محمد حمدان دقلو
محمد حمدان دقلو | |
---|---|
نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي | |
تولى المنصب 11 نوفمبر 2021 | |
الرئيس | عبد الفتاح البرهان |
سبقه | نفسه |
نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي | |
في المنصب 13 أبريل 2019 – 20 أغسطس 2019 | |
سبقه | كمال عبد المعروف المهدي |
خلـَفه | إلغاء المنصب |
قائد قوات التدخل السريع | |
الرئيس | عبد الفتاح البرهان |
تفاصيل شخصية | |
وُلِد | 1973 |
الخدمة العسكرية | |
الكنية | حميدتي |
الولاء | السودان |
الفرع/الخدمة | السودان |
الرتبة | فريق أول |
المعارك/الحروب | حرب دارفور الانقلاب السوداني 2019 |
فريق أول محمد حمدان دقلو (شهرته حميدتي، مواليد 1976)، هو عسكري سوداني من قبيلة الرزيقات[1] في دارفور، وكان نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في أعقاب الانقلاب السوداني 2019. كان دقلو قائد قوات التدخل السريع، ومؤسس ميليشيات الجنجويد، المتهمة دولياً بارتكاب فظائع أثناء حرب دارفور. في 21 أغسطس 2019، نقل المجلس العسكري الانتقالي السلطة إلى مجلس السيادة العسكري-المدني، الذي أصبح حميدتي عضواً فيه. بموجب المادة 19 من مسودة الدستور السوداني أغسطس 2019، لم يكن حميدتي وأعضاء مجلس السيادة الآخرين مؤهلين لخوض الانتخابات العامة السودانية 2022.
صرح حميدتي لمسؤولي الاتحاد الأفريقي بمسؤوليته المشتركة في تنفيذ مذبحة والاغتصاب في العدوة في جنوب دارفور في 23 نوفمبر 2004.[2] منذ 2013 تولى حميدتي قيادة قوات الدعم السريع، التي تعتبر، بحسب هيومان رايتس وواتش والبروفسور إريك ريفز، مسئولة عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك عمليات القتل الممنهجة ضد المديين والاغتصاب، في دارفور عامي 2014 و2015. يزعم أن قوات الدعم السريع مسئولة بشكل أساسي عن مذبحة الخرطوم 3 يونيو2019 في الوقت الذي كان حميدتي قائداً لها. استخدمت حميدتي قوات الدعم السريع للسيطرة على عمليات تنجيم الذهب في 2017.
عام 2019 كان حميدتي من بين أغنى الأشخاص في السودان من خلال شركته الجونيد، التي تمتلك مجموعة واسعة من المصالح التجارية بما في ذلك الاستثمار والتعدين والنقل وتأجير السيارات والحديد والصلب. في أوائل يوليو 2019، اعتبر حميدتي أقوى شخص في السودان.[3] وقع حميدتي، نيابة عن المجلس العسكري الانتقالي، اتفاقًا سياسيًا في 17 يوليو 2019 ومسودة الإعلان الدستوري في 4 أغسطس 2019، برفقة أحمد ربيع نيابة عن قوى الحرية والتغيير، كخطوة أساسية في عملية الانتقال السوداني للديمقراطية. في سبتمبر 2019، ساعد حميدتي في التفاوض على اتفاق سلام بين الجماعات المتنازعة في بورتسودان.
