكروبيولوجيا ومعهد الكيمياء، وتعلم فيها 141 طالبا بينما بلغ عدد الأساتذة 33 أستاذا. في 1931 بدأت الجامعة منح مراتب ماجستر (MA).

جدل حول حضور مصر حفل الافتتاح

ياسر بكر يكتب: طه حسين.. والصهيونية

في الوقت الذي كانت القاهرة التي يُطْلَق عليها في ذلك الوقت تجاوزًا اسم "مصر المحروسة" تشهد حالة من الغليان بعد إلغاء كمال أتاتورك للخلافة رسميًا في 3 مارس 1924 لما ترسخ في ذهن العامة وأشاعه بعض أرباب المصالح من المنتفعين بفكرة "سلطان المسلمين" أو "خليفة المسلمين"، وتوظيف الفكرة لنفي صفة المستعمر لمصر عن آل عثمان، وما تلى ذلك من انعقاد ما يسمى بـ"المؤتمر الإسلامي العام للخلافة"، واستمراره في حالة الانعقاد برعاية بعض أصحاب المصلحة.

في ذلك الوقت كانت المنظمة الصهيونية العالمية قد قرّرت أن يكون افتتاح الجامعة العبرية في فلسطين في 25 أبريل 1925 مهيبًا ومؤثرًا وضخمًا ويحمل رسائل مُوحِية ودلالات عميقة ومؤثرة؛ فوُجِّهت الدعوة إلى شخصيات عديدة وفي مقدمتها جيمس بلفور وزير الخارجية البريطاني صاحب الوعد المشئوم قبل ثماني سنوات مضت. وقرر بلفور زيارة مصر وهو في طريقه إلى فلسطين، وقررت الحكومة التي كان يترأسها أحمد زيور باشا أن تحتفل بوصول بلفور إلى مصر.. ولم يحتمل الشعور الوطني المصري تلك الصفاقة في الوقت الذي أعلن الأشقاء في فلسطين الحِداد والإضراب العام بسبب هذه الجامعة، وتنكيس الأعلام، وغلق الحوانيت، واتشحت القدس بالسواد؛ واندلعت المظاهرات في كل مكان في مصر تهتف بسقوط بلفور.. وأصدر زيور باشا الأمر إلى وزير داخليته إسماعيل صدقي باشا بالقبض على المتظاهرين، ليقوم إسماعيل صدقي في فترة لاحقة بإغلاق مجلة "الشورى" التي كان يصدرها في القاهرة محمد على الطاهر ومجموعة من الوطنيين الفلسطينيين، بينما أبقى على جريدة "إسرائيل" التي يصدرها ألبرت موصيري والتي تُعَدّ لسان الحركة الصهيونية التي دأبت على تسفيه الآراء والدعوات التي تطلقها الصحافة الوطنية. وكسب النفوذ الصهيوني الجولة الأولى بمعاونة العملاء؛ لتستيقظ "مصر المحروسة" على خبر الكارثة ومرارة الهزيمة في الجولة الثانية؛ فقد أعلنت الحكومة المصرية أنها قبلت الدعوة لحضور افتتاح الجامعة العبرية بالقدس وأنها اختارت أحمد لطفي السيد بك مدير الجامعة المصرية ليمثلها في هذا الاحتفال. وفي 5 مايو ينشر أحمد لطفي السيد بك بعد عودته بيانًا في جريدة "كوكب الشرق" الوفدية يعلن فيه خطأ الحكومة المصرية بالمشاركة في الاحتفال ويبرر مشاركته بأنّه تصوّر أن هذا الاحتفال من المفترض أنه دعوة صادرة من معهد علمي لا علاقة له بالسياسة، ولكنه اكتشف أنه احتفال قائم على السياسية والترويج للدعوة الصهيونية"!!

وهو كلام ينطوي على تلاعب بالوعي والمشاعر القومية فإذا كان قد خدع عندما ذهب إلى مناسبة علمية فاكتشف أنها سياسة؛ فلما لم ينسحب!! أو على الأقل إثبات ذلك في كلمته!!، لكننا نجد أنفسنا أمام موقف شديد الالتباس لرجل غامض يجيد لعبة "الحلول التوافقية" حيث قام أحمد لطفي السيد بك بزيارة "المجلس الإسلامي الأعلى" واعتبر ذلك إرضاءً لكلا الطرفين الفلسطيني والصهيوني. وانتهت المشكلة من وجهة نظره!

لكننا لا يمكننا فصل موقف أحمد لطفي السيد بك عن دور الجامعة المصرية في خدمة الصهيونية، وتوظيف طه حسين في هذا المضمار، وهو ما سنتناوله بالوثائق في تلك الحلقة.

