أخبار:اغتيال إسماعيل هنية في طهران

في 31 يوليو 2024، أُغتيل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة الإيرانية طهران.


عملية الاغتيال

أفادت وسائل إعلام تابعة لحماس أن عملية الاغتيال تمت بصاروخ موجه نحو جسده مباشرة. وحسبما ذكر الحرس الثوري في بيان، فإن هنية قُتل مع أحد حراسه الشخصيين، وهو ما أكدته وكالة الأنباء الإيرانية التي قالت إن "هنية قضى وأحد حراسه إثر استهداف مقر إقامته في طهران". وقالت وكالة الأنباء الإيرانية، إن "اغتيال هنية وقع حوالي الثانية صباحا بتوقيت طهران"، مشيرة إلى أنه "كان يقيم في مقر خاص لقدامى المحاربين" في العاصمة الإيرانية. وأضافت: "مقر هنية استهدف بقذيفة أطلقت من الجو. يتم إجراء المزيد من التحقيقات لمعرفة ملابسات هذه العملية الإرهابية مثل الموقع الذي أطلقت منه القذيفة". وقالت وكالة أنباء فارس الإيرانية إنه "تم استهداف مقر إقامة هنية في منطقة تقع شمالي طهران". وذكرت وسائل إعلام مقربة من طهران، أن الصاروخ الذي قتل هنية أطلق من خارج إيران.[1]

المبنى الذي اغتيل فيه اسماعيل هنية.
المبنى الذي اغتيل فيه اسماعيل هنية.

من الفاعل؟

قالت حماس في بيان إن هنية "قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، في مسكن للمحاربين القدامى في منطقة شمال طهران، لكن الموقع الدقيق غير معروف،[2] وذلك بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان". وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية أيضا أن "التحقيق جار في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وسيتم الإعلان عن النتائج قريباً". واعتبر عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق أن "اغتيال هنية عمل جبان ولن يمر سدى".

ضربات لمحور المقاومة

إسماعيل هنية وعلي خامنئي في طهران، 30 يوليو 2024.

جاءت عملية اغتيال هنية في طهران، بعد اثنتي عشرة ساعة فقط، من غارة نفذتها مسيرة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، وأعلن الجيش الإسرائيلي، مسؤوليته عنها وقال إنها استهدفت القيادي البارز في حزب الله، فؤاد شكر، المساعد الأقرب لأمين عام حزب الله حسن نصر الله. وتتضارب التصريحات بشأن مصير فؤاد شكر بين إسرائيل وحزب الله، ففي الوقت الذي أكد فيه الجيش الإسرائيلي مقتل شكر، واسمه العسكري محسن شكر، وقال إنه كان "اليد اليمنى" لحسن نصر الله، ورئيس المنظومة الاستراتيجية للتنظيم. أكد حزب الله في بيان، الأربعاء، استهداف ، فؤاد شكر، في الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية، وأعلن أن مصيره ما زال مجهولا، مؤكدا أنه كان متواجدا وقت الضربة في المبنى المستهدف.‏ وقال حزب الله "تعمل فرق الدفاع المدني منذ وقوع الحادثة على رفع الأنقاض بشكل حثيث ولكن ببطء نظراً لوضعية ‏الطبقات المدمرة، وما زلنا حتى الآن بانتظار النتيجة التي سيصل إليها المعنيون في هذه العملية" فيما ‏يتعلق بمصير شكر.[3]

ويطرح توقيت ومكان اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، علامات استفهام كثيرة، إذ أنه يأتي في خضم محادثات متسارعة، لاتمام صفقة لوقف الحرب في غزة، وتبادل الرهائن بين إسرائيل وحركة حماس، ومن المؤكد أنه سيؤدي إلى آثار سلبية على تقدم تلك المحادثات، وربما إلى حدوث انتكاسة لها. في الوقت نفسه فإن اختيار إسرائيل لطهران، مسرحاً لتنفيذ عملية الاغتيال يحمل رسائل متعددة، سواء لطهران، أو لمحور المقاومة المتحالف معها، في المنطقة العربية، مفادها أن إسرائيل، قادرة على الوصول إلى قلب الدولة، التي تمثل المظلة التي يلتئم تحتها محور المقاومة، كما أن المكان يطرح تساؤلات، تتعلق بالشأن الأمني وماهي الوسيلة التي مكنت إسرائيل، من الوصول إلى هنية على بعد آلاف الكيلومترات.

