پييترو بمبو
پييترو بمبو Pietro Bembo | |
---|---|
وُلِد | البندقية، جمهورية البندقية1 | 20 مايو 1470
توفي | 18 يناير 1547 روما، الدويلات الپاپوية | (aged 76)
الوظيفة | عالم، شاعر، منظر أدب، كاردينال كاثوليكي |
اللغة | الإيطالية، اللهجة التوسكانية |
الصنف الأدبي | الشعر وكتابات غير روائية |
الحركة الأدبية | أدب النهضة، الپتراركية |
پييترو بمبو Pietro Bembo (و.1474 ـ ت. 1547) شاعر وناقد إيطالي، من مفكري عصر النهضة. ولد في البندقية، وتوفي في رومة. نشأ في بيئة تهتم بالأدب وخاصة الشعر، إذ رمم والده على نفقته الخاصة قبر الشاعر دانتي Dante في راڤـِنا Ravena. حظي بمبو باهتمام والده الذي كان يعمل في السلك الدبلوماسي سفيراً للبندقية ورافقه في معظم أسفاره.
أسهم بمبو في تطوير اللغة الإيطالية وتعزيز لغة الشاعر پتراركا Petrarca ونشر قصائده في البندقية عام 1501، إذ كان بيمبو يعده مثله الأعلى. ورفض كذلك فكرة اللغة المركبة التي تضم خليطاً من التراكيب والتعابير الصادرة عن مناطق مختلفة موصياً باستخدام لغة دانتي وبتراركا في الشعر ولغة بوكاتشو في النثر.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حياته
لم يقتصر عمل أعضاء المجمع العلمي الجديد على الإسهام بقسط مورفور في إحياء الأدب اليوناني، بل أنهم أسهموا بنصيب كبير في نشر آداب العصر الذي كانوا يعيشون فيه. فقد كان منهم أنطونيو كتشيو Antonio Coccio المعروف باسم سابلكوس Sabellicus والذي كتب تاريخياً إخبارياً للبندقية في كتابه العقود Decades. وقرض أندريا نفاجيرو Andrea Navagero قصائد لاتينية بلغت من كمال الشكل درجة قال معها مواطنوه الفخورون به إنه انتزع زعامة الأدب من فلورنس وجاء بها إلى البندقية. وكان مارينو سانودو يحتفظ بيومية طريفة يدون فيها الأحداث الجارية في السياسة، والأدب، والفن، والعادات، والأخلاق. وقد بلغ عدد مجلدات هذه اليوميات ثمانية وخمسين مجلداً تصور الحياة في البندقية تصويراً أوفى وأكثر حياة من أي تاريخ لأية بلدة في إيطاليا. وكان ساندودو يكتب بلغة الكلام اليومية الدارجة السريعة، أما صديقه بمبو فقد أنفق نصف حياته يصقل أسلوبه اللاتيني والإيطالي المتكلفين.
وتلقى بيترو الثقافة وهو في مهده فقد كان ابن أسرة من أغنياء البنادقة المتعلمين. وكأنما شاءت الأقدار أن تؤكد نقاءه الأدبي فجعلت مولده فضلاً عن ذلك في فلورنس الموطن الذي يفخر بلهجته التسكانية. ثم درس اللغة اللاتينية في صقلية على قسطنطين لسكاريس، كما درس الفلسفة في پادوا على بمبوناتسي Pomponazzi. ولعله قد سرى إليه من بمبوناتسي هذا شيء من النزعة المتشككة، إذا جاز أن نحكم عليه من ساوكه، لأنه لم يكن يعتقد اعتقاداً جدياً أن من الأعمال ما يعد ذنوباً وآثاماً. فقد كان بمبوناتسي يشك في خلود الروح، غير أنه أوتي من رقة الطبع ودماثة الخلق ما نأى به عن حرمان المؤمنين من سلوى هذا الخلود؛ ولما اتهم أستاذه المتهور بالإلحاد، استطاع بمبو أن يقنع البابا ليو العاشر بألا يقسو عليه.
