رمسيس ويصا واصف
رمسيس ويصا واصف | |
---|---|
وُلِدَ | رمسيس ويصا واصف 9 نوفمبر 1911 |
توفي | 1974 (63 سنة) |
الجنسية | مصري |
المهنة | معماري |
اللقب | رائد العمارة القبطية |
الشريك | ويصا واصف باشا |
الديانة | قبطي |
رمسيس ويصا واصف (و. 9 نوفمبر 1911 - ت. 1974)، هو فنان ومهندس معماري مصري اشتهر بأبو العمارة القبطية في مصر. لُقب بأبو العمارة والنسيج القبطي، وأصبح شبه متخصص في عمارة الكنائس حيث قام بتصميم الكثير من الكنائس والأديرة في مصر، بالإضافة لمتحف محمود مختار، وعدد من بنايات وسط القاهرة، تفرغ بعد ذلك لإحياء صناعة النسيج القبطية، وأنشأ مدارس وورشات عمل في المنصورية والحرانية وغيرها.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
سيرته
وُلد رمسيس في 9 نوفمبر 1911، وهو ابن المحامي والسياسي الوفدي الشهير ويصا واصف باشا، والذى كان له مواقفه الداعمة للحركة الفنية وخصوصاً مواقفه مع المثال محمود مختار وجيله من رواد الفن الذى كان موضع إعجاب كبير لدى رمسيس الصغير الذى أظهر بوادر غير عادية لموهبته الفنية، خصوصاً النحت، وكان حلمه أن يصبح نحاتاً، ولكن والده أقنعه أن يدرس العمارة بدلاً من النحت وأصبح معروفاً بين عائلته باسم الفنان وكان له أربع أخوات هما إيزيس وسيريس وأوزوريس وأرويس فجميع أسمائهم مصرية.[1]
كما شغل الأب ويصا واصف منصب وكيل مجلس النواب في عهد سعد زغلول، وشغل رئيساً لمجلس النواب في عهد مصطفى النحاس ومن أهم مواقفه الوطنية يونيو سنة 1930 ما حدث أثناء الخلاف الدستورى بين الملك فؤاد ومصطفى النحاس باشا، حيث أقال الملك حكومة النحاس الوفدية، وأصدر قراراً بتعطيل البرلمان وتأجيل انعقاده، وأمر بإغلاق البرلمان بالسلاسل وإطلاق النار على المتظاهرين، وجاء النحاس ومعه النواب واخترق الحصار حول البرلمان وتقدم ويصا واصف الصفوف بصفته رئيساً للبرلمان وأمر بتحطيم السلاسل وفتح الأبواب وعقد جلسة البرلمان كالمعتاد، وعليه أصدر إسماعيل صدقي رئيس الوزراء مرسوماً بحل المجلس ليجرى انتخابات لا يكون للوفد فيها أغلبية، ويعود ويصا واصف للمحاماة، ليقف أمام المحاكم المختلطة يدافع عن المظلومين والثوار، وفى 27 مايو سنة 1931 ودع الشعب جثمان ويصا واصف وترددت شائعات فى ذلك الوقت أن الملك فؤاد كان وراء موته مسموماً لمواقفه الوطنية ضده وضد الإنجليز.
حصل رمسيس على البكالوريا عام 1928 من مدرسة الليسيه الفرنسية ثم سافر إلى فرنسا لدراسة الهندسة وهناك حصل على دبلوم العمارة من مدرسة الفنون الجميلة في باريس عام 1935 ثم دبلوم النحت من أكاديمية جوليان في نفس العام ثم عاد للقاهرة عام 1936 حيث عين مدرساً فى كلية الفنون الجميلة التي ترأس فيها قسم العمارة منذ 1965 وحتى 1969 عندما استقال للتفرغ لمشروعه الثقافي الخاص.
مسيرته الفنية
لُقب بأبو العمارة والنسيج القبطي، وأصبح شبه متخصص في عمارة الكنائس حيث قام بتصميم الكثير من الكنائس والأديرة في مصر، كما شارك المهندس الفرنسي ڤيكتور إيرلانجيه في تصميم وبناء مدرسة ليسيه الحرية في باب اللوق، التي كان مقرها التاريخي الحالي جزءاً من حديقة سراي أحمد باشا خيري (سراي جاناكليس أو الجامعة الأمريكية حالياً) بعد أن تنقلت بين عدة مقار في الأزبكية وشارع مظلوم كما صمم متحف مختار وعدد من بنايات وسط القاهرة وبخاصة في شارع عماد الدين، ثم أصبح شبه متفرغ لعالم النسيج ومدارسه ومتاحفه في المنصورية والحرانية وغيرها.
