ابتسامات محمد عبد الله

ابتسامات محمد عبد الله
السيدة ابتسامات محمد عبد الله.jpg
وُلِدَ1927
توفي29 يوليو 2024
الجنسيةمصرية
المهنةملازم أول في الجيش المصري
اللقبأول سيدة تلتحق بالجيش المصري
ابتسامات محمد عبد الله.

ابتسامات محمد عبد الله (و. 1927 - ت. 29 يوليو 2024)، هي أول سيدة تلتحق بالجيش المصري[1] خلال حرب فلسطين عام 1948 [2] ،حيث كانت أول ضابطة برتبة ملازم أول تتطوع في الجيش المصري.[3] ،فقد شاركت في العمل التطوعي كممرضة في الجيش المصري عام 1948 لإسعاف المصابين في حرب فلسطين.[4]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرتها

وُلدت ابتسامات في محافظة بني سويف عام 1927، وكان والدها القائمقام المصري محمد عبد الله، وجدها السلطان فضل النور. كان والدها يعمل كضابط مفتش غفر بمديرية أسيوط برتبة بكباشي التي تعادل مقدم الآن وهو من ريف مركز ميت غمر التابع لمحافظة الدقهلية، أما والدتها فهي فاطمة فضل ابنة السلطان فضل نور سلطان إقليم واو (حالياً في جنوب السودان).[5]، ولديها خمس أشقاء هم «المعتصم بالله والمتوكل بالله والمؤتمن بالله والأمين بالله والمأمون و سوسنة وتنهدات» [4] ،انتقلت برفقة والديها و إخوتها إلى شارع إسماعيل باشا أبوجبل في حى عابدين بالقاهرة.[6] ، و تزوجت ابتسامات من الضابط والرياضي محمد حبيب و قد توفي قبل 6 سنوات، ولم ترزق منه بأولاد.

تعلمت ابتسامات في المدارس الابتدائية الفرنسية إلا أنها لم تكمل تعليمها العالي [5]، وبالرغم من توقف دراستها إلا أنها لم تتهاون في تحقيق حلمها «العمل التطوعي»،[7] فقررت الالتحاق بالتمريض في الهلال الأحمر عن طريق اعلان قرأته في إحدى الصحف، يطلب 75 متطوعة للقوات المسلحة في الخدمات الطبية، فتقدمت للوظيفة، وكانت أول ضابطة برتبة ملازم أول تتطوع في الجيش.[8]

وتحكي قصة زواج والديها قائلة: «كان والدي ضمن مجموعة من الضباط المصريين في حملة إلى جنوب السودان. فطلب والدي أن يتزوج من هناك. فقالوا له إن السلطان فضل النور لديه بنات فأذهب له، وذهب إليه وطلب إحدى بناته وتعرف على تفاصيل الزواج وجهز قطيعاً كبيراً من الماشية من أبقار وجمال وأغنام وتزوج والدتي، وعاد إلى مصر».


الإلتحاق بالجيش

وتحكي قصة إلتحاقها بالجيش المصري كأول ضابطة تقول : «كنت أحب التمريض وأمارس التطبيب خيالياً مع لعباتي. أربط رأس العروسة وأضع لها شريطا أحمر، وأطلب لها الإسعاف. وفي يوم وجدت إعلاناً في الصحيفة يطلب فيه الهلال الأحمر متطوعات لدراسة التمريض. قدمت ودرست لمدة عام «نظرياً وعملياً» وتخرجت بعد عام، ووجدت إعلاناً آخر في الصحف يطلبون فيه متطوعات للجيش، فذهبت واجتزت المعاينة وكانت المسؤولة عن الاختيار هي وصيفة الملكة فريدة زوجة الملك فاروق وهي الشخصية المشهورة «ناهد رشاد» زوجة الدكتور يوسف رشاد. وكانوا يأخذون بنات العائلات فتم قبولي وتم توزيعنا على مستشفيات مصر.

حرب فلسطين

في ذلك الوقت اشتدت الحرب في فلسطين بين العرب وإسرائيل في عام 1948م. وكانت هنالك حاجة شديدة لممرضات للسفر لفلسطين لمداواة الجرحى، فتم إختيارها. وتقول عن ذلك :»ذهبنا بالقطار حتى غزة «العريش غزة» كانت المعارك شديدة وأعداد الجرحى لا حصر لها. كانوا من كل البلاد العربية، من السعودية واليمن والسودان وغيرها. وكان يوجد ألماني واحد تطوع لحرب إسرائيل اسمه هانز ورغم أنه غير مسلم، لكنه مؤمن بقضية فلسطين. تواصل في السرد قائلة: «كنا نذهب للخنادق وميادين القتال لنضمد جراح الجنود الذين لا تتطلب مداواتهم وجودهم في المستشفى. وأثناء وجودنا جاء الملك فاروق إلى فلسطين، وقبل حضورنا فاتني أن أقول أننا تسلمنا رتباً عسكرية وكانت رتبتي الأولى ملازم.