وقضى بمبو في فيرارا أسعد أيامه - بين الثامن والعشرين والسادسة والثلاثين من عمره (1498 - 1506). وفيها وقع في هوى لكريدسيا بورجيا ملكة هذا البلاط ذي الأدب الرفيع - ولعله لم يكن أكثر من هوى بالمعنى الأدبي لهذا اللفظ؛ وقد نسى ماضيها المريب في رومة، إذ أغوته رشاقتها الهادئة، وبريق شعرها ((التيتياني))، وشهرتها الفاتنة؛ ذلك أن شهرتها أيضاً كان في مقدورها أن تكسر الناس كما يكسرهم جمالها. وكتب إليها بفصاحة الأدباء رسائل فيها من الرقة والحنان ما يتفق مع سلامته ووجوده بجوار زوجها ألفنسو الصياد البارع. وقد أهدى إليها حواراً باللغة الإيطالية عن حب العذارى (الأفلاطوني) سماه Gli Asolano (1505)؛ ومدحها بقصائد من البحر الرثائي اليوناني لا تقل في رشاقتها من أية قصائد نظمت في عصر روما الفضي. وكانت هي تكتب إليه في حذر، وليس ببعيد أن تكون قد بعثت إليه بخصلة شعرها المحفوظة مع رسائلها له في المكتبة الأمبروزية بميلان.
ولما انتقل بمبو من فيرارا إلى أربينو (1506) كان قد بلغ ذروة مجده؛ لقد كان طويل القامة، وسيم الخلق، كريم المحتد والتربية، ذا هيبة خالية من الكبرياء، لا يقحم نفسه في غير شأنه. وكان في وسعه أن يكتب الشعر في ثلاث لغات؛ وكانت رسائله تلقى تقديراً عظيماً. وكان حديثه حديث المسيحي، والعالم، والسيد المهذب. ولما نشر حواره في الحب العذري أثناء إقامته في أربينو صادف ذلك هوى في نفس حاشية المدينة؛ وأي عجب في هذا؟ فهل ثمة موضوع ألذ من الحب؟ وأي موضوع تمثيلي أحق بالحديث من حدائق كترينا كرنارو Catarina Cornaro في أسولا Asolo؟- وأية مناسبة أليق من زواج إحدى وصيفاتها؟ ومن ذا الذي يستطيع التحدث عن الحب مهما يكن حباً أفلاطونياً، من ثلاثة الشبان، وثلاث العذارى الذي أنطقهم بمبو بحديثه الذي مزج فيه بين الفلسفة الشعر؟ وحيته البندقية التي أخذ فنانوها لمحات ومناظر من الكتاب، وفيرارا التي تلقت دوقتها ذلك الإهداء المعقم بالخشوع والإجلال، وروما الني كان رجال الدين فيها ينعمون بالحب، وأربينو التي كانت تفخر بأنه من أبنائها - وكانت إيطاليا كلها تحييه وتصفه بأنه أستاذ العواطف الرقيقة والأسلوب المصقول. ولما صور كستجليوني النقاش الذي سمعه أو تخيله في قصر الدوق بأربينو، ووصفه في الرسول Courier بأنه المثل الأعلى في الحديث، أعطى لبمبو الدور الممتاز في الحوار، واختاره لينطق بالفقرة الختامية الذائعة الصيت عن الحب العذري.
وصحب بمبو في عام 1512 جليانو ده ميديتشي إلى روما؛ وبعد عام من ذلك الوقت أصبح أخو جليانو البابا ليو العاشر؛ وسرعان ما أسكن بمبو في الفاتيكان وأصبح أمين البابا. وكان ليو يحب فكاهته الحلوة، وأسلوبه البليغ الشبيه بأسلوب شيشرون، وطريقته السهلة في الحياة. وظل بمبو سبع سنين زينة البلاط البابوي، ومعبود المجتمع، وولداً عقلياً لرفائيل، محبوباً من كبار الأغنياء، ومن كريمات السيدات. ولم يتجاوز بمبو المراتب الدينية الدنيا، وارتضى لنفسه الرأي السائد في روما وهو أن ارتباطه التجريبي بالكنيسة لا يحول بينه وبين القليل من طرائد النساء الظريفة. وكانت فيتوريا كولنا Vittoria Colonna أطهر الطاهرات تهيم به أعظم هيام.
وكان في هذه الأثناء يكتب وهو في البندقية، وفيرارا، وأربينو، وروما شعراً لاتينياً لا يستنكف كاتلوس Catullus وتيبلوس Tibllus أن يكتباه - من مراث، وأناشيد رعاة، وقبريات، وقصلئد غنائية، بعضه صريح في وثنيته، وبعضه مثل قصيدة برايابوس Priapus يجاري أحسن ما كتب من الشعر الداعر في عصر النهضة. وكانت لغة بمبو وبوليتيان اللاتينية صحيحة لا غبار عليها مطلقاً من الناحية اللغوية، ولكنها جاءت في غير أوانها؛ ولو أنهما ولدا قبل عصرهما بأربعة عشر قرناً لكانت كتبهما لا غنى عنها في مدارس أوربا الحديثة؛ أما وهما يكتبان في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، فلم يكونا هما الناطقين بروح عصرهما أو بلدهما ولا بالطبقة التي ينتسبان إليها. وأدرك بمبو هذا، ودافع في مقال له عن اللغة العامية Della volgar lingua عن استعمال اللغة الإيطالية فت الأغراض الأدبية. وحاول أن يضرب المثل لأبناء جيله فألف أغاني على طريقة بترارك، ولكن حرصه الشديد على الصقل أفسد عليه الشعر، وأحال حبه إلى غرور شعري. ومع هذا فإن كثيراً من هذه الأغاني قد لحن وصار من الأغاني الغزلية، ولحن بعضه باليسترينا Palestrina العظيم نفسه.
