ألپتكين
ألپتكين (ت 352هـ/963م) مملوك تركي يُعزى إليه تأسيس ملك الغزنويين. تم شراؤه وأُدرج في الحرس الخاص للسامانيين) حكام بلاد ما وراء النهر وخراسان وجوارها) في زمن الأمير أحمد بن إسماعيل الساماني (295-301هـ/907-913م)، وتدرّج في المراتب حتى صار حاجب الحجاب وواحداً من الطبقة العسكرية النافذة التي كان الأمير يطلب رأي زعمائها في شؤون الدولة المهمة، ولاسيما في أمر شغل المناصب الكبرى كمنصب الوزير أو منصب والي خراسان.
ويرجع ظهور ألب تكين إلى عهد الأمير الساماني نوح الأول بن نصر بن أحمد (331- 343هـ/943- 954م) بصفته سر عسكر (قائد عسكر)، ثم تصاعد نفوذه في عهد الأمير الشاب عبد الملك الأول بن نوح (343- 350هـ/954- 961م) عندما قَتَل، برضى الحرس وموافقة الأمير، والي خراسان بكر بن مالك الفرغاني (345هـ/956م) عند باب الأمير، وأحلّ محله والياً على خراسان أحد أتباع الوالي القتيل القائد أبا الحسن محمد بن إبراهيم بن سيمجور.
وقد بلغ ألب تكين ذروة نفوذه بشغله منصب حاجب الحجّاب للأمير عبد الملك. ومن هذا الموقع بسط ظلّه على المنصب الآخر المهم جداً في الدولة وهو منصب الوزارة. وتشير قرائن الأحوال إلى أن ألب تكين قد عُزِل بعضاً من الوقت في سياق محاولة قام بها الأمير الساماني عبد الملك بمؤازرة وزيره أبي منصور يوسف بن إسحاق للتخلص من سيطرة العسكريين، غير أن اضطرابات عدة ثارت في البلاد، وأخفقت المحاولة. ووجد الأمير أن وسيلته الوحيدة للخلاص من ألب تكين هي إبعاده بتعيينه والياً على خراسان (349هـ/961م) ذلك المنصب الذي كان شاغله يحمل لقب الاسفهسلار (قائد الجيش)، ويُعَدُّ في أعلى المناصب العسكرية في الدولة. وتمّت تولية مملوك سابق لألب تكين منصب الحجابة، وعُزِل الوزير أبو منصور يوسف وأسندت الوزارة إلى أبي علي محمد البلعمي الذي حفظ لألب تكين فضله بشغل هذا المنصب وكان أداة طيّعة في يده. إلا أن موت الأمير الساماني عبد الملك فجأة في شوال 350هـ غيّر مجرى الأحداث، فقد نشبت اضطرابات جديدة، وأُجْلِس على العرش تنفيذاً لرغبة ألب تكين، ابن صغير للأمير المتوفى اسمه نصر لم يدم سلطانه إلا يوماً واحداً، ذلك أن أعضاء الأسرة السامانية، يظاهرهم في ذلك قادة الحرس ناصروا أبا صالح منصور بن نوح (350- 365هـ/961- 976م) شقيق الأمير المتوفى، الذي استطاع أن يرتقي العرش بمعاونة فايق حاجبه منذ أيام صباه، وتشير القرائن إلى أن الوزير البلعمي نفسه قد ناصر الحكومة الجديدة لأنه احتفظ بمنصبه حتى وفاته، وإذ ذاك وجد ألب تكين نفسه منعزلاً عن الجميع، وقد استوحش الأمير منصور منه، وخرج عليه عدوه القديم أبو منصور محمد بن عبد الرزاق والي خراسان السابق الذي كان ألب تكين قد عينه بعد تنحيته حاكماً على طوس.
وهكذا اضطر ألب تكين، بعد أن صرفه الأمير الجديد منصور بن نوح، إلى الخروج على الطاعة والارتداد إلى بلخ. وفي ربيع الأول 351هـ/962م هزم جيشاً أنفذه إليه الأمير منصور، ثم انسحب إلى غزنة فتغلّب على الحاكم المحلي المسمى لاديك بادشاه، وأطاح السلالة المحلية الحاكمة، وشيد لنفسه فيها ملكاً مستقلاً، من دون أن يعمل على التوسع فيما احتله من البلاد طوال حياته. وأعقب ذلك مصالحة مع السامانيين كانت مرضية للطرفين.
وقد اختُلِف في عام وفاته. لكن أكثر المؤرخين اعتمدوا سنة 352هـ/963م تاريخاً لذلك، وخلفه ابنه أبو إسحاق إبراهيم (352- 355هـ/963- 966م) الذي لم يستطع الثبات أمام خصمه أمير غزنة السابق ففر إلى بخارى واستنجد بالسامانيين الذين أطبقوا على غزنة وجعلوها إمارة تابعة لهم. ومات أبو إسحاق من دون أن يخلف ولداً فقام مكانه المملوك التركي لألب ـ تكين قائد الحرس بَلكاتكين (355-363هـ/966-974م). ولما قتل هذا في إحدى غزوات الهند خلفه مملوك آخر من مماليك ألب تكين أيضاً اسمه: بيري تكين (363- 366هـ/974 ـ 977م). وفي هذا العهد قُمِع التمرد الأخير لمؤيدي السلالة الحاكمة السابقة. بيد أن بيري أقر بعجزه عن إدارة الحكم وتركه باختياره، وبتأييد من القوات المنتصرة، للقائد سَبُكتكين (366- 387هـ/977- 997م) صهر ألب تكين وقائد جيوشه السابق الذي قُدّر له أن يكون مؤسس الأسرة الغزنوية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المصادر
- ج.ت. "ألب تكين". الموسوعة العربية.
ذكراه
السلطان ألپتكين هو مؤسس ولاية غزنة. وقد خلفه في 975 لفترة قصيرة ابنه، ثم بوفاته في 977، زوج ابنته سبك تگين؛ الذي سيصبح مؤسس الدولة الغزنوية.
انظر ايضاً
المصادر
Ferishta, History of the Rise of Mohammedan Power in India, Volume 1: Section 15 [1]
الحاكم الغزنوي 961-963 |
خلفه: سبك تگين |