نوميديا

ⵜⴰⴳⵍⴷⴰ ⵏ ⵉⵏⵓⵎⵉⴷⵏ
مملكة نوميديا

202 ق.م.–46 ق.م.
علم نوميديا
العلم
المملكة النوميدية والاراضي القرطاجية والإمبراطورية الرومانية عام 150 ق.م بعد توحيد.
المملكة النوميدية والاراضي القرطاجية والإمبراطورية الرومانية عام 150 ق.م بعد توحيد.
العاصمةسيرتا
اللغات الشائعةالنوميدية و اللاتينية والپونية [1]
الحكومةملكية
الملك 
• 202–148 ق.م.
الملك ماسينسا
• 60–46 ق.م.
يوبا الأول من نوميديا
الحقبة التاريخيةالقدم
• تأسست
202 ق.م.
46 ق.م.
Currencyعملة نوميدية قديمة
سبقها
تلاها
قرطاج القديمة
الجمهورية الرومانية
مورتانيا
Today part of الجزائر
 تونس
 ليبيا
 المغرب

نوميديا (بالأمازيغية: ⵜⴰⴳⵍⴷⴰ ⵏ ⵉⵏⵓⵎⵉⴷⵏ) ، (202 قبل الميلاد - 46 قبل الميلاد)، هي مملكة أمازيغية قديمة شملت أجزاء من الجزائر وتونس وليبيا، والمغرب حتى وادي ملوية. تم تقسيم النظام السياسي في الأصل بين الماسيل في الشرق والماسيسيل في الغرب، خلال الحرب البونيقية الثانية (218-201 قبل الميلاد)، ماسينيسا، ملك ماسيليا، هزم سيفاكس الماسيسيلي لتوحيد نوميديا في مملكة واحدة، بدأت المملكة كدولة ذات سيادة ثم تحولت إلى مقاطعة رومانية تارة. تحدها مملكة موريطنية من الغرب، وقرطاج ثم مقاطعة أفريكا الرومانية (تونس الحالية) من الشرق، والبحر الأبيض المتوسط شمالا، والصحراء الكبرى جنوبا، وتعتبر واحدة من أولى الدول الكبرى في تاريخ الجزائر. ذكرها المؤرخ الكبير بلينيوس الأكبر في كتبه، والجغرافي اليوناني بطليموس في الجغرافية (بطليموس)، كما وجدت في دليل سترابو وخريطة اُنطونيوس، وهي خريطة للطّرقات الرّومانيّة تنسب إلى الإمبراطور ثيودوسيوس الأول، وأشتهرت بأنها مسقط رأس القديس أوغسطين الذي عاش بين 350 و 430 ميلادي والذي وضع فلسفة مسيحية أثرت في الفكر المسيحي الغربي حتى أزمنتنا الحديثة، وتتميز بخصوبة أرضها وتنوّع فلاحتها وإنتاجها الزراعي الوفير وبمناطقها السقويّة الشاسعة والمتعدّدة. وهناك الكثير من الكتب للمؤرخين التي ذكرت تاريخ مملكة نوميديا وتحديدا حول ماسينيسا على غرار تيتوس ليفيوس وديودور الصقلي وأبيان وبوليبيوس

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخ تأسيس نوميديا

خريطة توضح توسع نوميديا على قرطاج

لا يعرف تاريخ تأسيس مملكة نوميديا على وجه التحديد, فبعض المصادر القديمة سواء المصرية الفرعونية او اللاتينية اشارت إلى وجود ملوك امازيغ في شمال أفريقيا, بحيث تروي بعض الروايات التاريخية ان الأميرة الفنيقية أليسا المعروفة بديدو ابتسمت باغراء لأرضاء الملك الأمازيغي النوميدي يارباس ليسمح لها بالإقامة في مملكته, وهو ما رواه المؤرخ اللاتيني يوستينيوس نقلا عن غيره. كما اشارت بعض المصادر اللاتينية ان كلا من الملكين الأمازيغيين: يارباس ويوفاس رغبا في الزواج بالأميرة الفينيقية أليسا, كما اشار الشاعر ڤرجيل إلى أن يارباس كان يفرض زواجه على أليسا كما كان يقدم القرابين لأبيه جوپيتر-آمون في معابده الباهرة ليحقق له امنيته. غير ان هذه الأساطير ليست دقيقة وان جل المؤرخين يعتقدون ان أيلماس هو المؤسس لمملكة نوميديا, وللإشارة فان الملك ماسينيسا الذي ينتمي إلى اسرة أيلماس كان يطالب باسترداد اراضي اجداده في حربه ضد قرطاج ومملكة موريطانيا الطنجية (شمال المغرب) مدعوما بروما.

