قلعة الكهف
قلعة الكهف | |
---|---|
محافظة طرطوس، سوريا | |
الإحداثيات | 35°02′27″N 36°04′59″E / 35.0407°N 36.0830°E |
النوع | قلعة |
معلومات الموقع | |
المالك | المديرية العامة للآثار والمتاحف |
يتحكم فيه | سيف الملوك ابن عمران (1120–1138) الدولة الإسماعيلية النزارية (1138–1273) سلطنة المماليز (1273–1516) الدولة العثمانية (1516–1918) |
مفتوح للعامة | Yes |
الحالة | أطلال |
تاريخ الموقع | |
بُني | 1120 |
بناه | سيف الملوك ابن عمران |
قيد الاستخدام | حتى القرن 19 |
المواد | الحجر الجيري |
أزيل | 1816 |
قلعة الكهف تقع قلعة الكهف في محافظة طرطوس وهي من القلاع الأثرية المهمة وتبعد عن بلدة القدموس نحو 20 كم كما تبعد عن قرية الشيخ بدر مسافة 15 كم من الجهة الشمالية، تتوضع قلعة الكهف فوق هضبة صخرية تأخذ شكلا طولانيا باتجاه شرق غرب من المتعذر الوصول اليها إلا من الجهة الشرقية وبصعوبة بسبب الوديان السحقية التي تحيط بها. وتتربع القلعة على هضبة صخرية مطلة على واد سحيق تحيط بها الجبال فتغدو شبيهة بالحصن الطبيعي ويلاحظ زوار القلعة مباشرةً أنه تم اختيار موقعها بعناية فائقة لكونه من المواقع المحصنة طبيعياً والأكثر وعورة الذي يساعد في صد هجوم الغزاة، القلعة التي تمتد على مساحة 43396 متر مربع، وتزداد أهمية موقعها إضافة لكونه من المواقع الحصينة بأنه يمنح القلعة ميزة السيطرة على بقية القلاع المجاورة كقلعة القدموس والعليقة والخوابي ومصياف والرصافة وقلعة أبو قبيس.. لوقوعها على تلة مرتفعة وفي منطقة متوسطة وعلى أبعاد متساوية تقريباً أو متناظرة وكانت ترتبط معها بواسطة الشهب النارية.
كما تعد قلعة الكهف من القلاع النادرة التي بنيت ونحتت في الصخر ولذلك سميت قلعة الكهف .[1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
يتبين أن القلعة كانت موجودة في القرن الحادي عشر الميلادي، وخلال العصور اللاحقة تعرضت القلعة للعديد من الأضرار نتيجة الظروف الجوية والحروب والهجمات المتلاحقة إذ انتقلت السيطرة على القلعة من العرب إلى الفرنج عدة مرات، واتخذت القلعة من قبل حسن الصباح عاصمة له كزعيم للفرقة أو الحركة التي أسسها موضحا أن موقعها الحصين كان حافزا لداعي دعاة الفرقة في بلاد الشام الشيخ شهاب الدين أبو محمد الملقب “الفراسه” أن يجعل منها مقرا له كرئيس للفرقة ومركزا لتخريج الفدائيين المدربين على الفداء الذين كان لأعمالهم صداها في أرجاء العالم الإسلامي من الصين شرقا إلى الأندلس غربا، التي بقيت مركزا للفرقة حتى بعد وفاة الشيخ شهاب الدين عام 1162 وأن سنان راشد الدين الملقب شيخ الجبل زاد من تدعيمها وتحصينها رغم انتقاله الى قلعة مصياف لأغراض استراتيجية إلا أنه أبقى على قلعة الكهف مركزا سريا رئيسيا له.
كما أن القلعة احتلت من قبل الصليبين عام 1128م إلا أن سيف الدين بن عمرون الدمشقي استعادها منهم عام 1132م وما لبث أن باعها الى الشيخ شهاب الدين الفراسه ومنهم انتقلت الى الشيخ سنان راشد الدين كما ذكر.
وفي عام 1268 خضعت لسيطرة الظاهر بيبرس المملوكي وبعد خضوع المنطقة للحكم العثماني أبقى العثمانيون الزعامات المحلية في مراكزهم مقابل تأديتهم الضريبة السنوية الى الوالي ممثل السلطان في اسطنبول واستمرو حتى عام 1815م وهو تاريخ هجرها حتى الوقت الحالي، إذ تم زوال معظم معالمها ولم يتبق منها سوى أطلال ويتم الدخول إليها عبر ثلاث بوابات.
