الإخوان المسلمون في السودان
يعتبر الإخوان المسلمون في السودان تجربة عميقة مقارنة بدول كثيرة نسبة لقرب السودان من مصر حاضنة التجربة الأم .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
النشأة
في عام 1949م جاء وفد إخواني من مصر للسودان وعقد كثير من الاجتماعات لشرح فكرهم و ايديولوجيتهم بقيادة جمال الدين السنهوري في ابريل 1949م ظهر أول فرع للاخوان في السودان ، خلال دراسة الطلاب السودانيين في مصر تعرف الكثير منهم على أيديولوجيا الإخوان و جاؤوا ليبشروا بها في السودان ، و خلال الأربعينيات بدأ نشاط مجموعات الإخوان داخل الجامعات السودانية و كان الطلاب الجامعيين هم الدعم الأكبر للحركة . في خطوة لتوحيد المجموعات تحت منظمة واحدة أقيم مؤتمر عام 1954م من مجموعات مختلفة ممثلة للاخوان لها نفس الفكر ، و صوت المؤتمر على إنشاء منظمة موحدة تتبنى أفكار حسن البنا الأب الروحي للاخوان المسلمين . وكان أول انشقاق للذين رفضو الاسم بقيادة المرحوم بابكر كرار.
الاخوان يحكمون السودان
- الحزب الإشتراكى الإسلامي 1949 - 1954: هو مجهود طلابى بحت (طلاب جامعة الخرطوم بابكر كرار وميرغنى النصرى وغيرهم) قام نتيجة لردة فعل ضد موجة الشيوعية والإلحاد بالجامعة و لم يكن لهم ارتباط مباشر بجماعة الإخوان المسلمين ولكنهم تأثرو بالكتيبات والمجلات الصادرة اليهم من مصر ..
ترأس المفكر الإسلامي د/ حسن الترابي الاخوان لفترة من الزمان. تغير اسم المنظمة في عهده أكثر من مرة بسبب تعرض حركات الاخوان المسلمين حول العالم إلى الهجوم والقمع من الأنظمة و للابتعاد عن المشاكل ، و هذه هي مراحل تغير الاسم :
- جبهة الميثاق الإسلامي :جبهة الميثاق الإسلامي هو تحالف إسلامي بين الإخوان المسلمين والسلفيين والطريقة التجانية الصوفية، وتكون هذا التحالف لخوض انتخابات 1968 ، هذا التحالف لم يلغ اسم الإخوان المسلمين بل كانوا جزءا منه.وكان يقود المكتب التنفيذى حينها الشهيد محمد صالح عمر وزير الثروة الحيوانية.
- جبهة الميثاق الإسلامي أو الإخوان 1969 - 1979: في العام 1969تم انتخاب د. الترابى أمينا عاما لجماعة الإخوان المسلمين .. وخرجت قلة من الجماعة رافضة هذا الانتخاب منهم الشهيد محمد صالح عمر و الشيخ والمجاهد محمد مدنى سبال و الشيخ جعفر الشيخ إدريس و الشيخ برات الذي كان يكفر د. الترابى!!! ويدعو الناس لعدم الصلاة خلفه والشيخ على جاويش .. ( لم يكن الشيخ صادق معهم) ..كانو بعد ذلك النواة لجماعة الإخوان الحالية بعد انضم إليهم الشيخ صادق ود. الحبر في العام 1979 .. فقد أجل انقلاب الرئيس النميرى 25/5/1969 بمساعدة الشيوعيين والقوميين العرب إعلان الانشقاق الثانى في الجماعة .
- بعد محاولة عسكرية انقلابية قام بها العميد محمد نور سعد 1976 مسنودا من ليبيا (غزو مسلح) وكان الغزاة الذين تدربوا عسكريا في ليبيا من أعضاء التنظيمات الكبرى في السودان(حزب الأمة(الصادق المهدي)/ الحزب الاتحادي الديموقراطي/ الإخوان المسلمون(الترابي) استشعر الرئيس نميري خطورة تلك الأحزاب فعقد في السنة التالية ما عرف باسم المصالحة الوطنية فدخلت هذه الأحزاب معه الحكم، وقام الترابي ـ وقتها ـ بحل تنظيم الإخوان المسلمين(لأن الرئيس نميري لم يكن يعترف بالأحزاب)، وقد حلها الترابي فعليا مما جعل جماعة تظل تحمل اسم الإخوان المسلمين تتمسك بالاسم والتوجه بقيادة الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد، الذي هو اليوم المراقب العام للجماعة ، وهي التي تعترف بها الجماعة العالمية، لم تدخل جماعة الإخوان(صادق عبد الله عبد الماجد) الحكم مع الرئيس نميري.