يرتبط التاريخ المدون لهذا الإقليم مع تاريخ قرطاج والحروب البونية التي قامت بين الرومان والقرطاجيين في القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد. وفي فترة لاحقة اعترفت روما بمملكة نوميديا وعاصمتها سيرتا Cirta (قسنطينة الحالية) في عهد ملكها ماسينيسا Masinissa مكافأة له على مساعدة روما في حربها ضد قرطاجة في الحرب البونية الثانية وفيها- بناء على شروط معاهدة الصلح - تعهدت قرطاجة ألا تخوض أي حروب ضد أي طرف من دون موافقة روما المسبقة، إضافة إلى تعهدها بإعادة كل ممتلكات مملكة نوميديا إلى الملك ماسينيسا. وكان ماسينيسا يطمح إلى تكوين امبراطورية خاصة به وعاصمتها قرطاجة؛ ولهذا دأب منذ نهاية الحرب البونية الثانية (201 ق.م.) على تأليب روما وتغذية شكوكها ومخاوفها ضد العدوة المشتركة قرطاجة، وقد أفلح بذلك عندما أشار إلى غنى قرطاجة المتنامي بعد الحرب، وتمكنها من دفع كل ديونها إلى روما قبل المدة المحددة. وأستغلت روما قيام حليفها ماسينيسا بمهاجمة و احتلال مدينة طرابلس الحليفة لقرطاجة لاتهام قرطاجة بأنها خالفت شروط الصلح، وطلبت لجنة تحقيق أرسلتها للتحقق من الأمر بإعلان الحرب على قرطاجة إذا لم تقم بتسليم ماسينيسا كل ممتلكات نوميديا في ليبيا ودفع تعويض مناسب له عن محاولة تصديها له في طرابلس، وكان لهذا القرار الظالم أثر كبير في نفوس القرطاجيين الذين بعد اتصالهم السري مع غريم روما پرسيوس Perseus ملك مقدونيا لم يعودوا يتحملون مغالاة ماسينيسا في طلباته التي طالت حتى قرارات قرطاجة الداخلية، فأعلنت الحرب على ماسينيسا بجيش لم يكن معداً إعداداً يكفل لقرطاج تحقيق أي نجاح الامر الذي اتى بهزيمة نكراء سنة 150 ق.م

