العلاقات الخارجية للإخوان المسلمين

العلاقات الخارجية للإخوان المسلمين، هي السياسة التي تتبعها جماعة الإخوان المسلمين في التعامل مع حكومات البلدان الخارجية أو التنظيمات الدولية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

آسيا

العراق

يطالب الإخوان بعقد مؤتمر للأطراف العراقية المختلفة دون نبذ أو إقصاء لجهة على حساب الأخرى، من أجل التوصل إلى صيغة التعايش السلمى، والقضاء على العنف والإرهاب، وبناء الدولة. وأن تقوم مصر بدعوة الشركاء الإقليميين والدوليين للبدء الفورى في إعادة إعمار العراق، بإعتبار أن ذلك هو السبيل الأمثل لإنهاء العنف الدائر هناك، والإتفاق على ميثاق شرف بعدم تدخل دول الجوار في شئون العراق الداخلية.

وبدعوة الدول العربية للمشاركة في بناء جيش عراقى قادر على حفظ الأمن، والإستقرار في الأراضى العراقية بعد خروج القوات الأمريكية. [1]

إيران

العلاقة بين إيران والإخوان المسلمين بدأت مبكراً من خلال الداعية الشاب الإيراني نواب صفوي ( 1924- 1955)، الذي أسس ما عرف إيرانياً "بجماعة فدائيان إسلام"، تلك الجماعة الإيرانية التي تعتبر محاكاة حرفية لجماعة الإخوان المسلمين.

نواب صفوي كان قد تلقى دعوة من سيد قطب لزيارة مصر فزار على إثرها صفوي كل من مصر والأردن وخلال هذه الزيارة التقى صفوي مع عدد من ومفكري الحركة الإسلامية في مصر والأردن وعاد الى ايران متأثراً بالفكر التنظيمي للإخوان مما انعكس من خلال قيامه بتنظيم المهرجانات وجمع التبرعات لصالح العمل في فلسطين التى لم يرد ذكرها من قبل في خطابه السياسي.

وأعلنت هذه العلاقة بين تنظيم صفوي والإخوان بوقوف الإخوان إلى جانب صفوي في معركته مع شاه إيران الذي عمل على تحجيم حركة نواب صفوي الناشئة

ومع انطلاق الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، بقيادة الخميني من باريس أيد الإخوان المسلمون هذه الثورة باعتبارها ثورة إسلامية فأرسل الإخوان وفدا كبيرا إلى طهران عقب الثورة لتهنئة الخميني والشعب الإيراني بنجاح الثورة الإسلامية التي رأى فيها الإخوان نواة لثورات إسلامية يسعون لقيادتها في المنطقة عامة ومصر خاصة.

لكن الدولة الجديدة في إيران تبنت مذهبا مغايرا تماما هو المذهب الجعفري مذهبا رسميا لها، وقامت بأعمال قمعية ضد الطوائف والمذاهب الإسلامية الأخرى والذين يأتي على رأسهم السنة في إيران الذين يتجاوز أعدادهم عشرون مليون نسمة والمشتركين مع الاخوان في المذهب.

كان ذلك إضافة الى ضغط العربية السعودية نحو فك التحالف الناشئ بين الاخوان وايران وراء الجفوة والعداء الذي حل محل الاحتفاء بعد ذلك في علاقة الاخوان بإيران خاصة أن ايران انشغلت بعد ذلك في حربها مع العراق واصبحت غير قادرة على تمويل ودعم تنظيمات اخرى فيما العربية السعودية كانت اكثر من قادرة على تلبية طلبات الاخوان المسلمين سواء على مستوى الدعم المادي او الاعلامي او تقديم المأوى.[2]

لكن الامر بعد احتلال العراق للكويت اخذ في التطور السريع نحو تحالف اخواني ايراني خاصة بعد تراجع عائدات النفط بشكل كبير جعل العربية السعودية تستدين لأول مرة في تاريخها وعندما وصل الامر لاحتلال العراق كانت الارضية قد اصبحت مهيأة تماما للنفوذ الايراني ليفعل فعله مع الاخوان خاصة ان ايران قدمت نفسها منذ سقوط بغداد على انها القلعة الاخيرة للاسلام ونزعت عن السعودية ما تمسكت به طويلا بأعتبارها بلد المركز للحركة الاسلامية ففي وسط الحركات الدينية من يكن الى اقصي اليمين دائما ما يجمع مزيدا من الأتباع من هنا اصبحت علاقة بعض التنظيمات الإخوانية كإخوان مصر وحماس الفلسطينية يسودها نوع من التوافق كنتيجة طبيعية لوقوف إيران بكل ثقلها إلى جانب حركة حماس الفلسطينية الإخوانية.