شارك حميدتي في الانقلاب السوداني 2021 لكنه ينكر صلته به منذ ذلك الحين. في فبراير 2023 وصفه بأنه "خطأ". وجاءت التعليقات في إطار الخلاف المتزايد بينه وبين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.[4][5]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
السنوات المبكرة والنشأة
وُلد محمد حمدان دقلو عام 1973[6] [7] [8] ينحدر حميدتي من فخذ أولاد منصور في قبيلة المهرية،[6] التي تعتبر بدورها جزءاً من قبيلة الرزيقات التي تعمل في رعي الإبل.[9] الرزيقات قبيلة عربية بدوية وتعد من أكبر القبائل العربية المنتشرة في السودان وخاصة في إقليمي دارفور وكردفان. عمه هو جمعة دقلو أحد زعماء قبيلة الرزيقات أصله من تشاد.[6] التحق حميدتي بالمدرسة الابتدائية وتركها وهو في الصف الثالث (عام 1991، في عمر الخامسة عشر)[8] ولم يكمل تعليمه[10]. انتقل إلى شمال دارفور ثم استقر في جنوب دارفور عام 1987[6] وبدأ في مرحلة مبكرة من شبابه بممارسة تجارة الإبل والقماش وحماية القوافل حتى أصبح حميدتي معروفًا بقيادة مجموعة صغيرة لتأمين القوافل وردع قطاع الطرق واللصوص.[8][10]
تنقل من معقله في دارفور بين تشاد وليبيا ومصر بائعاً للإبل وحامياً للقوافل إلى أن كوّن ثروة كبيرة وأقام مليشيا مسلحة لفتت انتباه صناع القرار في السودان، خاصة مع سعي الحكومة إلى ضم القبائل لتحالفها مع الجنجويد لمواجهة التمرد في دارفور.
بحسب ألكس دي وال من جامعة تفتس، فإن النخبة السياسية في الخرطوم كانت متحيزة ضد حميدتي لكونه دارفوري ولعدم استكماله التعليم. ويقول دي وال: "نخب الخرطوم متفقة على أن [حميدتي] لا يمكن أن يكون حاكماً للسودان، لأنه كدارفوري غير متعلم هو من الطبقة الخطأ وفي المكان الخطأ، ويفتقر إلى المؤهلات الدراسية والتدريبية".[11]
مؤسس الجنجويد وقائد الدعم السريع
أسس حميدي مليشيات الجنجويد أصبح قائداً لها أثناء حرب دارفور التي بدأت عام 2003[8] وأميراً لحرس الحدود في العام نفسه.[6] تشكلت قوات الدعم السريع عام 2012 بقيادة حميدتي، من مجموعات مقاتلي الجنجويد السابقين، وعدد من قادتها وأنصارها (أحمد هارون، علي كوشيب، عبد الرحيم محمد حسين، بالإضافة إلى البشير) اتهمتهم المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب.[8][12]
زعم رسام الكاريكاتير السياسي السوداني خالد البيه أن الجنود بقيادة حميدتي "ارتكبوا جرائم حرب لا حصر لها" أثناء الحرب.[13] زعم دبلوماسي غربي أجرى مقابلة مع موقع "ذا ناشيونال" أن حميدتي يهدف إلى "النأي بنفسه" عن جرائم الحرب التي ارتكبت أثناء الحرب.[7] صرحت نعمت أحمدي، مؤسسة مجموعة العمل النسائي في دارفور ، أن حميدتي اشتهر أثناء الحرب في دارفور "بسبب الأشخاص الذين قتلهم، وعدد القرى التي دمرها، وكثرة النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب".[14]
قدر الباحث السوداني إريك ريفز أنه "من المحتمل" أن يكون حميدتي "قد أراق المزيد من الدماء السودانية أثناء نزاع دارفور ونزاع جنوب كردفان - وكذلك في الخرطوم وأماكن أخرى - أكثر من أي رجل آخر في البلاد "وأن إدارة حميدتي للحرب كانت" عن طريق ارتكاب جرائم فظيعة متسلسلة، بما في ذلك الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية".[15]
مذبحة العدوة 2004
كان حميدتي قائد إحدى مليشيات الرزيقات التي قتلت 126 قروياً في العدوة بجنوب دارفور في هجوم ممنهج بدأ الساعة السادسة صباح 23 نوفمبر 2004. أحرقت المليشيات جميع المنازل، وأحرقت بعض الجثث وألقت أخرى في الآبار لإخفاء الأدلة على المجزرة. أطلقت الميليشيات النار على القرويين الذكور فوراً، واغتصبت الفتيات الصغيرات واعتقلت النساء لمدة يومين. صرح حميدتي لمسؤولي الاتحاد الأفريقي أن المجزرة تم التخطيط لها بالتنسيق مع جنود الحكومة على مدى عدة أشهر".[2]