- الجبهة الإسلامية القومية 1986 - 1989 : شكل الدكتور حسن عبد الله الترابي الجبهة الإسلامية القومية' : (لم يكن كثير من الناس يفرقون فعليا بين الإخوان المسملين وبين حسن الترابي وفريقه لإن حسن الترابي كان المراقب العام لفترة مهمة وكان أغلب تنظيم الجبهة فعليا من الإخوان المسلمين) الترابي أصبح الأمين العام للجبهة لتصبح حزباً إسلامياً عصرياً، وظل الإخوان المسلمون تنظيم الحبر يوسف نور الدايم (هكذا كان يميزهم الناس) يحملون اسمهم بعيدا عن الجبهة، وخاضوا باسم (الأخوان المسلمون) انتخابات 1986 (ولم يفز منهم أحد).. بجانب الأحزاب الأخرى بما فيها الجبهة الإسلامية القومية.
- الجبهة التي أسسها الترابي 1986 دعمت حق المرأة في التصويت و الترشح ، و كانت أهداف الترابي الرئيسية (التي يقول بها )هي أسلمة المجتمع و تأسيس حكم الشريعة الإسلامية في السودان . (الجبهة الإسلامية) اخترقت البرلمان و الحكومة و الجيش و المنظمات المحلية و الاقليمية و منظمات رعاية المرأة و الشباب . وقد قامت أيضاً بإنشاء منظمات الرعاية الخاصة بهم مثل شباب البناء و رائدات النهضة ، كما أقاموا الحملات التعليمية لأسلمة المجتمع من خلال الدولة. و في نفس الوقت قاموا بالسيطرة على مؤسسات إسلامية خيرية من أجل الترويج لأفكارهم و التي أدت لنشر أفكارهم في المجتمع (فقد إستفادوا من مشاركتهم للرئيس النميرى 1979 حتى 1985 في التمكين الإقتصادى والاجتماعى ).
كما أخذت الجبهة الإسلامية، المنفصلة عن الإخوان المسلمين، المواقع الإدارة في البنوك الإسلامية الناشئة في السودان و أصبحوا موظفين واداريين فيها وأصبحت الممول الأساسي لمشاريعهم ليصبحوا قوة أثرت على سياسة و قانون و دولة و مجتمع السودان .. ففازت 51 مقعد في البرلمان السودان وحلت في المركز الثالث بعد حزبى الأمة والإتحادى الديمقراطى ولكن د. الترابى لم يفز في هذه المرة أيضا!!!! .
- حدث انشقاق آخر في صفوف (الإخوان المسلمون) في في العام 1991م حيث تم انتخاب الشيخ سليمان أبو نارو رئيسا لجماعة الإخوان المسلمين، إلا أن الكثيرين ظلوا مع قيادات الإخوان التقليدية(صادق عبد الله عبد الماجد)؛ الذي أيدته أيضا الجماعة العالمية والمرشد العام؛ بعد أكثر من 10 سنوات قامت جماعة أبو نارو بحل نفسها وتغيير اسمها إلى جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة، ولا يزال الشيخ الصادق عبد الله عبد الماجد مراقبا عاما للإخوان المسلمين.
- حل الترابى الجبهة الإسلامية القومية بعد انقلاب 1989 ..ليتسنى له الانفراد الكامل بالسلطة .. ولكن تبين له بعد ذلك الخطأ الفادح الذي قام به .. خاصة في المعركة التي قادها ضد الرئيس البشير في العام 1999 .
- حزب المؤتمر الوطني الحاكم (1994 - حتى الآن) : عندما كانت الاوضاع السياسية مضطربة في السودان استطاعت الجبهة الإسلامية، المنفصلة عن الإخوان المسلمين، بقيادة عمر حسن البشير السيطرة على مقاليد الحكم في السودان في ثورة الإنقاذ التي جاءت بإسلاميين للحكم و من ثم تحول الاسم من الجبهة الإسلامية إلى حزب المؤتمر الوطني الذي اعتبر وعاء يضم جميع الطوائف والأديان السودانية ، و يجدر الاشارة إلى أن الترابي سجن من قبل البشير، بعد أن أبعده من موقع القرار فكون حزبا معارضا للحكومة باسم(المؤتمر الشعبي)، كما تنازل الإسلاميون الحاكمون من المؤتمر الوطني عن كثير من أفكارهم بعد إتفاقية نيفاشا للسلام عام 2005م التي ألغت حكم الشريعة في الجنوب و سمحت بالتعاملات الربوية هناك و أفسحت المجال للحريات المدنية بالبلاد.
