الاقتراب من المعتصم

"الاقتراب من المعتصم"
بقلم خورخه لويس بورخيس
Cover-Approach-to-al-Mutasim.jpg
غلاف الترجمة الإنگليزية
العنوان الأصليEl acercamiento a Almotásim
المترجمAnthony Bonner
البلدالأرجنتين
اللغةالاسبانية
الصنففانتازيا، قصة قصيرة
نُشرت فيتاريخ الخلود (1936)
القصص (1944)
الوسيلة الإعلاميةPrint
تاريخ النشر1936
نشرت بالعربية1962

"الاقتراب من المعتصم" (العنوان الأصلي بالاسبانية: "El acercamiento a Almotásim"؛ وظهرت الترجمة الإنگليزية بعنوان: The Approach to Al-Mu'tasim) هي قصة قصيرة من صنف الفانتازيا كتبها في 1935 الكاتب الأرجنتيني خورخه لويس بورخيس. وفي مقالته عن سيرته الذاتية، كتب بورخيس عن "الاقتراب من المعتصم"، "الآن تبدو لي الآن منبئة وحتى ضابطة لإيقاع ونمط تلك القصص التي كانت بشكل ما تنتظرني، والتي بسببها تأسست سمعتي كراوية."[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الخلفية

"الاقتراب من المعتصم" كـُتبت في 1935 ونـُشرت لأول مرة كمقالة، سنة 1936، في مجموعة مقالات فلسفية لبورخيس، تاريخ الخلود (Historia de la eternidad) . وقد أعيد تصنيفها كقصة قصيرة حين أعيد نشرها في 1942 في أول مجموعة قصص قصيرة لبورخيس، حديقة الطرق المتشعبة (El jardin de senderos que se bifurcan)، التي أصبحت جزءاً من القصص Ficciones حين نـُشرت في 1944.[1]

الناشر المفترض للكتاب الوهمي الموصوف في القصة كان ناشراً حقيقياً هو ڤيكتور گولانس، كما كانت حقيقية أيضاً كاتبة المقدمة، دوروثي سيرز.[1]


ملخص الحبكة

وصف بورخيس قصته بأنها "في آن واحد خدعة و مقالة كاذبة." [1] القصة هي مراجعة للطبعة الثانية من عمل خيالي بنفس الاسم كتبه مير بهادر علي، المحامي الهندي، ونـُشِرت في 1934. الطبعة الثانية يدّعي الراوي أنها أسوأ من الطبعة الأولى، المنشورة في 1932. وقد استعار بورخيس من كپلنگ أجزاء من حبكة الكتاب الوهمي.[1]

تبدأ القصة بالمراجع معطياً تاريخ الكتاب، فيبدأ بوصف نجاح النسخة الأولى، ونشر النسخة الثانية من قِبل ناشر محترم في لندن، والاستقبال الإيجابي والسلبي لتلك الطبعة من النقاد. ثم يعطي الراوي ملخصاً لحبكة الرواية. الكتاب هو قصة بوليسية عن طالب حقوق حر الفكر في بومباي بخلفية إسلامية. ويتورط في شغب طائفي يـَقتـُل فيه هندوسياً. فيهرب إلى برج حيث يقابل سارق جثث پارسي يجمع الأسنان الذهبية. ثم يبدأ بعد ذلك رحلة عبر شبه القارة (يصف بورخيس جغرافيتها بالتفصيل)، ويتعامل مع المنبوذين في طريقه. ويقابل رجلاً، بالرغم من فقره المدقع، فقد كان سعيداً وروحانياً. يلاقي الطالب أناساً عديدين مثل ذلك الرجلـ يـُشـِعـّون قدراً ولو ضئيلاً من الصفاء الروحي. فيقرر أن أولئك الناس لابد وأن يعكسوا، عبر عدد من الوسطاء، وهج كيان روحاني أسمى، هو مصدر وأصل ذلك الصفاء الروحي، ألا وهو المعتصم. فيصبح الطالب مهووساً بلقاء المعتصم ويسافر في حج خاص به عبر هندوستان للعثور عليه. وأخيراً يسمع دوي من كوخ بصوت المعتصم. فيزيح الستار ويدخل. الكتاب ينتهي عند تلك النقطة. وبعد ذلك يدلف مُراجع الكتاب إلى نقد الكتاب.