الجرائم ضد الإنسانية في دارفور 2014–2015
عام 2014، نفذت قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي "عملية الصيف الحاسم" في جنوب دارفور وشمال دارفور من أواخر فبراير حتى أوائل مايو 2014، نفذت خلالها "عمليات قتل واغتصاب جماعي وتعذيب للمدنيين وتهجير قسري" لمجتمعات بأكملها؛ بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية المادية اللازمة لاستمرار الحياة في البيئة الصحراوية القاسية بما في ذلك الآبار ومخازن المواد الغذائية والمأوى والأدوات الزراعية". هاجم أفراد قوات الدعم السريع تحت قيادة حميدتي وحرقوا 10 بلدات في جنوب دارفور بشكل متكرر، معظمهم خلال يومين ابتداء من 27 فبراير 2014. أفاد الشهود الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش بقتل مدنيين واغتصاب النساء على يد أفراد قوات الدعم السريع.[16]
كان متمردو جيش تحرير السودان/فصيل ميني ميناوي حاضرين في بعض البلدات لكنهم تركوها وقت ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية التي نفذت تحت قيادة حميدتي. أفاد شهود عيان أن قوات الدعم السريع كانت تطلق الرصاص على رؤوس الرجال بعد إجبارهم على الاستلقاء أرضاً، وكاتنت النساء تغتصب في الأدغال. قال خليل، شاهد من حريقة، إنه رأى حميدتي يدخل الحريقة مع أعضاء آخرين من قوات الدعم السريع في اليوم الذي تعرضت فيه سبع نساء، ذكرهن خليل، للاغتصاب إما في الحريقة أو في عفونة المجاورة. في قرية أم برقرين، فصلت قوات الدعم السريع التي يقودها حميتي الرجال عن الأطفال واغتالت الرجال.[16]
في مارس 2014، انتقلت قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي إلى شمال دارفور واستمرت في تدمير القرى التي كان جيش تحرير السودان/فصيل مناوي غائبًا فيها، وأطلقت النار على المدنيين واغتصبت النساء. في المرحلة الثانية من "عملية الصيف الحاسم" نفذت قوات الدعم السريع، مع جنود حكوميين آخرين، حملة قتل المدنيين واغتصاب النساء في جبل مرة وشرقه في الفترة من ديسمبر 2014 حتىمايو 2015.[16]
قال إبراهيم، منشق عن قوات الدعم السريع، في مقابلة مع هيومن رايتس ووتش، إن حميدتي وضباط آخرين من قوات الدعم السريع أصدروا أوامر "بالإساءة إلى النساء". رأى إبراهيم 11 امرأة تتعرضن للاغتصاب خلال هجوم لقوات الدعم السريع على حجر طونيو واعترف بقتل امرأة حاول اغتصابها.[16]
الانقلاب السوداني 2019
- مقالة مفصلة: الانقلاب السوداني 2019
أصبح حميدتي نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني بعد استخدام قوات الدعم السريع في اعتقال الرئيس السابق عمر البشير أثناء الانقلاب السوداني 2019.[7]
في اليوم التالي للانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس البشير، قال حميدتي في بيان نشر على الصفحة الرسمية لقوات الدعم السريع على فيسبوك السبت عقب إعلان عبد الفتاح البرهان رئيساً للمجلس العسكري :"قررت عدم المشاركة في المجلس العسكري الى حين الاستجابة لمتطلبات الشعب والبدء فيها". وطالب المسؤول العسكري بتشكيل مجلس انتقالي ويكون التمثيل فيه عسكريًا، وحكومة مدنية يتم الاتفاق عليها مع جميع الأحزاب وتجمع المهنيين. ودعا إلى فتح باب الحوار، مع قيادات ورؤساء الأحزاب السياسية وتجمع المهنيين وقادة الشباب وقيادات منظمات المجتمع المدني
وأشار حميدتي إلى ضرورة "وضع برنامج واضح لفترة انتقالية لا تزيد عن ثلاثة إلى ستة شهور، يتم خلالها تنقيح الدستور، وتشكيل محاكم ونيابات عامة لمكافحة الفساد، وتنظيم انتخابات، وفق قانون يتفق عليه".