فلسطين

يرى الإخوان أن الجهود المصرية فيما يخص القضية الفلسطتينية لا زالت تنحصر في تقديم النصح والإرشاد، دون إتخاذ إجراءات فعالة من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وإتسع لدفع حكم محكمة العدل الدولية الخاص ببناء الجدار العازل، بالإضافة إلى سكوتها عن نقد السياستين؛ الأمريكية، والإسرائيلية، الخاصة بقطع المعونات والإتصالات مع الحكومة الفلسطينية المنتخبة بقيادة "حماس"، والأمر نفسه بالنسبة للإتحاد الأوربى واليابان، وغيرهما من الدول ذات التأثير في الملف الفلسطينى. ومن ثم يطالب الإخوان الحكومة المصرية بفتح حدودها مع غزة، وتشجيع التجارة البينية والإستثمار بين الشعبين الشقيقين، إلى غير ذلك من الأمور التى تقوى من أواصر التعاون ما بين مصر وفلسطين، وتحد من تأثير الحصار الخارجى على الشعب الفلسطينى الأعزل.

السعودية

بدأت العلاقات بين السعودية وجماعة الإخوان مع مع بداية تأسيس الجماعة نفسها؛ حيث كانت السعودية الناشئة حديثًا والصاعدة بقوة تحت قيادة مؤسسها الملك عبد العزيز آل سعود، الوجهة الأولى التي كان ينوي الإمام حسن البنا الرحيل إليها والاستقرار بها حين كان يبحث في بداية دعوته عن بيئة أكثر ملاءمة للدعوة من مصر، وكانت المفاضلة دائما بينها وبين اليمن التي كانت خاضعة وقتها لحكم الأئمة.[3]

ويذكر البنا تفاصيل ذلك في مذكراته، مذكرات الدعوة والداعية، حيث يشير إلى اتصاله بالشيخ حافظ وهبه مستشار الملك عبد العزيز مؤسس السعودية، وتدخل الشيخ حافظ لدى الحكومة المصرية لنقله للعمل كمدرس في منطقة الحجاز عام 1928، وهو العام نفسه الذي أسس فيه جماعة الإخوان في الإسماعيلية.

ويذكر أيضًا أن هذه المحاولة فشلت بسبب عراقيل إدارية، كما فشلت محاولة مماثلة في توقيت مقارب من أمير الديوان الملكي في اليمن السيد/ محمد زبارة الحسن لاستقدام البنا للعمل ـ هذه المرة ـ في اليمن. كما يذكر مؤرخ الإخوان الراحل محمود عبد الحليم في الجزء الأول من كتابه "الإخوان المسلمون ـ أحداث صنعت التاريخ" تفاصيل زيارة للشيخ حسن البنا للأراضي المقدسة أدى فيها فريضة الحج، وكانت بهدف دراسة الوضع هناك وما إذا كان الأفضل نقل الدعوة إلى الأراضي الحجازية.

ورغم أن النجاح الذي أحرزه الشيخ البنا خاصة بعد أن انتقل بجماعته من الإسماعيلية إلى العاصمة القاهرة أغراه بالتراجع عن فكرة الهجرة والاستقرار في المملكة، خاصة بعد انغماسه في تفصيلات العمل الدعوي والحركة السياسية في مصر؛ فإنه ظل يحافظ على علاقات وثيقة مع المملكة التي كان يعتبرها دائمًا عونًا للجماعة، وكان يحرص على حضور موسم الحج للتعرف على وفود البلدان الإسلامية ونشر دعوته بينها وتوثيق صلاته بالنظام السعودي تدريجيًا حتى صارت المملكة الدولة الأكثر تعاطفًا ودعمًا للجماعة، وهو ما ارتبط برغبة الدولة الناشئة في تأكيد شرعيتها الدينية بتقريب الرموز والشخصيات الإسلامية، ودعم الكيانات والمؤسسات الإسلامية ومنها الإخوان المسلمون في إطار توجه وسياسة معلنة تؤكد على الدور الإسلامي للملكة.