يلخص هامش مطول في نهاية المراجعة كتاب منطق الطير (1177)، الذي كتبه فريد الدين العطار، والذي تبحث فيه مجموعة من الطيور عن ريشة سقطت في وسط الصين من الطائر سيمورگ، ملك الطيور. فيصل ثلاثون طائراً إلى جبل سيمرگ وهناك يتوصلون من خلال التأمل إلى أنهم هم أنفسهم السيمورگ.[2]

"سيمورگ" تعني "ثلاثون طائر."[2]

أسلوبه

يخلط بورخيس الخيال والحقيقة، فيما يسميه خايمه الأزرقي "الأداة البورخيسية"، تضفي شعوراً حقيقياً على الشعور الخيالي، كما تضفي شعوراً غير حقيقي على الواقع.[2] كما أن استخدام ملخص ضمن ملخص، وأخذ تلك الملخصات وتفكيكهم للكشف عن نفس المبدأ "هي شكل للتعبير في صيغة قصة لفكرة وحدة الوجود بأن أي شيء هو كل شيء."[2]

وتصف نعومي لندستروم المُراجع للقصة البوليسية بأنه "راوي بورخيسي نمطي."[3] فأحياناً يعرض معرفة كبيرة بمعلومات تفصيلية، وفي أحيان أخرى فإنه لا يستطيع الإمساك بأبسط المفاهيم. فراويه غير واثق وغير ثابت. ويستخدم ارتباكه للتأكيد على استعصاء فهم الشخصية الرئيسية للكتاب الوهمي أثناء مواصلته رحلة حجه الخاصة.[3]

استخدام بورخيس للحكاية الرمزية لإلقاء الضوء على قصة بوليسية يبين استخدامه للمذاهب الدينية لقيم جمالية.[2]

استعراض

كتب فيليب گيدايّا أن رواية "الاقتراب من المعتصم" للمحامي مير بهادور علي، من بومباي، "هي مزيج ممل نوعاً ما، من تلك القصائد المجازية الاسلامية التي قلّما تؤثّر في مترجمها، ومن تلك الروايات البوليسية التي تتفوّق حتماً على جون هـ. واطسون، وتُحسّن رعب الحياة البشرية في معظم نُزُل برايتون التي يتعذّر ثَلْبها". قبل ذلك، كشف مستر سسل روبرتس في كتاب بهادور "التأثير المزدوج اللايُصدَّق"، لكل من ويلكي كولنز والفارسي الشهير فريد الدين العطار، من القرن الثاني عشر". وهي ملاحظة هادئة يردّدها غيدايّا بدون تعديل، ولكن في نبرة حانقة. في الاساس، الكاتبان متوافقان: كلاهما يشير الى الآلية البوليسية للرواية، ومنحاها الصوفي الخفيّ. وهذا التهجين قد يجعلنا نتصوّر بعض التشابه مع تشسترتون؛ غير أننا سنرى أن لا شيء من ذلك.

ظهرت الطبعة الاولى من "الاقتراب من المعتصم" في بومباي، أواخر العام 1932. الورق المستعمل كان تقريباً من صنف ورق الصحف؛ وكان الغلاف يلفت القارئ الى أن هذا المؤلف، هو أول رواية بوليسية يضعها أحد ابناء "بومباي سيتي". وفي غضون شهور قليلة، استنفد الجمهور أربع طبعات، كل واحدة من ألف نسخة. وأجمعت على تقريظها: Calcutta Rev, Bombay Gazette, Bombay Quaterly Review, Hindustan Rev. (في الله أباد)، وCalcutta Englishman. آنذاك نشر بهادور طبعة مصورة بعنوان "محادثة مع المدعو المعتصم". وشفعه بهذا العنوان الفرعي الجميل: "لعبة المرايا المتحركة". هذه الطبعة هي التي اعاد اصدارها في لندن ڤيكتور گولانس، وقدّمت لها دوروثي ل. سايرز، مع حذف – ربما رحيم – للصور. وهي التي بين يديّ، لعدم تمكني من الحصول على الطبعة الاولى، التي أظن انها افضل بكثير، لما يوجزه الملحق من نقاط اختلاف اساسية بين الطبعة الاولى عام1932 ، وطبعة 1934. وقبل تفحص هذه الاختلافات ومناقشتها، لعل من الانسب أن ندلف إلى منحى الرواية العام.

