أيوب ثابت

Ayoub Tabet
أيوب تابت
أيوب ثابت.jpg
رئيس وزراء الانتداب الفرنسي على لبنان
في المنصب
30 يناير 1936 – 5 يناير 1937
سبقه شارل دباس
خلفه خير الدين الأهدب
رئيس لبنان (قائم بأعماله)
في المنصب
18 مارس 1943 – 22 يوليو 1943 (مؤقت)
سبقه ألفريد نقاش
خلفه پترو طراد
رئيس وزراء الانتداب الفرنسي على لبنان (مؤقت)
في المنصب
22 مارس 1943 – 21 يوليو 1943 (Acting)
سبقه سامي الصلح
خلفه پترو طراد
تفاصيل شخصية
الدين مسيحي ماروني

أيوب ثابت (1884 - 1951) من بحمدون المحطة في جبل لبنان. تولى رئاسة الجمهورية خلال فترة الانتداب الفرنسي من 19 مارس 1943 إلى 21 يوليو 1943. كما تولى رئاسة الوزراء من 30 يناير 1936 إلى 5 يناير 1937. بقي عازباً، وكان يؤثر العزلة ويصطاف في بحمدون بعيداً عن الناس.

وكان من الذين اشتركوا في المؤتمر العربي الأول في باريس (حزيران 1913). وثائق الجمعية الإصلاحية في بيروت تقول إن الدكتور أيوب أفندي ثابت انتُخب كاتم السر للجمعية (أي أمين السر)، وكان من أعضائها الشيخ الشهيد أحمد حسين طبارة، سليم علي سلام، محمد إبراهيم طبارة، كامل الصلح، أحمد مختار بيهم، رزق الله قرقش، جان تويني، ألبير سرسق، محمد الفاخوري، بترو طراد، يوسف الهاني، وغيرهم. وكانت جريدة «المفيد» للشهيد عبد الباسط العريسي تُعنى بإبراز أخبار هذه الجمعية تحت باب اسمه «حوادث البلد».

مع اندلاع الحرب العالمية الأولى هرب ثابت خوفاً من بطش الأتراك وذهب إلى فرنسا، ومنها إلى نيويورك حيث اندفع يهاجم الحكم التركي في العالم العربي. في أثناء إقامته هناك جمع الأموال والتبرعات مع الأديب جبران خليل جبران لدعم المقاومة اللبنانية ـ السورية للحكم العثماني.

«لم يكن أيوب ثابت أول حاكم لبناني يعشق الشعر ويكتبه.. سبقه الأمير فخر الدين المعني الثاني والأمير بشير الشهابي، وكذلك نعوم لبكي وكان رئيسا للمجلس التمثيلي الأول».

في أميركا أسس الدكتور أيوب ثابت مع العديد من المهاجرين «رابطة سوريا ـ جبل لبنان للتحرير»، وانتخب رئيساً لها، وكان بين اعضائها: جبران خليل جبران، أمين الريحاني وميخائيل نعيمه.. هدفها تحرير سوريا من الحكم العثماني والتمتع بكيان مستقل في جبل لبنان، في إطار حدوده القديمة، تحت الحماية الفرنسية... وفي هذه المرحلة اضطر إلى رهن ساعته الذهبية غير مرة في نيويورك لسد الرمق ولإرسال برقيات إلى رؤساء عديدين لإسماع صوت لبنان.


ولما انتهت الحرب عاد أيوب ثابت مع أول العائدين إلى بيروت، ونشط مع «رابطة الطوائف المسيحية» في المطالبة بالانتداب الفرنسي على لبنان وسوريا. ثم انتخب نائباً عن الأقليات في بيروت. واشتهر ثابت في الحكم بصلابته في اتخاذ قرارات اجتماعية وسلوكية لم يحد عنها رغم معارضتها من الناس. فقد حارب زمور السيارات فمنع التزمير منعاً باتاً. ومن عاداته تشديده على الموظفين بضبط مواعيد الدوام، ومعاقبته من يخالف التعليمات بشدة. كما منع شرب القهوة في الدوائر الرسمية حتى ضج النواب والوزراء والمديـرون وكبار الموظفين. ولما استقال من الوزارة أعادوا شرب القهوة إلى سابق عهده.

وقضى أيوب ثابت حياة برلمانية صاخبة. فما تمت مداورة على الحكومة في رئاسة شارل دباس الأولى إلا كانت له فيها اليد الكبرى بالاتفاق مع صديقه اللدود إميل إده. ولم تعرف وزارة من وزارات عهد الانتداب الضجات التي كانت تثيرها وزارات أيوب ثابت. فهو عنيف مقدام صريح في صداقاته وتعصبه وخصوماته، نزيه الكف، وفيّ العهد.