ولما مات أصدقاؤه: ببينا، وتشيجي، ورفائيل أصبحت روما في نظرة مدينة موحشة لا يستطيع فيها البقاء. فاستقال من منصبه في خدمة البابا (1520)، وطلب الصحة والراحة، كما طلبهما بترارك، في بيت ريفي قريب من بدوا. والآن وهو في الخمسين من عمره أصيب بسهام الحب العارم غير العذري، وعاش طوال السنين العشرين التالية من غير زواج مع دونا موروسينا Donna Morosina التي لم تهبه ثلاثة أبناء فحسب، بل وهبته أيضاً من المتعة والسلوى، والحب، والرعاية، وما لم يستمتع بمثله في أيام شهرته، وما كان له في هذه الآونة أحسن الوقع في نفسه أثناء سني الضعف والهرم. وكان لا يزال وقتئذ يستمتع بإيراد عدد من المناصب الدينية؛ وكان أكثر ما يستخدم فيه ثروته هو جمع الصور والتماثيل الجميلة، وكانت صورتا فينوس وجوف تحلان مكان الشرف إلى جانب مريم والمسيح(48). وأصبح بيته كعبة يحج إليها الأدباء، وندوة للفنانين والفكهين؛ وأخذ من هذا العرش يضع القوانين، ويقرر الأساليب التي تطبق في إيطاليا. وكان حتى وهو يشغل منصب أمين البابا قد حذر سادوليتو من أن يقرأ رسائل القديس بولس خشية أن تفقد ذوقه أحاديث العامة غير المصقولة، وقال له بمبو ((أبعد عنك هذه السفاسف لأن أمثال هذا السخف لا تليق برجل ذي كرامة))(49). وقال لإيطاليا إن اللغة اللاتينية كلها يجب أن تحذو أسلوب شيشيرون، وإن اللغة الإيطالية يجب أن تتخذ أسلوب بترارك وبوكاتشيو نموذجاً لها. وكتب هو نفسه وهو في سن الشيخوخة تاريخين لفلورنس والبندقية، وقد ماتا رغم جمال لغتهما. ولكن الكاتب صاحب الأسلوب الجميل نسى قواعده حين ماتت حبيبته موروسينا، كما نسى أفلاطون ولكريدسيا وكستجليوني وكتب إلى صديق له رسالة لعلها هي الرسالة الوحيدة من الرسائل التي جرى بها قلمه الخليفة بالذكر:
لقد فقدت أعز قلب في العالم، قلب كان يعنى بي ويحنو أشد الحنو على حياتي - التي كان يحبها، ويحافظ عليها أكثر من حياته نفسها، قلب بلغ من سيطرته على نفسه، واحتقاره لجميع ضروب الزخرف والزينة الباطلة، والخز والذهب، والجواهر والكنوز الغالية الثمن، وأن قنع بالمتعة الوحيدة السامية (كما أكد لي هو نفسه) وهي ما أكنه له من الحب. وقد اكتسى هذا القلب فضلاً عن ذلك بأرق الأعضاء، وأملسها، وأكثرها رشاقة، وألطفها؛ وكان في خدمته ملامح جميلة، وأحلى وأظرف قد التقيت به في هذه الأرض.
ولم يكن في مقدوره قط أن ينسى آخر عبارة نطقت بها:
((أوصيك بأبنائنا، وأتوسل إليك أن تعنى بأمرهم، إكراماً لي ولك. وثق أنهم أبنائك أنت، لأنني لم أخنك قط، ومن أجل هذا فإني أستطيع أن أمسك الآن بجسم الرب وأنا مطمئنة النفس))؛ ثم أضافت إلى هذا بعد وقفة طويلة: ((اطمئن مع الإله)). وبعد دقائق قليلة أغمضت إلى آخر الدهر عينيها اللتين كانتا نجمين ساطعين يهدياني في إخلاص ووفاء في أثناء حجي طوال الحياة(50).