وبقيت بعيدة عن أي اهتمام من تاريخ هجرها عام 1815 حتى قامت المديرية العامة للآثار والمتاحف دائرة آثار طرطوس بالعمل منذ عام 2002 وكشف وتنظيف الطريق المؤدي الى القلعة بطول 250م
الوصف المعماري
الشكل العام
هي عبارة عن كتلة صخرية مفرغة تماماً من الداخل تحوي ثلاثة طوابق من الكهوف الحجرية، اكتشف بداخلها بقايا معبدين يعتقد أنهما رومانيان لكن النباتات والأحراش تغطيهما بشكل كبير جداً، وقد عجزت القوات الفرنسية عن دخولها بسبب منعتها وتحصيناتها واستبسال الثوار المتحصنين بداخلها في الدفاع عنها، وفي داخل القلعة سبع غرف منحوتة بالصخر وقد كانت إنارتها في السابق تتم بواسطة فتحات في سقف القلعة. ويلاحظ فيها بقايا سور محيط بها وثلاثة أبراج من جهة الشرق والغرب والجنوب، وتحتوي القلعة على آبار لتجميع مياه الأمطار كما انها كانت تتغذى بالمياه أيضا بواسطة قناة فخارية من عين تبعد عنها 2 كم باتجاه الشرق.
ترتفع فوق سور قلعة الكهف ثلاثة أبراج متهدمة من الجهات الشرقية والجنوبية والشمالية، البرج الشرقي يتقدم القلعة ويطل على قلعة القدموس من الشمال الشرقي، أما البرج الشمالي فيعلو المدخل الرئيسي ويطل من الناحية الشمالية على واد سحيق وكذلك البرج الجنوبي يطل على واد سحيق جنوبي القلعة.
البوابات الثلاث
و يوجد طريق بين البوابة الأولى المتهدمة وما قبل الى البوابة الثانية بعرض مابين 2- 4م عثر فيه على الحمام، بعد إزالة الغطاء النباتي الكثيف موضحا أن الحمام يعود الى الفترة الإسلامية 572-1176 م و يتكون الحمام من البراني والوسطاني الأول والوسطاني الثاني والجواني والخزانات.
البوابة الثانية للقلعة المحفورة بالصخر تعلوها كتابة إسلامية تحتاج الى دراسة لعدم وضوحها، وتؤدي إلى تجويف صخري مصنع على شكل غرفة قد تكون مقرا للمجموعات المكلفة بالحراسة و على جدرانها الداخلية الصخرية يوجد تزيينات قوسية كانت معدة للكتابة بالإضافة الى تزيينات على شكل أسهم وفجوات مربعة متناظرة من أجل إحكام إغلاق الباب و يسبق الباب وبالقرب منه والى اليسار حفر في الصخر كمحرس ينتهي من الأعلى بشكل قوسي تعلوه كتابة بأحرف لاتينية تحتاج للدراسة مشيرا إلى وجود بقايا كتابة عربية ضمن المحرس في الخلف وقد أزيلت بكاملها ولم يبق منها سوا حرف /ج/ بالعربية و يقابل البوابة الثانية من الجهة الغربية للغرفة بوابة محفورة بالصخر.
وخلال أعمال التنقيب تم الكشف عن الدرج المنحوت بالصخر بعد إزالة الردميات حتى ارتفاع 170سم في بعض النقاط وصولا الى البوابة الثالثة وهو مكون من قسمين الأول يأخذ اتجاه شرق غرب منحوت بالصخر بطول 18م وعدد درجاته 21 درجة وبعد هذه المسافة باتجاه الغرب تم رصف 17م والسبب في عملية الرصف عائد الى انخفاض الصخر الطبيعي عن المستوى المطلوب لتسهيل عملية الصعود موضحا ان القسم الثاني من الدرج المكمل للقسم الأول يأخذ اتجاه غرب مخصص لسير الخيل عليه طوله/36م/ وعدد درجاته 21 درجة يضيق أحيانا على جانب الدرج من اليمين وفي بدايته نقشت على الصخر آية الكرسي التي تعرضت أطرافها للتهشم.
وعلى يسار البوابة الثالثة كتابة إسلامية في وسطها شعار دائري الشكل ومنها يتم الوصول إلى سطح القلعة التي تحتوي على معالم أثرية كثيرة وكهوف منحوتة بالصخر وآبار مياه لافتا الى وجود جامع في الجهة الغربية من البوابة الرئيسية خارج القلعة تغطيه الأشجار الكثيفة.
جامع القلعة
جامع القلعة الذي يوجد على سطح القلعة قرب الساحة التدريبية من الجهة الشرقية ولم يتبق منه الكثير فهناك قاعة مسقوفة بقناطر متهدمة، وهناك أيضاً الدرج الذي يتجه نزولاً باتجاه الساحة وقد سدت اتجاهاته وتهدم معظمه وتقول المصادر التاريخية إن هذا الدرج يقود إلى الكهف وفيها آبار لتخزين المياه كما كانت تصلها المياه بقناة فخارية من عين ماء تبعد عن القلعة مسافة 2كم.