وفي 19 آذار 1943 تولى أيوب ثابت رئاسة الدولة ووزعت الوزارات على معاونيه الوزيرين المير خالد شهاب وجواد بولس. ورأى الناس أن عهداً جديداً قد يأتي بالخير على لبنان. لكن هذا الأمل المشروع لم يتحقق، إذ إن الرئيس ثابت أدخل تعديلاً خطيراً في قانون الانتخابات رأت فيه الطوائف الإسلامية مساً بحقوقها، إذ إن التعديل قد اعتمد على إحصاء جميع المغتربين في توزيع المقاعد، فنال المسيحيون سبعة مقاعد فوق المقاعد التي نالها المسلمون.

ويتذكر لويس غصن الطبيب الذي أصبح رئيس بلدية بحمدون لسنوات طويلة يوم أوكل إليه اطباء متابعة ومراقبة الرئيس أيوب تابت:" هل يعقل أن أيوب تابت الذي كان رئيساً للجمهورية يواجه المرض في آخر أيامه، ويضطر إلى بيع بيته في محطة بحمدون ليفي الديون المتراكمة عليه، وباع منزله بسعر رخيص جدا، وقال لي: منيح اللي بعت بيتي لأنني لو لم أوفِي الدين ماذا كانت حالتي لو مرضت وأنا مديون، أيوب تابت الذي كان رئيس جمهورية لبنان، أين نجد مثل هذا الإنسان؟"

يقول المؤرخ جواد بولس عن أيوب ثابت: كان رجلاً مستقيما إلى أبعد الحدود، صاحي الضمير المهني حتى الفناء فيه، وفي أيامه كانت الدوائر الرسمية بدوامين... وقد منع شرب القهوة والأكل ضمن الدوام الرسمي وفرض ضريبة على رمي النفايات في الشوارع...

على ان تاريخه لم يمنعه من السعي المتواصل لإيصال أكثرية مسيحية في البرلمان من خلال إعطاء حق الاقتراع للمغتربين الذين كانوا بأكثريتهم مسيحيين... وفي 17/6/1943 وكرئيس للجمهورية أصدر مرسوماً تشريعياً وزع فيه عدد النواب: بيروت 8، جبل لبنان 19، الشمال 10، البقاع 7 والجنوب 7... ومع ذلك فقد كان أول لبناني طالب بأن تكتب في هويته «لا طائفي».

بعد انتهاء تكليفه بالرئاسة، عاد إلى ضيعته بحمدون، ونصب خيمة في كرم له في منطقة أسماها «الودي» وانصرف إلى كتابة الشعر الزجلي بالعامية... علما بأنه أنجز أول كتاب له 1908 «عبره وذكرى» وأهداه إلى الدكتور حنا توفيق بك نائب ادرنه بتقديم جاء فيه: مولاي، ألفيتك من بين نواب الأمة أقربهم إلى قلبي»....

وكان في صدر شبابه قد نشر كتابات في «المقطم» المصرية و«الأحوال» و«الوطن» في بيروت... وبين قصائده الأولى واحدة مطلعها:

«خلق الناس في الحقوق سواء/ فتقوى قوم وسادوا البقية/ زعموا ان الملك آتٍ اليهم/ بدءَ بدءٍ من سلطة علوية».

أما في الزجل فلقد سبق أيوب ثابت بمشواره في «الودي» صدور كتاب «العندليب» لعبد الله غانم، ثم رواية «محسن الهزان» للشاعر الكبير رشيد نخله... ويقول بولس سلامه، نقلا عن امين نخله، ان «المساجلات بين الأمير والرئيس كانت تحفة الارتجال في ساحات الصفاء».

يمكن التوقف أمام ملاحظة ان المرأة قد بقيت بعيدة كل البعد عن شعر ايوب ثابت كما عن حياته... فهو لم يتزوج، وكان يعيش ـ حتى وهو رئيس ـ مع شقيقته التي كانت تتولى الاهتمام بالبيت وضيوفه... علما انه عاش حياة تقشف تتجاوز أي تقدير.

أما «الودي» فهي قصيدة زجلية طويلة، فريدة في صياغتها وفي مضمونها.. وقد حمّلها ذكريات ماضيه وروح القرية اللبنانية القديمة... وأسس لمرحلة جديدة في تطور الزجل اللبناني».

من مآثر قوله مخاطبته لنواب الأمة:

«عليكم ان تريقوا دماءكم في الدفاع عن الدستور.

«عليكم ان تراقبوا الحكومة وتنتقدوا أعمالها، ولكن لا تقلقوها».

وبين أفضل ما كتبه في جريدة «المفيد» منتصراً لعبد الغني العريسي والشيخ مصطفى الغلاييني في معركتهما من أجل حرية الكلمة: «ومهما يكن، فليفاخر صاحب «المفيد» والشيخ الغلاييني في انهما أول من وقف في بيروت، وفي السلطنة (على ما نعلم) أمام الحاكم للدفاع عن حرية الصحافة».

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الهامش

سبقه
ألفرد نقاش
رئيس لبنان
(مؤقت)

مارس 1943-يوليو 1943
تبعه
پترو طراد