بطلها المرئي – لا يذكر لنا اسمه البتة – طالب في معهد الحقوق في بومباي، يجدّف على دين آبائه الاسلامي ويُنكره. لكنه، في الليلة العاشرة من قمر محرّم، يجد نفسه فجأة وسط شغب شعبي بين مسلمين وهندوس. في هذه الليلة الضاجة بقرع الطبول والابتهالات: كانت الرايات الورقية الكبيرة للموكب الاسلامي، تشق طريقها وسط حشد الخصم. وفجأة يطوّح هندوسي بقرميدة من احد السطوح، ويغمد احدهم خنجره في بطن، وأحدهم – هل هو مسلم؟ هل هو هندوسي؟ - يقضي تحت وطء الاقدام. حوالى ثلاثة آلاف رجل يتقاتلون: الهراوة في مقابل المسدس، البذاءة في مقابل السبّة والاله الواحد في مقابل الآلهة. وفي غمرة من الذعر، يشترك الطالب المتحرر في القتال. وبيدين يائستين يقتل (أو يخاله أنه يقتل) هندوسياً. وتتدخل شرطة سيركار، راعدة بخَيلها وشبه غافية، وتروح تسوط الجميع بلا تمييز. ويتمكن الطالب من الفرار بجهد، من تحت سنابك الخيل. ويمضي الى ضواحي المدينة البعيدة، مجتازاً خطين للقطار، أو الخط نفسه مرتين. ثم يتسلق سور حديقة مهملة، ذات برج دائري في مؤخرها. وإذا بسرب من الكلاب الهزيلة والشريرة ينبثق من بين أشجار الورد السوداء، ويهاجمه بضراوة. فيلجأ الى البرج، حيث يرتقي سلماً حديدياً - تنقصه بعض درجات. وعند بلوغه السطح الذي تتوسطه بئر معتمة، يصادف رجلا نحيلا يبوّل بشدة، وهو مقرفص، في ضوء القمر. هذا الرجل الپارسي يسرّ اليه بأن حرفته هي سرقة الاسنان الذهبية من الجثث ذات الاكفان البيضاء التي يدعها المجوس في هذا البرج. ويخبره باشياء أخرى قبيحة، كما يذكر له أنه منذ أربع عشرة ليلة لم يتطهر بروث الجاموس. ويحدثه بنبرة حقد واضحة عن بعض لصوص الخيل في گوجرات، "آكلي الكلاب والعظايا، أناس في نهاية الأمر، سفلة مثلي ومثلك". وعند طلوع الفجر، تأخذ عقبان بدينة تحوّم في الجو على ارتفاع منخفض. ومن شدة الارهاق، يستسلم الطالب للنوم، وحين يستيقظ، يرى أن الشمس قد بلغت سَمْتها، وأن اللص قد اختفى. واختفى معه أيضا سيجاران من نوع تريتشينوبولي وبعض الروبيات الفضية. بعد هذه الأخطار التي تعرض لها في الليلة السابقة، يقرر الطالب ان يذهب بعيدا في أنحاء الهند. ويتأمل كيف اتضح له انه قادر على قتل وثني، لكنه لا يعلم علم اليقين، هل المسلم على حق ام الوثني. غير ان اسم گوجرات لم يفارق ذهنه، ولا اسم مالكا – سانسي (امرأة من طائفة اللص) من بالنپور، التي كانت الهدف الافضل لسُباب نهّاب الجثث وحقده. وينتهي به تفكيره إلى أن بغضاء إنسان خسيس على هذا النحو الدقيق، لهي أشبه بمديح. ويقرر – بدون أمل كبير – أن يبحث عن هذه المرأة. ويباشر رحلته الطويلة، في تباطوء واثق. هنا ينتهي الفصل الثاني من الرواية.