وقد تجلت هذه العلاقة بوضوح بعد صدام الإخوان مع حكومة محمود فهمي النقراشي الذي أصدر في 8 ديسمبر 1948 قرارًا بحل الجماعة، حيث تلقى الشيخ حسن البنا دعوة للسفر إلى المملكة والاستقرار بها في أجواء كانت توحي كلها بنهاية مأساوية لمؤسس الجماعة الذي لم يمكث طويلا بعد حلها، إذ اغتالته حكومة إبراهيم عبد الهادي في 12 فبراير 1949 ثأرًا من قيام مجموعة من شباب النظام الخاص التابع للجماعة باغتيال النقراشي باشا رئيس الوزراء وصاحب قرار حل الجماعة.

على أن العلاقة توقفت عند حدود التعاطف والدعم المحدود فلم يسمح للشيخ حسن البنا بفتح فروع للجماعة في المملكة أسوة ببلاد أخرى كسوريا والأردن، رغم علاقاته الوثيقة في المملكة ويتردد في الأدبيات الإخوانية أن الملك عبد العزيز تعامل مع طلب للشيخ البنا لفتح فرع للجماعة بذكاء فلم يجبه إليه ولم يرفضه بصراحة أيضًا وقال بدبلوماسيته المعروفة: كلنا إخوان مسلمون!


ثم جاءت مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات بين المملكة والإخوان بدأت مع قيام ثورة يوليو 1952 التي سرعان ما اصطدم قادتها مع الإخوان وهو الصدام الذي وصل ذروته باتهام الجماعة في محاولة اغتيال قائد الثورة جمال عبد الناصر في حادثة المنشية الشهير (26 أكتوبر 1954)، وهو ما أسفر عن حملة اعتقالات ومحاكمات واسعة طالت الآلاف من أعضاء الجماعة وأعدم فيها خمسة من كبار قادتها على رأسهم وكيل الجماعة المستشار عبد القادر عودة.

وفي هذه المرحلة صارت المملكة الملاذ الأول لقيادات الجماعة وكوادرها الهاربة من ملاحقات النظام الناصري، فقدمت المملكة كل الدعم للجماعة وفتحت أبوابها لأعضاء الجماعة الهاربين ومنحت الجنسية السعودية لعدد كبير من رموزها وقادتها من العلماء والسياسيين ورجال الأعمال، وعلى رأس هؤلاء الذين استقروا بالمملكة وصاروا من مواطنيها الشيخ مناع القطان (الذي أصبح فيما بعد الأب الروحي للإخوان في المملكة)، والشيخ عشماوي سليمان، ومصطفى العالم.. وعبد العظيم لقمة الذي بدأ نشاطًا اقتصاديًا كبيرًا في المملكة حتى صار واحدًا من كبار أثرياء الإخوان في العالم.

وكانت العلاقات الإخوانية السعودية في هذه المرحلة جزءً من الصراع الذي شهدته المنطقة وقتها بين الأنظمة الملكية المحافظة وعلى رأسها النظام السعودي وبين النظام الثوري الذي كان يقوده جمال عبد الناصر في مصر، والذي كان ينظر إليه غربيًا باعتباره يمثل تهديدًا لاستقرار المنطقة. وقد دفع هذا الصراع الذي استمر طوال الخمسينيات والستينيات بالنظام السعودي لتوثيق علاقاته مع معارضي عبد الناصر، وعلى رأسهم حليفه القديم الإخوان المسلمون، وشهدت هذه الحقبة دعم النظام السعودي للجماعة وفتح أبواب المملكة لقياداتها السياسية الهاربة من مصر وعلى رأسها القيادي البارز سعيد رمضان زوج ابنة الإمام حسن البنا الذي لعب دورًا بارزًا في تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي بدعم سعودي.

لم تتغير العلاقات الاستراتيجية بين المملكة والإخوان في عهد السادات الذي شهد افتتاحًا وتحسنًا كبيرًا في علاقة النظام مع الجماعة ومع المملكة أيضًا في ظل تغيرات إقليمية واسعة شهدت تحالفا بين النظامين المصري والسعودي، خاصة بعد حرب أكتوبر 1973 ، للتصدي للتغلغل السوفيتي في المنطقة الذي كان ينظر إليه باعتباره خطرًا وتهديدًا لاستقرار المنطقة وأمن أنظمتها.