وفي مساء اليوم نفسه، 13 أبريل 2019، أصدر المجلس العسكري الانتقالي في السودان قراراً بتعيين دقلو نائباً لرئيس المجلس الانتقالي. وأدى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي" القسم نائباً لرئيس المجلس العسكري الانتقالي. كما أدى أعضاء المجلس العسكري الانتقالي الثمانية القسم أمام رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان.[17]
وفي وقت سابق اليوم، أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان إلغاء قانون الطوارئ وحظر التجوال وإطلاق سراح كل المعتقلين والمحكومين على خلفية الاحتجاجات الأخيرة. وقدم البرهان في أول بيان له عقب ساعات من توليه رئاسة المجلس العسكري، تطمينات للمعتصمين في محيط القيادة العامة للجيش بمحاسبة المفسدين واجتثاث النظام القديم.
وتمسك البرهان بمدة الفترة الانتقالية للمجلس العسكري المحددة بعامين تتم خلالها أو في نهايتها إجراءات نقل السلطة لحكومة مدنية يختارها الشعب، موضحا أن واجب المجلس ينحصر خلال هذه الفترة في تأكيد سيادة حكم القانون واستقلال القضاء والنيابة والمحكمة الدستورية وحفظ الأمن.
وأكد الالتزام التام بمحاربة الفساد ومحاسبة كل من أفسد أو ساعد في الإضرار بالاقتصاد أو الحياة الاجتماعية.
وقرر البرهان في سياق آخر إنهاء تكليف ولاة الولايات وتكليف قادة الفرق والمناطق العسكرية بتسيير المهام، كما شدد على الالتزام الصارم بوقف إطلاق النار في كل أرجاء السودان وتجديد الدعوة لحاملي السلاح للجلوس والتحاور للوصول إلى إقرار السلام والتعايش السلمي وفق أسس ومعايير جديدة.
وفي 14 أبريل 2019، صرح دقلو بأن القوات السودانية باقية في حرب اليمن وأن السودان متمسك بالتزامها مع قوات التحالف حتى يحقق التحالف أهدافه.[18]
في 14 أبريل 2019، التقى دقلو بالقائم بأعمال السفارة الأمريكية في الخرطوم، ستيفن كوتسيس، لمناقشة الأوضاع السياسية في السودان، ودور المجلس العسكري الانتقالي وما اتخذه من خطوات للمحافظة على أمن واستقرار السودان.[19] وفي 15 أبريل التقى بكارن بوفن، السفيرة الهولندية لدى السودان، وقدم لها شرحاً للأوضاع والتطورات بالبلاد، وأطلعها على الأسباب التي أدت إلي تشكيل مجلس عسكري انتقالي لهذه المرحلة، وعلى دور المجلس والخطوات والتدابير الي اتخذها للمحافظة علي سلامة وأمن السودان. من جانبها أكدت السفيرة كارن بوفن دعم هولندا للمجلس العسكري الانتقالي حتى يحقق الأمن والاستقرار للسودان وشعبه.[20]
في مايو 2019، كان حميدتي في أول جولاته الدولية الرسمية في السعودية للقاء ولي العهد محمد بن سلمان، التي صرح خلالها: يقف السودان إلى جوار المملكة ضد جميع التهديدات والهجمات من إيران ومليشيا الحوثي".[21] وأشارت الجزيرة الإنجليزية إلى أن حميدتي يعتبر الرئيس الفعلي للمجلس العسكري السوداني وليس عبد الفتاح البرهان.[8] أما ذا ناشونال فقد وصفت حميدتي: "يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه لاعباً سياسياً متمرساً وطموحاً".[7]
بحسب دايلي بيست فإن مذبحة الخرطوم 3 يونيو 2019 التي قُتل فيها 100 متظاهر وأصيب المئات واغتصبت نساء ونهبت منازل، كانت قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي هي المنفذ الأساسي لها.[22] ووصف رسام الكرتون السياسي السوداني خالد البيه حميدتي بأنه يمثل "السودان بحسب رؤية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان،...،.. شاب وشغوف للسلطة... كما هو الحال مع بن سلمان[،] عنيف."[13]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الفترة الانتقالية 2019