ليس في الامكان ان نتتبع التطورات في الفصول التسعة عشر الباقية: ثمة وفرة من الشخصيات الدرامية تصيب المرء بالدوار – عدا الحديث عن سيرة حياة يبدو انها تستنفد نشاطات العقل الانساني (من العار حتى التأمل الرياضي) وعن رحلة تشمل جغرافيا هندستان الشاسعة. فحوادث الرواية التي بدأت في بومباي، تستمر في منخفضات بالنبور، وتتوقف في مساء وليلة امام باب بيكانير الحجري، وتحكي عن مصرع فلكي اعمى في احد مجارير بنارس، وتتآمر في قصر كتمندو المتعدد الشكل وتصلي وتزني في نتانة بازار ماتشو الوبائية في كلكوتا، وتشاهد ولادة النهارات في البحر من مكتب كاتب عدل في مدراس، وتشاهد ايضاً نزاع المساءات على البحر من على شرفة في ولاية ترافانكور، وتحار في امرها وتقتل في انداپور، وتنهي اخيراً مدارها من الفراسخ والأعوام في بومباي بالذات، على بعد خطوات من حديقة الكلاب بلون القمر.

موضوع الرواية

شخص ما، طالب شكوكي وهارب، سبق ان تعرفنا اليه، يقع في وسط اناس من أخسّ الطبقات، ويروح يجهد في مضاهاتهم في ضروب العار. وفجأة – وفي قبضة خوف عجيب، كما روبنسون كروزو أمام أثر قدم بشرية على الرمل – يستشعر بعض التخفف من هذا العار: بعض حنان، بعض تسام، بعض هدوء لدى واحد من هؤلاء الناس الكريهين. "إنه أشبه بمحاور أكثر تعقيداً قد انضم الى الحوار". على أنه يعلم أن الشخص الخسيس الذي يتحدث إليه عاجز عن هذا الشرف الوقتي. وعليه، يفترض انه في تلك اللحظة، انما كان انعكاساً لصديق، او صديق صديق. واذ ينعم النظر في هذا الامر، يصل الى هذا اليقين الغامض: "في مكان ما في العالم، ثمة انسان يصدر عنه هذا النور، في مكان ما في العالم، ثمة من هو هذا النور، وهكذا يقرر الطالب ان يكرس حياته للعثور عليه.[4]

ويتبدى لنا الآن الموضوع بشكل عام: البحث الملح عن نفسٍ عبر الانعكاسات الدقيقة التي خلّفتها هذه النفس في نفوس اخرى: اولاً، عن الاثر الباهت لابتسامة ما او كلمة، واخيراً، عن الاشراقات المتنوعة والمتنامية، للعقل والخيال والخير، آخذين في الاعتبار انه كلما كان المسؤولون من الناس على معرفة جيدة بالمعتصم، كان حظهم من الألوهة اكبر، الا انهم، كما هو معروف، ليسوا سوى مجرد مرايا. وبتعابير رياضية، ان رواية بها دور المكثّفة، هي متوالية تصاعدية، حدها النهائي، هو الاحساس الداخلي بـ"الانسان الذي يدعى المعتصم". قبل المعتصم مباشرة، كان يعيش كتبي فارسي في غاية السعادة والادب. وقبل هذا الكتبي مباشرة، كان ثمة قديس.

بعد سنين طويلة، يصل الطالب الى رواق "في آخره باب يتدلى منه ستار رخيص يزينه كثير من الخرز الملوّن، وخلف هذا الستار يسطع بهاء عظيم". ويصفّق الطالب بيديه، مرة، مرتين، ويسأل عن المعتصم. واذا بصوت انسان - صوت المعتصم غير المعقول - يدعوه الى الدخول. ويزيح الطالب الستار، ويتقدّم. وتنتهي هنا الرواية.