كان رمسيس فنان قبطي مسكون بالعشق للفنون والعمارة القبطية وقد عمل على إحيائها، تأثر بنماذجها الأثرية الرائعة فى أديرة وادي النطرون وأديرة أخميم ونقادة، في تصميماته للكنائس التي بناها وهي:
- الكنيسة المشيخية 1940
- كنيسة العذراء والقديس يوسف بسموحة 1952
- دير كاثوليكي بالفجالة 1958
- دير الآباء الدومنيكان بالعباسية 1959
- كنسية السيدة العذراء بالزمالك 1960
- بطريركية الأقباط الكاثوليك بمصر القديمة 1962
- مطرانية الجيزة بشارع مراد
- كنيسة مارجرجس بطرة
- كنيسة القديس مارجرجس بأبي قير بالإسكندرية
الفن القبطي
وقد تأثر بالعمارة القبطية في الكثير من الأبنية الأخرى التى صممها كالمدارس والمنازل والفيلات، كما أدخل في تشطيباتها النوافذ الجبسية والزجاج المعشق الملون. قام بتدريس العمارة القبطية والفن القبطي بمعهد الدراسات القبطية بالعباسية. وقام بالعمل مع المعماري حسن فتحي في بناء قرية القرنة بالأقصر. وصمم متحف الفنان محمود مختار بالجزيرة وبيت الطلبة بجامعة فاروق الأول والكثير من المشروعات الأخرى.
اهتم كذلك بالنسيج القبطي اليدوي الرائع والذي كانت له شهرة عالمية قديماً ويعتبر رائد في إحيائه هو الآخر من خلال مركزه بقرية الحرانية، في البداية حاول تعليمه لصناع السجاد والكليم اليدوى لكنهم لم يتسطيعوا تغيير ما اعتادوه طيلة عمرهم من أشكال محفوظة يكررونها فقط بدون إبداع، وجد أنه من الأفضل أن يبدأ مع أطفال يعلمهم منذ البداية الاسس دون ان تفسد الصنعة فطرتهم .
الخطوة الأولى جائت لرمسيس على طبق من ذهب، حيث طلب منه بناء مدرسة في مصر القديمة، فصممها على الطراز القبطي القديم لتتماشى مع طبيعة المكان، ثم تطوع للعمل مدرس تربية فنية بالمدرسة حيث وجد فرصة لتعليم الأطفال صناعة النسيج بعد اليوم الدراسي، فوافقت ادارة المدرسة على ذلك لاعتقادهم أنه سيقدم دخل إضافي للمدرسة، لكن رمسيس بعد أربع سنوات أصبح عبئًا على المدرسة فلم يكن المال هدفه، فتركها وأخذ معه بعض الأطفال الملتزمين بحضور التدريب كانوا ثلاثة أطفال هم: فايق نقولا، ومريم هرمينا، وفتنة فكري، وفكر بعد ذلك بمكان يستطيع أن يحقق فيه فكرته كتجربة كاملة، وبالفعل ذهب بهم إلى جراج منزل أسرته بالجيزة ثم قام ببناء حجرة فوق سطح المنزل، ووضع بها عددا من الأنوال ليأتوا له للعمل معه ولكن بعد ذلك كبر هؤلاء الأطفال وأصبحوا شبابا وشابات ومن هنا فكر فى ميلاد تجربة الحرانية التى أراد من خلالها مكانا لاستقرارهم.
الحرانية
أسس رمسيس بيت الفن في الحرانية عام 1955 وأقام معارض "السجاد للحائط " من إنتاج هذا البيت في القاهرة والإسكندرية ومختلف دول أوروپا. كانت الحرانية قرية صغيرة بالجيزة أعجب بهدوئها وطبيعتها وفى عام 1952 اشترى ارضاً وأنشأ مركزه للفنون فيها بمعاونة أخو زوجته المهندس بديع حبيب جورجى، صمم مبانى المركز على الطراز القبطى الذى يدعم التهوية الطبيعية والاستفادة من ضوء النهار وهناك كل شئ يتم بالاساليب القديمة فالنسج يتم يدوياً على الانوال الخشبية وحتى الخيوط المستخدمة فى النسيج يتم صبغها فى المركز بالاصباغ الطبيعة المستخرجة من النباتات التى يتم زرعتها فى ارض المركز بعد جلب الفنان رمسيس بذورها من فرنسا وسويسرا وهى نباتات الفوه التى تعطى اللون البرتقالى والأصفر اسمها ريزدن، وحضر النيلة الزرقة التى كانت تأتى من طفلة النيل وانتج منها اللون الأزرق الداكن وهى نفس الاصباغ المستخدمة فى المنسوجات القبطية القديمة.