مع استمرار الاحتجاجات السودانية 2018-19، وقع حميدتي نيابة عن المجلس العسكري الانتقالي، اتفاقًا سياسيًا في 17 يوليو 2019، مع أحمد ربيع نيابة عن قوى الحرية والتغيير.[23][24] في 4 أغسطس 2019 وقع حميدتي وربيع، نيابة عن المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، إعلانًا دستوريًا لتحديد تفاصيل الترتيبات الانتقالية الغائبة عن الاتفاق السياسي.[25] خطة التدابير الانتقالية لمدة 39 شهرًا بما في ذلك مجلس سيادي يتكون من خمسة مدنيين وخمسة مسؤولين عسكريين وقائد مدني يتم اختياره بالإجماع بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير.[24]
عضو مجلس السيادة
في 21 أغسطس 2019، أصبح حميدتي عضواً في مجلس السيادة السوداني، الذي يضم رئيس الدولة المؤقت وأعضاء آخرين مدنيين وعسكريين.[26] بموجب المادة 19 من مسودة الإعلان الدستوري أغسطس 2019، أصبح حميدتي، والأعضاء الآخرين في مجلس السيادة، غير مؤهلين لخوض الانتخابات الرئاسية السودانية 2022 المقرر عقدها في نهاية الفترة الانتقالية.[27]
في سبتمبر 2019، ساعد حميدتي الجماعات في بورتسودان من شعبي بني عامر والنوبة الذين كانوا في نزاع مسلح في التوصل إلى اتفاق صلح. قبل مراسم التوقيع، قال إنه سيرحل كلتا القبيلتين، إذا لم يتوصلا إلى اتفاق، وبعد التوقيع، اعتذر عن "لغته القاسية السابقة".[28]
قضايا السلام
قاد حميدتي فريق المفاوضات الحكومية مع الحركات المتمردة، في جوبا عاصمة جنوب السودان. وبعد عدة جولات عددة مع قادة هذه الحركات، الذين يثورون على الولاية منذ عام 2003، في ولايات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، تمكنوا من التوصل إلى اتفاق سلام في أكتوبر 2020.[29]
مصالحه التجارية
استخدم حميدتي قوات الدعم السريع للاستيلاء على مناجم الذهب واعتقال زعيم الجنجويد المنافس موسى هلال في نوفمبر 2017، ونتيجة لذلك أصبح حميدتي أكبر تاجر ذهب في السودان عبر شركته الجنيد.[30] وقد منحه ذلك قوة مالية كبيرة في السودان منذ أن شكلت تجارة الذهب أربعين في المائة من الصادرات السودانية عام 2017.[30] الجنيد[31] هي شركة يديرها عبد الرحيم شقيق حميدتي، وهو في الوقت نفسه نائب رئيس قوات الدعم السريع،[32] واثنين من أبناء عبد الرحيم.[31]
عام 2009 كان حميدتي عضواً في مجلس إدارة الجنيد.[31] بحلول 2019، توسعت أعمال الجنيد لتشمل الاستثمار والتعدين واللنقل وتأجير السيارات والحديد والصلب. في أبريل 2019 وصف ألكس دي وال حميدتي "كواحد من أغنى الرجال في السودان ... وسط شبكة من المحسوبية والصفقات الأمنية السرية والمكافآت السياسية".[30]
علاقاته
الإمارات العربية المتحدة
في أوائل 2020 عقد حميدتي اتفاقاً مع الحكومة الإماراتية بإرسال خمسة آلاف من جنود الدعم السريع إلى دولة الإمارات بتعاقد لمدة خمسة سنوات. وكان من المقرر إرسال عدد ألف مجند في 19 فبراير 2020 من مطار الخرطوم وعلى متن طائرات تتتبع لشركة فلاي دبي ولكن تم إلغاء السفرية بأوامر من حميدتي ووزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش. وكان الخلاف بعد أن أخبره قرقاش بأنهم سوف يقومون بتجنيس هؤلاء الجنود بالجنسية الإماراتية مما جعل حميدتي يرفض بشدة ويرسل عصام فضيل إلى المطار لإيقاف السفريات وإلغاء أي اتفاق بينهم وبين الإمارات وأمر بإرجاع جميع الجنود المتواجدين بالمطار بغرض السفر للإمارات إلى نيالا مباشرة دون نقاش وأكد أنه سيقوم بإرجاع جميع جنوده المتواجدين بالإمارات حالياً وبالفعل ذهب عصام فضيل وأمر بإلغاء السفر للإمارات ووجه بإرسال الجنود إلى نيالا بعد أن أخبرهم بأن السبب في عدم سفرهم هو خلال بين حكومتنا وحكومة الإمارات.
