قلعة حارم
قلعة حارم قرب بلدة حارم في الشمال الشرقي من محافظة إدلب، في سوريا.
مبنية فوق تل منفرد منتصب وسط السهل كحارس جبار يحمي حارم بعين عنايته, وهذا التل منفصل عن أخر عضد في الجبل الأعلى المجاور له وهو طبيعي لكن منحدراته مرصوفة بالبلاط ما عدا المنحدر الشمالي العمودي. وكان حول التل خندق قسم منه محفور في الأرض وقسم منقور بالصخر بعرض 7 ـ 8 متر وعمق 20 ـ 25 متر ولا يزال بعض البلاط والخندق ظاهراً , وفي ذروة التل المذكور بنيت القلعة على شكل نصف دائرة باستثناء شمالها فانه على خط مستقيم. وسور القلعة خراب وزاد خرابه لما تحصن في هذه القلعة الجند الفرنسيين ضد الثوار في فترة ثورة هنانو وما بعدها (1921 – 1922 م). وفي السور أطلال أبراج بارزة مربعة الشكل ممتدة على طول نصف دائرة التي تقدم ذكرها. أما القسم الشمالي المستقيم فكان مصونا بالمنحدر العمودي.يصل القاصد إليها من منحدرها الغربي الذي تم إصلاحه أخيرا حيث يمكن للسيارات أن تصل إلى سطح القلعة ويمكن الدخول إليها من باب ضيق ذو عتبة مستقيمة بين برجين عريضين. وفي أطلال القلعة البرج الكبير المستطيل الشكل المقام في الزاوية الشمالية الشرقية في أضعف نقطة دفاع عن السور. وفي هذا البرج ترى أجمل الأنقاض والأطلال والجدران. وفي أسفل الجدران حشي كثير من أعمدة الروابط.
ومن غريب ما يوجد في هذه القلعة أنه ينزل في جوف تلها سرداب عمودي له /150/ درجة يصل إلى مستوى أرض البلدة حيث تنبع عين جارية تفيض على الخندق المحيط بالقلعة من الجهة الشمالية ثم تتفرع الى الأرباض المجاورة. وقد تم مؤخراً رفع الأنقاض عن بئر في وسط القلعة له درج يصل إلى قاعه وليس له علاقة بالنبع ليكون مصدر ماء للمحاصرين داخل القلعة جرت تنقيبات أثرية في القلعة من عدة بعثات أثرية وطنية وأجنبية وكشفت بعض الأسواق والحمامات بداخل القلعة اضافة الى المخازن والقصور كقصر الامارة وذكر العالم الأثري فان برشيم في كتابه ( رحلة إلى الشام ) بأن قلعة حارم عربية البناء من طراز الهندسة العسكرية في العهد الأيوبي, ويدل على ذلك انتظام شكل باحتها ورصف منحدراتها بالبلاط على النحو الذي يشاهد في قلاع حمص وحماه وشيزر وحلب وقلعة المضيق. وأن تخطيط سورها على شكل نصف دائرة جعلها تشبه قلعة بصرى حوران التي بنيت في عهد الأيوبيين. وشكلها العام يشبه قلعة المضيق. واستنتج العالم المذكور بأنه ليس في قلعة حارم أي اثر لهندسة الصليبيين العسكرية لأنهم لم يمكثوا فيها أكثر من نصف قرن.
ويمتد نظر الواقف في هذه القلعة إلى الأطراف فيرى في الشمال بلدة حارم ومبانيها البيضاء والطرق المعبدة الذاهبة إلى حلب وفي الشرق منحدرات جبل الأعلى العمودية وفي الجنوب التلال المشرفة على وادي العاصي القادم من سهل الغاب ووادي دركوش وفي الغرب سهل العمق الفسيح وقراه ومدنه المنتشرة حتى قمم جبال الأمانوس التي تناطح السحاب، وقمم جبل الأقرع. أما إنطاكية فقد اختفت وراء جبل القصير.