فلم تكد "مصر المحروسة " تلتقط أنفاسها من محنة الاحتفال بإنشاء الجامعة العبرية ومشاركة مدير الجامعة فيه حتى أدخلها طه حسين في محنة أخرى وهي محنة كتاب "الإسلام وأصول الحكم" التي تَمَّت نسبتُه كذبًا إلى الشيخ علىّ عبد الرازق؛ فلم يعرف عن الشيخ علىّ عبد الرازق فضل سابقة في التأليف وكل ما كتبه في حياته قبل أن ينسب إليه تأليف كتاب "الإسلام وأصول الحكم" هو مذكرة تافهة في "نهج البلاغة" من 18 صفحة كانت تدرس لطلبة الأزهر المبتدئين، ولم يعرف له لاحقة فضل أيضًا في التأليف طوال حياته التي امتدّت قرابة نصف قرن خالية من أي أثر فكري بعد صدور "الإسلام وأصول الحكم".. باستثناء بعض المحاضرات التي ألقاها في الجامعة المصرية عن قضية "الإجماع" والتي جاءت تكرارًا لما قال به سابقوه!! المؤلف الحقيقي لكتاب "الإسلام وأصول الحكم" هو المستشرق الانجليزي ديفيد صموئيل مرجليوث وقد كتب الحواشي والتذييلات على متنه طه حسين ليتم طبعه ونسبتُه إلى الشيخ علي عبد الرازق الذي تبرَّأ منه فيما بعد طوال حياته ورفضت أسرته عروضًا مغرية لإعادة طبعه بعد وفاته. يقول طه حسين: " قرأت أصول كتاب الشيخ علي قبل طبعه ثلاث مرات، وعدلت فيه كثيرًا" ـ رسائل طه حسين، ص 123.

كانت أسرة عبد الرازق من الأسر المنتمية إلى المحفل الماسوني بالقاهرة، وهذا ثابت بما لدي من الوثائق ـ وكان انتماؤها الحزبي إلى حزب الاتحاد الذي كان ولاؤه للاستعمار الإنجليزي وكان يمثّل طبقة الإقطاع غير المستنير، ويذكر أنّ الشيخ مصطفى عبد الرازق ( شيخ الأزهر وشقيق الشيخ علىّ) كان يُقبل أرض باريس عندما كان يصل إليها. كان الشيخ علىّ عبد الرازق يمثل دور "مهرج الملهاة" عندما مثل أمام هيئة كبار العلماء في دفاعه عن كتابه المنتحل بعنوان: "الإسلام وأصول الحكم " في 12 أغسطس 1925 : كان أبرز ما شدّ انتباه هيئة كبار العلماء هو تناقض الشيخ علىّ عبد الرازق في تقييم التجربة الإسلامية على عهد الرسول، فتارة يقول : " لا شيء مما تمتد إليه يد الحكم إلا وقد شمله سلطان النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا نوع مما يتصور من الرياسة والسلطان إلا وهو داخل تحت ولاية النبي صلى الله عليه وسلم ". ومع ذلك ينفي عن الرسول صلى الله عليه وسلم صفات "الحاكم" وينفي عن نظامه طابع السياسة والحكومة والدولة، وهو أمر يصل إلى درجة البديهيات، وأيضًا تناقضه في تقيم تجربة ما بعد الرسول؛ فمدنية السلطة والحكومة في الإسلام بعد انتقال النبي ليست محل خلاف وأن تكون هذه المدنية غير منقطعة الصلة ولا منبتة الوشائج بينها وبين ما في الدين من كليات وعموميات "فالعلاقة بين الدين والسياسة علاقة " تمايز " وليست علاقة " الانفصام والانفصام " كما أنها ليست علاقة " الاتحاد والتطابق والاندماج".

وراح الرجل يستشهد بما لا يشهد له من آيات القرآن الكريم والأحداث التاريخية بما يعكس حالة من الجهل وعدم الفهم، وكانت آخر مصائبه ادعائه بأنّ حظّ العرب من العلوم السياسية أسوأ حظاً من حظها من سائر العلوم الأخرى؛ وادَّعى قائلاً: "فلم نعرف لهم مؤلفًا ولا مترجمًا في العلوم السياسة" وردّ عليه أحد أعضاء اللجنة بذكر أسماء 26 مؤلفًا إسلاميًا في علم السياسة أهمها مؤلف شهاب الدين أحمد ابن أبي الربيع الذي يعدّ مؤسس علم السياسة بكتابه بعنوان: "سلوك المالك في تدبير الممالك" الذي ألفه للخليفة العباسي المعتصم بالله والذي سبق به ميكافيللي بثمانية قرون.