ولم يكن الوجود الإخواني في المملكة قاصرًا على الإخوان المصريين فقط وإنما امتد ليشمل كوادر قيادات إخوانية من أقطار مختلفة على رأسها السودان وسوريا والعراق وفلسطين، وتنوعت قنوات العلاقات السعودية الإخوانية لتشمل الدعم الذي كانت تقدمه الهيئات الدينية السعودية الرسمية وغير الرسمية (هيئة كبار العلماء، وزارة ا لأوقاف والشئون الدينية، إدارة الوعظ والإرشاد والإفتاء... إلخ) للجماعات الإسلامية في جامعات مصر، والذي تمثل أساسًا في طبع ونشر وتوزيع كميات هائلة لعناوين مختلفة من الكتب الشرعية التي تحمل الفكر السلفي الوهابي والتي أثرت في أفكار قادة هذه الجماعات وأعضائها ونقلها عدد كبير منهم ممن انضموا لاحقًا إلى جماعة الإخوان في نهاية السبعينيات إلى فكر الإخوان الذي تأثر هذه الفترة بالفكر الوهابي السلفي أكثر من أي فترة أخرى.

وأعطي التحالف الاستراتيجي بين الجماعة والمملكة الذي ازدادت قوته في عقد السبعينيات مكانة خاصة في أدبيات الجماعة للمملكة وللأسرة السعودية لم تعطها لغيرها من الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية، حيث لا تخلو من إشادة بدور المملكة في دعم الجماعة والصحوة الإسلامية بصفة عامة عربيًا وعالميًا، وكان ينظر إلى المملكة في الأوساط الإخوانية باعتبارها الأقرب للنموذج الإسلامي من غيرها، وإن كانت بصورة أقل بكثير عنها عما هي عليه عند جمهور الجماعات الإسلامية الأخرى خاصة المنتمية للتيار السلفي المصري الذي كان ينظر إلى الدولة السعودية باعتبارها الدولة الإسلامية في أرض الحقيقة! وكان أكثر ارتباطًا بها من الإخوان.

ومن جهتها حرصت جماعة الإخوان على الحفاظ على هذه العلاقة وتوثيقها بقدر الإمكان وتحاشت كل ما من شأنه الإضرار بها، فامتنعت عن تأسيس تنظيم إخواني لها في المملكة علي شاكلة الصورة التي أسست عليها تنظيماتها في أقطار أخرى أحدث عهدًا بدعوة الإخوان، وتفهمت قيادة الجماعة حساسية النظام السعودي من أي تنظيم ديني يمكن أن ينازعه شرعيته الدينية أو يخالف الدعوة الوهابية التي تأسست المملكة بناء على تحالف بينها وبين أسرة آل سعود، واكتفى الإخوان بتواجد غير منظم لهم داخل المملكة كان يعبر عنه عدد من الإخوان معظمهم من المتجنسين بالجنسية السعودية في مقدمتهم المرحوم الشيخ مناع القطان، إذ لم يكن هناك تنظيم للإخوان السعوديين بالمعنى التنظيمي المتعارف عليه في جماعة الإخوان، وإن سمحت الجماعة لأعضائها العاملين في المملكة بالارتباط تنظيمًا ولكن داخل تنظيمات خاصة ببلادهم الأصلية (تنظيم لإخوان سوريا، وآخر لإخوان السودان، وثالث لإخوان مصر.. وهكذا)، لضمان استمرار ارتباطهم بالجماعة، ولكنها في الوقت نفسه حظرت عليهم التدخل في الشأن السعودي أو الانفتاح على الإخوان السعوديين الذين لا يمكن النظر إليهم والتعامل معهم وفق المعايير التنظيمية المعروفة لدى الإخوان، فقد كان الإخوان السعوديون أقرب إلى طبيعة المجتمع السعودي منه إلى الإخوان، فسيطر عليهم المزاج السلفي الوهابي، وارتبطوا بعلاقات قوية مع أفراد وأركان النظام السعودي، وكانوا جزءً من بنية المجتمع السعودي القبلية، وهو ما دفعهم ـ مثلا ـ إلى الاعتراض على فكرة (البيعة) لمرشد الإخوان باعتبار أن في أعناقهم بيعة شرعية لولي الأمر (الملك السعودي)، وهي القضية التي كانت- كذلك- سببا لخلافات داخل التنظيم الدولي للإخوان بين قيادة التنظيم وإخوان الخليج بصفة عامة، وقد تفهمت الجماعة هذه الحساسية فلم تعط لقضية (البيعة) اهتمامًا كبيرًا في تعاملها مع إخوان الخليج خوفًا من انعكاساتها على علاقتها بأنظمتها الحاكمة وعلى رأسها النظام السعودي، حيث تستمد هذه الأنظمة مبرر وجودها من شرعيتها الدينية التي تمثل (البيعة) ركنًا هامًا فيها، وتحاشت قيادة الجماعة إثارة النقاش الفقهي والشرعي حول مفهوم (البيعة) لهذا السبب، ولقطع الطريق على بعض شيوخ السلفية الذين كانوا يهاجمون الإخوان ويطعنون في ولائهم لولاة الأمر مستغلين فكرة (بيعة) الإخوان لمرشدهم.