وبعد أربع سنين من ذلك الوقت كان لا يزال حزيناً عليها. ولما فقد ما كان بينه وبين الحياة من صلات عمد آخر الأمر إلى التقى والصلاح، حتى استطاع بولس الثالث في عام 1539 أن يرسمه قساً وكردنالاً، وكان في الثمان السنين الباقية من حياته قطباً من أقطاب الكنيسة وقدوة يقتدي به فيها.
مشاكل
عاش بيمبو عيشة ضنك مادي لازمه قلق عاطفي، إذ لم يتمكن من منح أطفاله الثلاثة وعلاقته العاطفية صفة شرعية خوفاً من فقدان حظوته لدى الكنيسة. فقد منحه البابا بولس الثالث عام 1539 لقب كاردينال حين عاد إلى رومة. وكُلِّف بكتابة تاريخ البندقية كما كُلِّف بإدارة المكتبة في كاتدرائية سان ماركو.
أشهر مؤلفاته «أسولاني» Asolani نسبة إلى ڤيلا أسولو Asolo التي كانت تقطنها ملكة قبرص، كاترينا كورنارو Caterina Cornaro ويقع هذا المؤلف في ثلاثة أجزاء كتبها بين عامي 1479 و1502، تناول فيها قضية الحب من وجهة نظر ثلاثة شبان من النبلاء، يتحدث الأول باسم النائب العام الذي يرفع على الحب والهوى دعوى شرعية تستدعي تحقيقاً لما ينجم عنهما من عذاب وآلام تعاني منهما النفس البشرية، ويتولى الشاب الثاني الدفاع، بصفته محامياً، فيرى الحب ينبوع السعادة الحقيقية، أما الشاب الثالث فهو القاضي الذي يحكم للحب لأنه رأى فيه توجهاً نحو الحقيقة الإلهية وسعادة الروح بشرط ألا يستسلم للغريزة والشهوات. ويظهر في هذا المؤلف أثر التعاليم الأفلاطونية ورؤية پتراركا ودانتي في الحب الروحاني.
أسهم بيمبو منذ عام 1512 في نقاش باللغة اللاتينية استمر ثلاثين عاماً من خلال رسالة شعرية تتناول القواعد التي تتناقلها الأجيال De imitatione عند محاكاة الكبار من الأدباء، وكان السؤال الذي يُطرح هو كيف يحتفظ المقلد بأصالة الفكر؟ وأنهى في پادوڤا Padova كتابه عن لغة العامة في الأدب (1522- 1524) الذي نشر في البندقية تحت عنوان «لغة العامة النثرية» Prose della volgar lingua. كما نشر في عام 1530 قصائد تحت عنوان «القوافي» Rime.
قائمة المراجع
- Raffini, Christine, "Marsilio Ficino, Pietro Bembo, Baldassare Castiglione: Philosophical, Aesthetic, and Political Approaches in Renaissance Platonism", 1998. ISBN 0-8204-3023-4
المصادر
حنان المالكي. "بيمبو (بييترو ـ)". الموسوعة العربية.
- Atlas, Allan W., ed. Renaissance music: music in western Europe, 1400-1600. NY: Norton, 1998. ISBN 0-393-97169-4
- James Haar, "Pietro Bembo." Grove Music Online, ed. L. Macy (Accessed December 30, 2007), (subscription access)
- James Haar, Anthony Newcomb, Massimo Ossi, Glenn Watkins, Nigel Fortune, Joseph Kerman, Jerome Roche: "Madrigal", Grove Music Online, ed. L. Macy (Accessed December 30, 2007), (subscription access)
- This entry incorporates public domain text originally from the 1911 Encyclopedia Britannica.
- The character Pietro Cardinal Bembo also features prominently in Baldassare Castiglione's work The Book of the Courtier where he speaks about the nature of "Platonic" love.
ملاحظات
وصلات خارجية
- Pietro Bembo: Historia Veneta, Venice 1551; facsimile, CAMENA Project
- Bembo, Pietro: Carmina, in: Carmina Quinque Illustrium Poetarum Bergamo 1753; facsimile, CAMENA Project
- Short description is different from Wikidata
- مواليد 1470
- وفيات 1547
- الفرسان الاسبتارية
- كاردينالات إيطاليون
- رومان كاثوليك إيطاليون
- مؤرخون إيطاليون
- شعراء إيطاليون
- كتاب مقالات إيطاليون
- مترجمون إيطاليون
- أشخاص من البندقية
- 16th-century Italian cardinals
- 16th-century Roman Catholic bishops in the Republic of Venice
- 16th-century Italian historians
- Burials at the Basilica of Saint Anthony of Padua
- 15th-century Venetian writers
- 16th-century Venetian writers
- 16th-century male writers
- Bembo family