إسرائيل
في 7 أكتوبر 2021، كشفت مصادر دبلوماسية سوداني أن وفداً سودانياً عسكرياً وأمنياً وصل إسرائيل في زيارة سرية، دون الإفصاح عن أسباب الزيارة. وأوضحت المصادر أن الوفد يضم الفريق أول ميرغني إدريس سليمان، مدير منظومة الصناعات الدفاعية، وقائد قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو (حميدتي)، الذي قالت صحيفة السوداني إنه يقود الوفد.[33]
كانت مصادر دبلوماسية سودانية قد كشفت في سبتمبر 2021 أن السودان يستعد لتوقيع اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل خلال شهر أكتوبر، في البيت الأبيض، بالعاصمة الأمريكية واشنطن. وقالت المصادر: "ما زالت المشاورات مستمرة لاختيار الشخصيات التي ستشارك في حفل التوقيع، إذ يتوقع حضور رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، والرئيس الأميركي جو بايدن".
وتعطي مشاركة البرهان وحمدوك، وفقاً للمصادر، إشارات إيجابية بأن "شركاء الحكم في السودان، على توافق بشأن عملية التطبيع". لكن بعض المصادر رجحت اعتذار وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، عن المشاركة بسبب انتمائها السياسي لحزب الأمة القومي الذي يرفض إقامة علاقات مع إسرائيل، ويعتبرها "مناقضة للمصلحة الوطنية العليا، والموقف الشعبي".
وأعلن السودان وإسرائيل توصلهما لاتفاق لتطبيع العلاقات، في أكتوبر 2020، برعاية من الولايات المتحدة، ووقع السودان في 6 يناير 2021 رسمياً مع الولايات المتحدة على اتفاقيات أبراهام لإقامة علاقات مع إسرائيل. لكن خطوات تنفيذ الاتفاق كانت أبطأ من وتيرة تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع الإمارات والبحرين، اللتين وقعتا "اتفاقات إبراهام" في سبتمبر 2020، وقالت الحكومة السودانية إن الاتفاق لن يدخل حيز التنفيذ "إلا بعد موافقة البرلمان" الذي لم يتم تشكيله حتى الآن.
وفي مايو 2021، اعتبر رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، أن عملية التطبيع مع إسرائيل في مصلحة بلاده، مؤكداً أنها ستلتزم بهذا الاتفاق، وذلك في تصريحات لصحيفة معاريف الإسرائيلية خلال أول مقابلة لرئيس وزراء سوداني مع وسيلة إعلام إسرائيلية. وعلى مدار أكثر من ستة عقود ظل السودان وإسرائيل في حالة عداء، لكن مجلس الوزراء السوداني ألغى في أبريل 2021 قانوناً لـ"مقاطعة إسرائيل" كان مطبقاً منذ عام 1958.
في 19 يناير 2022، وصل العاصمة السودانية الخرطوم وفد أمني إسرائيلي رسمي رفيع، لإجراء مباحثات مع القادة العسكريين والأمنيين السودانيين، وذلك استمراراً لسلسلة لقاءات دأبت الخرطوم وتل أبيب على تنظيمها منذ لقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عنتيبي الأوغندية فبراير 2020، وأعقبه توقيع السودان على الاتفاقيات الإبراهيمية في 6 يناير 2021، وإعلان تطبيع العلاقات مع إسرائيل الذي تعثر بسبب الأوضاع التي تشهدها البلاد.[34]
وذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية أن وفداً رفيع المستوى وصل قادماً من تل أبيب في زيارة تستغرق ساعات، يجري مباحثات خلالها مباحثات مع القادة العسكريين السودانيين. ونقلت مصادر صحفية في الخرطوم، أن الوفد ينتظر أن يجرى لقاءات مع كل من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو، ورئيس المخابرات العامة أحمد إبراهيم مفضل، لكن السلطات الرسمية السودانية أو الإسرائيلية لم تكشف طبيعة تلك المباحثات، بيد أن مصدراً ذكر أن المباحثات اقتصرت على الجوانب الأمنية والأحداث التي تشهدها البلاد.