بعد قيام ثورة 25 يناير 2011، صرح روبرت جوردان السفير الأمريكي السابق في السعودية، 2001-2003، أن رأي السعوديين في الإطاحة بالريس حسني مبارك كان سلبياً للغاية. وأن القلب ينتاب السعوديين من الاخوان المسلمين وحالة عدم اليقين بخصوص القيادة. أصبح لديهم حساسية شديدة من أي اشارة إلى احتمال امتداد تلك الحركة إلى السعودية أو دول الخليج الأخرى. [4]

وفي أبريل 2012، حدثت وقفات إحتجاجية أمام السفارة السعودية بالقاهرة على خلفية اعتقال المحامي المصري أحمد الجيزاوي بالسعودية. وعلى أثرها استدعت الحكومة السعودية سفيرها في مصر أحمد القطان للتشاور حول قضية الجيزاوي وما أثارته من ردود فعل في مصر. والجزياوي، حسب ناشطون مصريون، إن السلطات السعودية احتجزته لانه كان ينتقد سوء معاملة المصريين في المملكة. وقالت السلطات السعودية انه كان يهرب مخدرات.

وفي مايو 2012، أعلنت السعودية عن برنامج دعم يبلغ أربعة مليارات دولار أ 24 مليار جنيه مصري. المبلغ كبير بالطبع لكنه ينبئ بعودة قوية للسعودية وترميم لاواصر العلاقات وخطوة حسن نية سعودية تجاه الشعب والنظام المصري وايضا خطوة قد لا يقبلها سعوديون كثر على انها استباق لأي تقارب مصري ايراني محتمل. يتضمن الدعم السعودي لمصر دعما للميزانية العامة، والبنك المركزي، والمشروعات التنموية، وشراء للسندات، وتمويل المشروعات المنتجة. وهذا يعني ان السعودية لم تكتف بتقديم دعم فقط للحكومة بل تجاوزته الى المشاريع الموجهة والتي يستفيد منها المواطن مباشرة مثل مشاريع تنموية ومنتجة.[5]

قوبل هذا الدعم بشكر مصري رسمي بالطبع وصدى مرحب في التيارات السياسية الشعبية خاصة من المواطنين غير الحزبيين. اما التيارات التي كانت معادية للسعودية فالصمت ديدنها حتى الان بسبب ما قيل عن وقوف السعودية الى جانب مبارك ابان الازمة ومطالبة السعودية بعدم محاكمة مبارك والتي نفاها السفير السعودي قطان ويردد السعوديون مثلها في ان مصر اكبر من شخص واحد ولا يمكن ان تجعل السعودية علاقتها مع مصر في كفة ومبارك وعدم محاكمته في كفة والا لكان سياسيوها لا يفقهون عملهم.

ويتهم بعض قادة السعودية الاخوان المسلمين بتحريض حركة الصحوة وهي جماعة المعارضة الرئيسية بالمملكة والتي نشطت في التسعينات من اجل اقامة ديمقراطية في السعودية.