- حزب المؤتمر الشعبى: 1999 - حتى الآن بعد المعركة (الحامية الوطيس) بين الترابى والبشير .. خرج الترابى بمجموعة مقدر من الحزب الحاكم وكون حزبه المعارض و الأشد خصومة حتى اليوم .
- في حوار للشيخ علي محمد أحمد جاويش عضو المكتب التنفيذي لإخوان السودان آنذاك سئل عن وضع الإخوان السوداني هل هم معارضة ام حكومة فقال:
- نحن نشارك الآن في الحكومة الوطنية باثني عشر شخصًا على المستوى التشريعي والتنفيذي والولائي والاتحادي، فنحن مشاركون بوزير دولة هو الأخ سامي عبد الدايم محمد ياسين وزير الدولة بوزارة الرعاية الاجتماعية وشئون المرأة والطفل، ووزير ولائي وهو الدكتور أبو بكر الدرديري وزير الثقافة والشباب والرياضة والناطق الرسمي باسم حكومة ولاية البحر الأحمر، واثنين من معتمدي الرئاسة، وهما: مولانا سيف الدين معتمد رئاسة بولاية القضارف، والشيخ علي محمد أحمد تنجو معتمد رئاسة بولاية شمال دارفور (الفاشر)، والباقون ممثلون على مستوى المجالس التشريعية، ففي البرلمان المركزي وهو بمثابة البرلمان المصري (مجلس الشعب)، وهم: الدكتور الحبيري نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالسودان وهو رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان بدرجة وزير اتحادي، والأستاذ علي محمد أحمد جاويش عضو المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين بالسودان، والأستاذ يوسف البدري رئيس مجلس شورى الإخوان المسلمين بالسودان.
- وأما المجالس التشريعية الولائية فتمثيلنا فيها بخمسة هم: الشيخ مرغني حسن عضو المجلس التشريعي بولاية الخرطوم، الشيخ المناوي عضو المجلس بولاية شمال كردفان، الشيخ طيب عضو المجلس بولاية الجزيرة، الأستاذ محمد الديري عضو المجلس بولاية نهر النيل، الأستاذ صلاح النورو عضو المجلس بولاية السنار.
من قيادات الإخوان في السودان
- الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد
- د/ الحبر يوسف نور الدائم المراقب العام لإخوان السودان ورئيس لجنة التعليم بالمجلس الوطني السوداني (البرلمان).
- د / جمال محمد علي تبيدي
- الشيخ / الخير يعقوب
- أ/عياد البلة (مسؤول المكتب السياسي والإعلامي لإخوان السودان)
- الشيخ علي محمد أحمد جاويش نائب المراقب العام
- الشهيد محمد صالح عمر
- الشيخ والمجاهد محمد مدنى سبال (تم إعتقاله مع إخوان مصر 1954)
- الشيخ جعفر الشيخ إدريس
- د.عثمان على حسن
- د. عادل على الله
- الدكتور الوزير سامى ياسين عبد الدايم
مراقبو الإخوان المسلمين في السودان
- الأستاذ علي طالب الله أول مراقب عام للاخوان المسلمون بالسودان
- محمد الخير عبد القادر (أول مراقب عام بعد اختيار اسم الإخوان المسلمين)
- الرشيد الطاهر بكر
- د. مالك بدرى
- د. حسن الترابى (الأمين العام لجبهة الميثاق) و الشهيد محمد صالح عمر (رئيس المكتب التنفيذى لجماعة الإخوان المسلمين) في آن واحد
- ثم أنتخب د. حسن الترابى مرة أخرى في عام 1969
- د. الحبر يوسف نور الدايم
- الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد (؟-2008)
- د/ الحبر يوسف نور الدائم (مرة أخرى) (مارس2008- حتي الآن)
وصلات خارجية
- موقع جماعة الإخوان المسلمين الإصلاح بالسودان (التي يرأسها الشيخ ياسر عثمان جاد الله)
- حوار المراقب العام للإخوان المسلمين الشيخ صادق عبد الله في برنامج زيارة خاصة - قناة الجزيرة - الفيديو(1)
- حوار مع الحبر نور الدائم المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالسودان، أي مشروع للإخوان المسلمين في دولة السودان "الإسلامية"؟، إسلام أون لاين، 15 يونيو 2008م
- حوار مع نائب مراقب إخوان السودان علي جاويش