إنجاز مثل هذا العمل بنجاح، يفرض على الكاتب التزامين: أولاً، الابتكار الغنيّ والمتنوّع للملامح النبوئية؛ وثانياً، ألاّ يكون البطل الذي تُشكّله مسبّقاً هذه الملامح، مجرد عُرْف أو شبح. وإن بهادور يستوفي الالتزام الاول. أما الثاني، فلا أعرف الى أي درجة يستوفيه. وبعبارات أخرى، على المعتصم اللامرئي والخارق أن يترك في نفوسنا انطباعاً بأنه شخصية حقيقية، وليس فوضى من المبالغات التافهة. في طبعة 1932، تندر السمات الفائقة: "الانسان الذي يُدعى المعتصم" هو رمز الى حدّ ما، ولكن لا تنقصه ملامح مزاجية وشخصية. وما يؤسف له، أن هذا المسلك الادبي الجيّد لم يدم طويلاً. ففي طبعة 1934 - وهي التي بين يديّ - تغرق الرواية في المجاز: المعتصم هو رمز الله، ومسارات البطل الدقيقة تصوّر بشكل ما، تقدّم النفس في صعودها الصوفي. وهناك تفاصيل مزعجة: يهودي زنجي من كوشين يقول إن بشرة المعتصم سوداء؛ مسيحي يصفه واقفاً على رأس برج فاتحاً ذراعيه، راهب لاما أحمر يتذكره جالساً "كتلك الصورة من زبد بقر الياك التي شكلتها وعبدتها في دَيْرتا شيلهومبو". وهذه الشهادات تشير الى أن تصوّر إله واحد، قابل للتكيّف مع كل التنوعات البشرية. وهي فكرة، في نظري، ليست جدّ مثيرة. على أني لن أقول ذلك عن هذه الفكرة: افتراض أن الكلّي - القدرة ذاته، هو ايضاً في صدد البحث عن أحد ما، وهذا الاحد، عن أحد أعلى (أو مساوٍ له فقط، ولكن لا غنىً عنه)، وهكذا حتى النهاية، أو بالاحرى الى لا نهاية الزمان أو الى الابد في شكل دائري. وإن المعتصم (لقب ثامن الخلفاء العباسيين الذي انتصر في ثماني معارك، وأنجب ثمانية ذكور وثماني إناث، وترك ثمانية آلاف عبد، وحكم ثمانية أعوام، وثماني ليالٍ، وثمانية أيام) يعني اشتقاقياً في العربية "الباحث عن ملاذ". وحيث أن الغرض من تلك الرحلة الطويلة، في طبعة 1932، كان هو نفسه أحد الرحالة، فإن ذلك كان تبريراً ملائماً لصعوبة العثور عليه. أما في طبعة 1934، فإن هذا الغرض يمنح حيّزاً للنظرية اللاهوتية الغريبة التي ذكرتها. ومن هنا نرى، أن مير بهادور علي، قد عجز عن تجنّب أكثر إغراءات الفن ابتذالاً: التظاهر بالعبقرية.

ثمة سمات جدّ متحضرة: مثلاً، في بعض المناظرات في الفصل التاسع عشر، نستشعر الاقتراب من المعتصم لدى أحد المناظرين، إذ يمتنع عن دحض مغالطات خصمه "كي لا يكون هو على حق بصورة مظفّرة".

تلقي القراء للقصة

في مقالته عن سيرته الذاتية، كتب بورخيس أنه حين نشر "الاقتراب من المعتصم" لأول مرة، فإن من قرأوها "أخذوها على محمل الجد بقيمتها الظاهرية، وأحد أصدقائي طلب نسخة [من الكتاب الوهمي] من لندن."[1]

الهامش

  1. ^ أ ب ت ث ج ح Alazraki, Jaime (1987). Critical Essays on Jorge Luis Borges. G. K. Hall & Co. p. 43. ISBN 0-8161-8829-7. {{cite book}}: More than one of |author= and |last= specified (help)
  2. ^ أ ب ت ث ج Alazraki, Jaime (1971). Jorge Luis Borges. Columbia University Press. pp. 22–23. ISBN 0-231-03283-8.
  3. ^ أ ب Lindstrom, Naomi (1990). Jorge Luis Borges: A Study of the Short Fiction. G.K. Hall & Co. pp. 18–20, 22. ISBN 0-8057-8327-X.
  4. ^ izarine (2008-10-05). "من أقاصيص الفانتازيا لبورخيس". صدى الذواقين.

المصادر

  • Rice, Thomas J. "Subtle Reflections of/upon Joyce in/by Borges." Journal of Modern Literature 24.1 (2000): 47. Academic Search Complete. EBSCO. Web. 21 Oct. 2010.