أفريقيا

على المستوى الإفريقى يدعو الإخوان لتوثيق أواصر التعاون مع الدول الأفريقية المختلفة، سياسياً، وإقتصادياً، وثقافياً، لفتح منافذ جديدة للإقتصاد المصرى، وذلك عن طريق تنسيق العلاقات من أجل الإتحاد الإفريقى والعلاقات الثنائية، وأن تسهيل تحركات السكان مع الدول الإفريقية يعد ضرورياً لتوثيق العلاقات معها.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أمريكا

الولايات المتحدة

حدث التواصل غير الرسمي بين جماعة الإخوان والولايات المتحدة بصورة متقطعة منذ التسعينات من القرن الماضي، ولكن تكرر ذلك بوتيرة أكبر بعد انتخاب أفراد من جماعة الإخوان المسلمين في البرلمان المصري عام 2005. وبعد ذلك عقد دبلوماسيون ومشرعون أمريكيون اجتماعات عديدة مع قيادات بالجماعة، كان من بينها لقاءات داخل السفارة الأمريكية داخل القاهرة. وبرر مسؤولون أمريكيون اللقاءات بالقول بأنهم كانوا يتحدثون فقط مع أعضاء منتخبين بالسلطة التشريعية المصرية. ويقول روبرت مالي، الذي كان مسؤولا بإدارة بيل كلينتون ويدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجموعة الأزمة الدولية: «لا أعتقد أن التواصل مع جماعة الإخوان المسلمين لم يكن بالفكرة السيئة، حيث إنهم فصيل هام داخل مصر. ويحتمل بدرجة كبيرة أن يلعبوا دورا في أي ترتيبات مستقبلية». وقد ظل محللون ومسؤولون أميركيون يحثون وزارة الخارجية الأميركية على التواصل بدرجة أكبر مع جماعة الإخوان. ويقول إميل نخلة، وهو مسؤول سابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كان مديرا لبرنامج تحليل الإسلام السياسي بالوكالة: «إذا كنا سنتواصل مع الـ99 في المائة من المسلمين الذين لا يدعمون الإرهاب أو أعمال العنف، فبعد ذلك علينا التواصل مع التنظيمات المحلية، ومن بينها الأحزاب السياسية الإسلامية».[6]

وعلى الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين تعد أفضل تنظيم معارض منظم ولديها جناح نشط في مجال العمل الخيري يقدم خدمات اجتماعية بمختلف أنحاء البلاد، بحسب ما يقوله نخلة، فإن ذلك لا يعني الحصول على أغلبية من الأصوات في انتخابات نزيهة. وأضاف: «سيمثلون أقلية ولكنها قوية»، متوقعا أن يحصلوا على دعم ما بين 25 - 30 في المائة من المواطنين المسلمين. يذكر أن الجماعة تأسست عام 1928 على يد حسن البنا، وهو إمام مصري سعى إلى الإطاحة بالحكم الاستعماري البريطاني، ثم وصلت إلى العشرات من الدول الأخرى. وداخل مصر، ظلت الجماعة محظورة رسميا منذ عقود، وتعرض الكثير من قياداتها للسجن. وحذر مبارك مسؤولين أميركيين على مدار الأعوام من أن الجماعة ترغب في دولة دينية على غرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على الرغم من أنه خفف القيود على النشاطات السياسية للجماعة من حين لآخر. ويكتنف الغموض ما يقوله أعضاء في الجماعة بشأن الأهداف السياسية التي يتبنونها. وخلال مقابلة أجريت الأسبوع الحالي مع هيئة الإذاعة البريطانية، قال كمال الهلباوي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين في المنفى داخل بريطانيا، إن الجماعة تريد «حرية وشورى ومساواة وحرية كل شيء». [7]

في يوليو 2011 صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن رغبة الولايات المتحدة في مواصلة الاتصالات بالإخوان، ورحبت الجماعة من جهتها بهذه التصريحات إلا أنها وضعت شروط لهذا التقارب وقالت إن الإخوان «لا يتهافتون لفتح قناة اتصال بأميركا».

ويقول مراقبون إن التصريحات الأميركية قد تفاقم من مخاوف الليبراليين واليساريين بشأن انفراد «الإخوان» بالسلطة، وهي مخاوف تحاول الجماعة إزالة أسبابها قبيل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في سبتمبر 2012.

وقبل أيام من التصريحات الأميركية قاطعت جماعة الإخوان صحيفة محلية بعد نشرها تفاصيل لقاء جرى في الأيام الأخيرة لحكم مبارك، جمع بين السفيرة الأميركية بالقاهرة، وعضو مكتب إرشاد الجماعة الدكتور سعد الكتاتني. وحرص «الإخوان» على الإيضاح بقولهم إن لقاء الكتاتني بالسفارة الأميركية جاء بصفته (الكتاتني) نائبا بالبرلمان، وبعلم النظام السابق، وبحضور رئيس مجلس الشعب (السابق) الدكتور فتحي سرور. وكانت كلينتون قد لمحت في تصريحات صحافية قبل أيام، إلى أن اتصال الإدارة الأميركية بـ«الإخوان» جزء من سياسة بدأت في 2006، حيث حصلت الجماعة حينها على 88 مقعدا في البرلمان الذي انتخب عام 2005، وهي أكبر نسبة تمثيل حظيت بها قوة معارضة مصرية منذ أن أعاد الرئيس المصري الأسبق أنور السادات الحياة الحزبية في مصر.