تلمذ ويصا على يديه عدد من أطفال القرية من ابناء الفلاحين، كان يعلمهم الاساسيات ثم يترك العنان للنساجين الصغار لأبداع ما يحبون من مناظر من بيئتهم ويوجههم فقط لأخراج ما بداخلهم ، وبمرور الوقت يتطور لكل واحد منهم أسلوبه الخاص الذي يميزه فقد كان يقول : كان يقول «كل إنسان بالضرورة داخله طاقة فنية ومسئوليتنا فى المركز أن نساعد على إطلاق هذه المقدرة»
وتقول سوزان إبنته عن ذلك: "النسيج مش سهل زي الرسم أو النحت اللي بيحاكي الطبيعة من خلاله بسهولة، فالنسيج بتبني فتلة فتلة فوق بعضها لخلق لوحة كاملة، وهناك جهد كبير من الطفل حتى يستطيع ترجمة ما في خياله إلى الواقع" كما تقوا أن سر نجاح أبيها مع هؤلاء الأطفال الذين أصبحوا اليوم من كبار فناني النسيج، يكمن في علاقة الصراحة والتفاهم بين المعلم "والدها" والأطفال واحترام الفروق الفردية لتعليمهم، وأن هناك من يحتاج سنوات للتعلم وآخر شهورًا، بجانب عدم الضغط على الطفل وتركه حرًا، ما جعل الطفل يتعلم بسعادة وينضج بخياله وفكره.
ضم المركز فنون يدوية أخرى كالخزف والفخار والباتيك وهو فن تلوين الاقمشة بالشمع الساخن و الاصباغ ،وقد وصلت منتجاته الى جميع ارجاء العالم والشىء المفرح الجميل أن أعمال هؤلاء الأطفال قد طافت معارض فنية عالمية، ونالت العديد من الجوائز مثل جائزة معرض سويسرا عام 1957 «أى بعد سنتين فقط من تأسيس المركز». كان البنائين الاوائل لمركز الحرانية من النوبيين لخبرتهم فى بناء المنازل النوبية الجميلة بالقباب والقبوات ، ثم قام رمسيس ويصا بتعليم الأطفال كيفية أعداد الطوب الطينى وبناء الحوائط، واستطاعوا أن يبنوا بيوتهم. وكانت حظائر الدواجن أول ما شيده هؤلاء الأطفال، وهى موجودة حتى الآن ثم قامت نفس المجموعة ببناء الورش وصالات العرض.
سكن ويصا مركزه فقد بنى لنفسه بيتاً جميلاً فيه. كما بنى مسكن لشقيقته سريس ويصا واصف ومسكن لصديقة منير نصحى والد المهندس أكرام نصحى زوج ابنته سوزان. كذلك يضم المركز بالاضافة للورش وصلات العرض متحف أعمال صديقه الفنان بديع حبيب جورجى والذى بناه عام 1967
أعطى رمسيس ويصا واصف سنة 1972 فرصة لسبعة من حديثى الزواج من الفنانين الحرفيين العاملين بالمركز ولا يملكون مساكن خاصة، أن يمتلكوا الأرض المجاورة للمركز، ليصمموا عليها بيوتهم الخاصة ويبنوها بأيديهم، وطلب رمسيس منهم عمل نموذج من الطين للمسكن، وأعطاهم الحرية الكاملة فى كيفية توزيع تلك المساكن، وربط مجموعة المساكن السبعة بقرية الحرانية بواسطة ممر يحيطه سور تم تنفيذه خصيصاً لضمان التواصل بينهم وبين القرية ومجتمعهم الطبيعي، وتنفتح تلك المساكن على حوش مفتوح مجمع فى وسط المساكن، مع توفير الخصوصية الأسرية لكل مسكن منها فحقق بذلك أرتباطاً قوياً بين الإنسان وبين بيئته وعمله، وقد بلغت التكلفة الإجمالية للمسكن الواحد نحو 2000 جنيه موزعة كالتالى: الثلث للعمالة والثلثين لمواد البناء.
وفاته
توفي رمسيس واصف عام 1974، وورثت زوجت وابنتاه المركز وأكملوا مسيرته وبعد رحيل الأم مازات الابنتان تواصلان الرسالة التربوية والفنية للمركز ورغم المصاعب مازال المركز الذى تلمذ أجيال من الفنانين الفطريين ينتج سحراً وجمالأ.
الزيارات الفنية
سافر في رحلات صيفية الى أوروبا عام 1937 حتى 1958 لزيارة متاحف الفن والتعرف على أخر نظريات العمارة في كل من إيطاليا وبلجيكا وفرنسا وأسبانيا وشمال أفريقيا وسويسرا.
جوائز وتكريمات
يذكر أن رمسيس ويصا قد حصل على جائزة الدولة التشجيعية في فن التصوير عن هذه النوافذ 1960، جائزة الدولة التشجيعية للفنون عام 1961 وبعد رحيله تم تكريم اسمه من خلال جوائز أغاخان الثقافية عام 1983، وينظر لمركزه كتجربة من تجارب التنمية المستدامة الرائدة على مستوى العالم. -
المصادر
- ^ "فى ذكرى ميلاد رائد العمارة والنسيج القبطى". موقع الحق والضلال. 2018-11-29. Retrieved 2020-02-23.