وعلى الرغم الهزيمة السريعة، والاعتذار الذي قدمته قرطاجة إلى نوميديا، وعلى الرغم إعدامها قادتها العسكريين بحجة مسؤوليتهم عن الحرب وقبولها فكرة الاستسلام و تقديم تعويضات كبيرة تابعت روما بجانب نوميديا حشد قواتها وحاصرت قرطاجة تمهيداً لحرب عرفت باسم الحرب البونية الثالثة[ر] سنة 149ق.م التي استمرت أربع سنين، كانت كافية لقهر المدينة واستسلامها في ربيع سنة 146ق.م حيث سُويت أسوارها ومبانيها بالأرض و بيع سكانها عبيداً، أحذت مملكة نوميديا جزءاً كبيراً من أملاكها و تحول ما تبقى منها إلى ولاية رومانية، في الوقت الذي مات فيه ماسينيسا، وتسلم الحكم في نوميديا ابنه ميكيبسا Micipsa ت(148-118ق.م) الذي تخلى عن أطماع أبيه التوسعية واهتم بشؤون نوميديا الداخلية. وفي سنة 113ق.م تسلم حكم نوميديا ابن أخيه الملك يوغورطة Iugurtha الذي حاول التمرد على سلطة روما وقام بمهاجمة كل المناطق المجاورة وضمها بالقوة من الرومان، إلا أنه لم يتمكن من الوقوف في وجه القائد الروماني ماريوس Marius الذي أعاد النفوذ الروماني إلى المنطقة التي حكمها هِمبسال Hiempsal ت(106-60ق.م)، ثم جوبا الأول Juba I ت(60-46ق.م). وحينما دعم الملك جوبا الأول أنصار بومبيوس في الحرب الأهلية تعرض لهزيمة قاسية على يدي يوليوس قيصر[ر] الذي أقدم على إلغاء الملكية في نوميديا وضم كل ممتلكاتها إلى الدولة الرومانية وجعلها ولاية باسم إفريقيا الجديدة، واستمرت الحال على هذا المنوال حتى سنة 25ق.م، عندما اقتطع الامبراطور الروماني أوغسطس الجزء الغربي من نوميديا وجعله تحت حكم حليفه جوبا الثاني ملك موريتانيا القيصرية، ثم قضى الرومان على مملكة موريتانيا وجعلوا منها ولايتين رومانيتين، وبذلك قسمت بلاد المغرب القديم إلى أربع ولايات رومانية وانتهى تاريخ نوميديا.


نوميديا في عهد ماسينيسا

يعتبر ماسينيسا أشهر الملوك النوميديين تحديدا و الأمازيغ عموما, ولد ماسينيسا بسيرتا التي عرفت ايضا بـقسنطينة واتخذ منها عاصمة له ولا يزال قبره موجودا هناك. عرف ماسينيسا بحكمته و ذكائه الشديد و تجلى ذلك بقدراته العالية في التخطيط المدني و العسكري بحيث تمكن من هزم خصمه الأمازيغي سيفاكس هزيمة نكراء و توحيد مملكته مع مملكة نوميدية الغربية, كما تمكن من هزم حنبعل القرطاجي اعظم الجنيرالات التاريخيين في العالم القديم هزيمة نكراء, في معركة زاما بتونس الحالية سنة 203 قبل الميلاد رفع شعاره الشهير: أفريقيا للأفارقة, متحالفا مع روما, عمل على تأسيس دولة امازيغية قوية قادرة على مواجهة التحديات الخارجية. في عهده برزت نوميديا كقوة في الميادين العسكرية و الثقافية و الاقتصادية متبعا التقاليد الأغريقية في ما يتعلق بالطقوس الملكية, و متبنيا الثقافة البونيقية في الميادين الثقافية. كما جهز المملكة بأسطول بحري و أعاد تسليح و تنظيم الجيش النوميدي حيث أدخل عليه التحضيرات و التشكيلات العسكرية. اهتم ماسينيسا بالتعليم و الفن فكان أول ملك نوميدي يقوم بإحضار نخبة اغريقية و رومانية للملكة قصد تدريس الفلسفة و طرق النحت و التشكيل , كما حرص حرصا شديدا على تحسين حياة الشعب النوميدي فبنى الموانئ و شجع على الأستقرار و بناء المدن و تبني الزراعة و الاهتمام بالتجارة , كما وصلت المملكة لأقصى اتساع لها في عهده (من حدود مصر البلطمية حتى نهر ملوية) الأمر الذي جعله يعتبر احد اعظم ملوك الأمازيغ .

نوميديا بعد ماسينيسا

ماسينيسا الذي بلغ من الكبر عتيا لم يأخذ بالحسبان المطلوب القوة الرومانية المتنامية بشدة ، كما انه توفي قبل أن ينظم امور الملك, بعد وفاته قامت صراعات بين ابنائه لحيازة العرش و استطاع ابنه مسيبسا الوصول للعرش منصبا نفسه حاكما لنوميديا عمل على القيام بحملات عسكرية اتجاه غرب نهر ملوية كما حاول الحفاظ على جسور العلاقات الودية مع روما التي صارت تلاحظ تنامي القوة النوميدية بقلق و تخوف, جعل اخوه غيلاسا قائدا للجيش, بينما جعل الأخ الثالث: ماستانابال القائد الأعلى في مملكة نوميديا, غير ان ميسيسا انفرد بالملك بعد وفاة اخوته في وقت مبكر.