ويوجد فيها غرفة مبنية من الحجر الكلسي غير المشذب سقفها عقدي يتم الدخول إليها عن طريق بوابة قوسية مبنية من الحجر الكلسي المنحوت قائمة على ركائز ذات أفاريز تزيينية أرضيتها كانت مبلطة بالحجارة إلا أن يد التخريب امتدت اليها ولم يبق منها سوى بعض البلاطات جدارها الجنوبي يحتوي على فتحة قوسية مغلقة تشكل المحراب وعلى جانبيه فتحتان جانبيتان مغلقتان وفي أعلى المحراب قطعتان حجريتان بازلتيتان كانتا تستخدمان لتعليق الغطاء الذي يحجب المحراب مشيرا الى ان المواصفات المذكورة تشير الى أن للجامع ملحقات أخرى.
مكتشفات
خلال عمليات التنقيب الموسمي التي تقوم بها دائرة آثار طرطوس تم العثور على عدد من اللقى الأثرية في القلعة وهي حسب رئيس الدائرة ثلاث قطع نقدية برونزية إحداها بيزنطية بحاجة إلى دراسة عثر عليها في البراني و قطعة دائرية فضية مزخرفة الحواف بحاجة إلى دراسة ايضا و تاج عمود نقش عليه أربعة وجوه بشرية ذات ملامح مغولية وكل وجهان متقابلان متشابهان و تاج عمود يحمل زخارف هندسية قوسية وقطعتان من الحجر الكلسي القاسي تحمل نحت لبوابة قوسية بداخلها نقش لحيوان الفهد إحدى هاتين لقطعتين لا تزال في القلعة تعذر نقلها والثانية الأكثر وضوحا تم نقلها إلى متحف طرطوس اضافة إلى جزء من دمية فخارية لحيوان لم يبقى منه سوى الجذع. كما تم العثور أيضا على مجموعة من الكسر الفخارية ذات نقوش جميلة لمجموعة غلايين وكسر فخارية تعود لأواني فخارية وكسر زجاجية منها ما يعود لسقف الحمام القمرية وهو من النوع السميك الملون ومنها رقيق يعود لآنية زجاجية تعود للفترة الإسلامية مشيرا الى ان أعمال التنقيب في القلعة لمواسم متتالية تم الكشف من خلالها عن أبنية سكنية و مجموعة من الآبار والمعاصر وأرضية حجرية مبلطة وصهاريج لتخزين المياه اضافة الى كتابة اسلامية وقد تم العثور على مجموعة من الكثر الفخارية التي تحمل زخارف نباتية وهندسية بديعة جسدت بألوان مختلفة على أوان منزلية.
ورغم أن مجمل المعالم الظاهرة في القلعة تعود إلى الفترة الإسلامية ولكن يعتقد بأن القلعة تعود إلى فترة العصور الكلاسيكية لأن الدلائل الأثرية الموجودة في محيطها هي من الفترة الكلاسيكية في كل من قرية الزريقة و كاف الحمام و بسطريام، لذا لا بد من أن تكون القلعة مسكونة خلال تلك الفترة وهذا ما ستؤكده معطيات أعمال التنقيب لاحقا.[2]
المصادر
- ^ نقلاً عن د. جوزيف زيتون
- ^ غرام محمد، وكالة سانا https://www.sana.sy/?p=26076
المراجع
- Darke, Diana (2006), Syria, Bradt Travel Guides, ISBN 978-1-84162-162-3, https://books.google.com/books?id=HuXAHGDSjNIC&pg=PA196&dq=kahf+castle&as_brr=3&ei=5yidS9GHHKOukAT_sOj2CQ&cd=3#v=onepage&q=kahf%20castle&f=false
- Mannheim, Ivan (2001), Syria & Lebanon handbook: the travel guide, Footprint Travel Guides, ISBN 978-1-900949-90-3, https://books.google.com/books?id=t9LHVdWLc7gC&pg=PA274&dq=kahf+castle&lr=&as_brr=3&ei=USmdS8b7DZv6lASkrJznCQ&cd=12#v=onepage&q=kahf%20castle&f=false
- Daftary, Farhad (2001), Mediaeval Isma'ili History and Thought, Cambridge University Press, ISBN 978-0-521-00310-0, https://books.google.com/books?id=8eebGQXgPcQC&pg=PA247&dq=kahf+castle&lr=&as_brr=3&ei=BFedS-OSLIiEkATqu-zuCQ&cd=25#v=onepage&q=kahf%20castle&f=false
- Willey, Peter (2005), Eagle's nest: Ismaili castles in Iran and Syria, I.B.Tauris, ISBN 978-1-85043-464-1, https://books.google.com/books?id=RTyTn4ErwRIC&printsec=frontcover&dq=castles+syria&ei=EiidS_ShCYbklQT5pKjuCQ&cd=1#v=onepage&q=&f=false
- Setton, Kenneth M.; Baldwin, Marshall W. (2006), A History of the Crusades, Volume I: The First Hundred Years, Univ of Wisconsin Press, ISBN 978-0-299-04834-1, https://books.google.com/books?id=RfO1J6hjcdgC&pg=PA119&dq=kahf+castle&lr=&as_brr=3&ei=USmdS8b7DZv6lASkrJznCQ&cd=17#v=onepage&q=kahf%20castle&f=false