كان دهشة العلماء بالغة وهم يقفون على مستوى الضعف العلمي والعقلي للرجل في جداله عما انتحله؛ فقضوا بسحب شهادة العالمية وإخراجه من زمرة العلماء وعزله من وظيفته.. وخرج الرجل يتعثر في ذيل ثوبه وهو يحمد الله أنهم لم يحكموا عليه بالردة والخروج من الملة، ولو أنَّ الشيخ رشيد رضا يرى أن حكم هيئة كبار العلماء جاء متضمنًا فتوى تفيد "ارتداد الشيخ علىّ عبد الرازق عن الإسلام"، صحيح أن السياسة لعبت فيما بعد دورها فردّت للرجل شهادته وضمنت له الوظيفة، لكن تجربة توظيفه في غير ما هو مُيَسّر له ظلت جرحًا في نفسه يوجعه إلى أن مات وغصة في نفسه وخاصة بعد تخلي أصدقائه الإنجليز عنه بزعم أنها مسألة دينية لا علاقة لها بالسياسة أو مخالفة القانون أو الدستور.

ولم تكد تهدأ عاصفة كتاب " الإسلام وأصول الحكم " حتى خرج علينا طه حسين في 22 مارس 1926 بكتاب انتحله أيضا عن المستشرق مرجليوث الذي نشره كاملاً في المجلة الآسيوية الملكية في عام 1925 ليدعي طه حسين ـ بعد ذلك ـ في صفاقة أن البحث المنتحل والذي نشر بعنوان : "في الشعر الجاهلي " هو خلاصة جهوده البحثية المنهجية القائمة على منهج الشك الديكارتي الذي انتحله الصعلوك ديكارت من الإمام أبو حامد الغزالي!!، وقد ثبت من مناقشة طه حسين أنه لم يفهم هذا المذهب وأنه شعوذ به على الطلبة، وأراد أن ينقل ذلك الدجل وتلك الشعوذة إلى المجتمع خارج قاعات الدرس!! فكانت فضيحته بعدما أقر طه حسين في كتابه بغير دليل ولا برهان ما كان المبشرون يحومون حوله فلا يصلون إليه! فقدم لهم هدية ثمينة لهم مقابل منحه الدكتوراة المصنوعة والمكانة العالية والزوجة الفرنسية والمسكن الوثير والحياة الناعمة! وهو ما حدا بعلماء الأمة لرد على خزعبلاته، فصدرت كتب كثيرة لرد تهريفه أمامها كتاب فضيلة الشيخ محمد خضر حسين ومصطفى صادق الرافعي ومحمد فريد وجدي ود. نجيب البهبيتي وأنور الجندي وآخرون. وحسم الجدل محمد بك نور وكيل نيابة مصر العمومية في مذكرة النيابة التي تعد قطعة من الأدب الرفيع في صياغة قانونية تشي بأن طه حسين تصدى لموضوع بحث لم يمتلك أدواته. لكن الاتهام الجنائي الموجه إليه فقَدَ أحد أركان التهمة بنص القانون وهو ركن القصد الجنائي بما استوجب حفظ التحقيق! بما يعني أن طه حسين جاهل لكنه لا يقصد!!، وجاءت براءة طه حسين منقوصة!

كان محمد بك نور وكيل نيابة مصر العمومية دقيقاً وصادقاً؛ فطه حسين يقول في ص 8 من كتابه المنتحل بعنوان : " في الشعر الجاهلي": " يجب حين نستقبل البحث عن الأدب العربي وتاريخه أن ننسي قوميتنا وكل مشخصاتها وديننا وما يتصل به " وهو كلام لا يمت إلى البحث العلمي بصلة؛ فالبحث العلمي يقتضي أن ينطلق الباحث من أفق معرفي ليقيم علاقة جدلية بينه وبين موضع البحث، وليس أن يتجرد من أفقه المعرفي ليسقط في الفراغ !! ، وكان الخطأ الثاني هو أن طه حسين يبحث عن العلة في أحد شيئين إما في غير معلولها وذلك خطأ كبير وإما يبحث في معلولها بعد أن يغيره على هواه ووفق ما يتوهم !! ولم تكد تخمد أزمة كتاب "في الشعر الجاهلي " حتى قام طه حسين بالإشراف ـ رغم ضعف المستوى في كتابه بعنوان : في الشعر الجاهلي ـ على رسالة دكتوراة تقدم بها طالب يهودي يدعي إسرائيل ولفنسون عن " اليهود في الجزيرة العربية " ونوقشت الرسالة في صيف 1927 أضاف طه حسين وتلميذه لليهود ما ليس لهم ولم يكن فيهم وتكمن خطورة تلك الرسالة أنها حولت التاريخ ليكون فنًا من فنون الكذب تلبسه الجامعة صفتها العلمية فيصبح كذبا مُصاغا بمنهج وأسلوب علمي. ليصبح كذباً معتمداً؛ لترويج ما كانت تطمح إليه الصهيونية من أفكار!!

