الرشيد بن علي الشريف
المولى الرشيد بن الشريف بن علي بن محمد بن علي بن يوسف (1631 - 1082 هـ/1672) موحد المغرب، والمؤسس الحقيقي للدولة العلوية. نسبهالرشيد بن الشريف بن علي بن محمد بن علي بن يوسف بن علي بن الحسن بن محمد بن الحسن الداخل بن القاسم بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل بن القاسم بن محمد النفس الزكية بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب.[1]
مسيرتهيعتبر مولاي الرشيد بن الشريف بن علي المؤسس الحقيقي للدولة العلوية، وتروي المصادر التاريخية أن هذه الشخصية تميزت بذكاء وبعد نظر، وحب للعلم والعلماء، وعرف المغرب في عهده وحدة ورخاء وازدهارا بعد فترة طويلة من التفرق والحروب الأهلية. فما أن تولى الحكم حتى بدأ في مشروعه الإصلاحي، حيث ركز في البداية على تدعيم أركان سلطته واستكمال الوحدة الترابية للمغرب، وهكذا فتح سجلماسة –التي بايعت محمد بن الشريف بن علي- ودخلها سنة 1079هـ وأصلح أمرها، وأعاد تنظيمها إداريا وعسكريا، وقبلها فتح فاس سنة 1076هـ حيث تمت مبايعته، فأكرم العلماء والطلبة الذين أعجبوا بشخصيته العربية وتشبثه بالتقاليد الإسلامية، ثم قضى تباعا على الدلائيين والشبانيين والسملاليين. بسط المولى الرشيد سلطانه على المغرب كله من الساحل الشمالي على السوس، وقد حرص على القضاء على القوة العسكرية السوسية، ومن فاس خرج المولى الرشيد لزيارة الشيخ أبي يعزى، ثم قصد سلا فزار صلحاءها، واستطاع أن يخمد كل حركة قامت ضده في السوس أو مراكش أو تافيلالت أو فاس، وهكذا في وقت قياسي، لا يتجاوز سبع سنوات، حقق المولى الرشيد الوحدة الوطنية المنشودة، بعد التمزق الذي عانى منه المغرب أزيد من ستين سنة، على يد الزعامات الطائفية المتناحرة، كما حارب مختلف الزوايا وشيوخ الطرق الصوفية الذين كان لهم موقف عدائي تجاه قيام الدولة العلوية، وبعدما استتب له الأمر، ووحد أطراف البلاد، ركز مجهوداته على استكمال الوحدة الترابية وتحرير الأجزاء التي كانت في يد المحتل، فحرر طنجة التي كانت في يد الأنجليز سنة 1082هـ، بعد أن حصن الرباط وسلا بقلعتين عظيمتين حيث قضى على الوجود الإنجليزي بالشمال، كما عمل على تنشيط الجهاد البحري. ورغم حذره من الدول الأجنبية فقد شرع في العمل على مد جسور التعاون التجاري معها، وعرف المغرب على أيامه الاستقرار والرخاء والازدهار الاقتصادي، وضرب العملة الرشيدية سنة 1081هـ كما اهتم بالعمران، فبنى قنطرة وادي سبو سنة 1080هـ، ولكنه توفي في عز شبابه وعطائه، وفي أوج انتصاراته ومجده السياسي والعسكري، إذ جمح به فرسه، فارتطم رأسه بشجرة فتهشم ومات لحينه بمراكش سنة 1082 هـ/1672 ودفن بها، ثم نقل جثمانه إلى ضريح سيدي علي بن حرزهم بفاس، حسب وصيته، وقال وهو يحتضر: "سبحانك يا من لا يزال ملكه، عبدك الرشيد زال ملكه". شجرة العلويينللمزيد- المجالس العلمية السلطانية، آسية البلغيثي - الاستقصا، الناصري - تاريخ المغرب وحضارته، حسين مؤنس - أعلام المغرب، ابن زيدان.
|