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن الطائرة التي أقلعت من مطار بن گوريون قرب تل أبيب هبطت بالفعل في مطار الخرطوم وعلى متنها وفد رسمي، وأنها توقفت في مدينة شرم الشيخ المصرية قبل منحها إذن الطيران مجدداً إلى السودان، وأوردت هيئة البث الإسرائيلي الرسمية معلومات مقتضبة عن زيارة الوفد، دون أن تحدد أسماء المشاركين فيه أو صفاتهم، واكتفت بالقول إن البعثة وصلت الخرطوم في زيارة خاطفة، للالتقاء بمسؤوليين أمنيين ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وأن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يؤكد أو ينف الخبر.
وعلمت جريدة الشرق الأوسط أن مسؤولاً رفيعاً في قوات الدعم السريع استقبل الوفد الزائر في مطار الخرطوم، فيما أشارت هيئة البث إلى أن آخر زيارة لوفد إسرائيلي للسودان كانت في نوفمبر 2021، وذلك في أكتوبر 2021، وأن الوفد كان برئاسة رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية الموساد الذي وصل في زيارة سرية لم تكشف الخرطوم فحواها.
وتأتي زيارة الوفد الإسرائيلي في ظل أوضاع سياسية واقتصادية معقدة في السودان، وتشهد احتجاجات شبه يومية درجت السلطات الأمنية على مواجهتها بعنف مفرط أدى لمقتل 7 أشخاص في آخر احتجاجات تشهدها البلاد، أعقبها إعلان عصيان مدني يهدف لشل الحكومة العسكرية الحليفة لإسرائيل وإسقاطها.
المصادر
- ^ Amin, Mohammed (29 July 2019). "Hemedti: From Camel herder to Sudan's de facto ruler". Anadolu Agency. Retrieved 12 September 2019.
- ^ أ ب Reeves, Eric (2019-05-23). "Hemeti Needs No Help in his Public Relations Campaign: Why is Associated Press Giving it to Him?". sudanreeves.org. Archived from the original on 2020-09-25. Retrieved 2019-09-13.
- ^ "Protesters are back on the streets in Sudan". The Economist. 6 July 2019.
- ^ Olewe, Dickens (20 February 2023). "Mohamed 'Hemeti' Dagalo: Top Sudan military figure says coup was a mistake". BBC News. Retrieved 22 March 2023.
- ^ Nashed, Mat (21 March 2023). "As Sudan's rival forces vie for power, who pays the price?". Al Jazeera. Retrieved 22 March 2023.
- ^ أ ب ت ث ج "Remote-control breakdown – Sudanese paramilitary forces and pro-government militias" (PDF). Small Arms Survey Sudan. 2017-04-19. Archived (PDF) from the original on 2021-03-29. Retrieved 2019-09-13.
- ^ أ ب ت ث Hendawi, Hamza (2019-04-29). "Out of the Darfur desert: the rise of Sudanese general Mohammed Hamdan Dagalo". The National (Abu Dhabi). Archived from the original on 2019-06-07. Retrieved 2019-04-30.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Who are Sudan's RSF and their commander Hemeti?". Al Jazeera English. 2019-06-06. Archived from the original on 2019-06-07. Retrieved 2019-06-06.
- ^ "Archived copy" (PDF). Archived from the original (PDF) on 2019-06-18. Retrieved 2019-06-18.
{{cite web}}
: CS1 maint: archived copy as title (link) - ^ أ ب Oliphant, Roland (2019-06-08). "From camel-trader to the next ruler of Sudan? Meet 'Hemedti', the brutal militia commander aiming to crush a revolution". The Telegraph (in الإنجليزية البريطانية). ISSN 0307-1235. Retrieved 2019-06-09.
- ^ Krauss, Joseph; Magdy, Samy (2019-08-06). "A new strongman in Sudan? Experts aren't so sure". The Daily Telegraph. Associated Press. Archived from the original on 2021-04-05. Retrieved 2019-09-09.
- ^ "Sudanese military commander denies any wrongdoing by pro-government militia - Sudan Tribune: Plural news and views on Sudan". sudantribune.com. Retrieved 2014-06-15.