هدية الملك فاروق

تقول ابتسامات: «وعندما رجع الملك إلى القاهرة أمر بإعطائنا هدايا عبارة عن ساعات قيمة فيها تاريخ زيارته لغزة، وما زالت هذه الساعة موجودة على معصمي وتعمل بشكل جيد. تعد الثواني والدقائق والساعات من تلك السنوات. وكانت هدية ملكية تاريخية. ومع الساعات تم منحنا نوط الجدارة من الذهب ونجمة فلسطين.

محمد نجيب

وعن الرئيس المصري الأسبق تقول: «علاقة الأسرة كانت قوية مع محمد نجيب منذ أن كان ضابطا صغيرا في الجيش المصري. فقد كان صديق العائلة وهو من أصول سودانية مثلي. كان يأتي ليتناول الوجبات التي يحبها في منزلي. يحب الجمبري كثيراً، ولم تنقطع زياراته إلى منزلنا حتى أثناء اعتقاله بعد نجاح ثورة يوليو. وكان يأتي معه الحرس وعنده كلب يحبه كثيراً، أعد له الطعام الذي يفضله فيتناول وجبته ثم يذهب».

عن فترة اعتقاله تقول: استغربت جداً لاعتقاله وهو قائد الثورة. وأذكر أنني سألته عن أسباب اعتقاله وكنت مشفقة عليه، فلم يتحدث بسوء عن جمال عبد الناصر وجماعته وقال لي المهم أن الثورة نجحت و»الأولاد فرحانين» وكان يقصد الجنود. وقال انه طلب في اجتماع بعد نجاح الثورة تسليم الحكومة والبلد للملكيين ورجوع الجيش للثكنات فرفضوا هذا الطلب، وقاموا باعتقاله وتحديد إقامته. وأقول أنه رغم ذلك لم يشتم واحداً منهم وتحمل هذا القرار بصدر رحب.

ثورة يوليو

تروي ابتسامات أسرارا مهمة عن الثورة المصرية وتقول: «كنت أسكن في فيلا كبيرة تحيط بها حديقة واسعة محاطة بسور. كان محمد نجيب يزورني وهو سبب زواجي من محمد حبيب بعد أن رفض أخي بحجة أن العديد من أفراد الأسرة في الجيش. وفي أحد الأيام تخطى محمد النجيب السور قافزاً وكان الوقت ليلاً وطرق الباب فسألته مين؟ فأجاب أفتحي سريع أنا أونكل محمد نجيب. فاستغربت جداً لهذه الزيارة الغريبة، رغم أنه كان يزورني كثيراً في النهار. ودخل وكان يحمل في يده شنطة وتبدو عليه دلالات الاهتمام الشديد بالشنطة فقال لي دخلي الشنطة دي عندك ومتفتحيهاش أبداً»!

وطلب مني بألا يعرف أي شخص مهما كان بحقيقة هذه الشنطة. أصابني الخوف وقلت له: الشنطة دي فيها أيه بصراحة كده؟ فقال لي فيها أوراق مهمة تخص نادي الضباط وسلاح الحدود(حيث كان يعمل). ترك الشنطة عندي لمدة يوم وليلة ثم جاء وأخذها في المغرب، ثم قامت الثورة، فعرفت أن هذه الشنطة كانت تحتوي على معلومات وخطة الثورة وهي معلومات خطيرة جداً.

تكريمها

بعد سنوات تنكر الجيش لنا بوصفنا من أوائل الضباط في الجيش المصري وتم إعفاؤنا بدون تكريم أو حتى كلمة شكر، فغضبت لهذا الأمر. فقد كنا جنوداً وحاربنا وذهبنا لميادين القتال وإذا متنا فسوف نموت شهداء، فالصواريخ كانت تحيط بنا من كل مكان.

غضبت لهذه الخطوة وهيجت الدنيا بواسطة وسائل الإعلام وتصدرت القضية الصحف واحتلت صورتي غلاف مجلة «أكتوبر» التي وزعت أضعاف توزيعها، فسأل طنطاوي وزير الدفاع عن هذا الأمر فحكوا له، وقام باستدعائي وأقام لي تكريماً كبيراً جداً وكان ذلك في عام 2011م.