نوميديا بعد ميسيبسا

بعد وفاة ميسيبسا اندلع ايضا صراع بين أبناء ميسيبسا وهم: هيمبسل وأدهربل واحد ابنائه الذي هو حفيد لماسينيسار, حاولت روما التدخل تقسيم و لتوزيع مملكة نوميديا قصد اضعفها غير ان يوغرطا تميز بقوميته حالما بأنشاء امبراطورية نوميدية امازيغية قوية, بعيدة عن تأثير القوة الرومانية.

يوغرطة والحرب مع روما

بعد الصراع بين أبناء ميسيبسا تمكن يوغرطة من القضاء عليهم, ومن مدينته سيرطا التي اختارها كمنطلق لحروبه ضد الرومان كبد روما خسائر هائلة في جنودها حتى أن روما نفسها دخلت في مجاعة كبيرة بسبب الحرب ضد نوميديا, غير انه وحسب الروايات المتداولة قام أحد ملوك موريطانيا الطنجية الأمازيغ التي وجدت في منطقة المغرب الحالي وهو بوخوس غدر به في فخ روماني, وبذلك تم القبض عليه وسجن إلى أن تمكن منه الموت.

نوميديا بعد هزيمة يوغرطة

بعد هذه الهزيمة اصبحت شمال أفريقيا غنيمة في يد الرومان ، وبدل جعلها عمالة تابعة لروما, نصبوا ملوكا أمازيغاً على شرط قيامهم بمد روما بالثروات الأفريقية, وبذلك تم تقسيم مملكة نوميديا إلى ثلاثة مماليك، استأثر فيها بوخوس بالجزء الغربي جزاء عمالته، في حين حصل غودا على الجزء الشرقي، اما ماستانونزوس فقد حصل على الجزء الأوسط من مملكة نوميديا الموزعة.

نوميديا في عهد جوبا الأول

بعد خلفاء بوخوس الذين تميزوا باقامات علاقات ودية مع روما, ظهر ملك امازيغي نوميدي آخر, وهو حفيد ليوغرطا وكان اسمه جوبا الأول. هذا الآخير حلم على نهج اجداده يوغرطا وماسينيسا لبناء دولة امازيغية نوميدية مستقلة تكفيهم التدخلات الأجنبية. وفي سنة 48 قبل الميلاد بدت الفرصة سانحة لتحقيق هذا المأرب, ذلك ان صراعا قام بين بومبيوس وسيزر حول حكم روما. واعتقد جوبا الأول ان النصر سيكون حليفا لبوميوس وراهن على حلف بينهما غير ان النصر كان مخالفا لتوقعات جوبا الأول وتمكن سيزر من هزم خصمه بومبيوس. ففي سنة 48 قبل الميلاد تمكن الجنود الرومان وجنود كل من بوخوس الثاني و بوغود الثاني من تحقيق نصر مدمر ضد جيوش جوبا الأول وبومبيوس. وعلى الرغم من تمكن جوبا الأول من الفرار إلى انه انتحر بطريقة فريدة دعا فيها أحد مرافقيه من القادة الرومان إلى مبارزة كان الموت فيها حليفا لكل منهما.

نوميديا كمقاطعة رومانية

الأقاليم الرومانية

بعد هزيمة جوبا الأول فقدت نوميديا استقلالها السياسي، وكانت نهايتها عام 46 ق.م. بعد مرور مائة سنة على ذكرى قرطاجة سنة 146 ق.م. وبهذا دخلت نوميديا فترة جديدة وهي فترة الحكم الروماني.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ Jongeling. Karel; Kerr, Robert M. (2005). Late Punic epigraphy: an introduction to the study of Neo-Punic and Latino-Punic inscriptions. Mohr Siebeck. p. 4. ISBN 3-16-148728-1. {{cite book}}: Unknown parameter |last-author-amp= ignored (|name-list-style= suggested) (help)

وصلات خارجية