ثم كانت الطامة الكبرى برئاسة تحرير مجلة " الكاتب " الصهيونية والتي كتب فيها في العدد 3 بتاريخ يونيو 1946 مقالاً يصف فيه رحلة قام بها من القاهرة إلى بيروت فيقدم وصفاً مثيراً للشفقة على المهاجرين اليهود الذين كانوا يستقلون سفينة في طريقهم إلى فلسطين؛ فيقول : " إن هؤلاء المهاجرين كانوا إما من الكهول المضطهدين أو من الأطفال والصبية اليتامى أو النساء الأيامى... فقد كانت السفينة تحمل ألفاً أو نحو ألف من الأطفال والصبية الذين لم يبلغوا الحلم ومن النساء الأيامى ... هؤلاء البائسون يهبطون من السفينة في نظام، ترتفع أصواتهم البائسة المتهالكة بغناء لست أدري أكان يصور الفرح والمرح وانتصار الفاتحين، أو كان يصور الحزن والبؤس وانكسار المطرودين، أم كان يصور هذا كله في وقت واحد ! " هكذا كانت كلمات طه حسين تحمل خداعاً كبيراً وكذباً قراحاً كشفته مجلة " الأثنين " في العدد 591 بتاريخ 18 أكتوبر 1945ـ ص 11 في باب بعنوان : " يقولون عنك .. فماذا تقول ؟! " وجه إليه المحرر الاتهام صراحة بأنه يعمل على مساعدة الصهيونية ، .. وراوغ طه حسين ولم يجب !!

ولأن الحقيقة يصعب كتمانها طول الوقت؛ فقد فضحته السيدة زوجته سوزان بريسو الشهيرة بـ "سوزان طه حسين" في مذكراتها بعنوان: "معك" ـ ص 83 بقولها أن : " الرحلة كانت زيارة للقدس بدعوة من السير رونالد ستور والجامعة العبرية ".

طه حسين وزوجته وإسحاق نافون في الجامعة العبرية، سنة 1944.

وهو ما أكده د. حسين مؤنس في العدد من157 من مجلة أكتوبر بتاريخ 28 أكتوبر 1979 ـ ص 3 بقوله : " كان ذلك في سنة 1944 وكان طه حسين مديراً للجامعة المصرية بالنيابة وكنت عميداً لكلية العلوم، وقد طلب إلينا د. محمود فوزي قنصلنا العام في القدس بألا نخبر أحد من العرب أننا اتصلنا بأحد من اليهود ". إذا لم يكن الأمر بريئاً وأن هناك ما يستدعي الإخفاء. فقد أهدى إليه الصهاينة مخطوطة مزيفة من كتاب " أنساب الأشراف " للبلاذري التي اعتمد عليها في تأليف كتابه بعنوان : " الفتنة الكبري " بما يحمله من دسائس وأكاذيب !! وإن كنا نشك أنه مؤلفه فقد تعودنا من الرجل انتحال فكر غيره واوضح دليل على ذلك انتحاله لكتاب بعنوان : " في الشعر الجاهلي" عن مرجليوث، وكتابه بعنوان : "على هامش السيرة" من كتاب بعنوان : " خيل الله " للأخوين جاك وجيروم تاور.

وقد فضح أمر تلك الرحلة وبلا مواربة اسحاق نافون، رئيس إسرائيل، في كلمته التي ألقاها في مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس السادات الرئيس السادات تكريماً له أثناء زيارته لمصر، في 26 أكتوبر 1980 بقوله : "ففي الاربعينيات كنت في عداد دارسي العربية والإسلام في الجامعة العبرية في القدس، وفي صباح أحد الأيام استدعاني مدير معهد الدراسات الشرقية وكلفني بمرافقة ضيف كريم من مصر يزور البلاد المقدسة، وعندما سمعت باسمه جمدت في مكاني بلا حراك، فقد كان طه حسين يرحمه الله."

خريجي الجامعة البارزين

انظر أيضاً


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مراجع

  1. ^ "الشاعر الكبير [[سميح القاسم]]: لو خيرت بين مغادرة الوطن ودمغ جبيني أو مؤخرتي بنجمة داود فساختار الدمغ". مركز الإعلام الفلسطيني. 2010-09-21. {{cite web}}: URL–wikilink conflict (help)
  2. ^ ويعني هربرت صموئيل

وصلات خارجية