ردود الفعل

منذ اغتيال اسماعيل هنية في طهران تتوالى ردود الفعل المنددة، من أطراف فلسطينية وعربية، فقد عم الإضراب العام شوارع الضفة الغربية المحتلة، ردا على اغتيال هنية، وجاء الإضراب استجابة لدعوات القوى والفصائل السياسية، والنقابات ومؤسسات أهلية، وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد وصف اغتيال هنية بأنه "عمل جبان وتطور خطير" في المنطقة.

  • إيران: في طهران حيث جرى اغتيال هنية، اعتبر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في محل إقامته شمال طهران فجر اليوم، مهد الطريق لعقوبة قاسية ستتعرض لها إسرائيل. وقال خامنئي في بيان تعزية، بشأن اغتيال هنية "إن النظام الصهيوني المجرم والإرهابي بهذا العمل مهد الطريق لعقوبة قاسية عليه، ونرى أن من واجبنا أن نرد على من نفذ الاغتيال وتعدى على سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأن الجريمة وقعت على أراضينا"
  • تركيا: وفي تركيا عبرت الخارجية التركية، عن إدانتها لاغتيال هنية، ووصفت ما جرى في طهران بأنها "عملية اغتيال دنيئة" تهدف إلى "مد نطاق الحرب من غزة إلى المستوى الإقليمي"، وتبين أن "حكومة نتنياهو ليس لديها نية لتحقيق السلام".
  • روسيا: وفي روسيا اعتبرت الخارجية الروسية أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس "جريمة سياسة غير مقبولة على الإطلاق وستؤدي إلى مزيد من التصعيد في التوترات".وقال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن مقتل هنية هو "جريمة سياسية غير مقبولة على الإطلاق". فيما أضاف لوكالة الإعلام الروسية: "هذه جريمة قتل سياسية غير مقبولة على الإطلاق، وستؤدي إلى مزيد من التصعيد في التوترات"، منوها أن قتل هنية "ستكون له تداعيات سلبية على محادثات وقف إطلاق النار في غزة. وجرت العادة أن تندد روسيا التي تملك علاقات مع الدول العربية وإيران و"حماس" وإسرائيل، بالعنف في المنطقة، وتتهم غالبا الولايات المتحدة بتجاهل ضرورة وجود دولة فلسطينية مستقلة.
  • الصين: من جانبها أدانت الصين، اغتيال إسماعيل هنية، محذرة من احتمال أن يؤدي ذلك إلى "مزيد من عدم الاستقرار في الوضع الإقليمي". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جيان "نشعر بقلق بالغ بشأن الحادثة ونعارض وندين بشدة الاغتيال".
  • حزب الله: حزب الله اللبناني إن "استشهاد هنية سيزيد المقاومين في كل ساحات المقاومة إصرارا وعنادا على مواصلة طريق الجهاد" ووصف الحزب هنية بأنه من قادة المقاومة الكبار الذين وقفوا بشجاعة" أمام مشروع الهيمنة الأميركي والاحتلال الصهيوني."
  • اليمن: أما جماعة الحوثيين في اليمن فقد وصفت اغتيال هنية بأنه " جريمة إرهابية شنعاء وانتهاك صارخ للقانون الدولي." وأشارت إلى أن اغتياله يمثل خسارة فادحة للأمة في مرحلة مفصلية من المواجهة مع إسرائيل.
  • قطر: وفي الدوحة وصفت وزارة الخارجية القطرية مقتل إسماعيل هنية بطهران الأربعاء ب"الجريمة الشنيعة".وأضافت في البيان الذي نشرته صباح الأربعاء: " تدين دولة قطر بأشد العبارات اغتيال الدكتور إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين (حماس) في العاصمة الإيرانية طهران، وتعتبره جريمة شنيعة وتصعيدا خطيرا وانتهاكا سافرا للقانون الدولي والإنساني".
  • الأردن: وفي الأردن قالت الخارجية الأردنية إن "اغتيال إسرائيل لهنية خرق للقوانين الدولية وجريمة تصعيدية ستدفع إلى مزيد من التوتر والفوضى بالمنطقة".

انظر أيضاً

مرئيات

إسماعيل هنية يلتقي المرشد الأعلى علي خامنئي في طهران، قبيل اغتيال هنية، يوليو 2024.

المصادر

  1. ^ "تفاصيل جديدة.. كيف تم اغتيال هنية في طهران؟". سكاي نيوز عربية. 2024-07-31. Retrieved 2024-07-31.
  2. ^ "علامات استفهام تلف مقتل إسماعيل هنية.. إليكم ما لا نعلمه". سي إن إن. 2024-07-31. Retrieved 2024-07-31.
  3. ^ "ما التداعيات التي ستترتب على اغتيال إسماعيل هنية؟". بي بي سي. 2024-07-31. Retrieved 2024-07-31.