- ^ أ ب Albaih, Khalid (2019-06-07). "No, it's not over for the Sudanese revolution". Al Jazeera English. Archived from the original on 2019-06-07. Retrieved 2019-06-07.
- ^ Tharoor, Ishaan (2019-06-18). "The Warlord wrecking Sudan's revolution". The Washington Post. Archived from the original on 2019-06-22. Retrieved 2019-06-22.
- ^ Reeves, Eric (2019-09-08). "Peace in Sudan?". sudanreeves.org. Archived from the original on 2021-04-02. Retrieved 2019-09-13.
- ^ أ ب ت ث Loeb, Jonathan (2015-09-09). ""Men With No Mercy" – Rapid Support Forces Attacks against Civilians in Darfur, Sudan". Human Rights Watch. Archived from the original on 2019-09-13. Retrieved 2019-09-13.
- ^ "تعيين قائد قوات الدعم السريع نائبا لرئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان". روسيا اليوم. 2019-04-13. Retrieved 2019-04-14.
- ^ "المجلس العسكري الانتقالي يؤكد بقاء القوات السودانية ضمن التحالف العربي في اليمن". بي بي سي. 2019-04-16. Retrieved 2019-04-16.
- ^ "حميدتي يلتقي القائم بالأعمال الأمريكي". التغيير. 2019-04-14. Retrieved 2019-04-16.
- ^ "نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي يلتقي سفيرة مملكة هولندا بالسودان". الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية السودانية. 2019-04-15. Retrieved 2019-04-16.
- ^ "Sudan general vows to back Saudi against Iran 'threats'". France24. 24 May 2019.
- ^ Lynch, Justin (2019-06-05). "Remember The Darfur Genocide? With Saudi Help, One of the Killer Commanders There Is Taking Over Sudan". The Daily Beast. Archived from the original on 2020-04-09. Retrieved 2019-06-08.
- ^ "Sudan junta, opposition sign initial political agreement". Radio Dabanga. 2019-07-17. Archived from the original on 2021-02-21. Retrieved 2019-08-08.
- ^ أ ب Idris, Insaf (2019-07-17). "Political Agreement on establishing the structures and institutions of the transitional period between the Transitional Military Council and the Declaration of Freedom and Change Forces" (PDF). Radio Dabanga. Archived (PDF) from the original on 2019-07-18. Retrieved 2019-07-18.
- ^ "Sudan Constitutional Declaration signed – Sovereign Council to be announced in two weeks". Radio Dabanga. 2019-08-04. Archived from the original on 2019-08-04. Retrieved 2019-08-04.
- ^ Hassan, Mohamed (2019-08-21). "Who are the members of Sudan's new sovereign council?". Archived from the original on 2019-08-25. Retrieved 2019-08-25.
- ^ FFC; TMC; IDEA; Reeves, Eric (2019-08-10). "Sudan: Draft Constitutional Charter for the 2019 Transitional Period". sudanreeves.org. Archived from the original on 2019-08-10. Retrieved 2019-08-10.
- ^ "Sudanese tribes sign peace deal after deadly clashes in Port Sudan". Reuters (in الإنجليزية). 2019-09-08. Retrieved 2019-09-09.
- ^ "Sudan Signs Historic Peace Deal with Rebel Groups". VOA (in الإنجليزية). Retrieved 2022-01-19.
- ^ أ ب ت de Waal, Alex (2019-07-20). "Sudan crisis: The ruthless mercenaries who run the country for gold". BBC News. Archived from the original on 2019-07-21. Retrieved 2019-07-21.
- ^ أ ب ت "Exposing the RSF's secret financial network". Global Witness. 2019-12-09. Archived from the original on 2019-12-11. Retrieved 2019-12-11.
- ^ "Sudan: Former President al-Bashir denied bail in corruption trial". Al Jazeera English. 2019-09-07. Archived from the original on 2019-12-08. Retrieved 2019-12-11.
- ^ "مصادر دبلوماسية لـ"الشرق": وفد عسكري سوداني يزور إسرائيل سراً". الشرق. 2021-10-09. Retrieved 2021-10-09.
- ^ "وفد أمني إسرائيلي في السودان للقاء قادة عسكريين". جريدة الشرق الأوسط. 2022-01-20. Retrieved 2022-01-20.