أقيم لي استقبال كبير جداً واحتفال ضخم وأكرمني المشير طنطاوي وأعطاني درعاً. أعطيتُ ضابطاً سودانياً كبيراً شهادة ميلاد أمي وطلبت منه توصيلها للرئيس عمر البشير، رئيس السودان ليعرف أنني معتزة بجذوري السودانية، لكن لا أدري ما الذي حدث في هذا الشأن.

ويذكر أن المجلس القومى للمرأة قد قام بتكريم السيدة ابتسامات عام 2016 باهدائها درع المجلس وشهادة تقدير تقديرًا للدور الذى قامت به خلال حرب فلسطين 1948، ومشوارها فى الجيش المصري.


حياتها الشخصية

تزوجت مدرب كرة السلة الشهير محمد حبيب،[9] ولم ينجبا أطفال.

وفاتها

في 29 يوليو 2024 نعى المجلس القومى للمرأة وجميع عضواته وأعضائه بخالص الحزن والآسى السيدة ابتسامات محمد عبد الله أول سيدة ضابط فى الجيش المصرى التى وافتها المنية.

وأعرب المجلس القومى للمرأة عن بالغ الحزن والأسى لفقدان مصر امرأة مصرية شجاعة وطنية مثابرة لم تخشى من حمل السلاح من أجل الدفاع عن أرض وطنها الغالى مصر، وكانت دائمًا فى خدمة التمريض بالجيش تطوعًا منها فى حب بلادها، فهى قدوة لكل إمرأة مصرية.[10]


مرئيات

ابتسامات عبد الله، أول ضابطة بالجيش المصري.

المصادر

  1. ^ ول ضابطة فى الجيش المصرى تكشف الأسرار الخفية لاعتقال رئيس مصر ",مصرس محرك بحث إخباري,شر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 27 - 10 - 2012 Archived 2016-11-21 at the Wayback Machine
  2. ^ "القومي للمرأة يكرم السيدة ابتسامات عبد الله أول سيدة متطوعه بالجيش المصري",جورنال مصر,الإثنين 26/سبتمبر/2016,كتب:أسماء حامد
  3. ^ "الملازم ابتسامات.. أول ضابط بالجيش المصري منذ 66عاماً في حوار لـ«مبتدا»",بوابة مبتدا الإلكترونيه, 2013-10-03 Archived 2016-11-21 at the Wayback Machine
  4. ^ أ ب "بالصور.. 7 معلومات عن أول ضابطة في الجيش المصري.. قامت بإسعاف مصابي حرب فلسطين.. طلبت حمل السلاح للمشاركة في المعركة.. كرمها الملك فاروق ومنحها «ساعه ذهبية».. شاركت في 48 عمل تطوعي بالقوات المسلحة ",جريدة صوت الأمة, الأربعاء 17/أغسطس/2016 Archived 2016-11-21 at the Wayback Machine
  5. ^ أ ب "أول سيدة في الجيش المصري",جريدة العالم الحر,27/07/2015,كتب – إبراهيم خليل إبراهيم Archived 2016-12-26 at the Wayback Machine
  6. ^ "أول ضابطة فى الجيش المصرى تكشف الأسرار الخفية لاعتقال رئيس مصر",موقع مصرس,نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 27 - 10 - 2012 Archived 2016-11-21 at the Wayback Machine
  7. ^ "بالصور.. 7 معلومات عن أول ضابطة في الجيش المصري.. قامت بإسعاف مصابي حرب فلسطين.. طلبت حمل السلاح للمشاركة في المعركة.. كرمها الملك فاروق ومنحها «ساعه ذهبية». شاركت في 48 عمل تطوعي بالقوات المسلحة "، جريدة صوت الأمة، الأربعاء 17/أغسطس/2016 Archived 2016-11-21 at the Wayback Machine
  8. ^ لملازم ابتسامات. أول ضابط بالجيش المصري منذ 66عاماً في حوار لـ«مبتدا»",موقع مبتدا الإلكتروني,2013-10-03 Archived 2016-11-21 at the Wayback Machine
  9. ^ "ابتسامات محمد عبد الله حفيدة السلطان فضل النور: حقيبة أسرار ثورة يوليو كانت محفوظة في منزلي". جريدة القدس العربي. 2015-08-11. Retrieved 2020-01-25.
  10. ^ "المجلس القومى للمرأة ينعى أول سيدة ضابط بالجيش المصرى". youm7. 2024-07-29. Retrieved 2024-07-30.