من جهته، حذر الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع اليساري، جماعة الإخوان من الانفتاح على واشنطن، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إنه «في كل مرة حاول (الإخوان) التحالف مع الطاغوت، تحت دعوى أن الضرورات تبيح المحظورات، احترقت أصابعهم».

وتابع «(الإخوان) أباحوا لأنفسهم إقامة علاقات مع دول أجنبية في لعبة المصالح المشتركة، وهذا ليس وليد اليوم. الوثائق الألمانية التي عثر عليها الإنجليز بمكتب ملحق صحافي ألماني تقول إن حسن البنا (مؤسس الجماعة في عام 1928) تلقى الأموال المحددة له لنشر دعاية لدول المحور (ألمانيا، وإيطاليا، واليابان) في مصر حتى إن البنا بشّر حينها باعتناق الدول الثلاث الإسلام».

وأضاف السعيد أن «الإخوان» تحالفوا مع الملك فاروق وانتهى الأمر بكارثة، ومع النقراشي باشا (مصطفى النقراشي أحد رؤساء الوزراء في مصر قبل ثور 1952)، قبل أن يأمر بحل الجماعة وهو ما أفضى إلى قتله، ثم مع (جمال) عبد الناصر الرئيس المصري الأسبق قبل أن يشن حملة ضدهم.. هذه المرة الأمر أكثر خطورة لأن التصريحات الأميركية أشارت إلى اتصال الإدارة الأميركية بكوادر الصف الثاني في «الإخوان».

ويضع التقارب المنتظر بين «الإخوان» والإدارة الأميركية التي تحاول إيجاد موطئ قدم في مصر ما بعد نظام مبارك، الجماعة على المحك. ويقول مراقبون إن علاقة «إخوان مصر» وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تعد جزءا من التنظيم الدولي لـ«الإخوان» وتتعامل معها الولايات المتحدة كتنظيم إرهابي، سوف تكون من أكثر الملفات حساسية، وتساءل المراقبون حول ما يمكن أن تقدمه الجماعة لتقترب من التعاطي الأميركي مع حركات المقاومة الإسلامية. وأعربت قيادات في حزب «الإخوان» (الحرية والعدالة) عن اعتقادها بأن التصريحات الأميركية الأخيرة (بشأن استئناف الحوار مع «الإخوان») تعني ضمنيا الاتصال بحماس، وقال الدكتور عصام العريان إن «جماعة الإخوان كهيئة إسلامية عامة لها مظلة لحركات إسلامية كثيرة منها حماس»، مشيرا إلى أن أي تواصل مع أميركا يجب أن يؤسس على مصالح واشنطن وليست المصالح الإسرائيلية.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ العلاقات الخارجية والشئون الدولية، إخوان ويكي
  2. ^ "علاقات الاخوان والسعودية وايران والحوثيين ..حرب أم توافق على توزيع الادوار". الحوار المتمدن. 2010-01-28. Retrieved 2013-01-07.
  3. ^ حسام تمام، باحث مصري في شئون العلاقات الإسلامية. "لمن جهل : هذه هي حقيقة العلاقة بين آل سعود والإخوان المسلمون ! ". منتدى الموصل. Retrieved 2013-01-10.
  4. ^ "صعود الاخوان المسلمين في مصر يوتر العلاقات السعودية المصرية". جريدة الملاحظ. 2012-05-02. Retrieved 2013-01-10.
  5. ^ "شبح الاخوان يلقي بظلاله على العلاقات الخليجية المصرية". مصرس. 2012-05-23. Retrieved 2013-01-10.
  6. ^ الولايات المتحدة تعيد تقييم علاقتها مع «الإخوان المسلمين»، الشرق الأوسط
  7. ^ "انفتاح واشنطن على «إخوان مصر» يعزز مخاوف القوى الليبرالية واليسارية". جريدة الشرق الأوسط. 2011-07-03. Retrieved 2011-07-06.